من طرف أحمد الخميس يناير 08, 2015 9:44 am
التفريغ منقول من شبكة الفصيح
ورابط الموضوع الأصلي:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=74962
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله تعالى ونستغفره ونستهديه ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد،
فهذه إن شاء الله بداية هذه المجالس، مجالس في اللغة العربية عن نحوها وصرفها وأساليبها المستعملة قديما وحديثا، ابتداء نود أن نلفت الانتباه الإخوان جميعا إلى أن العربية لغة من اللغات الحية ، لغة طبيعية، هذا مصطلح الآن نقول: إنها لغة طبيعية، لأن بعض الناس في العالم الخارجي يحاول أن يقول إن اللغة العربية ليست لغة طبيعية !، على اعتبار أن الناس في العالم العربي يتكلمون في الشارع بطريقة غير الطريقة التي يكتبون بها أو يتخاطبون بها، ويقولون إن هناك ازدواجا لغويا بمعنى هناك لغات عامية كثيرة وهناك فصحى، ابتداء لا توجد لغة على وجه الأرض إلا وفيها ذلك بمستويات، هناك لغات فصيحة ولغات يستخدمها الناس في تعاملاتهم اليومية.
اللغة العربية لغة طبيعية بمعنى أن الإنسان يتكلمها ويفهمها المستمع ويتخاطب بها، أنا أقول حتى الأمي في بلادنا وفي قُرانا يسمعون الفصحى فيفهمونها بدليل أن الأمي يحضر خطبة الجمعة وهي تلقى عليه بالفصحى فيفهمها وبعد الخطبة يذهب إلى الشيخ فيسأله أسئلة عن الخطبة، كونه يسأل معناه أنه فهم الخطبة، فهذا في حد ذاته دليل – حتى الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب – يفهم الكلام الفصيح، اللغة العربية إذن لغة فصيحة وتمتاز عن تقريبا معظم لغات العالم بأن تاريخها متصل على عكس اللغات المنتشرة الآن مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية و الإيطالية، هذا التاريخ حصل فيه تغيرات كبيرة جدا، أعني ممكن جدا إنجليزي لا يفهم الإنجليزية التى كانت تقال منذ ثلاثة قرون أو أربعة قرون، أما نحن فنفهم ما كان يقال في العصر الجاهلي .
اللغة العربية كأية لغة لها نظام، وهذا أيضا من سنن الله في الكون إذ إن كل شيء يقوم على نظام، عندما نقول نظام نعنى كل شيء يسير وفق قوانين تحكمه، ليست هناك عشوائية، لا يوجد شيء مصادفة وإنما كل شيء له أسبابه وله قوانينه التى يمكن أن نستند إليها ، حينما نقول إن الشمس تشرق في الصباح وتغرب في وقت ما فهذا نظام ، هذا هو النظام الموجود في اللغة والموجود في أي شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، يقول الله : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، فاللغة أيضا مخلوقة بقدر لها نظامها ولها قونينها، عندما نتحدث ونقول لها نظامها ولها قوانينها إذن هذه اللغة لا يمكن فهمها ولا يمكن تناولها إلا بطريق العلم، لأن العلم مجرد نظر في الكائنات في المخلوقات في الأشياء لكني نشتكشف فقط القوانين التي تحكمه، هذا هو طريق العلم، العلم يبحث في كل شيء بمجرد أن نبحث عن قوانين الأشياء، اللغة العربية نظامها واضح وربما يكون من أوضح القوانين التي في لغات العالم حتى اليوم، نحن سنتحدث عن مسألة النحو والصرف و بعض الأساليب.
أنا أعلم أن الناس تضيق جدا من كلمة النحو ، كلمة مكروهة في العالم العربي نتيجة نظم التعليم عندنا، لا بأس !
لكن أنا أقول لكم حتى في كثير من بلاد أوربا رأيت أن كلمة النحو أيضا من الكلمات المكروهة ، بمعنى ليست فقط كلمة نحو في اللغة العربية هي المكروهة، بالعكس.. في يوم من الأيام كان عند الإنجليز كانوا يقولون كلمة (grammar) أو ساعة(grammar) كأنها ساعة عقاب للتلميذ .
لكن نحن نقول : النحو العربي كما سنرى – إن شاء الله – يرتبط بالحياة كلها ، وفي الواقع أنها نشأت تحت مظلة الإسلام، النحو متأثر بالفقه الإسلامي والتفسير وهذه العلوم كلها متأثرة أيضا بالنحو ، فكلها متصلة ببعض لذا هناك حيوية كبيرة جدا أكثر من كثير من الأنحاء الموجودة في العالم.
ابتداء ماذا نقصد بالنحو؟ وما المقصود بالصرف؟
الصرف شيء سهل هو دراسة الكلمة المفردة فقط، الآن كل شيء له علم، وكل علم يقوم على الوصف والتحليل ، فنحلل الشيء إلى مكوناته وأجزاؤه، مثل العلوم .. الكيمياء في النبات أنت تحلل الشيء إلى عناصره .
أصل اللغة أصوات .. ليست الكتابة هذا شيء آخر، إنما اللغة أصوات يتكلمها الناس ويستخدمونها للتواصل ، هذه الأصوات أبسط عنصر فيها هو الصوت المفرد، وهذا له علم اسمه علم الأصوات، والعرب كانوا أسبق الناس قي العالم لدراسة هذا فهم من بدأ بدراسة صفات الحروف ومخارجها .. إلخ
كانوا من أول الناس في هذا، لم يسبقهم أحد غير الهنود وهذا كان بسبب أن الهنود كانوا لديهم الكتاب المقدس ويسمى الفيدا وكانت قراءتهم له حاولت أن تدفعهم لكي يدرسوا الأصوات اللغوية، هذا لن يكون موضوعنا إلا حينما تأتي بعض المناسبات ، فقد نحتاج لمعرفة شيء من الأصوات لكي نفهم النحو أو لكي نفهم الصرف.
إذا وضعت صوت بجانب صوت ستتكون الكلمة ، فهذه هي الوحدة الصغرى الأخرى بعد الصوت الواحد ، فالواحدة التي بعد ذلك هي الكلمة ، الذي يدرس الكلمة هو علم الصرف من المهم جدا أن نحدد هذا .
ما ميدان علم الصرف ؟ علم الصرف يدرس الكلمة الواحدة .
لكن سنعلم أن في الصرف العربي لا ندرس كل كلمة، ، ندرس نوعين فقط من الكلمات : الاسم المعرب والفعل المتصرف .
لأننا نعرف أقسام الكلمة ، ففي الصرف لا ندرس الحروف ، لا ندرس الأسماء المبنية ، لا ندرس الصرف لكي نقول مثلا زن لنا اسم الإشارة هذا أو الذي لأنها اسماء مبنية ، إنما ندرس فقط الأسماء المعربة، والأفعال المتصرفة.
فما النحو إذن؟
بعد أن قلنا إن دراسة الصوت المفرد في علم الأصوات ودراسة الكلمة الواحدة في علم الصرف ، سيأتي بعد ذلك كلمة بجوار كلمة تكون جملة .
الناس تقول : النحو الإعرب أو النحو ضبط أواخر الكلمات .. لا !
النحو : علم الجملة، أعني هو العلم الذي يدرس الجملة .
ماذا نقصد بأنه علم يدرس الجملة ؟
الجملة كلام إذا وقفت عنده أدى معنى، إذا نطقت كلاما حتى لو كانت كلمة واحدة ووقفت عندها وأدى معنى كاملا فهذه جملة .
عند قولنا : زيد كريم ، أقول : محمد رسول الله . وأقف؛ هذه جملة .
لكن إذا قلت : إذا حضر زيد غدا مع أخيك الساعة الخامسة .. ووقف فهذا لا يؤدي معنى ، بالرغم من وجود عشر كلمات .. أعني أن الجملة ليست بعدد كلماتها وإنما بأنك إذا وقفت أدى لك معنى كاملا معنى مستقلا .
عند قولنا جملة وقولنا النحو علم الجملة .. ما معناها ؟
معناها أن هناك كلمات تركبت مع بعضها لكي تؤدي هذا المعنى حين تتركب الكلمات في جوار معين في تركيب معين لتنشأ علاقات .. دراسة هذه العلاقات هذا هو النحو .
انتبهوا نحن بمفهوم العلم والعلم هو دراسة العلاقات في أي شيء ، مثل الجولوجيا إذا درست أي شريحة في الأرض هي علاقات هذا بهذا بهذا .. كلها علاقات ، إذا درست شريحة رأسية من نبات أو شريحة أفقية هي علاقات هذه الأنسجة مع بعضها .. ماذا تكون ؟ ، القضية نفسها .. العالم كله يتحدث بمفهوم العلم .
نحن عندما نتحدث عن العربية لا نريد أن نتحدث بكلام في الهواء .. لا!
نريد أيضا أن نتحدث بعلمية . عندما نقول دراسة الجملة أي أننا ندرس العلاقات التى تنشأ بين الكلمات حين تتركب الجملة، إذا النحو ليس الإعراب فهذا مظهر واحد أو ضبط الكلمات فهذا مظهر واحد ، إنما عندما نرى علاقة هذه الكلمة بهذه الكلمة كما سنرى - إن شاء الله - فهذا هو علم النحو، هو علم شامل يبحث عن العلاقات لأن بهذه العلاقات سوف نصل إلى المعاني ، وهذه من أهم منجزات العرب ، العرب كانوا يجعلون النحو متصلا اتصالا كاملا بالمعنى، فالنحو هو الذي يؤدي للمعنى، وفي العصر الحديث كان النقد الذي يوجه للنحوالعربي أنه علم متصل بالمعنى ، الآن الغرب كله سائر على طريقة العرب .
إذن نحن الآن أمام علمين سوف يكون معظم عملنا فيهما ( صرف ونحو)
من المفترض علميا أن نبدأ بالصرف ، نبدأ بالكلمة المفردة ثم الجملة، ، أما من الناحية العملية فلا!
حتى الناس تقول : النحو والصرف ولا يقولون الصرف والنحو،
حين نتحدث مرة أخرى عن الجملة وهي مجال علم النحو، قلنا إنها تتكون من كلام إذا وقفنا عنده أدى معنى مستقلا، إذن هي تتكون من كلمة .. فما الكلمة؟
الكلمة في النحو العربي النحاة قسموها تقسيما سهلا جدا وهو التقسيم الثلاثي ، اللغة الأوربية قسموها إلى سبعة أو ثمانية أقسام ، اللغة الإنجليزية مثلا قسموها إلى : noun ، pronoun، adverb ، adjective، أقسام الكلمة .
أما في الكلمة في النحو العربي تقسيمها بسيط جدا : إما اسم أو فعل أو حرف، التقسيم الثلاثي انتهينا منه ، هذا التقسيم مهم جدا في النحو ، لأني إذا فهمت المقصود من الاسم و المقصود من الفعل و المقصود من الحرف هذا سيبين لي بعد ذلك العلاقات التي تنشأ بين هذه الأنواع عندما تتركب في الجملة، وهذا مهم جدا أن أعلم العلاقات .
الاسم بكل بساطة معروف : هو ما دل على معنى في ذاته غير مقترن بزمان ، نقول كلمة رجل، بمجرد أن أنطق كلمة رجل تجلب إلى شاشة المخ عندي صورة هذا الرجل، لكنه لا يتصف بأنه ماض أو حاضر أو مستقبل ، يكون تصور كلمة رجل وهذا يكون تصور فقط ، فمن الممكن جدا أن تكون كلمة رجل عندنا في القرية مختلفة عن رجل في المدينة وتكون مختلفة كذلك حين تنطق عند الصينين، الرجل هو الكائن نفسه لكن تصوره عن كلمة رجل قد يكون مختلف إلى حد ما، فالمعنى هو التصور الذي يأتي.
وأما الفعل فهو ما دل على معنى في ذاته مقترن بزمان، أو نسميه الحدث . هذا مهم جدا
ثم نأتي للحرف وهذا لا يدل على معنى في نفسه إنما على معنى في غيره.
فالاسم يدل على معنى في نفسه لكن لا يقترن بزمن والفعل يدل على معنى في نفسه لكن معه زمن أما الحرف فيدل على معنى في غيره، كما سنرى بالتدريج إن شاء الله .
نأتي إلى نقطة مهمة جدا في اللغة العربية، اللغة العربية لغة معربة ، ما معنى لغة معربة؟ أعني بها حركات
كلمة إعراب أصلا معناها اللغوي الحركة و السرعة والإظهار يقول : والأيم تعرب عن نفسها .. يعني تتكلم
( البكر تستأذن وإذنها صمتها) أما الأيم فهي تعرب يعني تتكلم وتفصح ، وكانوا يسمون الخيل العِراب لأنها سريعة ، الإعراب يعني الحركة والتغير .
عندما نتحدث عنه بمصطلح علمي، فما الكلمة المعربة؟
هي الكلمة التي يتغير آخرها بتغير العومل ، ما معنى تغير العوامل ؟
كلمة العوامل الآن كلمة جديدة قليلا سنتكلم عنها ، عندما نقول : حضر زيدٌ – رأيتُ زيدا – ومررت بزيدٍ
الكلمة المشتركة هنا هي زيد، لكنها في الأول (زيدٌ) وفي الثانية ( زيدا) وفي الثالثة (زيدٍ)، فما الذي جعل الأولى ــٌ و الثانية ــً والثالثة ــٍ ؟ أن الأولى قبلها حضر والثانية قبلها رأيت والثالثة قبلها الباء ، هذه نسميها الأسباب التي أدت إلى أن تكون هذه ـــٌ وهذه ـــً وهذه ـــــٍ .
هذه الأسباب يسميها النحاة عوامل، كلمة العامل أهم شيء في النحو العربي، كل العربي يقوم على هذه الكلمة
أن هناك عامل والذي يؤدي إلى وجود حركة ، انتبهوا لأن هذا فكر إسلامي، ما الفكر الإسلامي؟
أن المسلم لا يستطيع تصور وجود شيء بدون صانع لا بد أن يكون هناك سبب للشيء ، فالضمة هذه لا بد أن يكون لها سبب والفتحة لا بد أن يكون لها سبب ، هذه الأسباب اسموها العوامل ، واسمها الآن نظرية العامل وهذه النظرية وجدت نقدا كبيرا في العصر الحديث أناس كثيرون هاجموا هذه النظرية، وكان أيضا واحد من القدماء أندلسي مشهور اسمه ابن مضاء القرطبي ، لكن العربي كله يقوم وهم مقتنعون تماما بصحة هذه الفكرة
الآن بعدما أخذنا عن أوربا هذا الكلام، الآن أحدث نظريات في العالم يقوم على العامل اسمه gover
معناه يحكم، فالعامل يحكم الجملة ، فيجعل هذه الكلمة مرفوعة فهو الحاكم للجملة، اسموها نظرية الحاكم، نحن نسميها نظرية العامل.
فالإعراب إذن كلمة معربة ككلمة زيد معربة لأن آخرها تغير بتغير العامل، فآخر زيد هو الدال وهو محل الإعراب فهو الذي يحمل الضمة والفتحة والكسرة .. فهذا معنى يتغير آخرها فإن قلت حضر الرجل ، تصبح اللآم هي من تحمل الحركة، هذا كلام مهم لأننا سنرى بعد قليل كلمات آخرها لا يتحمل الضمة أو الفتحة.
إذا الكلمة المعربة هي التي يتغير آخرها وهي إما اسم أو فعل أو حرف ، الأصل أن الإعراب يكون في الأسماء فقط ، فلا يعرب أصلا غير الاسماء، سيتسأل شخص هناك فعل مضارع معرب ؟ سنأتي لهذه لاحقة
المبني لا يتغير آخره مهما دخل عليه من عوامل فهو ثابت، لا ترفع ولا تنصب، حضر هذا ، رأيت هذا ، مررت بهذا
كلمة هذا ثابتة
حضر من نجح ، رأيت من نجح ، مررت بمن نجح ، فكلمة (من) ثابتة.
فهذه الكلمة كلمة مبنية، لماذا أسموها إذن مبنية ؟
لأن العرب أصلا رحل أهل ترحال أهل بدو يجلس طوال النهار طالما لا ماء ولا رعي يبحث عن مكان آخر به ماء، يلف خيمته ويمشي، لكن يوم أن يرى مكانا للاستقرار فيه يقوم بالبناء، إذا بنى فمعناه الثبات، وهذه كلمة عجيبة جدا لأن العربية والإسلام يستعملان هذه الكلمة في الزواج فيقول فلان بنى بفلانة، يعني كلمة تزوج هذه ليست هي المستخدمة أكثر، فالأكثر عند العرب فلان بنى لأن بنى استقرار لأن الزواج الأصل فيه أنه يبنى حياة مستقرة، وليست ثلاثة أربعة أيام وخلاص، أو أسبوعين وخلاص أو شهرين أو بعض الناس الذين يتزوجون بنية الطلاق، فالزواج استقرار وكلمة بنى الأصل فيها الاستقرار والثبات، إذن لماذا أخبركم بهذه المصطلحات ؟ لأن كل هذه الاصطلاحات من مناخ واحد من مشارب واحدة، إذن عندنا الكلمة المعرفة فهمناها، والكلمة المبنية هي التي لا يتغيّر آخرها.
إذن عندنا ثلاثة أنواع من الكلمة ؛ اسم وهذا الأصل فيه الإعراب، والفعل والحروف كلها مبنية، يعني ثلثي اللغة مبني، وثلث اللغة معرب، والناس تتخوف من الإعراب والضمة والفتحة والكسرة والمسألة لا تستحق كل هذا، طيب عظيم .
عدل سابقا من قبل أحمد في الخميس يناير 08, 2015 9:48 am عدل 1 مرات