روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنا عند أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فمرت به امرأة تحمل شيخا على عنقها. فقال لها: من الشيخ منك؟ فقالت: أبي. قال: كم يعد؟ قالت: سمعته قبل أن يكون على هذه الحال وقد سئل عن سنه، فقال: نيف وثلاثون ومائة سنة؛ فقيل له: من أدركت؟ قال: أدركت أحسن الناس وجها، وأسخاهم كفا، وأتمهم طولا، وأكرمهم كرما، وأشرفهم شرفا، أب نضلة هاشم بن عبد مناف. فقال لها عمر: لو رعيته في منزلك كان أودع له. فقالت: يا أمير المؤمنين، إنه قد حدث به حدث من خلق الصبيان، إذا جاع بكى؛ وقد أدر الله له ثديي فأنا أرضعه.
فقال لأصحابه: أجازته؟ قالوا: نعم، فقالت: لا والله ما جازيته يا أمير المؤمنين. فقال لها: ولم؟ فقالت: لأني قد كنت في مثل حاله يتمنى بقائي، وأنا اليوم أتمنى موته. قال: فبكى عمر وبكينا معه، وأمر فزاد في عطائها وعطائه. ثم قال لأصحابه: أيما أبر: الوالد بالمولود أم المولود بالوالد؟ فقالوا: إن البر يزيد وينقص. قال: فإذا استويا في البر؟ قالوا: الوالد أبر. فقال: بل الولد أبر لأن بر الوالد طبيعة لا يملك غيرها، وبر الولد تكلف.
وهذا معلوم محقق. ومما يقارب معناه قول الشاعر: من الطويل:
يقر بعيني وهو ينقص مدتي ... مرور الليالي كي يشب حكيم
مخافة أن يغتالني الموت قبله ... فينشو مع الصبيان وهو يتيم
وكتب إبراهيم بن داجة إلى أبيه: جعلني الله فداك. فكتب إليه: لا تكتب مثل هذا، فأنت على يومي أصبر مني على يومك.
ضرب رجل وطولب بمال فلم يسمح به، فأخذ ابنه وضرب. فجزع، فقيل له في ذلك، فقال: ضرب جلدي فصبرت وضرب كبدي فلم أصبر.
- التذكرة الحمدونية -
المصدر :
http://islamport.com/d/3/adb/1/55/313.html
فقال لأصحابه: أجازته؟ قالوا: نعم، فقالت: لا والله ما جازيته يا أمير المؤمنين. فقال لها: ولم؟ فقالت: لأني قد كنت في مثل حاله يتمنى بقائي، وأنا اليوم أتمنى موته. قال: فبكى عمر وبكينا معه، وأمر فزاد في عطائها وعطائه. ثم قال لأصحابه: أيما أبر: الوالد بالمولود أم المولود بالوالد؟ فقالوا: إن البر يزيد وينقص. قال: فإذا استويا في البر؟ قالوا: الوالد أبر. فقال: بل الولد أبر لأن بر الوالد طبيعة لا يملك غيرها، وبر الولد تكلف.
وهذا معلوم محقق. ومما يقارب معناه قول الشاعر: من الطويل:
يقر بعيني وهو ينقص مدتي ... مرور الليالي كي يشب حكيم
مخافة أن يغتالني الموت قبله ... فينشو مع الصبيان وهو يتيم
وكتب إبراهيم بن داجة إلى أبيه: جعلني الله فداك. فكتب إليه: لا تكتب مثل هذا، فأنت على يومي أصبر مني على يومك.
ضرب رجل وطولب بمال فلم يسمح به، فأخذ ابنه وضرب. فجزع، فقيل له في ذلك، فقال: ضرب جلدي فصبرت وضرب كبدي فلم أصبر.
- التذكرة الحمدونية -
المصدر :
http://islamport.com/d/3/adb/1/55/313.html