ينقسم الفعل إلى: صحيح ومعتِّل.
فالصحيح: ما خلت أصوله من أحرف العلة، وهي الألف، والواو، والياء، نحو: كَتَبَ وجَلَس. ثم إنَّ حرف العلة إن سكن وانفتح ما قبله يسمى لِينا: كثَوْب وسَيْف، فإن جانسه ما قبله من الحركات يسمى مدّاً، كقال يقُول قيلاً؛ فعلى ذلك لا تنفك الألف عن كونها حرف علَّة، ومدٍّ، ولين، لسكونها وفتح ما قبلها دائماً، بخلاف أختيها.
والمعتلّ: ما كان أحد أصوله حرف علَّة نحو: وجد وقال وسعى.
ولكل من الصحيح والمعتلّ أقسام:
أقسام الصحيح
ينقسم الصحيح إلى: سالم، ومضعَّف، ومهموز.
فالسالم: ما سلمت أصوله من أحرف العلة والهمز، والتضعيف، كضرب ونصر وقعد وجلس، فإذن يكون كل سالم صحيحاً، ولا عكس.
والمضعَّف: ويقال له الأصم لشدته، ينقسم إلى قسمين: مُضعَّف الثلاثيّ ومزيده، ومضعَّف الرُّباعيّ. فمضعَّف الثلاثيّ ومزيده: ما كانت عينه ولامه من جنسٍ واحد، نحو: فرّ ومدّ وامتدّ واستمدّ، وهو محل نظر الصرفي. ومضعَّف الرُّباعيّ: ما كانت فاؤه ولامه الأولى من جنس، وعينه ولامه الثانية من جنس، كزلزل، وعَسْعَس، وقَلْقَل.
والمهموز: ما كان أحد أصوله همزة نحو: أخذ، وسأل، وقرأ.
أقسام المعتلّ
ينقسم المعتلّ إلى: مثال، وأجوف، وناقص، ولفيف.
فالمثال: ما اعتلت فاؤه، نحو: وَعَدَ، ويَسَرَ، وسُمِّي بذلك لأنه يماثل الصحيح في عدم إعلال ماضيه.
والأجوف: ما اعتلت عينه، نحو: قَال، وبَاع، وسُمِّي بذلك لخلو جوفه، أي وسطه من الحرف الصحيح. ويسمى أيضاً ذا الثلاثة، لأنه عند إسناده لتاء الفاعل يصير معها على ثلاثة أحرف، كقلت، وبعت في قال وباع.
والناقص: ما اعتلت لامه، نحو: غزا ورمى، وسُمِّي بذلك لنقصانه بحذف آخره في بعض التصاريف، كغَزَتْ، ورَمَتْ ويسمى أيضاً ذا الأربعة، لأنه عند إسناده لتاء الفاعل يصير معها على أربعة أحرف، نحو: غَزَوْتُ ورَمَيْتُ.
واللفيف: قسمان، مفروق: وهو ما اعتلت فاؤه ولامه، نحو: وَفى ووَفي، وسُمِّي بذلك لكون الحرف الصحيح فارقاً بين حرفي العلة؛ ومقرون: وهو ما اعتلت عينه ولامه، نحو: طَوَىَ ورَوَىَ، وسُمِّي بذلك لاقتران حرفي العلة ببعضهما.
وهذه التقاسيم التي جرت في الفعل، تجري أيضاً في الاسم، نحو: شمس ووجه ويُمْن، وقَوْل، وسيف، ودلو، وظَبْي، ووَحْي، وجَو، وَحَي، وأمْر، وبئر، ونبأ، وجد، وبلبل.
المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف