من طرف أحمد الخميس يوليو 30, 2015 11:24 pm
تفسير (فتن)
فوجه منها: الفتنة يعني: الشرك، قوله تعالى في سورة البقرة {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} يعني: لا يكون شرك, وكقوله تعالى في سورة البقرة {والفتنة} يعني: الشرك {أشد من القتل} أعظم ذنبا عند الله من القتل في الشهر الحرام, نظيرها في سورة الأنفال {حتى لا تكون فتنة}.
والوجه الثاني: الفتنة يعني: الكفر, قوله تعالى في سورة آل عمران {ابتغاء الفتنة} يعني: الكفر, وكقوله تعالى {لقد ابتغوا الفتنة من قبل} يعني: ابتغوا الكفر, وكقوله تعالى {ألا في الفتنة سقطوا} يعني: في الكفر وقعوا, وكقوله تعالى في سورة النور {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة} يعني: الكفر, وكقوله تعالى في سورة الحديد {ولكنكم فتنتم أنفسكم} يعني: كفرتم, وكذلك كل فتنة في المنافقين واليهود.
والوجه الثالث: الفتنة يعني: العذاب في الدنيا, قوله تعالى في سورة العنكبوت {فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله} يعني: جعل عذاب الناس في الدنيا كعذاب الله, نزلت في عياش بن أبي ربيعة: أخو أبي جهل. نظيرها في سورة النحل قوله تعالى {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا} يعني: من بعد ما عذبوا في الدنيا.
والوجه الرابع: الفتنة البلاء, قوله تعالى في سورة العنكبوت {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} يعني: وهم لا يبتلون في إيمانهم {ولقد فتنا الذين من قبلهم} يعني: ابتلينا، وكقوله تعالى لموسى عليه السلام {وفتناك فتونا} يعني: ابتليناك بلاء على أثر البلاء, وكقوله تعالى في سورة الدخان {ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون} يعني: ابتلينا.
والوجه الخامس: الفتنة يعني: الحرق بالنار، قوله تعالى في سورة البروج {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} يعني: أحرقوا المؤمنين والمؤمنات في الدنيا, وكقوله تعالى في سورة الذاريات {يوم هم على النار يفتنون} يعني: يعذبون فيحرقون بالنار {ذوقوا فتنتكم} يعني: عذابكم, يعني: الحرق بالنار.
والوجه السادس: الفتنة يعني: القتل، قوله تعالى في سورة النساء {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} يعني: يقتلكم، وكقوله تعالى في سورة يونس {على خوف من فرعون وملائهم أن يفتنهم} يعني: أن يقتلهم.
والوجه السابع: الفتنة يعني: الصد, قوله تعالى في سورة المائدة {واحذرهم أن يفتنوك} يعني: أن يصدوك {عن بعض ما أنزل الله إليك}، نظيرها {وإن كادوا ليفتنونك} يعني: ليصدونك {عن الذي أوحينا إليك}.
والوجه الثامن: الفتنة يعني الضلالة، قوله تعالى في سورة الصافات {ما أنتم عليه بفاتنين} يعني: بمضلين {إلا من هو صال الجحيم} يعني: إلا من قدر له أن يصلى الجحيم, وقال تعالى في سورة المائدة {ومن يرد الله فتنته} يعني: ومن يرد الله ضلالته {فلن تملك له من الله شيئا}.
والوجه التاسع: الفتنة يعني: المعذرة, قوله تعالى في سورة الأنعام {ثم لم تكن فتنتهم} يعني: ثم لم تكن معذرتهم {إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين}.
والوجه العاشر: الفتنة بعينها, قوله تعالى في سورة يونس {ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} أي: لا تسلط علينا فرعون وقومه فيقولون: لولا أنا أمثل منهم ما كنا سلطنا عليهم، فيكون ذلك فتنة، وكقوله تعالى في سورة الممتحنة {ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا} يقول: لا تقتر علينا الرزق وتبسط لهم, فيقولون: لولا أنا أمثل منهم لم يبسط لنا ويقتر عليهم, فيكون ذلك فتنة لهم.
والوجه الحادي عشر: الفتنة يعني الجنون, قوله تعالى في سورة القلم {فستبصر ويبصرون بأييكم المفتون} يعني: أيكم المجنون.