ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الأدوات النحوية

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:08 pm

    قَدْ

    قد: تدخل على الفعل ماضياً ومضارعاً. فتكون مع الماضي حرف تحقيق، نحو: [قد سافر زهيرٌ]. ومع المضارع حرف تقليل، نحو: [قد يسافر خالدٌ]. ولا يجوز فصلها عن الفعل إلاّ بقَسَم، نحو: [قد - واللهِ - سافر زيد](1).

    تنبيه: قد تكون [قد] مع الفعل المضارع للتحقيق، إذا دلّ على ذلك سياق الكلام والقرائن، نحو: ]قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون[ (النور 24/63)
    فائدة: في تاريخ اللغة، أنّ [قد] كانت استُعمِلت بمعنى [حَسْب] وبمعنى [يكفي]، نحو: [قَدْ زهيرٍ كتابٌ = حَسْبُ زهيرٍ كتابٌ] و [قَدْنِي درهمٌ = يكفيني درهمٌ].

    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [قد]
    · ]قد نرى تقلُّبَ وجهكَ في السماء[ (البقرة 2/144)
    [قد نرى]: الأصل أن تجيء [قد] مع الفعل المضارع للتقليل، نحو: [قد نسافر]. لكن لما كان فاعلُ الفعل المضارع في الآية هو اللّه تعالى - وكان تقليل الرؤية وكثرتها مما لا يجوز على الله!! - كان معنى [قد] في الآية، التحقيق. وتزداد المسألة وضوحاً بالتوقف عند قوله تعالى: ]قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون[ (النور 24/63)
    فإنّ [قد] مع الفعل المضارع للتقليل أصلاً، ولكنّ تقليل العلم على الله تعالى محال، فامتنع اعتدادها للتقليل، وصحّ اعتدادها للتحقيق، استرشاداً بالقرائن.
    · ومثل هذا طِبقاً، قولُه تعالى ]قد يعلم ما أنتم عليه[ (النور 24/64)
    فالتقليل هاهنا ممتنع محال، واعتدادها للتحقيق، هو الموافق للعقل والمنطق، استرشاداً بالقرائن.
    · قال الشاعر (ديوان امرئ القيس /225):
    قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملني جرداءُ معروقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرحُوبُ
    (الشعواء: المتفرّقة - الجرداء: الفرس القصيرة الشعر - المعروقة اللحيين: القليلة لحم الخدّين - سرحوب: طويلة مشْرِفة).
    [قد أشهد]: الفعل مضارع، ومع المضارع تكون [قد] أصلاً للتقليل. لكنّ الشاعر هاهنا يفخر بأنه فارس مغوار، ومن كان هذا شأنه لم يفخر بقلّة غاراته، فبَطَلَ أن تكون [قد] للتقليل، وصحّ اعتدادها مع الفعل المضارع للتحقيق.
    · ومثله قول عَبِيْد بن الأبرص (الديوان /49):
    قد أترك القِرْنَ مُصْفَرّاً أناملُه كأنّ أثوابَهُ مُجَّتْ بفِرْصادِ
    (القِرن: المثيل في الشجاعة - مُجّت: يريد أنها صُبغَت - الفِرصاد: التُّوت: شبّه الدم بعصارة التوت الحمراء)
    فالشاعر يفتخر، ومع الفخر لا يكون التقليل. واسترشاداً بالقرائن والسياق تعتدّ [قد] في البيت مع الفعل المضارع للتحقيق.
    · ]قد أفلح المؤمنون[ (المؤمنون 23/1)
    [قد] في الآية للتحقيق، وذلك أنها متصلة بفعل ماض: [أفلح]. ومتى كان ذلك كذلك فهي للتحقيق، على المنهاج. ومنه طِبقاً قوله تعالى: ]قد سمع اللهُ قَولَ التي تجادلك[
    (المجادلة 58/1)
    · قال الشاعر يخاطب خالد بن عبد الله القسريّ (المغني /186):
    أخالدُ قد - والله - أوطأتَ عشوةً .........................
    (أراد: ركبتَ أمراً على غير تبيُّن).
    وقد فصل بين [قد] والفعل بقَسَم: [واللهِ]. ومن المقرّر أنّ [قد] تلزم الفعل بغير فاصل. والنحاة يقولون في التعبير عن هذا: (قد مع الفعل كجزء منه فلا يُفصَل بينهما إلاّ بقَسَم). والذي أتى به الشاعر هنا، إنما هو استفادة من هذا الجواز. فقد فصل بينهما بالقسَم: [والله]، فيكون ما أتى به على المنهاج. ومنه قول الآخَر - طِبقاً - (المغني /186):
    فقد - واللهِ - بَيَّنَ لي عَنائي بوشْكِ فراقهم، صُرَدٌ يَصيحُ
    (الصرد: طائر، وقد أراد الشاعر أنّ صياح هذا الطائر كان شؤماً عليه ففارقه من يحبّهم).
    ومثل ذلك أيضاً أنه سُمِع: [قد - لعَمْري - بِتُّ ساهراً] و [قد - واللهِ - أحسنتَ].

    * * *
    عودة | فهرس




    1- منع فريق من العلماء وقوع [لا] النافية بعد [قد]، أي: منعوا أن يقال مثلاً: [قد لا أفعل]. لكنّ هذا الفصل ورد في الشعر الجاهلي وأمثال العرب وكلام الفصحاء، مما يقطع بصحة هذا الاستعمال، ويُثبت أنّ منعه تحكُّمٌ على غير أساس.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:09 pm

    لَمّا
    لَمّا: على وجهين:
    الأول: حرفٌ يجزم الفعل المضارع، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي، وينفيه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، نحو: [حضر المدعوّون ولمّا يحضر خالدٌ].
    الثاني: ظرف زمان معناه [حين](1)، تدخل على فعلٍ ماض، وتقتضي جواباً يكون فعلاً ماضياً، أو جملة اسمية مقترنة بـ [إذاْ] الفجائية. فالأول نحو: ]فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً] (2) والثاني نحو: ]فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون] (3).
    وقد يتقدم عليها جوابها نحو: [أكرمته لمّا زارني = لمّا زارني أكرمته].
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [لمّا]
    · ]بل لمّا يذوقوا عذاب[ (ص 38/8)
    [لمّا يذوقوا]: لمّا، حرفٌ يجزم الفعل المضارع، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي، وينفيه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، فيكون المعنى: لم يذوقوا عذابي حتى وقت نزول الآية. وكان المضارع قبل الجزم: [يذوقون].
    · قال الممزّق العبديّ (طبقات فحول الشعراء /232):
    فإنْ كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكلٍ وإلاّ فأَدْركْني ولمّا أُمَزَّقِ
    [لمّا أُمَزَّق]: لمّا، حرف جازم ينفي ما يجزمه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، فيكون المعنى في البيت: لم أُمزَّق حتى وقت النطق بهذا الكلام.
    · ]فلمّا نجّاكمْ إلى البرّ أعرضتم[ (الإسراء 17/67)
    [لمّا نجّاكم... أعرضتم]: لمّا، في الآية ظرفية (حينية)، ومتى كانت ظرفية دخلت على فعلٍ ماض، واقتضت جواباً يكون: إما فعلاً ماضياً كما في الآية، وإما جملة اسمية مقترنة بـ [إذاْ] الفجائية. ومثل ذلك طِبقاً قوله تعالى:
    · ]فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً والذين آمنوا معه[ (هود 11/66)
    فهي هنا أيضاً ظرفية، والفعل بعدها ماض، وجوابها ماضٍ كذلك.
    · ]فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يُشرِكون[ (العنكبوت 29/65)
    [لمّا نجّاهم... إذا]: لمّا، ظرفية (حينية)، ومتى كانت ظرفية دخلت على فعلٍ ماض، واقتضت جواباً يكون: إما جملة اسمية مقترنة بـ [إذاْ] الفجائية، كما في الآية، وإما فعلاً ماضياً. ومثل ذلك طِبقاً قولُه تعالى:
    · ]فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون[ (الزخرف 43/47)

    * * *
    عودة | فهرس



    1- من هنا أنهم يسمّونها أيضاً: [حينيّة].
    2- هود 11/66
    3- الزخرف 43/47
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:09 pm

    لَمْ

    لَمْ: حرفٌ يجزم الفعل المضارع، وينفيه، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي. نحو: ]لَمْ يَلِدْ ولم يولَد](1)، [ألَمْ نشرح لك صدرك](2).

    * * *

    عودة | فهرس



    1- الإخلاص 112/3
    2- الشرح 94/1
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:09 pm

    لكنّ
    حرف مشبّه بالفعل - من أخوات إنّ - ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، ويفيد الاستدراك. نحو: [حضر خالدٌ لكنّ سعيداً غائب]. (انظر الأحرف المشبهة بالفعل)
    إذا خُفِّفت أو اتصلت بها [ما] الزائدة بطل عملها نحو: [سافر زهيرٌ لكنْ خالدٌ مقيمٌ]
    و [حضر الطلاب لكنّما سعيدٌ غائبٌ].
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [لكنّ]
    · قال امرؤ القيس:
    ولكنّما أَسْعَى لِمجدٍ مُؤَثَّلٍ وقد يُدْرِكُ المجدَ المُؤَثَّلَ أَمْثالِي
    [لكنّما]: اتّصلت [ما] الزائدة بـ [لكنّ] فبطل عملها وزال اختصاصُها بالدخول على الأسماء. ومن هنا أنها دخلت على فعل: [أسعى]. ولهذا تقول كتب النحو: [لكنّما: كافّة ومكفوفة]، يريدون بذلك أنّ [ما] كَفَّتْ، و [لكنّ] كُفَّت، فالأولى كافّة، والثانية مكفوفة.
    · قال الشاعر:
    إنّ ابنَ ورقاءَ لا تُخشى بوادرُه لكنْ وقائعُه في الحرب تُنتَظَرُ
    [لكنْ] مخففة من [لكنّ]، ومتى خُفِّفت بطل عملُها. فـ[وقائعه] مبتدأ، وجملة [تُنتظر] خبر.
    · قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (الأغاني 12/233):
    وعَيْنُ الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ولكنّ عينَ السخطِ تُبدِي المَساوِيا
    [لكنّ]: جاءت في البيت - على المنهاج - عاملةً عمل الأحرف المشبهة بالفعل، فقد نصبت كلمةَ [عين] اسماً لها، وخبرها جملة [تبدي] في محلّ رفع.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:09 pm

    لكنْ

    لكنْ: حرفٌ يقع بين نقيضين أبداً، ويفيد الاستدراك أبداً.
    وهو حرفُ عطف، بشروط ثلاثة: أن يكون المعطوف بعده مفرداً لا جملةً، وأن يسبقه نفي أو نهي، وألاّ يقترن بالواو. مثال ذلك: [ما شربتُ اللبنَ لكن الماءَ] (1).
    فإذا تخلّف أحدُ هذه الشروط الثلاثة (أي: تلته جملة، أو اقترنت به الواو، أو لم يسبقه نفي أو نهي) كان حرفَ ابتداء واستدراك، يدخل على جملة، نحو: [نعملُ صباحاً ولكنْ نَقِيلُ ظُهراً](2)، وتكون الواو في هذه الحال هي العاطفة.
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [لكنْ]
    · قال زهير بن أبي سُلمى:
    إنّ ابنَ وَرْقاءَ لا تُخشَى بَوادِرُهُ لكنْ وَقائِعُهُ في الحرب تُنْتَظَرُ
    [لكنْ وقائعُه تُنتظَر]: لكنْ في البيت حرف ابتداء، إذ تلتها جملة هي: [وقائعه تنتظر]. ومجيء جملةٍ بعدها، يوجب اعتدادَها حرفَ ابتداء، ويمنع من اعتدادها حرفَ عطف. (شروط العطف: ألاّ تتلوها جملة، وألاّ تقترن بالواو، وأن يسبقها نفي أو نهي).
    · قال الشاعر (الأمالي للقالي 1/82):
    وليس أخي مَنْ وَدَّنِي رأيَ عيْنِهِ ولكنْ أخي مَنْ وَدَّنِي وهو غائبُ
    [ولكنْ أخي مَنْ....]: لكنْ في البيت حرف ابتداء، إذ اقترنت بها الواو، واقترانها بها أوجب اعتدادَها حرفَ ابتداء، ومَنَع مِن اعتدادها حرفَ عطف. (شروط العطف: ألاّ تتلوها جملة، وألاّ تقترن بالواو، وأن يسبقها نفي أو نهي). ومن ثمّ تكون الواو في هذه الحال حرف عطف، يعطف جملة على جملة. [عطفت هنا جملةَ: (لكن أخي مَن...) على جملةِ: (ليس أخي مَن...)].
    هذا، وحتى لو أسقطنا الواو - جدلاً - وأغفلناها، لظلّ في البيت مانعٌ آخر يمنع مِن أن تكون [لكنْ] حرف عطف، وهذا المانع هو مجيء جملة بعد [لكن]، فيَحْتِم اعتدادها حرف ابتداء.
    · ومثل ما تقدّم طِبقاً، قول الشاعر:
    إذا ما قَضَيت الدَّينَ بالدَّينِ لم يكن قضاءً، ولكنْ كان غُرْماً على غُرمِ
    فقد اقترنت [لكن] هاهنا بالواو أيضاً، فالواو إذاً هي حرف العطف، وأما [لكن] فحرف ابتداء. وذلك أنّ اقترانها بالواو يمنع مِن اعتدادها حرفَ عطف. (شروط العطف: ألاّ تتلوها جملة، وألاّ تقترن بالواو، وأن يسبقها نفي أو نهي).
    ودعْ عنك أنّ في البيت مانعاً آخر يمنع مِن أن تكون [لكنْ] حرف عطف، وهو مجيءُ جملةٍ بعدها، فيَحْتِم اعتدادها حرف ابتداء.
    · قال تعالى: ]ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكنْ رسولَ الله[
    (الأحزاب 33/40)
    [ولكنْ رسولَ الله]: اقترنت [لكنْ] بالواو، فالواو إذاً عاطفة، و[لكن] حرف ابتداء واستدراك، وبعده جملة، على المنهاج، أي: ولكن كان رسولَ الله.
    * * *

    عودة | فهرس



    1- [لكنْ] في المثال حرف عطْف، عطَفَ [الماء] على [اللبن]، إذ تحققت له الشروط الثلاثة: لم يقترن بالواو، وسبقه نفي، وتلاه مفرد لا جملة.
    2- في قولنا: [نعمل صباحاً ولكنْ نَقِيلُ ظهراً]، تخلّفت جميع شروط العطف (إذ اقترنت بالواو، ولم يسبقها نفي أو نهي، وتلتها جملة). وكان يكفي أن يتخلّف شرط واحد منها فقط، حتى يمتنع أن تكون عاطفة. وعلى ذلك فهي حرف ابتداء واستدراك، والواو هي العاطفة.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:10 pm

    لَعَلَّ
    من الأحرف المشبهة بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر. (انظر الأحرف المشبهة بالفعل) وقد تُحذَفُ لامها الأولى، فيقال: [علَّ] وهي لغةٌ فيها.
    ولها معانٍ أشهرها التوقّع، وهو تَرَجِّي ما يُحَبّ، نحو: [لعلّ المغتربَ راجعٌ]، والإشفاقُ مما يُكرَه، نحو: [لعلّ الصَديقَ قليلٌ].
    ويكثر اقتران خبرها بـ [أنْ]، نحو: [لعلّ المسافر أنْ يعود].
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [لعلّ]
    · قال صخر بن جعد (المغني /165):
    فقلتُ عساها نارُ كأسٍ وعَلَّها تَشَكَّى فآتي نحوَها فأعودُها
    (كأس: اسم امرأة، وتَشَكّى = تَتَشكّى).
    [عَلَّ]: هي [لَعَلَّ]، حُذِفت لامُها الأولى، وهي لغة فيها. ويَكثر على ألسنة الناس قولهم: [علّ وعسى].
    · وقال امرؤ القيس (الديوان /107):
    وبُدِّلْتُ قَرحاً دامياً بعدَ صِحَّةٍ لعلَّ منايانا تَحَوَّلْنَ أَبؤُسا
    [لعلّ]: خبرها في البيت هو جملة الفعل الماضي: [تحوّلن]، وقد كان بين الأئمة نزاع حول مجيء خبر [لعلّ] ماضياً. والبيت شاهد على صحة ذلك. وأمّا مجيء خبرها فعلاً مضارعاً، فمنه قوله تعالى: ]وما يُدريك لعلّه يزّكّى[ (عبس 80/3) وقوله: ]لعلّه يتذكّر أو يخشى[ (طه 20/44)
    · قال جميل بثينة(1):
    أتَوني فقالوا: يا جميلُ تبدَّلَتْ بُثينةُ أبدالاً، فقلتُ لعلّها
    الأصل: [لعلّها فعلت ذلك]، لكن الشاعر حذف الخبر لدلالة السياق عليه. وحذْفُ ما يُعلَم جائز.
    · قال العُجَيْر السَّلُولِيّ (الإنصاف /122):
    لكَ الخَيْرُ علِّلْنا بها، علَّ ساعةً تمرُّ وسِهْواءً من الليلِ يذهبُ
    (السِّهواء: ساعةٌ من الليل، أو صدرٌ منه).
    [علّ ساعةً تمرّ]: حذَف الشاعر اللام الأولى من [لعلّ]، وحذْفها لغة فيها. ويلاحظ أنّ الخبر - وهو جملة [تمرّ] - فِعْلُه مضارع على المنهاج. على حين يجوز أن يكون ماضياً، وإن كان قليلاً.
    · وقال نافع بن سعد الطائيّ (الإنصاف / 122):
    ولستُ بلوّامٍ على الأمر بعدما يفوت، ولكنْ علَّ أن أتقدّما
    في البيت مسألتان، الأولى أنّ الشاعر حذف اللام الأولى من [لعلّ]، وذلك لغةٌ فيها. والثانية أنّ خبرها اقترن بـ [أنْ]، وذلك في الاستعمال كثير، ومنه قول كثيّر عزّة (الديوان / 77):
    أقول إذا ما الطيرُ مَرَّتْ سحيقةً لعلّكَ يوماً - فانتظرْ - أن تنالها
    * * *
    عودة | فهرس



    1- رواية الديوان /191: وقالوا نراها يا جميلُ تبدّلت وغيّرها الواشي. فقلتُ: لعلّها
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:10 pm

    لَدُنْ
    ظرفٌ للزمان أو المكان - على حسب الحال - بمعنى [عند]، يدلّ على بداية كلٍّ منهما، مبنيٌّ على السكون. نحو: [سافرنا لدُنْ طلوعِ الشمس: للزمان] و[جئت من لدنْ صديقي: للمكان].

    أحكام:
    ¨ هو في الكلام فضلة (أي: لا يفتقر إليه انعقاد الكلام، إذ ليس مسنداً ولا مسنداً إليه).
    ¨ يلازم الإضافة أبداً، فيضاف إلى الضمير(1) والاسم والجملة، نحو: [أرسلتُ إليك كتاباً من لدُنّي (ضمير)، فجاءك لدنْ غروبِ الشمس (اسم)، وكنت تنتظره من لدنْ طلعَتْ (جملة)]، فإذا كانت إضافته إلى الجملة تمحّض للزمان.
    ¨ إذا تلته كلمةُ [غُدْوَة]، نحو: [سافرنا لدنْ غُدوة]، جاز جرّها، ونصبها، ورفعها(2).
    ¨ قد يُجَرّ بـ [مِنْ] دون سواها من حروف الجرّ، نحو: [أعطيته مِن لَدُنِّي كتاباً].
    * * *

    نماذج فصيحة من استعمال [لَدُنْ]
    · قال القُطاميّ (الخزانة 7/111):
    صريعُ غوانٍ راقَهُنَّ ورُقْنَهُ لَدُنْ شَبَّ حتى شابَ سُودُ الذَّوائِبِ
    (الذوائب: ج ذؤابة وهي الضفيرة من الشعر).
    [لدنْ]: ظرف يكون للزمان والمكان على حسب الحال. يلازم الإضافة أبداً، إلى ضمير أو اسم أو جملة، غير أنه إذا أُضيف إلى الجملة تمحّض للزمان - كما هو الشأن في البيت - إذ أُضيف إلى جملةِ [شبَّ]، فاعتُدّ ظرف زمان. ولا فرق في ذلك بين أن تكون الجملة فعلية، كما هو الشأن هنا، أو اسمية كما في قول الشاعر (الدرر اللوامع 1/184):
    وتَذْكُرُ نُعماهُ لدنْ أنتَ يافعٌ إلى أنتَ ذو فَوْدَيْنِ أبيض كالنسرِ
    (الفَوْدان: مثنى، مفرده فَوْد: الضفيرة من الشعر).
    فقد أُضيف الظرف [لدنْ] إلى الجملة الاسمية: [أنت يافع]، ودلّ على بداية الزمان في كلا البيتين. ففي الأول: بداية شيب الشعر، وفي الثاني: بداية اليُفُوع، أي: مراهقة العشرين.
    · قال أبو سفيان بن حرْب (والد معاوية) يومَ أُحُد (همع الهوامع 3/217):
    ومازال مُهري مَزْجَرَ الكَلْبِ منهمُ لدُنْ غُدْوةً حتى دنتْ لغروبِ
    (زجره: طرده مع صوت، ومزجر الكلب: ظرف مكان سماعيّ، للكناية عن المسافة [أي: البُعد] بينه وبين أصحاب رسول الله يوم أُحد).
    [لدنْ غدوةً]: يَستشهد النحاة بهذا البيت على أنّ كلمة [غُدْوة] تنفرد من دون غيرها من الكلمات في العربية بانتصابها بعد [لدنْ] ؛ ويُعربونها تمييزاً.
    ونذْكر هنا أنه يجوز مع نصبها، جرُّها على أنها مضاف إليه، ورفعُها على أنها فاعل لفعلِ [كان] التامة المحذوفة؛ إلى غير هذا من تخريجات. وبكلمة: يجوز نصبها - بعدَ لدنْ - وجرّها ورفعها.
    · ]وعلّمناه من لدنّا علماً[ (الكهف 18/65)
    [مِن لدنّا]: مِنْ حرف جرّ؛ وهذا الحرف دون سواه من حروف الجرّ، يجوز أن يَجُرّ [لدنْ]. ولعلّ من المفيد أن نذْكر - للاستئناس - أنّ تشديد نونِ [لدنّا] هو من إدغام نونها في نون الضميرِ [نا]، إذ الأصل: [لدنْ + نا = لدنّا]، وأما التشديد في [لدنّي] فهو من إدغام نونِ [لدنْ] في نون الوقاية، إذ الأصل: [لدنْ + نون الوقاية + ياء المتكلّم = لدنّي].
    · ]فَهَبْ لي من لدنكَ ولِيّاً[ (مريم 19/5)
    [مِنْ لدنْكَ]: مِنْ حرف جرّ، [لدنْ] ظرف للمكان مبني على السكون في محل جرّ بـ [مِن]، ولا يُجَرّ الظرف [لدنْ] بغير هذا الحرف من حروف الجرّ الأخرى.
    * * *


    عودة | فهرس



    1- إذا كانت إضافته إلى ياء المتكلم اتّصلت به نون الوقاية و أُدغِمت في نونه: [لدنّي = لدن+نون الوقاية+ي].
    2- يقول المعربون: بعدَ [لدنْ]، تُجَرُّ [غُدوة] على أنها مضاف إليه، وتُنصب على أنها تمييز، وتُرفع على أنها فاعل لفعلٍ محذوف هو: [كان] التامّة، أو [وُجِد]، والتقدير: [سافرنا لدن كانت غدوةٌ] أو: [لدنْ وُجِدَت غدوةٌ]. ولهم تخريجات أخرى غير هذه !!
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:10 pm

    لَدَىْ

    لدى: ظرف للمكان مبنيّ على السكون، بمعنى [عند].

    أحكام:
    تلزم الإضافةَ إلى المفرد(1) مِن اسمٍ أو ضمير، إلاّ أنّها إذا أضيفت إلى الضمير قُلِبَت ألِفُها ياءً. نحو: [لدى زيدٍ ولدينا كتبٌ].
    تُستعمل للحاضر فقط. فيقال مثلاً: [لديّ مالٌ]، إذا كان المال حاضراً. [ويقال: (عندي مالٌ) سواء كان المال حاضراً أو غائباً].
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [لدى]
    · ]لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد[ (ق 50/35)
    [لدينا]: أُضيفَت لدى إلى الضمير، على المنهاج. ومتى كان ذلك قُلِبت ألفها ياءً، كما في الآية. ومثل ذلك طِبقاً، قوله تعالى: ]ولدينا كتابٌ ينطق بالحقّ[. (المؤمنون 23/62)
    · ]إذ القلوبُ لدى الحناجر[ (غافر 40/18)
    [لدى الحناجِر]: أُضيفتْ لدى إلى الاسم، على المنهاج، إذ لا تخلو من أن تكون مضافة إلى اسم أو ضمير. وهذا معنى قول النحاة: تلازم [لدى] الإضافة إلى المفرد، إذ المراد به أنها تُضاف إلى اسمٍ أو ضمير، ويمتنع أن تُضاف إلى جُملة أو شبه جملة.
    · ]وألْفَيا سيّدَها لدى الباب[ (يوسف 12/25)
    [لدى الباب]: أي عند الباب، وورودها بمعنى [عند] على المنهاج.
    · ]ما يُبَدَّل القول لديَّ وما أنا بظلاّمٍ للعبيد[ (ق 50/29)
    [لديّ]: الأصل هنا [لدى + ي (ياء الضمير)] وقد أُضيفت [لدى] إلى الضمير فقُلبت ألفها ياءً، على المنهاج. ثمّ أُدغِمت الياء في الياء فكان التشديد.
    * * *

    عودة | فهرس


    1- المراد بالمفرد هنا: ما ليس جملة ولا شبه جملة.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:10 pm

    لاتَ

    حرف نفي، تعمل عمل [كان] فترفع الاسم وتنصب الخبر، ويُشترط فيهما أن يكونا من أسماء الزمان، كالحين والوقت والأَوان والساعة إلخ... وأن يكون الأول منهما (أي اسمها) محذوفاً(1)، نحو: [نَدِمنا ولاتَ ساعةَ نَدَمٍ = ولاتَ الساعةُ ساعةَ ندَمٍ].

    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [لات]
    · قال تعالى: ]كم أهلكنا مِن قبلهم مِن قَرنٍ فنادَوا ولاتَ حينَ مناصٍ[
    (سورة ص 38/3)
    اسم [لاتَ] محذوف على المنهاج، والأصل قبل الحذف: ولاتَ الحينُ حينَ مناص. أي: ليس الحين حينَ مهرَب ولا مَنجَى.
    · قال أبو زبيد الطائي (المغني 282و758):
    طلبوا صُلْحَنا ولاتَ أوانٍ(2) فأجبنا: أنْ لاتَ حينَ بقاءِ
    اسم [لاتَ] في عجز البيت محذوف، والأصل قبل الحذف: ولاتَ الحينُ حينَ بقاءٍ.
    · قال الشاعر (شرح ابن عقيل 1/320):
    ندِمَ البُغاةُ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ والبغيُ مَرتَعُ مبتغيه وَخِيمُ
    أي: ولاتَ الساعةُ ساعةَ مَندم، ثمّ حذف اسمها فقال: [ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ].

    * * *

    عودة | فهرس


    1- قال سيبويه: (لا تكون لاتَ إلاّ مع الحين، تُضمِر فيها مرفوعاً وتنصب الحين... ولم يستعملوها إلاّ مضمَراً فيها) الكتاب - بولاق 1/28. وقال المراديّ: (ولم يُسمع الجمع بين اسمها وخبرها) الجنى الداني /488
    2-لم نلتفت إلى ما جاء في صدر البيت مِن مجيء كلمةِ [أوانٍ] بعد [ليت] مجرورةً، إذ جَرُّ ما بعدها شاذّ، لا يُلتفت إليه.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:10 pm

    لا
    تكون على وجوه:

    الأول: النافية للجنس:
    وتستغرق نفي جميع أفراد الجنس. وتعمل بشرطين: أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وألاّ يفصلها عن اسمها فاصل، نحو: [لا رجلَ في البيت](1).
    ويُنصب اسمها بما تُنصب به الأسماء عادةً: بالفتحة إذا كان مفرداً، وبالكسرة إذاكان جمع مؤنث سالماً، وبالياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالماً، غير أنه لا ينون إلاّ إذا كان مفرداً أوجمع مؤنث سالماً، مشتقّاً عاملاً فيما بعده في الحالتين، نحو: [لا قارئاً كتاباً نادمٌ] و [لا ضارباتٍ طفلاً مصيباتٌ]: ودونك مزيداً من الأمثلة وإلى جانبها التعليق:
    [لا رجلَ في البيت]: اسمها منصوب بفتحة، غير منوّن.
    [لا رجلَ علمٍ مَهين]: اسمها منصوب بفتحة، غير منوّن.
    [لا معلِّماتِ عندنا]: اسمها غير منوّن، منصوب بالكسرة، لأنّه جمع مؤنث سالم.
    [لا تلميذَين عندنا]: اسمها منصوب بالياء لأنه مثنى، والمثنى لا ينوّن.
    [لا معلّمِين عندنا]: اسمها منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وجمع المذكر السالم لا ينوّن.
    [لا قارئاً كتاباً نادمٌ]: اسمها منوّن لأنه مفردٌ مشتقّ عاملٌ فيما بعده: نَصَبَ [كتاباً] على أنه مفعول به لاسم الفاعل.
    [لا ضارباتٍ طفلاً مصيباتٌ]: اسمها منوّن لأنه جمع مؤنث سالم مشتقّ عاملٌ فيما بعده: نَصَبَ [طفلاً] على أنه مفعول به لاسم الفاعل.
    قد يُحذَف اسمها، نحو: [لا عليك = لا بأس عليك]. وقد يُحذَف خبرها، نحو: [لا بأس = لا بأسَ عليك].
    اسم [لا] النافية للجنس، نعْتُه منصوب منوَّن في كل حال، نحو: [لا طالبَ كسولاً عندنا]. ولا يستثنى من هذه القاعدة الكلية، إلاّ أن يَفصِل بينهما فاصل، فيجوز عند ذلك التنوين وعدمه نحو: [لا طالبَ - عندنا - كسولاً أو كسولَ](2).
    الثاني: العاطفة: وشرطها أنْ تُسبَق بأمرٍ أو إيجاب، نحو: [خذ الكتابَ لا القلمَ]، و[سافر زهيرٌ لا خالدٌ]. فإذا اقترن بها حرفُ عطفٍ آخرَ، كان الآخرَ هو العاطف نحو: [ما سافر زهيرٌ ولا خالدٌ](3).
    الثالث: الناهية الجازمة للفعل المضارع: نحو: [لا تُقصِّرْ في عملك].
    الرابع: حرفُ جوابٍ يُناقض [نَعَمْ]، نحو أنْ تُسْأَل: هل سافرتَ إلى بيروت؟ فتجيب: [لا].
    الخامس: الزائدة: وتفيد التوكيد نحو: ]ما منعك ألاّ تسجد[ (أي: ما منعك أن تسجد).
    السادس: المكرّرة: وتكرارُها إمّا واجبٌ، وإمّا غيرُ واجب:
    فهو غير واجب إذا تلاها دعاءٌ نحو: [لا عَثَرَ حَظُّك]، أو قَسَمٌ نحو: [والله لا فعلت هذا أبداً]، أو فعلٌ مضارع، نحو: [زهيرٌ لا يُريح] أو [زهيرٌ لا يُريح ولا يستريح].
    وهو واجب فيما عدا ذلك، ودونك مواضع ونماذج:
    - دخولها على جملة اسمية نحو: ]لا الشمسُ ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليلُ سابقُ النهار[.
    - دخولها على فعل ماض: ]فلا صَدَّقَ ولا صلّى[.
    - دخولها على خبر: [خالدٌ لا نائمٌ ولا مستيقظ].
    - دخولها على نعت: [سلّمت على رجلٍ لا مغرورٍ ولا متعالم].
    - دخولها على حال: [حضر زهيرٌ لا مبكّراً ولا متأخّراً].
    السابع: النافية (ولا عمل لها): نحو: ]لا فيها غَوْلٌ... [ ؛ وقد تُحذَف بعد القسم، إن كان الفعل مضارعاً نحو: ]تاللهِ تفتأ تذكر يوسف[ (أي: تاللهِ لا تفتأ تذكر). وقد تعترض بين الجارّ والمجرور نحو: [سافر محمّدٌ بلا حقيبة](4).

    * * *

    عودة | فهرس



    1- إذا فَصَلَها عن اسمها فاصل، بطل عملها وكُرّرت، نحو: [لا في البيت رجلٌ ولا امرأةٌ].
    2- من أمثلةِ نصبِ النعتِ منوّناً وغير منوّن، قولك: [لا طالبَ علمٍ كسولاً أو كسولَ عندنا] و [لا طالباً علماً كسولاً أو كسولَ عندنا] و [لا طالبَ محبّاً للكسل عندنا]. وأمّا قولُك: [لا طالبَ محبَّ كسلٍ عندنا]، فكان حقّ النعت فيه أن ينصب منوناً، إذ لا فاصل هاهنا بينه وبين الاسم. لكنْ لما كان النعت مضافاً: [محبَّ كسلٍ]، وكان المضاف في العربية لا ينوّن، لم يكن سبيل إلى ظهور التنوين.
    3- العاطف في مثالنا: [ما سافر زهيرٌ ولا خالدٌ] هو الواو، والعاطف في قولنا. [نجح سعيد لا، بل عليٌّ]: هو: [بل]؛ وأما [لا]، فهي في المثالين لتوكيد النفي.
    4- لا: في المثال نافية لا عمل لها، و [الحقيبة] اسم مجرور بالباء.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:11 pm

    اللام

    حرفٌ كثير المعاني، ذكر لها بعض النحاة نحواً من أربعين معنى. ولها أقسام هي:
    1- الجارّة: وأشهر معانيها:
    الاختصاص، نحو: [الجنة للمؤمنين]. وقيل: هو أصل معانيها.
    التقوية: وتزاد بعد المشتق تقويةً له، نحو: ]وَمَا رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيد] (1) والأصل: [وما ربّك بظلامٍ العبيدَ]. كما تزاد أيضاً على المفعول به، إذا تقدم على فعله، نحو: ]هُم لِرَبِّهِم يَرْهَبون] (2)، والأصل قبل التقديم: [هم يرهبون ربَّهم].
    التعليل: نحو: [حزنت لفراق زهير].
    انتهاء الغاية: نحو: ]كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمَّى] (3)
    الاستغاثة: نحو: [يا لَلَّهِ].
    التعجب: [لِلّهِ دَرُّك].
    الصيرورة: نحو:
    لِدُوا لِلموت وابْنوا لِلخرابِ فكُلُّكُمُ يصير إلى ذهابِ
    الظرفية: نحو: [كان ذلك لسبعٍ خَلَوْنَ مِن شهر شعبان]. أي عند ...
    التبليغ: نحو: [قلت له، أذنت له، فسّرت له، ذكرت له، إلخ...].
    2- لام الجحود: تختصّ بالنفي، وينتصب الفعل المضارع بعدها. وتقع بعد [ما كان ولم يكن] نحو: ]وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم[ (الأنفال 8/33) و]لم يكن الله ليغفرَ لهم[ (النساء 4/137)
    3- لام التعليل: وينتصب الفعل المضارع بعدها نحو: [أدرسُ لأنجحَ] (انظر بحث نصب الفعل المضارع).
    4- الجازمة(4): وتجزم الفعل المضارع نحو: [لِيَحمِلْ كلُّ عاملٍ تَبِعَةَ عملِه] (انظر جزم الفعل المضارع).
    5- الزائدة(5): وتفيد التوكيد نحو: ]يَدعو لَمَنْ ضَرُّهُ أقربُ مِن نفعه[ (أي: يدعو مَن).
    6- لام الابتداء: وتفيد التوكيد، وتدخل على المبتدأ وما حلّ محلّه، نحو: [لأنت أقوى من خالد، لأن تدرسَ خيرٌ لك]، وعلى الماضي الجامد: [لبئس ما فعلت]. وإذا دخلت [إنّ] على المبتدأ المقترن بلام الابتداء، زُحلِقت فأُخِّرَت. ويسمونها عند ذلك [اللام المزحلقة](6).
    7- الفارقة(7): وتأتي وجوباً بعد [إِنْ] المخفَّفة مِن [إنّ] نحو: [إِنْ نظنُّ زيداً لَمِن المسافرين].
    8- الرابطة لجواب [لو] و[لولا] و[القسَم]، نحو: [لو زارنا لأكرمناه - لولا وطْأة العمل لسافرت - والله لَتذهبَنَّ].
    9- الموطّئة: وهي التي تقترن بـ [إنْ]، مؤذِنةً بمجيء جواب القسم بعدها نحو: ]لئن شكرتم لأَزيدَنَّكم] (8) (إبراهيم 14/7)
    10- لام البعد: نحو: ]ذلك الكتاب[ (البقرة 2/2)

    * * *
    عودة | فهرس



    1- فُصّلت 41/46
    2- الأعراف 7/154
    3- الرعد 13/2
    4- يسمّونها أيضاً: (لام الأمر).
    5- بين النحاة اختلافٌ في زيادتها قياساً، حتى لقد اختلفوا في كونها زائدة في الآيةيدعو لَمَن ...
    6- بيان حقيقة هذه الزحلقة: أنّ [إنّ] ولام الابتداء لا تلتقيان، فلا يقال مثلاً: [إنّ لَخالداً مسافر]، فإذا التقتا زُحلِقت اللام فأُخِّرَت فقيل: [إنّ خالداً لمسافر]. وعلى هذا يصحّ أن يقال: [اللام المزحلقة هي أصلاً لام الابتداء]. انظر [إنّ] في قسم الأدوات.
    7- انظر: [إنّ] في قسم الأدوات.
    8- اللام المقترنة بـ [إنْ الشرطية] هي الموطِّئة، واللام المقترنة بجواب القسم: [أزيدنَّكم] هي الرابطة للجواب.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:11 pm


    كَيْفَ
    لها وجهان:
    الأوّل: اسم استفهام مبني على الفتح. لها صدْر الجملة، ويُستَفهَم بها عن حالة الشيء، نحو: [كيفَ أنت؟ وكيف ذهبت؟] أي: على أيّ حالة أنت؟ وعلى أيّ حالة ذهبت؟
    وتكون:
    خبراً: إن كان ما بعدها محتاجاً إليها نحو: [كيف أنت، وكيف كنت؟].
    وحالاً: إن كان مُستغنياً عنها نحو: [كيف سافر سعيدٌ؟].
    ومفعولاً به ثانياً مقدَّماً لـ [ظَنَّ وأخواتها]: نحو: [كيف تظنّ زهيراً، وكيف تحسَبه؟].
    الثاني: أداة شرْط غير جازمة سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل نحو: [كيف تجلسُ أجلسُ، وكيفما تقومُ أقومُ](1)، ولا بدّ من أن يكون الفعلان بعدهما متفقَين لفظاً ومعنى.
    فائدة: مِن التراكيب الفصيحة قولُهم مثلاً: [كيف بِكَ يومَ الرَّوع؟](2).

    * * *
    عودة | فهرس



    1- يختلف النحاة فيها سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل، أهي شرطية جازمة ؟ أم مهملة لا تجزم ؟ وإذ لم يكن للقائلين بالجزم بهما شاهد، فقد آثرنا مذهب مهمليهما.
    2- الباء في التركيب زائدة، والمعنى: كيف أنت يومَ الرَّوع؟
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:11 pm

    كي

    كي: حرف مصدري ينصب الفعل المضارع ويخلّصه للمستقبل نحو: [سافرت كي أستجمّ]. وقد تقترن به اللام الجارّة فيقال: [سافرت لكي أستجمّ](1).
    * * *

    عودة | فهرس





    1- إذا اقترنت به اللام كان المصدر المؤوّل من [كي والفعل المنصوب بعدها] في محل جر باللام: [سافرت لكي أستجمّ = سافرت للاستجمام]. وإذا لم تقترن به كان المصدرُ المؤوّل في محل نصب على نزع الخافض.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:12 pm

    كَمَا
    أداة مؤلفة من كلمتين هما: كاف التشبيه(1)، و[ما] المصدرية. وتختصّ بالدخول على الجمل اسميةً وفعليةً، نحو: [اُدرسْ كما درس خالد] و[أنت مجتهد كما خالدٌ مجتهد].

    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [كما]
    · قال زياد الأعجم:
    فإن الحُمْر مِن شرِّ المطايا كما الحبِطاتُ شَرُّ بني تميمِ
    (الحبطات: هم بنو الحارث بن عمرو بن تميم).
    [الحبطاتُ] مبتدأ، و[شرُّ] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.
    · وقال نهشل بن حرِّي، يرثي أخاه:
    أخٌ ماجدٌ لم يَخْزُني يوم مشهدٍ كما سيفُ عمرولم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ
    (عمرو: هو عمرو بن معديكرب، واسم سيفه: الصمصامة).
    [سيفُ] مبتدأ، وجملة [لم تخنه...] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.
    · ]فاصبِرْ كما صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِن الرُّسُل[ (الأحقاف 46/35)
    [صبر أولو...] جملة مؤلفة من فعل ماضٍ وفاعل، دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.
    · ]فإنَّهُم يألَمُونَ كما تألَمُون[ (النساء 4/104)
    [تألمون] جملة مؤلفة من فعلٍ مضارع وفاعلٍ هو واو الضمير. دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.
    · ومن أمثالهم السائرة: [كما تَدين تُدان] (مجمع الأمثال 2/155)
    وفيه دخول [كما] على جملة فعلية.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:13 pm

    مِنْ
    حرف جرّ، ولها معانٍ أشهرها:
    ابتداء الغاية المكانية نحو: ]سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً مِنَ المسجدِ الحرام إلى المسجدِ الأقصى[
    ابتداء الغاية الزمانية نحو قول النابغة:
    تُخُيِّرْنَ مِن أزمانِ يومِ حليمةٍ إلى اليومِ قد جُرِّبْنَ كلَّ التجارِبِ
    التبعيض: ]لن تنالوا البِر حتى تنفقوا مِمّا تحبون[ (أي: بعض ما تحبون).
    البيان (بيان الجنس): اشتريت خاتماً من ذهب.
    البدلية: ]أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة[
    التعليل والسببية: ومن ذلك قول الفرزدق:
    يُغْضِي حياءً ويُغْضَى مِن مهابتهِ فما يُكَلَّمُ إلا حين يَبتسِمُ
    وقد تأتي زائدة فتفيد التوكيد(1)، شريطة أن تتلوها نكرة، ويتقدّم عليها نفيٌ أو نهيٌ أو استفهام، نحو:
    - هل استقبلتَ مِن أحدٍ؟ = هل استقبلتَ أحداً؟: (مفعول به)
    - ما زارني مِن أحدٍ = ما زارني أحدٌ: (فاعل)
    - لا تَزُرْ من أحد: لا تَزُرْ أحداً: (مفعول به)
    - هل في البيت مِن أحدِ؟ = هل في البيت أحدٌ؟: (مبتدأ مؤخَّر)

    * * *
    عودة | فهرس



    1- ضابط زيادتها أن تحذفها فلا ينقص من معنى العبارة إلا التوكيد، الذي ينشأ عن زيادتها.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:13 pm

    مَنْ(1)
    على وجوه:
    الأول: شرطية جازمة: نحو [مَن يَدرسْ ينجَحْ].
    الثاني: استفهامية: نحو: [مَن زاركم؟]. وتُفيد معنى النفي إذا جيء بعدها بـ [إلاّ]، نحو: [مَنْ يفعلُ هذا إلاّ خالدٌ؟ = لا يفعل هذا إلاّ خالدٌ].
    الثالث: اسم موصول: نحو: [نودّعُ مَنْ يسافر = نودّع الذي يسافر]. وقد يُراد بها المفرد، والمثنى، والجمع، والمذكر، والمؤنث، على حسب موقعها من العبارة، نحو: [سافر مَن نجح - سافرتْ من نجحت - سافر من نجحا - سافر من نجحوا - سافر من نجحنَ]. وهي في الأصل للعاقل، ولكن قد تُستَعمَل لغيره(2).
    ملاحظة: قد يُؤتَى بها زائدةً، نحو قولك: [لا نتعالى على مَنْ غيرِنا = لا نتعالى على غيرِنا].
    * * *

    نماذج فصيحة مِن استعمال [مَنْ]
    · ]ومَنْ يَتَّقِ اللهَ يجعلْ له مخرجاً[ (الطلاق 65/2)
    [مَنْ]: شرطية، جزَمَت فعلين: [يتَّقِ] وعلامة جزمه حذف الياء، و[يجعلْ] وجُزم بالسكون، ولولا الجزم لقيل: يتّقي... ويجعلُ.
    · قال الفرزدق، ولبيته روايتان نقف عندهما كلتيهما، الأولى:
    ومَنْ يَميلُ أمال السيفُ ذِرْوَتَهُ حيثُ التقى مِنْ حِفافَي رأسِهِ الشَّعَرُ
    (ذِروته: أي رأسه - حفافا رأسه: جانباه).
    [مَنْ]: في هذه الرواية، اسم موصول، بمعنى [الذي]. ألا ترى أنها لم تجزم فعل: [يميل]، ولو جَزَمَته لقيل: [ومَن يمِلْ].
    والرواية الثانية:
    ومَنْ يَمِلْ يُمِلِ المأثورُ ذِروتَهُ حيثُ التقى مِنْ حِفافَي رأسِهِ الشَّعَرُ
    (المأثور: السيف).
    [مَنْ]: في هذه الرواية، شرطيّة، جزمت فعلين مضارعين هما: [يَمِلْ ويُمِلِ]. ولولا الجزم لقيل: [يَميلُ ويُميلُ].
    · وقال الفرزدق أيضاً يخاطب الذئب (الديوان 2/329):
    تَعَشَّ، فإنْ واثَقْتَني لا تَخونُني نكُنْ مِثلَ مَنْ يا ذِئْبُ يصطحبانِ
    [مَنْ]: اسم موصول، أُريد به المثنى، لأنّ المعنى: نَكُنْ مثلَ اللّذَيْنِ يصطحبانِ. وإذا كانت [مَنْ] موصوليّة فقد يُراد بها المفرد أو المثنى أو الجمع، والمذكّر أو المؤنث، على حسب موقعها من الكلام.
    · ]ومنهم مَنْ يستمعون إليك[ (يونس 10/42)
    [مَنْ]: في الآية اسم موصول، أُريد به الجمع، لأنّ المعنى: ومنهم الذين يستمعون إليك. ونقول هنا ما قلناه آنفاً: متى كانت [مَنْ] موصوليّة فقد يُراد بها المفرد أو المثنى أو الجمع، والمذكّر أو المؤنث، على حسب موقعها من الكلام.
    · ]قال ومَنْ يقنَطُ مِن رحمة ربّه إلاّ الضالّون[ (الحِجْر 15/56)
    [مَنْ]: هاهنا استفهامية، وقد جيء بعدها بـ [إلاّ] فأفادت معنى النفي، أي: [لا يقنطُ... إلاّ]. وكذلك تكون كلما جيء بعدها بـ [إلاّ]، إذ تُشْرَب في هذه الحال معنى النفي. ومثل ذلك طِبقاً قولُه تعالى:
    · ]ومَنْ يغفرُ الذنوب إلاّ الله[ (آل عمران 3/135)
    فـ [مَنْ] استفهامية، جيء بعدها بـ [إلاّ] فأفادت معنى النفي، والمعنى: لا يغفر الذنوب إلاّ الله.
    · وقولُه: ]مَنْ ذا الذي يَشْفَع عنده إلاّ بإذنه[ (البقرة 2/255)
    والمعنى: لا يُشفَع عنده إلاّ بإذنه.
    * * *


    عودة | فهرس



    1- تشترك [ما] و [مَن] الاستفهاميتان، في مجيء [ذا] بعدهما، وفي الصور والأحكام التي تكون عند ذاك. وقد أوضحنا ذلك في بحث [ما]، فارجع إليه هناك.
    2- تستعمل [مَنْ] لغير العاقل، إذا نُزِّل منْزلة العاقل؛ كأن يُنادى مثلاً، وغير العاقل لا يُنادى، نحو: [أَسِرْبَ القَطا هَلْ مَنْ يُعِير جَناحَهُ]، أو شَمَلَ العاقلَ وغيرَ العاقل حُكْمٌ واحد نحو: ]يسجد له مَن في السماوات ومَن في الأرض[، أو اقترن غيرُ العاقل بالعاقل في عمومٍ مُفَصَّلٍ بـ [مَن] نحو: ]واللهُ خلق كُلَّ دابّةٍ مِن ماءٍ: فمنهم مَنْ يمشي على بطنه ومنهم مَنْ يمشي على رجلَين ومنهم مَنْ يمشي على أربع[.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:13 pm

    مَع

    [مع]: اسم منصوب (1) له استعمالان:
    الأول: ظرف للمكان أو للزمان، نحو: [جلس سعيد معَ (2) خالد في الغرفة (ظرف مكان)] و [سافر زهيرٌ مع الفجر (ظرف زمان)].
    الثاني: أن يحذف المضاف إليه بعدها فتنوَّن، وتُعرَب على حسب موقعها من العبارة. نحو: [سافر زهيرٌ وخالدٌ معاً]، ومنه قولُ متمّم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً:
    فلما تَفَرَّقْنا كأني ومالكاً لِطُولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليلةً مَعا(3)

    * * *
    عودة | فهرس



    1- دليل اسميتها أنّها تنوّن، وإنما تُنَوَّن الأسماء، يقال مثلاً: (سافر خالدٌ وزهيرٌ معاً).
    2- ذكروا أنّ قبيلة ربيعة تسكّن العين، فتقول مثلاً: [زهيرٌ مَعْ خالد].
    3- [معاً] في بيت متمّم، وفي المثال قبله: حال منصوب.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:14 pm

    مُذْ و مُنْذُ

    [مُذْ] و [مُنْذُ] ظرفَاْ زمان، معناهما: إما ابتداء المدة نحو: [ما زرتنا منذ يوم الجمعة] أو جميع المدة نحو: [ما زرتنا منذ عام]. وهما مبنيّتان تتماثلان في كلّ شيء إلا اللفظ(1)، وتدخلان على الجُمل والأسماء، ولا يمتنع بعدهما إلاّ مجيء الاسم منصوباً.

    * * *

    نماذج فصيحة من استعمال [مذ ومنذ]
    · قال الفرزدق (المغني /373):
    مازال مُذْ عَقَدَتْ يداه إزارَهُ وسَما فأدركَ خمسةَ الأشبارِ
    يُدني كتائبَ مِنْ كتائبَ تلتقي في ظلِّ مُعْتَرَكِ العَجاجِ مُثارِ
    [مذْ عقدتْ يداه]: شاهد لدخول [مذ] على جملة فعلية: (عقدت يداه).
    · وقال الأعشى (الديوان /135):
    وما زلتُ أَبغي المالَ مذ أنا يافعٌ وليداً وكهْلاً حين شِبْتُ وأمرَدا
    [أنا يافعٌ]: مبتدأ وخبر. وذلك شاهد لدخول [مذ] على جملة اسمية.
    · وقال دِعْبِل الخُزاعي (الديوان /85):
    ألَمْ تَرَ أنّي مُذْ ثلاثون حِجّةً أروحُ وأغْدو دائِمَ الحَسَراتِ
    [مذ ثلاثون...] شاهد لمجيء الاسم بعد [مذ] مرفوعاً. (ثلاثون: ملحق بجمع المذكر السالم، مرفوع بالواو).
    · وقال امرؤ القيس (الديوان /89):
    قِفا نبكِ مِن ذكرى حبيبٍ وعرفانِ ورَبْعٍ عَفَتْ آثارُه منذُ أزمانِ
    [منذُ أزمانِ] شاهد لمجيء الاسم بعد [مذ] مجروراً.

    * * *

    عودة | فهرس


    1- نظراً إلى تماثلهما، جرينا على استعمال هذه أو تلك على حسب الحال، في كل موضع، بدون تفريق.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:14 pm

    متى
    تأتي على وجهين:
    الأوّل: اسم استفهام يُستفهم به عن الزمان ويعربونه ظرفاً، نحو: [متى سَفَرُكَ ومتى ترجِعُ؟]. وقد يُجَرّ بـ [إلى] و [حتى]، نحو: [إلى متى تَتَّبعُ هواك وحتى متى تطيعُه؟].
    الثاني: اسم شرط يجزم فعلين، ومنه قول الحطيئة (الديوان /81):
    متى تَأْتِهِ تَعْشُو إلى ضوءِ نارِهِ تَجِدْ خَيْرَ نارٍ عندها خَيْرُ مُوقِدِ(1)
    وقد تلحقه [ما] الزائدة للتوكيد، ومنه قول الشاعر:
    متى ما تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ .............................

    * * *

    عودة | فهرس

    1- فعْل الشرط [تأتِ]، وجواب الشرط [تجدْ] وبه تتعلّق [متى] باعتبارها ظرفاً.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:14 pm

    مَاْ
    تأتي على وجوه:
    الأول: الاستفهامية: ويُستفهَم بها عن غير العاقل، من الحيوان والنبات والجماد والأعمال؛ وعن حقيقة الشيء عاقلاً كان أو غير عاقل نحو: [ما الإنسان؟ وما الحيوان؟]، وعن صفته، نحو: [ما المتنبي في الشعراء؟]. وقد يسبقها حرف جرّ، فتُحذَف ألِفُها نطقاً وكتابةً نحو: علامَ، حتّامَ، إلامَ، مِمَّ إلخ ... ومنه قوله تعالى: ]عَمَّ يتساءلون[.

    تذييل: [ماذا]
    تأتي [ذا] بعد [ما] الاستفهامية في ثلاث صور:
    ¨ اسم إشارة نحو: [ما ذا الكتاب؟] أي: [ما هذا الكتاب؟ (ما + ذا: مبتدأ وخبر)].
    ¨ اسم موصول نحو: [ما ذا أتى بك؟] أي: [ما الذي أتى بك؟ (ما + ذا: مبتدأ وخبر)(1)].
    ¨ مركَّبة مع [ما]، فتكونان معاً كلمةً واحدةً تُعرَب على حسب موقعها من العبارة نحو: [ماذا أكلتَ؟ (ماذا: مفعول به)] و [لماذا جئت؟ (لماذا: جارّ ومجرور)].
    الثاني من وجوهها: النافية: وتكون عاملة وغير عاملة.
    ¨ فغير العاملة: هي التي تدخل - مُهمَلَةً - على المبتدأ والخبر نحو: [ما زهيرٌ مسافرٌ]، أو على الفعل الماضي والمضارع، نحو: [ما سافر خالدٌ، وما ينبغي له أن يسافر].
    ¨ والعاملة: هي التي تعمل عمل ليس، فترفع المبتدأ وتنصب الخبر: نحو: ]ما هذا بشراً[، وإنما تعمل بشروط ثلاثة، فإنْ تخلّف أحدُها أُهمِلَتْ فلم تعمل، وهي:
    آ- ألاّ يتقدّم خبرُها على اسمِها. فإن تقدم، لم تعمل نحو: [ما مسافرٌ زهيرٌ].
    ب- ألاّ تتلوها [إنْ]. فإن تلتها، لم تعمل نحو: [ما إنْ خالدٌ كاذبٌ].
    ج- ألاّ يكون في جملتها [إلاّ]. فإن كانت، لم تعمل نحو: [ما زهيرٌ إلاّ طالبُ عِلْم].
    الثالث: الشرطية: وتجزم فعلين مضارعين: نحو: ]وما تفعلوا مِن خيرٍ يعلمْهُ الله[ (البقرة 2/197) ( انظر: جزم الفعل المضارع).
    الرابع: الموصوليّة: وتستعمل لما لا يعقل، نحو: ]ما عندكم ينفَدُ وما عند الله باق] (2) (النحل 16/96)
    الخامس: التعجّبية: وليس لها في الكلام إلاّ تركيب واحدٌ فقط لا تعدوه، هو [ما أَفْعَلَه!!]. مثال ذلك: [ما أَجْمَلَ الربيعَ !! - ما أَقْبَحَ الظُلمَ !!]، فقِسْ عليه. (انظر بحث التعجّب).
    السادس: المصدرية: وتُسبَك هي وما بعدها بمصدر مؤوَّل.
    ثمّ إمّا أن تكون مصدريةً زمانية، إن كان ما بعدها دالاًّ على زمان، نحو: ]وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمتُ حيّاً[ (أي: مدّة دوامي حياً).
    أو تكون مصدريةً بَحْتاً نحو: ]لهم عذابٌ شديدٌ بما نَسُوا يومَ الحساب[ (أي: بنسيانهم يومَ الحساب).
    السابع: الكافّة(3): وتَمْنَعُ العاملَ من العمل. من ذلك:
    - اتّصالُها بـ [إنّ] وأخواتها، فيكون ما بعدهنّ مبتدأً وخبراً نحو: [إنما خالدٌ طالبُ عِلْمٍ].
    - واتّصالُها بـ [ربّ]، فيقال: [ربّما زهيرٌ قادمٌ]، وتدخل عندئذٍ على الأفعال فيقال: [ربّما يسافر زهير].
    الثامن: ما الواقعة بعد [نِعْمَ وبِئْسَ] نحو: [نِعمَ ما فعل زهيرٌ + بِئسَ ما فَعَل] (انظر: نعم وبئس).
    التاسع: الإبهاميّة: وتقع صفةً لاسمٍ قبلها تفخيماً أو تحقيراً نحو: [لأمرٍ ما يتوالى الليل والنهار] و[أعطِ السائل شيئاً ما].
    العاشر: الزائدة: وتقع بين المتلازمين نحو: ]فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم[، ]أينما تكونوا يأتِ بكم الله[، ]عمّا قليلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادمين[، ]مِمّا خطيئاتهم أُغرقوا[. وتقع كثيراً بعد [إذا] نحو: [إذا ما زرتنا أكرمناك].

    * * *
    عودة | فهرس



    1- تنطبق هذه الأحكام أيضاً على [مَنْ] الاستفهامية إذا تلتها [ذا].
    2- قد تستعمل [ما] للعاقل إذا اختلط بغير العاقل: ]يسبّح لله ما في السماوات وما في الأرض[، أو كان للعاقل أنواع: ]فانكحوا ما طاب لكم من النساء[، أو كان أمره مبهَماً: ]نذرتُ لك ما في بطني[.
    3- سُمِّيَت كافّةً، لأنها تكفّ العامل عن أن يعمل، أي تمنعه من العمل. كنحو أنْ تتصل بـ [إنّ] فتكفها عن نصب الاسم ورفع الخبر، فيكون ما بعدها مبتدأً وخبراً، نحو: [إنما خالدٌ تلميذٌ].
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:14 pm

    لَيْسَ
    تأتي على وجهين:
    الأوّل: فعل ماضٍ جامد(1) يفيد النفي، يرفع الاسم وينصب الخبر، نحو: [ليس خالدٌ مقصِّراً].
    والثاني: حرف نفي لا عمل لها، بمنْزلة [ما] و [لا] النافيتين، وذلك إذا دخلت على الجملة الفعلية نحو: [ليس يعلم الغيبَ إلاّ الله] و[ليس خلَق الله مثلَه].
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [ليس]
    · ]أليسَ اللهُ بكافٍ عبدَه[ (الزمر 39/36)
    [أليس]: الهمزة للاستفهام، و [ليس] فعل ماضٍ ناقص من أخوات [كان] ترفع الاسم وتنصب الخبر. لفظ الجلالة: اسمها، والباء حرف جرّ زائد، والخبر [كافٍ] مجرور لفظاً بالباء الزائدة، منصوب محلاًّ. ودخول هذه الباء على خبر [ليس] كثير جدّاً في كلامهم.
    · قال النابغة الذبياني (الديوان /84):
    يَهدِي كتائبَ خُضراً ليس يَعْصِمُها إلاّ ابتدارٌ إلى موتٍ بإِلجامِ
    (يقول: إنّ حامل اللواء في جيش ممدوحيه بطلٌ يتقدّم كتائب خضراً تُرى مسودّة من كثرة السلاح، يعصمها من عدوِّها إلجام الخيل لا الهرب).
    [ليس يعصمها]: ليس، حرف نفي بمنْزلة [لا] النافية، لا عمل لها. وكذلك تكون حين تدخل على جملة فعلية.
    · قال البحتريّ (الديوان 2/1160):
    ليس يُدرَى أصُنْعُ إنسٍ لِجِنٍّ سكنوه أم صنعُ جِنٍّ لإنْسِ
    [ليس يُدرى]: ليس، حرف نفي بمنْزلة [لا] النافية، لا عمل لها.
    · قال طرفة بن العبد (الديوان /29):
    ولستُ بحلاّل التِّلاع مخافةً ولكنْ متى يَسترفِدِ القومُ أرفِدِ
    (التلاع جمع تَلعَة: ما ارتفع من الأرض).
    [لستُ بحلاّل]: [ليس] فعل ماضٍ من أخوات [كان] يرفع الاسم وينصب الخبر. والتاء (ضمير المتكلم) اسمها، والباء حرف جرّ زائد، والخبر [حلاّل] مجرور بالباء الزائدة لفظاً، منصوب محلاًّ. وقد قلنا آنفاً إنّ دخول هذه الباء على خبر [ليس] كثير جدّاً في كلامهم.
    · قال الأعشى (الديوان /136)(2):
    لهُ صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ ونائِلٌ وليس عطاءُ اليومِ مانعَهُ غدا
    [ليس]: فعل ماض من أخوات [كان] يرفع الاسم وينصب الخبر، [عطاء]: اسمها مرفوع، و [مانعَه] خبرها منصوب.
    * * *
    عودة | فهرس



    1- لم يُستعمَل منه مضارعٌ ولا أمر.
    2- للبيت رواية أخرى هي: لهُ نافلاتٌ ما يُغِبُّ نوالُها وليس عطاءُ اليومِ مانعَهُ غدا
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:15 pm

    لَيْتَ

    من الأحرف المشبهة بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر. تكون في تمنّي الممكن والعسير والمستحيل، نحو: [ليت خالداً يزورنا، ليت العنصرية تزول، ليت ما مضى يرجع] (انظر الأحرف المشبهة بالفعل).

    حكمان:
    1- يُحذَف خبرها وجوباً في قولهم: [ليت شعري...]، والتقدير: [ليت شعري حاصلٌ]. ولا بدّ في هذه الحال من أن يتلوها استفهام، نحو: [ليت شعري هل تزورنا غداً؟]
    2- إذا اتّصلت بها ياء المتكلّم، فصلت بينهما نون الوقاية، نحو: [ليتني سافرت].
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [ليت]
    · قال وَرْقاءُ بن زهير العبسي - وأمه تماضر - وقد ضرب بسيفه قاتلَ أبيه خالدَ ابنَ جعفر بن كلاب فنبا السيف (الأغاني 11/89):
    فيا ليتَ أني قبل ضربة خالدٍ ويومِ زهيرٍ لم تلدني تماضرُ
    في قوله [يا ليت أنّي لم تلدني تماضر] مسائل إليكها:
    [يا]: للتنبيه، إذ نودي بها ما لا ينادَى.
    [أني لم تلدني تماضر]: هاهنا مصدر مؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ اسم ليت، وهذا وارد في كلامهم جائز، والبيت في كل حال شاهدٌ على صحته.
    جاء استعمال [ليت] في تمني المستحيل، وطلب ما لا يُطمَع فيه.
    · قال ابنُ ميّادة (الأغاني 2/ 284):
    ألا ليتَ شِعْري هل إلى أُمِّ جَحْدَرٍ سبيلٌ؟ فأمّا الصبرُ عنها فلا صَبْرا
    [ليتَ شِعري هل...؟]: من تراكيبهم قولُهم [ليت شِعري]، ويريدون به: [ليتني أشعر، وأعلم]. وفيه حذْفُ خبر [ليت] وجوباً، والتقدير: [ليت شعري حاصلٌ]، وفي هذه الحال، لا بدّ من أن يتلوها استفهام، وقد تحقق ذلك إذ قال الشاعر بعدها: [هل...؟].
    · قال أبو العتاهية (الديوان /32):
    فيا ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً فأُخبرَهُ بما صنع المشيبُ
    [ليت الشباب يعود] الشبابَ: اسمُ ليت منصوب، وقد جاء استعمالها في تمني المستحيل، وطلبِ ما لا يُطمَع فيه، فما ينقضي من العمر لا يرجع !!
    · ]يا ليتني كنتُ معهم[ (النساء 4/73)
    استعمال فِعلِ [كان] بعد [ليت] كثير في التنْزيل العزيز، ومنه: ]يا ليتها كانت القاضية[ (الحاقّة 69/27).
    · قال قُرَيْط بن أُنَيْف (شرح ديوان الحماسة للتبريزي 1/9-10)، يهيج قومَه ويهزّهم - بما يدنو من الذمّ - لينصروه:
    لكنّ قومي وإنْ كانوا ذوي عَدَدٍ ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإنْ هانا
    فليتَ لي بهمُ قوماً إذا ركبوا شَنُّوا الإغارةَ فرساناً ورُكبانا
    في قوله [ليت لي بهم قوماً...]: تمنّي المستحيل الذي لا يُطمَع فيه، فهمْ قومه شاء أو أبى، وليس إلى أن يستبدل بهم غيرَهم سبيل !!
    · كتب أبو فراس الحمداني - وهو أسير - إلى سيف الدولة (الديوان/41):
    فَلَيْتكَ تحلو، والحياةُ مَرِيرةٌ ولَيْتَكَ تَرضى والأنامُ غِضابُ
    وليتَ الذي بيني وبينكَ عامِرٌ وبيني وبين العالمِينَ خرابُ
    استعمل الشاعر [ليتَ] ثلاث مرّات في البيتين. وكان تمنّيه فيها جميعاً تمنّي ما يمكن تحقيقه، لو شاء سيف الدولة.
    · قال مالك بن الرَّيْب:
    ألا ليت شِعري هل أبيتنَّ ليلةً بجنب الغضى أُزجي القِلاص النواجيا
    [ليت] من أخوات [إنَّ]، تنصب الاسم وترفع الخبر. فإذا قيل: [ليت شعري]، حُذِف خبرها وجوباً. والتقدير في هذه الحال: [ليت شعري حاصل]. ولا بدّ عند ذلك من أن يتلوها استفهام، وقد تحقق هذا الشرط إذ قال الشاعر بعدها: [هل أبيتنّ؟].
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:15 pm

    لَوْمَا

    [لوما] و [لولا] سواءٌ في الأحكام والمعاني والاستعمال، يقال: [لوما خالد لسافرت] = [لولا خالد لسافرت]. ودونك من استعمال [لوما] نموذجين للاستئناس:
    ]لَوْمَا تَأتِينا بالملائكة إنْ كُنتَ مِنَ الصادقين[
    [لوما تأتينا]: دخلت [لوما] على فعلٍ مضارع، فهي للتحضيض.
    قال الشاعر:
    لَوما الإصاخةُ لِلوُشاةِ لَكانَ لِي مِنْ بَعْدِ سُخْطِكَ في رِضاكَ رَجاءُ
    [لوما الإصاخةُ... لَكان...]: لوما: في البيت حرف امتناع لوجود، بعدها مبتدأ محذوف الخبر على المنهاج، وقد دخلت اللام على جوابها: [كان].
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:16 pm

    لَوْلا
    [لولا]: على ثلاثة وجوه:
    · الوجه الأوّل: أن تكون للتوبيخ، فتختصّ بالفعل الماضي، نحو قولك للمتأخّر: [لولا جئتَ مبكِّراً].
    · الوجه الثاني: أن تكون للتحضيض والعرض، فتختص بالمضارع نحو: [لولا تُنظِر المُعسِر](1).
    · الوجه الثالث: حرف شرط غير جازم، (يقول المعربون: حرف امتناع لوجود)، يدخل على جملتين: اسميةٍ ففعلية، فتمتنع الثانية منهما بسبب وجود الأولى، نحو: [لولا خالدٌ لسافرت]؛ (امتنع السفر لوجود خالد)(2). ويجوز في جوابها مجيء اللام، وعدمُ مجيئها: [لولا خالدٌ لسافرت = لولا خالدٌ سافرت].
    يكون المبتدأ بعد الشرطية اسماً، أو ضميراً، وأما الخبر فمحذوف دوماً نحو: [لولا خالدٌ لسافرت] و [لولا أنتم لسافرت] و [لولاكَ لسافرت].
    تنبيه: [لولا] الداخلة على الفعل قد تُفصَل منه بواحدة مِن ثلاث [إذْ - إذا - جملة شرطية معترضة] نحو:
    ]ولولا إذْ سمعتموه قلتم... [
    ]فلولا إذا بلغت الحلقوم... [
    ]فلولا إنْ كنتم غير مَدِينِينَ تَرْجِعونها... [
    * * *
    نماذج فصيحة من استعمال [لولا]
    · ]ولولا إذْ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا[ (النور 24/16)
    [لولا... قلتم]: في الآية توبيخ لمن سمع فلم يقل: [ما يكون لي أن أتكلّم بهذا]. والقاعدة: أنّ [لولا] تختص بالدخول على الفعل الماضي إذا كانت للتوبيخ. وقد تحقق ذلك هاهنا. وفُصِل بين [لولا] وفعلها بـ [إذ]، والآية شاهد على ذلك.
    · قال جرير يرثي زوجته (الديوان /862):
    لولا الحياءُ لَعادَني استعبارُ ولَزُرتُ قبرَكِ والحبيبُ يُزارُ
    [لولا الحياءُ لَـ...]: لولا في البيت حرف امتناع لوجود: فقد امتنع الاستعبار (البكاء) لوجود الحياء. وقد دخلت على جملة اسمية، أما المبتدأ فيها فهو: [الحياءُ]، وأما الخبر فمحذوف. وجمهور النحاة على وجوب هذا الحذف. وقد دخلت اللام على جوابها [عادني]، لكنّ عدم دخولها جائز أيضاً، أي يصحّ أن يقول الشاعر: [لولا الحياء عادني استعبار].
    · قال نُصَيْب (لسان العرب 1/170):
    ولولا أن يُقالَ صَبا نُصَيْبٌ لقلت: بنفسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ
    (النشَأ: جمع ناشئ للمذكر والمؤنث، مَنْ جاوز حدّ الصِغر).
    [لولا أن يقال]: لولا في البيت حرف امتناع لوجود: فقد امتنع قولُه: [بنفسي النشأ الصغار] لوجود قولِ قائلٍ: [صبا نصيب]. وقد دخلت [لولا] على جملة اسمية، أما المبتدأ فيها فهو: المصدر المؤوّل من [أن يقال]، وأما الخبر فمحذوف. وذلك أنّ المصدر المؤوّل بمنْزلة الاسم، وهو في البيت في محل رفع مبتدأ، فكأنه قال: [لولا قولُ قائلٍ...]، والخبر محذوف على المنهاج. وقد دخلت اللام على جوابها [قلت].
    · ]فلولا إذا بلغت الحلقومَ وأنتم حينئذٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكنْ لا تبصرون فلولا إنْ كنتم غير مدينين تَرْجِعُونَهَا إنْ كنتم صادقين[ (الواقعة 56/83-87)
    في الآية تقديم وتأخير، ولولا ذلك لكان النص: [لولا ترجعون الروحَ إذا بلغت الحلقوم]. وقد تقدّمت [إذا] ففصلت بين [لولا] وفعلها [ترجعون]. والقاعدة أن [لولا] الداخلة على الفعل، قد تُفصَل منه بواحدة من ثلاث هي: [إذ - إذا - جملة شرطية معترضة].
    · ]يقول الذين استُضْعِفوا للذين استكبروا لولا أنتم لَكُنا مُؤمنين[(سبأ34/31)
    [لولا أنتم لكنّا]: لولا حرف امتناع لوجود: فقد امتنع إيمان المستضعفين لوجود المستكبرين. وقد دخلت [لولا] على جملة اسمية، أما المبتدأ فيها فهو الضمير: [أنتم]، وأما الخبر فمحذوف، وهو ما عليه جمهور النحاة. ومجيء المبتدأ ضميراً، على المنهاج، إذ يجوز أن يكون المبتدأ بعد [لولا] اسماً أو ضميراً. وقد دخلت اللام على جوابها [كُنّا]، لكنّ عدم دخولها جائز أيضاً، ولو لم يكن الكلام قرآناً لجاز أيضاً: [لولا أنتم كنّا مؤمنين].
    · قال أبو العلاء المعريّ يصف سيف ممدوحه (شروح سقط الزند1/104):
    يُذيبُ الرعبُ منه كلَّ عَضْبٍ فلولا الغِمْدُ يُمسِكُهُ لَسالا
    (العضب = السيف).
    وقد حكم النحاة على المعري هاهنا باللحن. وبيان ذلك: أنّ [الغمد] مبتدأ، وجملة: [يمسكه] خبر لهذا المبتدأ، وجمهور النحاة على أنّ حذف خبر المبتدأ بعد [لولا] حَتْم. وكان الصواب أنْ يقول: [لولا الغمدُ لسال]. ومع ذلك فإن فريقاً من النحاة حاولوا إيجاد مخرج للمعرّي!! ومن ذلك مثلاً قول بعضهم: إن جملة [يمسكه] ليست خبراً، بل هي حالية، وقول آخرين: إن حذف خبر المبتدأ بعد [لولا] ليس حتماً...
    · قال عمر بن أبي ربيعة (الديوان / 479):
    أَوْمَتْ بعينيها مِنَ الهودجِ لولاكَ في ذا العامِ لم أَحْجُجِ
    [لولاكَ...لم أحجُج]: في البيت مسألتان، الأولى مجيء المبتدأ - على المنهاج - ضميراً بعد [لولا] التي هي حرف امتناع لوجود. وذلك أنّ المبتدأ بعدها يجيء اسماً ويجيء ضميراً. والثانية أنه يجوز في الأصل مجيء اللام في جواب [لولا] ويجوز عدم مجيئها. ولكن جوابها جاء في البيت منفيّاً بـ [لم]، فامتنع اقتران اللام به، إذ ليس من العربية أن يقال: [لَلَم أحجج] !!
    · ]قال ياقومِ لِمَ تَستعجلون بالسيئة الحسنةَ لولا تستغفرون اللهَ لعلكم ترحمون[
    (النمل 27/46)
    [لولا تستغفرون]: دخلتْ [لولا] على فعل مضارع فتعين أن تكون للتحضيض، وهو ما عليه المعنى في الآية، إذ فيها يحضّ النبيُّ صالحٌ قومه ثمودَ على الاستغفار، لعلّ الله يرحمهم.
    · ]وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموتُ فيقول ربِّ لَوْلاَ أخرتني إلى أجل قريب[ (المنافقون 63/10)
    [لولا أخرتني]: هاهنا مسألتان:
    الأولى أنّ في الآية عرضاً مضمونه طلب التأخير: [ربّ لولا أخرتني]. والقاعدة أنّ [لولا] إنما تكون للعرض والتحضيض إذا دخلت على فعل مضارع. والفعل في الآية: [أخرتني] فعل ماضٍ لا مضارع. فما علّة ذلك.
    الجواب: أنّ فِعل [أخرتني]، وإن كان في الظاهر اللفظي فعلاً ماضياً، هو في المعنى مضارع، أي: [لولا تؤخرني].
    والثانية أنّ [لولا] في الآية للتحضيض، إذ هي داخلة على فعل مضارع (في المعنى). ولكنْ لما كان التحضيض طلباً بحثٍّ وإزعاج، وكان الخطاب متّجهاً إلى الله تعالى، كان اللائق - تأدباً - أن يسمى ذلك في الآية (عرضاً، لا تحضيضاً)!!
    · ]لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذْ لَمْ يأتوا بالشهداء فأولئك عند اللهِ هم الكاذبون[ (النور 24/13)
    [لولا جاؤوا]: لولا في الآية داخلة على فعل ماض، ومتى كان ذلك، كانت للتوبيخ، وهو ما عليه المعنى في الآية، فإنّ فيها ذمّاً وتوبيخاً لمن جاء بالإفك فرمى المحصَنات، ولم يجئ على ما قال بأربعة شهداء.
    * * *
    عودة | فهرس



    1- الفرق بين التحضيض والعرض، أنّ الأول طلبٌ بحثٍّ وإزعاج، والثاني طلبٌ بلِينٍ وتأدُّب.
    2- لهذا قال المعربون: هي حرف امتناع لوجود.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:16 pm

    لَوْ
    تأتي على وجوه:
    الأول: حرف مصدري، يُسبَك منه ومما بعده مصدرمؤوّل، نحو: ]يودّ أحدُهم لو يُعَمَّر ألفَ سنة[ (أي: يودّ أحدُهم التعميرَ) (1).
    الثاني: حرف تقليل، نحو: [اِلْتَمِسْ ولو خاتَماً من حديد](2).
    الثالث: حرفٌ للعَرض، وللتمنّي، نحو: [لو تنْزل عندنا فتُصيبَ خيراً] و[لو تأتيني فتُحدِّثَني]، ويتلوها فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية. (انظر: نصب الفعل المضارع).
    الرابع: حرف وصل (يؤتى به لتقوية المعنى، ووصل بعض الكلام ببعض)، نحو قوله تعالى: ]واللهُ مُتِمُّ نوره ولو كره الكافرون[، وقوله: ]وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قُربى[.
    الخامس: حرف شرط، غير جازم(3) . ولا بدّ له - كسائر أدوات الشرط - من شرط وجواب. ولا تخرج أحكامهما في كل حال، عما يلي:
    ¨ فعل الشرط بعدها ماضٍ أو مضارع. وأمّا جواب الشرط فلا يكون إلاّ ماضياً(4)، مقترناً باللام أو عارياً منها، نحو:
    - ]لو نشاء لجعلناه حطاماً[ (الشرط مضارع والجواب ماضٍ مقترنٌ باللام).
    - ]لو نشاء جعلناه أُجاجاً[ (الشرط مضارع والجواب ماضٍ عارٍ من اللام).
    - ]ولو شاء اللهُ لَذهب بسمعهم وأبصارهم[ (الشرط ماضٍ والجواب ماضٍ مقترن باللام).
    - ]قال ربِّ لو شِئتَ أهلكتَهم[ (الشرط ماضٍ والجواب ماضٍ عارٍ من اللام).
    ¨ قد تتلوها جملة اسمية: ضميراً كان مبتدؤها نحو: ]لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربّي إذاً لأمسكتُم[، أو اسماً، نحو قولِ عديّ بن زيد:
    لو بغير الماء حَلْقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصّان بالماء اعتِصاري
    (اعتصر - اعتصاراً: شرب الماء قليلاً قليلاً ليُسيغَه).
    ¨ يكثر أنْ تتلوها [أنّ] وصِلَتُها، نحو: ]ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم] (5)
    * * *

    عودة | فهرس



    1- يكثر أن يأتي قبل [لو] المصدرية فعلُ [وَدَّ] أو ما في معناه، نحو: [أَحبَّ - تَمنّى ...].
    2- ورد هذا في مزايا [كان]، ومنها حذف كان واسمها وإبقاء الخبر منصوباً. وعلى هذا تكون المسألة مشتركةً بين مزايا [كان] وبين [لو] حين تكون حرف تقليل. والتقدير في كل حال: [اِلتمس ولو كان الملتمَسُ خاتماً من حديد] (انظر: كان وأخواتها (66)).
    3- يقول المعربون: هي حرف امتناع لامتناع، يريدون بذلك أنّها تدلّ على امتناع الجواب لامتناع الشرط. ففي نحو: [لو درس لنجح] امتناع النجاح لامتناع الدرس.
    4- إذا جاء جواب الشرط مضارعاً، وجب أن يكون مجزوماً بـ [لم]، لأنها تقلب زمان المضارع إلى الماضي. ومنه قول زهير لممدوحه:
    فلو كان حمدٌ يُخْلِدُ الناس لم تَمُتْ ولكنّ حَمْدَ الناسِ ليس بمُخْلِدِ
    5- يرى سيبويه أنّ [أنّ] وصلتها مبتدأ خبره محذوف.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:16 pm

    لَنْ

    لَنْ: حرف نفي ونصب واستقبال، نحو قوله تعالى: ]وقالوا لَنْ نُؤمن لك حتى تَفجُرَ لنا من الأرض يَنبوعاً] (1)، وقولِ أبي طالب يخاطب ابنَ أخيه رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم:
    واللهِ لن يَصِلوا إليكَ بِجَمعِهمْ حتى أُوَسَّدَ في التراب دَفِينَا
    * * *

    عودة | فهرس



    1- الإسراء 17/90
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:17 pm

    يا
    حرف ينادى به القريب والبعيد، ويجوز حذفه، نحو: [زهيرُ أقْبِلْ].

    مزاياها:
    قد يُنادى بها ما لا يُنادى، فتُعَدّ حرفَ تنبيه، نحو: [يا ليتني سافرت].
    لا ينادَى لفظُ الجلالة إلاّ بها، فيقال: [يا أللّهُ]. (بإثبات الهمزة)
    لا يَدخل على [أيّها وأيّتها] إلاّ هي، نحو: [يا أيها الطالب ويا أيتها الطالبة].
    لا يستغاث إلاّ بها كنحو: [يا لَلأقوياءِ لِلْضعفاءِ].
    لا يدخل على أساليب التعجب الثلاثة إلاّ هي، كنحو: [يا بَحرُ !! - يا لَلْبحرِ !! - يا بَحْرَاْ !!].
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:17 pm

    وَاْ

    هي حرف مختصّ بالندبة (أي: التفجّع على الميت)، فلا يُندَب إلاّ بها. نحو: [وا خالداهْ] (الهاء: هاء السكت).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:17 pm

    الواو
    على وجوه أشهرها:
    ¨ العاطفة: ومعناها مطلق الجمع، فتعطف الشيء على مصاحِبِه، وسابقِه ولاحقِه، من غير دلالة على الترتيب أو عكسه أو المصاحبة. ففي نحو: [سافر زهيرٌ وسعيدٌ] يُحتمَل أن يكون كلٌّ منهما سافر قبل صاحبه، كما يُحتَمل أن يكونا سافرا معاً.
    وتمتاز الواو من سائر أحرف العطف - عدا ما تقدّم - بأحكام، أشهرها:
    اقترانها بـ [إمّا] نحو: ]إمّا شاكراً وإمّا كفوراً[.
    اقترانها بـ [لا] إن سُبقت بنفي، نحو: [ما سافر زهيرٌ ولا سعيدٌ].
    اقترانها بـ [لكنْ] نحو: ]ما كان محمّدٌ أبا أحدٍ مِن رجالكم ولكنْ رسولَ الله[.
    عطفُ الصفات المفرَّقة، مع اجتماع منعوتها، نحو: [سلّمت على رجُلَين نحيفٍ وسمين](1).
    عطفُ ما لا يُستغنى عنه، نحو: [تَقاتَل زيدٌ وعمرو](2).
    ¨ الاستئنافية: نحو: ]لنبيِّنَ لكم ونُقِرُّ في الأرحام ما نشاء] (3)
    ¨ الاعتراضية: وتقع بين مُتَطالِبَيْن: (كالمبتدأ والخبر - الفعل وفاعله - الفعل ومفعوله - الموصوف وصفته) نحو:
    إنّ الثمانين - وبُلِّغْتَها - قد أَحْوَجَتْ سَمْعي إلى تَرجُمانْ
    ¨ الحاليّة: وتدخل على الجملة الاسمية والفعلية نحو: [سافرت والمطر منهمر، وعدت وقد انقطع].
    ¨ واو المعية: وينتصب بعدها الفعل المضارع، لعطفه على اسمٍ صريح أو مؤوَّل.
    فالصريح نحو:
    ولُبسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني أحبُّ إليَّ مِن لُبسِ الشُّفوفِ
    والمؤوَّل، شرطُه أن تُسبَق الواوُ بنفيٍ أو طلب:
    - فالنفي نحو: ]أم حسبتم أنْ تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ اللّهُ الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين[
    - والطلب نحو:
    لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ
    ¨ واو المفعول معه: نحو: [سرت والجبلَ](4).
    ¨ واو القسَم: وهي حرفُ جرٍّ، نحو: ]والتينِ والزيتون] (5).
    ¨ واو ربَّ: ولا تدخل إلاّ على اسمٍ نكرة مجرور بـ [ربَّ] محذوفة(6) نحو:
    وليلٍ كموجِ البحر أَرْخَى سدولَهُ عليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي
    ¨ ضمير رفع، في نحو: [كانوا سافروا، وقد يعودون].
    ¨ علامة رفع، في الأسماء الخمسة، وجمع المذكّر السالم، نحو: [سافر أخوك ومعلّموه].
    ¨ زائدة، نحو أن تُسْألَ: [أسافرت؟] فتجيب: [لا وعافاك الله].

    * * *
    عودة | فهرس


    1- هما رجل نحيف ورجل سمين، وقد اجتمع المنعوتان: [رجلين]، وتفرّقت الصفتان: [نحيف وسمين].
    2- بيان ذلك أنّ نحو: [تقاتل وتخاصم وتسابق ...] أفعال لا تكون إلاّ بالمشاركة بين اثنين فأكثر، فلا يقال مثلاً: [تقاتل سعيدٌ] حتى يقال: [وزهيٌر]. وقُل الشيء نفسه في [تَخاصَم وتَسابَق إلخ...].
    3- لو كانت الواو هاهنا عاطفة لانتصب فعْل [نقرُّ].
    4- انظر [المفعول معه].
    5- الواو الأولى واو القسم، والثانية حرف عطف.
    6- استعمال واو [ربّ] مقصور على الشعر دون النثر.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الأدوات النحوية - صفحة 3 Empty رد: الأدوات النحوية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 18, 2013 3:18 pm

    هُوَ
    ضمير، وله فروع:
    الأول: ضمير رفعٍ منفصل، للغائب نحو: [هو مسافرٌ].
    الثاني: ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب، يفصل بين المبتدأ والخبر، أو ما أصله المبتدأ والخبر نحو: [خالدٌ هو المسافرُ، كان خالدٌ هو المسافرَ](1).
    الثالث: ضمير الشأن، ولا يكون إلاّ مبتدأً خبرُه الجملة بعده، نحو: ]قلْ هو اللهُ أحد] (2) .
    * * *

    عودة | فهرس



    1- من النحاة من يجعل له إعراباً. انظر بحث [الضمير].
    2- يُؤتَى بضمير الشأن قبل الجملة لتعظيمها وتفخيمها والرمز إلى شأنها، ثمّ تأتي هذه الجملة بعده فتكون خبراً عنه وتفسيراً له. وإنما تكون تفسيراً له، لأنه ضميرٌ لا مرجع له.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 7:15 pm