قوله "وكل في فلك يسبحون "
ومن بدائع الإعجاز في هذه الآية أن قوله تعالى : كل في فلك " فيه محسن بديعي ،
فإن حروفه تقرأ من آخرها على الترتيب كما تقرأ من أولها مع خفة التركيب ووفرة الفائدة وجريانه مجرى المثل من غير تنافر ولا غرابة ،
ومثله قوله تعالى : " ربك فكبر " بطرح واو العطف ، وكلتا الآيتين بني على سبعة أحرف ، وهذا النوع سماه السكاكي المقلوب المستوي ، وجعله من أصناف نوع سماه القلب .
وخص هذا الصنف بما يتأتى القلب في حروف كلماته .
وسماها الحريري في المقامات " ما لا يستحيل بالانعكاس " ، وبنى عليه المقامة السادسة عشرة ، ووضع أمثلة نثرا ونظما ، وفي معظم ما وضعه من [ ص: 62 ] الأمثلة تكلف وتنافر وغرابة ،
وكذلك ما وضعه غيره على تفاوتها في ذلك ، والشواهد مذكورة في كتب البديع فعليك بتتبعها ، وكلما زادت طولا زادت ثقلا .
قال العلامة الشيرازي في " شرح المفتاح " :
وهو نوع صعب المسلك قليل الاستعمال .
قلت : ولم يذكروا منه شيئا وقع في كلام العرب فهو من مبتكرات القرآن .
وذكر أهل الأدب أن القاضي الفاضل البيساني زار العماد الكاتب ، فلما ركب لينصرف من عنده قال له العماد :
" سر فلا كبا بك الفرس "
ففطن القاضي أن فيه محسن القلب فأجابه على البديهة :
" دام علا العماد "
وفيه محسن القلب .
التحرير والتنوير لابن عاشور
ومن بدائع الإعجاز في هذه الآية أن قوله تعالى : كل في فلك " فيه محسن بديعي ،
فإن حروفه تقرأ من آخرها على الترتيب كما تقرأ من أولها مع خفة التركيب ووفرة الفائدة وجريانه مجرى المثل من غير تنافر ولا غرابة ،
ومثله قوله تعالى : " ربك فكبر " بطرح واو العطف ، وكلتا الآيتين بني على سبعة أحرف ، وهذا النوع سماه السكاكي المقلوب المستوي ، وجعله من أصناف نوع سماه القلب .
وخص هذا الصنف بما يتأتى القلب في حروف كلماته .
وسماها الحريري في المقامات " ما لا يستحيل بالانعكاس " ، وبنى عليه المقامة السادسة عشرة ، ووضع أمثلة نثرا ونظما ، وفي معظم ما وضعه من [ ص: 62 ] الأمثلة تكلف وتنافر وغرابة ،
وكذلك ما وضعه غيره على تفاوتها في ذلك ، والشواهد مذكورة في كتب البديع فعليك بتتبعها ، وكلما زادت طولا زادت ثقلا .
قال العلامة الشيرازي في " شرح المفتاح " :
وهو نوع صعب المسلك قليل الاستعمال .
قلت : ولم يذكروا منه شيئا وقع في كلام العرب فهو من مبتكرات القرآن .
وذكر أهل الأدب أن القاضي الفاضل البيساني زار العماد الكاتب ، فلما ركب لينصرف من عنده قال له العماد :
" سر فلا كبا بك الفرس "
ففطن القاضي أن فيه محسن القلب فأجابه على البديهة :
" دام علا العماد "
وفيه محسن القلب .
التحرير والتنوير لابن عاشور