ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الفعل من حيث بناؤه للفاعل أو المفعول

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الفعل من حيث بناؤه للفاعل أو المفعول  Empty الفعل من حيث بناؤه للفاعل أو المفعول

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يناير 07, 2013 9:48 pm


    ينقسم الفعل إلى‏:‏ مبني للفاعل، ويُسمى معلوماً‏:‏ وهو ما ذُكر معه فاعله، نحو‏:‏ حفظ محمد الدرس؛ وإلى مبني للمفعول، ويُسمى مجهولاً‏:‏ وهو ما حُذف فاعله، وأُنيب عنه غيره، نحو‏:‏ حُفِظ الدرس‏.‏ وفي هذه الحالة يجب أن تُغَيَّر صورة الفعل عن أصلها، فإن كان ماضياً غير مبدوء بهمزة وصل ولا تاء زائدة، وليست عينه ألفاً، ضُمَّ أوَّله وكُسِرَ ما قبل آخره ولو تقديراً، نحو‏:‏ ضُرب عليّ، ورُد المبيع، فإن كان مبدوءاً بتاء زائدة ضمن الثاني مع الأوَّل، نحو‏:‏ تُعُلِّم الحساب وتُقُوتِلَ مع زيد، وإن كان مبدوءاً بهمزة وصل ضُمَّ الثالث مع الأوَّل، نحو‏:‏ انطُلق بزيد واستُخرج المعدن، وإن كانت عينه ألفاً قلبت ياء وكُسر أوَّله بإخلاص الكسر، أو إشمامه الضم، كما في قال وباع واختار وانقاد، تقول‏:‏ بيع الثوب، وقيل القول، واختير هذا وانقيد له، وبعضهم يُبقي الضم ويقلب الألف واواً كما في قوله‏:‏

    لَيْتَ وهل ينفعُ شيئاً لَيْـتُ *** ليتَ شَبَاباً بُوعَ فاشَتريتُ

    وقوله‏:‏

    حُوكَتْ عَلَى نِيرَيْنِ إذْ تُحَاكُ *** تَخْتَـبِطُ الشَّوكَ ولا تُشَاكُ

    رُويا بإخلاص الكسر، وبه مع إشمام الضم، وبالضم الخالص، وتُنْسب اللغة الأخيرة لبني فَقْعَس وَدُبَيْر، وادعى بعضهم امتناعها في انفعل وافتعل‏.‏ هذا إذا أُمِن اللبس، فإن لم يؤمن كُسر أول الأجوف الواويّ، إن كان مضارعه على يفعُل بضم العين، كقول العبد‏:‏ سِمت أي سامني المشتري، ولا تضمَّه لإيهامه أنه فاعل السوم، مع أن فاعله غيره، وضُمّ أول الأجوف اليائي، وكذا الواويّ، إن كان مضارعه على يفعَل بفتح العين، نحو‏:‏ بُعتُ‏:‏

    أي باعني سيدي، ولا يُكْسَرُ، لإيهامه أنه فاعل البيع، مع أن فاعله غيره، وكذا خُفْتُ، بضم الخاء، أي أخافني الغير‏.‏

    وأوجب الجمهور ضم فاء الثلاثيّ المُضعَّف، نحو‏:‏ شُدَّ ومُدَّ، والكوفيون أجازوا الكسر، وهي لغة بني ضبِّة وقد قُرِئ‏:‏ ‏{‏هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدّتْ إِلَيْنَا‏}‏ ‏(‏يوسف‏:‏ 65‏)‏، ‏{‏وَلَوْ رُدّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ‏}‏ ‏(‏الأنعام‏:‏ 28‏)‏، بالكسر فيهما، وذلك بنقل حركة العين إلى الفاء، بعد توهم سلب حركتها، وجوَّز ابن مالك الإشمام في المُضعَّف أيضاً حيث قال‏:‏

    وما لِبَاعَ قد يُرَى لِنَحْوِ حَبّ ***

    وإن كان مضارعاً ضُمَّ أوَّله، وفُتح ما قبل آخره ولو تقديراً، نحو‏:‏ يُضَربُ عليٌّ، ويُرَدُّ المبيع‏.‏

    فإن كان ما قبل آخر المضارع مداً، كيقول ويبيع قلب ألفاً، كيُقال ويُباع‏.‏

    ولا يُبْنى الفعل اللازم للمجهول إلاَّ مع الظرف أو المصدر المتصرفين المختصين، أو المجرور الذي لم يلزم الجارُّ له طريقة واحدة، نحو‏:‏ سِيرَ يومُ الجُمْعة، وَوُقِف أمامُ الأمير، وجُلِسَ جُلُوسٌ حسن، وفُرِح بقدوم محمد، بخلاف اللازم حالة واحدة، نحو‏:‏ عند وإذا وسبحان ومعاذ‏.‏

    تنبيه‏:‏ ورد في اللغة عدة أفعال على صورة المبني للمجهول منها‏:‏

    ‏(‏عُنِيَ‏)‏ فلان بحاجتك‏:‏ أي اهتم، و‏(‏زُهِيَ‏)‏ علينا‏:‏ أن تكبَّر، و‏(‏فُلِجَ‏)‏‏:‏ أصابه الفالج، و‏(‏حُمَّ‏)‏‏:‏ استحرَّ بدنُه من الحُمَّى، و‏(‏سُلّ‏)‏‏:‏ أصابه السُّل‏.‏ و‏(‏جُنَّ‏)‏ عقله‏:‏ استتر، و‏(‏غُمَّ‏)‏ الهِلال‏:‏ احتجب‏.‏ والخبرُ‏:‏ استعجم، و‏(‏أُغمِيَ‏)‏ عليه‏:‏ غُشِيَ، و‏(‏شُدِهَ‏)‏‏:‏ دَهِشَ وتحيَّر‏.‏ و‏(‏امتُقِع‏)‏ أو ‏(‏انتُقِع‏)‏ لونُهُ‏:‏ تَغَيَّر‏.‏

    وهذه الأفعال لا تنفك عن صورة المبني للمجهول، ما دامت لازمة، والوصف منها على مفعول، كما يفهم من عباراتهم، وكأنهم لاحظوا فيها وفي نظائرها أن تنطبق صورة الفعل على الوصف، فأتوا به على فُعِل بالضم، وجعلوا المرفوع بعده فاعلاً‏.‏

    ووردت أيضاً عِدَة أفعال مبنية للمفعول في الاستعمال الفصيح، وللفاعل نادراً أو شذوذاً، وهذه مرفوعها يكون بحسب البنية، فمن ذلك بُهِتَ الخَصْمُ وبُهُت، كفرح وكَرُم، وهُزِل وهَزَلَه المرض، ونُخِيَ ونخاه، من النَّخوة، وزُكمَ وزَكَمَه اللّه، ووُعِك ووَعَكَه، وطُلَّ دَمُه وطَلَّهُ، ورُهِصَت الدابة ورَهَصَها الحَجَر، ونُتجَت الناقة ونَتَجَها أهلُها، إلى آخر ما جاء من ذلك، وعدَّه اللغويون من باب عُنِيَ‏.‏

    وعلاقة هذا المبحث باللغة أكثر منها بالصرف‏.‏


    المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:29 pm