ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:33 am

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي

    https://archive.org/details/MagalesNahaweia


    عدل سابقا من قبل أحمد في الأحد سبتمبر 03, 2017 2:05 am عدل 2 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:37 am

    المجالس النحوية عشرة مجالس :

    الرابط : http://archive.org/details/MagalesNahaweia

    .. المجالس الإعرابية وتشتمل على إعراب سورة يوسف عليه السلام :
    المجلس الأول : إعراب الآيات من 1 : 16
    المجلس الثاني : من 17 : 23
    المجلس الثالث : من 34 : 66
    المجلس الرابع : من 67 حتى نهاية السورة .
    الرابط : http://www.archive.org/details/AlmajalsAle3raby


    .. المجالس الصرفية أربعة مجالس :

    1- المجلس الأول :الصرف وموضوعه ، الميزان الصرفي ، الفعل الصحيح والمعتل ، المجرد والمزيد
    2- المجلس الثاني :إسناد الفعل إلى الضمائر ، المصادر الثلاثية وغير الثلاثية ، اسم المصدر .
    3- المجلس الثالث : المصدر الميمي ، اسم المكان والزمان ،اسم المرة والهيئة ، المصدر الصناعي ، اسم الفاعل والمفعول ، صيغ المبالغة ، الصفة المشبهة .
    4- المجلس الرابع : الاسم المقصور والممدود والمنقوص ، التذكير والتأنيث ، التصغير ، النسب ، تطبيقات صرفية .
    الرابط : http://www.archive.org/details/MajalsSarfya
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:44 am

    التفريغ منقول من شبكة الفصيح
    ورابط الموضوع الأصلي:

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=74962

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نحمد الله تعالى ونستغفره ونستهديه ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد،
    فهذه إن شاء الله بداية هذه المجالس، مجالس في اللغة العربية عن نحوها وصرفها وأساليبها المستعملة قديما وحديثا، ابتداء نود أن نلفت الانتباه الإخوان جميعا إلى أن العربية لغة من اللغات الحية ، لغة طبيعية، هذا مصطلح الآن نقول: إنها لغة طبيعية، لأن بعض الناس في العالم الخارجي يحاول أن يقول إن اللغة العربية ليست لغة طبيعية !، على اعتبار أن الناس في العالم العربي يتكلمون في الشارع بطريقة غير الطريقة التي يكتبون بها أو يتخاطبون بها، ويقولون إن هناك ازدواجا لغويا بمعنى هناك لغات عامية كثيرة وهناك فصحى، ابتداء لا توجد لغة على وجه الأرض إلا وفيها ذلك بمستويات، هناك لغات فصيحة ولغات يستخدمها الناس في تعاملاتهم اليومية.
    اللغة العربية لغة طبيعية بمعنى أن الإنسان يتكلمها ويفهمها المستمع ويتخاطب بها، أنا أقول حتى الأمي في بلادنا وفي قُرانا يسمعون الفصحى فيفهمونها بدليل أن الأمي يحضر خطبة الجمعة وهي تلقى عليه بالفصحى فيفهمها وبعد الخطبة يذهب إلى الشيخ فيسأله أسئلة عن الخطبة، كونه يسأل معناه أنه فهم الخطبة، فهذا في حد ذاته دليل – حتى الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب – يفهم الكلام الفصيح، اللغة العربية إذن لغة فصيحة وتمتاز عن تقريبا معظم لغات العالم بأن تاريخها متصل على عكس اللغات المنتشرة الآن مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية و الإيطالية، هذا التاريخ حصل فيه تغيرات كبيرة جدا، أعني ممكن جدا إنجليزي لا يفهم الإنجليزية التى كانت تقال منذ ثلاثة قرون أو أربعة قرون، أما نحن فنفهم ما كان يقال في العصر الجاهلي .
    اللغة العربية كأية لغة لها نظام، وهذا أيضا من سنن الله في الكون إذ إن كل شيء يقوم على نظام، عندما نقول نظام نعنى كل شيء يسير وفق قوانين تحكمه، ليست هناك عشوائية، لا يوجد شيء مصادفة وإنما كل شيء له أسبابه وله قوانينه التى يمكن أن نستند إليها ، حينما نقول إن الشمس تشرق في الصباح وتغرب في وقت ما فهذا نظام ، هذا هو النظام الموجود في اللغة والموجود في أي شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، يقول الله : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، فاللغة أيضا مخلوقة بقدر لها نظامها ولها قونينها، عندما نتحدث ونقول لها نظامها ولها قوانينها إذن هذه اللغة لا يمكن فهمها ولا يمكن تناولها إلا بطريق العلم، لأن العلم مجرد نظر في الكائنات في المخلوقات في الأشياء لكني نشتكشف فقط القوانين التي تحكمه، هذا هو طريق العلم، العلم يبحث في كل شيء بمجرد أن نبحث عن قوانين الأشياء، اللغة العربية نظامها واضح وربما يكون من أوضح القوانين التي في لغات العالم حتى اليوم، نحن سنتحدث عن مسألة النحو والصرف و بعض الأساليب.
    أنا أعلم أن الناس تضيق جدا من كلمة النحو ، كلمة مكروهة في العالم العربي نتيجة نظم التعليم عندنا، لا بأس !
    لكن أنا أقول لكم حتى في كثير من بلاد أوربا رأيت أن كلمة النحو أيضا من الكلمات المكروهة ، بمعنى ليست فقط كلمة نحو في اللغة العربية هي المكروهة، بالعكس.. في يوم من الأيام كان عند الإنجليز كانوا يقولون كلمة (grammar) أو ساعة(grammar) كأنها ساعة عقاب للتلميذ .
    لكن نحن نقول : النحو العربي كما سنرى – إن شاء الله – يرتبط بالحياة كلها ، وفي الواقع أنها نشأت تحت مظلة الإسلام، النحو متأثر بالفقه الإسلامي والتفسير وهذه العلوم كلها متأثرة أيضا بالنحو ، فكلها متصلة ببعض لذا هناك حيوية كبيرة جدا أكثر من كثير من الأنحاء الموجودة في العالم.
    ابتداء ماذا نقصد بالنحو؟ وما المقصود بالصرف؟
    الصرف شيء سهل هو دراسة الكلمة المفردة فقط، الآن كل شيء له علم، وكل علم يقوم على الوصف والتحليل ، فنحلل الشيء إلى مكوناته وأجزاؤه، مثل العلوم .. الكيمياء في النبات أنت تحلل الشيء إلى عناصره .
    أصل اللغة أصوات .. ليست الكتابة هذا شيء آخر، إنما اللغة أصوات يتكلمها الناس ويستخدمونها للتواصل ، هذه الأصوات أبسط عنصر فيها هو الصوت المفرد، وهذا له علم اسمه علم الأصوات، والعرب كانوا أسبق الناس قي العالم لدراسة هذا فهم من بدأ بدراسة صفات الحروف ومخارجها .. إلخ
    كانوا من أول الناس في هذا، لم يسبقهم أحد غير الهنود وهذا كان بسبب أن الهنود كانوا لديهم الكتاب المقدس ويسمى الفيدا وكانت قراءتهم له حاولت أن تدفعهم لكي يدرسوا الأصوات اللغوية، هذا لن يكون موضوعنا إلا حينما تأتي بعض المناسبات ، فقد نحتاج لمعرفة شيء من الأصوات لكي نفهم النحو أو لكي نفهم الصرف.
    إذا وضعت صوت بجانب صوت ستتكون الكلمة ، فهذه هي الوحدة الصغرى الأخرى بعد الصوت الواحد ، فالواحدة التي بعد ذلك هي الكلمة ، الذي يدرس الكلمة هو علم الصرف من المهم جدا أن نحدد هذا .
    ما ميدان علم الصرف ؟ علم الصرف يدرس الكلمة الواحدة .
    لكن سنعلم أن في الصرف العربي لا ندرس كل كلمة، ، ندرس نوعين فقط من الكلمات : الاسم المعرب والفعل المتصرف .
    لأننا نعرف أقسام الكلمة ، ففي الصرف لا ندرس الحروف ، لا ندرس الأسماء المبنية ، لا ندرس الصرف لكي نقول مثلا زن لنا اسم الإشارة هذا أو الذي لأنها اسماء مبنية ، إنما ندرس فقط الأسماء المعربة، والأفعال المتصرفة.
    فما النحو إذن؟
    بعد أن قلنا إن دراسة الصوت المفرد في علم الأصوات ودراسة الكلمة الواحدة في علم الصرف ، سيأتي بعد ذلك كلمة بجوار كلمة تكون جملة .
    الناس تقول : النحو الإعرب أو النحو ضبط أواخر الكلمات .. لا !
    النحو : علم الجملة، أعني هو العلم الذي يدرس الجملة .
    ماذا نقصد بأنه علم يدرس الجملة ؟
    الجملة كلام إذا وقفت عنده أدى معنى، إذا نطقت كلاما حتى لو كانت كلمة واحدة ووقفت عندها وأدى معنى كاملا فهذه جملة .
    عند قولنا : زيد كريم ، أقول : محمد رسول الله . وأقف؛ هذه جملة .
    لكن إذا قلت : إذا حضر زيد غدا مع أخيك الساعة الخامسة .. ووقف فهذا لا يؤدي معنى ، بالرغم من وجود عشر كلمات .. أعني أن الجملة ليست بعدد كلماتها وإنما بأنك إذا وقفت أدى لك معنى كاملا معنى مستقلا .
    عند قولنا جملة وقولنا النحو علم الجملة .. ما معناها ؟
    معناها أن هناك كلمات تركبت مع بعضها لكي تؤدي هذا المعنى حين تتركب الكلمات في جوار معين في تركيب معين لتنشأ علاقات .. دراسة هذه العلاقات هذا هو النحو .
    انتبهوا نحن بمفهوم العلم والعلم هو دراسة العلاقات في أي شيء ، مثل الجولوجيا إذا درست أي شريحة في الأرض هي علاقات هذا بهذا بهذا .. كلها علاقات ، إذا درست شريحة رأسية من نبات أو شريحة أفقية هي علاقات هذه الأنسجة مع بعضها .. ماذا تكون ؟ ، القضية نفسها .. العالم كله يتحدث بمفهوم العلم .
    نحن عندما نتحدث عن العربية لا نريد أن نتحدث بكلام في الهواء .. لا!
    نريد أيضا أن نتحدث بعلمية . عندما نقول دراسة الجملة أي أننا ندرس العلاقات التى تنشأ بين الكلمات حين تتركب الجملة، إذا النحو ليس الإعراب فهذا مظهر واحد أو ضبط الكلمات فهذا مظهر واحد ، إنما عندما نرى علاقة هذه الكلمة بهذه الكلمة كما سنرى - إن شاء الله - فهذا هو علم النحو، هو علم شامل يبحث عن العلاقات لأن بهذه العلاقات سوف نصل إلى المعاني ، وهذه من أهم منجزات العرب ، العرب كانوا يجعلون النحو متصلا اتصالا كاملا بالمعنى، فالنحو هو الذي يؤدي للمعنى، وفي العصر الحديث كان النقد الذي يوجه للنحوالعربي أنه علم متصل بالمعنى ، الآن الغرب كله سائر على طريقة العرب .
    إذن نحن الآن أمام علمين سوف يكون معظم عملنا فيهما ( صرف ونحو)
    من المفترض علميا أن نبدأ بالصرف ، نبدأ بالكلمة المفردة ثم الجملة، ، أما من الناحية العملية فلا!
    حتى الناس تقول : النحو والصرف ولا يقولون الصرف والنحو،
    حين نتحدث مرة أخرى عن الجملة وهي مجال علم النحو، قلنا إنها تتكون من كلام إذا وقفنا عنده أدى معنى مستقلا، إذن هي تتكون من كلمة .. فما الكلمة؟
    الكلمة في النحو العربي النحاة قسموها تقسيما سهلا جدا وهو التقسيم الثلاثي ، اللغة الأوربية قسموها إلى سبعة أو ثمانية أقسام ، اللغة الإنجليزية مثلا قسموها إلى : noun ، pronoun، adverb ، adjective، أقسام الكلمة .
    أما في الكلمة في النحو العربي تقسيمها بسيط جدا : إما اسم أو فعل أو حرف، التقسيم الثلاثي انتهينا منه ، هذا التقسيم مهم جدا في النحو ، لأني إذا فهمت المقصود من الاسم و المقصود من الفعل و المقصود من الحرف هذا سيبين لي بعد ذلك العلاقات التي تنشأ بين هذه الأنواع عندما تتركب في الجملة، وهذا مهم جدا أن أعلم العلاقات .
    الاسم بكل بساطة معروف : هو ما دل على معنى في ذاته غير مقترن بزمان ، نقول كلمة رجل، بمجرد أن أنطق كلمة رجل تجلب إلى شاشة المخ عندي صورة هذا الرجل، لكنه لا يتصف بأنه ماض أو حاضر أو مستقبل ، يكون تصور كلمة رجل وهذا يكون تصور فقط ، فمن الممكن جدا أن تكون كلمة رجل عندنا في القرية مختلفة عن رجل في المدينة وتكون مختلفة كذلك حين تنطق عند الصينين، الرجل هو الكائن نفسه لكن تصوره عن كلمة رجل قد يكون مختلف إلى حد ما، فالمعنى هو التصور الذي يأتي.
    وأما الفعل فهو ما دل على معنى في ذاته مقترن بزمان، أو نسميه الحدث . هذا مهم جدا
    ثم نأتي للحرف وهذا لا يدل على معنى في نفسه إنما على معنى في غيره.
    فالاسم يدل على معنى في نفسه لكن لا يقترن بزمن والفعل يدل على معنى في نفسه لكن معه زمن أما الحرف فيدل على معنى في غيره، كما سنرى بالتدريج إن شاء الله .
    نأتي إلى نقطة مهمة جدا في اللغة العربية، اللغة العربية لغة معربة ، ما معنى لغة معربة؟ أعني بها حركات
    كلمة إعراب أصلا معناها اللغوي الحركة و السرعة والإظهار يقول : والأيم تعرب عن نفسها .. يعني تتكلم
    ( البكر تستأذن وإذنها صمتها) أما الأيم فهي تعرب يعني تتكلم وتفصح ، وكانوا يسمون الخيل العِراب لأنها سريعة ، الإعراب يعني الحركة والتغير .
    عندما نتحدث عنه بمصطلح علمي، فما الكلمة المعربة؟
    هي الكلمة التي يتغير آخرها بتغير العومل ، ما معنى تغير العوامل ؟
    كلمة العوامل الآن كلمة جديدة قليلا سنتكلم عنها ، عندما نقول : حضر زيدٌ – رأيتُ زيدا – ومررت بزيدٍ
    الكلمة المشتركة هنا هي زيد، لكنها في الأول (زيدٌ) وفي الثانية ( زيدا) وفي الثالثة (زيدٍ)، فما الذي جعل الأولى ــٌ و الثانية ــً والثالثة ــٍ ؟ أن الأولى قبلها حضر والثانية قبلها رأيت والثالثة قبلها الباء ، هذه نسميها الأسباب التي أدت إلى أن تكون هذه ـــٌ وهذه ـــً وهذه ـــــٍ .
    هذه الأسباب يسميها النحاة عوامل، كلمة العامل أهم شيء في النحو العربي، كل العربي يقوم على هذه الكلمة
    أن هناك عامل والذي يؤدي إلى وجود حركة ، انتبهوا لأن هذا فكر إسلامي، ما الفكر الإسلامي؟
    أن المسلم لا يستطيع تصور وجود شيء بدون صانع لا بد أن يكون هناك سبب للشيء ، فالضمة هذه لا بد أن يكون لها سبب والفتحة لا بد أن يكون لها سبب ، هذه الأسباب اسموها العوامل ، واسمها الآن نظرية العامل وهذه النظرية وجدت نقدا كبيرا في العصر الحديث أناس كثيرون هاجموا هذه النظرية، وكان أيضا واحد من القدماء أندلسي مشهور اسمه ابن مضاء القرطبي ، لكن العربي كله يقوم وهم مقتنعون تماما بصحة هذه الفكرة
    الآن بعدما أخذنا عن أوربا هذا الكلام، الآن أحدث نظريات في العالم يقوم على العامل اسمه gover
    معناه يحكم، فالعامل يحكم الجملة ، فيجعل هذه الكلمة مرفوعة فهو الحاكم للجملة، اسموها نظرية الحاكم، نحن نسميها نظرية العامل.
    فالإعراب إذن كلمة معربة ككلمة زيد معربة لأن آخرها تغير بتغير العامل، فآخر زيد هو الدال وهو محل الإعراب فهو الذي يحمل الضمة والفتحة والكسرة .. فهذا معنى يتغير آخرها فإن قلت حضر الرجل ، تصبح اللآم هي من تحمل الحركة، هذا كلام مهم لأننا سنرى بعد قليل كلمات آخرها لا يتحمل الضمة أو الفتحة.
    إذا الكلمة المعربة هي التي يتغير آخرها وهي إما اسم أو فعل أو حرف ، الأصل أن الإعراب يكون في الأسماء فقط ، فلا يعرب أصلا غير الاسماء، سيتسأل شخص هناك فعل مضارع معرب ؟ سنأتي لهذه لاحقة
    المبني لا يتغير آخره مهما دخل عليه من عوامل فهو ثابت، لا ترفع ولا تنصب، حضر هذا ، رأيت هذا ، مررت بهذا
    كلمة هذا ثابتة
    حضر من نجح ، رأيت من نجح ، مررت بمن نجح ، فكلمة (من) ثابتة.
    فهذه الكلمة كلمة مبنية، لماذا أسموها إذن مبنية ؟
    لأن العرب أصلا رحل أهل ترحال أهل بدو يجلس طوال النهار طالما لا ماء ولا رعي يبحث عن مكان آخر به ماء، يلف خيمته ويمشي، لكن يوم أن يرى مكانا للاستقرار فيه يقوم بالبناء، إذا بنى فمعناه الثبات، وهذه كلمة عجيبة جدا لأن العربية والإسلام يستعملان هذه الكلمة في الزواج فيقول فلان بنى بفلانة، يعني كلمة تزوج هذه ليست هي المستخدمة أكثر، فالأكثر عند العرب فلان بنى لأن بنى استقرار لأن الزواج الأصل فيه أنه يبنى حياة مستقرة، وليست ثلاثة أربعة أيام وخلاص، أو أسبوعين وخلاص أو شهرين أو بعض الناس الذين يتزوجون بنية الطلاق، فالزواج استقرار وكلمة بنى الأصل فيها الاستقرار والثبات، إذن لماذا أخبركم بهذه المصطلحات ؟ لأن كل هذه الاصطلاحات من مناخ واحد من مشارب واحدة، إذن عندنا الكلمة المعرفة فهمناها، والكلمة المبنية هي التي لا يتغيّر آخرها.
    إذن عندنا ثلاثة أنواع من الكلمة ؛ اسم وهذا الأصل فيه الإعراب، والفعل والحروف كلها مبنية، يعني ثلثي اللغة مبني، وثلث اللغة معرب، والناس تتخوف من الإعراب والضمة والفتحة والكسرة والمسألة لا تستحق كل هذا، طيب عظيم .


    عدل سابقا من قبل أحمد في الخميس يناير 08, 2015 9:48 am عدل 1 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:45 am

    الثلث الثاني من المحاضرة .
    نأتي إذن للإعراب حتى يكون المبتدئون أيضا معنا فيه، ما أنواعه ؟
    نحن عندنا أربعة أنواع فيه؛ رفع، نصب، جر، وجزم، أنا ذكرت أن هناك لغات معربة ولغات غير معربة، الإنجليزية مثلا غيرمعربة إلا في حالات بسيطة جدا،لذلك هي تلتزم الترتيب، فأنت إذا قلت zaid hit his brother، زيد ضرب أخاه، فلابد أن يكون زيد هو الفاعل ، لماذا ؟ لأنه لا فرق بين zaid و his brother ، لكن في اللغة العربية نقول : ضرب زيد أخاه أو ضرب زيد عمرا مثلا، فوجود الرفع تعني أن زيد هو الضارب والفتحة تعني أن عمرا هو المضروب، لذلك أقدر أن أقدم فأقول : ضرب عمرا زيدٌ،كما في القرآن ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفور ) [فاطر/28]، إذن فانظروا إلى الإعراب يعطي حرية للغة أن تقدم وتؤخر، بلاغة عظيمة جدا، لماذا؟ لأن التقديم والتأخير له أسباب وله وظائف معيّنة، من اللغات المعربة الآن اللغة الألمانية فيهارفع ونصب وجر وأكثر من هذا أكثر بكثير مما في العربية ولا أحد في ألمانياولا في التعليم الألماني يشتكي من النحو الألماني، إنما نحن نشتكي ! يعني معنا حق بسبب طريقة تعلينما.
    نأتي إذن إذا كان الإعراب رفع ونصب وجر وجزم، ما علامات هذا الإعراب ؟ حاجات معروفة، نحن نرفع بالضمة، الضمة هي الأصل لكن هناك علامات أخرى
    نرفع بالضمة المفرد، مثلا : حضر زيدٌ ، حضر الرجلُ أو جمع المؤنث السالم حضرت الطالباتُ النسوةُ لكن عندما يكون عندي مثنى نرفعه بالألف حضر الرجلان أو الزيدان إذن الألف هذه علامة إعراب، علامة رفع، لو أتيت بجمع المذكر السالم سأقول: حضر المهندسون، المدرسون، لو أتيت لما يسمى بالأسماء الخمسة أرفع بالواو حضر أخوك، أبوك، ذو مال، بالمناسبة ما معنى جمع مذكر سالم؟ لماذا أسميناه بجمع ومذكر وسالم ؟
    هذه المسائل قد تبدو للناس أنها بسيطة لكن عندما تتضح تصبح المسائل أكثر وضوحا وأسهل . نحن عندنا جموع كثيرة، عندما نجمع رجل نقول: رجال عليها ضمة، لا أحد يقول رجالون، قد يقول أحد: هذه جمع مذكر لماذا لا أرفع بالواو والنون أقول رجالون ؟
    جمع المذكر السالم وهذه من الأشياء التي سنختصر فيها قليلا، عندما نقول: جمع مذكر سالم لابد وأن تشترط عندنا أشياء، لازم يكون عندنا مفرد أول حاجة والمفرد هذا لابد أن يكون مذكرا ولابد لهذا المذكر أن يكون عاقلا والمهم عند جمعه يسلم، المفرد يسلم في الجمع يعني لا يتغير فيه شيء، مثلا عندما نقول كلمة: مهندس نرى أن الميم مضمومة والهاء مفتوحة والنون ساكنة، كل ما تفعله تزيد ألفان ونونا، نقول : مهندسون، مدرسون، فلاحون، المفرد لا يتغير، عندنا كلمة كتاب ، مفرد وذكر لكنه غير عاقل إذن لا يجمع جمع مذكر سالم، كلمة رجل؛ مفرد ومذكر وعاقل لكنه عندما يجمع يتغير لذا عندما نجمع نقول : جمع تكسير، تكسير من كسر والكسر فعل بعدما كان سالما، المفرد تكسر، في المدرس سلم، إذن عندما ترى جمع مذكر سالم وفقد شرطا من هذه الشروط لا نسميه سالما نسميه "ملحق" ، نأتي بأمثله من القرآن الكريم، عندما نقول : "وما يذَّكر إلا أولو الألباب " أولو هذه مرفوعة بالواو، لماذا؟ لا نقول : لأنه جمع مذكر سالم. نقول: لأنه ملحق، لكن لماذا ملحق بالرغم أن يدل على مذكر وعاقل لكن لا مفرد له من لفظه، عندنا مثلا عشرون وثلاثون ألفاظ العقود تسمى أيضا ملحق بجمع المذكر السالم، لأن مفردها ليس مفردا يعنى ثلاثون ليست جمعا لكلمة ثلاث وأربعون ليست جمعا لكلمة أربع، طيب ... ( الحمد لله رب العالمين) العالمين هذه أيضا ملحق وليست جمع مذكر سالم، لماذا؟ لأنه مفردها عالم وعالم هذه غير عاقل ، وكلمة أرضون، السنون سنة تجمع على سنين بالنصب وسنون ويكون هذا الجمع ملحق بالمذكر السالم لأنه مفرد وغير عاقل ومؤنث أيضا وليس مذكرا، بالمناسبة نصحح بعض الألفاظ التي نخطئ فيها، نجد واحدا كبيرا مثقفا أو عالما ويتكلم جيدا يقول : وكان فلان متفوقا طوال سنيّ دراسته، هذا خطأ ! لماذا ؟ لأن الكلمة أصلا اسمها ( سنون) في الرفع وفي النصب( سنين) طيب ( سنين) سأضيفها إلى كلمة ( دراسته)، الإضافة ماذا تفعل ؟نحذف النون، نقول : سني.. الناس تضعّف النون لماذا ؟ هذه من الأخطاء التي انتشرت على ألسنة الناس، كلمة (فلاحون) نضيفها فنقول (فلاحو القرية) ومررت بفلاحي القرية، هل تقول : فلاحيّ ؟ لا . فلماذا عندما تأتي (سنين) تضعِّف الياء ؟! . هي أصلها ( سنين) نحذف الياء فتصير ( سني دراسته) ( سني إقامته) وهكذا .
    إذن جمع المذكر السالم عرفنا أنه لابد أن يكون مفردا مذكراوعاقلا ويسلم عند الجمع .
    نأتي للنوع الثاني وهو النصب، العلامة الأصلية في النصب هي الفتحة، وننصب بأشياء أخرى كثيرة مثل الياء .... .
    وعندنا الجر هو الياء والكسرة ،و الجزم نجزم بالسكون ونجزم بحذف حرف العلة وحذف النون وسنأتي لها إن شاء الله.
    لكن اختصارا؛ الجر خاص بالأسماء فقط والجزم خاص بالفعل المضارع فقط، ويكون النصب والجر مشترك. يعني الاسم يرفع وينصب كذلك الفعل المضارع يرفع ينصب، لكن الجر خاص بالأسماء، انتبهوا لأن هذا سيترتب عليه أشياء عندما نأتي لها.
    إذن هنا نأتي لكلمة مهمة قليلا يتحدث عنها الناس كثيرا والطلاب، ونحن سنذكر منها جانبا واحدا فقط. ما هو ؟
    كثير جدا من الأولاد يعلمونهم فيقولون : حضرَ الرجلُ . يقول : فاعل مرفوع بالضمة . ضمة ماذا يا ولد؟ لابد أن يقول : الضمة الظاهرة . ما معنى كلمة الظاهرة ؟ يعني موجودة أمامنا . تُنطق وتُسمع . كون هناك ضمة ظاهرة فلابد أن تكون هناك ضمة أخرى غير ظاهرة، هي الضمة المقدرة .
    هل هذه الضمة أو الفتحة أو أي علامة من علامات الإعراب عندما تُقدَّر تقدر هكذا عشوائيا ؟ لا . لابد من سبب . كل شيء بقانون . هذا نظام .
    نحن نتحدث اليوم عن أشهر سبب هناك عدة أسباب ثلاثة أو أربعة أسباب . كل مرة نتحدث عن سبب حتى لا يكون هناك نوع من الإثقال وأيضا حتى تكون الدروس كل واحدة تسلم إلى الأخرى .
    أشهر الأسباب التي تُقدَّر فيها .. تجد أن الكلمة المعربة آخرها ألف، مثلا اسم كمصطفى، لو وضعت قبل كلمة (مصطفى) كلمة (حضر)، أقول : حضر مصطفى وهذا فاعل وهذه الكلمة معربة وليست مبنية، إذن هذا فاعل مفرد والمفرد علامته الضمة . أين الضمة ؟ لا تظهر . مقدرة . إذن لماذا مقدرة ؟
    "رأيت مصطفى " مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أين الفتحة ؟ مقدرة . إذن ما السبب في تقديرها ؟ أو كما يقول العلماء : ما الذي منع من ظهورها ؟ فهناك مانع من ظهورها وكذلك الكسر نقول : مررت بمصطفى . أي كلمة معربة سواء أكانت اسما أو فعلا مضارعا معربا آخرها ألف لا يمكن للعلامة أن تظهر عليها . طبعا هناك سبب علميّ فزيائي . لماذا ؟ الألف هذه حرف طويلة وعلامة إعرابها (أُ) الضمة هذه يسمونها باللغات الأوربية Vowel
    تسمونها "فوكال" بالإيطالية والآتينية القديمة وتعني الصوت حركة .ندخل قليلا في الأصوات .
    أي لغة في الدنيا كل أصواتها نوعان اثنان فقط، معظم الأصوات التي يسميها الناس "حروف ساكنة" نسميها" صوامت" مامعنى صوامت؟ حتى نتكلم لابد أن نخرج هواء يأتي عند الأحبال الصوتية ويحركها .. إعجاز عجيب .. الهواء الخارج يأتي عند الأحبال ويصدر صوتا، إذا الصوت خرج وأنا لم أوقّف الهواء طوال مجرى هذا الصوت، يكوت اسمه (حركة)، أقول (أَ) نرى أن مجرى الصوت مفتوح ليس هناك أيّ عائق . إذا مسكت هذا الهواء وأوقفته في مكان يكون " صوتا صامتا" وهي معظم الأصوات . مثلا نجري الهواء ثم نأتي في آخر الحنك ونقول ( إقْ) - (إكْ) - ( إجْ) - ( إلْ ) وهكذا .. هذا الجهاز وطريقة عمله إعجاز عجيب جدا . ولا أحد يجلس ويفكر فيه .إعجاز واحد .. في حرف الراء من طرف اللسان نكرره ( ارر) .. اجعلها بطيئة .. أو حاول أن تفصل ضربة عن ضربة . مستحيل .
    إذا كانت علامة الإعراب حركة والألف أصلا حركة طويلة . الفتحة حركة قصيرة . والألف هي الفتحة لكن فتحة فتحة . و حركة الألف لا تقبل أي حركة أخرى . مستحيل فزيائيا . فلا تأتي ( أَ) مع (أُ) . وحتى تأتي لابد من إحضار همزة أخرى حتى نضع عليها هذه الحركة . نقول : حضر مصطفى ءُ . لكن الألف نفسها لا تقبل . لذا عندما نقول الكلمة التي آخرها ألف مرفوعة بضمة مقدرة أو منصوب بفتحة مقدرة أو مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر . لا يصح بعد ذلك أن يأتي طالب أو دارس فيقول : مرة هي التعذر لا هي الثقل .ما معنى التعذر هنا إذن ؟ هي الاستحالة . الألف يستحيل أن تقبل أي حركة أخرى، لهذا نسميها التعذر، أريد فقط أن يفهم الطلاب أن هذه الكلمات لم تأت من المريخ .التعذر : يعني يستحيل أن نضع الضمة مع الألف .أو الفتحة مع الألف . أو الكسرة مع الألف . استحالة هذا . يتعذر وجود هذا معه .
    الفعل المضارع : يسعى المؤمن بالخير، يسعى فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر . لن يسعى المؤمن بالشر، منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر .
    إذن أي كلمة سواء أكانت اسما أو فعلا تنتهي بالألف، احكم - بدون تردد- قولا واحدا لاوجهة نظر أخرى، ما الذي منع من ظهورها؟ التعذر .
    لكن إذا أخذنا كلمة آخرها ياء أو آخرها واو . آخرها ياء مثل ماذا ؟ القاضي . أنا إذا أردت أن آتي بالضمة . ممكن آتي بالضمة عليها لكن ستكون هناك مشقة : حضر القاضيُ . بشيء من الجهد حتى آتي بالضمة .
    حضر القاضيُ
    ممرت بالقاضيِ .. ممكن
    الضمة والكسرة تقدر على الكلمة التي آخرها ياء لكن نسميها للثقل .
    إذن عرفنا معنى الثقل والتعذر . الثقل قد تقبل ضمة لكن تقبلها بجهد لذلك لو قلت : رأيت القاضيَ . لماذا ؟ أمنع الضمة وأمنع الكسرة وآتي بالفتحة ؟!
    لأن فزيائيا أيضا من الناحية الطبيعية الفسيولوجية الفتحة أخف الحركات. ليست ثقيلة، الضمة ثقيلة، والكسرة ثقيلة.
    رأيت القاضيَ . عندما نقرأ القرآن نلاحظ الكلمة التي آخرها ياء وعندما تأتي عليها الفتحة لابد أن تظهر . ( إنَّ ولييَ اللهُ) ولييَ .
    (أو يعفوَ الذي بيده ) يعفوَ . آخرها ياء أو آخرها واو . التي آخرها ألف لايمكن . يستحيل. لا الضمة ولا الفتحة ولا الكسرة .
    أما ما آخره ياء أو آخره واو . طبعا التي آخرها واو وتأتي كثيرامع الفعل المضارع (يغزو) (يدعو)
    يدعو :ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل . لكن : لن يدعوَ . وهكذا .
    إذن عرفنا مظهرا من مظاهر تقدير الحركة، لكن الحركة غالبا ما تكون ظاهرة .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:47 am

    الآن نقول ونلخص :
    - النحو علم الجملة . حينما نقول علم الجملة لأننا ندرس العلاقات التي تنشأ بين الكلمات حين تتركب في جملة.
    - والجملة هي الكلام الذي إذا وقفنا عنده أدى معنى مستقلا .
    على فكرة الإنجليز والأوربيين يهتمون جدا بما نسميه عملية الترقيم، تضع النقطة، تضع فاصلة، تضع الفاصلة المنقوطة. من يُخطئ فيها يُضرب .
    نحن للأسف الشديد لا نعلم أولادنا هذه المسألة، الأولاد عندما يتعلمون الإنجليزي يسمون النقطة full stop ، حتى الولد لايعرف معنى full stop
    full stop ، تعنى full و stop تعني وقفة كاملة، إذا أنت وقفت عند الكلام المنطوق وقفة كاملة أدى معنى، إذن هذه تسمى جملة.
    لذلك ونحن نتكلم لابد أن نشعر المستمع أني وقفت، لأنك إذا لم تُشعره سيقول بأن الجملة لم تنته، ينتظر بقية الكلام، في الكتابة لابد أن تضع نقطة، الناس الذين لا يضعون نقطة أخطأوا، مادمت انتهيت الجملة فلابد أن تضع نقطة، ولابد أن نعلم أولادنا هذا، من البداية إذا علمناهم ستصبح عادة لغوية عنده عندما ينتهي جملة يضع نقطة. للأسف الشديد أنا رأيت كتابات كثيرة عند بعض الشباب نسميها بالعامية (سداح مداح) لاتعرف أين أول الجملة وأين آخرها، والعجيب أن عندنا أكبر نموذج للترقيم وهوكتابة المصحف، المصحف في كل بيت، علامات للوقف الواجب والجائز والأولى إلى آخره والممتنع، إذا عرفت هذه الرموز خلاص، تقف هنا أو لاتقف إلى آخر هذا الكلام، وهذا أيضا مهم جدا في تعليم اللغة .
    - كل كلمة أنواعها؛ اسم وفعل وحرف .
    - كل كلمة في العربية إما معربة وإنما مبنية .
    - الكلمة المعربة هي التي يتغير آخرها لتغير العوامل . المبنية هي التي لايتغير آخرها مع تغيّر العوامل .
    _ الإعراب ؛ رفع ونصب وجر وجزم ، كل نوع من هذه الأنواع له علامات أصلية وعلامات فرعية، هذه العلامات إما ظاهرة وإما مقدرة .
    - أخذنا عن العلامات المقدرة سببا أو سببين هما التعذر والثقل .
    الآن نبدأ ندخل على الجملة الاسميّة :
    النحو العربي كله جملتان لايوجد غيرهما ؛ الجملة الاسمية والجملة الفعلية .
    فإذا عرفنا الجملة الاسمية، عرفنا نصف النحو، نصف اللغة العربية كلها .
    فما الجملة الاسمية إذن ؟ الجملة الاسمية تبدأ باسم على وجه الأصالة، ما معنى وجه الأصالة؟ يعني هذا هو مكانه الأصلي، لأنه قد تبدأ جملة باسم لكن هذا ليس مكانه، مكانه قبل الآخر لكننا قدمناه لسبب، ( والقمرَ قدرناه منازل) القمر اسم، لكن الجملة ليست اسمية، حتى القمر عليها فتحة .
    ( والأنعامَ خلقها) جملة وبدأت باسم لكنها ليست جملة اسمية، لماذا ؟ لأن (الأنعام) مكانها ليس هنا .
    لذلك قلنا : الجملة الاسميّة هي الجملة التي تبدأ باسم على وجه الأصالة. لكن لماذا نبدأ بهذا الاسم ؟ نبدأ بهذا الاسم لكي نحكم عليه بحكم، مهم جدا هذا الكلام ، يعني أنا أجيء بالجملة الاسمية لكي أحكم على هذا الاسم بحكم، أريد أن أطلق عليه حكما ما، فإذا قلت أنت:زيد كريم ، فأنت حكمت على زيد بأنه كريم، يمكن أن تقول : زيد بخيل، حكمت عليه بالبخل، زيد ذكي، زيد كسول، زيد صادق، زيد كذوب إلى آخره .
    هذه الأحكام هي ما نسميه في اللغة العربية خبر، والاسم الذي نحكم عليه هو ما نسميه مبتدأ لأنه يُبتدأ به .
    فالجملة الاسمية إذن مكونة من مبتدأ، أي اسم نبدأ به الكلام لكي نحكم عليه، ثم الخبر أي الحكم الذي نطلقه على المبتدأ، ولذلك الخبر قريب جدا من الصفة
    ، لو سألت : ما الفرق بين زيدٌ كريم و زيد الكريم، المسألة متقاربة، هناك خلافات طبعا في تركيب الكلام إلى آخره، لكن أريد أن أقول الخبر كأنه صفة، كأنه حكمٌ نحكم به على المبتدأ .
    ننتبه إلى أن الجملة الاسمية -وهي مهمة جدا في اللغة العربية- تبدأ باسم وهو ما نسميه بالمبتدأ، أغلب وظيفة هذه الجملة الاسمية أنها تدل على شيء ثابت، تدل على ثبات، عندما أقول : زيدٌ كريم، أحكم عليه حكما ثابتا، أقول : اللهُ خالقُ السمواتِ والأرض، هذا حكمٌ ثابت، محمدٌ رسولُ الله، حكمٌ ثابت، لأننا سنعرف بعد ذلك أن الجملة الفعلية لا، لأن الجملة الفعلية حدث والحدث يعني التجدد والتغيّر .
    فهذا مهمٌ جدا، الفرق بين الاسمية والفعلية أن الجملة الاسمية تؤدي لنا حكما ثابتا .
    ما الذي يصلح أن يكون مبتدأ ؟ المبتدأ لا يكون إلا اسما، إلا كلمة مفردة، لا يكون جملة أبدا، الكلمة المفردة لا يلزم أن تكون كلمة مفرد، لا ، لكن مثلا : الرجل، الرجال، المهندسون، هذه كلها كلمة مفردة، عبد الله مضاف ومضاف إليه لكن أيضا كلمة مفردة يعني ليس جملة .
    فالمبتدأ يكون اسم كأن تقول : زيدٌ كريم ، الشمس كذا، النهار كذا ، الجو حار، إلى آخره ، أي كلمة مفردة .
    أو ممكن أن يكون مصدرا مؤولا، هذه ننتبهلها ، ما معنى مصدر مؤول ؟ هذا شيء لابد أن نعرفه في الصرف .
    المصدر هو الذي يدل على الحدث لكن من غير زمن ، ما الفرق بين ضَرَبَ والضَّرْبُ نفسه؟ ضَرَبَ تدل على الحدث الضَّرب، عندما نقول كلمة ضَرَبَ تأتي إلى شاشة المخ حركة، حركة العصى ترتفع وتنزل، حركة ضَرْب، لكن مقترنة بزمن لأن الضرب هذا حدث في الماضي أو أكل ، سافر،لكن يأكل أو سيأكل حدثٌ أيضا لكنه ليس في الماضي ، فالفعل يدل على حدث زائد زمن ، أما الأكل نفسه أو الضرب نفسه يدل على حدث، أقول لك : رأيتُ اللعب، كلمة اللعب يأتي أمامك حدث ، اللعب ليست كزيد ليست حجرا، لأني عندما أقول : حجر، نهر، جبل ، هذه ذات، هذا شيء موجود عندك، لكن عندما أقول: الضرب هذا معنى، هذا حدث، هذا ما نسميه بالمصدر الصريح .
    المصدر الصريح هو أن آتي باسم من الفعل ، الضرب .
    انتبهوا : من يقرأ في التراث الإسلامي ستقابله مشاكل صغيرة من هذه، هل هي وَقُود أم وُقُود ؟ وَضُوء أم وُضُوء ؟ طَهُور أم طُهُور ؟ هذه خطوة متقدمة قليلا، نؤجلها في ما بعد، لكن نلفت النظر حتى إذا نظرتم في التفسير ورأيتم " والمفتوح هو الحدثُ وغير المفتوح هو الاسم " يعني هناك فرق، هل يا ترى الوَضوء هو الوُضوء، أوالوَقود هو الوُقود أو الطَهور هو الطُهور بالضم، أم أن هذا هوالحدث وهذا هو الشيء ذاته ؟ لن ندخل في هذا الآن .
    اسمه المصدر الصريح، الضرب، الإكرام، الإفهام، الاستغفار، كل هذا اسمه المصدر الصريح .
    اللغة العربية فيها نوع ثان من المصدر اسمه المصدر المؤول، مؤول ماذا تعني؟ مؤول أتت من آلَ ، آلَ يعني رجع ، آلَ الأمر إلى كذا يعني رجع، رجع إلى المصدر
    المصدر المؤول عبارة عن فعل وقبله حرف، إما قبله "أنْ" أو "ما " أو شيء آخر سنأتي له في وقته وهي أنّ المفتوحة ،لكن ما يهمنا الآن هو أنْ زائد الفعل .
    أنْ تنجح يسعدني، " أنْ تنجح" يعني نجاحك، فأن تنجح ترجع في النهاية إلى المصدر وهي كلمة نجاحك، في القرآن " وأنْ تصوموا خيرٌ لكم" عندما نأتي لإعراب خير نقول: خبر . طيب، أين المبتدأ ؟
    لابد أن نسأل هذا، انتبهو لابد وأن يأتي الخبر وإلا فالجملة ناقصة، عندما نقول خبرا نسأل أين المبتدأ، سنأتي أيضا للفعل والفاعل، لا شيء أبدا إلا وله صاحب، كله يترابط مع بعض، لذا عندما نقول ( وأنْ تصوموا خيرٌ لكم) خيرٌ مرفوعة، لماذا مرفوعة؟ لأنها خبر، أين المبتدأ؟ المبتدأ هو المصدر المؤول من أنْ والفعل، " أن تصوموا" أصلها صومكم خيرٌ لكم، في القرآن ( وأنْ تعفوا أقربُ للتقوى) أقربُ خبر مرفوعة، أين المبتدأ ؟ هي " أن تعفوا" عفوكم أقربُ للتقوى، هذا معنى " المبتدأ لا يكون إلاكلمة مفردة " لا يكون جملة ، إذا حصل وأن رأينا جملة هذه الجملة ليس معناها المبتدأ وإنما ما نسميه "الحكاية "، هذا لا يهمنا الآن كثيرا لكن قد تقابل أحدا، مثلا مثلما يقولون : لا حول ولاقوة إلا بالله خيرُ ما تقوله الألسنة، ما هو خير ما تقوله الألسنة؟ لا نقول هذه الجملة كلها، لا نقول : لا كذا وحول كذا والجملة كلها مبتدأ، هذه الكلمة هذا القول، لكن أصلا المبتدأ لا يكون إلا كلمة مفردة، لأننا عندما نأتي للخبر فالخبر قد يأتي جملة، أما المبتدأ فلا يكون جملة، المبتدأ لا يكون إلا كلمة مفردة، عظيمٌ جدا .
    أيضا المبتدأ الذي جئنا به لنحكم عليه، هل أنت تستطيع أن تحكم على شيء لا تعرفه ؟ نحن للأسف الشديد في حياتنا الآن نحكم على ما لا نعرف 
    مثل الذي يجلس يفتي طوال النهار، من قبل أن يسأله أحدٌ هو يفتي، دائما نقول للشباب : انتبهوا؛ سيدنا مالك يقول مرةً : " عهدناهم كان إذا سُئل الواحد منهم سؤالا فكأنما أغشي عليه" من الخوف، مصيبة كبيرة جدا، فنحن دائما نقول -لأن هذا جزء من ثقافتنا - لا نحكم على شيء إلا بعد أن نعرفه، لذلك المبتدأ لا يكون نكرة، يجب أن يكون معرفة، لا تقدر أن تقول : رجلٌ كريم أو رجلٌ حضر، الجملة خاطئة، هذه جملة غير مقبولة في اللغة العربية، لأن رجلٌ هذا نكرة، كيف نقول أنه رجل وحكمت عليه بأنه كريم ؟! هذه ليست جملة، إذن المبتدأ لا يكون إلا معرفة، ما معنى معرفة ؟ ما الفرق بين المعرفة والنكرة ؟ المعرفة طبعا ما يسمونه باللغات الأوربية definite وتعني محدد، أنا حددته، النكرة كلمة عامة شائعة تشيع على كل أفراد هذا الاسم، عندما نقول كلمة رجل، تطلق على كل رجل، طويل، قصير، سمين، عالم، جاهل، منافق، صادق، كاذب، سياسي، تاجر، هي " رجل"، إذا رسمت دائرة وقلت: هي " رجل" إذن كل نقطة في الدائرة تسمى رجلا، لكن إذا قلت محمد أو زيد فقد حددته لذا اسمه معرفة، فالمعرفة هذه تحديد، لكن المعرفة في اللغات - وفي العربية بالتحديد - ليست كلها نوع واحد، المعرفة طبقات، كما خلق الله الأشياء كلها درجات، ففي درجات في التعريف، أعرف المعارف بعد لفظ الجلالة هو الضمير، الضمير هو رقم واحد في التعريف، إذا جاء أحدٌ وطرق الباب وقال : أنا، فلابد أنه يعرف أننا نعرفه، أما إذا لم يكن يعرف فهو مخطئ، عندما نتكلم ونقول " هو" فلابد أنا نعرف من نقصد بهو، "هي من قالت " من هي هذه ؟ هناك اتفاق بيننا ، بدلا من أن نقول " زينب فعلت وزينب قالت " نقول: هي ، فهذا الضمير أعرف، أي رقم واحد في التعريف، بعده يجيء اسم العَلَم، العلم وهو الشخص محمد زيد فاطمة زينب أو اسم مكان أيضا اسكندرية علمٌ أيضا لأنه يطلق على شيء لذاته، انتبهوا لأن هذا مهم، 95 % من التعريف موجودة في الضمير ، ثم العلم 90% ، وبعده اسم الإشارة ، لأني إذا قلت كلمة : رجل ، تقول : من ؟ أقول: هذا، أي اسم الإشارة الذي حددته ، لما أشرت إليه فقد حددته، اسم الإشارة أقل منه؛ لماذا؟ لأنه يحتاج إلى جارحه حتى تشير، يحتاج واحدا يشير ، وواحد ينتبه، يجيء بعد هذا الاسم الموصول مثل الذي التي،معرفة أيضا ؟ نعم لكن أقل، لماذا ؟ لأنني لا أستطيع أن أقول: جاء الذي وأسكت، يحتاج وراءه جملة، نسميها جملة صلة، ويحتاج إلى ضمير عائد عليه، " جاء الذي خلقه كريم " ، " جاءت التي خلقها كريم" ، ثم يأتي بعده المعرف بأل، الرجل، واحدٌ يقول لي: الرجل هذه معرفة ؟ نعم .طبعا . أل هذه حرف التعريف، أل في اللغة العربية لها وظائف كثيرة، لها ثلاث وظائف، أهم وظيفة لها في التعريف تسمى تعريف العهد ما معنى تعريف العهد ؟ يعني أن هناك تعريف بينك وبين المتكلم و المخاطب على اسم معين، مثلا نحن جالسون في البيت وهناك مشكلة في الثلاجة وكلمت واحدا حتى يأتي يصلح الثلاجة، عندما طرق الباب الولد فتح الباب ، من يا بُنيّ؟ الرجل جاء ، طبعا الرجل يقصد الرجل الذي سيصلح الثلاجة، هناك عهد بين المتكلم وبين جميع الجالسين، بالضبط مثل مدرس اللغة العربية ومدرس الجغرافيا ومدرس العلوم يدخل على الطلبة ويقول : أخرجوا الكتاب، هناك عهد بين الطلاب وبين المدرس على الكتاب الذي سيخرجونه، فاسمها أل العهدية، ما معنى العهدية ؟ معناها أنه بين المتكلم و المخاطب عهدٌ على اسم .
    هناك أل أخرى اسمها أل الجنسية وهي قليلة جدا لا تُعرّف مثلما أقول : الأسد أشجع من الفأر ، أل هذه عائدة على جنس الأسد ، ( وخُلقَ الإنسانُ ضعيفا) الإنسان جنس الإنسان ، وهناك أل ثالثة أل الذكريّة، ما معنى الذكريّة ؟ يعني كل اسم ذكر قبل ذلك نكرة ، أقول : في مجتمعنا الآن عندنا أولاد وبنات، الأولاد كذا وكذا، مثل القرآن الكريم { مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري } [النور/35] بعدها أذكره بأل ، هذه الأل ما اسمها ؟ الذكرية وليست العهدية. لكن عندما نتكلم على التعريف نتكلم على أل العهدية .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:51 am

    إذن المبتدأ لا يكون نكرة إنما يكون معرفة، طيب، لا يصلح أن يكون نكرة نهائيا ؟ يصلح أن يكون نكرة بشرط ، ما هذا الشرط ؟ الشرط أن نخصصه قليلا، كيف نخصصه؟ بالوصف مثلا نقول : رجلٌ كريمٌ حضر ، كريم هذه حددته ، أو مثلا : رجل علمٍ حضر، لا رجل سياسية ولا رجل اقتصاد ، حددته قليلا خصصته قليلا ، أو أن تكون كلمة من كلمات العموم ؛ كلمة كل { كل له قانتون } [البقرة/116] ، مبتدأ من غير أل ، هي لفظة من ألفاظ العموم .
    أما الخبر فالأصل في الخبر أن يكون نكرة، زيدٌ كريم ، محمدٌ رسول، الأصل في الخبر أن يكون نكرة لكنه قد يكون معرفة، لو الخبر والمبتدأ الاثنان مثل بعضهما تكون مشكلة، أنا قلت أن هناك ضمير، علم، هذه الدرجات مهمة فيما بعد، المفروض أن يكون المبتدأ أعرف من الخبر، لكن لو تساويا الاثنان لا يصح أن أقدم الخبر أبدا، ممكن أقدم الخبر وهو نكرة ، زيد كريم وأقول : كريمٌ زيد ، وأعرب : كريم : خبر مقدم ،وزيد: مبتدأ مؤخر بهذا الشكل ، لكن لو تساويا فلابد أن يكون الأول هو المبتدأ، أضربُ مثالا سهلا لأوضح للناس، لو قلت كلمة : أخي صديقي ، أخي مضافة إلى ياء وصديقي مضافة إلى ياء ، أعرب فأقول : أخي مبتدأ وصديقي خبر ، لا أقدر أن أقدم، لو قلت : صديقي أخي، وهذه جملة أخرى، الجملة الأولى أنا حكمت على أخي بأنه صديقي، و في الجملة الثانية حكمت على صديقي بأنه قريب مني قربا يكاد يصل إلى أنه أخي، صديقي أخي حكمت على الصديق الذي ليس بيني وبينه صلة رحم على أنه كأنه أخي فعلا من الرحم ، فهذه جملة غير هذه الجملة، وهذا مهم جدا عندما تأتي فتقرأ بعد ذلك نصوصا كالقرآن الكريم ستجد أشياء مهم جدا أن تنتبه إليها وخاصة إذا كان المبتدأ وبجانبه خبر معرفة ، ساعات تجد المبتدأ لابد أن يكون معرفة والخبر تجد به أل، مشكلة كبيرة، لو قلت مثلا : زيدٌ المخلص، واحدٌ يقول : ليست جملة فالمخلص صفة لزيد، أقول : زيد الطويل يسألني: ماله ؟ ما الذي حصل له؟ أنا حتى أؤكد أن هذا هو الخبر آتي بضمير أقول: زيدٌ هو المخلص، بالمناسبة هذا الضمير يسمونه ضمير الفصل، الفصل لا يفصل بين المبتدأ والخبر،صحيح أنه أتي بين المبتدأ والخبر ، الفصل يفصل في كلمة المخلص، هي صفة أم خبر ؟ فهو فصل وقال: لا. هذه خبر، يفصل في لا يفصل بين، يفصل في الأمر، نجد في القرآن والسنة كلاما كثيرا بدون (هو) هذه، مثل أول سورة البقرة { ذلك الكتاب } [البقرة/2] ثم أقف، وأقول: (ذلك الكتاب لا ريب) وبعده (فيه هدى) أو ( ذلك الكتاب لاريب فيه) وبهده ( هدى )، لكني أريد أن أقف عند ( ذلك الكتاب) أوضح مثال عندما ذهبت امرأة تشكو للرسول عليه الصلاة والسلام ومعنى الكلام إذا جاء أخو زوجي واستأذن للدخول، فقال عليه الصلاة والسلام : الحمو الموت، بدون فصل، فلا (هو)، الشر الموجود ،والشيطان موجود ، عندما يقع الشر من أجنبي ممكن ، لكن عندما يقع من الأخ البيت بأكمله يدمر، الحمو الموت، إذا تصورنا أنه يقع من صديق فلا يتصور أن يدخل الأخ والزوج غائب،الحمو الموت، بدون (هو)، عندما نتأمل في القرآن الكريم نجد آيات كثيرة لم تأت بهو ثم بعدها يأتي بهو، (ذلك الفوز العظيم) مرة من عشرة يقول : ( ذلك هو الفوز العظيم) كل هذا يحتاج إلى تفسير.
    عندما نجد الجملة مبتدأ ثم الخبر معرفة فالخبر أصلا عندنا يكون مفردا بهذا الشكل وممكن يكون الخبر جملة، عندما نقول جملة تكون نوعان؛ جملة اسمية، جملة فعلية، لكن هذه الجملة لها شرط هذا الشرط أن يكون هناك رابط يربطها بالمبتدأ، انتبهوا نحن ما دمنا نتحدث عن اللغة فاللغة كلها ترابط لا شيء مفكوك أبدا،كله مترابط، نحن تكلمنا عن علاقات، عندما أقول : زيدٌ خلقه كريمٌ، الهاء هذه هي الرابط، لو قلت : فاطمة خلقها كريم ، ترابط، هناك روابط أخرى، قد يكون اسم الإشارة، زيد هذا البطل، ( ولباس التقوى ذلك خير) ذلك إشارة إلى لباس التقوى، اسم الإشارة قد يكون الرابط أوالضمير وقد يكون أل التعريفية لأن أل مثل الضمير وهذا موجود في الفرنسية يستخدمون أل التعريف مثل الضمير ---- (آخذُ الكتاب) و (آخذه) مثلما في اللغة العربية نقول: زيدٌ الخُلقُ كريم، أصلها زيدٌ خلقه، فأل هذه كأنها ضمير، كأنت تصف امرأة زوجها قالت : زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب، يعني زوجي مَسُّهُ، فلابد أن يكون هناك رابط يربط هذه الجملة بالمبتدأ، آخر شيء اليوم حتى لا أطيل عليكم .
    هل الخبر شبه جملة ؟ ما شبه الجملة ؟ يعني جار ومجرور أو ظرف، كأن تقول: زيدٌ في البيت، الأولاد في المدارس يعلمونهم زيد: مبتدأ، في البيت: جار ومجرور وشبه الجملة خبر، الأولاد يأتون للجامعة أو يدرسون في الكتب الأقوى قليلا يجد أن شبه الجملة هذا ليس خبرا، متعلق بمحذوف خبر، ما معنى متعلق بمحذوف؟ يعني أن هناك خبر لكنه غير ظاهر، ما الكلام الصحيح ؟ هل هناك خبر لكنه غير موجود ؟ قد يسمونها متعلق بخبر محذوف أو متعلق بمحذوف خبر، كيف نحسب هذا؟ نحن قلنا إن الخبر حكم نحكم به على المبتدأ، كلمة في البيت ليست حكما كلمة أمام البيت ليست حكما هذا مكان، إنما الأصل أن هناك خبر، عندما أقول : زيد في البيت أصل الكلام زيد موجود في البيت لكننا حذفناها، طيب سائل يسئل كيف عرفنا أننا حذفناها؟ أنتم تتخيلون، معه حق طبعا، نحن نقول له : هذا ليس خيالا بدليل أننا نحذف هذا الخبر عندما يدل على كلمة موجود فقط، نسميه في اللغة "إذا دلّ على كَون عام " كون عام يعني موجود، وهي في اللغات الأوربية is - verb to be -
    he is at home . في الفرنسية ---- وفي الألمانية كذلك .
    إذا لم يدل على كلمة موجود فلا بد للخبر أن يذكر، إذا أردت أن أقول زيد مريض في البيت تذكر مريض لا أقدر أن أحذفها، لو حذفتها لن أفهم أنه مريض، لو حذفتها سأفهم أنه موجود، لكن لو قلت : زيد مريض في البيت أو زيد مشغول في البيت أو زيد محبوس في البيت كل واحدة من هذه لها خبر، لكنه خبر يدل على هيئة خاصة على كون خاص ولذلك يذكر، مادام يذكر في مكان فهو في المكان الذي لم يذكر فيه موجود لكنه محذوف، محذوف لكثرة استخدامه، ونحن لا نيأس من أن نعلم الناس أن شبه الجملة هذا ليس هو الخبر وإنما الخبر محذوف، والتعلم يأتي شيئا فشيئا .
    والآن حتى نختم هذا الكلام، الجملة الاسمية التي تحدثنا عنها الآن هي جملة تدل على حكم ثابت في أغلب الأمر تتكون من اسم يُبدأ به على وجه الأصالة لكي نحكم عليه بحكم، حكمه النحوي أنه مرفوع، زيدٌ، محمدٌ، الزيدون، (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، المؤمنون مبتدأ، والخبر جملة مكون من مبتدأ ثان وخبر، بعضهم مبتدأ ثان، أولياء خبر المبتدأ الثان، والجملة خبر المبتدأ الأول، وبها ضمير رابط وهي الهاء في بعضهم، ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض) المنافقون مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، بعضهم مبتدأ ثان، من بعض شبه جملة متعلق بالخبر أي بعضهم موجودون من بعض، هذه الجملة خبر المبتدأ الأول، بهذا الشكل نجده شيئا سهلا جدا، المبتدأ مرفوع،الخبر مرفوع، لو كان الجبر جملة نقول : هذه الجملة في محل رفع خبر يعني لو حذفناها ووضعنا الخبر سنجده مرفوعا. مسائل في غاية البساطة، العلاقة بين المبتدأ والخبر علاقة كاملة، المبتدأ لا يستغني عن الخبر، والخبر لا يستغني عن المبتدأ، وهما متكاملان، هذا مرفوع وهذا مرفوع، لا ينبغي أن نسأل الآن ما العامل الذي رفع المبتدأ والخبر، سنجعلها في مرحلة متقدمة بعد ذلك، إنما هذه هي الجملة الاسمية وباختصار شديد هذه الجملة نسميها جملة اسمية عادية، ما معنى عادية؟ عادية أي كما هي الآن، لأن هذه الجملة سوف تتعرض بعد ذلك لأشياء تدخل عليها، وهي ما نسميه بالنواسخ، هذه سنسميها جملة اسمية منسوخة، وهذا إن شاء الله سيكون في لقاء المرة المقبلة إن شاء الله تعالى ، وأستغفر الله لي ولكم، السلام عليكم .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:53 am

    بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله تعالى ونستعينه ونستغفره ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى أصاحبه وبعد . فهذا الجزء الثاني من مجالس النحو والصرف والأساليب العربية .نواصل ما انتهينا إليه في المرة الماضية . تذكرون كما قلنا إن النحو- أي نحو ليس فقط النحو العربي- النحو هو العلم الذي يدرس الجملة . الجملة كلام إذا وقفنا عنده أدى لنا معنى كاملا، والجملة مكونة من كلمات والكلمة العربية اسم وفعل وحرف والكلمة إما معربة وإما مبنية والمعربة هي التى يتغير آخرها بتغير العوامل والمبنية هي التى لا يتغير أواخرها مهما يتغير عليها من عوامل . والإعراب كما قلنا إعراب إما رفع أو نصب أو جر أو جزم والجر خاص بالأسماء والجزم خاص بالأفعال وأما الرفع والنصب فمشترك بين الأسماء والأفعال وكل نوع من أنواع هذه الإعرابات له علامات كما قلنا علامات أصلية وعلامات فرعية وهذه العلامات إما ظاهرة وإما مقدرة، في المرة الماضية اخترنا سببا ما من أسباب تقدير العلامة وهو التعذر ثم الثقل ، تذكرون قلنا إن الكلمة التي تنتهي بألف تقدر عليها كل الحركات للتعذر ، ما التعذر يعني الاستحالة، يستحيل أن ننطق هذه الحركة مع الألف لأن الألف أصلا حركة ، حركة طويلة ، أما الياء والواو إذا انتهت الكلمة بياء أو بواو فتقدر عليها الضمة والكسرة ، أما الفتحة فتظهر لأن الفتحة خفيفة بطبيعتها لا بأس أن اليوم نذكر أيضا سببا آخر من أسباب تقدير الحركات، من الأشياء المهمة جدا الأسماء حين تضاف إلى ياء المتكلم أولا ما ياء المتكلم؟ كيف ننطق ياء المتكلم؟ ياء المتكلم هو الضمير الذي يدخل عليه أنا ، وهي حين تكون مضاف إليه هي فقط حرف حركة طويلة (إي) ياء المتكلم تنطق بهذا الشكل (إي) كلمة (إي) الياء الطويلة هذه لا يكون قبلها إلا كسرة يستحيل أن يكون قبلها لافتحة ولا ضمة ولا سكونا،فمثلا إذا قلت أنا كلمة كتاب وأتيت بها مرفوعة وقلت: هذا كتابٌ ، قرأتُ كتابًا ، قرأت في كتابٍ، لكن لو قلتُ هذا كتابي ، أضفت كتاب إلى ياء المتكلم، ياء المتكلم كما قلنا لا بد أن يكون قبلها كسرة، إذن كما يقول العلماء لا يناسبها إلا الكسرة، لا يأتي قبلها لا فتحة ولا ضمة ولا سكونا، في هذه الحالة أنا إذا قلت هذا كتابي ، كتابي خبر، والخبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة لأنه مفرد، أين الضمة ؟ نقول: مقدرة . ما الذي منع من ظهورها ؟ نقول: اشتغال المحل، ما معنى اشتغال المحل؟ ما المحل ؟ قلنا المحل هو الحرف الأخير من الكلمة، إذن كلمة كتاب، أين المحل ؟ هي الباء، الباء هذه مشغولة، مشغولة بماذا ؟ بحركة المناسبة، وما معنى حركة المناسبة ؟ هي الكسرة لأن ياء المتكلم لا يناسبها إلا الكسرة، هذا معنى حركة المناسبة، نريد التلخيص فقط .
    عندما نقول كتابي فهذا مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، جاء صديقي، جاء أخي، جاء أبي، كل هذا فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، كذلك قرأت كتابي ، مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهكذا حتى لو كان مجرورا ، إذا قلت مررت بكليتي ، بمدرستي ، فالباء حرف جر ونقول مدرستي مجرور بكسرة مقدرة رغم وجود الكسرة ، لأن هذه الكسرة موجودة قبل دخول الباء ، هي موجودة حين أضفت أنا مدرسة إلى ياء المتكلم . فانتبه إلى أن ياء المتكلم هذه يكون قبلها مكسورا إذا كان المضاف مفردا مثل كتاب أو جمع تكسير، كتبي، آبائي، (قل يا عبادي)، (إن عبادي) جمع تكسير، أو جمع مؤنث سالم أيضا (هؤلاء بناتي)، سيداتي سادتي ونحن نتكلم، كل هذا مضاف إلى ياء المتكلم، لكن لو كان مثنى، المشكلة هذه تضيع تماما، لماذا ؟ لأن الإضافة اختلفت، إذا كان عندي مثلا كلمة كتاب، أنا عندما أثنيها سأزيد ألفا ونونا تصير (كتابان) علامة الرفع هنا الألف ، قرأتُ كتابَيْن علامة النصب هنا الياء، قرأتُ في كتابَيْن علامة الجر هنا الياء عندما آتي للإضافة - أيُّ إضافة- لابد من حذف النون، أقول: كتابا النحو، كتابا الجغرافيا، فإذا أضفتُ إليّ أنا، نفس الموضوع، كتاباي مرفوع بالألف، قرأتُ كتابيَّ أصلها كتابين حذفت النون صارت كتابَيْ و ياء المتكلم هذه الياء تدغم في هذه تصير كتابَيَّ، مررتُ بصديقَيَّ أصلها بصديقين وعندما أضفت حذفت النون، ياء النصب أدغمت في ياء المتكلم، إذن الياء موجودة كما هي، في حالة المثنى تبقى الألف، دائما أقول للطلاب -يا إخواننا- نأتي بأمثلة حتى تكون المسألة واضحة، عندما أقول مثلا: حضرَ أخي وأقول له: ضع أخي بالمثنى، لماذا يرتبك؟ كلمة أخ ما مثناها؟ أخوان،أصلها أخوٌ، فعندما أقول أخوان، عندما آتي لأضيف إليها ياء المتكلم أحذف النون فقط، أجد أحيانا العجب، أو أبُ مثلا أبي، حضر أبي، عندما أريد تثنيتها، تكون أبوٌ أبواي، أصلها أبوان، كذلك جمع المذكر السالم- وهذا تكلمنا عنه في المرة الماضية- عندما قلنا: إن جمع المذكر السالم هو كل جمعٍ له مفرد مذكر عاقل يسلم مفرده تماما عند الجمع، عندما أتيت بجمع مذكر سالم مثلا ككلمة مدرسون، عندما أضيف أحذف النون، مثلا حضر مدرسو مادة اللغة العربية، حضر مدرسو الجغرافيا، مثلا، مدرسو المدرسة، لكن لو أردت إضافة هؤلاء المدرسين إلى نفسي أنا، فمن المفترض أنا تكون مدرسويْ، مدرسون أضيف إلى ياء المتكلم تصير مدرسوي، في اللغة العربية لا تقبل الواو الساكنة بعدها ياء، لكن هذه الواو تقلب ياء، تصير مدرسُي، صعبةٌ كذلك، ضمة بعدها ياء، لابد أن تكون مُدرسِيَّ، حضرَ مدرسيّ، كيف أعربها؟ مدرسي فاعل مرفوع بالواو لأنها موجودة لكنها قلبت إلى ياء وأدغمت في ياء المتكلم، ولذلك لما يتكلم الشخص : مشاهِديَّ الأعزاء، مستمِعِيَّ الكرام، ما معنى مستمعيّ؟ هذا نداء، أصلها قبل الإضافة مستمعون، يا مشاهدون، لو قلت: يا مستمعي البرنامج، يا مستمعي هذه الدروس، المنادى المضاف يُنصب، لكن لو أضيف مستمعي إلىّ أنا تصير: ما مستمعيي - يا مستمعيَّ، منادى منصوب بالياء، والياء موجودة، الياء لم تضع، لأنها مدغمة في ياء المتكلم، ننتبه لأن الناس تستعمل الأشياء من غير أن تعرف أصلها، وإذن نحن الآن نعرف -ببساطة شديدة جدا - أن الاسم المضاف إلى ياء المتكلم تقدر عليها الحركات كلها لكن بشرط، أن يكون هذا الاسم مفرد مذكر أو مؤنثا أو جمع تكسير أو جمع مؤنث سالما، أما إذا كان مثنى فهذا تظهر علامة الإعراب، في الرفع تظهر أخواي، أبواي، والداي، صديقاي، إلى آخره، في النصب والجر تدغم الياء في الياء، صديقيَّ، أخويَّ، وهكذا، هذا بالنسبة لتقدير الحركات، ننتبه أننا في كل مرة نبحث عن سبب، الحركات فيمعظمها ظاهرة، فلا تقدر إلا بسبب، عندما أقول: منع من ظهورها، انتبه لكلمة منع هذه فعل، يحتاج إلى فاعل، ما الذي منع من ظهورها؟ التعذر والتعذر هذا الفاعل، ننتبه عند نطقنا للكلام لأن هذا يدل على فهمنا للغة، منع من ظهورها التعذرُ،منعَ من ظهورها الثقلُ، منع من ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسبة، والمناسبة لأن الياء لا يناسبها إلا الكسر، ننتقل إلى موضوع ثان تكمله لما كنا فيه المرة الماضية.
    قلنا : إن الكلمة في العربية إما معربة وإما مبنية لا ثالث لها، وقلنا ببساطة شديدة استخلاص لكل اللغة العربية، الأصل في الإعراب الأسماء، الأسماء فقط هي التي تعرب، والحروف والافعال كلها تبنى، إذا حصل أن شيئا من الاثنين أعربا يُعرب فقط لأنه يشبه الأسماء، إنما الأصل فيما يعرب هو الأسماء، وهذا شيء عجيب جدا، اللغة العربية لها طبيعة خاصة تختلف عن الكثير من اللغات، كما قال قدمائنا عندما رصدوا: الاسم هو أقوى الأقسام الثلاثة، أقوى من الفعل وأقوى من الحرف، ولاحظوا أن اللغة العربية قد تنطق كلاما مفيدا مكونا من اسمين فقط، تقول: زيدٌ رجل، لكنك لا تستطيع أن تنطق بكلام مفيد من فعلين، أو من حرفين، أو من فعل وحرف، أو من حرف وفعل، فكأن الاسم هو الأصل، الأصل في الإفادة، لذلك هو مدار الكلام ومدار الإسناد ومدار المفعولية ومدار كل شيء، فالإعراب هو الذي يدل على المعاني، فاعلية أو مفعولية أو ظرفية أو حالية إلى آخره، لكن نحن نبحث لماذا بنيت بعض الأسماء؟ هذا ما سنعرفه، هناك بعض الأسماء تبنى، الأسماء في اللغة العربية كلها معربة إلا بعض أسماء قليلة، أول هذه الأسماء الضمائر .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:53 am

    سنتكلم عن الضمير - لا بأس- لأن هذا يحتاج إلى كلام، نحن في المرة الماضية عرضنا لنفس النقطة واحدة من الضمائر وهو ضمير الفصل، مع أن هذا من أصعب الأشياء فيها، لكن الحمد لله أظنها الآن مسألة واضحة، نتكلم قليلا عن أنواع الضمائر.

    الضمائر في كل لغات الدنيا العالمية، لا توجد لغة إلا وفيها ضمائر، في اللغات الأوربية سميت pronoun، كلمة pro تعني الوكيل عنه، فهي وكيل الاسم، نائب عن الاسم،أقول: prorector يعني وكيل الجامعة، نحن في العربية نسميها " ضمير" إما لأنها ضامرة، كلمات ضامرة، بها ضمور يعني ليست كبيرة، نجده حرفا واحدا صغيرا "تُ"، أو لأنها تُضمر كثيرا، أي لا تظهر، ممكن يكون سببا من أسباب تسميتها ضميرا، في المرة الماضية قلنا: الضمير رقم واحد في المعارف، يعني في درجات المعرفة هو رقم واحد، الضمير نوعان؛ إما ضمير حضور وإما ضمير غيبة ، الحاضر في اللغة هما اثنان لابد أن يكون فيهما متكلم وخاطب أو مستمع، فالمتكلم حاضر والمخاطب حاضر، أحيانا يقولون الضمير إما للمتكلم أو المخاطب أو الغائب، أفضل أن يكون إما ضمير حاضر أي حضور يدل على المتكلم والمخاطب، والغائب يدل على واحدٍ أو واحدة بعيدة، اسمه ضمير غائب، أي ليس موجودا في الجلسة، ليس موجودا في سياق الكلام، الضمير هذا نقسمه لأقسام، أول تقسيم فيه؛ الضمير المنفصل وعكسه الضمير المتصل، الضمير المنفصل نجده لا يُستخدم إلا في وظيفة واحده، وهو أنه ضمير رفع يقع مبتدأ، لايقع إلا هكذا، أنا، أنت، هو، هي، تقول: أنا مسلم، أنا خالد، أنا مدرس، أنت مدرس، أنت مهندس، وهكذا، وهي لا تكون إلا في محل رفع، "أنا" في محل رفع، "أنت" في محل رفع، هذا أصل استخدامها، ستأتي بعد هذا في استخدامات أخرى عند التوكيد، عمليات الفصل، لكن الأصل في الضمير المنفصل أن يكون في محل رفع إلا ضمير واحد، ضميرا من الضمائر المنفصلة يأتي في محل نصب، كل الضمائر المنفصلة تكون في محل رفع وفي موضع المبتدأ إلا ضميرا واحدا وهو الضمير " إيّا"، نحن نقول "إيا" فقط لأننا نلاحظ أنها تلحق به حروف، نقول: إياك، إياي، إياه، إيانا، نحن في الغالب نستخدم إياك مثل " إياك نعبد و إياك نستعين" ما " إياك"؟ كيف أتت ؟ كيف تكون؟ نحن نقول إنه الضمير الوحيد المنفصل الذي يأتي في محل نصب، من الناحية النحوية الضمير هو كلمة "إيا"، إنما الكاف ليست ضميرا، نحن نسميها حرف خطاب لأني أخاطب مذكرا، حرف يدل على المخاطب، أقول له: إياك، لو وجدتك تتكلم في موضوع أقول لك: إياي تقصد، فالياء هذه حرف تَكَلُّم، ليست ضميرا، يقول: لا. إياه أعني، إياكِ أعني يا جارة، فالكاف هذه سواء أكانت "كَ" أو "كِ" أو هاء أو نا، أو إياكم، أو إياكن، إياهم، كل هذه حروف وليست ضميرا، ما الدليل؟ هناك براهين كثيرة ، أولا هذا لو كان ضميرا، لو كانت الكاف ضميرا، لوقعت مضاف إليه لأن الكاف إذا كان قبلها اسم فهذا حكمها، لو وجدت أي اسم وبه كاف فهذه الكاف مضاف إليه والاسم مضاف، كتابك، ابنك، بيتك، بيته، أي ضمير بعد اسم مضافٌ إليه، فهذا لايمكن أن يكون الكاف مضاف إليه، لماذا؟ لأن " إيا" نفسها ضمير والضمير معرفة و المضاف لايكون معرفة، المضاف لا يكون إلا نكرة، لا أقدر أن أقول: الكتابك، أقول: كتابك، لابد أن يكون نكرة، فالضمير فقط "إيا"، إذن كيف نفهم الآية الكريمة " إياك نعبد" ؟ أصل الآية نعبدك، الأصل في اللغة ، فعل مضارع بعده فاعل ثم الكاف مفعول به، فربنا -سبحانه وتعالى- أراد أن نأتي بالكاف أولا، فلا يمكن أن تكون : ك نعبد،فالضمير نصب، وهذا الضمير إذا انفصل يكون اسمه " إيا"، نقول: إياك، ولو قلت : أزوره، إياه أزور، وهكذا، تزورني، إياي تزور، بهذا الشكل، كان الضمير موجودا في موقعه كمفعول به لكني حين قدمته وانفصل وأصبح كلمة " إيا" ، كيف نعربه؟ إيا ضمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدم، إياك نعبد، والكاف حرف خطاب، انتبه أن تقول: الكاف مضاف إليه. لا، الكاف ليس ضميرا هذا حرف خطاب، إياك نعبد أو إياه أو إياي، نقول" إياك": حرف خطاب، "إياي" : حرف تكلُّم ، "إياه" : حرف غيبة، بهذا الشكل، إذن فهذا هو الضمير المنفصل، الضمير المنفصل دائما في محل رفع ما عدا ضمير.
    أما الضمائر المتصلة إما تتصل باسم أو تتصل فعل، إذا اتصلت بفعل قد تكون في محل رفع، كتبتُ، رأيتُ، ضربتُ، التاء هذه ضمير منفصل في محل رفع فاعل، ضُرِبتُ التاء ضمير منفصل في محل رفع نائب فاعل، لكن ضربتك أصبحت الكاف ضميرا متصلا في محل نصب مفعول به، ضربته الهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، إذا اتصل باسم يكون مضاف إليه، كتابك، كتابي، كتابه، إذا اتصل بحر سيكون في محل جر، مررت بك الباء حرف جر والكاف ضمير متصل في محل جر، وهكذا .. لي، لك، عنك، إلى آخره .
    إذن التقسيم الأول بسيط جدا أن الضمير إما ضمير منفصل وإما ضمير متصل، والمنفصل دائما يقع في محل رفع ماعدا الضمر "إيا"، أما الضمير المنفصل فيقع في محل رفع، في محل نصب، في محل جر، هناك واحدٌ فيهم فيه مشكلة نتكلم عنه فيما بعد، هو ضمير نصب لكنه يجئ بعد كلمة هذه الكلمة لا يكون بعدها إلا مبتدأ، والمبتدأ مرفوع، مشكلة في الاستخدام اللغوي وهي الكاف الضمير الذي يأتي بعد (لولا) تقول: لولاك ما حضر زيد، لولا زيدٌ ما حضرتُ أنا، لولاه ما حضرت، أصلها "لولا زيدٌ" لأن لولا لابد أن يكون وراءها مبتدأ مرفوع ودائما خبرها في الأغلب يحذف إذا دل على كون عام، أصلها لولا زيدٌ موجودٌ، ماذا نفعل في هذه المشكلة " لولاك" ؟ المفروض أن يقول أيُّ واحد : هذه الكاف إما نصب وإما جر، لكن نحن نقول نتجاوز عن هذا الشكل ونقول: لولا حرف امتناع لوجود - كما سيأتي بعد ذلك - والكاف مبتدأ في محل رفع، هذا أفضل، لأنه يهمنا هنا الوظيفة، لأن الخبر محذوف، أي: لولاك موجودٌ ما حضر زيد، سيبويه الحقيقة لما قابل هذه الكلمة حاول أن يقول: لولا حرف جر، لكننا نظن أن الأفضل أن نبقي الجملة كما هي، كما سنجد أن بعض ضمائر النصب تأتي في موقع الرفع، هذا قليل لكنه موجود في اللغة، ولابد أن يكون عندنا مرونة التحليل، فنقول : لولاك لولا والكاف ضمير متصل في محل رفع مبتدأ .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:54 am

    نأتي بعد ذلك إلى تقسيم آخر، طبعا الناس تعرف أن الضمير عندما يكون أمامي موجودا في الكلام يسمى ضميرا بارزا، أو لا أجده فيسمونه "ضمير مستتر"، الضمير البارز كـ كتبتُ أنا نطقت التاء فهو بارز، أو أنا طالب فأنا ضمير بارز، لكن المشكلة في الضمير المستتر، هي ليست مشكلة لكن في نظام التعليم الأولاد يضطرون إلى أن يرددوا الكلام، نحن لا نريد ترديدا إطلاقا، نريد أن نسأل لماذا نقول هذا ولا نقول ذلك؟ فمثلا لما أقول: أتكلم العربية أو أكتب العربية أقرأ القرآن نقرأ القرآن، لو قلتُ : أقرأ ، أقرأ فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، كل فعل يحتاج إلى فاعل ، أين الفاعل؟ فأقول ضمير مستتر، لأن أصلها أقرأ أنا، لكن أنا في هذه الحالة مستتر وجوبا، هذا ما نريد أن نصل إليه،أقرأُ مستتر وجوبا، إذا قلتُ لك : اقرأْ، تقول : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، عظيم .
    عندما أقول : زيدٌ قرأَ وفاطمة قرأتْ ، نقول: زيدٌ مبتدأ وقرأ فعل ماض والفعل يحتاج إلى فاعل، أين هذا الفاعل ؟ أقول : ضمير مستتر جوازا تقديره هو، كذلك فاطمة قرأتْ والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي، متى يكون الاستتار وجوبا ومتى يكون الاستتار جوازا؟ سنقول ببساطة : الاستتار الجائز يكون مع الضمير الغائب " هو" أو " هي" زيدٌ قرأَ .
    لكن أقرأُ أو نقرأُ أو تقرأُ أو تقرأْ فهؤلاء الثلاثة إما متكلم أو متكلمين أو مخاطب، واسمه ضمير حاضر .
    إذا متى يستتر وجوبا ؟ إذا كان الفاعل أو نائب الفاعل ضمير حاضر، قد يسألك الولد أو أيُّ شخص يا أستاذ : اقرأْ أو نقرأُ تقولُ الفاعل غير موجود وتقول لي وجوبا، وزيدٌ قرأ الفاعل أيضا غير موجود وتقول لي جوازا، ما الفرق؟ هذا غيرموجود وهذا غيرموجود، لماذا قلت هنا وجوبا وقلت هنا جوازا ؟
    العلماء عندما رصدوا هذا الكلام رصدوه بعد دراسة وبعد تمعن وبعد تفكير وأدلة، هم لاحظوا الآتي :
    لو قلتُ : أقرأُ .. انتهى الموضوع، لا أستطيع إضافة اسم هنا أبدا، لأن كلمة "أقرأُ " لا تصلح إلا لأنا فقط، " نقرأُ" لا تصلح إلا لنحن فقط، "اقرأْ" لاتصلح إلا لأنت فقط، لكن " زيدٌ قرأ" هذه الجملة أقدرُ أن أغيرها بـ " قرأَ" أيضا، أقول : زيدٌ قرأَ أخوه، إذا الفاعل ظهر، الفاعل يمكن أن يظهر ومادام يمكن أن يظهر فاختفاؤه لم يكن واجبا، اختفاؤه كان جائزا، نريد إذن أن نفهم هذه النقطة حينما نقول إنه مستتر وجوبا نعلم أنه مستتر وجوبا لأنه ضمير حاضر ولأنه لايمكن أن يكون هناك فاعل آخر، أما حينما نقول : مستتر جوازا لابد أن يكون الضمير غائبا لأنه يمكن أن يظهر الفاعل ولذا قالوا : مستتر جوازا .
    نأتي بعد ذلك إلى ضمير الفصل ونحن تكلمنا فيه المرة الماضية، نحن قلنا إن ضمير الفصل يأتي حينما يكون الخبر معرفة مثل المبتدأ فيه ألف ولام، تكون مشكلة .. هل هو خبر أم صفة ؟ فيقوم هذا الضمير بالفصل في المسألة ويقول : لا . هو خبر .
    أنا ألاحظ بعض إخواننا - حتى الأئمة في المساجد - يقرأون بعض آيات القرآن فلا ينتبهوا إلى مثل هذا، مثلا أتذكرُ خطأ يحدث كثيرا يحدث في قراءة سورة المزمل، في آخر المزمل يقول : ( وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ ) [المزمل/20] كثيرٌ جدا من الناس يقرأ : ( تجدوه عند الله) ويقف - هي موجودة في البقرة لكن في البقرة شيء آخر - ثم يقول : (هو خيرًا وأعظم آجرا) هذا غير ممكن ! كيف يقول : هو وبعده منصوب ؟! لكن إذا انتبهنا سوف نجد ( تجدوه عند الله هو خيرا) أصل الكلام : تجدوه خيرا ، وسوف نعرف - إن شاء الله - الفعل وجد يأخذ مفعولين، فالهاء مفعول أول وخيرا مفعول ثان، وخيرا أفعل تفضيل، الكلمتان الوحيدتان اللتان لا يلزمهما المجيء على وزن أفعل هما خير وشر، ( خيرٌ وأحسن تأويلا) يعني : أخير ،وشرٌ يعني أشر، استخدمت بالصيغة العادية على أنها أفعل تفضيل، فأصلها:تجدوه خيرا، فخيرا أفعل تفضيل وهي المفعول الثاني لوجد وجاء ضمير الفصل ليقول هذا خبر وصار مفعولا، ننتبه لأن القرآن يحدث فيه هذا كثيرا، يقول أحدهم : طيب، كيف نعرب ضمير الفصل ؟ لو قلنا كما في المرة الماضية : زيدٌ هو المخلص، أصل الكلام ( زيد المخلص) لكن الناس عندما تسمعها تتردد، يا تُرى المخلص صفة لزيد أم خبر ؟ حتى نحسم المسألة نقول: " هو "، كيف نعرب؟ الإعراب الأفضل والأرجح أن نقول زيدٌ مبتدأ والمخلص خبر وهذا الضمير الوحيد الذي نقول فيه " لامحل له من الإعراب" انتبهوا قلنا : إن هناك أسماء مبنية، مبني لكن لابد أن يكون له محل لأن الاسم أصلا معرب فلما يُبنى لا يُخرجه عن كونه معربا، فنقول : في محل رفع في محل نصب، غير الحروف لامحل لها، لكن الاسم إما معرب إعرابا حقيقيا أو مبني لكن إذا كان مبنيا لابد أن يكون له محل، ما عدا ضمير الفصل، ضمير الفصل عند معظم لهجات القبائل العربية القديمة يسمونه ضمير فصل لا محل له من الإعراب، نقول: زيدٌ هو المخلص، لكن عند بني تميم يقولون : هو ضمير ، لايصح أن لايكون له محل من الإعراب، نقول : زيدٌ مبتدأ، هو مبتدأ ثان والمخلص خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر المبتدإ الأول، واحدٌ يقول: لا فرق هذا خبر مفرد وهذا جملة، تقول له : لا . هناك فرق ، كيف يكون الفرق ؟ إذا وضعت قبل هذه الجملة كلمة (كان) كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، أولا السؤال أين الخبر ؟ إذا كان الخبر (مخلص) فقط تُنصب لكن إذا كان الخبر جملة فلا تُنصب، أقول - إذا كان الخبر مخلص- " كان زيدٌ هو المخلصَ "، أما إذا كانت الجملة فأقول : كان زيد هوالمخلصُ حتى تكون جملة " هو المخلص"في محل نصب خبر كان، القراءات القرآنية في الأغلب وردت بالصيغة الأولى : { كنتَ أنتَ الرقيبَ } [المائدة/117] لا الرقيبُ، أنت ضمير فصل لا محل له من الإعراب والرقيب خبر كان، وهكذا، إذن هذا هو ضمير الفصل وننتبه لأن له أهمية كبيرة جدا في اللغة العربية، وأنا ألاحظ أمرين؛ النقطة الأولى : أناس كثيرون عند الكتابة يستخدمون هذا الضمير وهو خطأ لأن هذا الضمير لايستخدم إلا بشروطه، أن يكون عندي مبتدأ وخبرٌ معرفة، أجدهم - خاصة عند أهل العلم- يقولون : الفقه هو علم الفروع، هذا خطأ في اللغة، الفقه علم الفروع لماذا أقول"هو" ؟! ويقولوك مثلا : الجغرافيا عبارة عن ... ، لا، لماذا "عبارة" ؟! أقول الجغرافيا علم كذا وكذا، لا نستخدم (هو) و ( هي) دائما، إنما تحكمنا العربية، خاصة ونحن نقرأ القرآن ندرك أن هذه المسائل تستخدم بدقة.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:54 am

    آخر نوع من الضمير وهو ضمير الشأن، أنا أتعجب كيف أن هناك أناس في العربية وضعوا أيديهم على أمر كهذا، من الذي هداهم إلى أن هذا الضمير مختلف عن كل الضمائر.
    ما معنى ضمير الشأن ؟ أو يسمونه ضمير القصة أو الأمر أو الموضوع ، كيف نفهمه ؟
    أي ضمير لا بد أن يعود على أيّ شيء، كلمة "أنا" تعود علىّ أنا، "هو" عائدة مثلا على زيد أو أحمد أو إبراهيم أو الأسد أو الكتاب أو أيّ شيء، كلمة "هي" تعود على فاطمة أو زينب أو الإسكندرية أو القاهرة، ونحن وهم إلى آخره، هذه يسمونها في اللغات الأوربية ضمائر شخصية، لأن الضمير شخصي يعود على الشخص، أيا كان هذا الشخص : عاقل أو غير عاقل، يسمونها personal pronoun ضمائر شخصية، لكن عندهم ضمائر غير شخصية، هم يقولون : هناك ضمائر شخصية وهناك impersonal pronoun وتظهر جدا في الفرنسية، في اللغة العربية نفس القضية مثلا أنا إذا قلتُ : هو زيدٌ مخلص، (هو) لا تعود على زيد، هو أعني الموضوع، الموضوع أن زيدٌ مخلص، الأمر أن زيد مخلص، لذلك هذا الضمير لا يكون إلا في حالتين فقط لابد أن يكون مفردا مذكرا أو مؤنثا، أقدر أن أقول: هو زيدٌ مخلص أو هي زيدٌ مخلص، هي أعني الحكاية أو القصة أو المسألة، الغريب أن أولادنا يقولون مثلا: الحكاية كذا وكذا والرواية كذا، هي نفس الكلام يسمونه ضمير الحكاية، ضمير الرواية، ضمير القصة، ضمير الشأن، ضمير الأمر، أيضا لابد أن نعرف أنه يعطيني قضية كبيرة و خبره جملة مثل ماذا؟ أشهرها (قل هو الله أحد) لا أحد يتصور أنها عائدة على لفظ الجلالة، هو يعني الأمر، الجوهر، القضية الكبرى، الموضوع الأكبر " الله أحد"، هو ترجع فقط إلى الأمر، الموضوع، إذن هو مبتدأ نسميه ضمير شأن مبتدأ ولفظ الجلالة مبتدأ ثان وأحد خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر المبتدإ الأول، مثلا { فإنها لا تعمى الأبصار } [الحج/46] يعني المسألة إنها لا تعمى الأبصار، إنها لا تعود على الأبصار إطلاقا، لا يصبح لها معنى، لذلك هذا الضمير لايكون إلا مفردا { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } [يوسف/87] إن الأمر، إن الموضوع، إن القضية، فهذا اسمه ضمير الشأن، انتبهوا له جيدا لأننا سنحتاجه فيما بعد عندما نقرأ القرآن والأحاديث سنجد الكثير من النصوص ضمير الشأن هو ما يحل لنا القضية لأنه أحيانا يكون مستترا، مثلا : { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } [الجن/3] أنه يعني أن الأمر تعالى جدُّ ربنا، { فاعلم أنه لا إله إلا الله } [محمد/19] أي فاعلم أن الأمر، أن الموضوع، القرآن حافل بهذا، لذا لابد أن نعرف ضمير الشأن ، ضمير الشأن في اللغات الأوربية يسمى ضمير غير شخصي موجود في الكثير من اللغات ويُلخص أحيانا جملة بأكملها .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:54 am

    إذن اليوم نقدر أن نقول إننا أخذنا الاسم الأول من الأسماء المبنية وهي الضمائر، نحن قلنا إن الضمائر إما منفصلة وإما متصلة، والمنفصلة في معظمها في محل رفع ماعدا الضمير (إيا) في محل نصب، المتصلة تقع نصب ورفع وجر .
    بارز ومستتر والمستتر إما وجبا وإما جوازا، وجوبا مع الحاضر وجوازا مع الغائب وبينا السبب، ثم ضمير الفصل، ثم ضمير الشأن .
    بقي ضمير أو حرف وهو الكاف ونجده في الكثير من الأشياء يستخدم حرفا ولا تُستخدم ضميرا كما رأينا في ( إياك) وسنراها بعد ذلك في أسماء الإشارة، لكن هناك مسألة سنأخذها لأن أناسا سألوني فيها وأخشى أن أنساها، في القرآن الكريم وفي اللغة العربية نجد تركيبة معينة وهي مع الفعل رأى ومع التاء يقول : أرأيتك أو أرأيتكم تعبيرٌ عجيبٌ جدا لابد أن نفهم هذه المسألة جيدا، نفهم أن هذه تسمى مسبوكة لغوية سُبكت بهذا الشكل لأن هذه مثل العملة التي تُضرب لا تتغير، لابد أن يكون الفعل رأى على هيئة الماضي ومعه التاء المفتوحة ومعه والكاف أو (كم) أو ( كِ)، أرأيتكِ أرأيتكَ أرأيتكم، التي وردت في القرآن " أرأيتكم" و " أرأيتك" ما معناها ؟ هذا الكلام يسبقه همزة حرف استفهام، ونحن نعرف أن الاستفهام طلب، فهي إنشائية و تنتهي بالكاف ( رأى ثم التاء ثم الكاف) نعرف بعد ذلك أن هذا التركيب في الأغلب يأتي بهذا الشكل أرأيتك أو أرأيتكم وبعده جملة استفهام { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون } [الأنعام/47] فتجد كلمة (هل يُهلك) هذا هوالمقصود، هذا التعبير في اللغة العربية ليس استفهام (أرأيتك) أو ( أرأيتكم) ليس استفهام، لكن هذا له معنى واحدٌ في اللغة العربية وهو (أخبرني) كأنه فعل أمر (أخبرني) (أخبرنا)، فلا يحلل أن الهمزة حرف استفهام ورأى فعل ماض والتاء فاعل والكاف مفعول به، لا.. الكاف حرف خطاب وليس مفعولا به وإنما هذا التعبير مسبوكة لغوية ندركها بالاستخدام ومعناها جملة (أخبرني) .
    نترك هذا الآن .. ننتبه إلى أننا نتحدث عن أسس اللغة العربية وأهمها ما قلناه وهو أن الإعراب له عوامل، وأن الإعراب ظاهر ومقدر والأصل في الإعراب الأسماء والأصل في البناء هو الأفعال .. هذه الأسس الكبرى للنحو كله .
    المرة الماضية كنا قد بدأنا في الجملة، ودخلنا في الجملة الاسمية التي أسميناها العادية وقلنا: إن الجملة الاسمية هي التي تبدأ باسم على وجه الأصالة كي نحكم عليه بحكم وهذا الحكم هو الخبر، وأن المبتدأ لابد أن يكون اسما مفردا أو مصدرا مؤولاو لا يكون جملة، أما الخبر فيكون مفردا ويكون جملة وأما أنه شبه جملة فهذا موجودٌ في الكتب لكن في الواقع شبه الجملة ليس خبرا وإنما متعلق بخبر محذوف، وتكلمنا عن الأخبار وغير ذلك كيف تكون .
    الآن ندخل على الجملة الاسمية التي نسميها العادية بشيء آخر نسميه النواسخ، طبعا النواسخ كلمة أو مصطلح يأتي من الفكر الإسلامي لأن النسخ أصلا في الفقه هو تغير حكم شرعي بحكم شرعي آخر، في القرآن { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير } [البقرة/106] فالنسخ هو التغيير، إذن كلمة ناسخ ما معناها ؟ مُغَيِّرة، ما معنى مغيرة ؟ أي غيّرت حكما بحكم، كان عندي حكم لكنني غيّرته بحكم ثان، الجماعة النحويون عندما رأوا مثلا: زيدٌ مخلصٌ، زيدٌ له حكم وهو الرفع لو دخل عليه "كان" ، كان زيدٌ مخلصًا إذن كان عندي حكم الرفع فأصبح حكم النصب، ما الذي أتى بحكم النصب ؟ قالوا : "كان " إذن كان هذه ناسخة لأنها نسخت حكم الخبر، كذلك عندما أقول : إن زيدا مخلصٌ فإن نسخت حكم المبتدأوهكذا . فالنواسخ سميت نواسخ قياسا على الحكم الإسلامي من النسخ أي التغيير تغير حكم بحكم، هذه النواسخ - كما نعلم- نوعان ؛ إما نواسخ فعلية أو نواسخ حرفية . النواسخ الفعلية معروفة وهي كان وأخواتها وكاد وأخواتها وظن لكن ظنّ سنجعلها في الآخر.
    نبدأ بـ(كان) المشهورة لأنني حزين جدا حقيقةً من البرامج التعليمية عن (كان)، كيف ؟ حزينٌ مما يُدرَّس فيها وسأقول السبب، أولا نحن نقول عن (كان) إنه فعل ماض ناقص، أفعال ناقصة، ماذا تعني كلمة ناقص ؟ كلما سألتُ ولدا "لماذا ناقص؟ " يقول لي : لأنه لا فاعل له، طيب .. لماذا لا فاعل له ؟! يقول : لأنه ناقص ! .. يفعل شيئا اسمه الدَّور ! لابد أن نفهم معنى كلمة ناقص .
    ماذا نعنى أن هذه أفعال ناقصة، نحن في المجلس الأول قلنا : إن الفعل مادل على حدث مقترن بزمن، إذن فيه الأمران ؛ الحدث والزمن، إذا قلت كلمة : ضَرَبَ، بمجرد أن أنطق كلمة ضَرَبَ تأتي لشاشة المخ حدث الضرب، لو قلت "أكل" أشعر أن يدا تذهب للفم .. حدث، كَتَبَ .. حدث، لَعِبَ .. حدث، لكن معها زمن .
    الفعل الناقص كلمة (كان) لا تدل على حدث قلنا إن الفعل له شيئان لو أتيت بشيء إذن هي ناقصة، وينقصه الحدث وهذا المهم لأن الفعل لابد له من فاعل لأنه حدث ولا يوجد حدث بدون مُحدِث، لذلك نقول إنه فعل ناقص لأنه لا حدث له، أنا عندما أقول " كان زيدٌ يلعب " الحدث في يلعب لا في كان، " كان زيدٌ نائما" الحدث في نام لا في كان، " كان زيدٌ مريضا" الحدث في مَرِضَ لا في كان، إذن كان فعل ناقص، ما معنى ناقصة؟ يعني لا تدل على حدث .
    ما الذي يحزنني في ( كان وأخواتها) ؟ كان وأخواتها حوالي ثلاثة عشر فعلا تقريبا،
    نبهني أحدُ القدماء قال : "كان وليس وما بينهما"، لم يقل غير هذه الجملة، نحاول أن نفهمها، لو وضعنا (كان) في طرف و ( ليس) في طرف فما بينهما هم (أخوات كان)، (كان) إثبات وجود الخبر للاسم و(ليس) نفي الخبر عن الاسم، إذن هذا إثبات الخبروهذا نفي الخبر، نننتبه لـ ( ليس)، لماذا ؟ لأنها عكس كان، الجماعة القدماء عندما أتوا عند (ليس) قالوا : هذه ليس أصلها (ليس)، أصلها ( لا أيس) والأيس أي الوجود، فـ(كان) أصلها هو الوجود، و( لا أيس) أي لا وجود، والأيس موجود في اللغات الأخرى وهو is و ist، (كان) لإثبات الخبر و( ليس) لنفي الخبر، و ( ما بينهما)، ما معنى (وما بينهما) كيف نعدهم ؟ (كان) لإثبات الخبر على مطلق الزمن الماضي وقد تُستخدم للحاضر والمستقبل بسبب المنطق " وكان الله غفورا رحيما " [النساء/96] إلى آخره، نجد أن بقية الأفعال هي إثبات الخبر للاسم في وقت من أوقات اليوم، نبدأها بالصبح، وقت الصبح (أصبح)، عندما نأتي للساعة العاشرة تصير ( أضحى) عندما نأتي لوقت الظهر، سنة النوم، القيلولة، أين سيقيل ؟ في مكان به ظِلٌّ، تحت الشجرة، إذن هي ( ظَلَّ)، يأتي المغرب (أمسى)، يأتي الليل (بات)، هذه الأفعال لابد أن نعرفها بالترتيب، ( كان) للإثبات في الزمن المطلق والباقي كله لإثبات الخبر في زمن محدد من اليوم.
    في وقت الصبح - أصبح.
    وقت الضحى - أضحى.
    وقت الظهيرة - ظلّ.
    وقت المغرب - أمسى.
    وقت الليل - بات .
    عند التحوّل -صار .
    الباقي بمعنى الاستمرار وهم أربعة أفعال تبدأ بنفي، حرف نفي، لابد أن يكون بها ( ما)، كلمة زال لو قلتُ : زال فقد مشي،لكن لو قلت : مازال يعني قعد .
    لو قلتُ : بَرِحَ، يعني مشى لو قلتُ : ما برح يعني قعد، كذلك فتئ يعني مشى، لو قلت : ما فتئ يعني جلس، وهكذا انفك، ما انفك يعني بَقِيَ . هذه الأربعة أفعال تدل على الاستمرار، تبدأ بحرف نفي وهو ( ما)، مازال، مابرح، ما انفك، ما فتئ، وفعلٌ واحد به ( ما) لكن ما هذه ليست نافية إنما هي (ما) التي نسميها( ما المصدرية الوقتية) تدل على الوقت هي ( مادام) ما ليست نافية، تعني : مدة دوام، تدل الوقت والمصدر، {ما دمت حيا } [مريم/31] أي مدة دوامي حيا .
    لماذا أنا حزين من هذا ؟ لأننا ندرّس أولادنا الصغار نقول لهم هذه الأفعال كلها، نحن عملنا إحصائية في اللغة فيما كان يستخدم زمان وما يستخدم الآن أيضا، وجدنا المستخدم من (كان وأخواتها) قليل جدا، من الذي يستخدم الآن ( أضحى)؟ لا أحد، من الذي يستخدم ( بات)؟ من الذي يستخدم ( ما فتئ) و( ما انفك) و ( ما برح) ؟ في واقع الأمر عملنا إحصائية آخرها كانت في الموطأ مالك، وجدنا المستخدم من كان وأخواتها، كان وأصبح وصار وليس وما زال، في الأغلب، أقول لإخواننا الذين يضعون المقررات التعليمية لأولادنا : إن هناك فرقا بين النحو الذي أقدمه للناس في التعليم غير النحو الموجود في الكتب العلمية، الموجود في الكتب العلمية لا نترك شيئا إلا ولابد أن نذكره لأننا نتعرض لنصوص قديمة، لكن عندما نأتي لتعليم اللغة، التعليم بطبيعته لابد أن يكون انتقائيا، ننتقي ما يُستعمل، أما الذي لايستعمل يكون فقط للمختصين جدا، لا آتي لتلميذ في الرابع الابتدائي وأقول له : ما انفك، وعلى ذلك ينقلب هذا إلى سخرية، سخرية باللغة، وتفقد اللغة أشياءكثيرة، ومن هنا نقول وننتبه أننا نركز لأولادنا فقط على ما هو مستعمل .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:55 am

    نرجع الآن لـ (كان) الناقصة، عندما نقول كان وأخواتها فـ (كان) هي الأخت الكبرى، هذه تسمية حديثة، عند القدماء نجد دئما أن كل باب تجد فيه كلمة هي الأصل يسمونها (أم الباب)، فـ (كان) أم الباب، و(إنّ) أم الباب أيضا، الهمزة أمُّ الاستفهام، (إنْ) أم الشرط، وطبعا هناك معايير لهذا.
    لمَ (كان) هي الأم إذن ؟
    أولا : (كان) قد تستخدم تامة وقد تستخدم ناقصة، ناقصة قلنا لا حدث لها، لكن إذا استخدمت تامة فمعناها حَصَلَ، وهذه لا مبتدأ لها ولا خبر، يكون لها فاعل، نقول : اشتدت الريح وتلبدت السماء بالغيوم و كذاوكذا .. فكان المطر، أي فحصل المطرُ، { وإن كان ذو عسرة} [البقرة/280] أي إذا وُجد ذو عسرة، لابد أن نراعي أن كان يمعنى حصل، لما نقول: تجمعت المقاومة، واتفقت كلمتها، فكان النصرُ . اختلف الناس وتشعبت بهم السبل فكانت الهزيمة. أي حدث ، كلمة (أصبح) تأتي تامة أيضا ومعناها ( الدخول في وقت الصبح) سنعرف فيما بعد أن هذه الهمزة تدل على الدخول في، أقولُ : أبحر أي دخل في البحر. أصبح أي دخل في وقت الصبح، فتقول : ظلّ يدرس حتى أصبح أي حتى دخل وقت الصبح، لكن لو قلت : أصبح مهموما، أصبح مجرد زمن ومهموما هي الحدث فهي خبره .
    إذن هذه الأفعال معظمها يصلح أن يكون تاما و يصلح أن يكون ناقصا، الخلاف في كلمة (كان) بالذات تستخدم في كل التقلبات يعني وهي في الفعل الماضي، والمضارع، والأمر، والمصدر، واسم الفاعل، وكل شيء .
    مثلا تقول : كان زيدٌ مخلصا، أحبُّ أن تكون مخلصا، كنْ مستعدا، سررتُ لكونه مخلصا، كائنا من كان، كائن اسم فاعل، هذا الفعل يعمل في كل أحواله.
    كان : فعل ماض ناقص . يكون : فعل مضارع ناقص . كنْ : فعل أمر ناقص . وهكذا .
    أيضا : كلمة (كان) تظل تعمل حتى لو اختفت، قد تختفي بشروط، كان تُحذف كثيرا بعد ( إنْ) و ( لو) الشرطية، أقولُ مثلا : ما تعمل تجز به، إنْ خيرا فخير، وإنْ شرا فشر . إن خيرا، لماذا نصبت خيرا ؟ إذن : إن كان عملك خيرا فجزاؤك خير وإن كان عملك شرا فجزاؤك شر . ورد في الحديث الشريف : " التمس ولو خاتما من حديد " ولو كان الملتمسُ خاتما من حديد، إذن خاتما خبر لكان المحذوفة، ننتبه لأننا سنجد هذا في القرآن قد نجد خبر كان وكان ليست موجودة .
    الشيء الثاني : الفعل كان في المضارع وهو ( يكون) عندما تقول : أحبُّ أن تكون مجتهدا، لم يكن زيدٌ مجتهدا، لم حرف حزم، يكن فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، يكثر في يكن حذف النون فنقول : لم يكُ { ولم أك بغيا } [مريم/20]، هذه النون التي حذفت ليست نون الرفع، هذه نون من أصل (كان)، في هذه الحالة "لم أكُ" نقول : أكُ فعل مضارع مجزوم بالسكون أيضا لكن على النون المحذوفة، هذه لها شروط منها ألا يكون بعدها ضمير الهاء فلا أقول : لم يكه، بل أقول : لم يكنه، لابد أن أذكر النون .
    يهمني أكثر أمران : الأول لو كان عندي ( كان) منفية أو (ليس)، طبعا ما ينطبق على المبتدأ والخبر ينطبق على ( كان وأخواتها) المبتدأ اسم مفرد لايمكن أن يكون جملة والخبر قد يكون مفردا أو جملة أو شبه جملة متعلق بالخبر المحذوف، كان زيدٌ كريمًا خبر مفرد، كان زيدٌ خلقه كريمٌ، جملة " خلقه كريمٌ" في محل نصب خبر كان، كان زيدٌ يلعب جملة " يلعب في محل نصب خبر كان، الفعل كان وأخواته -ماعدا ليس - قوي، ما معنى قوي ؟ أعني قد نقدّم الخبر على الاسم . ننتبه لأننا عندما نأتي لـ ( إنّ) لا يمكنني ذلك . فإذا قلتَ: كان زيدٌ مخلصًا، بإمكانك أن تقول : كان مخلصًا زيد . كذلك في كل أخواتها، { ليس البرَّ أن تولوا } [البقرة/177] هناك فتحة، وعندنا { وليس البرُّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها } [البقرة/189] ليس البرَّ : خبر ليس مقدم، أين اسمه؟ لابد أن ننتبه مادمت قد أتيت بـ(ليس) لابد أن يأتي بعدها جملة بها مبتدأ وخبر، البرَّ خبر مقدم لأنه منصوب، عليَّ أن أبحث عن اسم ليس، بأن تولوا المصدر المؤول، ليس البرَّ توليتكم، أما إذا قلتَ : ليس البرُّ لا يمكن أبدا أن تكون (أن تأتوا) اسم ليس لأن بها "الباء" حرف جر ولا يمكن أن يكون عندي شبه جملة مبتدأ، هذا مستحيل، فإذن: ليس البرُّ بعمل كذا، متعلق بمحذوف خبر لليس، نستطيع أن نرى أن عندنا حرية الحركة ما بين المبتدإ والخبر .
    الشيء الثاني : ليس وكان عندما يكونان منفيين، (ليس) تدل على النفي، يكثر في العربية أن نأتي في الخبر بالباء { لست عليهم بمصيطر } [الغاشية/22] { أليس الله بكاف عبده } [الزمر/36] سوف نجد كثيرا أن الباء تأتي في خبر النفي، ماذا نفعل الآن ؟ كنا سنذكرها في العلامات المقدرة لا الظاهرة، أصل الكلام : لستَ مصيطرًا، أليس كافيا، خبر منصوب، الباء حرف جر زائد، ما معنى زائد ؟ زائد مصطلح لا تتصور أننا يمكنا إخراجه، لا شيء في الدنيا يُقال إلا وله فائدة ،أي زيادة في المبني لابد أن تكون زيادة في المعنى، فعندما نقول : لستَ عليهم بمصيطر الباء حرف جر زائد ومصيطر خبر ليس،خبر ليس من المفترض أن يكون منصوبا ويكون منصوبا بفتحة ما دام أنه مفرد، أين الفتحة ؟ مقدرة،ما الذي منع من ظهورها ؟ اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، لأن حرف الجر هذا لابد أن يطلب كسرة، فأعطينا له الكسرة على الراء، جائت (ليس) لتنصب الراء فقالت : أنا آسفة ! أنا مشغولة ! لهذا نسميها " اشتغال المحل" المحل هو آخر الحرف . نأتي بعد ذلك للام التي تستخدم بعد (كان) "ما كان لكذا " هذه الام التي تأتي بعد كان يسمونها لام الجحد، لأنها تزيد النفي، لكنها لام حرف جر عاديّ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:55 am

    إذن نرجع فنقول : إن هذه الأفعال الناسخة إنها أفعال تثبت الخبر للاسم إما في الوقت المطلق مثل (كان) أوفي وقت محدد من اليوم مثل (باقي أخوتها عدا ليس) التي تنفي كل هذا، أما الأفعال التي بها النفي وهي ( ما زال، ما برح، ما فتئ، ما انفك) فهي أيضا خبرها يدل على الثبوت هنا ( ما دام ) يعني ظلّ، هنا ليس نفيا، ما زال زيدٌ حيا، يعني هو حي، أثبت له الحياة، ما زال زيدٌ عاملا في مكتبه، ما زال زيدٌ يمارس كذا، كذلك ( ما فتئ، ما برح، ما انفك).
    أما ( ما دام) كما اتفقنا فهي تدل على المدة، انتبه لأن (ما) تقابلنا كثيرا بعد ذلك في القرآن هي (ما) الوقتية المصدرية {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} [التوبة/7] يعني : استقيموا لهم مدة اسقامتهم لكم، قد يختلط على بعض الناس الذين لم يضعوا أيديهم في النحو فيقولوا : ما نافية، وهذا ما نقوله في بداية الكلام : يا إخواننا ليس عيبا أن نعرف نوع الكلمة : إما اسم، أو فعل، أو حرف، حتى نحدد فقد تكون (ما) اسما وقد تكون حرفا. (ما) التعجبية اسم، ( ما) في الاستفهام اسم، ( ما) في الشرط اسم، لكن عندما نأتي للنفي تكون حرفا نأتي في الوقتية تكون حرفا في المصدرية حرف. فننتبه لمثل هذه الأمور .
    يبقى بعد ذلك، كان وأخواتها هي الأصل في النواسخ قد نضيف لها ما نسمية أفعال المقاربة، والشروع، والرجاء، هذه أيضا أفعال ناسخة لأن الآخر كله حروف، وإن كان من الأفضل ما دمنا تكلمنا عن (كان وأخواتها) وقلنا : إن (كان) للإثبات التام وعكسها (ليس)، العرب لاحظوا أن هناك حروفا تأتي بمعنى (ليس)، وهذه مشكلة لأن النحاة أصروا على أنها فعل، كيف تكون فعلا يا إخواننا وليس عندنا منها مضارع ولا أمر ولا نستطيع أن نأتي بالمصدر منها ولا اسم فاعل ولا أي شيء أبدا !
    أناس قالوا : إنها حروف، وانتهينا.
    أمّا الآخرون فهم كعلماء الكيمياء، كيف؟
    الآن عندما يختلط عليك موضوع، وتضع عليه كذا حتى تعرف إذا كان حامضا أم قلويا، عندك طريقة مقياس تقيس بها المواد.
    هم قالوا في البداية: نحن إذا احتلفنا في كلمة، ماذا نفعل؟ قالوا: نحن عندنا أيضا أصباغ نضعها تبيّن لي.ما الأصباغ؟
    قالوا مثلا: حتى أعرف إذا كانت هذه الكلمة اسما لا فعلا، هذا الاسم لابد أن يقبل (أل)، إذا لم يقبل (أل) فلا يكون اسما.
    أن يُنادى مثلا (ياولد)، لا تقول: (يا ضرب) وهكذا .. فهم وضعوا مجموعة مقايس.
    وعندما أتوا للفعل وضعوا مقايس كثيرة، لكن المقياس الوحيد الذي أقنعهم، قالوا: إذا قَبلَ تاء التأنيث المفتوحة. كتبَ فتكون كتبتْ.
    وبالمناسبة لأني وجدت كلمة يخطئ فيها أناس كبار أسميها (شائعات علمية) لأنها تختلط على الناس، أجده يقول: (وبدأت هذه الأفكار تترى في موضوع كذا وكذا، وتترى القضايا واحدا بعد الأخرى) وهو مُصرّ على أن (تترى) فعل مضارع، طبعا أيّ واحد سيقول هذا،والواقع أن كلمة (تترى) ليست فعلا على الإطلاق، إنما تترى هذه صفة، وليست أساسا بالتاء، التاء هذه مقلوبة عن شيء آخر، فأصلها (وَتْرى) أي تتابع، ثم قلبت الواو إلى تاء، فصارت تترى، وهذا كثير أن تقلب الواو إلى تاء، مثل (تجاه) أصلها(وجاه) يعني: إلى وجه، نحن طبعا ننتبه لهذا.
    عندما أتينا لـ(ليس) كنا نقول: وجدوا كلمة (ليس) قبلت تاء التأنيث إذا فهي فعل، مع أنه كما قلت لكم: لا مضارع منها ولا أمر ولا مصدر ولا اسم فاعل ولا أيّ شيء أبدا. لما أتوا في اللغة وجدنا حروفا وتؤدي نفس وظيفة (ليس) كانت تنفي ونصب الخبر أيضا. هذه الحروف يهمني منها الحرف الرئيسي وهو (ما)، يسمونها الحروف العاملة عمل ليس، هي في الواقع تدل على وظيفة ليس وتنصب الخبر أيضا. (ما) هذه تكثر في القرآن الكريم، وهي الأكثر استخداما، هذه الـ(ما) هي حرف نفي، وتدخل على الجملة الاسمية أيضا، من الذي كان ينصب بها؟ قبائل معيّنة وهم أهل الحجاز، أهل الحجاز كانوا ينصبون بـ(ما).
    تقول:ما زيدٌ مخلصًا، أي ليس زيد مخلصا، أما بنو تميم فكانوا لا ينصبون؛ فيكون اسمها(مُهْمَلة) ليست عاملة، يقولون: مازيدٌ مخلصٌ.
    فمثلا حتى تتضح المسائل أمام شبابنا عندنا قضية الظهار في قدسمع، الرسول عليه الصلاة والسلام أتت له امرأة، كان هذا الأمر - الظِّهار- في الجاهلية، إذا غضب الرجل من امرأته يظاهرها، يقول لها: أنتِ عليَّ حرامٌ حرمة ظهر أمي عليّ، فلم يعد هناك أمل، فجاء الإسلام ولم يكن هناك شيء في هذا الأمر،والرجل مسلم والمرأة مسلمة وقال لامرأته هذه الكلمة، فذهب للرسول عليه الصلاة والسلام وهي تحاوره وهذا من عظمة الإسلام، قالت له: زوجي ظاهرني، لم تتخيّل كيف أن بيتا يبنى بهذا الشكل ثم يهدم بهذه البساطة،وقالت له/ عندي أطفال، إن تركتهم ضاعوا، وإن أخدتهم جاعوا، فما كان إلا أن جاءه الوحي، فلما جاء الوحي {الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتِهم} [المجادلة/2] إذا (ما) هنا نافية، (هن) اسم ما، (أمهاتِ) خبر ما منصوب بالكسرة؛ لأنه جمع مؤنث سالم.
    يغلب في (ما) أن يأتي حرف الجر الباء {وما ربك بظلام للعبيد} [فصلت/46]، {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} [يوسف/17] . كثير جدا.
    الجماعة النحويون اختلفوا في هذه المسألة، يا ترى هذه حجازية أم تميمية؟ نحن لا دليل عندنا.
    فقد يقول أناس: هذه (ما) حجازية، وتكون ( ربك) اسم ما، والباء حرف جر زائد، و(ظلام) خبر ما منصوب.
    ويقول آخرون: تميمية، (ربك) مبتدأ، والباء حرف جر زائد، و(ظلام) خبر مرفوع بضمة مقدرة.
    لكن النحاة الأرجح عندهم أنها حجازية؛ لأنهم كانوا يتتبعون اللغة قالوا: إن هذه الباء هي طور عن ما الحجازية، أو هي عن لغة النصب، يعني هي موجودة في لغة النصب .
    مثل (ما) عندنا (إنْ) تقول : إن هذا نافعا ولا ضرا، (إن) سنعرف فيما بعد أنها نافية، لكني أتحدث عن(إنْ) النافية التي تعمل عمل ليس، يعني : ليس هذا نافعك ولا ضارك. لكن الذي ورد في القرآن (لات) وفيها شرط عجيب جدا أن اسمها لايذكر، وخبرها من نوع معيّن لا يكون إلا كلمة زمان، ولا يكون إلا كلمة (حين)أو (أوان) في الأغلب {ولات حين مناص} [ص/3] يعني : ولات الحينُ حينَ مناص، وليس الحينُ حين مناص.
    إذا نستطيع أن نقول: إننا فهمنا أن الجملة الاسمية أنها الجملة التي تقدم حكما ثابتا في المبتدإ والخبر الذي حكمهما الرفع،كل واحد منهما حكمه الرفع، ونحن حتى لآن لم نقل من الذي رفع من، يأتي وقته لكن ننتهي من النسخ، ونقول: إن هذه الأحكام -حكم الرفع هنا- يتعرض للتغيير، هذا التغييرسمي نسخا، لم سمي بالنواسخ؟ وهذه النواسخ إما فعلية، وإما حرفية، الناسخ الفعلي كان وأخواتها، ثم الناسخ الحرفي الذي يدخل تحت ليس وهو ما أسميناه الحروف الناسخة والحروف العاملة عمل ليس، وإن شاء الله نواصل في مجلس مقبل، وأستغفر الله لي ولكم. والسلام عليكم.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ Empty رد: المجالس النحوية للدكتور عبده الراجحي صوتيات + تفريغ

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:55 am

    http://www.4shared.com/office/uM_Elh__/2_online.html?

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 4:39 pm