من طرف أحمد السبت مارس 08, 2014 10:02 am
جاء في ملتقى أهل الحديث ما نصه:
ومن الأخطاء أيضا قول بعض إخواننا:
هناك فرق بين قولي وبين قولك(بتكرار بين)
والصواب:
هناك فرق بين قولي وقولك
ودمتم للمحب/أبو فهر"
وعقب عليه العضو الفهم الصحيح بقوله:
نعم أيها الفاضل ذكر ذلك الحريري في [ درة الغواص ] ص 79، كما ذكره غيره من أهل اللغة مستشهدين بقوله تعالى : من بين فرث ودم ، وذلك أنه لا يجوز عندهم أن تكرر بين إذا أضيفت إلى اسم ظاهر، فإذا أضيفت لضمير وجب تكريرها، كما في قوله تعالى : هذا فراق بيني وبينك ، وقوله عز من قائل ومن بيننا وبينك حجاب .
ولكن الأستاذ عبد اللطيف الشويرف في كتاب [ تصحيحات لغوية ] 628 - 629 ينقل – مؤيدا – عن الأستاذ عباس أبو السعود تصحيحَ تكرار لفظة بين إذا أضيفت إلى اسم ظاهر.
قال الأستاذ عباس أبو السعود في كتابه [ أزاهير الفصحى في دقائق العربية ] 123 – 124 : ( وينكر كثير من المتأدبين تكرارها مع الظاهر، والحق أنه يجوز أن تكرر معه للتوكيد، وذلك كثير في كلام العرب. قال – صلى الله عليه وسلم – في خطبة له: " إن المؤمن بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه ". وقال علي - كرم الله وجهه - في رسالة له: " وهذه أخرى قد فعلتموها، إذ حلتم بين الناس وبين الماء".
وقال الشاعر في وصف الحرب :
وهي عقيم ترى بنيها من بين مُرْد و بين شيب
.... وجاء في حاشية ياسين على التصريح ما نصه : " قال الدنوشري: يجوز أن يقال: بين زيد وبين عمرو، بزيادة بين الثانية للتوكيد، كما قاله ابن بريّ وغيره، وكما قال ذو الرمة:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أمّ سالم
وقال ابن الرومي يصف صانع الرقاق:
ما بين رؤيتها في كفه كرة وبين رؤيتها قوراء كالقمر
مما سقنا من النصوص وآراء اللغويين يتضح أنه يجوز لك أن تقول: لي صديق يجلس بين محمد وبين محمود، وتقسم تركة الميت بين زوجته وبين أولاده).
قلت: الحديث الذي أورده ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/168.
والدنوشري: عبد الله بن عبد الرحمن بن علي الدنوشري الشافعي، من نحاة القرن الحادي عشر هجرية، له حاشية على شرح التوضيح للشيخ خالد الأزهري، توفي 1025هـ. خلاصة الأثر للمحبي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E6%DA%D3%C7%C1