حتى: لها خمس معانٍ: 1- لانتهاء الغاية في الزمان (نَمْتُ البارحة حتى الصباح). 2- وفي المكان (سِرتُ البلد حتى السوق). 3- للمصاحبة: (قرأت وِردي حتى الدعاء). 4- ما بعدها داخل في حكم ما قبلها (أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها). 5- وقد لا يكون داخلاً (نمت البارحة حتى الصباح).
لا بد لهذه الأسماء من فاعل، وفاعلها الضمير المخاطَب المستتر فيها.
• وثلاثة موضوعة للفعل الماضي وترفع الاسم بالفاعلية: 1- هيهات (هيهات زيد) أي بَعُد زيد. 2- سرعان (سرعان زيد) أي سَرُع زيد. 3- شتان (شتان زيد وعمرو)؛ أي افترق زيد وعمرو.
إن وأخواتها سميت هذه الأحرف أحرفا مشبهة بالفعل؛ لِكونها تشبه الفعل في اللفظ، والمعنى جميعا ويكون حصر أوجه الشبه في خمسة أمور، هي: أ- أنها كلها على ثلاثة أحرف أو أكثر، فـ "إن وإن وليت" على ثلاثة أحرف، و"لعل، وكأن" على أربعة أحرف، و"لكن" على خمسة أحرف. ب- أنها تختص بالأسماء كما أن الفعل يختص بالأسماء. ج- أنها كلها مبنية على الفتح، كما أن الفعل الماضي مبني على الفتح. د- أنها تلحقها نون الوقاية عند اتصالها بياء المتكلم، كما تلزم هذه النون الفعل عند اتصاله بها. هـ- أنها تدل على معنى الفعل، فـ "إن"، و"أن" تفيدان معنى "أكدت"، و"كأن" تدل على معنى "شبهت"، و"ليت" تدل على معنى "تمنيت"، ولعل" تدل على معنى "رجوت" فلما كانت الأحرف المشبهة تتضمن تلك المعاني، عملت عمل الأفعال. أوضح المسالك: 1/ 125 (من كلام المحقق وهو الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد).
"ما" تتصل بثلاثة أفعال وهي: قل، وطال، وكثر تقول: قلما كان ذلك، وطالما نهيتك عن الشر، وكثر ما أرشدتك، هذا هو الأصل، نعني أنه إذ اتصلت "ما" بواحد من هذه الأفعال الثلاثة كفّته عن طلب الفاعل ووليه الفعل، وربما وليه الاسم المرفوع كما في هذا البيت، وللعلماء في ذلك الأسلوب أربعة أقوال: الأول: أن "ما" كافة ولا فاعل لها، والاسم المرفوع بعده مبتدأ خبره ما بعده، وهذا هو ما ذهب إليه سيبويه، وجعل ذلك من ضرورات الشعر. والثاني: أن "ما" هذه زائدة لا كافة، والاسم المرفوع بعدها فاعل. والثالث: أن "ما" كافة أيضًا، والاسم المرفوع بعدها فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل الآخر, وهو مذهب ذهب إليه الأعلم الشنتمري. والرابع: أن "ما" حينئذ كافة أيضًا، والاسم المرفوع بعدها فاعل بنفس الفعل المتأخر، وهذا مذهب كوفي؛ لأنهم هم الذين يجوّزون تقدم الفاعل على ما هو معلوم.
يجوز عدم اقتران الجواب بالفاء إذا كان فعل الشرط ماضياً. قال الإمام العكبري في كتابه: (إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن 1/260): «قوله تعالى: ...وإنْ أطعتُمُوهُم إنكم لمشركون). حذف الفاء من جواب الشرط، وهو حَسَنٌ إذا كان الشرط بلفظ الماضي، وهو هنا كذلك، وهو قوله: (وإن أطعتموهم)» إنِ اجتهدتَ فأنتَ فائز إنِ اجتهدتَ أنت فائز. إنْ لم تتقاعس فالنجاحُ حليفُك إن لم تتقاعس النجاحُ حليفُك.
يجوز عدم اقتران جواب الشرط بالفاء - حين يكون فِعل أمر - إذا كان فعل الشرط ماضياً. - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه [تاريخ الطبري 4/94]: «إنَّ الله عظّم الوفاء، فلا تكونون أوفياءَ حتى تَفُوْا؛ مادمتم في شك أجيزوهم وفُوْا لهم. علق الناقد اللغوي الكبير صبحي البصّام (مجلة مجمع دمشق 58/4/833) على قول ابن الخطاب بقوله: «وحذْف الفاء من (أجيزوهم) من الفصيح.» [نذكّر هنا بأن (مادام) مصدرية شرطية!] - وجاء في (نفح الطِّيْب 1/485): إنْ كنتَ مِنّا أبِشِرْ بخيرٍ أولا، فأيقنْ بكلِّ شَرِّ
يجوز الجزم والرفع في جواب الشرط - حين يكون فعلاً مضارعاً إذا كان فعل الشرط ماضياً. يقول الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابه (جامع الدروس العربية 2/200): «الرفْعُ حسَنٌ، والجزم أحسن!» - قال تعالى: ) مَن كان يريد زينة الحياة الدنيا نُوَفِّ إليهم أعمالهم(، بجزم جواب الشرط. - ومن الرفع قول زهير بن أبي سُلْمى: وإنْ أتاه خليلٌ يومَ مَسْغبةٍ يقول لا غائب مالي ولا حرمُ - وقول عروة بن الورد: وإنْ بَعُدُوا لا يأمنُون اقترابه تَشَوُّفَ أهلِ الغائب المُتَنَظِّرِ - وقول أحمد شوقي: إنْ رأتني تَمِيلُ عني كأنْ لم تَكُ بيني وبينها أشياءُ - إنْ قُمْتَ أَقُمْ / أَقومُ؛ إن لم تَقُم أَقُمْ / أَقومُ!
معنى الابتداء بالنكرة أن تكون مبتدأ حتى وإن تأخّر، وليس معنى الابتداء أن يبتدأ بها في أول الجملة، وتقدم الجار والمجرور من مسوغات الابتداء بالنكرة (أي: من مسوغات أن تعرب النكرة مبتدأ) ، قال ابن مالك: ولا يجوز الابتدا بالنكرة .. ما لم تفد كعند زيد نمرة فـ "نمرة" مبتدأ مؤخر، وجاز الابتداء بالنكرة هنا (أي: إعرابها مبتدأ) لتقدم الظرف عليها (شبه الجملة) المتعلق بمحذوف الخبر.
يشترط في دخول لام الابتداء على خبر (إن) ما يلي: • ألا يكون الخبر منفيا، وإلا لم يجُز. فلا تقول مثلا: (إن زيدا لَمَا يقوم). • ألا يكون الخبرُ جملة فعلية فعلها ماض متصرف غير مقرون بـ(قد). فإن كان الفعل مضارعا جاز دخول اللام عليه، نحو: (إن زيدا لَيرضى). وإن كان ماضيا غير متصرف جاز على الصحيح، نحو: (إن أسامةَ لنِعمَ المجاهدُ). وإن اقترن الماضي المتصرف بـ(قد) جاز، نحو: (إن هذا لَقَد سما على العِدا). فإن توفر هذان الشرطان جاز دخول لام الابتداء.
والزجَّاجُ يجعلُها أربعةً، ويرى أنَّ المفعولَ معه هو في الحقيقةِ مفعولٌ به؛ كقولِكَ: «سِرتُ والنِّيلَ» فـ«النيلُ» في الحقيقةِ مفعولٌ به لفعلٍ مُقَدَّرٍ: «سِرتُ وَجَاوَزْتُ النِّيلَ»، فيكونُ مفعولًا به.
والكوفيون أيضًا يجعلونها أربعةً؛ لكنهم نقصوا المفعولَ له؛ وقالوا: المفعولُ له مفعولٌ مطلَقٌ في الحقيقةِ؛ لأن المفعولَ المطلَقَ- كما سيأتي بيانُهُ إن شاء الله- الأصلُ فيه أن يكونَ مصدرًا؛ كقولِكَ: «أَكْرَمْتُ إِكْرَامًا»، لكنَّه أحيانًا يقعُ غيرَ مصدَرٍ؛ كقولِكَ: «قَعَدْتُ جُلُوسًا»، فقالوا: هذا من ضِمنِ الأشياءِ التي تنوبُ عنِ المصدَرِ في الانتصابِ على أنها مفعولٌ مطلَقٌ، فقولُكَ: «جِئتُ رغبةً في العلمِ»؛ عندَهم: «رغبةً» مفعولٌ مطلَقٌ، لا مفعولٌ لأجْلِهِ؛ كقولِكَ: «جَلَسْتُ قُعُودًا».
أما السِّيرَافِيُّ فزاد مفعولًا سادسًا غيرَ الخمسةِ التي يذكرُها معظَمُ النحويينَ؛ هو المفعولُ منه؛ قال: ومنه قولُ اللهِ عزّ وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا}[]؛ فجَعَلَ «قومَهُ» هنا مفعولًا منه؛ قال: لأن التقديرَ: واختارَ مِن قومِهِ، وغيرُهُ يجعَلُهُ منصوبًا على نَزعِ الخافضِ، ومنه قولُ الشاعرِ:أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذَنْبًا لَسْتُ مُحْصِيَهُرَبَّ العِبَادِ إِلَيْهِ الوَجْهُ وَالعَمَلُأصلُهُ: «أستغفِرُ اللهَ مِنْ ذَنْبٍ»، فَلَمَّا حُذِفَتْ «مِنْ»، انتَصَبَ.
والجَوْهَرِيُّ كذلك زاد سادسا: فسمَّى المستثنَى مفعولًا دُونَهُ؛ وذلك كقولِهِ: «حَضَرَ القَوْمُ إِلا عَلِيًّا»، قال: التقديرُ: «حَضَرَ الناسُ كلُّهم دُونَ عَلِيٍّ»؛ فهذا مفعولٌ دونَهُ عندَ الجَوْهَرِيِّ، ومعظَمُ النحويينَ يجعلونه مُستثنًى منصوبًا على الاستثناءِ، هذا ذكرٌ سريعٌ لأنواعِ المفعولاتِ.
الرضي يرتب المفاعيل كالتالي: فعل+فاعل+مصدر+مفعول به+ظرف زمان+ظرف مكان +مفعول له +مفعول معه. أما الأشموني فيرى الترتيب على الشكل التالي: فعل+فاعل+مصدر+مفعول به+مفعول لأجله +ظرف زمان +ظرف مكان+مفعول معه . أما الصبان فيقول في حاشيته على شرح الأشموني:قال الفارضي:إذا اجتمعت المفاعيل قدم المفعول المطلق ثم المفعول به الذي تعدى إليه العامل بنفسه ثم الذي تعدى إليه بواسطة الحرف ثم المفعول فيه الزماني والمكاني ثم المفعول له ثم المفعول معه مثال ذلك :ضربت ضربا زيدا بسوط نهارا هنا تأديبا له وطلوع الشمس ،والظاهر أن هذا أولى لا واجب. وقد رتبها د .تمام حسان على النحو التالي: " فعل + فاعل + مفعول به + مفعول معه + مفعول مطلق + ظرف زمان + مكان + مفعول له ، كقولنا:ضربت زيداً وطلوعَ الشمسِ ضرباً شديداً يومَ الجمعةِ في دارِهِ تأديباً له ".
قال الصبان: قال الفارضي: إذا اجتمعت المفاعيل؛ قدم المفعول المطلق. ثم المفعول به الذي تعدى إليه الفاعل بنفسه، ثم الذي تعدى إليه بواسطة الحرف، ثم المفعول فيه الزماني، ثم المكاني، ثم المفعول له، ثم المفعول معه؛ نحو: ضربت ضربا محمدا بسوط نهارا هنا تأديبا وطلوع الشمس؛ والظاهر أن هذا الترتيب أولى؛ لا واجب، ومن الخير أن يراعى تقديم -الأهم والمقصود- مهما كان. حاشية الصبان: على شرح الأشموني: 2/ 141.
أحرف الجر من حيث حاجتها إلى التعليق أصناف ثلاثة: 1-حرف جر أصلي وهو ما توقف عليه المعنى واحتاج إلى متعلق مثل (أَكلت بالملعقة). 2- حرف جر زائد: وهو ما لا يتوقف عليه المعنى ولا يحتاج إلى متعلق، وكل عمله التوكيد، فإسقاطه لا ينقص من المعنى شيئاً مثل: (لست بذاهب) فذاهب خبر (ليس) منع من ظهور الفتحة على آخرها اشتغاله بحركة حرف الجر الزائد. 3- حرف جر شبيه بالزائد: وهو ما توقف عليه المعنى ولم يحتج إلى متعلق مثل (ربَّ كتابٍ قرأَت فلم أَستفد، ربَّ رجلٍ مغمور خير من مشهور) فمعنى التكثير أو التقليل متوقف على ذكر (رُبَّ) ولكنها مع مجرورها لا تحتاج إلى متعلق، فمجرورها في الجملة الأُولى في محل نصب مفعول به لـ(قرأَ)، وفي الجملة الثانية في محل رفع مبتدأ.
المجرور بعد حرف جر زائد أَو شبيه بالزائد محله الإعرابي في الكلام رفع أَو نصب على حسب الجملة والعوامل. لكن من النحاة من يقدر للمجرور بحرف أصلي محلا من الإعراب أيضا، فيجعل مجرور (خلا، عدا، حاشا) في محل نصب على الاستثناء، ومحل المجرور في قولنا (يقبض على المجرم) في محل رفع نائب فاعل، وفي قولنا: (لا حسب كحسن الخلق) في محل رفع خبر لا، وفي (أَقرأُ في الدار في الليل) في محل نصب على الظرفية المكانية والزمانية، وفي (بكيت من الشفقة) في محل نصب مفعول لأَجله وهكذا.
الباء: رأس معانيها الإلصاق حقيقياً كان مثل: (أمسكت بيدك) أو مجازياً مثل: (مررت بدارك)، ثم الاستعانة مثل: (أكلت بالملعقة)، والسببية والتعليل مثل: (بظلمك قوطعت)، والتعدية مثل: (ذهبت بسحرك)، والعوض أو المقابلة مثل: (خذ الكتاب بالدفتر أو بدينار)، والبدل (أي بلا مقابلة) (مثل: ليت له بماله عافية)، والظرفية مثل (مررت بدمشق بالليل)، والمصاحبة مثل: (اذهب بسلام)، والقسم مثل: (أقسمت بالله، بالله لأسافرن).
في حرف جرٍّ، ولها معانٍ أشهرها: الظرفية المكانية أو الزمانية، وقد اجتمعتا في قوله تعالى ]غُلِبَت الروم في أدنى الأرض وهم مِن بعدِ غَلَبِهمْ سيغلِبون. في بضع سنين[ (الروم30/2-4) السببية: ومن ذلك [دخلت النارَ امرأةٌ في هرَّةٍ حبستها]، (أي: بسبب هرّة). الاستعلاء (بمعنى على)، نحو: ]ولأُصَلِّبَنَّكمْ في جذوع النخل[ (طه 20/71) (أي: على جذوع النخل). المصاحبة، نحو: ]قال ادخلوا في أُمَمٍ قد خَلَتْ مِن قبلكم[ (الأعراف 7/38) (أي: ادخلوا مع أُممٍ).
يحذف حرف الجر قبل الحرف المصدري (أَنّ، أَنْ، كي) إذا أُمن اللبس مثل: (عجبت أَنْ غضب أخوك مع حلمه): الأَصل (من أَن..)، (شهدت أَنك صادق): الأَصل (بأَنك صادق)، (حضرت كي أَستفيد): الأصل (حضرت لكي أَستفيد). والمصدر المؤول من الحرف المصدري وما بعده في محل جر إذا ذكر الجار: عجبت من غضب أَخيك، شهدت بصدقك.. إلخ. وفي محل نصب بنزع الخافض إذا حذف الجار.