فوائد و درر من كتاب (أخلاق الوزيرين) لأبي حيان التوحيدي
https://themar.ahlamontada.net/t7442-topic
فوائد رائعة من كتاب (البيان و التبيين) للجاحظ
https://themar.ahlamontada.net/t7428-topic
حب الآباء طبيعة و حب الأبناء تكلف - التذكرة الحمدونية -
https://themar.ahlamontada.net/t7439-topic
أعقل الأمم .. كلام رائع لابن المقفع
https://themar.ahlamontada.net/t7462-topic
لِمَ سَمَّت العرب أبناءها بشر الأسماء و عبيدها بخير الأسماء؟!
https://themar.ahlamontada.net/t20-topic
نقولات مختارة من كتاب الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي
https://themar.ahlamontada.net/t5326-topic
من اللطائف أن هناك من أفرد فوائد العصا بمؤلف ، وقد عدوا من ذلك قول بعض العرب : "عصاي أركزها لصلاتي، وأعدها لعداتي، وأسوق بها دابتي، وأقوى بها على سفري، وأعتمد بها في مشيتي ليتسع خطوي، وأثب بها النهر، وتؤمنني العثر، وألقي عليها كسائي فتقيني الحر، وتدفيني من القر، وتدني إلي ما بعد مني، وهي تحمل سفرتي وعلاقة إداوتي، أستعصي بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأقي بها عقور الكلاب، وتنوب عن الرمح في الطعان، وعن السيف عند منازلة الأقران، ورثتها عن أبي وأورثها بعدي بني" انظر فتح القدير 3/507.
قال الجاحظ في "التبصرة بالتجارة" (1/37) :
"وفراسه الرجل السوء أَن يكون منقبضاً غير منشرح، وَأَن يرى لَونه إِلَى الصُّفْرَة والكمود ، من غير مرض ، وَأَن يكون طائش الْقلب، وَأَن يكون للدعابة والمزاح كَارِهًا لَهُ عائباً ، وَأَن ترَاهُ غليظ اللَّفْظ عِنْد المحاورة.
وَمن فراسة الرجل الصَّالح أَن ترَاهُ سهلا طلقاً ذَا منظر بهى وَكَلَام شهى، سبط الجبين غير منقبض وَلَا نزق علق قلق، وَغير كَارِه للدعابة والمزاح، يذكر من يذكر بِخَير لين المحاورة متواضعاً " .
..
زعموا أن أسداً وذئبـاً وثعلبـاً. خرجوا معـاً يتصيـّدون، فصادوا حماراً وظبيـاً وأرنبـاً. فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا صيدنا. قال الذئب: الأمر سهل؛ الحمار لك، والأرنب للثعلب، والظبي لي. فخبطه الأسد فأطار رأسه. ثم أقبل على الثعلب وقال: قاتله الله، ما أجهله بالقسمة. هات أنت. قال الثعلب: الأمر سهل؛ الحمار لغدائك، والظبي لعشائك، والأرنب تتخلـّل به فيما بين ذلك. قال الأسد: ويحك! ما أقضاك!(يعني : ما أعلمك بالقضاء !) من علـّمك هذه القضية؟ قال: رأس الذئب الطائرة!
من كتاب "محاضرات الأدباء" للراغب الإصبهاني
..
جاء أبو العِبَر يعود صديقًا له وهو على فراش الموت، فإذا بامرأته تلطم وتصيح: من لي بعدَك يا سيدي؟! وكانت شابة جميلة. فغمزها أبو العبر وأومأ إليها: أنا لكِ بعده! فلما مات الرجل وانقضَتْ عِدَّتُها، تزوّجها أبو العبر، فأقامت عنده حينا ثم حضرتْ أبا العبر الوفاة. وجاء أصحابه يعودونه، فإذا بالمرأة تصيح: من لي بعدَك يا سيدي؟! ففتح أبو العبر عينيه وقال: لا يغمزها إلا مَنْ تكون أُمُّه ............!
من كتاب "جمع الجواهر في المُلَح والنوادر" للحُصري
..
حدّث بعض جلساء عبد الملك بن عبد العزيز الماجَشُون، قال: خرجتُ إلى بستان لي بالغابة. فلما دخلتُ في الصحراء وبعدت عن البيوت، تعرّض لي رجل فقال: اخلع ثيابك! فقلت: وما يدعوني إلى خَلْع ثيابي؟ قال: أنا أَوْلى بها منك. قلت: ومن أين؟ قال: لأني أخوك وأنا عُريان وأنت مكسوّ. قلت: فأعطيك بعضها. قال: كلاّ، قد لبستها كلها وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها. قلت: فتعرّيني وتُبدي عورتي؟ قال: لا بأس بذلك، فقد رُوينا عن الإمام مالك أنه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عُريانًا. قلت: فيلقاني الناس فيرون عورتي؟ قال: لو كان الناسُ يَرونك في هذه الطريق ما عرضتُ لك فيها. قلت: أراك ظريفًا، فدعني حتى أمضي إلى بستاني وأنزع هذه الثياب فأوجِّه بها إليك. قال: كلا، أردتَ أن توجِّه إليّ أربعة من عبيدك فيحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزّق جلدي. قلت: كلا. أحلف لك أيمانًا أني أَفِي لك بما وعدتُك ولا أسوءُك. قال: كلا، فقد روينا عن الإمام مالك أنه قال: لا تلزمُ الأيمان التي يُحْلَفُ بها لِلّصوص. قلت: فأحلف أني لا أختل في أَيماني هذه. قال: هذه يمين مُرَكَّبة على أيمان اللصوص. قلت: فدع المناظرة بيننا فوالله لأوجّهن إليك هذه الثياب طيّبة بها نفسي. فأطرق ثم رفع رأسه وقال: تدري فيم فكرتُ؟ قلت: لا. قال: تصفّحتُ أمرَ اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا فلم أجد لصًا أخذ نسيئة. وأنا أكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون عليّ وِزْرُها ووِزْرُ مَنْ عَمِلَ بها بعدي إلى يوم القيامة. اخلع ثيابك! فخلعتُها ودفعتُها إليه، فأخذها وانصرف.
من كتاب "أخبار الأذكياء" لابن الجوزي
..
قال لي مسـْكَوَيْه مرّة: أما ترى إلى خطأ صاحبنا الوزير ابن العميد؟ يـُعطي فلان ألف دينار ضـَربةً واحدة؟! لقد أضاع هذا المال الخطير فيمن لا يستحق. فقلت له: أسألك عن شيء واحد، فاصدُق فإنه لا مـَدَبَّ للكذب بيني وبينك. لو غـَلـِط الوزير فيك بهذا العطاء، وبأضعافه وأضعاف أضعافه، أكنتَ تراه في نفسك مخطئـاً ومبذّراً ومفسداً أو جاهلاً بحق المال؟ أو كنتَ تقول ما أحسن ما فعل، وليتـَه أَرْبـَى عليه؟ إنما هو الحسد، أو شيء آخر من جنس الحسد، ما دفعك إلى قول ما قلت. وأنت تدّعي الحكمة وتكتب عن الأخلاق. فافطـِن لأمرك واطـّلـِعْ على سـِرِّك.
من كتاب "أخلاق الوزيرين" لأبي حيان التوحيدي.
..
قال الحافظ ابن عساكر ( ت 571 هـ ) في " تاريخ دمشق " :
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب : أخبرني عمي الحسن ابن محمد، نا أحمد بن الحارث، نا المدائني، حدثني أبو عمران بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه وحدثنيه عوانة أيضاً
قال : صنع عبد الملك بن مروان طعاماً فأكثر وأطاب ودعا إليه الناس فأكلوا،
فقال عبد الملك بن مروان لرجل من بني عذرة : هل لك علم بالشعر ؟
قال : سلني عما بدا لك يا أمير المؤمنين،
قال : أي بيت قالت العرب أمدح ؟
قال : قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا ...... وأندى العالمين بطون راح
قال : وجرير في القوم، فرفع رأسه وتطاول لها،
قال : فأي بيت قالته العرب أفخر ؟
قال : قول جرير :
إذا غضبت عليك بنو تميم ......... حسبت الناس كلهم غضابا
قال : فتحرك جرير،
ثم قال : أي بيت أهجا ؟
قال : قول جرير :
فغض الطرف إنك من نمير ....... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
قال : فاستشرف لها جرير،
قال : فأي بيت أغزل ؟
قال : قول جرير
إن العيون التي في طرفها حور ....... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
قال : فاهتز جرير وطرب،
ثم قال له : فأي بيت قالت العرب أحسن تشبيهاً ؟
قال : قول جرير :
سرى نحوهم ليل كأن نجومهم ....... قناديل فيهن الذبال المفتل
فقال جرير : جائزتي للعذري يا أمير المؤمنين،
فقال له عبد الملك : وله مثلها من بيت المال، ولك جائزتك يا جرير لا ننقص منها شيئاً .
..
خرج الحجاج يوماً إلى ظاهر الكوفة منفردا، فرأى رجلاً أعرابياً فقال له: ما تقول في أميركم؟ قال: الحجاج؟ قال: نعم. قال الأعرابي: عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقال الحجاج: أتعرفني؟ قال: لا. قال: أنا الحجاج. فقال الأعرابي: وأنت، أتعرفني؟ قال: لا. قال: أنا مولى بني عامر، أُجَنُّ في كل شهر ثلاثة أيام، وهذا اليوم هو أَشَدُّها! فضحك الحجاج من قوله وتركه.
من كتاب "سرح العيون" لابن نُباتة.
..
روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قتيلا فقال ما شأن هذا الرجل قتيلا فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وثب على غنم أبي زهرة فأخذ شاه فوثب عليه كلب الماشية فقتله فقال صلى الله عليه وسلم قتل نفسه وأضاع دينه وعصى ربه عز وجل وخان أخاه وكان الكلب خيرا من هذا الغادر ثم قال صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يحفظ أخاه المسلم في نفسه وأهله كحفظ هذا الكلب ماشية أربابه.
- من كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب -
صاحب الذكاء المفرط جوابه مسكت
يشارك العلماء من غير اشتغال ولا يتكلم بمحال على كل حال
تخيله صحيح وتكلمه مليح فصيح لا يحتاج إلى المنطق ولا إلى الألفية
وتلك المعالم من نفسه سجية
يرتب الألغاز والأحجيات ولا يحتاج إلى العروض في تلك الأبيات
يصنف مثاتيل وخزعبلات رجل دهقان صاحب ذكاء ملسان
يصنف مثل الألفية وله في تلك العلوم غية
يهندس ويرتب ويفصل ويديون ويحصل
صاحب حساب وديونة وفراسة وعنونة
يركب أطعمة وشرابات ومعاجين وعلوكات
يعرف الطب والجراح وأياديه في كل صنعة ملاح.
صفة صاحب الذوق السليم للإمام السيوطي
ذكر أبو بكر الأنباري بسنده في شرحه للمعلقات السبع :
عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تكثر تمثل هذين البيتين :
ذهبَ الذين يعاشُ في أكنافِهِم * وبقيتُ في خلْفٍ كجلدِ الأجربِ
يـتـأكّــــلــــونَ مـــــــــــلامــــةً ومـذمـةً * و يُـــلامُ قـائـلـهُـم وإن لم يـشـغـبِ
قالت : ويح لبيد بن ربيعة ! كيف لو بقي إلى مثل هذا اليوم ؟!
قال هشام قال أبي : فكيف لو بقيت عائشة _رضي الله عنها_ إلى هذا اليوم ؟!
قال هشام وأنا أقول : كيف لو بقي أبي إلى هذا اليوم ؟!!
[ كتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لأبي بكر الأنباري / ترجمة لبيد بن ربيعة ]
روي أن رجلا قال لبعض الحكماء أوصني قال ازهد في الدنيا ولا تنازع فيها أهلها وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويضربونه ويأبى إلا أن يحوطهم نصحا.
- من كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب -
قال يوسف بن عبد الهادي (909 هـ) في كتابه "الاغتراب في أحكام الكلاب" (ص152):
من حكمة الله -تعالى- أن جعل للآدمية ثديين؛ لأنها ربما ولدت ولدين، وأما الزيادة عليها فنادر، وكذلك الشاة والبقرة، وأما الكلبة فجعل لها ثمانية؛ لأن الغالب عليها أنها تلد الثمانية والسبعة والستة، فيحتاج كل واحدٍ إلى واحد.
كان بمصر مغنيّة تُدعَى عجيبة، قد أولع بها الملك الكامل محمد، فكانت تحضر إليه ليلاً وتغنّيه على الدّفّ في مجلس بحضرة ابن شيخ الشيوخ وغيره. ثم اتّفقت قضية عند القاضي ابن عين الدولة، وأراد الملك الكامل أن يشهد فيها فقال له ابن عين الدولة: السلطان يأمر ولا يشهد. فأعاد الكامل عليه القول فأبى. فلما زاد الأمر وفهم السلطان أنه لا يقبل شهادته قال: أريد أن أشهد. تقبلني أم لا؟ فقال القاضي: لا، ما أقبلك! وعجيبة تطلع إليك بآلات الطرب كل ليلة، وتنزل ثاني يوم وهي تتمايل سَكْرى على أيدي الجواري، وينزل ابن الشيخ من عندك!؟ فقال له الملك الكامل: يا كيواج! (وهي كلمة شتم بالفارسية). فقال القاضي: ما في الشرع يا كيواج! اشهدوا عليّ أني قد عزلت نفسي. ونهض فقام ابن الشيخ إلى الملك الكامل فقال: المصلحة إعادته لئلا يقال: لأي شيء عزل القاضي نفسه؟ وتطير الأخبار إلى بغداد، ويشيع أمر عجيبة. فنهض إلى القاضي، وترضّاه، وعاد إلى القضاء.
من كتاب "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة" للسيوطي.