ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    فوائد منتقاة من كتب الأدب

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أكتوبر 30, 2014 6:41 am

    حكي أن تميم بن جميل السدوسي خرج على المعتصم .
    فأتى به أسيرا، فاجتمع الناس من الآفاق ينظرون كيف يقتله، وأحضر السياف، وكان تميم جميل الوجه، عذب المنظر، فرآه المعتصم غير مكثرت لما نزل به؛ فأراد أن يستنطقه ليعلم أين عقله في ذلك الوقت.
    فقال : يا تميم إن كان لك عذر فأتِ به.
    فقال: أما إذ أذن أمير المؤمنين فأقول:
    الحمد لله: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) . السجدة: 7 – 8 يا أمير المؤمنين: جبر الله، بك صَدْعَ الدَّين، ولمَّ بك شَعَثَ المسلمين، وأنار بك سبيل الحقّ، وأخمدَ بِك شِهَابَ الباطل؛ إن الذنوبَ يا أمير المؤمنين لتُخرِس الألسُن الفصيحة، وتصدع الأفئدَة الصحيحة، وساءَ الظنّ، ولم يبق إلا عفوُك وانتقامُك،وأنت إلى العفو أقرب، وهو بك أشبه وأليق، ثم أنشد:
    أرى الموتَ بين السيفِ وَالنطْع كامناً = يُلاحظني من حيثما أتلفَّتُ
    وأكبَرُ ظني أنكَ اليومَ قاتِلي = وأَيُّ امرئ ممّا قضَى الله يفلت
    ومن ذا الذي يأتي بعُذْرٍ وحُجّةٍ = وسيفُ المنايا بين عينيه مُصْلَتُ
    وما جزَعِي مِنْ أن أموتَ وإنني = لأعلمُ أنَّ الموتَ شيءٌ موقَّتُ
    ولكنّ خَلْفي صبْيةً قد تركتهم = وأكبادُهم من حَسْرةٍ تتفتَّتُ
    فإنْ عشتُ عاشوا سالمين بغِبطةٍ = أذُودُ الرَّدَى عنهم وإن متُّ قد ماتوا
    وكم قائلِ لا يبعد الله دارَهُ = وآخر جَذْلانٌ يسرُّ ويشمتُ
    فبكى المعتصم حتى ابتلت لحيته، وقال : "إن من البيان لسحرا"، ثم قال: والله يا تميم كاد السيف يسبق العفوَ، وقد وهبتك لله ولصبيتك، وعفوت عن زلتك. وعقد له لواء في الموضع الذي خرج فيه ووصله بمال كثير.


    عدل سابقا من قبل أحمد في الخميس أغسطس 08, 2019 2:25 am عدل 1 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس نوفمبر 13, 2014 10:02 pm

    ذكر الدميري أن أحد ملوك الصين فقَدَ سمْعَه، فبكى!! = فقيل له: ما يُـبْكيك؟! = فقال: إنما أبكي لمظلوم يصرخ بالباب وﻻ أسمع صوته!! = ثم قال: إن كان سمْعي قد ذهب، فإنَّ بصري لم يذهبْ! = نادُوا في الناس أن ﻻ يلبسَ أحدٌ ثوباً أحمرَ إﻻ مظلوما.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس نوفمبر 13, 2014 10:02 pm

    روى أحد النّحاة قصّة أعجبته فقال : رأيتُ أعرابياً ومعه بُنيّ له صَغير

    مُمْسِك بفَم قِرْبة ،

    وقد خاف أن تَغْلِبه القِرْبةُ ، فصاح :

    يا أبتِ ، أدْرِكْ فاها ، غَلبَني فوها ، لا طاقة لي بفيها.

    العقد لابن عبد ربه
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس فبراير 26, 2015 10:17 am

    دخل حميد الطويل على سليمان بن علي والي البصرة فقال له: عظني، فقال حميد:لئن كنت حين عصيت ربك ظننت أنه يراك فقد اجترأت على الله ولئن كنت ظننت أنه لا يراك فقد كفرت.
    محاضرات الأدباء للثعالبي
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء مارس 04, 2015 1:04 pm

    قال إبراهيم بن العباس:
    الناس ثلاثة: رجل فوقك، ورجل دونك، ورجل مثلك؛ فتَكَبُّرُك على من هو فوقك جنون، وعلى من هو دونك لؤم، وعلى من هو مثلك ظلم.
    من كتاب البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي


    عدل سابقا من قبل أحمد في الجمعة يونيو 22, 2018 2:29 am عدل 1 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة مارس 06, 2015 4:15 am

    سأل هارون الرشيد ابنه المأمون وهو صغير
    قال: ما جمع كلمة "مسواك"؟
    فقال الطفل لأبيه: ضد محاسنك يا أمير المؤمنين.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء مارس 18, 2015 3:23 pm

    من الكتب المتميزة والنادرة كتاب : ( ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة )
    لأبي عبدالله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي ( 721 – 1321 ه ) وهو كتاب ماتع نافع رائع ، يرحل في طلبه لما حوى من نفائس ودرر ، بحثت عنه وبعد جهد جهيد توفر لي مجلد واحد منه وهو الجزء الخامس الذي فيه زيارة الحرمين الشريفين ومصر والإسكندرية عند الصدور .
    طبعة دار الغرب الإسلامي ، تقديم وتحقيق الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة .
    وجدت في الكتاب - من جملة ما وجدت من النفائس والدرر في شتى الفنون - قصائد ماتعة تقطر أدبا وروعة وبلاغة .
    منها هذه القصيدة التي أضعها لكم ، وهي قصيدة حماسية تحث المجاهدين أيام الحروب الصليبية نظمها عند موافاته المجاهدين في المنصورة . وهذه هي كما في الكتاب ، ويالروعتها وجمالها :

    قال المصنف – رحمه الله - :
    ( ومن نظم شيخنا أبي اليمن رضي الله عنه مما قاله عند موافاته المنصورة ، تحريضا للمجاهدين ، وتحضيضا للمتثاقلين إلى الأرض ، أن ينفروا في سبيل الله ، والقاعدين ، من قصيد في قضية دمياط عام 647 ، أفادها لنا صاحبنا الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم عنه :
    جلل أصابك والخطوب جسام ** فالقلب دام والدموع سجام
    ومصيبة عظمت وخطب فادح ** ذهلت له الألباب والأفهام
    أضحى به الإسلام منفصم العرى** يجنى عليه برغمها ويضام
    وشكت شريعة أحمد لمديلها ** جور الألى إذلالها قد ساموا
    كسفت له الشمس المنيرة واغتدى** وجه الصباح وقد علاه ظلام
    لبست له الأيام ثوب كآبة** فلحزنها حتى الممات دوام
    ذهبت بشاشة كل عيش ناضر** فعلى التهاني والسرور سل
    فالروض لا نضر ولا خضل الربى ** ما ماس فيه للغصون قوام
    لم يسر فيه لنا النسيم معطرا** والدوح ما غنى عليه حمام
    وتعطلت سبل اللسان فلا هوى** مستعذب فيه جوى وغرام
    هجر الحبيب فلا وصال يرتجى ** منه ونقض وداده إبرام
    وتقطعت ذمم المودة وانقضى** زمن السرور كأنه أحلام
    وغدا الزمان كما تراه وثغره** لا ضاحك فرحا ولا بسام
    يا ناصري الدين الحنيف أهكذا ** عنكم يجازى ديننا الإسلام
    أسلمتموه إلى الصغار وأبتم ** والعار مقترن بكم والذام
    خارت عزائمكم وشتت جمعكم** وتقطعت ما بينكم أرحام
    أين الحروب المتقى سطواتها ** منكم ؟ وأين الكر والإقدام ؟
    أين الصواهل ضمرا ؟ أين البو ** اسل زؤرا والفارس المقدام ؟
    أين الصوارم شرعا ؟ أين الذوا ** بل رعفا ؟ أين الفتى الهمام ؟
    أين الذي قد باع مهجة نفسه ** لله ؟ فهو على الردى حوام ؟
    أين الكريم الخيم؟أين أخو الوغى ** أين الذين عن العدى ما حاموا ؟
    لا تضعفوا جبنا ولا تتهيبوا ** من شأنه الإذلال والإرغام
    لكم الكرامة والمهابة والحجا ** والأيد والآراء والأحلام
    لكم المثوبة والجزاء المرتضى** وعليهم الآصار والآثام
    أنتم برضوان الإله وقربه ** منهم أحق وفيكم الأعلام
    كم فيكم من باسل فتكاته ** يحنو لديها الصارم الضمضام
    ومدجج يوم الكريهه ما اجتلى** إلا وقد نثرت عليه الهام
    خواض غمرة كل موت كافل** دين الإله بنصره قوام
    يردي الفوارس معلما لا ناكصا** يوم الهياج إذا الحروب تقام
    ويشن في الأعداء غارة بأسه** فلنار عزمته يشب ضرام
    ومدرعين إذا الردى يوم الوغى** شيمت بوارقه وحم حمام
    لبسوا القلوب على الدروع وجردوا ** العزمات فهي لهم لعمرك لام
    بذلوا نفوسهم لنصرة دينهم ** فلهم عليه حرمة وذمام
    راموا النعيم السرمدي فأبعدوا** في نيله مرمى وعز مرام
    جنحوا إلى العلياء فاهتجروا المنى فعلى جفونهم المنام حرام
    قد أعربوا لغة الردى في لحنهم فلهم بألسنة الرماح كلام
    أفعالهم تبنى على حركاتها ** كسر العدى والحذف والإدغام
    إخوان صدق منهم من قد قضى ** نحبا ومنهم من له يستام
    باعوا النفوس فحبذا من مشتر** رب لديه البر والإنعام
    فعلى نفوسهم الزكية رحمة ** من ربهم وتحية وسلام
    وعلى وجوههم البهية نضرة ال** إجلال موصول بها الإكرام
    جنات عدن فتحت أبوابها ** لهم ومثوى حظوة ومقام
    أرواحهم تحيا وتحبر بالمنى** وكأنما لم تألم الأجسام
    وسقوا شرابا من رحيق سلسل ** عذب له المسك السحيق ختام
    يستبشرون بنعمة وكرامة ** من ربهم هذا النعيم التام
    حضروا حظيرة قدسه** فتنعموا بجواره فهم لديه كرام
    هذي المعالي هل لها من طالب ؟** ها أنتم عنها الغداة نيام
    هذي السعادة قد أضل سحابها ** بدت الطلول ولاحت الأعلام
    هذي جنان الخلد تحت سيوفكم ** وبها إليكم لوعة وهيام
    تجلى عليكم حورها وقصورها ** ويشوقها شعث بكم وكلام
    وتنفست أنفاسها مسكية الن** فحات لا ضال الحمى وخزام
    ربحت تجارتكم ألا فاستبشروا** هاتيك سوق المكرمات تقام
    يا أخوة الإسلام كيف قعدتم ** عن نصرة وأرى العدى قد قاموا
    ورقدتم عنه ، وعين عدوه ** بالبغي والظفران ليس تنام
    عدمت نفوسكم الأبية نخوة ال** إيمان فهي لذاك ليس تلام
    أم هل ترى رضيت بذلة دينها ** فلها المذلة منه والإجرام
    أمست مساجدكم كنائس لا يرى** فيها لكم عند الصلاة زحام
    لا يسمع التأذين في عرصاتها ** خوف العداة ، ولا الصلاة تقام
    رفع الصليب على المنابر وانبر ال ** ناقوس فيه بشركهم إعلام
    وغدا منار الحق منهدم البنا** فالحرم حل والحلال حرام
    درست رسوم العلم فهي محيلة ** وتبدلت من بعده الأحكام
    وتحكمت فرق الضلالة في الهدى ** فتصيدت آساده الآرام
    فالبيت والأركان يندب ركنه ال ** واهي القوى والحج والإحرام
    والحجر والمسعى ومروة والصفا** والأبطحان وزمزم ومقام
    ما طل نعمان الأراك ولا سقى** من بعده وادي العقيق غمام
    وتغيرت صفة الزمان لأجله** وتنكرت من بعده الأيام
    فالشمس تبدو اليوم غير منيرة ** حزنا ، وما زان الهلال تمام
    ونبيها الهادي بطيبة قد شكا ** بث الجوى ، فجواه ليس يرام
    نسخت شرائعه ، وبدل دينه** وانحل من سلك الزمان نظام
    يا عصبة التوحيد كيف تحكم الثا ** لوث فيكم والعلى أقسام
    وعلا على الحق اليقين لديننا ** من دينه البهتان والإيهام
    ميلوا عليه واستعينوا واصبروا** لا تدبروا ولتثبت الأقدام
    وترقبوا النصر العزيز وأوبة ال** فرج القريب فربنا علام
    لابد من يوم يشيب لهوله ** فود الوليد ويفشل الضرغام
    لا تمتروا في هلك قوم كذبوا** فلسوف يا قومي يكون لزام
    يا مدعي دين المسيح وإنه ** ليطول منه لما ادعوه خصام
    غيرتم دين المسيح وما انتحى ** موسى وما قد سن أبراهام
    وحسدتم خير البرية أحمدا ** فلنعته في كتبكم إبهام
    هيهات نور الشمس ليس بمختف** والمسك كيف كتمته نمام
    منا عليه صلاة صادٍ صادق ** ولنا به برق السعود يشام
    يا باعث المختار من خير الورى** فهو الذي للمتقين إمام
    يا خير مسئول وأكرم منعم ** ومريد ما تجرى به الأقلام
    يا كاشف الغماء يظلم خطبها** فلها على سعة الفضاء ركام
    انصر شريعتنا ، وسدد أمرنا ** فلنا الحراسة منك والإعظام
    عجل دمار الكافرين وأردهم ** حتى يكون لهم بنا استعصام
    وأتح لهم محنا تأجج نارها ** يبدو عليها زفرة وقتام
    واحلل عزائمهم ، وشتت جمعهم** حتى يرى لوجودهم إعدام
    وأذل عزتهم ، وخيب سعيهم ** ليكون منهم للردى استسلام
    وارأب ثأى الإسلام واجبر كسره ** حتى يعود وشمله ملتام

    نجزت ومنه بالإسناد فيما أنا به أبو اليمن قَالَ : إنه لما كان في وقيعه دمياط عام هياط ومياط ، واشتد الحال في بعض الأيام ، وعاين الناس وقع الحمام ، تقدم رضي الله عنه للقتال مع رفيق كان له ، وهبا أنفسهما له ، فاستشهد رفيقه وخلص هو جريحا ، بالعوم فقال : شيء وهبته لله فلا أرجع فيه فغادر الأهل والوطن ، واقتعد غارب الغربة إلى محل الأنس ، حرم الله الشريف ، فتبوأه دارا ووالي مدة عمره حجا واعتمارا ، وزيارة إلى المصطفى ، إلى أن توفي على ذلك ، وقد قضى من ذلك لبانات وأوطارا رَحِمَهُ اللَّهُ عليه ( انتهى

    المصدر : كتاب : ( ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة ) لأبي عبدالله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي ( 721 – 1321 ه )
    طبعة دار الغرب الإسلامي ، تقديم وتحقيق الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة .
    الجزء الخامس ، الصفحات : 214-215-216-217
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء مارس 18, 2015 3:24 pm

    مختارات من الأدب الصغير والأدب الكبير
    لابن المقفع (106-142 هـ)
    محمد بن عبد العزيز المسعد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده ، وصلاةً وسلاماً على من لا نبي بعده ،
    فلمّا كان الأدبُ كنزُ العلوم، ومجمعُ الآداب، فقد اهتمّ به المتقدمون وتبعهم على ذلك المتأخرون، ولعل من أوائل أولئك الذين اهتموا بجمع كلامِ الناسِ المحفوظ؛ الذي فيه عونٌ على عمارة القلوبِ ودليلٌ على محامدِ الأمور ومكارمِ الأخلاق "عبد الله بن المقفع" الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله "أحد البلغاء والفصحاء ورأس الكتّاب وأولي الإنشاء" ،
    وكتابه الموسوم بـ "الأدب الصغير والأدب الكبير" قد حوى قدراً كبيراً من تلك الدررِ والفوائدِ من كلامِ الفضلاء ، بسبكٍ راقيٍ واسلوبٍ أدبي رفيع .

    ومشاركةً في الفائدة ونشراً للخير فهذه ورقاتٌ حوت مختاراتٍ من هذا الكتاب ، لنا فيها إشاراتٌ نطبقها على واقعنا الدعوي المعاش وعلى حياتنا اليومية ، ليس لي فيها سوى الاصطفاء والانتقاء ثم العنونة لكل مقطعٍ بما يسنحُ في الذهنِ من فهم، وإن أضفتُ شيئاً من عندي "وهو قليل" ؛ فقد جعلته بين معقوفتين [] .

    قال ابن المقفع: أما بعد، فإن لكل مخلوقٍ حاجةً، ولكل حاجةٍ غايةً، ولكل غاية سبيلاً.
    والله وقّت للأمُور أقدارها، وهيأ إلى الغايات سبلها، وسبّبَ الحاجات ببلاغها.
    فغايةُ الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِ والمعاد، والسبيل إلى دَرْكها العقل الصحيح. وأمارةُ صحةِ العقلِ اختيارُ الأمورِ بالبصرِ، وتنفيذُ البصرِ بالعزمِ .

    الأدب ينمي العقول
    وللعقولِ سجياتٌ وغرائزُ بها تَقبَلُ الأدب، وبالأدبِ تنمى العقولُ وتزكو.

    فليعلمِ الكُتّاب
    فليعلمِ [الكتّاب والأدباء] والواصفونَ أن أحدهم، وإن أحسن وأبلغ، ليس زائداً على أن يكون كصاحب فصوص وجد ياقوتاً وزبرجداً ومرجاناً، فنظمه قلائد وسموطاً وأكاليل، ووضع كل فص موضعهُ، وجمعَ إلى كل لونٍ شبهه وما يزيدهُ بذلك حسناً، فسمي بذلك صانعاً رفيقاً ...
    فمن جرى على لسانه كلامٌ يستحسنهُ أو يُستحسنُ منهُ، فلا يُعجبنّ إعجاب المخترع المبتدعِ، فإنه إنما اجتناهُ كما وصفنا .

    أين أنت ؟
    الواصفون أكثرُ من العارفين، والعارفون أكثرُ من الفاعلينَ ، فلينظرُ امرؤ أين يضعُ نفسه .

    تعلّم الاقتداء !
    إن من أُعين على حفظِ كلامِ المصيبين، وهدي للإقتداء بالصالحين، ووفّق للأخذِ عنِ الحكماء، ولا عليهِ أن لا يزداد، فقد بلغ الغاية .

    اشدد على نفسك !
    وعلى العاقل مخاصمةُ نفسه ومحاسبتُها والقضاءُ عليها والإثابةُ والتنكيلُ بها .

    اختر بيئتك !
    زعم بعضُ الأولينَ أن صُحبةَ بليدٍ نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبةِ لبيبٍ نشأ مع الجهال .

    ساعةٌ وساعة !
    إنّ استجمامَ القلوبِ وتوديعها زيادةُ قوةٍ لها وفضل بُلغةٍ .

    علّم نفسك قبل تعليم غيرك !
    من نصّبَ نفسهُ للناسِ إماماً في الدينِ، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمةِ والرأي واللفظ والأخدانِ، فيكن تعليمهُ بسيرته أبلغَ من تعليمه بلسانهِ .

    لذوي الأفهام !
    فأما التخيّرُ للعمالِ [والقادة] فإنهُ نظامُ الأمرِ ووضعُ المؤونةِ .
    فإنهُ عسى أن يكونَ بتخيرهِ رجلاً واحداً قدٍ اختار ألفاً. لأنهُ من كان من العُمالِ خياراً فسيختارُ كما اختيرَ. ولعل عُمالَ العاملِ وعمالَ عُمالهِ يبلغونَ عدداً كثيراً، فمن تبين التخيرَ فقد أخذ بسببٍ وثيقٍ، ومن أسس أمرهُ على غيرِ ذلك لم يجدِ لبنائه قواماً .

    همتك !
    وفي بُعدِ الهمةِ يكونُ النصب .

    قَدَرُ الله آت !
    الدنيا دولٌ، فما كان لك منها أتاكَ على ضعفكَ، وما كان عليك لم تدفعهُ بقُوتكَ .

    كلامُ اللبيبِ ولقاءُ الإخوان
    كلامُ اللبيبِ، وإن كان نزراً، أدبٌ عظيمٌ ... ولقاءُ الإخوانِ، وإن كان يسيراً، غُنم حسنٌ .

    فقه الواقع !
    يدلُ على علمِ العالمِ معرفتهُ ما يدركُ من الأمورِ وإمساكه عما لا يدركُ ... ومعرفتهُ زمانهُ الذي هو فيه، وبصرهُ بالناسِ .

    كمال العلم
    ومن العلمِ أن تعلمَ أنك لا تعلمُ بما لا تعلمُ .

    اتبعَ الهوى ثم جحدَ ثم احتجَّ له !!؟
    رأسُ الذنوبِ الكذبُ: هو يؤسسُها وهو يتفقدها ويثبتها.
    ويتلونُ ثلاثة ألوانٍ: بالأمنيةِ، والجحودِ، والجدلِ، يبدو لصاحبهِ بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ لهُ من الشهواتِ فيشجعهُ عليها بأن ذلك سيخفى. فإذا ظهر عليه قابلهُ بالجحودِ والمكابرةِ، فإن أعياهُ ذلك ختم بالجدلِ، فخاصم عن الباطل ووضع لهُ الحجج، والتمس به التثبت وكابر بهِ الحق حتى يكون مسارعاً [للترخص ثم المعصية] .

    محكُّ الرجال
    كان يقالُ: الرجالُ أربعةٌ: اثنان تختبرُ ما عندهما بالتجربةِ، واثنان قد كُفيت تجربتهما.
    فأما اللذانِ تحتاجُ إلى تجربتهما، فإن أحدهما برٌّ كان مع أبرارٍ، والآخر فاجرٌ كان مع فُجّارٍ، فإنك لا تدري لعل البر منهما إذا خالط الفُجّارَ أن يتبدل فيصير فاجراً، ولعل الفاجر منهما إذا خالط الأبرار أن يتبدل براً، فيتبدلُ البر فاجراً، والفاجر براً.
    وأما اللذان قد كفيتَ تجربتهما وتبين لك ضوءُ أمرهما، فإن أحدهما فاجرٌ كان في أبرارٍ، والآخر بر كان في فُجّارٍ .

    عقلان
    لا عقل لمن أغفلهُ عن آخرتهِ ما يجدُ من لذةِ دنياهُ، وليس من العقلِ أن يحرمهُ حظهُ من الدنيا بصرهُ بزوالها .

    سخافةُ المتكلم
    من الدليلِ على سخافةِ المتكلمِ أن يكون ما يُرى من ضحكه ليس على حسبِ ما عندهُ من القولِ، أو الرجلُ يكلّمُ صاحبهُ فيُجاذبهُ الكلام ليكونَ هو المتكلم، أو يتمنى أن يكون صاحبهُ قد فرغَ وأنصت لهُ فإذا نصتَ لهُ لم يحسنِ الكلامَ .

    لا تحرص
    لا يطمعنَ الخِبُّ في كثرة الصديق ... ولا الحريصُ في الإخوانِ .

    بين العاجزِ والحازم
    السببُ الذي يُدركُ به العاجزُ حاجتهُ هو الذي يحولُ بين الحازمِ وبين طَلِبتهِ .

    الفقرُ بليّة
    الفقرُ داعيةٌ إلى صاحبهِ مقتَ الناسِ ... وليس من خلةٍ هي للغني مدحٌ إلا هي للفقيرِ عيبٌ، فإن كانَ شجاعاً سمي أهوج، وإن كانَ جواداً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي بليداً، وإن كان لسناً سمي مهذاراً، وإن كان صموتاً سمي عيياً .

    فقدُ الإخوان غمّ
    وليس من الدنيا سرورٌ يعدلُ صحبةَ الإخوانِ، ولا فيها غمٌّ يعدلُ غمَّ فقدهم .

    أخوّة أصيلة
    ومن المعونة على تسليةِ الهمومِ وسكونِ النفسِ لقاءُ الأخِ أخاهُ، وإفضاءُ كل واحدٍ منهما إلى صاحبهِ ببثهِ.
    وإذا فُرّق بين الأليفِ وأليفهِ فقد سُلبَ قرارهُ وحُرمَ سرورهُ .

    لا تخذّل .. إذا انطلقت الفكرة !
    وأصلُ الأمر في البأسِ والشجاعةِ ألا تُحدّثَ نفسك بالإدبارِ، وأصحابكَ مقبلونَ على عدوهم.
    ثم إن قدرت على أن تكونَ أولَ حاملٍ وآخرَ منصرفٍ، من غير تضييعٍ للحذرِ فهو أفضلُ .

    للقادة .!
    ليعرفِ الناسُ، في ما يعرفونَ من أخلاقك، أنك لا تُعاجلُ بالثوابِ ولا بالعقابِ، فإن ذلك أدومُ لخوفِ الخائفِ ورجاء الراجي.

    طوّر من تحت يدك .!
    إذا كنت إنما تضبطُ أمورك وتصولُ على عدوكَ بقومٍ لست منهم على ثقةٍ من دينٍ ولا رأي ولا حفاظٍ من نيةٍ فلا تنفعنّكَ نافعةٌ حتى تحوّلهم إن استطعتَ إلى الرأي والأدبِ الذي بمثلهِ تكون الثقة.

    لا تحلف .!
    إنما يحملُ الرجلَ على كثر الحلفِ إحدى هذه الخصال :
    إما مهانةٌ يجدها في نفسه، وضرعٌ وحاجةٌ إلى تصديقِ الناسِ إياهُ.
    وإما عيٌّ بالكلامِ، فيجعل الأيمان لهُ حشواً ووصلاً .
    وإما عبثٌ بالقولِ وإرسالٌ للسانِ على غيرِ رويةٍ ولا حسنِ تقديرٍ .

    درسٌ في الإدارة .!
    لا عيبَ على [القائد] ، إذا تعهّد الجسيمَ من أمرهِ بنفسهِ، وأحكمَ المهم، وفوّض ما دون ذلك إلى الكُفاةِ .

    عند طرح الآراء .!
    إذا أردت أن يُقبلَ قولكَ فصحّح رأيكَ ولا تشوبنّهُ بشيءٍ من الهوى، فإن الرأي الصحيحَ يقبلهُ منكّ العدو، والهوى يردهُ عليكَ الولدُ والصديقُ .

    أخوّة الروح
    ابذل لصديقكَ دمكَ ومالك، ولعدوك عدلكَ وإنصافكَ، واضنن بدينكَ وعرضكَ على كل أحدٍ.

    لا تنتحل رأي غيرك
    إن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ تزيناً به عند الناسِ، [ولكن انسبه إلى صاحبه] .
    فإن بلغَ بك ذلكَ أن تشيرَ برأي الرجلِ وتتكلمَ بكلامهِ وهو يسمعُ جمعتَ مع الظلمِ قلةَ الحياء .

    تمامُ الأخوة
    ومن تمام حسنِ الخلقِ والأدبِ أن تجودَ نفسكَ لأخيكَ بما انتحل من كلامك ورأيكَ، وتنسبَ إليه رأيهُ وكلامهُ، وتُزيّنهُ مع ذلك ما استطعتَ .

    لا تأتي بالعيد .!
    واستحي الحياءَ كلهُ من أن تخبرَ صاحبكَ أنكَ عالمٌ وأنهُ جاهلٌ: مصرحاً أو معرضاً .

    أخوّتك الخاصة لا تنقطع أبداً !
    اجعل غاية تشبّثكَ في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ، وإن ظهرَ لكَ منهُ ما تكرهُ، فإنهُ ليس كالمملوكِ تعتقهُ متى شئتَ ! أو كالمرأة التي تُطلقها إذا شئتَ ! ولكنهُ عرضكَ ومروءتكَ ، فإنما مروءةُ الرجلِ إخوانهُ وأخدانهُ .

    لا تفلّها مع الناس .. !
    البس للناسِ لباسينِ ليس للعاقلِ بدٌّ منهما، ولا عيشَ ولا مروءةَ إلا بهما :
    لباسَ انقباضٍ واحتجازٍ من الناسِ، تلبسهُ للعامةِ فلا يلقونكَ إلا متحفظاً متشدداً متحرزاً مستعداً.
    ولباسَ انبساطٍ واستئناسٍ، تلبسهُ للخاصةِ الثقاتِ من أصدقائك فتلقاهمُ بذاتِ صدركَ وتفضي إليهم بمصونِ حديثكَ وتضعُ عنكَ مؤونةَ الحذرِ والتحفظِ في ما بينكَ وبينهم.

    ليس الصبرُ صبرَ الحمير !
    ليس الصبرُ الممدوحُ بأن يكون جِلدُ الرجلِ وقَاحاً على الضربِ، أو رجلهُ قويةً على المشي، أو يدهُ قويةً على العملِ. فإنما هذا من صفاتِ الحميرِ.
    ولكن الصبرَ الممدوحَ أن يكونَ للنفسِ غلوباً، وللأمورِ محتملاً، وفي الضراء متجمّلاً، و لنفسهِ عند الرأي والحفاظِ مرتبطاً وللحزمِ مؤثِراً، وللهوى تاركاً، وللمشقةِ التي يرجو حسن عاقبتها مستخفّاً، وعلى مجاهدةِ الأهواء والشهواتِ مواظباً، ولبصيرتهِ بعزمهِ منفّذاً.

    لا تُشهر العداوة !
    يكن مما تنظرُ فيه من أمرِ عدوكَ وحاسدكَ أن تعلمَ أنهُ لا ينفعكَ أن تخبر عدوكَ وحاسدكَ أنكَ لهُ عدو، فتنذرهُ بنفسك وتؤذنهُ بحربكَ قبل الإعداد والفرصةِ، فتحملهُ على التسلحِ لكَ، وتوقدَ نارهُ عليكَ.

    اعدل في عداوتك !
    إن كنتَ مكافئاً بالعداوةِ والضررِ فإياكَ أن تكافئ عداوةَ السرِ بعداوةِ العلانية، وعداوةَ الخاصةِ بعداوةِ العامةِ، فإن ذلك هو الظلمُ.
    [وأعظمَ من ذلك قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه وليّ حميم)]

    احذر فضولَ النظر !
    اعلم أن من أوقعِ الأمورِ في الدينِ وأنهكها للجسدِ وأتلفها للمالِ وأقتلها للعقلِ وأزراها للمروءةِ وأسرعها في ذهابِ الجلالةِ والوقارِ الغرامِ بالنساء.

    حُمقٌ وشقاءٌ وسَفَه . !
    ومن العجبِ أن الرجلُ الذي لا بأس بلبهِ ورأيهِ يرى المرأةَ من بعيدٍ متلفقةً في ثيابها، فيصوّر [الشيطان] لها في قلبهِ الحسن والجمالَ حتى تعلقَ بها نفسهُ من غير رؤيةٍ ولا خبرِ مخبر ! ثم لعلهُ يهجمُ منها على أقبحِ القبحِ وأدمّ الدمامةِ، فلا يعظهُ ذلكَ ولا يقطعهُ عن أمثالها. ولا يزالُ مشغوفاً بما لم يذق، حتى لو لم يبقَ في الأرضِ غيرُ امرأةٍ واحدةٍ، لظن أن لها شأناً غير شأنِ ما ذاقَ، وهذا هو الحمقُ والشقاء والسفهُ.

    إذا ازدادت التكاليف !
    إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ الروحَ [الاستراحة] في مدافعتها بالروغانِ منها. فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها، وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنكَ، والضجر هو الذي يُراكمُها عليكَ.

    الدنيا متقلّبةٌ فلا تضْمن !
    واعلم أن المستشار ليس بكفيلٍ، وأن الرأي ليس بمضمونٍ. بل الرأيُ كلهُ غررٌ، لأن أمورَ الدنيا ليس شيءٌ منها بثقةٍ، ولأنه ليس من أمرها شيءٌ يدركهُ الحازمُ إلا وقد يدركهُ العاجزُ. بل ربما أعيا الحَزَمَةَ ما أمكنَ العَجَزَةَ. فإذا أشارَ عليكَ صاحبكَ برأي، ثم لم تجد عاقبتهُ على ما كنتَ تأملُ فلا تجعل ذلك عليهِ ذنباً، ولا تلزمهُ لوماً وعذلا .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مارس 19, 2015 9:30 am

    حُكي أن رجلاً زَوَّرَ ورقة عن خطِّ الفضل بن الربيع تَتَضمَّنُ أنّه
    .
    أطلقَ له ألف دينار ، ثمَّ جاء بها إلى وكيل الفضل
    .
    فلمّا وقف الوكيل عليها لم يشكَّ أنَّها خطُّ الفضل
    .
    فشرعَ في أنْ يزِنَ له الألفَ دينار وإذا بالفضل قد حضر
    .
    ليتحدث مع وكيله في تلك الساعة في أمرٍ مُهِمٍّ
    .
    فلمَّا جلس أخبره الوكيل بأمر الرجل وأوْقَفَهُ على الورقة
    .
    فنظر الفضل فيها ثمَّ نظر في وجه الرجل فرآه كاد يموت
    .
    من الوَجَلِ والخَجَلَ فأطْرَقَ الفضل بوجهه
    .
    ثم قال للوكيل : أتدري لِمَ أتَيْتُكَ في هذا الوقت
    .
    قال : لا
    .
    قال : جِئْتُ لأسْتَنْهِضَك حتى تُعَجِّلَ لهذا الرجل إعطاء المبلغ
    .
    الذي في هذه الورقة ، فأسرع عند ذلك الوكيل في وزن المال
    .
    وناوله الرجلُ فقبضَهُ وصار مُتَحَيِّراً في أمره
    .
    فالْتَفَتَ إليه الفضلُ وقال له :
    .
    طِبْ نفْساً وامْضِ إلى سبيلك آمناً على نفسك
    .
    فقبَّل الرجل يده وقال له :
    .
    سترْتَنِي سَتَرَكَ الله في الدنيا والآخرة ، ثمَّ أخذ المال ومضى .
    .
    المستطرف للأبشيهي
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مارس 19, 2015 9:36 am

    قال رجل لبنيه: يا بني أصلحوا من ألسنتكم، فإن الرجل تنوبه النائبة، يحتاج أن يتجمل فيها، فيستعير من أخيه دابة ومن صديقه ثوباً، ولا يجد من يعيره لساناً: لما قال الفرزدق.
    إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتاً دعائمه أعز وأطول
    قال بعض الحاضرين: أعز وأطول من ماذا؟ فتفكر الفرزدق، فوافق ذلك قول المؤذن في الآذان، الله أكبر، فرفع الفرزدق رأسه فقال: يا فلان أكبر من ماذا؟
    وقال الخطفي جد جرير:
    عجبت لإزراء العيي بنفسه ... وصمت الذي قد كان بالقول أعلما
    وفي الصمت ستر للعيي وإنما ... صحيفة لب المرء أن يتكلما
    (معجم الأدباء لياقوت الحموي)
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس مارس 19, 2015 9:37 am

    قال ابن حبّان رحمه اللّه تعالى:
    الحلم أجمل ما يكون من المقتدر على الانتقام، وهو يشتمل على المعرفة والصّبر والأناة والتّثبّت، ومن يتّصف به يكون عظيم الشّأن، رفيع المكان، محمود الأجر، مرضيّ الفعل، ومن أجل نفاسته تسمّى اللّه به فسمّي حليماً. [روضة العقلاء (308) ] .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أبريل 11, 2015 2:43 am

    قدم "علي بن الجهم" على المتوكل -و كان بدويًّا جافيا- فأنشده قصيدة قال فيها:
    أنت كالكلب في حفاظـك للـودّ *** و كالتيس في قراع الخطوب
    أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـوًا *** من كبار الدلا كثيـر الذنـوب
    فعرف المتوكل قوته، ورقّة مقصده وخشونة لفظه ، وذلك لأنه وصف كما رأى ولعدم المخالطة وملازمة البادية.
    فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف والجسر قريب منه، فأقام ستة أشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد، فقال:
    عيون المها بين الرصافـة والجسـر ***جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
    خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـرَّه *** وأعلمنـي بالحلـو منـه وبالـمـرّ!
    كفى بالهوى شغلاً وبالشيـب زاجـرًا *** لو أن الهوى ممـا يُنَهْنـَهُ بالزجـر
    بما بيننا مـن حرمـة هـل رأيتمـا ** أرقّ من الشكوى وأقسى من الهجر؟
    وأفضح من عيـن المحـب لسّـره *** ولا سيما إن طلقـت عبرة تجـري
    وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا *** لجارتها: مـا أولـع الحـبّ بالحـرّ
    فقالت لها الأخـرى: فمـا لصديقنـا *** مُعنّى وهل في قتله لك مـن عـذر؟
    صليه لعل الوصـل يحييـه واعلمـي *** بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر
    فقالـت أذود النـاس عنـه وقلـمـا *** يطيـب الهـوى إلا لمنهتـك الستـر
    و ايقنتـا أن قـد سمعـتُ فقالـتـا *** من الطارق المصغي إلينا وما نـدري
    فقلت فتـى إن شئتمـا كتـم الهـوى *** وإلا فـخـلاع الأعـنـّة والـغـدر
    فقال المتوكل: أوقفوه، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة!


    عدل سابقا من قبل أحمد في الخميس أغسطس 08, 2019 2:29 am عدل 1 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين أبريل 20, 2015 2:39 pm

    رحم الله الفضيل بن عياض إذ لقيه رجل فسأله الفضيل عن عمره فقال الرجل: عمري ستون سنة، قال الفضيل : إذاً أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله، يوشك أن تصل.فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال الفضيل : هل عرفت معناها؟ قال: نعم، عرفت أني لله عبد، وأني إلى الله راجع، فقال الفضيل : يا أخي! إن من عرف أنه لله عبد وأنه إلى الله راجع عرف أنه موقوف بين يديه، ومن عرف أنه موقوف عرف أنه مسئول، ومن عرف أنه مسئول فَلْيُعِدَّ للسؤال جواباً، فبكى الرجل وقال: يا فضيل ! وما الحيلة؟ قال الفضيل : يسيرة.قال: ما هي يرحمك الله؟ قال: أن تتقي الله فيما بقي، يغفر الله لك ما قد مضى وما قد بقي.( الزمخشري : ربيع الأبرار 212 ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يوليو 24, 2015 8:56 am

    تزوج الحجاج بن يوسف الثقفي من امرأة اسمها هند رغما عنها وعن ابيها ،
    وذات مرة وبعد مرور سنة على زواجهما جلست هند أمام المرآة تترنم بهذين البيتين:
    وماهند إلا مهرة عربية … سليلة أفراس تحللها بغل
    فإن ولدت مهر فلله درها…. و إن ولدت بغل فقد جاء به البغل …
    فسمعها الحجاج فغضب ، فذهب إلى خادمه وقال له اذهب اليها وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط لو زدت ثالثة قطعت لسانك ،وأعطها هذه العشرين ألف دينار ،
    فذهب اليها الخادم فقال لها:
    كنتِ .. فبنتِ !!
    كنتِ يعني كنتِ زوجته
    فبنتِ يعني أصبحت طليقته
    ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت:
    كنا فما فرحنا … فبنا فما حزنا !!
    وقالت : خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها !!
    وقيل إنها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها
    وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج ،
    فاغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها
    وامتدحوا جمالها عند عبد الملك بن مروان
    فأعجب بها وطلب الزواج منها
    وأرسل الى عامله على الحجاز ليخَبرها له.. أي يصفها له ، فأرسل له يقول إنها لاعيب فيها ،
    فلما خطبها
    كتبت له وقالت له ان الإناء قد ولغ فيه الكلب
    فارسل لها اغسليه سبعآ احداهما بالتراب
    ووافقت وبعثت إليه برسالة اخرى
    تقول: أوافق بشرط ..
    أن لا يسوق بعيرى من مكاني هذا إليك في بغداد إلا الحجاج نفسه !!
    فوافق الخليفة ،
    و أمر الحجاج بذلك .
    فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها توقع من يدها ديناراً متعمدة ذلك ،
    فقالت للحجاج يا غلام لقد وقع مني درهم فأعطنيه
    فأخذه الحجاج فقال لها إنه دينار وليس درهما ً !!
    فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا..
    ففهمها الحجاج و أسرها في نفسه
    أي أنها تزوجت خيرا منه ..
    وعند وصولهم تاخر الحجاج في الأسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره
    فرد عليه :
    ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال !!
    ففهم الخليفة و أمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ولم يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر ،
    فعلمت هي بسبب عدم دخوله عليها، فاحتالت لذلك وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه أنها بحاجة له في أمر .
    فتعمدت قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآليء
    فلما رآها عبد الملك… أثارته روعتها وحسن جمالها وتندم لعدم دخوله بها لكلمة الحجاج تلك ،
    فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ… سبحان الله
    فقال: عبد الملك مستفهما لم تسبحين الله ؟!!
    فقالت: أن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك
    قال: نعم
    قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر
    فقال متهللا: نعم والله صدقت وفهم قصدها
    وقال قبح الله من لامني فيك ودخل بها من يومه هذا !!
    فغلب كيدها كيد الحجاج !!
    (تراث و فصاحة و بلاغة عربية)
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد السبت سبتمبر 19, 2015 7:24 am

    "ذُكر أن رجلا فقد حماره ، فجعل يبحث عنه أياما حتى أدركه الإياس من وجادته . وذات يوم رآه في قطيع من البقر ، فأسرع نحوه ، وأخذ بلجامه ، فلما رآه صاحب البقر صاح به ، وهرول نحوه ، ثم أخذ بمجامع ثيابه وهو يقول : أفي وَضَح النهار يا لص ؟! فأجابه الآخر : بل أنت اللص ، وهذا حماري ، فقدته منذ أيام ، وما رأيته إلا الساعة ! فلما اشتد النزاع بينهما ارتفعا إلى القاضي ، وكان لبيبا فطنا ، فقال لصاحب البقر : من أين جئت بهذا الحمار ؟ قال وسقط في يديه حتى بدت أمارات الكذب عليه : ولدته إحدى بقراتي ! فطوى القاضي أوراقه ، قائلا : لا أستطيع أن أقضي بينكما اليوم ، قالا : ولم ؟ فقال : لأني طامث ! قال صاحب البقر : عجبا ! أو تطمث الرجال ؟ قال القاضي : نعم ، إذا ولدت الحميرَ البقر! "
    عن رسالة الصاهل والشاحج لشيخ المعرة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين سبتمبر 28, 2015 8:28 am

    قال الأصمعي: (أقبلت ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة فبينا أنا في بعض سككها إذ أقبل أعرابي جلف جاف على قعود له، متقلدا سيفه، وبيده قوس، فدنا وسلم
    وقال: ممن الرجل ؟
    فقلت: من بني الأصمع
    فقال لي: أنت الأصمعي ؟
    قلت: نعم.
    قال: من أين أقبلت ؟
    قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن فيه.
    قال: أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟!
    فقلت : نعم يا أعرابي.
    فقال: اتل علي شيئا منه.
    فقلت: انزل من قعودك، فنزل؛ وابتدأت بسورة الذاريات ذروا حتى انتهيت إلى قوله تعالى : (وفي السماء رزقكم وما توعدون)
    قال الأعرابي: هذا كلام الرحمن؟
    قلت : إي والذي بعث محمدا بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
    فقال لي: حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه، وقطعها بجلدها
    وقال: أعني على تفرقتها
    فوزعناها على من أقبل وأدبر، ثم كسر سيفه، وقوسه، وجعلها تحت الرملة، وولى مدبرا نحو البادية وهو يقول (وفي السماء رزقكم وما توعدون) يرددها ، فلما تغيب عني في حيطان البصرة ؛ أقبلت على نفسي ألومها
    وقلت : يا أصمعي، قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه وأمثالها وأشباهها فلم تتنبه لما تنبه له هذا الأعرابي، ولم يعلم أن للرحمن كلاما.
    فلما قضى الله أمري ما أحب، حججت مع هارون الرشيد أمير المؤمنين
    فبينا أنا أطوف بالكعبة إذا أخبرنا بهاتف يهتف بصوت رقيق: تعال يا أصمعي، تعال يا أصمعي
    قال فالتفت؛ فإذا أنا بالأعرابي منهوكا مصفارا، فجاء وسلم علي، وأخذ بيدي وأجلسني خلف المقام
    فقال : اتل من كلام الرحمن الذي تتلوه فابتدأت ثانية بسورة الذاريات، فلما انتهيت إلى قوله (وفي السماء رزقكم وما توعدون) صاح الأعرابي
    وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
    ثم قال: يا أصمعي ، هل غير هذا للرحمن كلام؟
    قلت: نعم يا أعرابي، يقول الله عز وجل (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)
    فصاح الأعرابي عندها؛ وقال: ياسبحان الله ، من ذا أغضب الجليل حتى يحلف؟! أفلم يصدقوه حتى ألجؤوه إالى اليمين؟! قالها ثلاثا وخرجت نفسه
    أورده البيهقي في شعب الإيمان 378/3، والقرطبي في تفسير القرطبي 42/17 ، وأضواء البيان 6/8.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء سبتمبر 13, 2016 11:30 am

    دخل أبو العتاهية على الرَّشيد يوما فقال: يا أمير المؤمنين، هذا ابن مُناذر شـاعر البصرة يقول قصيدةً في سنة، وأنا أقول في سنة مائتي قصيدة، فقال الرَّشيد: أدخله إليّ، فأدخله إليه وقدَّر أنَّه يضعه عنده (أي يُنقص من منزلته)، فدخل فسلَّم ودعا، فقال: ما هذا الذي يحكيه عنك أبو العتاهية؟ فقال ابن مُناذر: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: زعم أنَّك تقول قصيدةً في سنة، وأنَّه يقول كذا وكذا قصيدة في السَّنة، فقال: يا أمير المؤمنين، لو كنت أقول كما يقول:
    ألا يا عتبة السَّاعهْ أموتُ السَّاعةَ السَّاعهْ
    لقلتُ منه كثيراً، ولكنَّي الذي أقول:
    إنَّ عبدَ المجيد يـومَ تولَّى هدَّ ركنـــاً ما كان بالمهدودِ
    ما درى نعشُه ولا حاملوه ما على النَّعش من عفافٍ وجودِ
    فقال له الرَّشيد: هاتِها فأنْشِدْنِيها، فأنشدَهُ، فقال الرَّشيد: ما كان ينبغي أن تكون هذه القصيدة إلا في خليفةٍ، وأمرَله بعشرة آلاف درهم، فكاد أبو العتاهية يموت غمّا وأسفا.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من كتب الأدب - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من كتب الأدب

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يونيو 25, 2018 12:36 pm

    ورد في كتب الأدب :
    قال ابنُ وهب الشاعر : تَبِعتُ جاريةً إلى منزلها طامعا فيها، فسقَتني نبيذا، وغنَّتْ على عُودِها هذا البيت، بصوتٍ ما سمعتُ أعذبَ منه ولا أنفَذَ إلى القلب :

    كأنِّي بالمُجَرَّدِ قد عَلَتْهُ
    نِعالُ القوم أو خُشُبُ السَّوارِي

    فقلتُ لها: جُعِلتُ فداءك، لم أفهم هذا الشعر، ولا أحسبُه مما يُغَنَّى به.

    قالت : أنا أوَّل من تَغنَّى به، وهو بيت لا يُعلَم قائله، ومعه بيت آخر.

    فقلت: أَسعِديني بأن تُغنِّيه لي لعلِّي أفهم.

    قالت: ليس هذا وقته، هو آخر ما أتغنَّى به.

    قال: وجعلتُ لا أنازعها شيئا إجلالا لها وإعظاما، فلما أمسينا ودخَل الليل وضَعَتْ عُودها، فقمتُ وصلَّيتُ، وما أدري كم صلَّيتُ؛ لهفةً وتشوُّقًا إليها، فلما سَلَّمتُ قلت : تأذَنين لي في الدُّنوّ منك - جُعِلتُ فداءك - !!
    قالت : لك هذا، ولكن بعد أن يَتجرَّد كل منا من ثيابه، ثم ذهبَتْ كأنها تريد خلع ثيابها، فكدتُّ أن أشقَّ ثيابي من العَجَلة للخروج منها، ولمَّا وقفتُ بين يديها متجرِّدا قالت لي : اذهب إلى تلك الزاوية من البيت، وتعالَ إلي مُقبلا ومُدبِرا.

    قال: وبينما أنا في طريقي إلى الزاوية أردتُّ اجتياز حَصير صغير في الغرفة، فما كدتُّ أستقرُّ فوقه حتى هبَط بي في خَرْقٍ تحته، وإذا أنا في السوق أمام الناس عاريا مُجرَّدا، وإذا شيخان هناك كانا قد اختَبآ في ناحية، وأعدَّا نعالهما، فلما هبطتُّ عليهما بادَرَاني حتى قَطَّعا نِعالهما على قفاي. وجاء أهل السوق فشاركوهما في ضربي حتى أُنسِيتُ اسمي، وكاد يُغمى عليَّ، وبينما أنا أُضْرَبُ بنعالٍ مخصوفة، وأيدٍ غليظة، وخُشُبٍ ثقيلة - إذا صوتٌ من فَوق البيت يغني :

    كأنِّي بالمجرَّدِ قد عَلتْهُ
    نِعال القوم أو خُشب السواري
    ولو عَلِمَ المجرَّدُ ما أردنا
    لبادَرَنا المجرَّد في الصَّحارِي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:42 pm