إذا طغت العامية
يوسف بن زهير العمري
أعترف بأن الموضوع أُشبِع من لدن المختصين باللغة ولطالما كتب الكتاب مبينين ضرورة الرجوع إلى الكلام الفصيح بدلاً من العامية التي يتحدث بها أغلب المجتمع حتى من هو حاصل على الشهادة الجامعية في اللغة العربية نفسها وليس عيباً أن يتحدث الإنسان باللغة الفصحى البعيدة عن الإغراب .
لدينا في قاموس اللهجات توافق في عدد من الكلمات فمثلاً عند نطق الرقم من (13 ــ 19) فكل هذه الأرقام من بنات (طاعش) ولا أدري ما هو المقصود بهذه الكلمة سابقة الذكر , لقد كان الصبي في العصور السابقة يتكلم ويتخاطب مع غيره بالفصحى بل إن بعضهم برع من صغره في الأدب أو النقد أو البلاغة وذلك لأنه نشأ مع أهله أو أقرانه في بيئة فُصحوية , بينما في عصرنا الحاضر برع كثير من أبنائنا في جمع أكبر عدد ممكن من الطوابع البريدية . والناظر في أحوال العرب اليوم يجد تقسيماً مروعاً من حيث لهجات الدول العربية فيجد أهل الشام ومصر والسودان والخليج ... كل دولة لها لهجتها الخاصة بها حتى إنك حينما تسمع بعض اللهجات يتبادر إلى ذهنك أنها لغة أجنبية ربما تحتاج في بعض الدول العربية إلى مترجم لسرعة الكلمات التي تسمعها , وفي وقتنا الحاضر لم نجد دولة لهجتها فصحى حتى في البرامج الفضائية بل إن أغلبها تدار باللهجة العامية .
العامية شتت العربية ومزقتها إلى دول , ولقد قامت إسرائيل بإحياء اللغة العبرية الميتة , وترفض فرنسا تلويث الأذن الفرنسية بالإنجليزية حتى سن معينة فلا تعلمها للأطفال وتسن قوانين لتكون نسبة الأفلام المترجمة صوتياً كبيرة كي لا يعتاد الناس سماع غير لغتهم ( في عصر العولمة ), واليابان لها باع في حفظ لغتها بالمثل ومنع الأجنبية عن الأطفال , وتحافظ ألمانيا على لغتها بقواميس وكتب ومعاجم لغوية متطورة كل عام (خاصة بعد التوحيد) لرأب الصدع اللغوي ، رغم أن لغتهم صعبة وفقيرة , فلماذا ؟ لأن اللغة هي جزء من الذات .
فحين يأتي غير العربي طوعا للعربية حبا في القرآن فهو هنا يغير دينه راضيا مقتنعا موقنا بتغيير حاضره ومستقبله ومصيره وكل منطلقاته وغاياته ، أما نحن فعلاّم ...! اللغة الفصحى أوسع لغات الأرض ولا توجد لغة بنفس السعة ولا بنفس الجمال لغتنا هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم قال الله تعالى (لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ وَهَذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُّبينٌ ...الآية)،وتحدث بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم ، فهي حصن ووعاء للدين وأي مسلم غير عربي يسعى لتعلمها سعيا واجبا ومن ضيعها وهو عربي فقد ساهم في تضييع الدين ,وقد تحدث أهل العلم عن أن تعلم العربية الفصحى واجب من الدين، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، أخيراً . .
يجب علينا تربية أبنائنا على النطق الصحيح في أحاديثهم وأسمارهم حتى يخرج لنا جيل لديه ثقافة لغوية , وإن استمر الوضع على ما هو عليه فسيخرج لنا جيل ثقافته ضحلة ما بين المسلسلات الفاضحة والأفلام الأجنبية الهابطة .
فأراكم والجميع أهل حرص أحسبكم كذلك والله حسيبكم ونسأل الله لنا ولكم مزيدا من العلم والإخلاص أعني أننا نتكلم عن الفصحى أو العامية كأدب إسلامي وهو موضع الحوار ، أما المضمون فمتفق عليه ( فمن رغب عن سنتي رغب عني ) الأمر ليس صراعا بين وسيلة وغاية ...
( وصيتي ألا يتحدث الأحباب سوى بالفصحى ما استطاعوا )
يوسف بن زهير العمري
أعترف بأن الموضوع أُشبِع من لدن المختصين باللغة ولطالما كتب الكتاب مبينين ضرورة الرجوع إلى الكلام الفصيح بدلاً من العامية التي يتحدث بها أغلب المجتمع حتى من هو حاصل على الشهادة الجامعية في اللغة العربية نفسها وليس عيباً أن يتحدث الإنسان باللغة الفصحى البعيدة عن الإغراب .
لدينا في قاموس اللهجات توافق في عدد من الكلمات فمثلاً عند نطق الرقم من (13 ــ 19) فكل هذه الأرقام من بنات (طاعش) ولا أدري ما هو المقصود بهذه الكلمة سابقة الذكر , لقد كان الصبي في العصور السابقة يتكلم ويتخاطب مع غيره بالفصحى بل إن بعضهم برع من صغره في الأدب أو النقد أو البلاغة وذلك لأنه نشأ مع أهله أو أقرانه في بيئة فُصحوية , بينما في عصرنا الحاضر برع كثير من أبنائنا في جمع أكبر عدد ممكن من الطوابع البريدية . والناظر في أحوال العرب اليوم يجد تقسيماً مروعاً من حيث لهجات الدول العربية فيجد أهل الشام ومصر والسودان والخليج ... كل دولة لها لهجتها الخاصة بها حتى إنك حينما تسمع بعض اللهجات يتبادر إلى ذهنك أنها لغة أجنبية ربما تحتاج في بعض الدول العربية إلى مترجم لسرعة الكلمات التي تسمعها , وفي وقتنا الحاضر لم نجد دولة لهجتها فصحى حتى في البرامج الفضائية بل إن أغلبها تدار باللهجة العامية .
العامية شتت العربية ومزقتها إلى دول , ولقد قامت إسرائيل بإحياء اللغة العبرية الميتة , وترفض فرنسا تلويث الأذن الفرنسية بالإنجليزية حتى سن معينة فلا تعلمها للأطفال وتسن قوانين لتكون نسبة الأفلام المترجمة صوتياً كبيرة كي لا يعتاد الناس سماع غير لغتهم ( في عصر العولمة ), واليابان لها باع في حفظ لغتها بالمثل ومنع الأجنبية عن الأطفال , وتحافظ ألمانيا على لغتها بقواميس وكتب ومعاجم لغوية متطورة كل عام (خاصة بعد التوحيد) لرأب الصدع اللغوي ، رغم أن لغتهم صعبة وفقيرة , فلماذا ؟ لأن اللغة هي جزء من الذات .
فحين يأتي غير العربي طوعا للعربية حبا في القرآن فهو هنا يغير دينه راضيا مقتنعا موقنا بتغيير حاضره ومستقبله ومصيره وكل منطلقاته وغاياته ، أما نحن فعلاّم ...! اللغة الفصحى أوسع لغات الأرض ولا توجد لغة بنفس السعة ولا بنفس الجمال لغتنا هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم قال الله تعالى (لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ وَهَذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُّبينٌ ...الآية)،وتحدث بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم ، فهي حصن ووعاء للدين وأي مسلم غير عربي يسعى لتعلمها سعيا واجبا ومن ضيعها وهو عربي فقد ساهم في تضييع الدين ,وقد تحدث أهل العلم عن أن تعلم العربية الفصحى واجب من الدين، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، أخيراً . .
يجب علينا تربية أبنائنا على النطق الصحيح في أحاديثهم وأسمارهم حتى يخرج لنا جيل لديه ثقافة لغوية , وإن استمر الوضع على ما هو عليه فسيخرج لنا جيل ثقافته ضحلة ما بين المسلسلات الفاضحة والأفلام الأجنبية الهابطة .
فأراكم والجميع أهل حرص أحسبكم كذلك والله حسيبكم ونسأل الله لنا ولكم مزيدا من العلم والإخلاص أعني أننا نتكلم عن الفصحى أو العامية كأدب إسلامي وهو موضع الحوار ، أما المضمون فمتفق عليه ( فمن رغب عن سنتي رغب عني ) الأمر ليس صراعا بين وسيلة وغاية ...
( وصيتي ألا يتحدث الأحباب سوى بالفصحى ما استطاعوا )