عَطْفُ البيان
تَعريفُه
هو التَّابعُ الجَامِدُ المُشبِه للصِّفَة في إيضَاحِ مَتْبُوعِه إن كان مَعْرِفةً ، وتَخْصِيصِه إن كانَ نَكِرَةً بنَفْسِه ، لا بمَعنىً في مَتبُوعه ، ولا في سَبَبِه ، وبهَذا خَرَجَ النَّعتُ ، ولا يجبُ فيه أن يَكونَ أوضحَ مِن مَتْبُوعِهِ ، بل يجوزُ أن يَكُونَ مَسَاوِياً أو أقلَّ ، والتَّوضِيحُ حِينَئِذٍ باجْتمَاعِهما ، نحو : قال أبو بكر عَتِيقٌ.
مواضعه
(1) اللَّقَبُ بعد الاسم ، نحو : عليٌّ زينُ العَابدين.
(2) الاسمُ بعد الكُنية ، نحو : أَقسَمَ بالله أَبو حَفصٍ عُمر.
(3) الظَّاهرُ المُحَلَّى بـ "أل" بعد اسمِ الإشارة ، نحو : هذا الكِتاب جَيِّدٌ.
(4) المَوصُوف بعد الصفةِ ، نحو : الكَليمُ مُوسى.
(5) التَّفسيرُ بعد المُفسَّر ، نحو : العَسْجَد أي الذَّهبُ.
تَبعيَّته لما قَبْله
يَتْبَع "عَطفُ البَيانِ" مَتْبوعَةُ بواحدٍ مِن النَّصبِ أو الرَّفعِ أو الكَسرِ ، وواحِدٍ من الإفراد أو التَّثْنِيةِ أو الجَمعِ ، ووَاحِدٍ من التَذكيرِ أو التأنيث ، ووَاحِدٍ من التَّعْريفِ أو التنكير ، فيكونان مَعْرفَتَينِ كما تقدَّم ، ونكرَتَينِ كـ "لبستُ ثَوباً مِعْطَفاً" ، ومنه قوله تعالى: (أَو كَفَّارةٌ طَعَامُ مَساكِينَ) فيمن نون كَفَّارة.
- كُلُّ ما صَلَح أن يكونَ "عَطْفَ بَيَان" صَلَح أن يكُونَ "بدَلَ كُلّ" إلاّ في مسألتين :
أ- ما لا يَستَغني التركيبُ عنه ، ومِنْ صُورِ ذلك قولك : هِنْدٌ قامَ زيدٌ أخوها ، فـ (أخوها) يتَعيَّنُ أن يكونُ عَطْفَ بيان على زَيد ، ولا يجوزُ أن يكونَ بَدلاً منه ، لأنه لا يَصحُّ الاستِغناءُ عنه : لاشتِمَالِه على ضَميرٍ رَابِطٍ للجملَةِ الوَاقِعَةِ خَبَراً لـ هِند ، فَوَجَبَ أن يُعربَ (أَخُوها) عَطفَ بَيَانٍ لا بَدَلاً ؛ لأنَّ البَدَل على نِيَّةِ تَكرارِ العَامِل ، فكأنَّه مِن جُملةٍ أُخرى ، فَتَخلُو الجمْلَةُ المُخبِرُ بها عن رَارِبِطٍ.
ب- ما لا يَصلُح حلولُه محل الأول ، ومن صُورِه :
- أن يكُونَ عطفُ البيانِ مُفْرَداً مَعْرفةً مُعْرَباً والمَتْبُوع مَنادىً ، ومِنه قول طالب بن أبي طالب:
أَيَا أخَوَينا عبدَ شمسٍ ونَوفَلاً أعِيذُكُما باللّهِ أن تُحْدِثا حَربا
(عبد شمس ونوفلا) يتعين كونهما معطوفين عطف بيان على أخوينا ، ويمتنع فيهما البدلية لأنهما -على تقدير البدلية- يحلان محل (أخوينَا) ، فيكون التقدير : "يا عبد شمس ونَوفَلا" بالنصب، وذلك لا يجوز لأن المنادَى إذا عُطِف عليه اسمٌ مجرد من "أل" وجبَ أن يُعطَى ما يَستَحقُّه لو كان منادى ، و "نوفل" لو كان منادى لقيل "يانوفلُ" بالضم لا "يانوفلا" بالنصب.
- أو يكون "عطفُ البيان" بـ "أل" و "المَتْبُوعُ" مُنَادىً خَالياً منها ، نحو: "يا مُحمدُ المَهدي" ، أو يَكُون عَطْفُ البَيَانِ خَالياً من أَلْ و المَتْبُوعِ بـ "أل" قد أضيفَ إليه صِفَة بـ "أل"نحو : "أنا النَّاصِحُ الرجلِ محمدٍ" ، ومنه قول المرَّار الأَسَدي:
أنَا ابنُ التَّاركِ البَكرِيِّ بِشْرٍ عليه الطَّيرُ تَرْقُبُهُ وُقُوعا
(أراد ببشر: بشر بن عمرو ، المعنى: أنا ابن الذي ترك بِشْراً مُثخَناً بالجراح، يعالِجُ طُلُوع الرُّوح فالطير واقفَةٌ تَرْقَبُ مَوتَهُ لِتأْكلَ منه لأنها لا تَقَعُ عليه ما دامَ حيَّا).
لأن الصفةَ المقرونةَ بأل كـ "النَّاصح" و "التارك" لا تضاف إلا لما فيه "أل" ، أو يُضافُ اسم التَّفضيل إلى عامِّ أُتبع بقِسمَيه نحو : محمَّدٌ أفضَلُ النّاس الرِّجالِ والنِّساءِ ، فاسمُ التَّفضِيلِ بعضُ ما يُضافُ إليه ، فيلزم على البَدَل كونُ محمَّدٍ بعضَ النِّساءِ.
اختلاف عَطْفِ البَيَان عن البدل
يَخَتَلِفُ بأمُورٍ منها أن :
(1) عَطْفَ البَيَان لا يَكُونُ إلاَّ بالمَعَارِفِ.
(2) عطفَ البَيَان في تَقْدِيرِ جُمْلةٍ واحِدَةٍ، والبَدَلُ في تَقْدِيرِ جُمْلَتَيْن على الأصح.
(3) المُعْتَمد في البَدَل الثَّاني، والأول تَوْطِئةٌ له.
(4) عَطْفُ البَيَان يُشتَرط مطابَقَتُه لما قَبْله في التَّعْرِيفِ بخلافِ البدل.
(5) عَطْفَ البَيَان لا يَكُونُ مُضْمَراً ولا تابِعاً لِمُضْمَر، لأنه من الجَوَامِدِ نَظِيرُ النعت.
(6) أنه لا يَكُونُ جُمْلةً، ولا تابِعاً لجُمْلةٍ، بِخِلافِ البَدَل.
(7) لا يَكونُ فِعْلاً تَابِعاً لفعل بخلاف البدل.
(8) لا يكونُ عَطفُ البيان بلفظ الأَوَّل ، ويجوزُ في البَدَل.
(9) لَيْس في عَطْفِ البَيَان نِيَّةُ إحْلالِه مَحَلَّ الأول ، بِخلاَف البَدَل.
ملحوظة
(من النحاة من لم يثبت عطف البيان، بل جعله من البدل المطابق).
===========
المصدر:
انظر كتاب "معجم القواعد العربية" للشيخ/ عبد الغنى الدقر.
تَعريفُه
هو التَّابعُ الجَامِدُ المُشبِه للصِّفَة في إيضَاحِ مَتْبُوعِه إن كان مَعْرِفةً ، وتَخْصِيصِه إن كانَ نَكِرَةً بنَفْسِه ، لا بمَعنىً في مَتبُوعه ، ولا في سَبَبِه ، وبهَذا خَرَجَ النَّعتُ ، ولا يجبُ فيه أن يَكونَ أوضحَ مِن مَتْبُوعِهِ ، بل يجوزُ أن يَكُونَ مَسَاوِياً أو أقلَّ ، والتَّوضِيحُ حِينَئِذٍ باجْتمَاعِهما ، نحو : قال أبو بكر عَتِيقٌ.
مواضعه
(1) اللَّقَبُ بعد الاسم ، نحو : عليٌّ زينُ العَابدين.
(2) الاسمُ بعد الكُنية ، نحو : أَقسَمَ بالله أَبو حَفصٍ عُمر.
(3) الظَّاهرُ المُحَلَّى بـ "أل" بعد اسمِ الإشارة ، نحو : هذا الكِتاب جَيِّدٌ.
(4) المَوصُوف بعد الصفةِ ، نحو : الكَليمُ مُوسى.
(5) التَّفسيرُ بعد المُفسَّر ، نحو : العَسْجَد أي الذَّهبُ.
تَبعيَّته لما قَبْله
يَتْبَع "عَطفُ البَيانِ" مَتْبوعَةُ بواحدٍ مِن النَّصبِ أو الرَّفعِ أو الكَسرِ ، وواحِدٍ من الإفراد أو التَّثْنِيةِ أو الجَمعِ ، ووَاحِدٍ من التَذكيرِ أو التأنيث ، ووَاحِدٍ من التَّعْريفِ أو التنكير ، فيكونان مَعْرفَتَينِ كما تقدَّم ، ونكرَتَينِ كـ "لبستُ ثَوباً مِعْطَفاً" ، ومنه قوله تعالى: (أَو كَفَّارةٌ طَعَامُ مَساكِينَ) فيمن نون كَفَّارة.
- كُلُّ ما صَلَح أن يكونَ "عَطْفَ بَيَان" صَلَح أن يكُونَ "بدَلَ كُلّ" إلاّ في مسألتين :
أ- ما لا يَستَغني التركيبُ عنه ، ومِنْ صُورِ ذلك قولك : هِنْدٌ قامَ زيدٌ أخوها ، فـ (أخوها) يتَعيَّنُ أن يكونُ عَطْفَ بيان على زَيد ، ولا يجوزُ أن يكونَ بَدلاً منه ، لأنه لا يَصحُّ الاستِغناءُ عنه : لاشتِمَالِه على ضَميرٍ رَابِطٍ للجملَةِ الوَاقِعَةِ خَبَراً لـ هِند ، فَوَجَبَ أن يُعربَ (أَخُوها) عَطفَ بَيَانٍ لا بَدَلاً ؛ لأنَّ البَدَل على نِيَّةِ تَكرارِ العَامِل ، فكأنَّه مِن جُملةٍ أُخرى ، فَتَخلُو الجمْلَةُ المُخبِرُ بها عن رَارِبِطٍ.
ب- ما لا يَصلُح حلولُه محل الأول ، ومن صُورِه :
- أن يكُونَ عطفُ البيانِ مُفْرَداً مَعْرفةً مُعْرَباً والمَتْبُوع مَنادىً ، ومِنه قول طالب بن أبي طالب:
أَيَا أخَوَينا عبدَ شمسٍ ونَوفَلاً أعِيذُكُما باللّهِ أن تُحْدِثا حَربا
(عبد شمس ونوفلا) يتعين كونهما معطوفين عطف بيان على أخوينا ، ويمتنع فيهما البدلية لأنهما -على تقدير البدلية- يحلان محل (أخوينَا) ، فيكون التقدير : "يا عبد شمس ونَوفَلا" بالنصب، وذلك لا يجوز لأن المنادَى إذا عُطِف عليه اسمٌ مجرد من "أل" وجبَ أن يُعطَى ما يَستَحقُّه لو كان منادى ، و "نوفل" لو كان منادى لقيل "يانوفلُ" بالضم لا "يانوفلا" بالنصب.
- أو يكون "عطفُ البيان" بـ "أل" و "المَتْبُوعُ" مُنَادىً خَالياً منها ، نحو: "يا مُحمدُ المَهدي" ، أو يَكُون عَطْفُ البَيَانِ خَالياً من أَلْ و المَتْبُوعِ بـ "أل" قد أضيفَ إليه صِفَة بـ "أل"نحو : "أنا النَّاصِحُ الرجلِ محمدٍ" ، ومنه قول المرَّار الأَسَدي:
أنَا ابنُ التَّاركِ البَكرِيِّ بِشْرٍ عليه الطَّيرُ تَرْقُبُهُ وُقُوعا
(أراد ببشر: بشر بن عمرو ، المعنى: أنا ابن الذي ترك بِشْراً مُثخَناً بالجراح، يعالِجُ طُلُوع الرُّوح فالطير واقفَةٌ تَرْقَبُ مَوتَهُ لِتأْكلَ منه لأنها لا تَقَعُ عليه ما دامَ حيَّا).
لأن الصفةَ المقرونةَ بأل كـ "النَّاصح" و "التارك" لا تضاف إلا لما فيه "أل" ، أو يُضافُ اسم التَّفضيل إلى عامِّ أُتبع بقِسمَيه نحو : محمَّدٌ أفضَلُ النّاس الرِّجالِ والنِّساءِ ، فاسمُ التَّفضِيلِ بعضُ ما يُضافُ إليه ، فيلزم على البَدَل كونُ محمَّدٍ بعضَ النِّساءِ.
اختلاف عَطْفِ البَيَان عن البدل
يَخَتَلِفُ بأمُورٍ منها أن :
(1) عَطْفَ البَيَان لا يَكُونُ إلاَّ بالمَعَارِفِ.
(2) عطفَ البَيَان في تَقْدِيرِ جُمْلةٍ واحِدَةٍ، والبَدَلُ في تَقْدِيرِ جُمْلَتَيْن على الأصح.
(3) المُعْتَمد في البَدَل الثَّاني، والأول تَوْطِئةٌ له.
(4) عَطْفُ البَيَان يُشتَرط مطابَقَتُه لما قَبْله في التَّعْرِيفِ بخلافِ البدل.
(5) عَطْفَ البَيَان لا يَكُونُ مُضْمَراً ولا تابِعاً لِمُضْمَر، لأنه من الجَوَامِدِ نَظِيرُ النعت.
(6) أنه لا يَكُونُ جُمْلةً، ولا تابِعاً لجُمْلةٍ، بِخِلافِ البَدَل.
(7) لا يَكونُ فِعْلاً تَابِعاً لفعل بخلاف البدل.
(8) لا يكونُ عَطفُ البيان بلفظ الأَوَّل ، ويجوزُ في البَدَل.
(9) لَيْس في عَطْفِ البَيَان نِيَّةُ إحْلالِه مَحَلَّ الأول ، بِخلاَف البَدَل.
ملحوظة
(من النحاة من لم يثبت عطف البيان، بل جعله من البدل المطابق).
===========
المصدر:
انظر كتاب "معجم القواعد العربية" للشيخ/ عبد الغنى الدقر.