ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    خطبة أكثم بن صيفي بين يدي كسرى

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خطبة أكثم بن صيفي بين يدي كسرى Empty خطبة أكثم بن صيفي بين يدي كسرى

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين نوفمبر 10, 2014 9:13 pm

    ( خطبة أكثم بن صيفي عند كسرى )
    التعريف بالخطيب :
    - هو أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي.
    - حكيم العرب ، وسيّد من سادات تميم ، وكانت العرب لا تقدم عليه أحداً في الحكمة.
    - عمر طويلا (مائة وتسعين سنة) ، وأدرك الإسلام .توفي سنة ( 630م ، 9 هـ )
    - الأكثم : مشتق من الكثمة وهي عظم البطن وهي صفة مشبهة باسم الفاعل يقال رجل أكثم وامرأة كثماء
    - يقول الجاحظ : " ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء أكثم بن صيفي وربيعة بن حذار وهرم بن قطيعة وعامر بن الظرب ولبيد بن ربيعة وأحكمهم أكثم بن صيفي ... "
    مصدر الخطبة : وردت الخطبة في كتاب ( جمهرة خطب العرب الجزء الأول ص56 )
    التمهيــــــد
    يُروى أن النعمان بن المنذر قصد إلى بلاط كسرى فوجد عنده وفوداً من الروم والهند والصين ، وقد افتخر كل وفد بمآثر أمته ، ولما افتخر النعمان بمفاخر العرب أنكر كسرى على العرب أن يكون لهم مجد ، ووصفهم بأنهم وحوش تقيم في القفر ، وحينئذ اقترح عليه النعمان أن يستدعي وفداً من العرب ويسمع منهم ، فوافق كسرى على ذلك وقدم وفد العرب وعلى رأسه أكثم بن صَيفي ، الذي ألقى هذه الخطبة بين يدي كسرى
    الفقـــــرة الأولـــــــــى
    إِنَّ أفضلَ الأشياءِ أعاليها ، وأعلى الرِّجالِ مُلوكُها ، وأفضلَ الملوكِ أعَمُّها نفعًا ، وخيرَ الأزمنةِ أَخْصَبُها ، وأفضلَ الخُطَباءِ أَصْدَقُها
    معاني الكلمات
    الكلمة معناها مضادها مفردها أو جمعها
    أفضل أحسن ج (أفاضل) ، مؤنثها فضلى .
    أعاليها أسماها وذروتها أسافلها م ( أعلى )
    أعلى أشرف وأسمى أحقر وأدنى ج ( أعلون ، أعالي )
    أعمها أشملها وأكثرها أخصها
    الأزمنة الأعصر والأوقات م ( الزمان )
    أخصبها أنماها وأكثرها بركة أجدبها
    الشــــــــــــرح
    - يبدأ أكثم خطبته بمجموعة نصائح وحكم ساقها إلى ملك الفرس " كسرى " وهي صالحة لكل زمان ومكان يقول :
    - إن أفضل الأشياء وأسمى الأماكن ذراها وقممها العالية لما تتمتع به من شموخ ورحابة وحرية
    - وفي الناس أعلاهم منزلة وأسماهم مكانة هم الملوك ، ولكن الملوك صنفان صنف ظالم لا ينفع من حوله أو نفعه محدود ، وصنف نفعه عام شامل لكل رعيته وهؤلاء الملوك هم الأفاضل
    - ثم يقدم حكمة عظيمة لكسرى أن الناس يذكرون الأوقات بخيرها فخير العصور والأوقات التي تكون خصيبة نفعها عميم " وكأنه يقول لكسرى اجعل عصرك وزمنك خصبا يذكرك الناس به "
    - ويختم هذه المقدمة ببيان مكانة الخطيب في الناس ومدى تأثيره فيهم لذلك وجب على الخطيب أن يكون صادقا في قوله وفعله لا يجامل أحدا ، ولا يخدع الناس فلا بد للخطيب من أن يكون مؤمنا بكلامه ، صادقا في لسانه وكلامه النابع من حكمته وتجاربه ، وهنا يظهر لنا فخر أكثم بنفسه فهو خطيب صادق ليس لأنه بين يدي الملك ولكنه يصدق في قوله ونصحه دائما .
    ملاحظة :
    يبدو أن أكثم أراد أن يبدي رأيه في الملوك، وطبائعهم، وأفضلهم، وأسوأهم، وكذلك يتحدث عن الرعية، وما يفسدها، وما يصلحها ؛ ليُظهر لملك الفرس: أن في العرب من يفهم في أمور الحكم، والحياة، وأنهم يملكون عقولًا كبيرة ، وبصائر نافذة، ويمكنه أن يستفيد منهم ، وهم جديرون باحترامه وتقديره.
    التحليــــــل البلاغـــــــي
    - أسلوب الفقرة خبري للتقرير وعرض الفكرة على أنها حقيقة ثابتة لا تحتمل الكذب
    - ( إن أفضل الأشياء أعاليها ) : إسلوب مؤكد بإن ، وقد جاء الأسلوب مؤكدا لدفع الشك من نفس السامعين
    - ( أفضل ، أعالي ، أعلى ، أعمهم ، خير ، أخصبها ، أصدق ) : استخدام اسم التفضيل يفيد العلو والرفعة و بلوغ منتهى الصفة ، تكرار كلمة " أفضل " للتأكيد .
    - ( الأشياء ، الملوك ، الأزمنة ، الخطباء ) : التعريف لإفادة العموم والشمول
    - ( خير الأزمنة أخصبها ، أفضل الخطباء أصدقها ) : بينهما ازدواج ، وسجع يعطي جرسا موسيقيا ويثير الانتباه .
    - ( أفضل الأشياء أعاليها ، أعلى الرجال ملوكها ) : بينهما ازدواج ، وسجع يعطي جرسا موسيقيا ويثير الانتباه .
    - ( أفضل الملوك أعمهم نفعا ) : تؤكد أدب السياسة وضرورة الاهتمام بالرعية .
    - ( خير الأزمنة أخصبها ) : استعارة مكنية .. شبه الأزمنة بالأرض الخصبة ، سر جمالها
    التجسيم ، تؤكد تفضيل الناس للرخاء ، وهي متعلقة بما قبلها في عموم النفع
    - ( أفضل الخطباء أصدقهم ) : تشير إلى فضيلة الصدق .
    - ( الجمل الاسمية ) : استخدم الخطيب جملا اسمية لأنها تفيد الثبات والاستمرار ، والجمل قصيرة موجزة تحمل معاني كثيرة مما جعلها حكما تجري على الألسنة .
    - ( الرابط بين الجمل ) : ربط الخطيب بين جمله بالواو التي تفيد المشاركة والمصاحبة وذلك لأن هذه الجمل تتحدث عن الأفضل من كل شيء .
    الفقرة الثانية :
    الصِّدقُ مَنْجَاةٌ ، والكَذِبُ مَهْوَاةٌ ، والشَّرُّ لَجَاجَةٌ ، والحَزْمُ مَرْكَبٌ صَعْبٌ، والعَجْزُ مَرْكَبٌ وَطِيئٌ ، آفَةُ الرَّأي الهوى ، والعَجْزُ مِفْتاحُ الفَقْرِ، وخيرُ الأمورِ الصَّبرُ ، حُسْنُ الظَّنِّ وَرْطَةٌ ، وسُوءُ الظَّنِّ عِصْمَةٌ ، إِصلاحُ فَسَادِ الرَّعِيَّةِ خيرٌ مِن إِصلاحِ فَسَادِ الرَّاعِي ، مَن فَسَدَتْ بِطَانَتُه كان كالغاصِّ بالماءِ ،
    الكلمة معناها مضادها مفردها أو جمعها
    منجاة نجاة ج ( مناجٍ )
    الصدق منجاة باعث على النجاة
    مهواة هلاك وسقوط
    الكذب مهواة باعث على التردي والسقوط
    الشر السوء والفساد الخير ج ( الشرور )
    لجاجة عناد و إلحاح ( وهو اختلاط الأصوات )
    الحزم الثقة والعقل ، الحسم
    مركب مكان للركوب كالسفينة ج ( مراكب )
    صعب شديد ، عسير ، وعر سهل ، مذلل ج ( صعاب )
    العجز الضعف القدرة
    وطيئ سهل ناعم لين
    آفة عاهة ، فساد ج ( آفات )
    الرأي الاعتقاد و القرار ، وجهة النظر ج ( آراء )
    الهوى ميل النفس ج ( أهواء )
    مفتاح بداية
    الفقر الحاجة ، العوز ج ( مفاقر )
    خير أفضل وأحسن
    الصبر التجلد والتحمل الجزع
    حسن الظن توقع الخير " الثقة " المراد منه هنا " الاطمئنان بدون دليل " ج ( محاسن ) ج ( الظنون ، أظانين )
    ورطة هلكة ، مشكلة ، وأمر عسير ج (وراط ، ورطات )
    سوء الظن توقع الشر " الشك " والسوء كل قبيح وشر وفساد ، المراد منه هنا " الحذر والحيطة " ج ( أسواء )
    عصمة منعة وحماية ج ( عـِصـَم ، أعصم ، عصمات )
    إصلاح تقويم وتحسين وعلاج إفساد
    فساد إضرار ، تلف
    الرعية الناس والشعب ، المحكومين الراعي ج ( الرَّعـَايا )
    الراعي الحاكم ، المسئول ، ولي الأمر ج (الرعاة ، رعاء ، رعيان ، رواع
    بطانته خاصته وأهله وحاشيته ج ( بطائن )
    فسدت ساءت صلحت وحسنت
    الغاص " الشَّرِق "من وقف الماء في حلقه فأحزنه وأتعبه ع ( غ ص ص )
    الماء ج ( مياه ، أمواه ) ع ( م و هـ )
    الشرح :
    - في هذه الفقرة يعرض من واقع تجاربه وحكته البالغة مجموعة من النصائح الغالية والوصايا العظيمة النفع التي من شأنها بناء المجتمع بناء سليما محكما على أساس سليم مجتمعا يتسم بالإيجابية في التصرف والسلوك بعيدا عن السلبيات ، وقد ساق نصائحه في اتجاهين
    الأول : اتجاه النصائح التي يجب التحلي بها والعمل بها
    الثاني : اتجاه قدم فيه سلوكيات سابية يجب تركها والتخلي عنها
    - وقد قدم في اتجاهه الأول ما يلي :
    - فالصدق ينجي صاحبه دائما وهو من شيم الأخلاق
    - والحزم أمر بالغ الصعوبة يحتاج من صاحبه عزيمة وحسما في الرأي ، ومن عرف بالحزم والقوة يصعب على الناس قياده أو السيطرة عليه .
    - والصبر هو خير الأمور جميعا وهو طريق الفرج من الشدائد
    - وسوء الظن وهو الحذر في الأمور كلها والاستعداد لها هو الحماية والوقاية من الوقوع في مكائد الكائدين أو الوقوع في الخطأ
    - ثم إصلاح الرعية أولا ورعاية شئونهم ومناقشة أحوالهم أهم كثيرا من محاولة إصلاح حال الراعي ، ويريد هنا بالصلاح مستوى المعيشة والإنفاق ؛ وذلك لأن في صلاح الرعية صلاح الراعي .
    - وقدم في اتجاهه الثاني ما يلي :
    - الكذب يهوي بصاحبه إلى دركات الهلاك ونهايته دائما وخيمة وعاقبته سيئة .
    - وإن الشر كله قبيح فهو عناد في باطل وإلحاح على فعل السوء وهو تمادي في الخصومة والعداوة
    - وإن العجز طريق يسلكه الضعفاء الذين يبغون الراحة ومن عرف بالضعف استهان به الناس وسيطروا عليه
    - وإن ميل النفس إلى الشهوة وحب الاستبداد بالرأي هو آفة تقتل صاحبها فمن سيطرت عليه شهوته فهو مريض
    - وإن العجز طريق يؤدي بصاحبه إلى الفقر والعدم
    - وإن حسن الظن والاطمئنان إلى الناس جميعا دون دليل هلكة لصاحبه فلا بد للإنسان من التيقظ والحذر .
    - وإن الرجل الذي يفسد من حوله من الأصحاب والأقارب يعيش حياته حزينا متألما لا ينجو من الوقوع في الزلل
    التحليــــــل البلاغـــــــي
    - أسلوب الفقرة خبري للتقرير وعرض الفكرة على أنها حقيقة ثابتة لا تحتمل الكذب .
    - ( الصدق منجاة ، الكذب مهواة ) : طباق يبرز المعنى ويقويه بالتضاد يمد الصدق ويذم الكذب
    - ( الصدق منجاة ، والكذب مهواة ، والشر لجاجة ) : بينها ازدواج ، وسجع يعطي جرسا موسيقيا يثير الانتباه وتطرب له الأذن .
    - ( الحزم مركب صعب ، العجز مركب وطيئ ) : مقابلة تبرز المعنى وتقويه بالتضاد .وبينهما ازدواج يعطي جرسا موسيقيا .
    - ( الحزم مركب صعب ) : تشبيه بليغ يشبه الحزم بالدابة الشديدة المراس ، سر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم . يوحي بصعوبة الأمر وحاجته إلى القوة
    - ( العجز مركب وطيئ ) : تشبيه بليغ يشبه العجز بالدابة الوطيئة ، سر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم . يوحي بالضعف وسهولة الانقياد
    - ( آفة الرأي الهوى ) : أسلوب قصر بتعريف طرفي الجملة الاسمية للتخصيص والتوكيد ، وفيها تشبيه للهوى بالمرض وهو تشبيه بليغ
    - ( العجز مفتاح الفقر ) : تشبيه بليغ يشبه العجز بالمفتاح ، سر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم . يوحي بقبح العجز والتنفير منه ، والجملة فيها أسلوب قصر بتعريف طرفي الجملة الاسمية للتخصيص والتوكيد
    - ( العجز مفتاح الفقر ، خير الأمور الصبر ) : سجع يعطي جرسا موسيقيا يثير الانتباه .
    - ( حسن الظن ورطة ، سوء الظن عصمة ) : بينهما مقابلة تبرز المعنى وتقويه تحث على الحذر والحيطة ، وبينهما سجع وازدواج يعطي جرسا موسيقيا ويثير الانتباه .
    - ( الرعية ، الراعي ) : بينهما طباق يبرز المعنى ويقويه ، وبينهما جناس ناقص يعطي جرسا موسيقيا .
    - ( من فسدت ... ) : أسلوب شرط غرضه النصح والتحذير
    - ( كان كالغاص بالماء ) : تشبيه تمثيلي حيث شبه الملك عندما تفسد بطانته بمن يتألم في شرب الماء سر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها في إيجاز وتجسيم . يوحي بالتشديد على سلبية بطانة السوء .
    الفقــــــرة الثالثـــــة
    شَرُّ البِلادِ بِلادٌ لا أميرَ بها ، شَرُّ الملوكِ مَن خَافَهُ البَرِيءُ ، المَرْءُ يَعْجَزُ لا مَحَالَةَ ، أفضلُ الأولادِ البَرَرَةُ ، خيرُ الأعوانِ مَن لم يُرَاءِ بالنَّصيحةِ ، أَحَقُّ الجنودِ بالنَّصرِ مَن حَسُنَتْ سَريرتُهُ، يكفيكَ مِن الزَّادَ ما بَلَّغَك المَحَلَّ ، حَسْبُك مِن شَرٍّ سَمَاعَهُ ، الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهُ ، البلاغةُ الإيجازُ ، مَن شَدَّدَ نَفَّرً ، ومَن تَرَاخَى تَأَلَّف .
    الكلمة معناها مضادها مفردها أو جمعها
    شر البلاد أسوأ
    أمير حاكم ومستشار ج ( أمراء )
    من خافه من اسم موصول
    البرئ البعيد عن كل تهمة المتهم ج بـِراء ، بُرآء ، أبرياء ، أبراء
    المرء الرجل ج ( الرجال ) ، مؤنثه ( امرأة )
    لا محالة لا ريب ، لا شك ، لا بد ج ( محال ، مَحَاول)
    الأولاد للمذكر والمؤنث م ( الولد )
    البررة الصالحون ، المحسنون ، الصادقون العاقين م ( البار )
    الأعوان المعينون ، المساعدون م ( العون ) للمذكر والمؤنث
    يراء ينافق يصدق
    النصيحة النصح والإصلاح ج ( النصائح )
    النصر التأييد والنصرة
    حسنت سريرته طابت دخيلته ونفسه وهي " النية الحسنة " ج ( سرائر )
    يكفيك يعوزك
    الزاد طعام السفر ، وما يكسبه الإنسان من خير أو شر ج ( أزواد ، أزودة )
    بلغك أوصلك
    المحل المنزل والمكان
    حسبك كافيك
    الصمت السكوت
    حكم الحكمة ج ( أحكام )
    البلاغة الفصاحة
    الإيجاز الاختصار
    من اسم شرط للعاقل
    شدد قسا وضيق خفف
    نفر أبعد حبب ورغب
    تراخى تساهل
    تألف تحاب وتواد
    الشــــــــــرح
    - في هذه الفقرة يسوق أكثم بن صيفي مجموعة من الوصايا والحكم لأفراد المجتمع جميعا يقول
    - أن أسوأ البلاد التي لا يوجد فيها حاكم ولا قانون البلاد التي تحكمها الفوضى ولا يوجد فيها من يستشار لحكمته وسداد رأيه
    - وأسوأ الملوك الظالمون الذين لا يأمن في حكمهم الأبرياء
    - وإن الإنسان مهما بلغت قوته وجبروته فإنه يضعف لا شك في ذلك ، ومهما بلغ ملكه فهو إلى زوال .
    - إن أفضل الأولاد بنين وبنات هم البررة الصالحون ، المحسنون إلى الوالدين
    - وأفضل المعينين لك من صدقوك النصح ولم ينافقوك ويقصد هنا كل معين أو صاحب أو وزير
    - وإن أولى الجنود بنصرك وتأييدك هم الذين يعرفون بطيب أنفسهم ونواياهم الحسنة البعيدون عن اللؤم والمكر .
    - أما هذه النصيحة فهي نصيحة تنهى عن الطمع والجشع يقول فيها خذ من طعام السفر ما يكفيك لتصل إلى مقصدك ولا تأخذ أكثر من حاجتك فهو على حساب غيرك .
    - ابتعد عن سماع الشر فسماع الشر كاف للشر
    - إن السكوت والصمت حكمة بالغة لا يدركه إلا القليل من الناس فمن سكت سلم وغنم .
    - وإن الفصاحة أن تصلك إلى غايتك من كلامك في إيجاز واختصار حتى لا يمل الناس كلامك
    - ويختم وصاياه بهذه الوصية العظيمة أن القسوة تولد النفور والكراهية ، والتودد والتقرب يحقق الحب والألفة .
    التحليــــــل البلاغـــــــي
    - أسلوب الفقرة خبري للتقرير وعرض الفكرة على أنها حقيقة ثابتة لا تحتمل الكذب .
    - ( بلاد ) : التنكير هنا للتحقير
    - ( لا أمير لها ) : النفي بلا النافية للجنس يفيد التوكيد
    - ( شر الملوك من ... ) كناية عن ابتعاد الناس عنه ، سر جمال الكناية الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
    - ( المرء يعجز لا محالة ) : أسلوب مؤكد بجملة ( لا محالة )
    - ( أفضل الأولاد البررة ) : كناية عن حسن الخلق ، سر جمال الكناية الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . وفيها أسلوب قصر بتعريف طرفي الجملة الاسمية .
    - ( من لم يراء .. ) : كناية عن الصدق و عدم النفاق سر جمال الكناية الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . استخدام " من " الموصولة يفيد العموم والشمول .
    - ( لم يراء ) : استخدام " لم " لنفي الماضي يؤكد تأصل صفة الصدق فيه .
    - ( من حسنت سريرته ) : توحي بحسن النية وحسن الطبع استخدام " من " الموصولة يفيد العموم والشمول .
    - ( يكفيك من الزاد ما ) : توحي بالقناعة وعدم الطمع استخدام " ما " الموصولة يفيد العموم والشمول .
    - ( ما بلغك المحل ) : تجوز استعارة مكنية يشبه الزاد بالدابة التي يصل بها الإنسان إلى موطنه سر جمالها التوضيح .
    - ( حسبك من الشر سماعه ) : تفيد التحذير والنصح
    - ( وقليل فاعله ) : تذييل للتأكيد يؤكد بها حب الناس للكلام
    - ( البلاغة الإيجاز ) : أسلوب قصر غرضه التخصيص والتوكيد
    - ( من شدد نفر ) : أسلوب شرط للترهيب والتحذير و"نفر" نتيجة لما قبلها توحي بقبح الصفات
    - ( من تراخى تألف ) : أسلوب شرط للترغيب والتحبيب ، و " تألف " نتيجة لما قبلها توحي بحب الناس واجتماعهم حوله .
    - ( جمل هذه الفقرة ) : يلاحظ أن الخطيب لم يربط بين الجمل لأن كل جملة منها تؤدي معنى مستقلا عن الأخرى على خلاف ما جاء في الفقرتين الأولى والثانية .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خطبة أكثم بن صيفي بين يدي كسرى Empty رد: خطبة أكثم بن صيفي بين يدي كسرى

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين نوفمبر 10, 2014 9:16 pm

    أكْثَمُ بْنُ صَيْفِي


    (... ـ 9هـ/... ـ 630م)



    أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي، واشتقاق كلمة أكثم من الكثمة وهو عظم البطن، رجل أكثم وامرأة كثماء.
    حكيم الجاهلية وأحد المعمرين، عاش زمناً طويلاً وأدرك الإسلام. قيل كانت الملوك والرؤساء يستزيرونه لسماع حكمه ونصائحه،
    إذ كان من الخطباء البلغاء، والحكماء الرؤساء الذين بلغوا في الحكم بين الناس مبلغ الرئاسة. يضرب به المثل في أصالة الرأي،
    ونبل العظة، ورجاحة العقل على نحو
    ما نجد في خطبته
    التي ألقاها يوم سار إلى كسرى في وفد من رجال الحكمة والمعرفة عند العرب
    ضم إلى جانب أكثم بن صيفي حاجب بن زُرارة التميميين،
    والحارث بن عُباد، وقيس بن مسعود البكرييّن، وخالد بن جعفر وغيرهم، أرسلهم النعمان بن المنذر لما سمعه من كسرى من تَنَقص العرب وتهجين أمرهم، فلمّا سمع كسرى خطبة أكثم قال:
    «لو لم يكن للعرب غيرك لكفى».



    كان أكثم التميمي حكيم العرب في الجاهلية وأدرك النبي فكان يوصي قومه باتباعه ويحضهم عليه وله كلام كثير في الحكمة ،
    وبلغ عمره مائة وتسعين سنة، ويقال أن له عقب في الكوفة منهم
    حمزة الزيات صاحب كتاب القراء.



    ولما ظهر الإسلام أرسل أكثم بن صيفي رجلين يسألان الرسول rعن نسبه وعمّا جاء به فأخبرهما، ثم تلا عليهما قوله تعالى
    }إنَّ اللهَ يأمرُ بِالعَدْلِ والإحْسَان وإيتَاء ذي القُرْبى، ويَنْهَى عن الفَحْشَاءِ والمنكَرِ والبَغي، يَعِظُكُم لَعَلّكم تَذَكّرون{ (النحل:90)،
    فلما رجعا إلى أكثم بذلك قال:
    «يا قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها،
    فكونوا في هذا الأمر رؤوساً ولاتكونوا فيه أذناباً».



    عُرف أكثم بالحكمة واشتهرت خطبه التي تشتمل على الأمثال وتتناول شتى جوانب الحياة. فهو تارة ينصح قومه ويوجههم إلى ما فيه خيرهم كقوله:
    «أقِلّوا الخِلاف على أُمرائكم، واعلموا أن كثرة الصِياح من الفَشل،
    والمرء يعجز لا محالة،
    يا قوم تثبتوا فإن أحزم الفريقين الرّكين ورُبّ عَجَلَةٍ تَهبُ ريْثا، واتّزرُوا للحرب، وادَّرِعُوا الليل، فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف».
    وتارة يوصي بنيه ورهطه وتارة أخرى يفخر بقومه العرب.



    وصيته لأبنائه :
    جمع أكثم بنيه فقال : "يابني قد أتت علي مائتا سنة وإني مزودكم من نفسي، عليكم بالبر ينمي العدد وكفو ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه،
    إن قول الحق لم يدع صديقاً،
    وإنه لا ينفع من الجزع التبكي ولا مما هو واقع التوقي، وفي طلب المعالي يكون الغرر". وهي وصية طويلة جاء في آخرها :
    "يابني لا يغلبنكم جمال النساء عن صراحة النسب فإن المناكح الكريمة
    مدرجة للشرف".




    وقال في الخطبة التي ألقاها أمام كسرى:
    «إن أفضل الأشياء أعاليها، وأعلى الرجال ملوكها، وأفضل الملوك أعمَّها نفعاً، وخير الأزمنة أخصبُها، وأفضل الخطباء أصدقُها، الصدق منجاة،
    والكذب مَهواة.
    شر البلاد بلادٌ لا أمير بها. شرّ الملوك من خافه البريء».



    استمد أكثم حكمه من واقع الحياة الجاهلية، ومن تجاربه في الحياة من البيئة التي عاش فيها. وتظهر حكمته جلية في خطبه التي
    اعتمد فيها العبارة الموجزة والحكم الوافرة التي تخاطب العقل وتسرد
    من غير ترتيب أو تفسير،
    فهي قصيرة ليس فيها سجع وإنما يقع فيها بعض التوازن أحياناً.
    اشتهرت حكمه وأمثاله ومازالت سائرة تتردد
    حتى يومنا هذا ومنها قوله:
    «آفة الرأي الهوى، العجز مفتاح الفقر، رب قول أنفذ من صَوْل»،
    «من ضيع زاده اتّكل على زاد غيره».
    الجدير بالذكر أنه عم الصحابيين الجليلين حنظلة ورباح بن الربيع.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 7:40 pm