ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الفعل بحسب التجرد والزيادة

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الفعل بحسب التجرد والزيادة Empty الفعل بحسب التجرد والزيادة

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يناير 07, 2013 9:44 pm


    ينقسم الفعل إلى‏:‏ مجرَّد ومزيد‏.‏

    فالمجرَّد‏:‏ ما كانت جميع حروفه أصلية، لا يسقط حرف منها في تصاريف الكلمة بغير علَّة؛ والمزيد‏:‏ ما زيد فيه حرف أو أكثر على حروفه الأصلية‏.‏

    والمجرَّد قسمان‏:‏ ثلاثيّ ورباعي‏.‏ والمزيد قسمان‏:‏ مزيد الثلاثيّ، ومزيد الرُّباعيّ‏.‏ أما الثلاثيّ المجرَّد فله باعتبار ماضيه فقط‏:‏ ثلاثة أبواب، لأنه دائماً مفتوح الفاء، وعينه إما أن تكون مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، نحو‏:‏ نَصَرَ وضَرَبَ وفَتَحَ، ونحو كَرُم، ونحو فَرِحَ وحَسِبَ‏.‏

    وباعتبار الماضي مع المضارع له ستة أبواب، لأن عين المضارع إما مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة، وثلاثة في ثلاثة بتسعة، يمتنع كسر العين في الماضي مع ضمها في المضارع، وضم العين في الماضي مع كسرها أو فتحها في المضارع، فإذن تكون أبواب الثلاثيّ ستة‏.‏

    الباب الأول‏:‏ فَعَل يَفعُل

    بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع كنَصَرَ يَنْصُر، وقَعَدَ يَقْعُدُ، وأخذ يَأْخُذُ، وبرأ يَبْرُؤ، وقال يقول، وغَزَا يغْزُو، ومَرَّ يَمُرُّ‏.‏

    الباب الثاني‏:‏ فَعَل يَفْعِل

    بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع، كضَرَب يضْرِب، وجَلَسَ يَجْلِسُ، ووَعَد يَعِد، وباع يبيع، ورَمى يَرمِي، ووقى يَقِي، وطَوَى يَطْوِي، وفَرَّ يَفِرُّ، وأتى يأتي، وجاء يجيء، وأبَر النخل يأبِرُه، وهَنَأ يهنئ، وأَوى يَأوي، ووَأى يَئي، بمعنى وعد‏.‏

    الباب الثالث‏:‏ فَعَل يَفْعَل

    بالفتح فيهما، كفتَح يفتَح، وذَهب يذهَب، وسَعى يَسْعى، ووَضعَ يضَع، ويفَع يَيْفَعُ، ووَهَلَ يَوْهَل، وألَهَ يألَه، وسَأل يَسْأل، وَقَرأ يقرأُ‏.‏

    وكل ما كانت عينه مفتوحة في الماضي والمضارع، فهو حلقي العين أو اللام‏.‏ وليس كل ما كان حلقياً كان مفتوحاً فيهما‏.‏

    وحروف الحلق ستة‏:‏ الهمزة، والهاء، والحاء، والخاء، والعين، والغين‏.‏

    وما جاء من هذا الباب دون حرف حلقي فشاذّ، كأَبى يأَبى، وهلَكَ يَهْلِك، في إحدى لغتيه، أو من تداخل اللغات كرَكَن يرْكن، وقَلَى يَقْلَى‏:‏ غير فصيح، وبَقَى يَبْقَى‏:‏ لغة طيِّء، والأصل كسر العين في الماضي، ولكنهم قلبوه فتحة تخفيفاً، وهذا قياس عندهم‏.‏

    الباب الرابع‏:‏ فَعِل يَفْعَل

    بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، كفَرِح يَفْرَح، وعلِم يعْلَم، ووجِل يَوْجَل، ويَبِس يَيْبَس، وخاف يَخاف، وهاب يَهاب، وغيدَ يغْيَد، وعَوِر يَعْوَر، ورَضِي يَرْضَى، وقَوِي يَقْوَى، ووَجِي يَوْجَي، وعَضَّ يَعَضَ، وأَمِنَ يَأْمَن، وسَئِم يَسْأَم، وصَدِئ يَصْدَأ‏.‏

    ويأتي من هذا الباب الأفعال الدالَّة على الفرح وتوابعه، والامتلاء والخُلْو، والألوان والعيوب، والخلق الظاهرة التي تذكر لتحلية الإنسان في الغَزَل‏:‏ كفرِحَ وطرِب وبطِرَ وأشر، وكغضب وحزن، وكشبع وروي، وسَكِر، وكعطِش وظمِئ، وصَدِيَ وَهَيِم، وكحَمِر وسَوِد، وكعور وعَمِشَ، وجَهرِ وكغَيد وهيَف ولمِيَ‏.‏

    الباب الخامس‏:‏ فعُل يفعُل

    بضم العين فيهما، كشرُف يَشْرُف، وحسُن يَحْسُن، ووسُم يوسُم، ويَمُن ييمُن، وأسُل يأسُل، ولؤُم يلؤُم، وجرُؤ يجْرؤُ، وسَرُوَ يَسْرُو‏.‏

    ولم يرد من هذا الباب يائي العين إلاَّ لفظة هَيُؤَ‏:‏ صار ذا هيئة، ولا يائي اللام وهو متصرف إلاَّ نَهُو‏:‏ من النُّهْية، بمعنى العقل، ولا مضاعفاً إلاَّ قليلاً كشَرَرْت مُثَلَّثَ الراء، ولَبْبْت، بضم العين وكسرها، والمضارع تَلَبُّ، بفتح العين لا غير‏.‏

    وهذا الباب للأوصاف الخِلْقية وهي التي لها مكث‏.‏

    ولك أن تحول كل فعل ثلاثيّ إلى هذا الباب للدلالة على أن معناه صار كالغريزة في صاحبه، وربما استعملت أفعال هذا الباب للتعجب فتنسلخ عن الحدث‏.‏

    الباب السادس‏:‏ فعِل يَفْعِل

    بالكسر فيهما، كحسِب يَحسِب، ونعِم ينعِم، وهو قليل في الصحيح كثير في المعتلَّ، كما سيأتي‏.‏

    تنبيهات

    الأوَّل‏:‏ كل أفعال هذه الأبواب تكون متعدية ولازمة، إلاَّ أفعال الباب الخامس فلا تكون إلاَّ لازمة‏.‏ وأما رَحْبَتْك الدارُ فعلى التوسع، والأصل رَحُبَتْ بك الدارُ، والأبواب الثلاثة الأولى تسمى دعائم الأبواب، وهي في الكثرة على ذلك الترتيب‏.‏

    الثَّاني‏:‏ أن فَعَلَ المفتوح العين، إن كان أوَّله همزة أو واواً، فالغالب أنه من باب ضرب، كأسَر يأسِر، وأَتَى يأتي، ووعد يعِد، ووزَن يزِن، ومن غير الغالب‏:‏ أخَذ وأكَل ووهَل‏.‏ وإن كان مضاعفاً فالغالب أنه من باب نصر، إن كان متعدِّياً كَمَدّه يَمُدُّه، وصدّه يَصُدُّه‏.‏ ومن باب ضرب، إن كان لازماً، كخَفَّ يخَفُّ، وشذَّ يَشذُّ، بالذال المعجمة‏.‏

    الثَّالث‏:‏ مما تقدَّم من الأمثلة تعلم‏:‏

    1- أن المضاعف يجيء من ثلاثة أبواب‏:‏ من باب نصر وضرب وفرح، نحو‏:‏ سرّه يسرُّه، وفرَّ يفرُّ، وعضَّه يعَضُّه‏.‏

    2- ومهموز الفاء يجيء من خمسة أبواب‏:‏ من باب نصر وضرب وفتح وفرح وشرُف، نحو‏:‏ أخذ يأخُذ، وأسَرَ يأسر، وأهَب يأهَبُ، وأمِن يأمَن، وأسُل يأسُل‏.‏

    3- ومهموز العين يجيء من أربعة أبواب‏:‏ من باب ضرب وفتح وفرح وشرُف، نحو‏:‏ وأى يَئي، وسأل يسأل، وسئم يسأل، ولَؤُم يَلْؤُم‏.‏

    4- ومهموز اللام يجيء من خمسة أبواب‏:‏ من باب نصر وضرب وفتح وشرُف نحو‏:‏ بَرَأ يبرُؤ، وهَنَأ يهنئ، وقَرَأ يقرَأ، وصدئ يَصْدَأ، وجرُؤ يجرُؤ‏.‏

    5- والمثال يجيء من خمسة أبواب‏:‏ من باب ضرب وفتح وفرح وشرُف وحسب، نحو‏:‏ وعَد يعِد، ووهِل يَوْهَل، ووجِل يوجَل، ووسُم يَوْسُم، وورِث يرِث، وقد ورد من باب نصر لفظة واحدة في لغة عامرية‏:‏ وهي وَجَدَ يَجُد قال جرير‏:‏

    لو شِئتِ قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبَةٍ *** تَدَعُ الصَّوَادِي لا يَجُدْنَ غَليلا

    رُوي بضم الجيم وكسرها‏.‏ يقول لمحبوبته‏:‏ لو شئت قد روي الفؤاد بشربة من ريقك تترك الصَّوَادِي أي العطاش لا يجدن حرارة العطش‏.‏

    6- والأجوف يجيء من ثلاثة أبواب‏:‏ من باب نَصَر وضرب وفرح، نحو‏:‏ قال يقول، وباع يبيع، وخاف يخاف، وغَيِد يَغْيَد، وعَور يعوَر، إلاَّ أن شرطه أن يكون في الباب الأوَّل واوياً، وفي الثاني يائياً، وفي الثالث مطلقاً، وجاء طال يطول فقط من باب شرُف‏.‏

    7- والناقص يجيء من خمسة أبواب‏:‏ من باب نصر وضرب وفتح وفرح وشرف، نحو‏:‏ دعا ورمى وسعى ورضى وسرُو، ويشترط في الناقص من الباب الأوَّل والثاني ما اشترط في الأجوف منهما‏.‏

    8- واللفيف المفروق يجيء من ثلاثة أبواب‏:‏ من باب شرب وفرح وحسب، نحو‏:‏ وَفَى يَفِي، ووجِيَ يَوْجَي، وولِيَ يَلِي‏.‏

    9- واللفيف المقرون‏:‏ يجيء من بابي ضرب وفرح، نحو‏:‏ روَى يرْوي، وقوىَ يَقْوَى، ولم يرد يائي العين واللام إلاَّ في كلمتين من باب فرح، هما عَيِيَ، وحَيِيَ‏.‏

    الرَّابع‏:‏ الفعل الأجوف، إن كان بالألف في الماضي، وبالواو في المضارع، فهو من باب نصر، كقال يقول، ما عدا طال يطول، فإنه من باب شرُف، وإن كان بالألف في الماضي وبالياء في المضارع، فهو من باب شرب كباع يبيع، وإن كان بالألف أو بالياء أو بالواو فيهما، فهو من باب فرح، كخاف يخاف، وغَيِدَ يَغيد، وعوِر يَعور‏.‏

    والناقص إن كان بالألف في الماضي وبالواو في المضارع، فهو من باب نصر، كدعا يدعو، وإن كان بالألف في الماضي وبالياء في المضارع، فهو من باب ضرب، كرمى يرمي، وإن كان بالألف فيهما، فهو من باب فتح، كسعَى يسعَى، وإن كان بالواو فيهما، فهو من باب شرف، كسرُو يسرُو، وإن كان بالياء فيهما، فهو من باب حسب كوَلِيَ يَلِي، وإن كان بالياء في الماضي والألف في المضارع، فهو من باب فرح، كرضِي يرضَى‏.‏

    الخامس‏:‏ لم يرد في اللغة ما يجب كسر عينه في الماضي والمضارع إلاَّ ثلاثة عشر فعلاً، وهي‏:‏ وثِقَ به، ووجد عليه‏:‏ أي حزن، وورِث المال، وورِع عن الشبهات، وورِك‏:‏ أي اضطجع، وورِم الجُرح، وورِي المخ‏:‏ أي اكتنز، ووعِق عليه‏:‏ أي عجل، ووفِق أمره‏:‏ أي صادفه موافقاً، ووقِه له‏:‏ أي سمع، ووكِم‏:‏ أي اغتمَّ، وولِي الأمر، وومِق‏:‏ أي أحب‏.‏

    وورد أحد عشر فعلاً، تُكْسَر عينها في الماضي، ويجوز الكسر والفتح في المضارع، وهي‏:‏ بَئِس، بالباء الموحدة، وحسِب، ووبق‏:‏ أي هلك، ووحمتِ الحُبْلَى، ووحِرَ صدره، ووَغِر‏:‏ أي اغتاظ فيهما، وولغ الكلب، وولِه، ووهِل‏:‏ أي اضطرب فيهما، ويئِس منه، ويبِس الغصن‏.‏

    السادس‏:‏ كون الثلاثيّ على وزن معين من الأوزان الستة المتقدمة سماعي، فلا يعتمد في معرفتها على قاعدة، غير أنه يمكن تقريبه بمراعاة هذه الضوابط‏.‏ ويجب فيه مراعاة صورة الماضي والمضارع معاً، لمخالفة صورة المضارع للماضي الواحد كما رأيت، وفي غيره تراعي صورة الماضي فقط، لأن لكل ماض مضارعاً لا تختلف صورته فيه‏.‏

    السابع‏:‏ ما بُني من الأفعال مطلقاً للدلالة على الغلَبَة في المفاخرة، فقياس مضارعه ضم عينه، كسابقني زيد فسبقته، فأنا أسبُقه، ما لم يكن واويَّ الفاء، أو يائي العين أو اللام، فقياس مضارعه كسر عينه، كواثبته فوَثَبْته فأنا أثِبه، وبايعته فبِعته فأنا أبيعه، وراميته فرميته فأنا أرمِيه‏.‏

    أوزان الرُّباعيّ المجرَّد وملحقاته

    للرباعي المجرَّد وزن واحد وهو فعلل، كدحرج يدحرج، ودَرْبَخَ يدربخ‏.‏ ومنه أفعال نحتتها العرب من مركبات فتحفظ ولا يقاس عليها، كبسمل إذا قال‏:‏ بسم اللّه، وحوقل إذا قال‏:‏ لا حول ولا قوة إلاَّ باللّه، وطلبق إذا قال‏:‏ أطال اللّه بقاءك، ودمعز إذا قال‏:‏ أدام اللّه عزك، وجعفل إذا قال‏:‏ جعلني اللّه فداءك‏.‏

    وملحقاته سبعة‏:‏

    الأوَّل‏:‏ فعلل كجلبَبَه‏:‏ أي ألبسه الجلباب‏.‏

    الثَّاني‏:‏ فوعل كجوربه‏:‏ أي ألبسه الجورب‏.‏

    الثَّالث‏:‏ فعْوَل كرَهْوَك في مشيته‏:‏ أي أسرع‏.‏

    الرَّابع‏:‏ فَيْعَل كبَيْطَر‏:‏ أي أصلح الدواب‏.‏

    الخامس‏:‏ فعْيَلَ كشَرْيَف الزرع‏:‏ قطع شريانَه‏.‏

    السادس‏:‏ فَعْلىَ كسَلْقَى، إذا إستلقى على ظهره‏.‏

    السابع‏:‏ فَعْنَل كقَلْنَسَهُ‏:‏ ألبسه القلنسوة‏.‏

    والإلحاق‏:‏ أن تزيد في البناء زيادة لتلحقه بآخر أكثر منه، فيتصرف تصرفه‏.‏

    أوزان الثلاثيّ المزيد فيه

    الفعل الثلاثيّ المزيد فيه ثلاثة أقسام‏:‏ ما زيد فيه حرف واحد، وما زيد فيه حرفان، وما زيد فيه ثلاثة أحرف‏.‏ فغاية ما يبلغ الفعل بالزيادة ستة؛ بخلاف الاسم، فإنه يبلغ بالزيادة سبعة، لثقل الفعل، وخفة الاسم، كما سيأتي، فالذي زيد فيه حرف واحد، يأتي على ثلاثة أوزان‏:‏

    الأوَّل‏:‏ أفْعَلَ كأكرم، وأولى وأعطى وأقام وآتى وآمن وأقّر‏.‏

    الثَّاني‏:‏ فاعَلَ، كقاتل، وآخذ، ووالى‏.‏

    الثَّالث‏:‏ فَعَّلَ بالتضعيف، كفرَّح وزكَّى وولَّى وبَرَّأ‏.‏

    والذي زيد فيه حرفان يأتي على خمسة أوزان‏:‏

    الأوَّل‏:‏ انفعَلَ، كانكسر وانشقَّ وانقاد وانمحى‏.‏

    الثَّاني‏:‏ افتعلّ كاجتمع واشتقَّ، واحتار، وادَّعى واتَّصل واتَّقى واصطبر واضطرب‏.‏

    الثَّالث‏:‏ افْعّلَّ، كأحمرَّ وأصفرَّ وأعورَّ‏.‏ وهذا الوزن يكون غالباً في الألوان والعيوب؛ وندر في غيرهما نحو‏:‏ ارفضَّ عرَقاً، واخضلَّ الروضُ، ومنه ارْعَوَى‏.‏

    الرَّابع‏:‏ تَفَعَّل، كتعلَّم وتزكَّى، ومنه اذَّكَّر واطَّهر‏.‏

    الخامس‏:‏ تَفاعَلَ كتباعَدَ وتشاوَرَ، ومنه تبارك وتعالى، وكذا اثَّاقل وادَّارك‏.‏

    والذي زيد فيه ثلاثة أحرف يأتي على أربعة أوزان‏:‏

    الأوَّل‏:‏ استفْعَلَ، كاستخرج واستقام‏.‏

    الثَّاني‏:‏ افْعَوعَلَ، كاغدودن الشعر‏:‏ إذا طال، واعشوشب المكان‏:‏ إذا كثر عُشْبه‏.‏

    الثَّالث‏:‏ افعالَّ، كإحمارّ واشهابَّ‏:‏ قويت حُمرته وشُهبته‏.‏

    الرَّابع‏:‏ افْعَوَّلَ كاجلوَّذ‏:‏ إذا أسرع، واعلَوَّط‏:‏ أي تعلق بعنق البعير فركبه‏.‏

    أوزان الرُّباعيّ المزيد فيه وملحقاته

    ينقسم الرُّباعيّ المزيد فيه إلى قسمين‏:‏ ما زيد فيه حرف واحد، وما زيد فيه حرفان، فالذي زيد فيه حرف واحد، وهو تفَعللَ كتدحرج، والذي زيد فيه حرفان وزنان‏:‏

    الأوَّل‏:‏ افعنلَلَ، كاحرنجم‏.‏

    والثاني‏:‏ افعلَلَّ، كاقشعرّ، واطمأنَّ‏.‏

    والملحق بما زيد فيه حرف واحد يأتي على ستة أوزان‏:‏

    الأوَّل‏:‏ تفعللَ، كتجلببَ‏.‏

    الثَّاني‏:‏ تفعولَ، كتَرَهْوَكَ‏.‏

    الثَّالث‏:‏ تُفَيْعَل، كتَشَيْطَن‏.‏

    الرَّابع‏:‏ تَفَوْعَل، كتجوربَ‏.‏

    الخامس‏:‏ تَمَفْعَل، كتمسكن‏.‏

    السادس‏:‏ تفَعَلَى، كتَسَلَقى‏.‏

    والملحق بما زيد فيه حرفان وزنان‏:‏

    الأوَّل‏:‏ افعنلَلَ، كاقعنسَس‏.‏

    والثاني‏:‏ افعنلَى، كاسلنقى‏.‏

    والفرق بين وزني احرنجم واقعنسس، أن اقعنسَسَ إحدى لاميه زائدة للإلحاق، بخلال احرنجم، فإنهما فيه أصليتان‏.‏

    تنبيهان

    الأوَّل‏:‏ ظهر لك مما تقدَّم أن الفعل باعتبار مادته أربعة أقسام‏:‏ ثلاثيّ ورباعي وخُماسيّ وسداسي، وباعتبار هيئته الحاصلة من الحركات والسكنات‏:‏ سبعة وثلاثون باباً‏.‏

    الثَّاني‏:‏ لا يلزم في كل مجرَّد أن يستعمل له مزيد، ولا في كل مزيد أن يستعمل له مُجرَّد، ولا فيما استعمل فيه بعض المزيدات، أن يستعمل فيه البعض الآخر، بل المدار في كل ذلك على السماع‏.‏ ويستثنى من ذلك الثلاثيّ اللازم، فتَطَّرِدُ زيادة الهمزة في أوَّله للتعدية، فيقال في ذهب أذهب، وفي خرج أخرج‏.‏

    فصل في معاني صيغ الزوائد

    1- أفْعَلَ‏:‏ تأتي لعدة معان‏:‏

    الأوَّل‏:‏ التَّعدية، وهي تصيير الفاعل بالهمزة مفعولاً، كأقمت زيداً وأقعدته وأقرأته، الأصل قام زيد وقعد وقرأ، فلما دخلت عليه الهمزة صار زيد مُقاماً مُقْعَداً مُقْرَأ‏.‏ فإذا كان الفعل لازماً صار بها متعدِّياً لواحد، وإذا كان متعدِّياً لواحد صار بها متعدِّياً لاثنين، وإذا كان متعدِّياً لاثنين صار متعدِّياً لثلاثة‏.‏ ولم يوجد في اللغة ما هو متعدِّ لاثنين، وصار بالهمزة متعدِّياً لثلاثة، إلاَّ رأى وعَلِمَ، كرأى وعلم زيد بكراً قائماً، تقول‏:‏ أريتُ أو أعلمتُ زيداً بكر قائماً‏.‏

    الثَّاني‏:‏ صيرورة شيء ذا شيء، كألبن وأتمر وأفلس، صار ذا لبن وتمر وفلوس‏.‏

    الثَّالث‏:‏ الدخول في شيء، مكاناً كان أو زماناً، كأَشْأَم وأَعْرَق، وأصْبَح وأمْسَى، أي دخل في الشام والعراق والصباح والمساء‏.‏

    الرَّابع‏:‏ السلب والإزالة، كأقذيت عين فلان، وأعجمْتُ الكتاب‏:‏ أي أزلت القذى عن عينه، وأزلت عُجمة الكتاب بنقطه‏.‏

    الخامس‏:‏ مصادفة الشيء على صفة، كأحمدت زيداً وأكرمته وأبخلته‏:‏ أي صادفته محموداً أو كريماً أو بخيلاً‏.‏

    السادس‏:‏ الاستحقاق، كأَحْصَدَ الزرع، وأَزْوَجَتْ هند‏:‏ أي استحق الزرع الحصاد، وهند الزَّواج‏.‏

    السابع‏:‏ التعريض، كأرْهَنْتُ المتاع وأبَعْتُهُ‏:‏ أي عرضته للرهن والبيع‏.‏

    الثامن‏:‏ أن يكون بمعنى استفعل، كأعظمته‏:‏ أي استعظمته‏.‏

    التاسع‏:‏ أن يكون مطاعاً لفَعَّل بالتشديد نحو‏:‏ فطَّرته فأفطر وبشَّرته فأبشر‏.‏

    العاشر‏:‏ التمكين، كأحفرته النهر‏:‏ أي مكَّنْتُه من حَفْرِه‏.‏

    وربما جاء المهموز كأصله، كسَرَى وأسْرَى، أو أغنى عن أصله لعدم وروده، كأفلح‏:‏ أي فاز، وندر مجيء الفعل متعدِّياً بلا همزة، ولازماً بها، كنَسَلْتُ ريش الطائر، وأَنْسَل الريش، وعرضت الشيء‏:‏ أظهرته، وأعرض الشيء‏:‏ ظهر، وكبَبْتُ زيداً على وجهه، وأكَبَّ زيد على وجهه، وقَشَعَتِ الريحُ السحاب، وأقشعَ السحابُ قال الشاعر‏:‏

    كما أبْرَقَتْ قَوماً عِطاشاً سَحابة *** فلمَّا رأوها أَقْشَعَتْ وَتَجلَّتِ

    2- وفَاعَل‏:‏ يكثر استعماله في معنيين‏:‏

    أحدهما‏:‏ التشارك بين اثنين فأكثر، وهو أن يفعل أحدهما بصاحبه فعلاً فيقابله الآخر بمثله، وحينئذ فيُنسب للبادئ نسبة الفاعلية وللمقابل نسبة المفعولية، فإذا كان أصل الفعل لازماً صار بهذه الصيغة متعدِّياً نحو‏:‏ ماشيته، والأصل مَشَيْت ومشى، وفي هذه الصيغة معنى المغالبة، ويدل على غلبة أحدهما بصيغة فَعَل من باب نَصَر ما لم يكن واوي الفاء، أو يائي العين أو اللام، فإنه يدل على الغلبة من باب ضَرَب كما تقدَّم، ومتى كان فعلل للدلالة على الغلبة كان متعدِّياً، وإن كان أصله لازماً، وكان من باب نصر أو ضرب على ما تقدَّم من أي بابٍ كان‏.‏

    وثانيهما‏:‏ الموالاة، فيكون بمعنى أفعل المتعدي، كواليت الصوم وتابعته، بمعنى أوليت وأتبعتُ بعضه بعضاً‏.‏

    وربما كان بمعنى فعَّلَ المضعَّف للتكثير كضاعفت الشيء وضعّفته، وبمعنى فَعَلَ، كدافع ودَفع، وسافر وسفَر، وربما كانت المفاعلة بتنزيل غير الفعل منزلته، كـ‏:‏ ‏{‏يخادعون اللّه‏}‏، جعلت معاملتهم للّه بما انطوت عليه نفوسهم من إخفاء الكفر وإظهار الإسلام، ومجازاته لهم مخادعة‏.‏

    3- وفَعَّلَ‏:‏ يكثر استعمالها في ثمانية معان، تشارك أفعل في اثنين منها، وهما التَّعدية، كقوَّمت زيداً وقعَّدته، والإزالة كجَرَّبتُ البعير، وقشَّرْتُ الفاكهة‏:‏ أي أزلت جربه وأزلت قشرها‏.‏

    وتنفرد بستة‏:‏

    أولها‏:‏ التكثير في الفعل، كجَوَّل وطوَّف‏:‏ أكثر الجولان والطوفان، أو في المفعول، كغلَّقَتِ الأبواب، أو في الفاعل، كموّتَتِ الإبل، وبرَّكَتْ‏.‏

    وثانيها‏:‏ صيرورة شيء شبه شيء، كقوَّس زيدٌ، وحجَّر الطين‏:‏ أي صار شبه القوس في الانحناء، والحجر في الجمود‏.‏

    وثالثها‏:‏ نسبة الشيء إلى أصل الفعل، كفَسَّقْتُ زيداً أو كفَّرته‏:‏ نسبته إلى الفسق أو الكفر‏.‏

    ورابعها‏:‏ التوجه إلى الشيء، كشرَّقتُ أو غرَّبت‏:‏ توجهت إلى الشرق أو الغرب‏.‏

    وخامسها‏:‏ اختصار حكاية الشيء، كهلَّل وسبَّح ولبَّى وأمَّن، إذا قال‏:‏ لا إله إلاَّ اللّه وسبحان اللّه ولبيك وآمين‏.‏

    وسادسها‏:‏ قبول الشيء، كشفَّعت زيداً‏:‏ قبلت شفاعته‏.‏

    وربما ورد بمعنى أصله أو بمعنى تفعَّل، كولَّى وتولَّى وفكَّر وتفكَّر‏.‏ وربما أغنى عن أصله لعدم وروده، كعيَّرَهُ‏:‏ إذا عابه، وعجَّزَتْ المرأة‏:‏ بلغت السن العالية‏.‏

    4- وانْفَعَلَ‏:‏ يأتي لمعنى واحد هو‏:‏ المطاوعة‏.‏ ولهذا لا يكون إلاَّ لازماً ولا يكون إلاَّ في الأفعال العلاجية، ويأتي لمطاوعة الثلاثيّ كثيراً كقطعته فانقطع، وكسرته فانكسر، ولمطاوعة غيره قليلاً، كأطلقته فانطلق وعدلَّته- بالتضعيف- فانعدل، ولكونه مختصاً بالعلاجيات لا يقال‏:‏ علَّمته فانعلم، ولا فهمته فانفهم‏.‏

    والمطاوعة هي قبول تأثير الغير‏.‏

    5- وافْتَعَلَ‏:‏ اشتهر في ستة معان‏:‏

    أحدها‏:‏ الاتخاذ، كاختتم زيد، واختدم‏:‏ اتخذ له خاتماً وخادماً‏.‏

    وثانيها‏:‏ الاجتهاد والطلب، كاكتسب واكتتب‏:‏ أي اجتهد وطلب الكسب والكتابة‏.‏

    وثالثها‏:‏ التشارك، كاختصم زيد وعمرو‏:‏ اختلفا‏.‏

    ورابعها‏:‏ الإظهار، كاعتذر واعتظم‏:‏ أي أظهر العُذر والعظمة‏.‏

    وخامسها‏:‏ المبالغة في معنى الفعل، كاقتدر وارتد‏:‏ أي بالغ في القدرة والرَّدَّة‏.‏

    وسادسها‏:‏ مطاوعة الثلاثيّ كثيراً، كعدلته فاعتدل، وجمعته فاجتمع‏.‏

    وربما أتى مطاوعاً للمضعَّف ومهموز الثلاثيّ، كقربته فاقترب، وأنصفته فانتصف‏.‏ وقد يجيء بمعنى أصله لعدم وروده، كارتجل الخطبة، واشتمل الثوب‏.‏

    6- وافْعلَّ‏:‏ يأتي غالباً لمعنى واحد، وهو قوة اللون أو العيب، ولا يكون إلاَّ لازماً، كاحمرَّ وابيضَّ واعورَّ واعمشَّ‏:‏ قويت حُمْرَتُه وبياضُه وعَوَرُه وعَمَشُه‏.‏

    7- وتَفَعَّل‏:‏ تأتي لخمسة معان‏:‏

    أحدها‏:‏ مطاوعة فعَّل مُضعَّف العين، كنبَّهته فتنبَّه، وكسَّرته فتكَسَّر‏.‏

    وثانيها‏:‏ الاتخاذ، كتوسد ثوبه‏:‏ اتخذه وسادة‏.‏

    وثالثها‏:‏ التكلُّف، كتصبَّر وتحَلَّم‏:‏ تكلف الصَبْرَ والحِلْمَ‏.‏

    ورابعها‏:‏ التجنُّب كتحرَّج وتهجَّد‏:‏ تجنب الحَرَج والهُجود، أي النوم‏.‏

    وخامسها‏:‏ التدريج، كتجرَّعت الماء، وتحَفَّظْت العلم‏:‏ أي شربت الماء جرعة بعد أخرى، وحفظت العلم مسألة بعد أخرى، وربما أغنت هذه الصيغة عن الثلاثيّ لعدم وروده، كتكلَّم وتصدَّى‏.‏

    8- وتَفَاعَلَ‏:‏ اشتهرت في أربعة معان‏:‏

    أحدها‏:‏ التشريك بين اثنين فأكثر، فيكون كل منهما فاعلاً في اللفظ، مفعولاً في المعنى، بخلاف فاعَلَ المتقدم، ولذلك إذا كان فاعل المتقدم متعدِّياً لاثنين صار بهذه الصيغة متعدِّياً لواحد كجاذب زيد عمراً ثوباً، وتجاذب زيد وعمرو ثوباً، وإذا كان متعدِّياً لواحد صار بها لازماً كخاصم زيد عمار، وتخاصم زيد وعمرو‏.‏

    وثانيها‏:‏ التظاهر بالفعل دون حقيقته، كتَناوَمَ وتَغافَلَ وتَعَامَى‏:‏ أي أظهر النوم والغفلة والعمى، وهي منتفية عنه، قال الشاعر‏:‏

    ليسَ الغَبِيُّ بسيِّدٍ فِي قَومِهِ *** لكِنَّ سيِّد قَومِهِ المُتَغَابِي

    وقال الحريري‏:‏

    ولما تعامىَ الدهرُ وهو أبو الوَرَى *** عـن الرُّشْدِ في أنحائـه ومَقَاصِـدِهِ

    تَعَامَيْتُ حتـى قيلَ إني أخو عَمًى *** ولا غُرْوَ أن يَحْذُو الفَتَى حَذْوُ والِـده

    وثالثها‏:‏ حصول الشيء تدريجاً، كتزايد النيلُ، وتواردت الإبل‏:‏ أي حصلت الزيادة والورود بالتدريج شيئاً فشيئاً‏.‏

    ورابعها‏:‏ مطاوعة فاعَلَ، كباعدته فتباعد‏.‏

    9- واستفعل‏:‏ كثر استعمالها في ستة معان‏:‏

    أحدهما‏:‏ الطلب حقيقة، كاستغفرت اللّه‏:‏ أي طلبت مغفرته، أو مجازاً كاستخرجت الذهب من المعدن، سُمِّيت الممارسة في إخراجه والاجتهاد في الحصول عليه طلباً، حيث لا يمكن الطلب الحقيقي‏.‏

    وثانيها‏:‏ الصيرورة حقيقة، كاستحجر الطين واستحصن المُهْرُ‏:‏ أي صار حجراً وحِصاناً أو مجازاً كقوله‏:‏

    إن البُغاث بأرَضِنا يَستَنْسِرُ ***

    أي يصير كالنِّسر في القوة، والبُغاثَ‏:‏ طائر ضعيف الطيران، ومعناه‏:‏ إن الضعيف بأرضنا يصير قوياً لاستعانته بنا‏.‏

    وثالثها‏:‏ اعتقاد صفة الشيء، كاستحسنت كذا واستصوبته‏:‏ أي اعتقدت حُسنه وصوابه‏.‏

    ورابعها‏:‏ اختصار حكاية الشيء، كاسترجع إذا قال‏:‏ إنا للّه وإنا إليه راجعون‏.‏

    وخامسها‏:‏ القوة، كاستهتر واستكبر‏:‏ أي قوي هِتْرُه وكِبْرُه‏.‏

    وسادسها‏:‏ المصادفة، كاستكرمت زيداً أو استبخلته‏:‏ أي صادفته كريماً أو بخيلاً‏.‏

    وربما كان بمعنى أفعَلَ، كأجاب واستجاب، ولمطاوعته كأحكمته فاستحكم، وأقمته فاستقام‏.‏

    ثم إن باقي الصيغ تدل على قوة المعنى زيادة عن أصله‏.‏ فمثلاً‏:‏ اعشوشب المكان، يدل على زيادة عُشْبه أكثر من عَشب، واخشوشن يدل على قوة الخشونة أكثر من خَشُن، واحمارَّ يدل على قوة اللون، أكثر من حَمرُ واحمرَّ، وهكذا‏.‏


    المصدر : كتاب شذا العرف في فن الصرف
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الفعل بحسب التجرد والزيادة Empty رد: الفعل بحسب التجرد والزيادة

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 10, 2013 1:20 pm

    الفعلُ نوعانِ، مجرّدٌ: هوَ ما خلا من حروفِ الزّيادةِ، ومزيدٌ : وهو ما اشتملَ على حرفٍ أو أكثرَ من حروفِ الزّيادةِ.
    1- الفعلُ المجرّدُ: نوعانِ: مجرّدٌ ثلاثيٌّ: هوَ ما كانت حروفُه الأصليَّةُ ثلاثةَ حروفٍ، مثلُ: كتب- سمع.
    مجرّدٌ رباعيٌّ: هو ما كانَت حروفُه الأصليَّةُ أربعةَ حروفٍ، مثلُ: زلزل- دحرج.
    2- الفعلُ المزيدُ: نوعانِ:
    مزيدٌ ثلاثيٌّ، هوَ ما زيدَ على أصلِه الثّلاثيِّ بحرفٍ، مثلُ :أكرمَ، أو اثنين، مثلُ: تكرَّمَ، أو ثلاثةٍ، مثلُ: استعمر.
    مزيدٌ رباعيٌّ: هوَ ما زيدَ على أصلِه الرُّباعيِّ بحرفٍ، مثلُ: تزلزلَ، أو بحرفينِ، مثلُ:

    متزلزل.

    ==================
    قواعد اللغة العربية المبسطة –عبد اللطيف سعيد
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الفعل بحسب التجرد والزيادة Empty رد: الفعل بحسب التجرد والزيادة

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 17, 2013 12:43 am

    المجرد والمزيد من الأفعال
    الفعل الذي حروفه جميعها أصلية ليس فيها حرف زائد مثل كتب ودحرج يقال له فعل مجرد، والمزيد ما زيد فيه حرف فأكثر مثل كاتَب واستكتب وتدحرج.
    الفعل المجرد ثلاثي ورباعي:
    1- فأَوزان المجرد الثلاثي ستة سميت بحسب ما سمع عن العرب في حركة الحرف الثاني في الماضي فالمضارع، جمعت في قوله:
    كسر فتح، ضم ضم، كسرتان
    فتحُ ضم، فتح كسر، فتحتان
    وتسمى بالأَبواب الستة:
    الباب الأول: فتح ضم، وزنه فَعَل يَفْعُل مثل: كتب يكتب، دعا يدعو، أَخذ يأُخذ، قعد يقعد، شد يشُدّ.. إلخ ويكون متعدياً أَو لازماً.
    الباب الثاني: فتح كسر، وزنه فَعَل يَفْعِل مثل: كسر يكسر، نزل ينزل، وزَن يزِن، خاط يخيط، رمى يرمي، وقى يقي، شوى يشوي، شذَّ يَشِذُّ، أَوى يأْوي، ويكون متعدياً أَو لازماً.
    الباب الثالث: فتحتان: وزنه فعَل يَفْعَل مثل: منع يمنع، ذهب يذهب، نأَى ينأَى، درأَ يدرأُ. وشرط هذا الباب أَن تكون عين الفعل أَو لامه من حروف الحلق (وهي الهمزة والحاء والخاء والعين والغين والهاء). وقلما ورد فعل من هذا الباب على غير الشرط المتقدّم، ومثلوا لهذا القليل بالفعل أَبى يأْبى. ويكون متعدياً أَو لازماً.
    الباب الرابع: كسر فتح، وزنه فَعِل يفعَل مثل: شرِب يشرَب، ضجِر يضجَر، عرج يعرج، خَشِي يخشى، هاب يهاب، خاف يخاف، أَمِن يأْمن.. إلخ. وهو متعد أَو لازم.
    ومن هذا الباب الأفعال الدالة على فرح أَو حزن مثل سئم يسأَم وطرب يطرب.
    والدالة على خلو أَو امتلاءٍ مثل عطِش وظمئَ وصدي وروِي وشبع.
    والدالة على عيب في الخلقة أو حليْة أو لون مثل: عَوِرَ يعْوَر وحَوِر يحوَر، وخضِر يخضَر وسوِد يسْوَد، وأفعال هذه المعاني لازمة غير متعدية.
    الباب الخامس: ضمٌّ ضم، وزنه فَعُل يفْعُل مثل حسُن يحسُن، نبُل ينبُل، لؤم يلؤُم، كرُم يكرُم، سرُو يسرو (شرُف يشرُف) وأَفعال هذا الباب كلها لازمة، تدل على الأَوصاف الخلقية الثابتة في الإِنسان كأَنها غرائز.
    وكل فعل أَردت منه الدلالة على ثباته في صاحبه حتى أَشبه الغرائز، يجوز لك أن تحوله من بابه المسموع، إلى هذا الباب للمبالغة في المدح مثل فهُم يفهُم وكذْب يكذُب بمعنى أَن الفهم والكذب صارا ملكة ثابتة في صاحبهما.
    الباب السادس: كسرتان: وزنه فعِل يفْعِل مثل: ورِث يرث، حسِب يحسِب، نعِم ينعِم.
    ويقل هذا الباب في الصحيح ويكثر في المعتل. والأَفعال التي أُجمع على مجيئها من هذا الباب ثلاثة عشر:
    وثق يثق، وجِد عليه يجد (حزن)، ورث يرث، ورِع عن الشبهات يرِع (تعفف) ورِك يرك (اضطجع)، ورِم يرم، ورِي المخ يري (اكتنـز)، وعِق عليه يعق (عجل) وفِق أَمرَه يفق (صادفه موافقاً)، وقِه له يقِهُ (سمع) وكم يكِم (اغتمّ)، ولي يلي، ومِق يمِق (أَحب).
    خاتمة:
    ورود الأَفعال الثلاثية على أَوزان خاصة سماعي لا قاعدة تضبطه غير السماع، إلا أَن الغالب
    1- في المثال الواوي أَن يكون من باب ضرب: وعد يعد
    2- وفي المضعف أَن يكون من الباب الأَول إِن كان متعدياً مثل شدّه ومدّه ومن الباب الثاني إِن كان لازماً مثل فرَّ يفِرُّ
    3- وفي الواوي من الأَجوف الناقص أن يكون من الباب الأَول مثل قال يقول وغزا يغزو. وفي اليائي من الأَجوف الناقص أَن يكون من الباب الثاني مثل باع يبيع ورمى يرمي وأَجاز بعضهم نقل الأَفعال إلى الباب الأَول إذا أُريد بها المغالبة ففعل (سبَق يسبِق) من الباب الثاني إِذا أًردت أَنك غالبت خصمك في السبق فغلبته تقول فيه: (سابقته فسبقْتُه أَسْبُقُه). ومن العلم: (عالمته فعلَمته أَعلُمه) أَي غلبته في العلم.
    2- أما الرباعي المجرد فله وزن واحد: فَعْلَل يُفَعْلِل مثل دحرج يُدَحرجُ وطَمْأَن يُطمئن.
    وقد يشتق فعل رباعي من أسماء الأَعيان للدلالة على المعاني الآتية:
    1- الاتخاذ: قمطرت الكتاب (وضعته في القِمَطْر وهو وعاء الكتب).
    2- مشابهة المفعول به لما أخذ منه: بندقت الطين (جبلته كالبندقة)، عقربت الصدغ.
    3- جعل الاسم المشتق منه في المفعول: عصفرت الثوب، فلفلت الطعام.
    4- إصابة الاسم المشتق منه: عَرْقَبْتُه، غَلْصَمْتُه (أصبت عرقوبه وغلصمته).
    5- اتخاذ الاسم آلة: فَرْجَنْت الدابة (حككتها بالفِرْجَوْن أي الفرشاة في عامية اليوم).
    6- ظهور ما أخذ منه الفعل: بَرْعم الشجرُ (ظهرت براعمه).
    7- النحت هو اشتقاق من الكلمات وجعلوه سماعياً مثل: بسمل (قال باسم الله الرحمن الرحيم)، سبحل (قال سبحان الله)، دمعز (قال أدام الله عزك).. إلخ. وهو نوع من الاختصار في اللفظ ويراعى في ترتيب الحروف ترتيب ورودها في الجملة المختصرة.
    وأَلحقوا بهذا الوزن الأبنية الآتية:
    2- فَعْوَل: جَهْور = جهر، هَرْول
    1- جلْبب
    4- فَعْيَل: رهْيأ = ضعف وتوانى
    3- فَوْعل: جَوْربه
    6- فَنْعَل: سَنْبَل الزرع = خرجت سنابله
    5- فَيْعَل: سيطر، بيطر
    8- فعْلى: قَلْساه: أَلبسه القلنسوة، سلقاه: ألبسه القلنسوة أَلقاه على ظهره
    7- فَعْنَل: قَلْنسه
    أوزان المزيد:
    فالثلاثي يزاد فيه حرف أو حرفان أو ثلاثة
    فأَوزان المزيد بحرف ثلاثة:
    1- وزن أَفْعَلَ ويأْتي كثيراً للتعدية: نزل الرجلُ وأَنزلَ الطفلَ معه.
    2- وزن فَعَّل وغالب معانيه التكثير والتعدية: مَزَّق وكسَّر، نزَّل الطفلَ والده.
    3- وزن فاعل وغالب معانيه المشاركة في الفعل، والتكثير: حاورت زميلي، ضاعفت أجر العامل.
    وأَوزان الثلاثي المزيد بحرفين خمسة:
    1- وزن انْفَعَل ويدل على المطاوعة: انكسر وانشق، أَزعجته فانزعج
    2- وزن افْتَعَل ويدل على المطاوعة غالباً: جمعتهم فاجتمعوا، وعلى المشاركة: اختصموا.
    3- وزن افْعَلَّ يكون في الأَلوان والعيوب الخَلْقية: احضرَّ الشجر، اعْوُرَّت عينه.
    4- تفعَّلَ يدل على المطاوعة حيناً مثل: علَّمته فتعلَّم، وعلى التكلف مثل تحلَّم وتشجَّع.
    5- وزن تفاعل يدل على المشاركة، وإظهار غير الحقيقة، والمطاوعة: تحاكم الخصمان، تمارض، باعدته فتباعد.
    وأوزان الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف أربعة:
    1- وزن استفعل وأهم معانيه الطلب والتحول: استغفر ربه، استنوق الجمل استتيست الشاة واسترجلت المرأَة واستحجر الطين.
    2- وزن افْعَوْعَلَ يدل على قوة المعنى أَكثر من الثلاثي: اعشوشب، احْلَولى، اخشَوْشن.
    3- وزن افْعَوَّل يدل على قوة المعنى أكثر من الثلاثي: اجلَّوذ (أَسرع) اعلوَّط البعيرَ (ركبه).
    4- وزن افعالَّ يدل على قوة المعنى أكثر من الثلاثي: اخضارَّ الشجر
    وأما الرباعي المزيد بحرف فله وزن واحد بزيادة تاء في الأَول تدل على المطاوعة مثل: دحرجت الحجر فتدحرج.
    ويلحق بهذا الوزن أبنية عدة أهمها:
    2- تَفَعْلَل: تجلْبب
    1- تَمَفْعَل: تمسكن، تمدرع
    3- تَفَعْوَلَ: ترَهْوك (استرخت مفاصله).
    5- تَفَعْيَلَ: ترهيأ (اضطرب)
    4- تَفَوْعَل: تكوثر، تجورب
    7- تَفَعْلَى: تسلقى
    6- تَفَيْعَل: تَسَيْطر، تَشَيْطَن
    والرباعي المزيد بحرفين له وزنان:
    1- افْعَنْلَلَ ويدل على المطاوعة مثل حَرْجَمت الإِبل (رددت بعضها على بعض) فاحرنجمت (اجتمعت، ازدحمت).
    2- افْعَلَلَّ ويدل أيضاً على المطاوعة أَو المبالغة مثل: اطمأَنَّ، اشمأَزَّ
    ويلحق بالرباعي المزيد بحرفين الأبنية الآتية وأصلها ثلاثي زيد فيه ثلاثة أحرف:
    1- افْعَنْلَل: اسحنكك، اقعنسس.
    2- افْعَنْلَى: احْزَنْبى الديك (تنفش للقتال)
    3- افْتَعْلَى: استلقى (مطاوع سلقتيه).
    الشواهد:
    1- {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ}
    [فاطر: 35/37]
    2- قال عمرو بن معد يكرب لبني الحارث بن كعب:
    ((والله لقد سأَلناكم فما أَبخلناكم، وقاتلناكم فما أَجْبنَّاكم، وهاجيناكم فما أَفحمناكم))
    ولن تستطيع الحلم حتى تحلَّما
    3- تحلَّمْ عن الأَدنين واستبق ودهم
    حاتم
    4- {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}
    [الكهف: 18/28]
    5- {فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}
    [يوسف: 12/31]
    إِلى بيت قعيدته لَكاعِ
    6- أُطَوِّفُ ما أُطوِّفُ ثم آوي
    الحطيئة
    7- ((أَللهم إِني أَعوذ بك أَن أَضِلَّ أَو أُضِلَّ، أو أَزِلَّ أَو أُزِلَّ، أَو أَظْلِمَ أَو أُظْلَم، أَو أَجْهَلَ أَو يُجْهلَ عليّ))
    حديث شريف
    وقلن: امرؤ باغ أكلَّ وأَوضعا
    8- تبالَهْن بالعرفان لما رأَيْنني
    عمر بن أبي ربيعة
    كثيرُ الهوى شتىَّ النوى والمسالكِ
    9- قليلً التشكي للمهم يصيبه
    جَحيشاً ويعْروري ظهورَ المسالكِ
    يظلُّ بموماة ويمسي بغيرها
    بمنخرق من شدِّه المتدارَكِ
    ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي
    تأبط شراً
    10- اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم
    من حديث عمر بن الخطاب
    الإلحاق أن يكون الاسم أو الفعل ثلاثياً فيزاد فيه حرف أو يكرر أحد حروفه حتى يصير ملحقاً بالرباعي نحو: جدول وكوثر وهما من تركيب (الجدل والكثرة)، ونحو قُعْدُد من تركيب (قعد) ثم كررت اللام بقصد المبالغة للإلحاق بـ(يُرثُن) كما أَلحق جدول وكوثر بجعفر بأن زيد فيها الواو.
    وكذلك يفعل بالرباعي حتى يلحق بالخماسي نحو (جحنفل) وهي شفة البغل، زيدت فيه النون فصار ملحقاً بسفرجل. وكذلك حكم الأفعال في الزيادة والتكرير بسبب الإلحاق فالزيادة مثل حوقل وبيطر واسلنقى والأصل: حقل، بطر، سلق. والتكرير مثل: اعشوشب واقعنسس، والأصل (عشب وقعس). وكذلك ما لم نذكره مثل: جلبب وهرول وتجورب وتفيهق - عن الميداني في نزهة الطرف ص12.
    أكلّ الرجل: كلّ بعيرُه، وأكلّ بعيرَه: أعياه. أوضع بعيرَه: جعله يسرع، أَوضع أسرع.
    الموماة: المفازة، جحيش: متفرد، ويعروري: يركب.

    من كتاب الموجز للدكتور سعيد الأفغاني
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الفعل بحسب التجرد والزيادة Empty رد: الفعل بحسب التجرد والزيادة

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء يوليو 30, 2014 10:22 am

    المجرد والمزيد من الأفعال



    يطلق مصطلح " مجرد " على الكلمات التي تتألف من الحد الأدنى من الأحرف المعبرة عن الدلالة العامة للكلمة ، فكلمة " جلس " مثلا تتكون من ثلاثة أحرف هي : الجيم ، واللام ، والسين ، ولا يمكن إدراك دلالة الكلمة بأقل من هذه الأحرف . أما كلمة " جلوس " ، فمن المؤكد أن لها ارتباط بالكلمة السابقة ، وهذا الارتباط هو تضمنها معنى الفعل السابق ، مع معنى إضافي نتج عن زيادة حرف الواو ، وهذا النوع من الكلمات يطلق عليه مصطلح " المزيد " ، لأنه زيد فيه حرف ، أو أكثر على الأحرف الأصول للكلمة .

    والفرق بين الأحرف الأصلية للكلمة ، والأحرف الزائدة أن الأولى خاصة بالكلمة نفسها ، وتحمل معناها المعجمي الأساسي المتفرد ، أما الثانية فهي تتكرر في نظائر كثيرة لهذه الكلمة تشترك معها في البناء ، فحرف الواو الزائد في كلمة " جلوس " نجده كلمات أخرى مثل وجد ، سمو ، وردة ، عصفور … إلخ وهذا يعني أن هناك مستويين لمعنى الكلمة المزيدة ، أحدهما المعنى المعجمي الخاص وهو ما تحمله الأحرف المجردة ، والآخر معنى البناء الذي تشارك في حمله أحرف الزيادة ، والمعنى الذي جلبته أحرف الزيادة إنما هو معنى البناء ، ذلك المعنى الذي قد تكرر مع كل كلمة على هذا البناء . (1) .

    أحرف الزيادة :

    يزاد على الأصل بطريقتين :

    1 ـ تضعيف الحرف الأصلي ، وهو زيادة حرف من جنس عين الكلمة ، أو لامها . مثل : كَرُمَ : كرَّم ، حَطَمَ : حطَّم ، عَلِمَ : علَّم ، جلب : جلبَبَ ، طمأن : اطمأنَّ .

    ـــــــــــــــ

    1 ـ دروس في علم الصرف ج1 ص 86 .



    وهذا النوع من الزيادة ليس خاصا بحرف دون الآخر ، بل كل أحرف الهجاء يمكن تضعيفها ماعدا " الألف " فلا تضعف ، لأنها حرف مد ، وتظهر هذه الأحرف في الميزان مضعفة بشكلها الموجود في الكلمة الموزونة ، لا بنصها .

    مثل : علَّم : فَعَّلَ ، جلبب : فعلل .

    2 ـ إقحام حرف من أحرف الزيادة المعرفة في كلمة ( سألتمونيها ) .

    ويمكن التفريق بين الحرف الناتج عن التضعيف الأصلي ، ومماثلة من أحرف سألتمونيها في زيادة الكلمة ، أن زيادة أي حرف من أحرف سألتمونيها يكون مطردا في زيادته ، وفي مواضع مختلفة من الكلمة ، في حين زيادة الحرف المضعف لا يكون إلا تكرارا لعين الكلمة ، ولا يظهر في هذا الموضع مع أفعال أخرى . ففي كلمة : حوَّل ، وقتَّل ، وعيَّن ، وجلَّس .

    نجد أن أحرف الزيادة وهو الواو في حوّل ، والتاء في قتّل ، والياء في عيّن ، واللام في جلّس ليست من أحرف سألتمونيها وإن كانت مشابهة لها ، لأن هذه الأحرف ما هي إلا تكرار لعين الكلمة ، ولا يمكن زيادتها في نفس الموضع مع أفعال أخرى ، إذ لا يصح زيادة الواو في الفعل كسر ونقول : كوسر ، ولا الياء في علم ، ونقول عيلم ، وإنما نزيد على كسر سينا ونقول : كسّر ، ونزيد على علم لاما ، ونقول : علَّم ، لأن أحرف الزيادة التي تجمعها كلمة سالتمونيها تتغير بتغير الأصل الذي زيدت عنه ، أما زيادة الحرف المضعف الأصلي ما هي إلا تضعيف لعين الكلمة كما ذكرنا سابقا .



    أنواع الزيادة :

    1 ـ الزيادة البنائية :

    وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي ، فينتج عن ذلك كلمة جديدة ، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل .

    نحو : كتب : كاتب ، وعطف : معطوف ، اسم : أسماء .

    2 ـ زيادة إلصاقية :

    وهي الزيادة الناتجة عن أحرف تلصق إلى الكلمة الأصل دون تغيير في بنائها ، ولا تنقلها من المجرد إلى المزيد .

    نحو : قرأ : يقرأ ، اقرأ ، أقرأ ، نقرأ .

    قلم : قلمان ، مجتهد : مجتهدون ، هند : هندات ، معلمة : معلمات .

    نصر : انتصر ، عمل : استعمل .

    يلاحظ من الأمثلة السابقة أن الزيادة الإلصاقية تدخل على كل الكلمات المجردة منها والمزيدة ، لذلك لا تعد أبنية هذه الكلمات من أبنية المزيد ، وإن كانت تلك الأحرف قد زيدت على الكلمات الأصول ، وتظهر في الميزان كما تظهر في أحرف الزيادة .

    نحو : قرأ : فعل ، اقرأ : افعل ، قلم : فعل ، قلمان : فعلان ، مجتهد : مفتعل ، مجتهدون : مفتعلون .



    أبنية الأفعال :

    ينقسم الفعل من حيث عدد أحرفه الأصول ، أو الزوائد إلى نوعين .

    الفعل المجرد ، والفعل المزيد .

    الفعل المجرد

    هو كل فعل جردت حروفه الأصلية من أحرف الزيادة ، بمعنى أن تكون جميع الأحرف المكونة للفعل ـ ويعطي بوساطتها دلالة صحيحة ـ أحرفا أصلية ، ولا يسقط منها حرف في أحد التصاريف التي تلحق بالفعل ، إلا لعلة تصريفية ، وأقل أحرف الفعل المجرد ثلاثة ، حرف يُبدأ به ، وحرف يُقف عليه ، وحرف يتوسط بينهما .

    نحو : كتب ، جلس ، ذهب ، قام ، رمى ، دعا .

    فكل فعل من الأفعال السابقة يعتبر فعلا مجردا من أحرف الزيادة ، لأن جميع أحرفه المكونة له ، وتؤلف منه كلمة لها دلالتها التي يقبلها المنطق أحرفا أصلية لا يمكن الاستغناء عن أحدها ، وبإسقاط أي منها يختل تركيب الفعل وتزول دلالته .

    فالفعل " ذهب " مثلا مكون من ثلاثة أحرف هي : الذال ، والهاء ، والباء ، وهذه الأحرف الثلاثة أحرف أصول في تركيب الفعل المذكور لكي يكون ذا دلالة لغوية ، فإذا حذفنا حرفا منها اختل بناؤه ، وما تبقى فيه من أحرف لا يفي ببنائه ليكون ذا قيمة دلالية ، فهذه الأحرف الثلاثة تشكل في مجموعها القواعد الأساس التي بني عليها الفعل مجتمعة ، وكذلك الحال إذا كان الفعل مكونا من أربعة أحرف أصلية .

    نحو : دحرج ، بعثر ، وسوس ، زلزل ، طمأن ، عسعس .

    فلو جردنا أحرف الفعل دحرج مثلا لوجدناه مكونا من أربعة أحرف هي : الدال ، والحاء ، والراء ، والجيم ، وهذه الأحرف مجتمعة شكلت بنيته لتدل على معنى معين له ارتباط زمني يتقبله العقل ، فإذا حذفنا حرفا من تلك الأحرف الأساس في تكوين الفعل السابق ونظائره اختل بناؤه اللغوي والدلالي ، ولم يعد للأحرف الباقية قيمة في بناء الفعل ، أو دلالته .



    أقسام الفعل المجرد :

    ينقسم الفعل المجرد إلى قسمين :

    1 ـ المجرد الثلاثي . 2 ـ المجرد الرباعي .



    أوزان المجرد الثلاثي :

    للفعل المجرد الثلاثي باعتبار صورة الماضي ثلاثة أوزان ، ويرجع هذا التحديد إلى أن الفعل الماضي المكون من ثلاثة أحرف أصلية وهي : الفاء ، والعين ، واللام .

    لا تكون فاؤه ولامه إلا متحركتان بالفتح دائما ، أما عينه فتتحرك بالفتح ، أو الضم ، أو الكسر ، وبناء عليه يتشكل منه ثلاثة أبنية ( أوزان ) على النحو الآتي :

    كَتَبَ : فَعَلَ . جَلَسَ : فَعَلَ . دَفَعَ : فَعَلَ .

    عَظُمَ : فَعُلَ . كَبُرَ : فَعَلَ . حَسُنَ : فَعُلَ .

    عَلِمَ : فَعِلَ . رَبِحَ : فَعِلَ . حَفِظَ : فَعِلَ .

    أما إذا نظرنا إلى الفعل باعتبار صورتي الماضي والمضارع معا فإننا نجد له ستة أوزان على النحو التالي :

    1 ـ الثلاثي المفتوح العين ولمضارعة ثلاثة أوزان هي :

    أ ـ فتح عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما .

    نحو : قَرَأَ : يَقْرَأُ . سَأَلَ : يَسْأَلُ . رَفَعَ : يَرْفَعُ . ذَهَبَ : يَذْهَبُ . نَهَضَ : يَنْهَضُ .

    فالمتعدي مثل : قرأ محمد الدرس ، ويقرأ التلميذ النشيد . وسأل الفقير الغني مالا ، ويسأل العبد ربه مغفرة . ورفع اللاعب الأثقال . ويرفع الله المؤمن درجات .

    ومثال اللازم : ذهب الولد إلى المدرسة ، ويذهب الرجل إلى عمله مبكرا .

    ب ـ ضم عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعُلُ ) ويكون متعديا ولازما .

    نحو : مدَّ : يمُدُّ . ردّ : يرُدُّ . كتَبَ : يكتُبَ . طلَعَ : يطلُعُ . مَكَثَ : يَمْكُثُ .

    ومثال المتعدي : مدَّ الرجل يده للمصافحة ، ويمد يده للمصافحة .

    كتب التلميذ الواجب ، ويكتب التلميذ الواجب .

    ومثال اللازم : طلع الفجر ، ويطلع الفجر .

    ومكث الزرع في الأرض طويلا ، ويمكث الزرع في الأرض طويلا .

    ج ـ كسر عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعِلُ ) ويكون متعديا ولازما .

    نحو : وَعَدَ : يَعِدُ . ضَرَبَ : يَضْرِبُ . قَفَزَ : يَقْفِزُ . نَزَلَ : يَنْزِلُ .

    مثال المتعدي : وعد الله المؤمنين النصر ، ويعد الله المؤمنين النصر .

    ومثال اللازم : قفز اللاعب قفزا عاليا ، ويقفز اللاعب قفزا عاليا .

    2 ـ الثلاثي المضموم العين ( فَعُلَ : يَفْعُلُ ) لمضارعه وزن واحد ، وهو ضم عين مضارعه ، ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على طبائع البشر ، وهو ما جبل عليه الإنسان من الأفعال الصادرة عن الطبيعة ، ولا يكون إلا لازما .

    نحو : حَسُنَ : يَحْسُنُ . كَرُمَ : يَكْرُمُ . شَرُفَ : يَشْرُفُ . عَظُمَ : يَعْظُمُ .

    ومنها : قبُح ، ووسُمَ ، وصغُر ، وكبُر ، وطوُل ، وقصُر ، وغلُظ ، ورفُق ، وسهُل وصعُب ، وسهُل ، وسرُع ، وبطُأ ، وفحُش ، وغيرها .

    حسن عمل الرجل ، ويحسن عملك .

    3 ـ الثلاثي المكسور العين ولمضارعه وزنان هما :

    أ ـ فتح عين المضارع ( فَعِلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما .

    نحو : عَلِمَ : يَعْلَمُ . نَسِيَ : يَنْسَى . أَمِنَ : يَأمَنُ . وَجِلَ : يَجِلُ . وَسِنَ : يَسِنُ .

    ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على الآتي :

    ـ الفرح والحزن . نحو : فرِح : يفرَح . طرِب : يَطرَبُ . حَزِن : يحزَن .

    ـ الامتلاء والخلو . نحو : بَطِر : يَبطَر . أشِر : يأشَر . غضِب : يغضَب .

    شَبِع : يشبَع . عطِش : يعطَش .

    ـ الألوان والعيوب . نحو : حَمِرَ : يحْمَرُ . سَوِدَ : يَسْوَدُ . عوِر : يَعْوَرَ .

    ـ وعلى الخَلْق الظاهر . نحو : غَيِدَ : يَغْيَدُ . هَيِفَ : يَهْيَفُ . نَحِفَ : يَنْحَفُ .

    سَمِنَ : يَسْمَنُ . تَخِن : يَتْخَنُ .

    مثال المتعدي : علم الله ما في نفوسنا ، ويعلم الله ما في نفوسنا .

    ومثال اللازم : فرح عليّ بنجاح أخيه ، ويفرح الطفل بالثناء عليه .

    ب ـ كسر عين مضارعه ( فَعِلَ : يَفْعِلَ ) ويكون متعديا ولازما .

    نحو : حَسِبَ : يَحْسِبُ . وَرِثَ : يَرِثُ . وَلِيَ : يَلِي . وَثِقَ : يَثِقُ .

    مثال المتعدي : حسبت الأمر هينا ، ويحسب الأمر هينا .

    وثق الرجل بصديقه ، ويثق الرجل بصديقه .



    تنبيهات وفوائد :



    1 ـ لا تكون فاء الفعل إلا مفتوحة كما ذكرنا سابقا ، وبفتحها يحصل للمتكلم العذوبة في اللفظ ، ويصغي السامع إليه لأنس المسامع بالأخف ، بخلاف الاسم فإنه لما كان خفيفا يجوزون الابتداء فيه بالثقيل .



    2 ـ لا يصح تسكين عين الفعل كما هو الحال في عين الاسم ، لأن الفعل عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة يجب إسكان لامه لئلا يتوالى أربع حركات ، ولكونه إذا اتصل بالضمير يصبح كالكلمة الواحدة ، فلو كانت عين الفعل ساكنة للزم اجتماع ساكنين .

    فنقول في " جلس " بعد اتصاله يضمير رفع متحرك " جلسْتُ " .

    وفي " كتب " كتبْنا " .

    فنلاحظ تسكين " لام " الفعل ، فلو كانت " عينه " ساكنة أيضا لالتقى ساكنان ، وذلك لا يصح لاستثقال النطق ، وعدم استقامة لفظ الكلمة .



    3 ـ ذكرنا أن الفعل الثلاثي المجرد يكون له في صورتي الماضي والمضارع معا ستة أوزان هي :

    أ ـ فَعَلَ ـ يَفْعُل ، ويكون متعديا ولازما .

    فالمتعدي مثل : قَتَلَ : يَقْتُلُ .

    نحو : قتل محمد أخاه . أخاه : مفعول به .

    ويقتل المسلم الكافر . الكافر : مفعول به .

    واللازم مثل : قَعَدَ : يَقْعُدُ .

    نحو : قعد الرجل متكئا . متكئا : حال .

    ويقعد محمد مستندا . مستندا : حال .

    ب ـ فَعَلَ : يَفْعِلُ ، ويكون متعديا ولازما .

    المتعدي مثل : ضَرَبَ : يَضْرِبُ .

    نحو : ضرب المعلم المهمل . المهمل : مفعول به .

    ويضرب الجلاد اللص . اللص : مفعول به .

    واللازم مثل : جَلَسَ : يَجْلِسُ .

    نحو : جلس اللاعب متأهبا . متأهبا : حال .

    ويجلس الطالب في الفصل . في الفصل جار ومجرور .

    ج ـ فَعَلَ : يَفْعَلُ . متعديا ولازما .

    المتعدي مثل : سَأَلَ : يَسْأَلُ .

    نحو : سأل الفقير الغنى مالا . فالغني والفقير مفعولا سأل .

    ونحو : يسأل العبد ربه مغفرة . فربه ومغفرة مفعولا يسأل .

    واللازم مثل : ذَهَبَ : يَذْهَبُ .

    نحو : ذهب الفلاح إلى حقله مبكرا . مبكرا : حال .

    ونحو : يذهب الطلبة إلى مدارسهم راكبين . راكبين : حال .

    د ـ فَعِلَ : يَفْعَلُ . متعديا ولازما .

    المتعدي مثل : نَسِىَ : يَنْسى .

    نحو : نَسِيَ محمد الكتاب . الكتاب : مفعول به .

    ونحو : ينسى المهمل واجبه . واجبه مفعول به .

    واللازم مثل : غَضِبَ : يَغْضَبُ .

    نحو : غضب الوالد على ولده . على ولده : جار ومجرور .

    ونحو : يغضب المسلم من الباطل . من الباطل : جار ومجرور .

    هـ ـ فَعِلَ : يَفْعِلُ . متعديا ولازما .

    المتعدي مثل : وَرِثَ : يَرِثُ .

    نحو : وَرِثَ الرجل المال . المال : مفعول به .

    ونحو : يرث الله الأرض ومن عليها . الأرض : مفعول به .

    واللازم مثل : وَثِقَ : يَثِقُ .

    نحو : وَثِقْتُ بك : بك : جار ومجرور .

    ونحو : يثق المسلم بالمسلم . بالمسلم جار ومجرور .

    و ـ فَعُلَ : يَفْعُلَ . لا يكون إلا لازما . مثل : كَرُمَ : يَكْرُمُ .

    نحو : يَكْرُمُ الرجل : الرجل : فاعل .

    وحسُنَ : يَحْسُنُ . نحو : حَسُنَ عملك . عملك : فاعل .

    ونحو قوله تعالى : ( حسن أولئك رفيقا ) 1 .

    ـــــــــ

    1 ـ 69 النساء .



    ثانيا ـ المجرد الرباعي :

    للفعل الرباعي المجرد بناء واحد على وزن " فَعْلَلَ " ، ومضارعه " يُفَعْلِلُ " ، ويكون متعديا وهو الغالب ، ويأتي لازما .

    نحو : دَحْرَجَ : يُدَحْرِجُ ، بعثر : يبعثر ، طمأن : يطمئن ، جلجل : يجلجل .

    وسوس : يوسوس ، زخرف : يزخرف ، زلزل : يزلزل ، ولول : يولول .

    مثال المتعدي : دحرج اللاعب الكرة ، يدحرج اللاعب الكرة .

    ومنه قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها }1 .

    ونحو : بعثر الفلاح الحبوب ، ويبعثر الفلاح الحبوب .

    ومنه قوله تعالى : { وبعثر ما في القبور }2 .

    ومثال اللازم : وسوس له الشيطان ، ويوسوس لهم الشيطان .

    ـــــــــــ

    1 ـ 1 الزلزلة . 2 ـ 9 العاديات .



    ومنه قوله تعالى : { فوسوس لهما الشيطان }1 .

    وقوله تعالى : { ونعلم ما توسوس به نفسه }2 .

    ويلحق بالرباعي المجرد ستة أوزان أخرى هي :

    1 ـ ما كان على وزن " فَوْعَلَ " : " يُفَوْعِلُ " . وهو لازم .

    نحو : حَوْقَلَ : يُحَوْقِلُ ، وأصله : حَقُلَ بمعنى ضَعُفَ .

    نقول : حوقل الشيخ . إذا ضعف وفتر عن الجماع .

    ويكون مركبا في النحت . نحو : حوقل المصلي .

    قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .

    ومنه : جَوْرَبَ : يُجَوْرِبُ . وهو متعد .

    نحو : جوربت الأم طفلها . أي : ألبسته الجورب .

    2 ـ ما كان على وزن " فَعْوَلَ " : " يُفَعْوِلُ " . ويكون متعديا ولازما .

    مثال المتعدي : جَهْوَرَ : يُجَهْوِرُ . وأصله جَهَرَ بالقول . أي : رفع صوته به .

    تقول : جهور الرجل قوله . أي : رفعه .

    ومثال اللازم : رَهْوَلَ : يُرَهْوِلُ . أي : أسرع .

    تقول : رهول الغلام في مشيته .

    3 ـ ما كان على وزن " فَيْعَلَ " : " يُفْعِلُ " . ويكون متعديا ولازما .

    مثال المتعدي : بَيْطَرَ : يُبَيْطِرُ . بمعنى عالج الحيوان .

    ويأتي بمعنى البمالغة في التبختر .

    تقول : بيطر الطبيب القط ، ويبيطر الطبيب القط . أي : يعالجه .

    ومثال اللازم : بَيْقَرَ : يُبَيْقِرُ . بمعنى : أسرع .

    تقول : بيقر الرجل ، ويبيقر الغلام .

    ومصدره : البيقرة ، وهو إسراع يطأطئ الرجل فيه رأسه .

    ومنه قول المثقب العبدي :

    ــــــــــــــ

    3 ـ 7 الأعراف . 4 ـ 50 ق .



    فبات يجتاب شُعَارى كما بيقر من يمشي إلى الجلسد (1)

    4 ـ ما كان على وزن " فَعْيَلَ " : " يُفَعْيِلُ " . وهو متعد .

    نحو : شَرْيَفَ : يُشَرْيِفُ . بمعنى قطع .

    تقول : شريف الفلاح الزرع . أي : قطع شريافه .

    ونحو : عثير : يعثير . وأصله عثر بمعنى : زلق ولم تستقر رجله .

    وعثير بمعنى أثار .

    تقول : عثيرت الريح الغبار . إذا أثارته .

    5 ـ ما كان على وزن " فَعْلى " : " يُفَعْلي " . ويكون متعديا ولازما .

    مثال المتعدي : سليقت الرجل . أي : ألقيته .

    ومثال اللازم : سَلْقَى : يُسَلْقِي . بمعنى : استلقى .

    تقول : سلقى الرجل على ظهره . أي : استلقى على ظهره .

    6 ـ ما كان على وزن " فَعْنَلَ " : " يُفَعْنِلُ " . وهو متعد .

    نحو : قَلْنَسَ : يُقَلْنِسُ . بمعنى : ألبس .

    تقول : قلنست الطفل من البرد . أي : ألبسته القلنسوة .



    فوائد وتنبيهات :



    لقد استعمل العرب وزن فعلل لمعان كثيرة منها :

    1 ـ الدلالة على المشابهة :

    نحو : علقمت القهوة . أي : صارت كالعلقم في مرارته .

    ونحو : عندم الجسد . صار محمرا كالعندم . والعندم شجر أحمر .

    2 ـ للصيرورة : نحو : مركشت الرجل . أي : صيرته مراكشيا .

    وسعوده . صيره سعوديا ، ولبننه ، صيره لبنانيا .

    ــــــــــــــ

    1 ـ " شُعَارى " مخفف للضرورة من " شُعَّارى وهو نوع من النبات .

    الجلسد : الصنم ، أو الوثن .



    3 ـ للدلالة على أن الاسم المأخوذ منه آلة : نحو : عرجن . أي : استعمل العرجون .

    وتلفز . أنجز أعمالا فنية في التلفزيون .

    وتلفن : استعملن التلفون .

    4 ـ للنحت على وزنه ، سواء أكان النحت من مركب إضافي .

    نحو : عمنفى من عبد مناف .

    وعبقسى من عبد قيس .

    وعبدلى من عبد الله .

    أم كان النحت من جملة .

    نحو : بسمل . من قوله : بسم الله .

    وحوقل . من قوله : لا حول ولا قوة إلا بالله .

    وحيصل : قال : حيَّ على الصلاة .

    وحسبل : قال : حسبي الله .

    وفذلك : قال : فذلك كذا وكذا .

    5 ـ الظهور :

    نحو : برعمت الشجرة : ظهرت براعمها .

    6 ـ جعله محتويا على الاسم المأخوذ منه الفعل :

    نحو : فلفلت الطعام : جعلت فيه فلفلا .

    وعصفرت الثوب : صبغته بالعصفر .

    7 ـ الإصابة :

    نحو : عرقبته : أصبت عرقوبه .



    الفعل المزيد


    ينقسم الفعل المزيد إلى قسمين :

    1 ـ المزيد على الثلاثي .

    2 ـ المزيد على الرباعي .



    أولا ـ المزيد على الثلاثي :

    يمكن زيادة الفعل الثلاثي المجرد حرفا ، أو حرفين ، أو ثلاثة ، بحيث غاية ما يبلغ الفعل بعد الزيادة ستة أحرف .

    وعليه نقول أن الفعل المزيد على ثلاثة أحرف هو : كل فعل ثلاثي زيد على أحرفه الأصول حرف ، أو حرفان ، أو ثلاثة .

    1 ـ الثلاثي المزيد بحرف ، وله ثلاثة أوزان :

    أ ـ أفعل : بزيادة الهمزة في أوله .

    نحو : كرم : أكرم ، حسن : أحسن ، جلس : أجلس ، ذهب : أذهب ، قام : أقام ، قعد : أقعد ، مات : أمات ، حيى : أحيى ، لبس : ألبس ، خرج : أخرج .

    ب ـ فعَّل : بزيادة حرف من جنس عينه ، وهو ما يعرف بالتضعيف .

    نحو : علِم : علَّم ، حطَم : حطَّم ، كرُم : كرَّم ، قدِم : قدَّم ، سلِم : سلَّم ، وعد : وعَّد ، وصل : وصَّل ، نصب : نصَّب ، وقف : وقَّف .

    ج : فاعل : بزيادة ألف بعد فائه .

    نحو : قتل : قاتل ، ضرب : ضارب : شرك : شارك ، منع : مانع ، باع : بايع . نزل : نازل ، وصل : واصل ، وعد : واعد ن سمح : سامح .



    الغرض من الزيادة :

    لم تكن الزيادة الحرف ، أو الأحرف في الكلمة ، لمجرد زيادة عدد أحرفها ، أو ليقال إن هذه الكلمة أحرفها أصلية ، وأخرى زائدة ، وهذا يعني أن الزيادة ليست من قبيل العبث اللفظي ، إنما الزيادة في أحرف الكلمة تعطيها دلالات ومعاني جديدة غير التي كانت للكلمة عند وضعها على أحرفها الأصلية ، ويمكننا أدراك هذه الدلالات الجديدة للفعل بعد زيادة الأحرف التي ذكرنا آنفا ، وهي على النحو التالي :



    أولا ـ المعاني والدلالات التي تزاد من أجلها الهمزة في أول الفعل الثلاثي ، صيغة " أفعل " .

    1 ـ التعدية : زيادة الهمزة في أول الفعل الثلاثي اللازم تجعله متعديا بعد أن كان لازما ، وتلك ميزة جديدة اكتسبها الفعل ، فبعد أن كان الفعل موضوعا في اللغة بغرض اللزوم ، أي : ألاّ يتعدى فاعله ليأخذ مفعولا به ، صار بعد زيادة الهمزة متعديا للمفعول به .

    نحو : ذهب الرجل . ذهب فعل لازم ، أخذ فاعلا فقط وهو الرجل .

    بزيادة الهمزة يصير متعديا للمفعول به ، نحو قولهم : أذهب الله بصره . بصره مفعول به .

    ومنه قوله تعالى : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن }1 . الحزن مفعول به .

    ونحو : خرج الطلاب من المدرسة . الطلاب : فاعل . بزيادة الهمزة نقول :

    أخرج المعلم الطلاب من المدرسة . الطلاب : مفعول به .

    ومنه قوله تعالى : { والذي أخرج المرعى }1 . المرعى مفعول به .

    فإذا كان الفعل متعديا في الأصل لمفعول به واحد ، صار بعد زيادة الهمزة متعديا لمفعولين ، وإن كان متعديا لمفعولين تعدى بزيادة الهمزة إلى ثلاثة مفاعيل .

    نحو : لبس ، وحفظ ، وشرب .

    كل فعل من الأفعال السابقة متعد لمفعول به واحد .

    نحو : لبس الرجل العباءة . وحفظ الولد الدرس .

    ـــــــــــــ

    1 ـ 34 فاطر . 2 ـ 14 الأعلى .



    وشرب الطفل اللبن .

    فإذا ما زدنا الهمزة في أوله تعدى لمفعولين .

    نحو : ألبستْ الأم الطفل الثوب .

    الطفل : مفعول به أول ، والثوب : مفعول به ثان .

    ونحو : أحفظ المعلم التلميذ النشيد .

    التلميذ : مفعول به أول ن والنشيد : مفعول به ثان .

    ونحو : أشربته اللبن .

    فضمير الغيبة : في محل نصب مفعول به أول ، واللبن : مفعول به ثان .

    أما الأفعال : علم ، ورأى ، وبلغ ، فهي في الأصل متعدية لمفعولين .

    نحو : علمت خالدا مسافرا .

    ورأيت الأمانة فضيلة .

    وبلغت محمدا قادما .

    فإذا ما زيدت الهمزة في أول الفعل تعدى بها إلى ثلاثة مفاعيل .

    نحو : أعلمت والدي خالدا مسافرا .

    والدي : مفعول به أول ، ومحمدا : مفعول به ثان ، ومسافرا : مفعول به ثالث .

    نحو : أرأيت عليا الأمانة فضيلة .

    عليا : مفعول أول ، والأمانة : مفعول ثان ، وفضيلة مفعول ثالث .

    ونحو : أبلغت المعلم محمدا قادما .

    المعلم : مفعولا أول ، ومحمدا : مفعول ثان ، وقادما مفعول ثالث .

    2 ـ التعريض . بزيادة الهمزة في أول الفعل تجعل المفعول به معرضا لمعنى الفعل . نحو : أَبَعْتُ العقار . أي : عرّضته للبيع ، سواء بيع أم لم يبع .

    وأرهن الرجل المتاع . أي عرضه للرهن .

    وأعرت الكتاب . أي : جعلته عرضة للإعارة .

    3 ـ الصيرورة . وهو أن يصير الفاعل صاحب شيء اشتق من الفعل .

    نحو : ألحمتْ الشاة . صارت ذا لحم .

    وأطفلتْ الأم . صارت ذا طفل .

    وأينع الثمر . صار ذا نضج .

    وأزهرت الحديقة . صارت ذا زهر .

    وأجربت الناقة . صارت ذا جرب .

    وأشرقت الشمس . صارت ذا شروق .

    وأغبرت السماء : صارت ذا غبار .

    4 ـ الحينونة :

    وهو أن يحين زمن الشيء ، وقد عدوه من باب الصيرورة .

    نحو : أحصد الزرع . أي : حان وقت حصاده . أي : صار ذا حصاد .

    وأقطع النخل . حان وقت قطع ثمره . أي : صار ذا ثمر ناضج حان قطعه .

    وأحلبت الشاة . حان وقت حلبها .

    وأشرقت الشمس . حان وقت شروقها .

    5 ـ الدخول في الزمان ، أو المكان ، وهو داخل في حيز الصيرورة أيضا .

    كما هو حال الحينونة ، لأنه لا يكون بمعنى " ذا كذا " ، وإليك تبيانه :

    نقول : أصبح الرجل . أي : دخل في الصباح .

    وأمسى المسافر . أي : دخل في المساء .

    وأشهر الصائم . دخل في الشهر .

    وأبحر الملاح . دخل في البحر .

    وأعرق الرحالة . دخل في العراق .

    في جميع الأمثلة السابقة سواء ما دل منها على الزمان ، أم المكان كان متضمنا معنى الصيرورة ، بمعنى الدخول في الزمان ، أو المكان الذي هو أصله ، والوصول إليه .

    فعندما قلنا : أصبح الرجل ، أو : أبحر الملاح .

    ف‘ن الرجل دخل في زمن الصباح ، وصار ذا صباح جديد غير الذي انقضى .

    وكلك في قولنا : أبحر الملاح . أي : انه وصل إلى البحر ودخل فيه .

    ومنه أيضا قولنا : أنجد المسافر . وأمصر الجل . أي : وصل نجد ودخلها .

    6 ـ الوصول إلى العدد :

    أي : الوصول إلى العدد الذي هو أصله ، وبهذا المدلول يكون هذا النوع داخلا في باب الصيرورة أيضا ، بمعنى : صيرته ذا كذا .

    نحو : أثلث العدد ، أي : صار ذا ثلاثة ، أو وصل إلى ثلاثة .

    وأتسع الجنين ، أي : صار ذا تسعة أشهر ، أو وصل إلى الشهر التاسع .

    وأخمس الأولاد ، صاروا خمسة ، بمعنى وصل عددهم خمسة .

    وأعشر المجتمعون ، صاروا عشرة ، أو وصل عددهم إلى عشرة .

    7 ـ للدلالة على وجودك الشيء على صفة معينة ، بمعنى أن تجد مفعول الفعل على صفة هي كونه فاعلا لأصل الفعل .

    نحو : أسمنت الشاة ، أي : وجدتها سمينة .

    وأكرمت محمدا ، أي : وجدته كريما ، أو صادفته كريما .

    أو كونه مفعول لأصل الفعل .

    نحو : أحمدت خالدا ، أي : وجدته محمودا ، أو صادفته محمودا .

    وأذممت الخائن ، أي : وجدته مذموما ، أو صادفته مذموما .

    وأقهرت الحاقد ، أي : وجدته مقهورا ، أو صادفته مقهورا .

    8 ـ للدلالة على السلب والإزالة :

    وهو أن تزيل معنى الفعل عن المفعول .

    نحو : أشكيت المهموم ، أي : أزلت شكواه .

    ومن المثال السابق نلاحظ أن معنى الفعل قبل زيادة الهمزة في أوله غير معناه بعد زيادتها ، فقبل الزيادة نقول : شكا المهموم .

    ومعناه : إثبات الشكوى له ، وبعد زيادة الهمزة للفعل تغير إثباتها ، وأزيلت الشكاية .

    ومثله : أعجمت الكتاب ، أي : أوضحته وأزلن عجمته .

    وأعوجت الحديد ، أي : أزلت عوجه .

    9 ـ للدلالة على استحقاق صفة معينة :

    نحو : أحصد الزرع ، أي : استحق الحصاد .

    وأزوجت الفتاة ، أي : استحقت الزواج .

    10 ـ للدلالة على الكثرة :

    نحو : أشجر المكان ، أي : كثر شجره .

    وأزهر الربيع ، أي : كثر زهره .

    وأظبأ الوادي ، أي : كثرت ظباؤه .

    11 ـ للدلالة على التمكين :

    نحو : أحفرته البئر ، أي : مكنته من حفره .

    وأملأته الزير ، أي : مكنته من ملئه .

    12 ـ ويأتي أفعل بمعنى الدعاء :

    نحو : أسقيت محمدا ، أي دعيت له بالسقيا .

    ومنه قول ذي الرمة :

    وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه

    وقد يجيء " أفعل " لغير هذه المعاني ، وليس له ضابط كضوابط المعاني التي ذكرنا آنفا ومنه : أبصره : بمعنى رآه ، وأوعزت إليه بمعنى تقدمت (1) .

    ـــــــــــ

    1 ـ شرح شافية ابن الحاجب ج1 ص 92 .



    ثانيا ـ المعاني المتولدة عن زيادة الألف بعد فاء الفعل الثلاثي ، صيغة " فاعل " :

    لزيادة الألف في الفعل الثلاثي دلالات ومعان جديدة هي :

    1 ـ المشاركة بين اثنين أو أكثر .

    نحو : صارع أحمد محمدا .

    ومعنى ذلك أن الفعل يصدر من اثنين فصاعدا ، ففي المثال السابق نجد أن الصرع صدر من اثنين ، من الفاعل والمفعول ، أي أن أحمد صرع ، ومحمدا صرع أيضا ، فكلاهما صرع الآخر ، فالصرع منسوب إلى أحمد ، ومتعلق بمحمد ، أي وقع عليه ضمنا ، فكل منهما فاعل من وجه ، ومفعول به من وجه آخر .

    أما إذا قلنا : صرع أحمد محمدا .

    فالصرع صدر من طرف واحد وهو الفاعل ، ومحمد هو المصروع فحسب .

    ومثل صارع نقول : قاتل الجيش العدو . أي : تقاتلا . ولاكم عليّ خالدا . أي : تلاكما . وضارب ماجد أخاه . بمعنى : كل منهما ضرب الآخر .

    كما تجعل زيادة الألف في الفعل الثلاثي اللازم متعديا للمفعول .

    نحو : وصل ، وجلس . فعلان لازمان ، فإذا زدنا في كل منهما الألف صارا متعدين ، وأخذ كل منهما مفعولا به .

    نحو : واصل الرجل سفره .

    وجالس محمد صديقه .

    وكذلك إذا جاء الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد غير صالح للمشاركة بالمفاعلة إلى مفعولين . نحو : جذب اللاعب الحبل .

    فالحبل هو المفعول به ، لكنه لا يصلح للمشاركة بالمفاعلة ، فإذ تغير بناء الفعل من

    " فَعَلَ " إلى " فَاعَلَ " بزيادة الألف بعد الفاء ، صار الفعل متعديا إلى مفعولين ، بمعنى أن اللاعب مفعول آخر صالح للمشاركة .

    نحو : جاذب اللاعب خصمه الحبل .

    2 ـ للدلالة على أن الشيء صار ذا صفة يدل عليها الفعل .

    نحو : عاقب المعلم المهمل . جعله ذا عقوبة .

    وعافى الله المريض . جعله ذا عافية .

    وكافأت المجتهد . جعلته ذا مكافأة .

    وصاعر الرجل خده . جعله ذا صعر .

    3 ـ للدلالة على المتابعة . بمعنى استمرارية الفعل وعدم انقطاعه .

    نحو : تابعت العمل باهتمام . أي : واصلت متابعته .

    ووالى الرجل الصوم . أي : استمر في الصيام .

    وقاوم المريض المرض . أي : استمر في مقاومته .

    4 ـ للدلالة على معنى " فعَّل " لإفادة التكثير .

    نحو : ضاعف الجهد . بمعنى ضعّفه .

    وعاين المكان . بمعنى عيّنه .

    5 ـ للدلالة على معنى " فَعَلَ " لإفادة المبالغة ، ومكابدة المشقة .

    نحو : سافر الرجل . بمعنى : سفر الرجل ، أي : خرج للسفر .

    وهاجر الناس . بمعنى : هجر الناس . أي : خرجوا للهجرة .

    ومنه قوله تعالى : { قاتلهم الله أنا يؤفكون }1 . بمعنى قاتلهم الله وأهلكهم .

    6 ـ ويأتي " فاعل " بمعنى " أفعل " .

    نحو : عافاك الله . أي : أعفاك الله .

    وراعِنا سمعَك . أي : أرعِنا سمعَك .



    ثالثا ـ المعاني التي تكون للفعل الثلاثي المجرد بعد تضعيف العين :

    لصيغة " فعَّل " معان كثيرة هي :

    ـــــــــــــ

    1 ـ 131 التوبة .



    1 ـ يأتي " فعَّل " للدلالة على التكثير والمبالغة .

    نحو : طوَّف المعتمر حول الكعبة . أي : أكثر الطواف .

    جوَّلتُ في المدينة . أكثرتُ التجوال .

    موتتْ الإبل . كثر فيها الموت .

    والغالب في " فعَّل " أن يكون لتكثير الفعل كما في المثالين الأول والثاني ، أو للتكثير في الفاعل ، كما في المثال الثالث .

    والتكثير في الأمثلة السابقة كان في الفعل اللازم ، أما في مفعول الفعل المتعدي ، فنحو : غلَّقتُ الأبواب . أي : أكثرت إغلاقها .

    وقطَّعتُ الأثواب . أي : أكثرت قطعها .

    ومنه قوله تعالى { وغلِّقت الأبواب } 1

    وقد لا يأتي فعَّل للتكثير ، نحو : فرَّح ، وكرَّم ، وعلَّم ، ووسَّم .

    2 ـ يأتي للتعدية : وهو أن يصير الفعل اللازم متعديا بالتضعيف " فعَّل " ، وهو مشارك لأفعل في هذا المعنى .

    نحو : فرَّحتُ الناجح . أي : جعلته فرحا ، وأصله : فَرِحَ الناجح . لازم .

    وجلستُ الضيف . جعلته جالسا ، وأصله : جلس الضيف . لازم .

    وقوَّمتُ المهمل . جعلته قائما ، وأصله قام المهمل . لازم .

    ونوَّمتُ الطفل . جعلته نائما ، وأصله : نام الطفل . لازم .

    وبالتضعيف أيضا يصير الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد متعديا إلى مفعولين ، غير أنه لا يتعدى " فعَّل " إلى ثلاثة مفاعيل كما هو الحال في صيغة " أفعل " .

    ومثال تعديه إلى مفعولين :

    لبَّستُ الطفل الثوب . بمعنى : ألبسته الثوب ، وأصله : لبس الطفل الثوب . متعد لواحد .

    ــــــــــ

    1 ـ 23 يوسف .



    وفهَّمتُ الدارس المسألة . أي : أفهمته المسألة ، وأصله : فهم الدارس المسألة . متعد لواحد .

    وعلَّمته المشي . أي : أعلمته المشي ، وأصله : علم الطفل المشي . متعد لواحد .

    وأكَّلت الطائر الحب . بمعنى : أأكلته الحب ، وأصله : أكل الطائر الحب . متعد لواحد .

    3 ـ للدلالة على النسبة : وهو أن ينسب المفعول إلى أصل الفعل ، ويسمى به .

    نحو : فسَّقت الرجل . أي : نسبته إلى الفسق ، وسميته فاسقا .

    وكفَّرت فلانا . نسبته إلى الكفر ، وسميته كافرا .

    وخوَّنت المرأة . نسبتها إلى الخيانة ، وسميتها خائنة .

    4 ـ للدعاء على المفعول ، أوْ له بأصل الفعل .

    نحو : جدعته . بمعنى : جدعك الله .

    وعقرته . أي : عقرك الله .

    ومثال الثاني :

    سقيت الرجل . بمعنى : سقيا لك .

    ورعيته . بمعنى : رعاك الله .

    5 ـ للدلالة على السلب : ويعني إزالة الشيء عن الشيء .

    نحو : جلَّد الجزار الشاة . أي : أزال جلدها بالسلخ .

    وقرَّد الراعي البعير . أزال قراده .

    وقشَّرت الفاكهة . أزلت قشرها .

    وقلَّمت الأظافر . أزلت قلامها .

    6 ـ للدلالة على الصيرورة : وهو أن يصير الشيء شبيها لشيء آخر ، مشتق من أصل الفعل .

    نحو : قوَّس الرجل . أي : صار شبيها بالقوس .

    وروَّ المكان . صار شبيها بالروض .

    وحجَّر الطين . صار شبيها بالحجر في جموده .

    وعجزَّت المرأة ، وثيَّبت ، وعوَّنت . أي : صارت عجوزا وثيبا وعوانا .

    7 ـ للدلالة على التوجه : وهو المشي إلى الموضع المشتق منه " فعَّل " .

    نحو : كوَّف المرتحل . أي : توجَّه ، أو مشى إلى الكوفة .

    ومصَّر المسافر . توجَّه إلى مصر .

    ويمَّن الرجل . مشى أو توجه إلى اليمن .

    وشرَّق الرجل أو غرَّب . أي : توجهه إلى الشرق ، أو الغرب .

    8 ـ ويأتي " فعَّل " بمعنى : عَمَلُ شيءٍ في الوقت المشتق هو منه ، ويعرف بالتوقيت .

    نحو : هجَّر الرجل . أي : سافر في الهاجرة .

    وصبَّح المسافر . سار في الصباح .

    ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

    أمن آل نُعْم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائحٌ فمهجِّر

    9 ـ للدلالة على أن الشيء صار ذا أصله :

    نحو : ورَّق الشجر . بمعنى : أورق الشجر ، صار ذا ورق .

    وعفَّن الخبز . أي : أعفن ، صار ذا عفن .

    وقيَّح الجرح . أي : أقيح ، صار ذا قيح .

    10 ـ قبول الشيء :

    نحو : شفّعتُ محمدا . بمعنى : قبلت شفاعته .

    ووسَّطتُ خالدا . أي : قبلت وساطته .

    11 ـ لاختصار الحكاية :

    نحو : كبَّر الإمام . أي : قال الله أكبر .

    وسبَّح المصلي . قال : سبحان الله .

    ولبَّى الحاج . قال : لبيك .

    وهلَّل القوم . قالوا : لا إله إلا الله .

    وأمَّن المصلون . قالوا : آمين .

    12 ـ ويأتي " فعَّل " للدلالة على معنى " فَعَلَ " :

    نحو : زيَّلت الشيء . أي : زلته ، بمعنى : فرقته . وزيَّل من الفعل : زال يزيل .

    13 ـ ويأتي للدلالة على معنى " تفعَّل " :

    نحو : ولَّى زمام الأمر . بمعنى : تولَّى زمامه .

    14 ـ التصيير :

    نحو : جمّعت الطلاب : جعلتهم يجتمعون .

    ودسم الرجل الطعام : جعل له دسما .



    ثانيا ـ الثلاثي المزيد بحرفين :

    وهو ما يعرف بالفعل الخماسي المزيد في أوله ، وله خمسة أوزان :

    1 ـ انفعل : مزيد بالهمزة والنون في أوله ، وأكثر ما يأتي مطاوعا للفعل " فَعَل " ، وتسمى الأفعال المطاوعة أغعلا انعكاسية ، ذلك أن الفاعل معها يفعل الفعل بنفسه .

    فانتصر تعني نصر نفسه ، وانكسر تعني كسر نفسه .

    ونحو : انعصر ، واندحر ، وانجبر ، وانبلج ، وانصهر ، وانداح ، وانحنى ، وانجلى ، وانحاز ، وانقلب ، وانقاد ، وانفك ، وانذبح ، وانقضى .

    ولا تأتي صيغة " انفعل " إلا لازما .

    تقول : انتصر المجاهدون .

    وانكسر الزجاج .

    واندحر العدو .

    2 ـ افتعل : مزيد بالهمزة في أوله ، والتاء بعد فائه . ويكون متعديا ولازما ، وهو

    نحو : ارتبك ، وارتزق ، وارتقى ، وافتتح ، وافترش ، واتخذ ، واتزن ، واصطبر ، والتأم ، وافترج ، واتسع ، وانتقم ، واتقى ، والتحف ، وانتعل .

    مثال المتعدي : ارتجل الخطيب الخطبة .

    وافتتح المدير الحفل .

    وافترش النائم الأرض .

    ومثال اللازم : ارتبك المتكلم .

    والتأم الجرح .

    واتسع الخرق .

    3 ـ افعلَّ : بزيادة الهمزة في أوله ، وتضعيف اللام ، ولا يكون إلا لازما .

    والغالب فيه الدلالة على قوة اللون ، أو العيب الحسي الملازم للشيء .

    نحو : احمرَّ ، واسودَّ ، واخضرَّ ، واغبرَّ ، واعوجَّ ، واعورَّ .

    تقول : احمرَّ البلح . واسودَّ العنب .

    4 ـ تفعَّل : بزيادة التاء في أوله ، وتضعيف العين ، ويكون متعديا ولازما .

    نحو : تعلّمَ ، تكرَّم ، تسلَّم ، توصَّل ، تفهَّم ، تقدَّم ، تأخَّر ، توسَّط ، تعجَّل ، تغيَّر ، تنقَّل ، توسَّم ، تجشَّم ، تحيَّر ، تكسَّر ، تلوَّن ، تحوَّل ، تجوَّل ، تنبَّه ، تقلَّص ، تقوَّم ، توعَّد ، تكلَّف .

    مثال المتعدي : تعلم الطالب الدرس .

    تسلم الرجل الرسالة .

    وتوعدت المهمل .

    ومثال اللازم : تقدم الجيش .

    تأخر الزائرون .

    تجولت في المدينة .

    5 ـ تفاعل : بزيادة التاء في أوله ، والألف بعد الفاء ، وهو لازم ، وإن كان متعديا في المعنى .

    نحو : تعاظم ، تخاصم ، تقاتل ، تصارع ، تشارك ، تعانق ، تلاءم ، تراحم ، تساءل .

    تقول : تخاصم محمد ، وأحمد ، وخالد .

    وتعانق الضيف والمضيف .

    وتشارك فلان وفلان في العمل .

    وقد يأتي متعديا لفظا .

    نحو : تقاسم ، وتنازع ، وتراشق ، وتبادل .

    تقول : تقاسم الورثة المال .

    وتنازع محمد وعليّ المنزل .

    وتراشق المنتفضون واليهود الحجارة .

    وتبادل المجتمعون الاتهامات .

    المعاني الناتجة عن الزيادات السابقة في الفعل المزيد بحرفين :



    1 ـ معاني انفعل :

    لا تخرج معاني " انفعل " عن المطاوعة ، لذلك لا يكون إلا لازما ، كما بينا سابقا ، ومطاوعته تكون لـ " فَعَلَ " المتعدي لمفعول به واحد ، والمختص بالأفعال العلاجية والتأثيرية (1) .

    نحو : كسرته فانكسر ، وحطمته فانحطم ، وعدلته فانعدل .

    وقد يأتي " انفعل " غير مطاوع ، بمعنى أنه قد يؤخذ من أفعال غير متعدية ، وهو قليل . نحو : انكمشت ، وانجردت .

    ومنه قوله تعالى : { وإذا النجوم انكدرت }2 .

    فالأفعال السابقة مما يستعمل فيها " انفعل " ، ولكنها ليست مما طاوع " فَعَلَ " بمعنى أن تلك الأفعال لم تكن متعدية ، مثل : حطمته فانحطم ، وجذبته فانجذب ، وإنما هي لازمة بمنزلة : ذهب ، ومضى .

    ثانيا ـ معاني " افتعل " :

    1 ـ يكون لمطاوعة " فَعَلَ " غالبا سواء أكان من الأفعال الدالة على العلاج والتأثير .

    نحو : جمعته فاجتمع ، وعدلته فاعتدل ، ورفعته فارتفع ، ونزعته فانتزع .

    أم من غير العلاجية . نحو : غممته فاغتم .

    ــــــــــــ

    1 ـ الأفعال العلاجية والتأثيرية : هي الأفعال الدالة على الحركة المحسوسة ، والتي تحتاج في حدوثها إلى تحريك عضو من الأعضاء ، ويرى بالنظر ، كالضرب ، والقطع ، والسحب ، والجذب ، والتكسير ، والتحطيم . أما الأفعال غير العلاجية فهي : الدالة على الأشياء غير المحسوسة كالعلم والظن ، ولا تكون مطاوعة ، إذ لا يصح أن نقول : علمته فانعلم ، ولا ظننته فانظن .

    2 ـ 2 التكوير .



    2 ـ يكون لمطاوعة " أفعل " .

    نحو : أنصفته فانتصف . وأسمعته فاستمع . وأنهيته فانتهى .

    3 ـ ولمطاوعة " فعَّل " . نحو : قربته فاقترب . وسويته فاستوى ، ولحمته فالتحم . ونظمته فانتظم .

    4 ـ للاتخاذ : وهو اتخاذك الشيء أصله ، بمعنى ألا يكون ذلك الأصل مصدرا ، وإنما يكون من باب اتخاذك أصل الشيء لنفسك .

    نحو : اختدم الرجل . أي : اتخذ لنفسه خادما .

    وامتطى الفارس الجواد . بمعنى : بمعنى جعله مطية لنفسه .

    واشتوى الطاهي اللحم . أي جعله شواء لنفسه .

    5 ـ يكون للاشتراك بمعنى : " تفاعل " .

    نحو : اقتتل الولدان . بمعنى تقاتلا .

    واختصم محمد وخالد . أي : تخاصما .

    واختلف زيد وعمرو . أي : تخالفا .

    واجتور الضيفان . أي : تجاورا .

    6 ـ للمبالغة والزيادة والاجتهاد في تحصيل الفعل .

    نحو : اكتسب ، واقتدر ، واجتهد .

    تقول : اكتسبت المال . أي : بالغت واجتهدت في كسبه .

    واقتدرت على العمل . بمعنى بالغت في القدرة عليه .

    واجتهد الطالب في تحصيل العلم . أي : بالغ في تحصيله .

    ومنه قوله تعالى : { لها اكتسبت وعليها ما اكتسبت }1 .

    7 ـ يأتي بمعنى " فَعَلَ " . نحو : قرأتُ ، واقترأتُ . وخطفت ، واختطفت .

    ـــــــــــ

    1 ـ 286 البقرة .



    8 ـ ويأتي للدلالة على الإظهار .

    نحو : اعتذر الرجل . أي : أظهر العذر .

    واغتضب الحارس . اظهر الغضب .

    واعتظم القائد . بمعنى : أظهر العظمة .



    ثالثا ـ معاني " افعلَّ " :

    تغلب صيغة " افعلَّ " في الدلالة على اللون .

    نحو : احمرَّ البلح . واخضرَّ العشب ، واسود العنب . بمعنى : اشتد احمراره .

    والدلالة على العيب الحسي الملازم للمخلوق .

    نحو : اعورَّ الرجل . واعرجَّ الطفل . بمعنى : اشتد عوره ، وعرجه .



    رابعا ـ المعاني التي تكون لـ " تفعَّل " :

    1 ـ لمطاوعة " فعَّل " ، سواء أكان للتكثير .

    نحو : كسَّرت الزجاج . بمعنى : تكسَّر .

    وحطمت الخشب . فتحطم .

    وهدمت البناء . فتهدم .

    وأدبت الطالب . فتأدب .

    ونبهت الرجل . فتنبه .

    وفقهته في الدين . فتفقه .

    2 ـ يأتي للاتخاذ : ويكون " تفعَّل " في هذه الدلالة مطاوع " فعّل " . ولا يأتي إلا متعديا . والاتخاذ يعني : اتخاذ فاعل الفعل ، وجعله مفعول أصل الفعل .

    نحو : تدير الرجل المكان . اتخذه دارا . وتسنم عليّ المجد . اتخذه سناما .

    وتوسد محمد الثوب . اتخذه وسادة .

    3 ـ التكلف : وهو رغبة الفاعل ، واجتهاده في حصول الفعل له حقيقة .

    نحو : تشجع ، وتحلم ، وتصبر ، وتجلد ، وتكرم ، وتنوه .

    تقول : تشجع المغامر . أي : كلّف نفسه الشجاعة ليتم حصولها .

    وتحلّم الرجل . بمعنى : كلف نفسه الحلم .

    وتصبر المصاب . أي : تكلف الصبر .

    4 ـ للتَّجنب : و " تفعَّل " الذي للتجنب يكون مطاوع " فعَّل " وهو للدلالة على السلب ، وترك الفعل والابتعاد عنه .

    نحو : تحرّج محمد . أي : ترك الحرج . تقول : حرجت محمدا ، أي : جنبته الحرج .

    وتأثم الرجل . بمعنى : ترك الإثم . تقول : اثمت الرجل ، أي : جنبته الإثم .

    وتهجد فلان . بمعنى : ترك الهجود . تقول هجدت فلانا ، أي : جنبته الهجود .

    5 ـ للتدرج : وهو العمل المتكرر في مهلة ، وفي هذه الدلالة يكون " تفعل " مطاوع

    " فعّل " الذي يفيد التكثير ، وحصول الفعل مرة بعد أخرى ، ويأتي للأمور الحسية والمعنوية .

    مثال الحسية : جرعت المريض الدواء . فتجرعه ، أي : شربه جرعة بعد جرعة .

    وحسسته المال . فتحسسه ، أي : حسه مرة بعد أخرى .

    ومثال المعنوية : علمت التلميذ المسألة . فتعلمها ، أي : علمها مرة بعد مرة .

    وبصرت محمدا الأمر . فتبصر ، أي : بصره مرة بعد أخرى .

    وفهمته الوضع . فتفهم ، أي : فهمه مرة بعد أخرى .

    6 ـ ويجيء " تفعّل " بمعنى " استفعل " ، وذلك فيما يختص بالطلب ، والاعتقاد لأنهما مختصين بـ " استفعل " .

    فالطلب نحو : تنجزته . أي : استنجزته ، بمعنى : طلبت نجازه ، وهو الحضور والوفاء به .

    والاعتقاد : وهو تصورك الشيء أنه على صنعة أصله .

    نحو : تعظمته . أي : استعظمته ، بمعنى : اعتقد فيه أنه عظيم .

    وتكبر الرجل . أي : استكبر ، بمعنى : اعتقد في نفسه أنها كبيرة .

    وتفهم واستفهم . وتأمل واستأمل . وتبصر واستبصر . وتعلّى واستعلى .

    ومنه حديث ابن عباس : " فإذا هو يتعلّى عنّي " أي : يترفع عليّ .

    ومنه قوله تعالى : { قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها }1 .

    وقوله تعالى : { إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين }2 .

    وقوله تعالى : وقد أفلح اليوم من استعلى }3 .

    7 ـ ويأتي " تفعّل " بمعنى " فَعَلَ " .

    نحو : تظلمني . بمعنى : ظلمنى .

    وتجهمني . بمعنى : جهمني .

    وتجهَّمت الرجل . بمعنى : جهمته ، أي : كلحت في وجهه .

    ومنه حديث دعاء الرسول : " إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني " .

    أي : يلقاني بالغلظة والوجه الكريه .

    8 ـ ويأتي " تفعل " مطاوع " فعَّل " الذي لجعل الشيء ذا أصله حقيقة ، أو تقديرا .

    فالحقيقة نحو : أصلته فتأصل . أي : صار ذا أصل .

    وألبته فاتألب . أي : صار ذا ألب (4) .

    ومتال التقدير : أهلته فتأهل . أي : صار ذا أهل .

    9 ـ وقد يكون مطاوع " فعّل " الذي معناه جعل الشيء نفس أصله حقيقة ، أو تقديرا .

    مثال الحقيقة : تزبب العنب . أي صار زبيبا .

    والتقدير نحو : تكلل الشيء . أي : صار إكليلا .

    ــــــــــــ

    1 ـ 12 الأعراف . 2 ـ 34 البقرة . 3 ـ 64 طه .

    4 ـ الألب : الجمع الكثير من الناس .



    خامسا ـ معاني " تفاعل " .

    تأتي صيغة تفاعل لعدة معاني نستعرضها على النحو التالي :

    1 ـ للمشاركة بين أمرين فأكثر ، فيكون كل منهما فاعلا في اللفظ ، ومفعولا في المعنى .

    نحو : تبارز ، تصارع ، تقاتل ، تنازل ، تلاكم ، تشارك .

    تقول : تبارز محمد وعلي .

    وتصارع خالد وأحمد وإبراهيم .

    ويمكن التفريق بين صيغة " تفاعل " وصيغة " فاعل " ، وكلاهما يفيد التشريك بأن " تفاعل " وضع لنسبة الفعل إلى المشتركين فيه من غير قصد إلى التعلق له ، أي : انه يكون لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا .

    نحو : تقاتلا ، وتشاركا ، وتمازحا .

    أما " فاعل " فإنه وضع لنسبة الفعل إلى المشتركين متعلقا بغيره ، مع أن الغير هو الذي فعل ذلك ، أي : أنه يكون لنسبة أصله إلى أحد الأمرين متعلقا بالآخر للمشاركة صريحا .

    نحو : قاتلته ، ولاطفته ، وشاركته .

    وعليه فإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعول به واحد صار لازما .

    نحو : ضارب محمد عليا . يصبح : تضارب محمد وعلي .

    وخاصم يوسف خالدا . يصبح : تخاصم يوسف وخالد .

    وإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعولين صار متعديا لمفعول به واحد .

    نحو : نازعت جاري البيت . يصبح : تنازعنا البيت .

    وجاذب محمد خالدا الكرة . يصبح : تجاذب محمد وخالد الكرة .

    2 ـ التظاهر : وهو ادعاء الفاعل بحصول الفعل له ، وهو منتف عنه .

    نحو : تجاهلت الأمر . أي : أظهرت من نفسي التجاهل للأمر دون الحقيقة .

    ومنه : تغافلت ، وتكاسلت ، وتعاميت ، وتناومت ، وتخاذلت ، وتمارضت .

    ومنه قول الرسول : " لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا فتذهب ريحكم " (1) .

    والفرق بين " تفاعل " و " تفعَّل " في معنى التظاهر ، والادعاء ، أو التكلف ، أن " تفعل " في نحو : تعلّم ، وتعظَّم .

    يتكلف فيه الفاعل أصل الفعل ، ويريد حصوله فيه حقيقة ، ولا يقصد إظهار ذلك غيهاما على غيره أن ذلك فيه .

    أما في ط تفاعل ، فإن الفاعل لا يريد ذلك حقيقة ، ولا يقصد حصوله له ، بل يوهم الناس أن ذلك فيه لغرض له .

    3 ـ للدلالة على التدرج . أي : حصول الفعل شيئا فشيئا .

    نحو : تزايد السيل .

    وتنامى المال .

    وتواردت الأخبار .

    وتكاثر النحل .

    4 ـ مطاوعة " فاعل " . ويقصد بالمطاوعة هنا : التأثر وقبول أثر الفعل سواء أكان التأثر متعديا .

    نحو : علمته الرماية . فتعلمها ، أي : قبل التعليم وتأثر به .

    وفهمته المسالة . فتفهما .

    أم لازما . نحو : عدَّلت الحديد . فانعدل .

    وثنيته . فانثنى . بمعنى : تأثر بالعدل ، وتأثر بالثني .

    5 ـ ويأتي " تفاعل " مطاوع " فاعل " ، إذا كان فاعل لجعل الشيء ذا أصله .

    نحو : باعدته . فتباعد ، أي : بَعُدَ .

    ـــــــــــ

    1 ـ ولا تمارضوا : لا تداعوا المرض وتظهروه ، وأنتم أصحاء .



    ثالثا ـ الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف .


    يأتي الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف على عدة أوزان هي :

    1 ـ استفعل : بزيادة الهمزة والسين والتاء .

    وتكون الهمزة في أوله للتوصل إلى الساكن ، والسين والتاء للطلب .

    وهو متعد ، ولازم ، ومصدره استفعال .

    المتعدي نحو : استعمل المريض الدواء .

    واستغفر المؤمن ربه .

    واستجلى محمد الأمر .

    واستخرج الرجل الماء من البئر .

    واللازم نحو : استسلم العدو .

    واستحجر الطين .

    واستقام الظل .

    واستعظم الأمر .

    2 ـ افعوعل : بزيادة الهمزة في أوله والواو وتضعيف العين .

    ومصدره : افعوعل : افعيعال مثل : اخشوشن :اخشي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:37 pm