ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    بحث التنوين

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    بحث التنوين  Empty بحث التنوين

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس نوفمبر 16, 2017 12:07 pm

    جامعة القاهرة
    كلية دار العلوم
    الدبلومة اللغوية الخاصة
    العام الدراسي 2017 - 2018
     
     
     
    التنوين حرف أم علامة؟
      
     
     
     
     
     
    المقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    فقد كلفنا الأستاذ الدكتور أحمد محمد عبد الدايم بهذا البحث طالبا منا إبداء الرأي في مسألة كون التنوين حرفا أم علامة إعرابية مؤيدين آراءنا بالأدلة العقلية والنقلية، وقد قسمت البحث إلى خمسة مباحث، وهي:
    1 - تعريف التنوين (لغة واصطلاحا).
    2 - وظائف التنوين.
    3 - أنواع التنوين.
    4 - تعدد مظاهر كتابة التنوين.
    5 - الأدلة على أن التنوين حرف لا مجرد علامة.
    مستخدما المنهج الوصفي ومعتمدا على بحث الدكتور أحمد محمد عبد الدايم في هذه القضية.
     
     
     
     
     
     
     
    المبحث الأول
    التنوين
    لغة: مصدر نوَّن ينوِّن تنوينًا، تقول: نونتُ الاسم تنوينًا، إذا ألحقتَ به نونًا.
    فنلاحظ أن اشتقاق التنوين من النون.
    واصطلاحا: هو نون ساكنة زائِدة تلحق آخِر الاسم لفظا عند الوصل لا كتابة ولا عند الوقف.
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    المبحث الثاني
    وظائف التنوين
    1 - له وظيفة صرفيَّة، حيث يفرِّق به الصرفيون بين الكلمات المبنية المعرفة والنكرة، فكلمة "صه" أو كلمة "مه"، إذا نوِّنت كانتْ نكرةً، وإذا لم تنون كانت معرفةً؛ ولهذا سموه تنوين التنكير.
    2 - له وظيفة نحْوية، حيث يقوم التنوينُ مقامَ كلمة محذوفة في نحو: (كلٌّ يموت)، والتقدير: "كل مخلوق"، حيث قام التنوينُ في "كل" مقامَ كلمة "مخلوق"، بل يقوم التنوين مقامَ جُملة محذوفة، في نحو: ﴿ وأنتم حينئذ تنظرون ﴾، والتقدير: "وأنتم حينئذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون"، حيث نوِّنت "إذ" عوضًا عن جُملة "بلغت الروح الحلقوم".
     
    3 - له وظيفة دلالية، حيث يفهم الزَّمَن المراد مِن التنوين، فحينما أقول: "أنا فاهمٌ الدَّرسَ"، بالتنوين ففيه دَلالة على المستقبل، بخلاف قولي: "أنا فاهمُ الدرسِ" بغيْر التنوين ففيه دَلالة على المضي.
    لذلك خطّأ الكسائي أبا يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة النعمان عندما لم يفرّق بين (هذا قاتل أخيه) و (هذا قاتل أخاه) .
     
    4 - يقوم التنوينُ بتحديد وظيفة العامِل من حيث العملُ، فاسم الفاعِل إذا نُوِّن يعمل فيما بعدَه النصبَ، مثل: "أنا فاهمٌ الدرس"، "الدرس" مفعولٌ به، واسم الفاعل منوَّن، وإذا لم ينوَّن يعمل فيما بعدَه الجر بإضافتِه إليه نحو: "أنا فاهِم الدرس"، "الدرس" مضاف إليه، واسم الفاعِل غير منوَّن وهو مضاف.
     
     
     
     
    المبحث الثالث
    أقسام التنوين
    يوجد في اللغة العربية ثمانية أقسام من التنوين:
    الأول: تنوين التمكين:
    وهو اللاحق للأسماء المعربة؛ كزَيْدٍ ورَجُلٍ.
    وفائدتُه:
    الدلالَةُ على تمَكُّنِ الاسم فى باب الاسمية لكونه لم يُشْبه الحرف فَيبنى ولا الفعلَ فيمنعَ من الصرف.
    ثانيا: تنوين التنكير:
    وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها نحو مررت بسيبويهِ وبسيبويهٍ آخر.
    ثالثا: تنوين المقابلة:
    وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم نحو مسلمات فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم كمسلمين.
     
    رابعًا: تنوين العوض:
    وهو على ثلاثة أقسام:
    1 - عوض عن جملة:
    وهو الذي يلحق (إذ) عوضًا عن جملة تكون بعدها؛ كقوله تعالى: (وأنتم حينئذ تنظرون)؛ أي: حين إذ بلغت الروح الحلقوم، فحذف بلغت الروح الحلقوم، وأتى بالتنوين عوضًا عنه.
    2 - عوض عن اسم: وهو اللاحق لـ(كل) عوضًا عما تضاف إليه؛ نحو كل قائم؛ أي كل إنسان قائم فحذف إنسان، وأتى بالتنوين عوضًا عنه.
    3 - عوض عن حرف: وهو اللاحق لجوارٍ وغواشٍ ونحوهما رفعًا وجرًّا؛ نحو: هؤلاء جوار، ومررت بجوار، فحذفت الياء وأتي بالتنوين عوضًا عنها.
     
    خامسًا: تنوين الترنم:
    وهو اللاحِقُ للقوافي الُمطْلَقَة كقول الشاعر:
    (أقِلِّى اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالعِتَابَنْ ... وَ قُوِلى إن أَصَبْتِ لَقَدْ أصَابَنْ)، والأصل (العتابا) و(أصابا).
    وأصل عاذل: عاذلة، حذفت التاء للترخيم.
    ويدخل على الاسم والفعل والحرف.
     
    سادسا: التنوين الغالي، وهذا النوع أثبته الأخفش:
    هو اللاحِقُ للقَوَافِي المُقَيَّدَةِ - أي التي يكون رويها حرفاً صحيحاً ساكناً. - زيادةً على الْوَزْنِ ومن ثَمَّ سمي غالياً، كقول الشاعر:
    قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلمْى وَإنْنْ ... كَانَ فَقَيِراً مُعْدِماً قَالَتْ وإنْنْ
    ويلحق الاسم والفعل كذلك.
     
    سابعًا: تنوين الضرورة:
    ذكره ابن الخباز في الجزولية، وهو التنوين المذكور في المنادى نحو قول الأحوص:
    سلامُ اللهِ يا مطرٌ عَلَيْها......
    وقول الآخر: مكانَ يا جَمَلٌ حُيّيت يا رَجُلُ....
     
     
    ثامنا: تنوين الشذوذ:
    كقول بعضهم: هؤلاءٍ قومُك، حكاه أبو زيد.
    وفائدته: تكثير اللفظ.
    قال ابن مالك والصحيح أن هذا نون زيدت في آخر الاسم كنون ضيفن وليس بتنوين.
    قثل ابن هشام: وفيما قاله - أي: ابن مالك - نظر لأن الذي حكاه سماه تنوينا، فهذا دليل منه على أنه سمعه في الوصل دون الوقف، ونون ضيفن ليست كذلك؛ قاله في الهمع.
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    المبحث الرابع
    تعدد مظاهر كتابة التنوين
     
    1 - قد يُكتب نونًا ساكنةً كما في الكتابة العَروضيَّة، مِثل قول الشاعر:
    وَقَاتِمُ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقِنْ
     
    2- وقد يُكتب نونًا مقلوبةً حال الرفْع فوق الضمَّة هكذا: وجاءَ محمدٌ.
     
    3- وقد يُكتب ألفًا في حالة النصْب، نحو: رأيت عليًّا، وقول الشاعر:
     
    قَيَّدَهُ الحُبُّ كَمَا  ..  قَيَّدَ رَاعٍ جَمَلاَ
    4- وقد يُكتب كسرة، في حالة الجر، تُضاف إلى كسرة الإعراب الدالَّة على الجر، وليستْ هذه الكسرة هي الأخرى، فالأولى علامة إعراب، والثانية علامة تنوين، نحو: سلمتُ على زيدٍ.
     
     
     
     
     
     
     
    المبحث الخامس
    الأدلة على أن التنوين حرف لا مجرد علامة
     
    1 - المعنى اللغوي للتنوين: مصدر نوَّن ينوِّن، تقول: نونتُ الاسم تنوينًا، إذا ألحقتَ به نونًا.
    2 - عندَ التِقاء الساكنَين: النون الساكِنة الناشِئة من تنوينِ آخِر الاسم المتمكِّن، وهمزة الوصْل في (أل) فإنَّ نون التنوين تُكسَر كسرة واضِحة؛ أي: تتحرَّك بالكسر؛ خشيةَ التقاء الساكنين، وهذه النون وإنْ لم تكتبْ إملاء إلا أنَّها ترسم نطقًا، نحو: "آمنت بمحمَّد الرسول"، حيث تنطق هكذا "آمنت بمحمَّد نرسول"، وكان الواجِب أن تكتب إملائيًّا هكذا "آمنت بمحمدن الرَّسول"، حتى يسهُل الأمر على الدَّارسين، ويميِّزون بين النون الساكِنة، والمتحرِّكة بالكسْر لالتِقاء الساكنين.
    ولقدْ تغلَّب علماء العَروض على هذه المشكلة، وسهُل الأمر عليهم، حيث قرَّروا "ما يُنطق يُكتَب، وما لا يُنطق لا يُكتَب".
    3 - يعامل التنوين معاملة النون مطلقا في أحكام التجويد والقراءات كالإدغام والغنة وغير ذلك.
    4- كان الأصل أن تكتب هى وأشباهها كما يكتبها علماء "العَروض" هكذا:
    حامدُنْ - حامدَنْ - حامدِنْ. عصفورُنْ جميلُنْ ... عصفورَنْ جميلَنْ ... عصفورِنْ جَميلِنْ... أى: بزيادة نون ساكنة فى آخر الكلمة؛ تحدث رنينًا خاصًّا؛ وتنغيمًا عند النطق بها. ولهذا يسمونها: "والتنوين" أى: التصويت والترنيم؛ لأنها سببه. ولكنهم عدلوا عن هذا الأصل، ووضعوا مكان "النون" رمزًا مختصرًا يغنى عنها، ويدل - عند النطق به - على ما كانت تدل عليه؛ وهذا الرّمز هو: الضمة الثانية، والفتحة الثانية، والكسرة الثانية... على حسب الجمل... ويسمونه: "التنوين"، كما كانوا يسمون النون السالفة، واستغنوا بها الرمز المختصر عن "النون"؛ فحذفوها فى الكتابة، ولكنها لا تزال ملحوظة يُنْطَق بها عند وصل بعض الكلام ببعض، دون الوقف.
    [ltr]ومما تقدم نعلم: أن التنوين نون ساكنة، زائدة. تلحق آخر الأسماء لفظًا، لا خطًا ولا وقفًا. [انظر النحو الوافي(1/24)][/ltr]
     
    [ltr]الخاتمة[/ltr]
     
    [ltr]هذا، وقد انتهيت في ختام هذا البحث إلى أن التنوين حرف لا مجرد علامة، وقد ظل حرفا في الكتابة العروضية كما هو، لكنه تحول في الكتابة الإملائية إلى نون مقلوبة ثم إلى ضمة مقلوبة ثم إلى ضمة ثانية مع ضمة الرفع، وفتحة ثانية مع فتحة النصب، وكسرة ثانية مع كسرة الجر.[/ltr]
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    [ltr]قائمة المراجع والمصادر[/ltr]
     
    [ltr]1 – التنوين حرف أم علامة، للدكتور أحمد محمد عبد الدايم.
    2 – شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، ابن عقيل، ط: دار الطلائع.
    3 – النحو الوافي، للدكتور عباس حسن، ط: دار المعارف.
    [/ltr]

    [ltr]4 – قواعد الإملاء، للدكتور عبد السلام هارون، ط: دار الطلائع.[/ltr]


    عدل سابقا من قبل أحمد في السبت يناير 01, 2022 2:01 am عدل 1 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    بحث التنوين  Empty رد: بحث التنوين

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد ديسمبر 03, 2017 10:45 am

    جامعة القاهرة
    كلية دار العلوم
    الدبلومة اللغوية الخاصة
    العام الدراسي 2017 - 2018



    التنوين حرف أم علامة؟

    بحث مقدَّم للأستاذ الدكتور أحمد محمد عبد الدايم



    المقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    فقد كلفنا الأستاذ الدكتور أحمد محمد عبد الدايم بهذا البحث طالبا منا إبداء الرأي في مسألة كون التنوين حرفا أم علامة إعرابية مؤيدين آراءنا بالأدلة العقلية والنقلية، وقد قسمت البحث إلى خمسة مباحث، وهي:
    1 - تعريف التنوين (لغة واصطلاحا).
    2 - وظائف التنوين.
    3 - أنواع التنوين.
    4 - تعدد مظاهر كتابة التنوين.
    5 - الأدلة على أن التنوين حرف لا مجرد علامة.
    مستخدما المنهج الوصفي ومعتمدا على بحث الدكتور أحمد محمد عبد الدايم في هذه القضية.







    المبحث الأول
    التنوين
    لغة: مصدر نوَّن ينوِّن تنوينًا، تقول: نونتُ الاسم تنوينًا، إذا ألحقتَ به نونًا.
    فنلاحظ أن اشتقاق التنوين من النون.
    واصطلاحا: هو نون ساكنة زائِدة تلحق آخِر الاسم لفظا عند الوصل لا كتابة ولا عند الوقف.















    المبحث الثاني
    وظائف التنوين
    1 - له وظيفة صرفيَّة، حيث يفرِّق به الصرفيون بين الكلمات المبنية المعرفة والنكرة، فكلمة "صه" أو كلمة "مه"، إذا نوِّنت كانتْ نكرةً، وإذا لم تنون كانت معرفةً؛ ولهذا سموه تنوين التنكير.
    2 - له وظيفة نحْوية، حيث يقوم التنوينُ مقامَ كلمة محذوفة في نحو: (كلٌّ يموت)، والتقدير: "كل مخلوق"، حيث قام التنوينُ في "كل" مقامَ كلمة "مخلوق"، بل يقوم التنوين مقامَ جُملة محذوفة، في نحو: ﴿ وأنتم حينئذ تنظرون ﴾، والتقدير: "وأنتم حينئذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون"، حيث نوِّنت "إذ" عوضًا عن جُملة "بلغت الروح الحلقوم".

    3 - له وظيفة دلالية، حيث يفهم الزَّمَن المراد مِن التنوين، فحينما أقول: "أنا فاهمٌ الدَّرسَ"، بالتنوين ففيه دَلالة على المستقبل، بخلاف قولي: "أنا فاهمُ الدرسِ" بغيْر التنوين ففيه دَلالة على المضي.
    لذلك خطّأ الكسائي أبا يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة النعمان عندما لم يفرّق بين (هذا قاتل أخيه) و (هذا قاتل أخاه) .

    4 - يقوم التنوينُ بتحديد وظيفة العامِل من حيث العملُ، فاسم الفاعِل إذا نُوِّن يعمل فيما بعدَه النصبَ، مثل: "أنا فاهمٌ الدرس"، "الدرس" مفعولٌ به، واسم الفاعل منوَّن، وإذا لم ينوَّن يعمل فيما بعدَه الجر بإضافتِه إليه نحو: "أنا فاهِم الدرس"، "الدرس" مضاف إليه، واسم الفاعِل غير منوَّن وهو مضاف.




    المبحث الثالث
    أقسام التنوين
    يوجد في اللغة العربية ثمانية أقسام من التنوين:
    الأول: تنوين التمكين:
    وهو اللاحق للأسماء المعربة؛ كزَيْدٍ ورَجُلٍ.
    وفائدتُه:
    الدلالَةُ على تمَكُّنِ الاسم فى باب الاسمية لكونه لم يُشْبه الحرف فَيبنى ولا الفعلَ فيمنعَ من الصرف.
    ثانيا: تنوين التنكير:
    وهو اللاحق للأسماء المبنية فرقا بين معرفتها ونكرتها نحو مررت بسيبويهِ وبسيبويهٍ آخر.
    ثالثا: تنوين المقابلة:
    وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم نحو مسلمات فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم كمسلمين.

    رابعًا: تنوين العوض:
    وهو على ثلاثة أقسام:
    1 - عوض عن جملة:
    وهو الذي يلحق (إذ) عوضًا عن جملة تكون بعدها؛ كقوله تعالى: (وأنتم حينئذ تنظرون)؛ أي: حين إذ بلغت الروح الحلقوم، فحذف بلغت الروح الحلقوم، وأتى بالتنوين عوضًا عنه.
    2 - عوض عن اسم: وهو اللاحق لـ(كل) عوضًا عما تضاف إليه؛ نحو كل قائم؛ أي كل إنسان قائم فحذف إنسان، وأتى بالتنوين عوضًا عنه.
    3 - عوض عن حرف: وهو اللاحق لجوارٍ وغواشٍ ونحوهما رفعًا وجرًّا؛ نحو: هؤلاء جوار، ومررت بجوار، فحذفت الياء وأتي بالتنوين عوضًا عنها.

    خامسًا: تنوين الترنم:
    وهو اللاحِقُ للقوافي الُمطْلَقَة كقول الشاعر:
    (أقِلِّى اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالعِتَابَنْ ... وَ قُوِلى إن أَصَبْتِ لَقَدْ أصَابَنْ)، والأصل (العتابا) و(أصابا).
    وأصل عاذل: عاذلة، حذفت التاء للترخيم.
    ويدخل على الاسم والفعل والحرف.

    سادسا: التنوين الغالي، وهذا النوع أثبته الأخفش:
    هو اللاحِقُ للقَوَافِي المُقَيَّدَةِ - أي التي يكون رويها حرفاً صحيحاً ساكناً. - زيادةً على الْوَزْنِ ومن ثَمَّ سمي غالياً، كقول الشاعر:
    قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلمْى وَإنْنْ ... كَانَ فَقَيِراً مُعْدِماً قَالَتْ وإنْنْ
    ويلحق الاسم والفعل كذلك.

    سابعًا: تنوين الضرورة:
    ذكره ابن الخباز في الجزولية، وهو التنوين المذكور في المنادى نحو قول الأحوص:
    سلامُ اللهِ يا مطرٌ عَلَيْها......
    وقول الآخر: مكانَ يا جَمَلٌ حُيّيت يا رَجُلُ....


    ثامنا: تنوين الشذوذ:
    كقول بعضهم: هؤلاءٍ قومُك، حكاه أبو زيد.
    وفائدته: تكثير اللفظ.
    قال ابن مالك والصحيح أن هذا نون زيدت في آخر الاسم كنون ضيفن وليس بتنوين.
    قثل ابن هشام: وفيما قاله - أي: ابن مالك - نظر لأن الذي حكاه سماه تنوينا، فهذا دليل منه على أنه سمعه في الوصل دون الوقف، ونون ضيفن ليست كذلك؛ قاله في الهمع.















    المبحث الرابع
    تعدد مظاهر كتابة التنوين

    1 - قد يُكتب نونًا ساكنةً كما في الكتابة العَروضيَّة، مِثل قول الشاعر:
    وَقَاتِمُ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقِنْ

    2- وقد يُكتب نونًا مقلوبةً حال الرفْع فوق الضمَّة هكذا: وجاءَ محمدٌ.

    3- وقد يُكتب ألفًا في حالة النصْب، نحو: رأيت عليًّا، وقول الشاعر:

    قَيَّدَهُ الحُبُّ كَمَا  ..  قَيَّدَ رَاعٍ جَمَلاَ
    4- وقد يُكتب كسرة، في حالة الجر، تُضاف إلى كسرة الإعراب الدالَّة على الجر، وليستْ هذه الكسرة هي الأخرى، فالأولى علامة إعراب، والثانية علامة تنوين، نحو: سلمتُ على زيدٍ.







    المبحث الخامس
    الأدلة على أن التنوين حرف لا مجرد علامة

    1 - المعنى اللغوي للتنوين: مصدر نوَّن ينوِّن، تقول: نونتُ الاسم تنوينًا، إذا ألحقتَ به نونًا.
    2 - عندَ التِقاء الساكنَين: النون الساكِنة الناشِئة من تنوينِ آخِر الاسم المتمكِّن، وهمزة الوصْل في (أل) فإنَّ نون التنوين تُكسَر كسرة واضِحة؛ أي: تتحرَّك بالكسر؛ خشيةَ التقاء الساكنين، وهذه النون وإنْ لم تكتبْ إملاء إلا أنَّها ترسم نطقًا، نحو: "آمنت بمحمَّد الرسول"، حيث تنطق هكذا "آمنت بمحمَّد نرسول"، وكان الواجِب أن تكتب إملائيًّا هكذا "آمنت بمحمدن الرَّسول"، حتى يسهُل الأمر على الدَّارسين، ويميِّزون بين النون الساكِنة، والمتحرِّكة بالكسْر لالتِقاء الساكنين.
    ولقدْ تغلَّب علماء العَروض على هذه المشكلة، وسهُل الأمر عليهم، حيث قرَّروا "ما يُنطق يُكتَب، وما لا يُنطق لا يُكتَب".
    3 - يعامل التنوين معاملة النون مطلقا في أحكام التجويد والقراءات كالإدغام والغنة وغير ذلك.
    4- كان الأصل أن تكتب هى وأشباهها كما يكتبها علماء "العَروض" هكذا:
    حامدُنْ - حامدَنْ - حامدِنْ. عصفورُنْ جميلُنْ ... عصفورَنْ جميلَنْ ... عصفورِنْ جَميلِنْ... أى: بزيادة نون ساكنة فى آخر الكلمة؛ تحدث رنينًا خاصًّا؛ وتنغيمًا عند النطق بها. ولهذا يسمونها: "والتنوين" أى: التصويت والترنيم؛ لأنها سببه. ولكنهم عدلوا عن هذا الأصل، ووضعوا مكان "النون" رمزًا مختصرًا يغنى عنها، ويدل - عند النطق به - على ما كانت تدل عليه؛ وهذا الرّمز هو: الضمة الثانية، والفتحة الثانية، والكسرة الثانية... على حسب الجمل... ويسمونه: "التنوين"، كما كانوا يسمون النون السالفة، واستغنوا بها الرمز المختصر عن "النون"؛ فحذفوها فى الكتابة، ولكنها لا تزال ملحوظة يُنْطَق بها عند وصل بعض الكلام ببعض، دون الوقف.
    ومما تقدم نعلم: أن التنوين نون ساكنة، زائدة. تلحق آخر الأسماء لفظًا، لا خطًا ولا وقفًا. [انظر النحو الوافي(1/24)]

    الخاتمة

    هذا، وقد انتهيت في ختام هذا البحث إلى أن التنوين حرف لا مجرد علامة، وقد ظل حرفا في الكتابة العروضية كما هو، لكنه تحول في الكتابة الإملائية إلى نون مقلوبة ثم إلى ضمة مقلوبة ثم إلى ضمة ثانية مع ضمة الرفع، وفتحة ثانية مع فتحة النصب، وكسرة ثانية مع كسرة الجر.















    قائمة المراجع والمصادر

    1 – التنوين حرف أم علامة، للدكتور أحمد محمد عبد الدايم.
    2 – شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، ابن عقيل، ط: دار الطلائع.
    3 – النحو الوافي، للدكتور عباس حسن، ط: دار المعارف.
    4 – قواعد الإملاء، للدكتور عبد السلام هارون، ط: دار الطلائع.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 10:45 am