وقعت مجموعة من المثقفين على رأسها الكاتب والروائي الكبير الطاهر وطار الحاصل على جائزة الشارقة للإبداع والفكر مؤخرا عريضة يناشدون فيها الرئيس بوتفليقة للتدخل شخصيا لحماية اللغة العر بية التي أصبحت تعاني في عقر دارها خطر الزوال أمام الزحف الهائل للغة الفرنسية الدخيلة على المجتمع الجزائري ’ حيث يرى هؤلاء الكتاب أن المجتمع الجزائري أخذ يبتعد رويدا عن لغته الأم بعدما تغير لسانه ودخلت مصطلحات كثيرة على لهجة الفرد الجزائري التي أصبحت خليطا من مفردات فرنسية وبعض الكلمات الدارجة التي لا محل لها من الإعراب ’ وتعتبر الجزائر البلد العربي الوحيد الذي تستعمل في مقرراته الرسمية لغة اجنبية غير لغته الرسمية فالاجتماعات الوزارية والتخاطب بين المسئولين أصبح باللغة الفرنسية حتى لافتات المحلات أصبحت باللغة الأجنبية بل أن الرئيس بوتفليقة كثيرا ما يستعمل الفرنسية لمخاطبة شعب نسبة الامية فيه بلغت ذروتها مع العلم ان الغالبية الساحقة من الشعب الجزائري ترى ان اللغة العربية هي لغته الام
وما زاد في هوان اللغة العربية هو تجميد قانون اللغة العربية الذي تم في عهد رئيس الحكومة الاسبق رضا مالك العلماني والعدو اللدود للغة العربية ’ حيث اصدر الرئيس الجزائري الاسبق اليامين زروال قانون بتعميم اللغة العربية في كل المجالات والتعاملات الادارية المختلفة لكن هذا القانون جمد بقرار فوقي من أشخاص لهم ارتباطات ثقافية ومالية بالمستعمر السابق فرنسا ’ وأمام هذا الوضع الثقافي المتردي يرى الكثير من الغيورين عن اللغة الأم للجزائريين أن هذه اللغة باتت في خطر داهم يتهددها في عقر دارها .
وتعود مشكلة اللغة العربية في الجزائر إلى أوائل الستينات بعد استقلال الجزائر في الخامس من جويلية عام 1962 حيث عرفت خيارات الدولة الجزائرية المستقلة حديثا اختلافا جذريا بين دعاة الأصالة والعودة إلى المجتمع الجزائري الأصيل ودعاة التغريب الذين يرون ان سر تخلف الجزائريين واستعمارهم راجع إلى تشبثهم بهذه الأصالة وخاصة اللغة العربية ’ ويعرف الداعون لهذا الطرح عند الجزائريين بحزب فرنسا نظرا لارتباطاتهم الوثيقة بفرنسا في كافة المجالات , وللأسف كانت الغلبة لهذا الطرح الذي أخذ الجزائر إلى الهاوية من خلال سلخها عن بيئتها العربية المسلمة المحافظة .
ويرى الكثير في العريضة التي قدمها وأمضاها الكثير من المثقفين الجزائريين يناشدون فيها الرئيس بوتفليقة بالتدخل شخصيا أنها صرخة في الوقت الضائع وجاءت بعد فوات الأوان ,خاصة وان الكثيرين الذين يحيطون بالرئيس من دعاة النزعة التغريبية مثل وزيرة الثقافة خليدة تومي التي تعتبر من أشد أعداء التعريب ’ ويتحمل المثقفين المعربين مسؤولية أخلاقية على الوضع الذي آلت اليه لغتهم التي يكتبون بهم لموافقتهم السلطة في كثير من القرارات من أجل مناصب في مجلس الشعب أو مجالس أخرى أو من اجل امتيازات مالية ’ عكس نظرائهم المفرنسين الذين لهم مواقف ثابتة بخصوص اللغتين العربية والفرنسية حيث جعلوا اللغة الفرنسية من أولوياتهم وللذكر فقط فإن خبراء اللغة والمختصون في العالم يرون أن اللغة الفرنسية لغة مآلها الزوال لأن رقعة استعمالها في العالم تتقلص بشكل رهيب ويرون أن مستقبل اللغة سيكون للانجليزية واللاتينية "الاسبانية " والعربية , والمفارقة العجيبة ان الكثير من الفرنسيين يستعملون في بحوثهم اللغة الانجليزية لغزارة مفرداتها وبساطتها عكس اللغة الفرنسية التي تعتبر معقدة في كثير من جوانبها النحوية ولا تعتبر لغة علم بالمقاييس العلمية الحديثة
ويرى المر اقبون في الجزائر أن اللغة العربية ستزول نهائيا من المقررات المدرسية وفي كافة المجالات إذا استمر المتنفذون في السلطة والمتعصبون للغة الفرنسية في محاربتهم للغة العربية ’
والذي تربطهم بفرنسا مصالح اقتصادية وسياسية قوية جدا تجعلهم يعملون المستحيل من أجل جعل اللغة الفرنسية لغة رسمية للجزائر العربية , وليس هذا فحسب بل يعلن الكثيرون منهم انهم ليسوا عربا بل أفارقة وبربر وهذا لإيهام الرأي العام أن العرب الذين يشكلون غالبية عظمى مجرد وافدين من بدو الخليج في زمن الفتوحات الإسلامية , وأمام الزحف الرهيب للغة الفرنسية انسحب المثقفين الشرفاء من المشاهد الثقافية حيث هجرت مجموعات هائلة من الصحافيين والكتاب الى دول عربية وحققوا فيها نجاحات باهرة والدليل على ذلك القنوات العربية التي تزينت بالوجوه العربية الجزائرية .
ويرى بعض المثقفين المعربين القلائل الذين لازالوا يدافعون عن اللغة العربية أن من أسباب تخلف العربية في الجزائر هو عدم تقديم الدول العربية مساعدات للكتاب الذين يكتبون باللغة العربية كما تفعل فرنسا مع كتاب الفرنسية في الجزائر ومؤخرا نصبت فرنسا الكاتبة الجزائرية آسيا جبار الكاتبة الجزائرية التي تكتب بالفرنسية عضو مدى الحياة في أعلى أكاديمية للآداب وهي أعلى هيئة فكرية في فرنسا اعترافا منها لما قدمته للغة الفرنسية وان دل هذا على شيء فإنما يدل على أن فرنسا حريصة على اللغة الفرنسية والتمكين لها في الجزائر عكس الدول العربية الذي لم يعد يعنيها الأمر حتى ولو أصبحت الجزائر فرنسية .
ويعتبر المثقف المعرب في الجزائر مثقف من الدرجة الثانية او الثالثة لما يعانيه من تهميش وإذلال
وقلة المساعدات التي تمنحها الدولة للمثقفين ناهيك عن مشاكل النشر وتجاهل وجودهم أصلا
وإذا استمر الوضع على هذا الحال , الأكيد أن اللغة العربية ستزول نهائيا في الجزائر لتصبح الجزائر فرنسية ويتحقق حلم فرنسا القديم في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية جنوبية
. وأمام الخطر الداهم والزحف الهائل للغة الفرنسية على قلعة من القلاع العربية في الوطن العربي هل تكفي صرخة يائسة للمثقفين الجزائريين بأن تعيد للجزائر لغتها
:15665:
وما زاد في هوان اللغة العربية هو تجميد قانون اللغة العربية الذي تم في عهد رئيس الحكومة الاسبق رضا مالك العلماني والعدو اللدود للغة العربية ’ حيث اصدر الرئيس الجزائري الاسبق اليامين زروال قانون بتعميم اللغة العربية في كل المجالات والتعاملات الادارية المختلفة لكن هذا القانون جمد بقرار فوقي من أشخاص لهم ارتباطات ثقافية ومالية بالمستعمر السابق فرنسا ’ وأمام هذا الوضع الثقافي المتردي يرى الكثير من الغيورين عن اللغة الأم للجزائريين أن هذه اللغة باتت في خطر داهم يتهددها في عقر دارها .
وتعود مشكلة اللغة العربية في الجزائر إلى أوائل الستينات بعد استقلال الجزائر في الخامس من جويلية عام 1962 حيث عرفت خيارات الدولة الجزائرية المستقلة حديثا اختلافا جذريا بين دعاة الأصالة والعودة إلى المجتمع الجزائري الأصيل ودعاة التغريب الذين يرون ان سر تخلف الجزائريين واستعمارهم راجع إلى تشبثهم بهذه الأصالة وخاصة اللغة العربية ’ ويعرف الداعون لهذا الطرح عند الجزائريين بحزب فرنسا نظرا لارتباطاتهم الوثيقة بفرنسا في كافة المجالات , وللأسف كانت الغلبة لهذا الطرح الذي أخذ الجزائر إلى الهاوية من خلال سلخها عن بيئتها العربية المسلمة المحافظة .
ويرى الكثير في العريضة التي قدمها وأمضاها الكثير من المثقفين الجزائريين يناشدون فيها الرئيس بوتفليقة بالتدخل شخصيا أنها صرخة في الوقت الضائع وجاءت بعد فوات الأوان ,خاصة وان الكثيرين الذين يحيطون بالرئيس من دعاة النزعة التغريبية مثل وزيرة الثقافة خليدة تومي التي تعتبر من أشد أعداء التعريب ’ ويتحمل المثقفين المعربين مسؤولية أخلاقية على الوضع الذي آلت اليه لغتهم التي يكتبون بهم لموافقتهم السلطة في كثير من القرارات من أجل مناصب في مجلس الشعب أو مجالس أخرى أو من اجل امتيازات مالية ’ عكس نظرائهم المفرنسين الذين لهم مواقف ثابتة بخصوص اللغتين العربية والفرنسية حيث جعلوا اللغة الفرنسية من أولوياتهم وللذكر فقط فإن خبراء اللغة والمختصون في العالم يرون أن اللغة الفرنسية لغة مآلها الزوال لأن رقعة استعمالها في العالم تتقلص بشكل رهيب ويرون أن مستقبل اللغة سيكون للانجليزية واللاتينية "الاسبانية " والعربية , والمفارقة العجيبة ان الكثير من الفرنسيين يستعملون في بحوثهم اللغة الانجليزية لغزارة مفرداتها وبساطتها عكس اللغة الفرنسية التي تعتبر معقدة في كثير من جوانبها النحوية ولا تعتبر لغة علم بالمقاييس العلمية الحديثة
ويرى المر اقبون في الجزائر أن اللغة العربية ستزول نهائيا من المقررات المدرسية وفي كافة المجالات إذا استمر المتنفذون في السلطة والمتعصبون للغة الفرنسية في محاربتهم للغة العربية ’
والذي تربطهم بفرنسا مصالح اقتصادية وسياسية قوية جدا تجعلهم يعملون المستحيل من أجل جعل اللغة الفرنسية لغة رسمية للجزائر العربية , وليس هذا فحسب بل يعلن الكثيرون منهم انهم ليسوا عربا بل أفارقة وبربر وهذا لإيهام الرأي العام أن العرب الذين يشكلون غالبية عظمى مجرد وافدين من بدو الخليج في زمن الفتوحات الإسلامية , وأمام الزحف الرهيب للغة الفرنسية انسحب المثقفين الشرفاء من المشاهد الثقافية حيث هجرت مجموعات هائلة من الصحافيين والكتاب الى دول عربية وحققوا فيها نجاحات باهرة والدليل على ذلك القنوات العربية التي تزينت بالوجوه العربية الجزائرية .
ويرى بعض المثقفين المعربين القلائل الذين لازالوا يدافعون عن اللغة العربية أن من أسباب تخلف العربية في الجزائر هو عدم تقديم الدول العربية مساعدات للكتاب الذين يكتبون باللغة العربية كما تفعل فرنسا مع كتاب الفرنسية في الجزائر ومؤخرا نصبت فرنسا الكاتبة الجزائرية آسيا جبار الكاتبة الجزائرية التي تكتب بالفرنسية عضو مدى الحياة في أعلى أكاديمية للآداب وهي أعلى هيئة فكرية في فرنسا اعترافا منها لما قدمته للغة الفرنسية وان دل هذا على شيء فإنما يدل على أن فرنسا حريصة على اللغة الفرنسية والتمكين لها في الجزائر عكس الدول العربية الذي لم يعد يعنيها الأمر حتى ولو أصبحت الجزائر فرنسية .
ويعتبر المثقف المعرب في الجزائر مثقف من الدرجة الثانية او الثالثة لما يعانيه من تهميش وإذلال
وقلة المساعدات التي تمنحها الدولة للمثقفين ناهيك عن مشاكل النشر وتجاهل وجودهم أصلا
وإذا استمر الوضع على هذا الحال , الأكيد أن اللغة العربية ستزول نهائيا في الجزائر لتصبح الجزائر فرنسية ويتحقق حلم فرنسا القديم في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية جنوبية
. وأمام الخطر الداهم والزحف الهائل للغة الفرنسية على قلعة من القلاع العربية في الوطن العربي هل تكفي صرخة يائسة للمثقفين الجزائريين بأن تعيد للجزائر لغتها
:15665: