محمد إمام العبد: شاعر مجيد طبع على المرح، وكان حاضر البديهة قابله ذات يوم الشاعر خليل مطران فقال له خليل مطران: يا محمد إمام لماذا لا تتزوج فأجاب على البديهة:
يا خليلي وأنت خير خليل
لا تلم زاهداً بغير دليل
أنا ليل وكل حسناء صبح
فاجتماعي بها من المستحيل
ومرة طلب منه الأديب سعد ميخائيل صورة ليضعها في مقدمة ترجمته التي كان يزمع نشرها في كتاب (آداب العصر)، فقال له محمد إمام العبد، يا سعد: ماذا تصنع بصورة سوداء مشوهة ولكن ما دمت تصر على ذلك فهذه صورتي أقدمها إليك على شرط أن تكتب تحتها هذين البيتين:
نسبوني إلى العبيد مجازاً
بعد فضلي واستشهدوا بسوادي
ضاع قدري فقمت اندب حظي
فسوادي على ثوب حداد
ودخل ذات يوم مجلس محمود سامي البارودي وكان للبارودي جلسة بعد عصر كل يوم يرتادها الأدباء الوجهاء بعد الإفراج عنه وعودته من المنفى. فقالوا له هذا محمد إمام العبد قد أقبل، وكان البارودي في أواخر حياته قد كف بصره فقال مداعباً لإمام العبد:
لا تشترِ العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأنجاس مناكيد
فأجابه محمد إمام العبد على البديهة: أنا لا أرد عليك، ولكن يردعليك أبوالطيب المتنبي في نفس القصيدة بل البيت الذي يلي البيت الذي أوردته ففزع الحاضرون إلى مكتبة الشاعر محمود سامي البارودي يتصفحون القصيدة التي استشهد بها الشاعر البارودي ببيت منها، وإذا بالبيت الذي بعده يقول:
ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن
يسىء بي فيه كلب وهو محمود