ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    كيفية كتابة الرواية

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    كيفية كتابة الرواية Empty كيفية كتابة الرواية

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء نوفمبر 18, 2015 12:20 pm

    1 . الكتابة موهبة تظهر لدى الإنسان عندما تجد محفزا لها ، ولا يكفي لأحد أن يعرف شروطها و مواصفاتها كي يكون كاتبا .
    2 . لا تكتب إلا عندما يستثيرك حافز الكتابة .
    3 . اكتب عن قصة أو موقف تعرف جميع أبعاده وتفاصيله .
    4 . إذا كنت بصدد كتابة رواية ضع ملخصا للقصة في صفحتين أو ثلاث .
    5 . قسم القصة إلى فصول عدة واكتب ما تريد أن تقوله في كل فصل .
    6 . عندما تكتب قصة فكأنك تحكيها أمام الآخرين ، لذا فإن أقوى صيغ الرواية أو القصة عندما تكون بصيغة المتكلم .
    7 . الحديث الذي من القلب سيصل إلى القلب ، لذا كن صادقا في نقل مشاعرك ، ووصف الحدث بكل أمانة .
    8 . لا تعتقد أن القارىْ غبي أو ليس فطنا ، لذا اعمل على سد أي ثغرة قد يخل بالحبكة ، وعندما يفقد القارىْ ثقته بالكاتب يصعب عندها أن تعود تلك الثقة .
    9 . اللغة ضرورية في التعبير ووصول الفكرة ، لذا اعمل على تقوية لغتك بتكثيف القراءة لكتب وروايات أصحابها مبدعون ومشهود لهم بجزالة اللغة ، ومنهم [ المنفلوطي ، طه حسين ، العقاد ، نجيب الكيلاني ، وغيرهم ]
    واعلم أن القراءة العشوائية لا يمكن أن تستفيد منها ، لذا ضع لك مفكرة تنقل فيها كل تعبير أو جملة قرأتها وأعجبتك ، مثال :
    قرأت ذات مرة في مجموعة قصصية وصف صاحبها رجلا حزينا عندما قال : [جاء صوته متهدلا .. كأنما صنع من أسى .. ] .
    10 . النحو مهم أيضا ، فاعمل على تقويته بالإطلاع على الكتب المتخصصة ، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة كتب تشرح النحو بأسلوب مبسط .
    11 . الكتابة تحتاج إلى صفاء ذهن ، فاختر الأوقات المناسبة لذلك .
    12 . إذا مررت بموقف تعتقد أنه يصلح كمادة للكتابة فاعمل على تدوينه سريعا ولا تؤجله فستنسى بعض تفاصيله وسيقلل إحساسك به بمرور الزمن .
    13 . اجعل القارىْ لا يمل قراءة ما كتبت وذلك بملاحظة ما يلي /
    - ابتعد عن التكرار في الكلمات والعبارات .
    - لا تمعن في وصف حالة ما ، قيكفي إشارة واحدة ، مثلا تريد أن تصف حزن رجل ما فلا يحتاج أن تقول أنه حزين جدا ويبكي كل لحظة ويكاد يسقط على الأرض ويقرض اصابعه بين حين وآخر ووووو
    يمكن أن تقول [ كان وجهه ينطق بؤسا ] أو كما أوردت في مثال سابق [جاء صوته متهدلا .. كأنما صنع من أسى .. ] ..
    - إذا كنت تكتب رواية ذات فصول متعددة ، اصنع تشويقا في نهاية كل فصل كي يسرع القارىْ في قراءة الفصل القادم بنهم ، لا أن يتوقف عند ذلك الفصل وقد يعود لتكملتها وقد لا يعود ..
    14 . علم النفس وفهم الشخصيات هنا مهم أيضا ، فكل شخصية لها طريقة تفكير وتعاطي مع الأحداث ، فالبخيل لن يقدم على شراء ما هو غالي ، والجبان لن يقدم على عمل بطولي وهكذا ..
    15 - طريقة كلام كل شخصية تختلف عن الأخرى ، فأسلوب حديث الضابط يختلف عن الفلاح البسيط ، والمدير القوي يختلف عن الموظف البسيط وهكذا ..
    16 . نصائح أخيرة :
    - يجب أن تكون الرواية أو القصة ذات هدف ، فقصة بلا هدف مضيعة للوقت .
    - اعلم أنك ستسأل عما خطته يدك .
    - الكاتب الناجح هو من يبحث عنه القارىْ لا من يبحث هو عن القارىْ .
    - اكتب ما تريده لا ما يريده الناس .
    - اكتب ما يجول في خاطرك ولا تفكر في ردود أفعال الناس .
    - العمل الأدبي كلوحة فنان أو كبناء جميل .. فما يراه أحدهم جميلا قد يراه الأخر عاديا إن لم يكن قبيحا .
    - اعرض عملك على من يفهمه لا من لا يفهمه .
    تعريف الرواية :
    سرد قصصي نثري طويل يصور شخصيات فردية من خلال سلسة الأحداث والأفعال والمشاهد .
    دعامة الفن القصصي : الي هو نفسه الروايه
    يقوم الفن القصصي الحديث على دعامتين أساسيتين هما :
    • العقدة ( تسلسل الأحداث )
    • والشخصية
    عناصر بناء الفن القصصي الجيد :
    أولاً : أن تكون القصة متماسكة ومترابطة في الشكل والمضمون وهدفها واضح .
    ثانياً : أن يراعي في عرض الموضوع جانب التلميح في القصة وأن يبتعد عن التصريح عنها بشكل مباشر ، فعلى الكاتب أن يعطي للقارئ لذة وشوق في التعرف على أحداث القصة
    ثالثاً : محاولة فهم الشخصيات وكتابة أقوالها وأعمالها بشكل منطقي وواقعي وبأسولب طبيعي ، مثال على ذلك أذ كنت تتحدث عن شخصية بائسة ، فلا تقل في حديثها أنا بائسة ولكن عليك أن تضع الشخصية في مواقف تفصح الحوداث نفسها عن بؤس هذه الشخصية .
    رابعاً : لكل قصة معنى وإلا تكون كلاماً بدون جدوى ، وان تتعايش مع الجو المحلي .
    خامساً : يجب ألا تكون الفكرة التي يعالجها الكاتب في قصصه مصاغه في قالب موعظة أو حكمة وألا يظهر فيها تحبيذ شئ أو النهي بل يجب أن تكون الحكمة أو الحكمة مطوية في غضون الأحداث .
    سادساً : إلا تخلو القصة من عنصر التشويق والأثارة فهي تدفع القارئ إلى متابعة القراءة في نشاط وانتباه
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    كيفية كتابة الرواية Empty رد: كيفية كتابة الرواية

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء نوفمبر 18, 2015 12:21 pm


    كيفية كتابة رواية قبل أن نبدأ بتعلم كيفية كتابة الرواية ، يجب علينا أن نعرف ما هي الرواية وما تعريفها... الرواية هي : سرد طويل لمجريات قصة طويلة تصف في طياتها شخصيات خيالية أو حقيقية وأحداث مرتبة بسياق معين على شكل تسلسل في أحداث الحياة ، كما تعد الرواية بأنها أكبر نوع من القصص من حيث حجمها ، وعدد شخصياتها ، وتنوع وإختلاف الأحداث فيها ، وهي تصف ما يحدث من حوارات وصراعات بين شخصياتها مروراً بالعقدة ومن ثم الحل لهذه العقدة. ولكتابة رواية ناجحة علينا أن نتبع هذه الخطوات البسيطة وهي: 1. عليك أن تصارح نفسك في أن فكرتك تستحق أن تصبح رواية أم لا ؟ 2. عليك أن تحدد نوع الرواية التي تريد كتابتها كأن تكون (إجتماعية ، أو مرعبة ، أو سياسية ، أو بوليسية ، أو حتى للأطفال ... إلخ). 3. تحديد أبطال الرواية مع إبتكار الحياة الخاصة لهم والمخاوف الموجودة فيهم ، وأحلامهم وطموحاتهم وأمنياتهم التي يريدون العمل على تحقيقها. 4. عليك أن تحدد (الزمان والمكان) الخاصين بأحداث الرواية ، كما عليك أن تحدد الوسائل المستخدمة في هذه القصة بناءاً على عنصري (الزمان والمكان) ، فلا نستطيع القول أن السندباد كان يطوف البلاد بطائرته..! ، إلا إذا كانت رواية خيالية. 5. عليك أن تضع نصب عينيك أنه إذا كان محتوى الرواية غير منطقي أو يخلو من الحبكة أو عامل التشويق فإنه لن يقرأها أحد إلا أنت. 6. عند البدء في كتابة الرواية عليك أن تكتب ملخصها في حدود صفحة أو صفحتين (والأمر عائد لك) ويجب أن يكون من البداية حتى نهاية الرواية ، وذلك لجعل أفكارك أكثر تناسقاً وترتيباً. 7. بعد إعداد الملخص عليك أن تضع الخطة التي تريد تسيير مجريات الرواية في حدود إطارها ؛ كتقسيم الرواية إلى فصول وتحديد عدد الفصول مسبقاً وتسمية كل فصل من هذه الرواية. 8. بعد ذلك عليك أن تبدأ بالكتابة بالإستعانة بملخص القصة ، وسيراً على المخطط الموضوع مسبقاً ، وعليك أن لا تتوقف لكي لا تنقطع سلسلة أفكارك. 9. ضع نصب عينيك أنه لا حاجة لك لعجلة في إنهاء هذه الرواية في غضون مدة معينة ، فليس عليك أي ضغط لتنجزها. 10. عليك أن تشرك أحداً من المقربين لك ذو الثقة العالية في إعداد وكتابة هذه الرواية ، والسبب لتستفيد مما يملك من أفكار لا ليصبح ناقداً لك ليقيم كتابتك. وهذه هي أهم النقاط التي تسهل عليك كتابة الرواية ، لكن إن وصلت إلى طريق وجدت فيه أن الكتابة مزعجةً لك وغير مستحبة ، فإن عليك التوقف مباشرةً ، فعليك أن تحب ماتفعل لتكون الرواية ناجحة ذات حبكة مشوقة ، وإلا فلا تستمر بالكتابة..
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    كيفية كتابة الرواية Empty رد: كيفية كتابة الرواية

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء نوفمبر 18, 2015 12:22 pm



    في تجربة الكتابة الأدبية
    · أسئلة تمهيدية:
    س1: لماذا يروي ويكتب الأدباء؟ ولماذا يقرأ الناس؟ ولماذا الرواية؟
    س2: ما هي الرواية التي استحوذت على اهتمامك؟ ولماذا؟
    س3: ما سرّ نجاح بعض الكتَّاب وفشل الآخرين؟
    س4: هل تعتقدين أن الرواية قادرة على تغيير شخصية القارىء؟
    س5: ما هي المكونات النفسيّة للروائي الناجح؟
    الفرق بين الرواية والقصة
    v تعريف الرواية (أحمد أبو سعد):
    هي مجموعة من الحوادث مختلفة التأثير تمثلها عدة شخصيات على مسرح الحياة الواسع شاغلة وقتاً طويلاً من الزمن.
    v القصة كما تعرّفها (عزيزة مريدان):
    قالب من قوالب التعبير يعتمد على سرد أحداث معينة تجري بين شخصية وأخرى وتصل بالقارىء أو السامع إلى نقطة معينة تتأزم فيها الأحداث تسمى العقدة ويتطلع المرء معها إلى الحل حتى النهاية.
    v ما أهم الفروق بين القصة والرواية؟
    1- الرواية تعالج موضوعاً كاملاً أو أكثر من موضوع فلا يفرغ القارىء منها إلا ويكون قد ألم بحياة البطل أو الأبطال.
    2- ميدان الرواية فسيح ويستطيع القارئ أن يكشف الستار عن حياة أبطاله ويحلل ما وقع من حوادث مهما طال الوقت، في حين القصة ميدانها أقصر وحوادثها أقل.
    3- الرواية ذات حجم كبير، وقد تصل إلى عدة مجلدات مثل:
    - ((ثلاثية نجيب محفوظ)) = بين القصرين – السكريّة- زقاق المدق.
    - ((البؤساء)) لفكتور هوجو = 5 مجلدات.
    - ((آنا كارنينا)) لتولستوي.
    - ((عندما يُفكر الرجل)) + ((رجل تكتبه الشمس)) لخولة القزويني.

    العناصر الفنيّة للرواية
    1- الحادثة أو الموضوع:
    وهي المادة التي تتألف منها الرواية يبدعها وينشأها المؤلف من خياله أو مما وقع على ذلك المؤلف في الحياة، وهي العنصر الرئيسي ففيها إذ يعتمد على تنمية المواقف وتحريك الشخصيات.
    مثال: رواية ((عندما يفكر الرجل))
    فكرة الجهاد والصراع من أجل الحق والحريّة ضد الأنظمة الفاسدة.
    تجمع بين خيال المؤلف وتأثرها بواقع الأنظمة المستبدة وقمع المؤمنين والفكر الحرّ، فكانت الفكرة لقاح الواقع بالخيال.
    2- الشخصية أو الشخصيات:
    لابد من وجود الشخصية التي تدور القصة معها أو حولها وهي الشخصية الرئيسية ثم تأتي بقية الأشخاص الثانوية وهؤلاء يختفون ويظهرون على حسب الخطوط والأدوار التي تساعد على إبراز الشخصية الرئيسية.
    والشخصيات ذاتها نوعان في مراحلها المختلفة في حين القصة تأخذ فصل واحد فقط من حياة البطل أو حدث من حياته.
    أ‌- نوع يسميه النقاد الشخصية الجاهزة:
    وهي الشخصية الثابتة التي تبقى على حالها من بداية الرواية إلى النهاية دون أن يحدث لها أو فيها أي تغيير. وهي شخصية ((محمد)) بطل الرواية الذي يجسّد النموذج المثالي للشاب المؤمن صاحب القيم الإسلامية.
    ب‌- ونوع يسمونه الشخصية النامية:
    وهي المتطورة التي تتطور من موقف إلى موقف بحسب تطور الأحداث ولا يكتمل تكوينها حتى تكتمل الرواية.
    ((زوجته منال الأولى ابنة خالته، المرأة المادية التي لم تؤمن به وتستوعب شخصيته ورسالته فانفصل عنها، نلاحظ في نهاية الرواية قد تغيّرت وشعرت بحاجتها إليه وأن الزمن كان كفيلاًَ بتغييرها)).
    وهذه الشخصية إما خيالية أو حقيقية تصرف فيها الكاتب حتى جعلها موافقة لحوادث القصة.
    ولشخصية الرواية أبعاد ثلاثة كما يتفق النقاد:
    - البُعد الجسمي: شكله الخارجي، لونه، طوله وعرضه، ملامح وجهه، وغيرها من الصفات الجسميّة. (محمد) شاب أسمر يحمل الملامح العربية والنظرة الحادة والسمات الرجولية.
    - البُعد الاجتماعي: من حيث ثقافته وعقيدته وهوايته، كان شاباً مثقفاً، متديناً، مؤمناً، مجاهداً من بيئة إسلامية.
    - البُعد النفسي: العواطف والأفكار التي تراود هذه الشخصية وردود أفعالها تجاه المواقف والأحداث.
    (كان شاباً حسّاساً مرهفاً تجاه الظلم والقمع الذي يقع على الشعوب المسلمة متوحداً بفكره المتميز عن بقية جيله الغارق في الأنانية والشهوات، قد تسامى عن رغباته الدنيوية وشهواته الحسيّة، ولهذا أطلقت عليه ((عندما يُفكر
    الرجل)).
    3- البيئة:
    ونعني بها البيئة الزمانية والمكانية والجو العام المحيط. على الكاتب أن يصوّر البيئة بكل دقة حتى يشد القارىء ويثيره سواء كانت الأحداث في الماضي أو الحاضر أو في بلد دون بلد. بيئات رواية ((عندما يفكر الرجل)) كانت: (الجامعة – دولة عربية) – (بانسيون في تركيا) - (لندن) (باريس).
    4- الأسلوب:
    أهم عنصر في الرواية هو ((الأسلوب)) ونعني به أسلوب أو طريقة الكاتب في صياغة جملة واختيار الكلمات للتعبير عن فكرته أو رسم الصورة المتخيلة في ذهنه أو نقل أو إخراج ما يدور في نفسه من أحاسيس. فالأسلوب كما يعبر عنه الناقد ((أحمد الشايب)): إنه طريقة الكتابة أو طريقة الإنشاء أو طريقة اختيار الألفاظ وتأليفها للتعبير بها عن المعاني بقصد الإيضاح والتأثير.
    وهذا الأسلوب يكون مبني على خطة تعرف بـ ((الحبكة)) أو السياق وهو ترتيب مجرى الرواية حسب تتابع الحوادث فيها وبما يحفظ نظام الرواية ويجعل منها وحدة فنية متكاملة.

    والأسلوب يجب أن يعبّر عن إحساس وفكر المؤلف وبشكل مشوّق يجذب القارئ إلى متابعة الأحداث دون ملل.
    ويجب أن يتسم الأسلوب بالتالي: الوضوح، لغة سهلة، ثرية بالكلمات، التشبيهات الصور البلاغية، الاستعارات على اختلاف أنواعها.
    وفي وراية ((عندما يفكر الرجل)) اعتمدت على أسلوب الرسائل، الأشعار، الخواطر، البوح الذاتي، المناجاة، الأمثلة...

    خطة كتابة الرواية
    أولا: المقدمة:
    (وهي عادة البوابة التي يدخل القارىء منها إلى جو الرواية وبها يعرف شخصياتها وطبائعهم وأوصافهم وبيئتهم).
    وهنا لابد أن ينتبه الكاتب إلى أمرين وهما:
    1- يجب أن يكون الكاتب بليغاً، فيجعلها قوية جذابة للقارئ بحيث يكون فيها موجزاً ذو طابع عذب نقي حتى لا يملّ القارىء في الإطناب، والتمادي في الخيال يخمد عزيمة القارىء فيترك الرواية ويذهب إلى غيرها.
    2- لابد أن تكون المقدمة شيّقة حتى يتابع القارىء الرواية بشغف حتى يصل إلى النهاية وتكون هذه المقدمة طريقه إلى الحادثة، ثم يتدرج في الحادثة حتى يصل إلى العقدة أو الذورة.

    في رواية عندما يفكر الرجل: المجاهد ((محمد)) صاحب المبادىء العليا يعيش في أجواء تضطهده، فيشعر بالغربة، لأن هناك خلل في الأنظمة، فساد، ظلم، حقوق مهدورة.. هذه هي المقدمة) ويتحرك ((محمد)) من أجل تغيير هذا الواقع.
    ثانيا: العقدة أو الذورة:
    تضطرب عواطف القارىء وتزداد رغبته في معرفة ماذا سيجري ويكون في غاية الانتباه والتركيز وحب التطلّع إلى ما يحصل، وما هو الحل لهذه الحادثة أو المشكلة.
    والكاتب هنا يبرز قدرته وكفاءته في التشويق والإثارة بحيث يشعر القارىء بأنه دخل ذلك العالم وتمادى معه وكأنه هو المعني فيتابع بكل لذة وشوق حتى يصل إلى اللحظة الأخيرة والنتيجة النهائية ((الحل)).
    (يطارد محمد من بلد إلى آخر ويتهم بالجنون ويُساء إلى سمعته، وتجري محاولات حثيثة لتشويه صورته وإغرائه عبر السكرتيرة سوزان ومحاولاتها لجره إلى الفساد، ثم رحيله من محطة إلى أخرى يحمل عذاباته ومعاناته).
    القارىء في هذه الرواية يسافر مع محمد ملتحماً بشخصيته، يعاني معه، وكله رغبة وشوق ليعرف ما هي المحطة الأخيرة الذي تنتهي عنده عذابات الرحيل وسفر الغربة وهمّ التغيير.
    ثالثا: الحل:
    هو آخر ما تصل إليه القصة وهي نتيجة نهائية للعقة وحل لمشكلتها.
    يأتي الكاتب بعبارات رقيقة، لطيفة، معبّرة تحاول أن تهدىء العاطفة وإزالة حالة الهيجان عنها جراء ما كان في العقدة من آثار لها.
    والحل لا يكون وصفاً ولا عرضً، بل جملة أو اثنتين تنهي بها الشخصية البارزة، أو كلمة للكاتب ترمي إلى نتيجة نهائية.
    نهاية (محمد))الاستشهاد في سبيل مبادئه وهذا هو نهج الثوار والصالحين والمجاهدين على مرّ العصور، فلا يمكن أن نغيّر حضارة أو فكر أو نهج دون أن نقدم القرابين.
    وقد ختمت الرواية بهذه العبارة:((إنهم قتلوا محمد ولكن في الطريق ألف محمد)).
    الهدف أو الغاية من رواية الأديب
    لابد لكل رواية أو قصة هدف يسعى الكاتب أن يحققه من كتابة هذه الرواية.
    فكل ما يستعمله الكاتب ويخترعه من شخصيات وبيئات وحوادث وغيرها إنما هي وسائل يديرها ويشغلها حتى يصل إلى غايته وفكرته التي يسعى إليها وربما تكون هذه الغاية بـ :
    - الإصلاح الاجتماعي.
    - اعتراض على الحكومات الجائرة والسياسات الفاسدة
    - أو السخرية من أحد الشخصيات التي تضايقه في المجتمع.
    - نظرية يريد أن يثبتها وغيره معترض عليها ومنكر.
    - أو الهدف هو السخط على الحضارة والحياة.
    وأحياناً يكون الهدف غامضاً يلمحه القارىء أو مما كانت له ملكة أدبية ومعرفة بأسرار الأمور الأدبية يفهمها من خلال بعض المشاهد أو المحاورات ويستشف المغزى. وأحياناً يكون واضحاً ومباشراً وصريحاً.
    وفي بعض الأوقات لا تظهر فكرة الكاتب بوضوح حتى للأدباء والنقاد وهنا تتعرض الرواية أو القصة إلى التحليل النفسي للكاتب من خلال أعماله الفنية والأدبية وهذا ما يقوم به علماء النفس، وقد لا تخرج هذه الفكرة أبداً مهما بحث الباحثون وحلل المحللون إلا بعد موت الكاتب كما حصل للأديبة ((فرجينا وولف)) التي بينت في أحد أعمالها أنها ستقدم على الانتحار، فلم يكتشف هذا أحد إلا بعد أن انتحرت وحللت أعمالها الأدبية، وكذلك نفس الشيء عند ((أرنست همنغواي)). طبعاً هؤلاء انحرفوا عن الهدف الأسمى من العمل الروائي والذي تحول في نظرهم إلى هروب من واقع ساخط لم يعالجوه بالشكل الصحيح وإنما عبروا عن هذا السخط بالانتحار وهذا هو انحراف عن جماليات الفن الروائي والإبداعي الذي يكون وسيلة للتغيير والتعمير والبناء.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    كيفية كتابة الرواية Empty رد: كيفية كتابة الرواية

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء نوفمبر 18, 2015 12:22 pm


    كيف تكتب الرواية؟
    الدكتور/ محمد صالح الشنطي
    يبدو هذا السؤال غريباً بعض الشيء ، لأن الرواية عمل إبداعي لا تنفع معه الوصفات الجاهزة ، ولكنها ترشد الموهوبين وتدلهم على بعض المبادئ الأولية التي يجب استيعابها من قبل الراغبين في كتابة الرواية.
    إن معظم كتاب الرواية يؤكدون أن كل رواية جديدة هي في الحقيقة تجربة جديدة، لها طريقتها الخاصة وظروفها التي أملت كتابتها بطريقة مختلفة عن سابقتها ، ثمة كاتب يعرف كيف يكتب ، غير أن من المفيد أن تتعرف على بعض المحاولات التي قام بها عدد من الكتاب لإرشاد الروائيين المحتملين من الشباب إلى كتابة الرواية ، ومنها إتباع هذه الخطوات:
    أولاً: إعداد بطاقات لكل شخصية من شخصيات الرواية بحيث تخصص واحدة للشكل الخارجي للشخصية، وأخرى لصفاته الخلقية، وأخرى لعاداته.. إلخ.
    ثانياً: إعداد بطاقات للمشاهد حيث يكون لكل مشهد ملف من هذه البطاقات.
    ثالثاُ: تصنيف هذه البطاقات والاستعانة بها عند الشروع في كتابة الرواية، وكثير من كتاب الرواية يؤكدون أن على كاتب الرواية أن يصارع وقتاً طويلاً سطراً بعد سطر وصفحة بعد أخرى من أجل استحضار العقدة والشخصيات ذات العمق والتعقيد.
    وليس من شك في أن قوة الملاحظة، والقدرة على التقاط أدق الأشياء والصفات والمواقف من العقبات التي تعيق كاتب الرواية، لهذا نجد كاتباً روائياً كيحيى حقي ينصح الكتاب الشباب بأن يجعلوا من أنفسهم آلة تصوير مفتوحة تسجل كل شيء وأن يبدأوا بتجاربهم الذاتية ثم يطلقوا العنان لخيالاتهم في مرحلة متقدمة وذلك عندما يمتلكون أدواتهم وتستقيم لهم لغتهم، ويؤكد أن من غير المفيد الالتزام بقواعد الرواية أو التفكير بها أثناء الكتابة، في حين نجد كاتباً مشهوراً كنجيب محفوظ يقول: إنني ما أمسكت القلم لأكتب رواية إلا وكانت متبلورة في ذهني: الشخصيات والأحداث والبداية والنهاية، كل ذلك مسجل في فهرست.
    ويؤكد يوسف إدريس أنه لا يلجأ إلى التخطيط، ولكنه يبدأ بخلفية فكرية يتمثلها جيداً.
    وهكذا يتضح لنا أنه ليس ثمة خطوات محددة يمكن أن يسلكها المبدع في كتابة الرواية، فلكل كاتب طريقته الخاصة به، ومن استعراضنا لشهادات العديد من كتاب الرواية ، سواء من ألف منهم كتباً في هذا المجال مثل حنا مينا، أو من أدلى بشهادته مكتوبة في المؤتمرات والندوات الخاصة بالرواية – يتبين لنا أن لكل منهجه المتميز عن غيره.
    ولعل من المفيد أن نشير إلى تجربة احد ألأساتذة المعروفين في هذا المجال ممن عهد إليه تدريس منهج الكتابة الإبداعية في الجامعات، حيث يقول: قمت قبل ثماني سنوات بتدريس مادة الكتابة الإبداعية في إحدى الكليات بولاية فرجينيا، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن تدريس المادة.. ولم يقتصر الأمر على ذلك.. بل يتحتم عدم القيام تدريسها.. إذ أن الكتابة الإبداعية عملية شاقة كالصعود إلى أعلى التل حيث يتساقط الضعفاء بينما يواصل الأقوياء بتؤدة كي يصبحوا كتاباً جيدين، ثم يخلص من ذلك كله إلى القول: لقد تبين لي أن المشكلة هي أن أعلم الكاتب أن يسأل نفسه الأسئلة المناسبة ومن ثم أقدم له تلميحات تساعده على كيفية إيجاد الجواب، فالكتابة الإبداعية ليست سراً مقدساً بل إنها أساساً موهبة حل المشكلات، فعلى الكاتب أن يجد الحلول لعدد من المشكلات الفنية البحتة: من أين يبدأ وماذا عليه أن يذكر وماذا عليه أن يترك؟ إن معظم مناهج الكتابة الإبداعية تكرس جزءا كبيراً من الوقت لهذه المشكلات الفنية. غير أن ذلك يترك المشكلة الحقيقية: ألا وهي المشكلة الكائنة في صلب الرواية دون حل، ولا بد أن تبدأ الكتابة الإبداعية بهذا النمط الآخر من المشكلة.
    ولابد لكاتب الرواية من أن يعي أن الهدف من الرواية تقديم وعي مستوعب للواقع – والحياة، وأن الرواية – كما يقول العدد من المنظرين لها – معادلة للتجربة، وهي شكل من أشكال التجربة الفكرية التي تدرك التعقيد الهائل المثير للعالم، ولهذا لابد من الاستعداد الدؤوب لكتابة الرواية، من هنا كان كتاب الرواية يبدأون عادة بالقصة القصيرة.
    نصائح إلى كتاب الرواية
    من أهم الكتب التي تناولت موضوع الكتابة الروائية كتاب: (فن كتابة الرواية) لديان دوات فاير وهي كاتبة روائية معروفة تدرس فنون الكتابة في الجامعات والمعاهد، وفيما يلي أهم النصائح التي وردت في هذا الكتاب لمؤلفي الروايات:
    أولاً: فيما يتعلق بالفكرة الأساسية فإنها تبدأ بمشهد بسيط عليك أن تطوره، فالإحساس العميق بجوهر الفكرة يؤدي إلى بناء رواية متميزة, يقول الكاتب الروائي تولستوي "على المرء أن يكتب فقط حينما يترك قطعة من لحمه في المحبرة في كل مرة يغطس قلمه فيها" أي حينما يشعر بعمق شعوراً حقيقياً.
    ثانياً: فيما يتعلق بوجهة النظر فإن هناك عدة أساليب يمكن سرد الأحداث من خلالها، ولكل أسلوب مزاياه الخاصة فهناك الرواية بضمير الغائب ومزية هذا الأسلوب القدرة على ملاحظة الشخصيات ملاحظة موضوعية، وهناك الرواية بضمير المتكلم ، وهي مناسبة للبوح والاعتراف، وهناك أسلوب الروائي الذي يسرد القصة من قبل الشخص الأول بواسطة شخص لا يرتبط بالحدث بشكل وثيق، فمثلاً قد يصف رجل هادئ حياة ابن أخيه العاصفة.
    ثالثاً: أما التصميم فيختلف من شخص لآخر إذ قد يعتمد على الذهن، وهناك من يعتمد على العقل الباطن بواسطة التأمل، فعلى الروائي أن يختار الطريقة التي تناسبه أما عن الحجم فتقول الكاتبة أن 70 - 80 ألف كلمة هو المعدل الجيد للرواية.
    وتصميم كل فصل على حده غاية في الأهمية حتى لا تختلط الأمور في ذهن الكاتب وترى الكاتبة أن الرواية يجب أن تكون منسابة منذ البداية مثل رحلة من الاكتشافات مليئة بالمفاجآت، وهي تقول: أشرع بالكتابة ولا تتخوف منها، فإذا لبثت عند مرحلة التصميم أكثر من مما ينبغي فإنك قد لا تبدأ كتابتك على الإطلاق.
    رابعاً: إن اختيار الأماكن يعتمد على نوعية الشخوص، فالمشهد يجب أن يصمم بحيث يثير مشاعر معينة كالرعب أو الغموض أو الوحدة أو السلام أو العنف أو الحزن، فالمكان يثير الانطباعات، وهذه الانطباعات ينبغي أن تكون بصرية، فيجب أن يطوّر الروائي طاقة التصوير لديه، ليس هناك قواعد ثابتة تتعلق بأنواع الأمكنة فقد تقع جميع الحوادث في غرفة واحدة، وتقول الكاتبة ( أنصحك بألا تقلق حول ذلك، وما عليك إلا أن تدع قصتك تأخذ مكانها الطبيعي وتركز على الكتابة بمهارة ودقة).
    خامساً: أما فيما يتعلق بالشخوص فإنها تنقل قول الكاتب جون ماستر (إن مهمة الكاتب الروائي أن يصف الناس على حقيقتهم) فأفضل طريقة وفقاً لهذه المقولة – هو ابتكار شخصية روائية كاملة بكل كيانها بحيث تكون معروفة لديك معرفة تامة، ويكون كل فعل من أفعاله قائماً على الصيغة أو الأساس الذي رسمته بنفسك، "امسك شخصيتك بعنان رخوا وامنحها الحرية إلى حد وعليك أن تمسك بالزمام في الوقت الذي تسمح فيه لشخوصك الروائية بالسلوك وفق ما كنت رسمت لهم".
    سادساً: فيما يتعلق بالحوار عليك أن تشذب وتحرر أحاديث شخوصك وتوجهها نحو ماهو أساس في حركة القصة إن كل سطر من الحوار يجب أن يفصل بدقة على قدر الشخص المقصود.
    سابعاً: تحتاج الكتابة الروائية المنظمة إلى ساعة واحدة في اليوم على الأقل، وثلاث ساعات قد تكون أفضل، وعليك أن تحدد مقدار الوقت الذي تستطيع توفيره كل يوم على أن تلتزم بأقصى درجات الانضباط، وحين تشعر بالنشاط اكتب مادة جديدة ودع المراجعة إلى وقت آخر، وعليك حين تترك الكتابة معرفة النقطة التي ستعقب ما وصلت إليه، وحينما تفرغ من كتابة أحد الفصول استطلع الآراء الصادقة لزملائك من الكتاب، ولكن إياك أن تسمح لنفسك باليأس أو التشجيع بسبب ملاحظات أصدقائك غير المختصين، واختر المكان المناسب وزوّده باحتياجاتك.
    ثامناً: ابدأ روايتك تماماً عند مشهد كبير فربما لاتصل ذروتها إلا في الفصل الثاني، ولكن يجب أن تجتذب القارئ بسرعة إلى المجرى الرئيسي للقصة لكي يتحسس التطورات الهامة المتوقعة، حاول أن ترتب نوعاً من الصدام في الفصل الأول على أن تكون هذه المواجهة الصدامية بين الشخصيات وثيقة الارتباط بالفكرة والحبكة الروائية وإياك أن تبدأ بمشهد لا يرتبط ارتباطاً عميقاً بالرواية بكاملها، وقد تضطر إلى إعادة كتابة الفصل الأول حين يكمل الكتاب فلا بأس من ذلك.
    تاسعاً: تنشأ الحبكة من الشخوص والصراع، فإذا كانت الشخصية الرئيسية تواجه مشكلة كبيرة في البداية فإنها ستؤسس بناء للتعرف على طبيعة تكوينها، فالتوترات الناجمة عن ذلك ستؤدي إلى تطور قصة جيدة، وحاول أن تجعل شخوصك في موقف محير بحيث ينتقلون إلى موقف أكثر حيرة، وهذا هو التطور الدرامي الذي يصنع الحبكة ، إن الحبكة بالنسبة للعديد من الكتاب المبتدئين تعتبر مشكلة عويصة، ولكن إذا فكرت ملياً بفكرتك الرئيسية وعرفت شخوصك وعملت من مشهد لآخر فإنك ستجد الحدث يتطور بسهولة.
    عاشراً: تشبه الكاتبة الرواية بشجرة فيكون الجذع بمثابة العمود الفقري للقصة التي تبلغ ذروتها عند أعلى الأغصان، أما الأغصان الجانبية فهي الحبكات الثانوية، ولذلك فإن الشكل يفقد تناسقه إذا ما أصبح أحدها طويلاً أو كثيفاً، الأوراق والثمار هي التفصيلات التي تعطي الضوء والظل واللون، وإذا نما أحد الأغصان أكثر مما يجب عليك أن تشذبه،
    من هنا كانت عناصر البناء الأساسية في الرواية:
    أ‌- التناسق – إذ يجب أن تزال الأشياء الزائدة وتنقل الكاتبة عن هتشكوك قوله "الدراما تشبه الحياة الواقعية التي أزيلت منها الأجزاء المعتمة" ، فحاذر أن يغريك الوصف أو الوقائع التي لا لزوم لها.
    ب‌- الموازنة بين فترات الهدوء والمواقف الدرامية، فلحظات الهدوء الكبرى يجب أن تعد بتطورات مهمة غير معروفة أعط القارئ أكثر مما يتوقع.
    ج- مسرحة الموقف ، فقد يكون الموقف غير متوقع تماماً ولكنه سيكون مقنعاً إذا
    كنت قد مهدت السبيل إليه، والمسرحة تعني تحويل المشهد إلى شئ حي
    مرئي.
    د- التشويق ، وهذا يتحقق إذا كانت القصة تتكشف تدريجياً بحيث تنشأ كل فقرة
    من التي سبقتها، تجنب القفزات الكبيرة في الزمان والمكان، وتجنب الإفراط
    في التوضيح، وحاول قدر الإمكان تقديم الوصف مع السرد، وحين تقدم
    شخوصك اكشف عن سماتهم الواضحة في البداية.
    هـ- الختام: إذا قلت ما أردت أن تقوله وحكيت قصتك وأحكمت نهايتها وأوجدت
    الحل للمشكلة التي أربكت شخصيتك الرئيسية يكون الوقت قد حان لإنهاء
    الرواية، تجنب النهايات التقليدية ويمكنك أن تعيد قراءة روايتك قبل أن تنهيها
    لشد مفاصلها الرئيسي وإحكام بنائها وإنهائها بقوة.
    حادي عشر: أن أهم شئ في الأسلوب هو التلقائية، والمشكلة كيف يشذب المرء عمله ويصوغه دون أن يفقد الحيوية الأولى التي هي غالية جداً، وتبعث السرور في النفس ، وتقول المؤلفة: نصيحتي هي أن تكتب بكل طاقتك أول ما يسنح لك ذلك ثم تعود فيما بعد لتشذيب المادة الفضفاضة بعزيمة لا تكل، وهناك شعار مشهور "لا تستعمل أبداً كلمة طويلة حين تكون هناك كلمة صغيرة تؤدي دورها"، وإياك أن تستعمل كلمة قصيرة تكون الكلمة الطويلة أفضل منها، وتأكد من أن كتابتك منسجمة في جميع الرواية وأنك اخترت أسلوبك الخاص بك ولا تقلد مؤلفاً آخر، تجنب التعميمات قدر الإمكان.
    ثاني عشر: نقح مسودتك بإسقاط المادة الفضفاضة وتوسع في الكتابة إذا كان ذلك ضرورياً لإعطاء المزيد من الوضوح، أعد ترتيب المشاهد والفصول إذا كان ذلك ضرورياً، تأكد من جميع الحقائق، وتأكد من علامات الوقف والترقيم، أعد المسودة عدة مرات ولا تتردد.
    ثالث عشر- العنوان: يعبر العنوان عادة عن الفكرة الرئيسية ، لذلك أكتب قائمة بكل الكلمات الرئيسية التي تراود ذهنك ثم قلبها إلى أن تجد المجموعة الصحيحة، وقد يكون العنوان اسم الشخصية الرئيسية وقد يكون اسم المكان وقد يكون عبارة دارجة.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    كيفية كتابة الرواية Empty رد: كيفية كتابة الرواية

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء نوفمبر 18, 2015 12:23 pm


    كتابة الرواية أمر يسير، لكن الصعوبة تكمن في كتابة رواية جيدة. تماماً كما هي الحياة فإن كانت سهلة، لكتبت آلاف الروايات التي تحقق آلاف المبيعات وتحصد أهم الجوائز الأدبية. وهناك العديد من الكتب لنقاد وروائيين، حددوا من خلالها مقومات الرواية الناجحة، لكن الأفضل منها تلك التي تعين الكاتب على تحقيق هدفه.

    الرواية لا تكتب من فراغ، خاصة الرواية التي ترسخ في ذهن القارئ، سواء بأحداثها أو شخصياتها. ولا بد لمن يرغب في كتابة الرواية أن يكون بالدرجة الأولى، قارئاً نهماً، كما أن الكتابة الإبداعية تجمع بين التفكـــير وغربلة أفكار الآخرين، بحثاً عن فكرة ما تفتــــح أمامه المسار إلى حقيقة ما يتخيلها. وفي هذا الإطار يقول الروائي الأميركي ستيفن كينغ: (إن لم يكن لديك وقت للقراءة، يعني أنك لا تملك الوقت أو أدوات الكتابة).
    كما يقول الكاتب البريطاني صموئيل جونسون (1709 - 1784): (ما يُكتب دون جهد، يُقرأ دون متعة). ويقول الأديب الروسي أنطون تشيخوف (1860 - 1904): (لا تقل لي إن القمر مضيء، بل أرني بريق ضوئه على زجاج مهشم). الرواية الجيدة لا تأتي من إلهام مفاجئ، العمل الذي يحقق النجاح يأتي نتيجة تراكم التجربة على الصعيد الحياتي والتقني، أي القدرة على سبر غور الحياة وصقل قدرات الكاتب على صعيد لغة السرد والحوار، وفي المقدمة التخطيط لهيكل الرواية وشخصياتها.

    هيكل الرواية
    توضع بنية هيكل الرواية، إما قبل كتابتها أو بعد الانتهاء من النص، علماً أن بناء الهيكل أمر صعب، ومن الضروري تشييد دعائمه. ويمكن البدء بجملة بسيطة يتم البناء عليها لاحقاً حتى تبدو كقصة. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من العمل الإبداعي الذي يُعنى بتشذيب حالة الإبداع، أغلب الناس يمضون وقتاً طويلا في التفكير قبل البدء بفعل الكتابة.
    ومن ضمنها إجراء العديد من البحوث، وأحلام اليقظة عن مسار الرواية، مع العصف الفكري. ويلي ذلك بدء الكاتب بسماع أصوات مختلفة لشخصياته، والتفكير عن ماهية مضمون العمل، أي المعنى العميق له. وتعد هذه المرحلة، جزءاً أساسياً من العمل. ويختلف الكتاب بطريقة التعامل معها.
    وعلى الكاتب بعدها أن ينظم نفسه بكتابة جميع أفكاره على الورق، كي لا تغيب عن ذاكرته في زحمة العمل، خاصة تعبئة الفجوات بين تلك الأفكار. وبعد هذه المرحلة يبدأ خطوات البناء العشر، على افتراض أن الكاتب هو القارئ:

    الخطوة الأولى
    خذ ساعة من وقتك لكتابة جملة واحدة تلخص الرواية. تخدم هذه الجملة كاتب الرواية في كافة مراحل العمل، فهي بمثابة الصورة العريضة للعمل. والأفضل أن تكون الجملة قصيرة بما لا يتجاوز 15 كلمة، بعيداً عن ذكر أي اسم للشخصيات، مع الجمع بين المشهد العام والخاص. وكتابة الجملة الواحدة للوصف، فنٌ بحد ذاته.
    الخطوة الثانية
    خذ ساعة أخرى لتحويل الجملة إلى فقرة تصف ملامح الرواية، وأبرز أحداثها والنهاية. وفي الغالب تشكل الفقرة التي يفترض ألاّ تتجاوز خمسة أسطر، أبرز أحداث الحبكة، وفصول أو أبواب الرواية، ليكون الباب الأخير. فتكشـــف تلك الأحداث مع ربطها معالم النهاية.
    ومن المقبول أن يكون مسبب الحدث الأول ظروفا خارجية، ككارثة طبيعية أو تدخل خارجي كالحرب أو الموت أو قدوم شخص غريب. أما بقية الأحداث البارزة فمن المفترض أن يكون المتسبب بها أبطال الرواية من خلال محاولتهم تجاوز محنتهم، إما من خلال تصحيح ظرف ما أو التغلب عليه، غير أن الأمور تســـوء أو تتـــأزم وربما تزداد تعقيداً. وهذه الفقرة بمثابة الرؤيا العامة للعمل.

    الخطوة الثالثة
    يلي الخطوة الثانية كتابة أسطر مشابهة عن كل شخصية من شخصيات العمل. ونظراً لكون الشخصيات الأكثر أهمية، فلا بد من تكريس الوقت لرسم سمات ومسار وتطور كل منها. هذه الخطوة تختصر الكثير من الوقت لدى البدء بكتابة العمل. أما العمل على الشخصيات الرئيسية فيتطلب كل منها، ساعة من الزمن، وتلخيصها كل منها في صفحة، وتتضمن ما يلي:
    1) اسم الشخصية.
    2) جملة مختصرة عن سطور الشخصية.
    3) دوافع الشخصية وما الذي ترغب به.
    4) هدف الشخصية الأساسي الذي تنشده.
    5) عوائق الشخصية التي تحول دون تحقيقها لهدفها.
    6) تحولات الشخصية وما ستتعلمه لتتغير.
    7) فقرة واحدة تلخص مسار الشخصية.
    وسيكتشف الكاتب في كثير من الأحيان، حاجته إلى تعديل خطوته الأولى أو الثانية. وهذا يعني أن شخصيات العمل تعلِّم كاتبها شيئاً جديداً.

    الخطوة الرابعة
    الوصول إلى هذه الخطوة، يعني أن الكاتب بنى تصوراً جيداً عن هيكل أو بنية الرواية. وخلال يوم أو يومين أو أكثر، سيتمكن من الكشف عن أي خلل في بنية القصة، قبل قطعه شوطاً طويلاً في كتابتها. والمطلوب في هذه المرحلة التوسع في كل جملة من فقرة التلخيص، إلى فقرة كاملة، باستثناء الفقرة الأخيرة التي يجب أن تنتهي بصورة درامية، ويحبذ أن تنحصر في صفحة واحدة. وتمثل هذه المرحلة توسيع حبكة الرواية.

    الخطوة الخامسة
    تتمحور هذه المرحلة حول كتابة ما يقارب من صفحة عن كل شخصية رئيسية، ونصف صفحة عن كل شخصية . وتحكي فيها كل شخصية القصة من وجهة نظرها. ومن الممكن خلال الكتابة العودة إلى الخطوات السابقة، وتعديلها حسب ما يرى الكاتب.

    الخطوة السادسة
    ينتقل الكاتب بعدما امتلك عددا من خيــــوط القصة والحبكــــة، إلى ملخص القصـــة الذي سبــــق وكتبه في صفحـــة واحدة، وليفصل كل فقرة في صفحة كاملة، وهذا العمل يستغرق ما يقارب الأسبوع. وفي هـــذه المرحلة يتعامــــل الكاتب بموضوعية مع أحداث الحبكة، واتخاذ العديد من القرارات في منحى توجه الأحداث.

    الخطوة السابعة
    تستغرق هذه المرحلة ما يقارب الأسبوع. وتعتمد على رسم الشخصيات من خلال خيوط بيانية على صفحة كبيرة، مع ذكر كل شيء مرتبط بها من البديهيات، كتاريخ الميلاد، وصفاتها الخارجية وتاريخها، ودوافعها والهدف الذي تنشده. والأهم من كل ذلك كيف ستتغير هذه الشخصيات في نهاية الرواية؟
    وهذه المرحلة هي امتداد موسع للمرحلة الثالثة، وستعلم الكاتب الكثير عن شخصياته، وربما يستغرق العمل على هذه المرحلة ما يقارب الشهر أو أكثر. ويمكن لكتاب الرواية في الغرب، بعد هذه المرحلة، بيع روايته للناشرين.

    الخطوة الثامنة
    تشكل هذه المرحلة رعباً كبيراً للعديد من الكتاب، لكونها تمثل الخطوة الرئيسية للبدء بكتابة مسودة الروايــــة، والذي يساعد على بلورة الصورة، كتابـــة قائمة بالمشاهد على ورقة منفصلة. ويعتبر اليوم أو الأسبوع الذي يقضيه الكاتب في وضع القائمة، من أهم مراحــــل العمل على كتابة القصة.
    وقائمة المشاهد بالطبع مستقـــاة من ما كتبه في الخطـــوة السادسة عن تفاصيل الحبكة. وتبنى القائمة على كتابة جملة واحدة لكل مشهد في صفحة بيانية منفصلة، ثم كتابة اسم الشخصية المرتبطة بالحدث على عامود الهامـــش، لتكتب تفاصيل المشهد على الجانب الآخر العريض من الصفحة، ومن الممكن.
    إضافة عمود آخر لكتابة عدد الصفحات المطلوبة لتفاصيل المشهد، أو بالأحرى وصف الحدث. وهذه القائمة تساعد الكاتب على مراجعة مراحل عمله بلمحة واحدة، وبالتالي لن يقع في مطب الاسترسال والخـــروج عن النص إلى متاهة لا يعرف الخروج منها.

    الخطوة التاسعة
    يحول الكاتب في هذه المرحلة كل سطر من قائمته البيانية السابقة، إلى فقرتين تصفان المشهد، مع إضافة أية فكرة للحوار، مع كتابة مخطط العقدة للمشهد، وإن لم يكن في المشهد عقدة فعليه، فإما أن يبتكر عقدة أو يلغي المشهد. وعليه، يتحول كل سطر من الصفحات البيانية، إلى صفحتين من مشاهد أو أبواب الرواية. وتصبح هذه المسودة بمثابة مرجع للكاتب لدى عمله على كل مشهد، وتمنحه حرية تبديل ترتيب المشاهد. كما تتيح هذه المرحلة للكاتب، إضافة أية أفكار إلى هوامش المشاهد.

    الخطوة العاشرة
    ربما يعتقد الكاتب عند بدئه بكتابة النص في هذه المرحلة، بأن حالة الألق الإبداعي ضاعت في أطر المراحل. وهذا الشعور غير صحيح، فالمتعة الأكبر تكمن في هذه المرحلة من الكتابة، حيث يهتم الكاتب بالتفاصيل الصغيرة من أحداث المشاهد، بعد تحرره من وضع الخطوط العريضة للعمل، ليترك نفسه لتدفق السرد دون عوائق.

    .. بعد الإنجاز
    يفضل بعدما أنجز الكاتب روايته، خاصة الأولى، في نتاجه، أن يتأنى في نشرها ويأخذ وقته، وتحديداً في العالم العربي. لأن النشر يعني تحول عمله إلى فريسة تنهشها أقلام النقاد والمحيطين به. ويعتبر ذلك بمثابــة دعوة لتحطيم روحه المعنوية في مرحلة لا يكون مهيئاً لها بعد. والحل الأمثل لحماية روح الكاتب واستمراريته، البدء بمشروع كتاب جديد قبل تسليم عمله للناشر، فانشغاله يحميه من أي نقد هدام.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 3:20 pm