المعرب والمبني من الأسماء
الأسماء يناسبها الإعراب وهو أصل فيها، لأن الاسم يدل بذاته على معنى مستقل به - كما سبق - فهو يدل على مسمى؛ (أى: على شىء محسوس أو معقول، سميناه بذلك الاسم) وهذا المسمى قد يُسنَد إليه فعل، فيكون فاعلا له، وقد يقع عليه فعل، فيكون - مفعولا به. وقد يتحمل معنى آخر غير الفاعلية والمفعولية، ويدل عليه بنفسه...
وكل واحد من تلك المعانى يقتضى علامة خاصة به فى آخر الكلمة، ورمزًا معينًا يدل عليه وحده، ويميزه من المعانى الأخرى؛ فلا بد أن تتغير العلامة فى آخر الاسم؛ تبعًا لتغير المعانى والأسباب، وأن يستحق ما نسميه: "الإعراب" للدلالة على تلك المعانى المتباينة، التى تتوالى عليه بتوالى العوامل المختلف
ينقسم الاسم إلى قسمين :
1- المبنى. 2- المعرب
أولاً : المبنى : وهو ما أشبه الحروف.
وجوه شبه الاسم بالحرف
1- الشبه الوضعى : وهو شبه الاسم للحرف في الوضع ، كأن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد ، كـ (التاء) في " ضربتُ " ، أو على حرفين ، كـ (نا) في " أكرمَنا " ، فالتاء فى " ضربتُ " أشبهت الحرف في الوضع في كونه على حرف واحد ، و (نا) فى " أكرمَنا " أشبهت الحرف في الوضع في كونه على حرفين.
2- الشبه المعنوى : وهو قسمان :
أ- ما أشبه حرفا موجوداً ، مثل : (متى) فإنها مبنية لشبهها الحرف في المعنى ، فإنها تستعمل للاستفهام نحو : متى تقوم ؟ ، وللشرط نحو : متى تقم أقم ، وفي الحالتين هي مشبهة لحرف موجود لأنها في الاستفهام كالهمزة ، وفي الشرط كـ "إن".
ب- ما أشبه حرفاً غير موجود ، مثل: (هنا) فإنها مبنية لشبهها حرفا كان ينبغي أن يوضع فلم يوضع ، وذلك لأن الإشارة معنى من المعاني فحقها أن يوضع لها حرف يدل عليها كما وضعوا للنفى (ما) ، وللنهي (لا) ، وللتمني (ليت) وللترجي (لعل) ونحو ذلك ، فبنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدراً.
3- الشبه النيابى : وهو شبه الاسم للحرف في النيابة عن الفعل وعدم التأثر بالعامل ، وذلك كأسماء الأفعال نحو : (دراك زيداً) ، فـ "دراك" مبنى لشبهه بالحرف في كونه يعمل ولا يعمل فيه غيره ، كما أن الحرف كذلك.
4- الشبه الافتقارى : وهو شبه الاسم للحرف في الافتقار اللازم ، وذلك كالأسماء الموصولة نحو (الذي) ، فإنها مفتقرة في سائر أحوالها إلى الصلة ، فأشبهت الحرف في ملازمة الافتقار فبنيت.
والحاصل أن البناء يكون في ستة أبواب المضمرات وأسماء الشرط وأسماء الاستفهام وأسماء الإشارة وأسماء الأفعال والأسماء الموصولة.
.
وقليل من الأسماء مبنىّ. وأشهر المبنى منها عشرة أنواع (لكل نوع أحكامه التفصيلية فى بابه) وهى:
(1) الضمائر، سواء أكان الضمير موضوعًا على حرف هجائى واحد، أم على حرفين، أم على أكثر، مثل: انتصرتَ؛ ففرحنا، ونحن بك معجبَون.
(2، 3) أسماء الشرط، وأسماء الاستفهام؛ بشرط ألا يكون أحدهما مضافًا لمفرد؛ مثل: أين توجدْ أكرمْك. أين أراك؟ بخلاف: أىُّ خيرٍ تعملْه ينفعْك. أىُّ يومٍ تسافر فيه؟ لإضافة "أىّ" الشرطية والاستفهامية فى المثالين لمفرد، فهما معه معربتان.
(4) أسماء الإشارة التى ليست مثناة؛ نحو: هذا كريم، وتلك محسنة. بخلاف: "هذان كريمان، وهاتان محسنتان". فهما معربان عند التثنية؛ على الصحيح.
(5) أسماء الموصول غير المثناة، والأسماء الأخرى التى تحتاج بعدها - وجوبًا - إلى جملة أو شبهها؛ تكمل معناها، ولا تستغنى عنها بحال. فمثال الموصول: جاء الذى يقول الحق. وسافر الذى عندك، أو الذى فى ضيافتك.
ومن الأسماء الأخرى التى ليست موصولة ولكنها تحتاج - وجوبًا - بعدها إلى جملة: "إذا" الشرطية الظرفية؛ نحو: إذا تعلمتَ ارتفع شأنك، فلو قلت: جاء الذى... فقط، أو: إذا... فقط، لم يتم المعنى، ولم تحصل الفائدة. بخلاف جاء اللذان غابا، وحضرت اللتان سافرتا. فالموصول معرب - على الصحيح - لأنه مثنى.
(6) الأسماء التى تسمى: "أسماء الأفعال" وهى: التى تنوب عن الفعل فى معناه وفى عمله وزمنه، ولا تدخل عليها عوامل تؤثر فيها. مثل: هيهات القمر: بمعنى بَعُدَ جدًّا، وأفٍّ من المهمل، بمعنى أتَضَجَّرُ جدا، وآمين يا رب، بمعنى: استجبْ. فقد دلت كل كلمة من الثلاث على معنى الفعل، ولا يمكن أن يدخل عليها عامل قبلها يؤثر فيها بالرفع، أو النصب، أو الجر... بخلاف: سيرًا تحت راية الوطن، سماعًا نصيحة الوالد، إكرامًا للضيف.
فإن هذه الكلمات [سيرًا، وسماعًا، وإكرامًا، وأشباهها] تؤدى معنى فعلها تمامًا، ولكن العوامل قد تدخل عليها فتؤثر فيها؛ فتقول: سرنى سيرُك تحت راية الوطن، مدحت سيرَك تحت راية الوطن. طربت لسيرِك ... وكذا الباقى؛ ولذلك كانت معربة.
(7) الأسماء المركبة؛ ومنها بعض الأعداد؛ مثل: أحَدَ عَشَرَ... إلى تسعة عَشَرَ؛ فإنها مبنية دائمًا على فتح الجزأين. ما عدا اثنىْ عَشَرَ، واثنتىْ عشْرة؛ فإنهما يعربان إعراب المثنى.
(8 ) اسم "لا" النافية للجنس - أحيانًا - فى نحو: لا نافعَ مكروه.
(9) المنادى؛ إذا كان: مفردًا، عَلَمًا، أو نكرة مقصودة، مثل: يا حامدُ، ساعد زميلك، ويا زميلُ اشكر صديقك.
(10) بعض متفرقات أخرى؛ مثل: "كم"، وبعض الظروف؛ مثل: "حيثُ" والعَلَم المختوم بكلمة: "وَيْهِ"، وما كان على وزن "فَعَالِ" - فى رأى قَوِىّ - مثل: حَذَامِ، وقَطَام... (وكلاهما اسم امرأة). وكذلك أسماء الأصوات المحكية مثل: "قاقِ"، و "غاقِ"، فى نحو: صاحت الدجاجة قاقِ، ونعَب الغراب غاقِ...
ملاحظة: يجب الإعراب والتنوين فى كل اسم أصله مفرد مبنىّ، ثم سُمى به، كما لو سمينا رجلا بكلمة: "أمسِ" المبنية على الكسر فى لغة الحجازيين - أو بكلمة "غاقِ" التى هى فى أصلها اسم لصوت الغراب...
ثانياً : المعرب : وهو ما سلم من شبه الحروف.
ينقسم إلى :
1- صحيح : وهو ما ليس آخره حرف علة ، مثل : أرض.
2- معتل : وهو ما آخره حرف علة ، مثل : ليلى.
وينقسم أيضاً إلى :
1- متمكن أمكن ، وهو المنصرف ، مثل : زيد وعمرو.
2- متمكن غير أمكن ، وهو غير المنصرف نحو : أحمد ومساجد ومصابيح.
============
المصدر:
النحو الوافي
انظر كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (بتصرف).
الأسماء يناسبها الإعراب وهو أصل فيها، لأن الاسم يدل بذاته على معنى مستقل به - كما سبق - فهو يدل على مسمى؛ (أى: على شىء محسوس أو معقول، سميناه بذلك الاسم) وهذا المسمى قد يُسنَد إليه فعل، فيكون فاعلا له، وقد يقع عليه فعل، فيكون - مفعولا به. وقد يتحمل معنى آخر غير الفاعلية والمفعولية، ويدل عليه بنفسه...
وكل واحد من تلك المعانى يقتضى علامة خاصة به فى آخر الكلمة، ورمزًا معينًا يدل عليه وحده، ويميزه من المعانى الأخرى؛ فلا بد أن تتغير العلامة فى آخر الاسم؛ تبعًا لتغير المعانى والأسباب، وأن يستحق ما نسميه: "الإعراب" للدلالة على تلك المعانى المتباينة، التى تتوالى عليه بتوالى العوامل المختلف
ينقسم الاسم إلى قسمين :
1- المبنى. 2- المعرب
أولاً : المبنى : وهو ما أشبه الحروف.
وجوه شبه الاسم بالحرف
1- الشبه الوضعى : وهو شبه الاسم للحرف في الوضع ، كأن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد ، كـ (التاء) في " ضربتُ " ، أو على حرفين ، كـ (نا) في " أكرمَنا " ، فالتاء فى " ضربتُ " أشبهت الحرف في الوضع في كونه على حرف واحد ، و (نا) فى " أكرمَنا " أشبهت الحرف في الوضع في كونه على حرفين.
2- الشبه المعنوى : وهو قسمان :
أ- ما أشبه حرفا موجوداً ، مثل : (متى) فإنها مبنية لشبهها الحرف في المعنى ، فإنها تستعمل للاستفهام نحو : متى تقوم ؟ ، وللشرط نحو : متى تقم أقم ، وفي الحالتين هي مشبهة لحرف موجود لأنها في الاستفهام كالهمزة ، وفي الشرط كـ "إن".
ب- ما أشبه حرفاً غير موجود ، مثل: (هنا) فإنها مبنية لشبهها حرفا كان ينبغي أن يوضع فلم يوضع ، وذلك لأن الإشارة معنى من المعاني فحقها أن يوضع لها حرف يدل عليها كما وضعوا للنفى (ما) ، وللنهي (لا) ، وللتمني (ليت) وللترجي (لعل) ونحو ذلك ، فبنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدراً.
3- الشبه النيابى : وهو شبه الاسم للحرف في النيابة عن الفعل وعدم التأثر بالعامل ، وذلك كأسماء الأفعال نحو : (دراك زيداً) ، فـ "دراك" مبنى لشبهه بالحرف في كونه يعمل ولا يعمل فيه غيره ، كما أن الحرف كذلك.
4- الشبه الافتقارى : وهو شبه الاسم للحرف في الافتقار اللازم ، وذلك كالأسماء الموصولة نحو (الذي) ، فإنها مفتقرة في سائر أحوالها إلى الصلة ، فأشبهت الحرف في ملازمة الافتقار فبنيت.
والحاصل أن البناء يكون في ستة أبواب المضمرات وأسماء الشرط وأسماء الاستفهام وأسماء الإشارة وأسماء الأفعال والأسماء الموصولة.
.
وقليل من الأسماء مبنىّ. وأشهر المبنى منها عشرة أنواع (لكل نوع أحكامه التفصيلية فى بابه) وهى:
(1) الضمائر، سواء أكان الضمير موضوعًا على حرف هجائى واحد، أم على حرفين، أم على أكثر، مثل: انتصرتَ؛ ففرحنا، ونحن بك معجبَون.
(2، 3) أسماء الشرط، وأسماء الاستفهام؛ بشرط ألا يكون أحدهما مضافًا لمفرد؛ مثل: أين توجدْ أكرمْك. أين أراك؟ بخلاف: أىُّ خيرٍ تعملْه ينفعْك. أىُّ يومٍ تسافر فيه؟ لإضافة "أىّ" الشرطية والاستفهامية فى المثالين لمفرد، فهما معه معربتان.
(4) أسماء الإشارة التى ليست مثناة؛ نحو: هذا كريم، وتلك محسنة. بخلاف: "هذان كريمان، وهاتان محسنتان". فهما معربان عند التثنية؛ على الصحيح.
(5) أسماء الموصول غير المثناة، والأسماء الأخرى التى تحتاج بعدها - وجوبًا - إلى جملة أو شبهها؛ تكمل معناها، ولا تستغنى عنها بحال. فمثال الموصول: جاء الذى يقول الحق. وسافر الذى عندك، أو الذى فى ضيافتك.
ومن الأسماء الأخرى التى ليست موصولة ولكنها تحتاج - وجوبًا - بعدها إلى جملة: "إذا" الشرطية الظرفية؛ نحو: إذا تعلمتَ ارتفع شأنك، فلو قلت: جاء الذى... فقط، أو: إذا... فقط، لم يتم المعنى، ولم تحصل الفائدة. بخلاف جاء اللذان غابا، وحضرت اللتان سافرتا. فالموصول معرب - على الصحيح - لأنه مثنى.
(6) الأسماء التى تسمى: "أسماء الأفعال" وهى: التى تنوب عن الفعل فى معناه وفى عمله وزمنه، ولا تدخل عليها عوامل تؤثر فيها. مثل: هيهات القمر: بمعنى بَعُدَ جدًّا، وأفٍّ من المهمل، بمعنى أتَضَجَّرُ جدا، وآمين يا رب، بمعنى: استجبْ. فقد دلت كل كلمة من الثلاث على معنى الفعل، ولا يمكن أن يدخل عليها عامل قبلها يؤثر فيها بالرفع، أو النصب، أو الجر... بخلاف: سيرًا تحت راية الوطن، سماعًا نصيحة الوالد، إكرامًا للضيف.
فإن هذه الكلمات [سيرًا، وسماعًا، وإكرامًا، وأشباهها] تؤدى معنى فعلها تمامًا، ولكن العوامل قد تدخل عليها فتؤثر فيها؛ فتقول: سرنى سيرُك تحت راية الوطن، مدحت سيرَك تحت راية الوطن. طربت لسيرِك ... وكذا الباقى؛ ولذلك كانت معربة.
(7) الأسماء المركبة؛ ومنها بعض الأعداد؛ مثل: أحَدَ عَشَرَ... إلى تسعة عَشَرَ؛ فإنها مبنية دائمًا على فتح الجزأين. ما عدا اثنىْ عَشَرَ، واثنتىْ عشْرة؛ فإنهما يعربان إعراب المثنى.
(8 ) اسم "لا" النافية للجنس - أحيانًا - فى نحو: لا نافعَ مكروه.
(9) المنادى؛ إذا كان: مفردًا، عَلَمًا، أو نكرة مقصودة، مثل: يا حامدُ، ساعد زميلك، ويا زميلُ اشكر صديقك.
(10) بعض متفرقات أخرى؛ مثل: "كم"، وبعض الظروف؛ مثل: "حيثُ" والعَلَم المختوم بكلمة: "وَيْهِ"، وما كان على وزن "فَعَالِ" - فى رأى قَوِىّ - مثل: حَذَامِ، وقَطَام... (وكلاهما اسم امرأة). وكذلك أسماء الأصوات المحكية مثل: "قاقِ"، و "غاقِ"، فى نحو: صاحت الدجاجة قاقِ، ونعَب الغراب غاقِ...
ملاحظة: يجب الإعراب والتنوين فى كل اسم أصله مفرد مبنىّ، ثم سُمى به، كما لو سمينا رجلا بكلمة: "أمسِ" المبنية على الكسر فى لغة الحجازيين - أو بكلمة "غاقِ" التى هى فى أصلها اسم لصوت الغراب...
ثانياً : المعرب : وهو ما سلم من شبه الحروف.
ينقسم إلى :
1- صحيح : وهو ما ليس آخره حرف علة ، مثل : أرض.
2- معتل : وهو ما آخره حرف علة ، مثل : ليلى.
وينقسم أيضاً إلى :
1- متمكن أمكن ، وهو المنصرف ، مثل : زيد وعمرو.
2- متمكن غير أمكن ، وهو غير المنصرف نحو : أحمد ومساجد ومصابيح.
============
المصدر:
النحو الوافي
انظر كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (بتصرف).