ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:19 am

    كتاب تقويم اليد


    باب إقامة الهجاء


    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    قال أبو محمد: الكتَّاب يزيدون في كتابة الحرف ما ليس في وزنه؛ ليفصلوا بالزيادة بينه وبين المشبه له، ويسقطون من الحرف ما هو في وزنه، استخفافاً واستغناء بما أبقي عما ألقي، إذا كان في الكلام دليل على ما يحذفون من الكلمة.

    والعرب كذلك يفعلون، ويحذفون من اللفظة والكلمة، نحو قولهم: " لم يكُ " وهم يريدون " لم يكن "، ولم " أُبَلْ " وهم يريدون " لم أُبال "، ويختزلون من الكلام ما لا يتمُّ الكلام على الحقيقة إلا به، استخفافاً وإيجازاً، إذا عَرَف المخاطبُ ما يعنون به.

    وربما لم يُمكن الكتَّاب أن يفصلوا بين المتشابهين بزيادة ولا نقصان فتركوهما على حالهما، واكتفوا بما يدل من متقدم الكلام ومتأخِّره مخبراً عنهما، نحو قولك للرجل: " لن يَغْزُو " وللاثنين " لن يَغْزُوَا " وللجميع " لن يَغْزُوا " ولا يَفصل بين الواحد والاثنين والجميع، وإنما يزيدون في الكتاب - فرقاً بين المتشابهين - حروف المد واللين، وهي الواو والياء والألف، لا يتعدَّوْنَها إلى غيرها، ويبدلونها من الهمزة، ألا ترى أنهم قد أجمعوا على ذلك في كتاب المصحف، وأجمعوا عليه في أبي جاد.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:19 am

    باب ألف الوصل في الأسماء


    تكتب " بسم الله " - إذا افتتحت بها كتاباً أو ابتدأت بها كلاماً - بغير ألف؛ لأنها كثرت في هذه الحال على الألسنة، في كل كتاب يكتب، وعند الفَزَع والجَزَع، وعند الخبر يَرِدُ، والطعام يُؤكل، فحذفت الألف استخفافاً.


    فإذا توسَّطت كلاماً أثبت فيها ألفاً نحو: " أبْدَأُ باسم الله " وقال الله عزّ وجلّ( اقرأ باسمِ ربِّكَ ).


    وكذلك كتبت في المصاحف في الحالين مبتدأة ومتوسطة.



    و" ابن " (أ) إذا كان متصلاً بالاسم وهو صفة كتبته بغير ألف، تقول " هذا محمد بن عبد الله "


    (1) فإن أضفته إلى غير ذلك أثبت الألف، نحو قولك: " هذا زيدٌ ابنُك "


    (2) و إذا كان خبراً كقولك " أظن محمداً ابن عبد الله " المصحف( وقالتِ اليهودُ عُزَيْرٌ ابنُ الله وقالت النَّصارَى المسيحُ ابنُ الله )كتبا بالألف، لأنه خبر


    (3) وإن أنت ثنَّيت الابن ألحقت فيه الألف، صفةً كان أو خبراً، فقلت: " قال عبد الله وزيدٌ ابنا محمد كذا وكذا "


    (4) وإن أنت ذكرت ابناً بغير اسم فقلت: " جاءنا ابنُ عبد الله " كتبته بالألف


    (5) وإن نسبته إلى غير أبيه فقلت: " هذا محمد ابنُ أخي عبد الله " ألحقت فيه الألف


    (ب) وإن نسبته إلى لقبٍ قد غلب على اسم أبيه أو صناعة مشهورة قد عرف بها كقولك: " زيد بن القاضي "، و " محمد بن الأمير " لم تُلحق الألف؛ لأن ذلك يقوم مقام اسم الأب.



    وإذا أنت لم تلحق في " ابن " ألفاً لم تنون الاسم قبله، وإن ألحقت فيه ألفاً نونت الاسم.


    وتكتب " هذه هند ابنة فلان " بالألف وبالهاء، فإذا أسقطت الألف كتبت " هذه هند بنت فلان " بالتاء.


    وقال غيره : إذا أدخلتَ فيه الألف ، أثبت التاء ، وهو أفصح ! قال الله عزوجل ( ومريم ابنت عمرانَ ) كتبت بالتاء .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:19 am

    باب ما تغير فيه ألف الوصل
    تقول: " إيتِ فلاناً "، و " إيذَنْ لي على الأمير "، و " إيبقْ يا غلام " و " ايجَلْ من ربك "،
    فإذا وصلت ذلك بفاء أو واو أعدت ما كان من ذوات الواو إلى الواو، وما كان من ذوات الياء إلى الياء.
    وما كان مهموزاً إلى الألف، فكتبت " فأتِ فلاناً "، " فأْذَن له عليك "، " فَأْبَقْ يا غلام "، وكذلك إن اتصلت بواو، تقول: " وأْتُوني، وأْذَنُوا، وأْبِقُوا "، وتقول " فاوْجَلْ من ربك "، " فاوْسَنْ في ليلتك "




    باب دخول ألف الاستفهام على ألف الوصل
    إذا دخلت ألف الاستفهام على ألف الوصل ثبتت ألف الاستفهام وسقطت ألف الوصل، في اللفظ والكتاب، قال الله تعالى( سواءٌ عليهِمْ أستغفرْتَ لهُمْ )ومثله( أصْطَفَى البَنَات علَى البَنِينَ )وتقول إذا استفهمت: " أشْتَرَيْتَ كذا " و " أفْتَرَيْتَ على فلان "؟


    باب دخول ألف الاستفهام على الألف واللام التي تدخل للمعرفة
    إذا أدخلت ألف الاستفهام على الألف واللام اللتين للتعريف ثبتت ألف الاستفهام، وحدثت بعدها مدة، نحو قول الله عزّ وجلّ( آلله خيرٌ أمْ ما يُشْرِكون)( آلآنَ وقدْ عَصَيْتَ قبلُ )وتقول: آلرَّجُلُ قال ذاك، تكتبه بالألف، ولا تبدل من المدة شيئاً.


    باب دخول ألف الاستفهام على ألف القطع
    إذا أدخلت ألف الاستفهام على ألف القطع وكانت ألف القطع مفتوحة نحو قول الله تعالى( أَأَنْتَ قُلتَ للنَّاس)( أَأَنْذَرتهمْ أمْ لمْ تُنْذُرْهمْ )فإن شئت أثبت الهمزتين معاً في اللفظ، وإن شئت همزت الأولى ومددت الثانية، فأما في الكتاب فإن بعض الكتاب يثبتهما معاً ليدل على الاستفهام، ألا ترى أنك لو كتبت( أنتَ قلت للناس )(أنذرتهم أم لم تنذرهم )لم يكن بين الاستفهام والخبر فرقٌ، وبعضهم يقتصر على واحدةٍ استثقالا لاجتماع ألفين.
    فإذا كانت ألف القطع مضمومة ودخلت عليها ألف الاستفهام نحو قولك: أَؤُكرمك، أَؤُعطيك( أَؤُنَبِّئكم بخيرٍ من ذلِكُم )قلبت ألف القطع في الكتاب واواً، على ذلك كتاب المصحف، وإن شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب المحقق، وهو أعجب إليّ.
    وإذا كانت ألف القطع مكسورة ودخلت عليها ألف الاستفهام نحو قولك: " أئِنَّك ذاهب " " أئِذَا جئتُ أكرمْتَني " قلبت ألف القطع ياء، على ذلك كتاب المصحف، وإن شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب التحقيق، وهو أعجب إليّ.


    باب ألف الفصل
    ألف الفَصْلِ تُزاد بعد واو الجمع مخافة التباسها بواو النَّسَق في مثل " وردوا وكَفَروا "، ألا ترى أنهم لو لم يدخلوا الألف بعد الواو ثم اتصلت بكلام بعدها ظن القاريء أنها كفرَ وفَعَل ووَرَد وفعل، فحِيزت الواو لما قبلها بألف الفصل، ولما فعلوا ذلك في الأفعال التي تنقطع واوها من الحروف قبلها نحو ساروا وجاءوا؛ فَعَلوا ذلك في الأفعال التي تتصل واوها بالحروف قبلها نحو كانوا وبانوا؛ ليكون حكم هذه الواو في كل موضع حكماً واحداً.
    وتُزاد ألف الفصل أيضاً بعد الواو في مثل " يغزوا ويدعوا " وليست واو جميع، ورأى يعض كتاب زماننا هذا ألا تُلحق بها الألف في مثل هذه الحروف، فكتبوا " هو يَرجُو " بلا ألف، و " أنا أدعُو " كذلك؛ إذ لم تكن واو جميع، وذلك لأن العلة التي أدخلت لها هذه الألف في الجميع لا تلزم في هذا الموضع، ألا ترى أنت إذا كتبت الفعل الذي تتصل واوٌ به مثل " أنا أرجو " و " أنا أدعو " لم تشبه واوه واو النسق؛ لاتصالها بالفعل، وإذا كتبت الفعل الذي تنفصل واوه منه مثل " أنا أذْرُو التراب، وأسْرُو الثوب " - أي أنزعه لم تشبه واوه واو النسق إلا بأن تزيل الحرف عن معناه؛ لأن الواو من نفس الفعل، لا تفارقه إلا في حال جزمه، والواو في " كفروا ووردوا " واو جميع، والفعل مكتفٍ بنفسه يمكن أن يجعل للواحد وتتوهم الواو ناسقةً لشيء عليه، وقد ذهبوا مذهباً، غير أن متقدمي الكتاب لم يزالوا على ما أنبأتك من إلحاق ألف الفصل بهذه الواوات كلها؛ ليكون الحكم في كل موضع واحداً.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:20 am

    باب الألفين تجتمعان فيقتصر على إحداهما

    والثلاث يجتمعن فيقتصر على اثنتين

    تكتب" يإبراهيم " و " يأبانا " و " آدم " و " آخَرَ "، بألف واحدة، وتحذف واحدة؛ لأن فيما بقي دليلاً على ما ذهب .


    وكذلك الفعل، نحو " آمَنَ " و " آزَرَ فلانٌ فلاناً "..

    وتكتب " براءة " و " مَساءة " و " فُجَاءة " بألف واحدة، وتحذف واحدة.



    فإذا جمعت كتبت " براءات " و " مساءات " و " بداءاتك " و " بداءات حوائجك " بألفين؛ لأنها في الجمع ثلاث ألفاتٍ، فلو حذفوا اثنتين أخلوا بالحرف، وتقدير الحرف من الفعل فعالات واحده فعالة، وتقول للاثنين " قد قرأا " و " ملأا " فتكتبه بألفين؛ لتفرق بالألف الثانية بين فعل الواحد وفعل الاثنين، وكان الكتاب يكتبون ذلك فيما تقدم بألفٍ واحدة، والألفان أجود مخافة الالتباس.

    وإذا نصبت الحرف الممدود نحو " قبضتُ عطاءً " و " لبستُ
    كساءً " و " شربتُ ماءً " و " جزيتُك جزاءً " فالقياس أن تكتبه بألفين؛ لأن فيه ثلاث ألفاتٍ: الأولى، والهمزة، والثالثة وهي التي تبدل من التنوين في الوقف، فتحذف واحدة، وثبتت اثنتين.
    والكتَّاب يكتبونه بألف واحدة ويَدَعُون القياس على مذهب حمزة في الوقف عليها.
    فإذا كان الحرف مهموزاً مثل قولك: أخطأت خطأ كثيراً و( لوْ يَجدُونَ مَلْجأَ )كتبته بألف واحدة؛ لأنه في الأصل بألفين، فتحذف واحدة وتبقى واحدة على القياس.
    وتكتب " هأنتم " و " هأنت " و " هأنا " بألف واحدة وتحذف واحدة.




    باب " ما " إذا اتصلت


    تقول: " ادعُ بم شئت "، و " سل عمَّ شئت "، و " خذه بم شئت "، و " كُن فيم شئت "، إذا أردت معنى سَلْ عن أي شيء شئت نقصت الألف، وإن أردت سل عن الذي أحببت أتممت الألف فقلت: ادعُ بما بدا لك، وسلْ عما أحببت، وخذه بما أردت؛ كل هذا تتم فيه الألف، إلا " بم شئت " خاصةً؛ فإن العرب تنقص الألف منها خاصة، فتقول: ادعُ بمَ شئت، في المعنيين جميعاً.



    واعلم أن الحرف يتصل بما اتصالاً لا يتصل بغيرها، تقول إذا استفهمت: فيمَ ضربت؟ فتنقص الألف؛ وإذا كانت في غير الاستفهام أتممت؛ فتقول " جئت فيما سألتُك ".



    وتقول: " كل ما كان منك حسن " و " إنَّ كلَّ ما تأتيه جميل " فتقطعها؛ لأنها في موضع الاسم، فإذا لم تكن في موضع اسم وصلتها فتقول " كلَّما جئتُك بَرَرْتَني " و " كلَّما سألتُك أخْبَرْتَني ".



    وتكتب " إنما فعلت كذا " و " إنما كلَّمت أخاك "، و " إنما أنا أخوك " فتصل، فإذا كانت في موضع اسم (صلة)قطعته، فكتبت " إن ما عندك أحبُّ إليَّ " و " إنَّ ما جئتَ به قبيحٌ "، وقد كتبت في المصحف، وهي اسم، مقطوعةً وموصولة، كتبوا(إنَّ ما توعَدُون لآتٍ )مقطوعة، وكتبوا( إنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحرٍ )موصولةً، وكلاهما بمعنى الاسم، وأحبُّ إليَّ أن تفرق بين الاسم والصلة، بأن تقطع الاسم وتصل الصلة.



    ألا ترى أنك تقول: أين تكون، فترفع؛ فإذا أدخلت " ما " على أين قلت: أينما تكُن نكُن، فتجزم؛ لأن " تكون " في الأول بمعنى الاستفهام، وإذا كانت " ما " في موضع اسم مع " أين " فصلت، فقلت: أينَ ما كنت تَعِدُنا؟ أين ما كنت تقول؟


    وتكتب " أيُّ ما عندك أفضل "، و " أيُّ ما تراه أوفق " فتقطع؛ لأنها في موضع اسم.
    " حيث " إذا انفردت فهي بمعنى مكان، وترفع الفعل إذا وليها، تقول " حيث يكون عبد الله أكون "، فإذا زيد فيها " ما " تغيرت وصارت بمعنى " أين " وجزمت الفعل؛ تقول " حيثما تكن أكن "؛ فدخول " ما " عليها يُغير معناها، فكأنها و " ما " حرف واحد.

    و" نِعِمَّا " إن شئت وصلت، وإن شئت فصلت، وأحبُّ إليَّ أن تصل للإدغام، ولأنها موصولة في المصحف، و " بئسما " كذلك؛ لأنها وإن لم تكن مدغمة فهي مشبهة بها، وحُجَّة من قطع " نِعْمَ ما " و " بئس ما " أن " ما " معهما في معنى الاسم.
    وتكتب " فيمَ أنت " فتصل وتحذف الألف، فإذا كان الكلام خبراً قطعت، فقلت: " تكلم فيما أحببت "؛ لأن " ما " في موضع الاسم.
    و" عمَّا " تكتب موصولة للإدغام: كانت " ما " فيها صلة أو اسماً.



    فأما " مع مَنْ " فإنها مفصولة؛ إذا كانت اسماً أو استفهاماً؛ تقول " مَعَ مَنْ أنت؟ " و " كن مَعَ مَنْ أحببت ".
    و" كُل مَنْ " مقطوعة في كل حال.
    فأما " مِمَّنْ " و " مِمَّا " فإنهما موصولتان أبداً.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:21 am

    باب " لا " إذا اتصلت
    تكتب " أردت ألاَّ تفعل ذلك " و " أحببت ألا تقولَ ذلك " ولا تظهر " أَنْ " في الكتاب ما كانت عاملةً في الفعل؛ فإذا لم تكن عاملة في الفعل أظهرت نحو قولك " علمت أن لا تقولُ ذلك " و " تيقَّنتُ أَنْ لا تفعل ذلك "، ومنه قول الله تعالى(لئلاَّ يعلَمَ أهلُ الكِتابِ ألاَّ يَقْدِرونَ على شيء مِنْ فَضْلِ الله )ولأن فيه ضميراً، كأنك أردت: علمت أنك لا تقول ذاك، ولئلا يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله.

    وتكتب " هلاَّ فعلت " فتصل، وتكتب " بلْ لا تفعلْ " فتقطع، والفرق بينهما أنَّ " لا " إذا دخلت على " هل " تغير معناها، فكأنها معها حرف واحد، مثل " لم " تكون بمعنى، فإذا أدخلت عليها " ما " تغيرت؛ ألا ترى أنك تقول: " قاربت ذلك الموضع ولمَّا " وتسكت؛ ولا يجوز أن تقول " قاربته ولم " إلاَّ أن تقول " أفْعَلْ "
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:21 am

    باب ما يكتب بالياء والألف من الأفعال


    إذا كان الفعل على ثلاثة أحرف، ولم تدرِ أمن ذوات الياء هو أو من ذوات الواو رددته إلى نفسك، فما كانت اللام فيه ياء كتبته بالياء، نحو: قَضَى ورَمَى وسَعَى، لأنك تقول: قَضَيتُ ورَمَيتِ وسعيتُ، وما كان لام فعلتُ منه واواً كتبته بالألف، نحو: دَعَا وغَزَا وسَلا؛ لأنك تقول: دعوت وغزوت وسَلَوْتُ.


    وكل ما لحقته الزيادة من الفعل لم تنظر إلى أصله وكتبته كله بالياء؛ فتكتب " أغزَى فلانٌ فلاناً " بالياء وهي من " غزوت " و " أدنى فلانٌ فلاناً " وهو من " دَنَوْت " و " ألهَى فلانٌ فلاناً " وهو من " لَهَوْت " فتكتب ذلك كله بالياء؛ لأنه يصير إلى الياء، ألا ترى أنك تقول:

    أغْزَيت وأدْنَيت وأَلْهيت، وكذلك يكتب يُغْزى ويُلْهى ويُدْنى ويُدْعى، وكل ما كان من الياء والواو فتثنيته بالياء؛ لأنك تقول: يُغْزَيان ويُدْعَيان ويُدْنَيان ويُلْهَيان.



    باب ما يكتب بالألف والياء من الأسماء


    كل اسم مقصور على ثلاثة أحرف: فإن كان من بنات الياء كتبته بالياء، وإن كان من بنات الواو فاكتبه بالألف، ويدلك على ذلك تثنية الاسم والرجوع إلى الفعل الذي أخذ منه الاسم، فتكتب " قَفاً " و " عَصاً " و " رَجَا البئرِ " بالألف؛ لأنك تقول في تثنيته: قَفَوَان وعَصَوَان ورَجَوَان، وترد إلى الفعل؛ فتقول " قد قَفَوْت الرَّجل " إذا اتبعته، و " عَصَوْتُه " إذا ضربته بالعصا، ولم يمكنك في " رَجَا " أن ترده إلى فعل فدلَّتك عليه التثنية، قال الشاعر:
    فلا يُرمَى بيَ الرَّجَوَانِ إنِّي ... أقلُّ القومِ مَنْ يُغنِي مَكَانِي
    وتكتب الهُدى والهَوى - هوى النفس - والمَدَى الغابة؛ بالياء؛ لأنك تقول في تثنيته: هُدَيَان، وهَوَيَان، ومَدَيَان.



    وكذلك " الرِّضا " من العرب من يثنيه " رِضَيَان " ومنهم من يثنيه " رِضَوَان " وأن تكتبه بالألف أحبُّ إليَّ؛ لأن الواو فيه أكثر، وهو من " الرِّضوان ".

    وكل مقصور جاوز ثلاثة أحرف فاكتبه بالياء؛ لأنك إنما تثنِّيه بالياء، نحو: مُعَلًّى، ومُثَنًّى، ومَغْزًى، ومَلْهًى، ومُدَّعَى، ومُشْتَرًى، و " أعلى عيناً " وكذلك " مِقْلى " وهو من " قَلَوْت البُسْرَ " و " مُعَافَى " و " مُنَادًى "، ولا تبال أكان أصله الواو أم الياء، وتكتبه بالياء على التثنية.

    إلا ما كان في آخره ياآن فإنه يكتب بالألف؛ لكراهتهم اجتماع ياءين في آخر الاسم، نحو " العُلْيا " و " الدَّنيا " و " القُصْيَا " خلا " يَحْيَى " الذي هو اسم؛ فإن الكتَّاب اجتمعوا على أن كتبوه بالياء، ولم يلزموا فيه القياس،



    وأحسبهم اتبعوا فيه المصحف، وكذلك إذا كان مثل هذا على يفعل فلانٌ نحو " فلان يَعْيا بالأمر " و " يَحْيَا سِنينَ " كتبت بالألف؛ كراهة لاجتماع ياءين في آخره.




    باب الحروف التي تأتي للمعاني


    تكتب " عَسَى " بالياء؛ لأنك تقول " عَسَيْتُ أن أفعل ذاك " قال الله عزّ وجلّ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيتمْ )قرئت بفتح السين وكسرها.

    وتكتب " بَلَى " و " مَتَى " و " أنَّى " بالياء؛ لأن الإمالة فيها أحسن وأفصح من التفخيم.

    فأما " عَلَى " و " إلى " و " لَدَى " فإن القياس كان فيها أن يكتبن بالألف؛ لأن الإمالة لا تجوز فيهنَّ، وإنما كتبن بالياء؛ لأنك تقول: عَلَيك، وإِلَيْك، ولَدَيك.







    باب ما نقص منه الياء لاجتماع الساكنين

    تكتب " هذا قاضٍ " و " غازٍ " و " رامٍ " و " مُهْتَدٍ " و " مُقْتَضٍ " و " مُفْتَرٍ " و " مُشْتَرٍ "، وكل ما أشبه هذا في حال الرفع والخفض بلا ياء، استثقالاً لمجيء الضمة بعد الكسرة والياء، ومجيء كسرة بعد كسرة وياء؛ ولأن أكثر العرب إذا وقفوا وقفوا بغير ياء؛ فإذا صرت إلى حال النصب أتممته فقلت: " رأيتُ قاضياً " و " رامياً " و " مُهْتَدِياً " و " مُشْتَرِياً ".
    فأما مالا ينصرف مثل: جَوَارٍ، ولَيَالٍ، وسَوَارٍ؛ فإنك تكتبه في حال الرفع والخفض بلا ياء، تقول " هؤُلاء جَوَارٍ " و " مضتْ ثلاثُ لَيَالٍ "، فإذا صرت إلى حال النصب قلت " رأيتُ جَوَارِيَ " و " سرتُ لَيَاليَ " فلا تصرفه لأنه تم في حال النصب؛ فصار جمعاً ثالثه ألف، وبعد الألف حرفان، ونقص في حال الرفع والخفض فصرفته.

    باب الهمز
    إذا سكنت الهمزة وقبلها فتحة كتبت ألفاً، نحو " قَرَأت " و " مَلأت " وإن انكسر ما قبلها كتبت بالياء، نحو " بَرِئْتُ " و " شِئْتُ "، وإن انضم ما قبلها كتبت واواً، نحو " جَرُؤْت " و " وَضُؤْت "".
    فإذا كانت آخراً قبلها فتحة كتبت في الرفع والنصب والخفض ألفاً؛ فتقول " مررتُ بالملأ " و " أقررتُ بالخطأ " و " رأيتُ الملأ " و " عرفتُ الخطأ " و " هذا الملأُ " و " هو يقرأُ " و " يبرأُ منك "؛ .



    ومما اختلفوا فيه " مَؤُنة " و " شؤُن " جمع شأن، و " رُؤُس " و " رجل سَؤُل " و " يَؤُس ": كتبه بعضهم بواوين، وكتبه بعضهم بواو واحدة، وكلٌّ حسن.
    فأما " الموْؤُدة " فإنها كُتبت في المصحف بواو واحدة، ولا أستحب للكاتب أن يكتبها إلا بواوين؛ لأنها لثلاث: إحداهن همزة مضمومة تبدل منها واواً، فإن حذفت اثنتين أجحفتَ بالحرف.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:21 am

    باب تثنية المبهم وجمعه
    يقولون في تثنية " ذَا " أو " ذي ": ذَانِ، وفي تثنية " تا " أو " ذِهِ ": تانِ، وفي تثنية " الَّذي " و " التي ": اللّذان، واللّتان، فتحذف الياء، وإذا ثنيت " ذات " قلت في الرفع: ذَوَاتا، قال الله عزّ وجلّ(ذَواتا أفنان)وفي النصب والخفض ذَواتَيْ قال الله عزّ وجلّ( جَنَّتَيْن ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ ) وفي الجمع: ذَواتُ.
    ومن قال " ذاك " قال في الجمع: أُلاك، ومن قال " ذلك " قاتل في الجمع: أُولئِك، و " أُولُو " واحدها ذو، وهي وذَوَا سواء، و " الأولى " في معنى الذين واحدها الذي.

    باب ما لا ينصرف
    كل أسماء المؤنث لا تنصرف في المعرفة، وتنصرف في النكرة، إلا أن تكون في آخره ألف التأنيث، مقصورةً كانت أو ممدوة، نحو صَفْرَاء، وحَمْرَاء، وحُبْلَى، وبُشْرَى، وحُبارى، فإن ذلك لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.
    وما كان منها اسماً على ثلاثة أحْرُفٍ وأوسطه ساكن، فمنهم من يصرفه، ومنهم من لا يصرفه، قال الشاعر:
    لَمْ تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئْزَرِها ... دَعْدٌ، ولَمّ تُسْقَ دَعْدُ في العُلَبِ
    فصرف، ولم يصرف.
    والأسماء الأعجمية لا تنصرف في المعرفة، وتنصرف في النكرة، وما كان منها على ثلاثة أحرف وأوسطه ساكن، نحو " نُوحٍ، ولوطٍ " فإنه ينصرف في كل حال، وترك بعضهم صرفه كما فعل بما كان في وزنه من أسماء المؤنث.
    وأسماء الأرَضينَ لا تنصرف في المعرفة، وتنصرف في النكرة، إلا ما كان منها اسماً مذكراً سمي به المكان؛ فإنهم يصرفونه، نحو " واسِط " وما كان منها على ثلاثة أحرف وأوْسَطُه ساكن؛ فإن شئت صرفته، وإن شئت لم تصرفه.
    قال الله عزّ وجلّ( ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ الله آمنين ) وقال تعالى(اهْبِطوا مِصْراً ).

    وأسماء القبائل لا تنصرف، تقول " هذه تميمُ بنت مُرٍّ، وقَيْسُ بنت عَيْلان " في المعرفة، فإذا قلت: " بنو تميم "، و " بنو سَلُول " صرفت؛ لأنك أرَدْتَ الأبَ.
    وأسماء الأحياء مصروفة، نحو " قُرَيش وثَقيف " وكل شيء لا يقال فيه: بنو فلان؛ وثَمُود وسَبَأ: إن جعلا مذكرين صَرِفا، وإن أُنِّثا لم يصرف.
    ومما جعلوه قبيلة فلم يصرفوه " مَجُوس " و " يَهود ".
    وكل اسم على فَعْلان مؤنثه فَعْلى فإنه لا ينصرف في معرفة ولا في نكرة، وكذلك مؤنثه نحو " عَطْشان " و " رَيَّان " و " غَضْبَان ".


    وكذلك كل شيء كان في آخره ألف ونون زائدتان، نحو " عُرْيان " و " عُثْمان " إن كانت نونه أصلية صرفته في كل حال نحو " دِهْقَان " من الدَّهْقَنَة، وشيطان من الشيطنة.

    و " سمَّان " إن أخذته من السَّمّ لم تصرفه، وإن أخذته من السمن صرفته.
    وكذلك " تَبَّان " إن أخذته من التَّبّ لم تصرفه، وإن أخذته من التِّبْن صرفته.
    وكذلك " حسَّان " إن أخذته من الحِسّ لا يصرف، وإن أخذته من الحُسْن صرفته.
    و" ديوان " نونه من الأصل فهو ينصرف، و " رمَّان " فُعَّال فهو ينصرف؛ لأن نونه لام الفعل، و " مُرَّان " يصرف؛ لأنه من المَرَانة سمي بذلك للينه.

    وكل اسم على أفْعَلَ وهو صفة فإنه لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، وذلك لأن مؤنثه فَعْلاء؛ فأجرَوْه مجرى مؤنثه، نحو " أحمر " و " أحول " و " أقرع " فإن كان ليس بصفة ولا مؤنثه فعلاء لم ينصرف في المعرفة، وصرف في النكرة، نحو " أفْكَل "و " أيْدَع " و " أرْبَع " وكذلك إن كان اسماً، نحو: أحمد وأسلم، ويقولون " رأيته عاماً أولَ " و " عاماً أولاَ " فيجعل صفة وغير صفة.
    وكل جمع ثالث حروفه ألفٌ وبعد الألف حرفان فصاعداً؛ فهو لا ينصرف في المعرفة ولا في النكرة، نحو " مَسَاجد " و " مَصَابيح " و " مَوَاقيت " و " قَنَاديل " و " مَحَاريب " إلا أن يكون منه شيء في آخره الهاء، فينصرف، نحو " جَحَا جِحَة " و " صَيَاقِلة ".

    وقد يأتي الاسْمُ عن الأعجمية وغيرها على هذا الوزن فلا يُصرف تشبيهاً بها، نحو " سَرَاوِيلَ " و " شَراحِيل " و " حَضاجِرَ " وهي الضبع، و " مَعافِرَ " من اليمن.
    .
    وكل اسم في أوله زيادة، نحو " يَزيد " و " يَشْكُر " و " يَعْصُر " و " تَغْلِبَ " و " إصْبَع " و " أُبْلُم " و " يَرْمَع " و " إثْمِد "، كل هذا لا ينصرف في المعرفة، وينصرف في النكرة، هذا إذا كان الاسم بالزيادة مضارعاً للفعل؛ فإن لم يكن مضارعاً للفعل صرفته، نحو " يَرْبوع " و " أسْلُوب " و " إصْلِيت " و " يَعْسُوب " و " تَعْضوض " وهو تَمْر.

    وكل اسم عُدِل نحو " أُحاد " و " ثُناء " و " ثُلاث " و " رُباع " و " مَوْحَدَ " فهو لا ينصرف في المعرفة ولا النكرة.
    وما كان على فُعَلَ نحو " عُمَر " و " زُفَرَ " و " قُثَم " فهو لا ينصرف في المعرفة، وينصرف في النكرة؛ لأنه معدول عن عامر وزَافِر وقاثِمٍ.
    وما لم يكن معدولاً انصرف نحو " جُعَلٍ " و " صُرَدٍ " و " جُرَذٍ "، وفَرْقُ ما بينهما أن المعدول لا تدخله الألف واللام، وغير المعدول تدخله الألف واللام.


    باب الأسماء المؤنثة التي لا أعلام فيها للتأنيث

    السماءُ، والأرْض، والقَوْس، والحَرْب، والذَّوْد من الإِبل، ودِرْع الحديد، فأما دِرْعُ المرأة - وهو قَميصها - فمذكر، وعَرُوضُ الشّعْرِ، و " أخذ في عَروضٍ تُعْجِبُني " أي: في ناحية، والرَّحِم، والرِّيح، والغُولُ، والجَحيم، والنَّارُ، والشَّمْس، والنَّعْل، والعَصا، والرَّحى، والدَّار، والضُّحَى.


    باب ما يذكر ويؤنث



    " المُوسى " قال الكسائي: هي فُعْلى، وقال غيره: هو مُفْعَل من " أُوْسَيْتُ رأسَه " أي: حَلَقْتُه، وهو مذكر إذا كان مُفْعَلاً ومؤنث إذا كان فُعْلى، و " الدَّلْو " الأغلبُ عليها التأنيث، و " الأضْحَى " جمع أضْحَاة وهي الذبيحة، وقد تُذَكَّر يُذْهَبُ بها إلى اليوم، و " السِّكِّين " و " السَّبيل " و " الطَّريق " و " السُّوق " و " اللِّسان " من أنَّثه قال: أَلْسُنٌ، ومن ذكره قال: أَلُسِنَةٌ، و " العَسَل " و " العاتِق " و " الذِّراع " و " المَتْن " و " الكُراع " قال سيبويه: الذراع مؤنثة، وجمعها أَذْرُعٌ لا غير، و " الحالُ " و " القَليب " و " السِّلاح " و " الصَّاع "، و " الإزار "، و " السَّراوِيل "، و " العُرْسُ " و " العُنُقُ "، و " الفِهْر "،
    و " السَّلم " - وهو الصلح - و " الخَمْر "، و " السُّلطان " و " الفَرَس ".


    باب ما يكون للذكور والإناث ولا علم فيه للتأنيث إذا أريدَ به المؤنثُ

    " عُقابٌ " يكون للذكر والأنثى، حتى تقولَ " لَقْوَةٌ " فيكونُ للأنثى خاصّة، و " أفْعى " تكون للذكر والأنثى، حتى تقول " أُفْعُوَانٌ " فيكون للذكر خاصّةً، و " ثَعْلَبٌ " يكون للذكر والأنثى، حتى تقول " ثُعْلُبانٌ " فيكون للذكر خاصة، قال الشاعر:
    أرَبٌّ يَبولُ الثُّعْلُبانُ بِرَأْسهِ ... لقدْ ذَلَّ من بالَتْ عليهِ الثَّعالِبُ
    وبعضهم يقول للأنثى: ثَعْلَبَةٌ، و " عَقْرَبٌ " يكون للذكر والأنثى، حتى تقول " عُقْرُبانٌ " فيكون للذكر خاصَّةً، على أنَّ بعضهم قد قال:
    عَقْرَبَةٌ يَكومُها عُقْرُبانْ
    وكذلك قولهم " عُصْفورةٌ "، و " فَرَسٌ " يكون للذكر والأنثى، قال الأصمعيُّ: هو بمنزلة الإنسان، يقال للرجل " هذا إنْسَانٌ " وللمرأة " هذه إنْسَانٌ "، وحكى بعضُ العرب: " شربتُ من لَبن بعيري ".
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:22 am

    باب أوصاف المؤنث بغير هاء

    وإذا كان فَعُول في تأويل فاعل كان بغير هاء، نحو " امرأةصَبُور " و " شَكور " و " غَفور " و " غَدور " و " كَفور " و " كَنود ".
    وقد جاء حرف شاذ، قالوا: " هيَ عَدُوَّة الله " قال سيبويه: شبهوا عدوة بصديقة.

    وإذا كان في تأويل مفعول بها جاءت بالهاء، نحو " الحَمولَة " و " الرَّكُوبة " و " الحَلوبَة " فالواحد والجميع والمذكر والمؤنث فيه سواء؛ تقول " هذا لجمل من رَكوبتهم، وأكُولتهم ".
    وما كان على مِفْعيلٍ فهو بغير هاء، ونحو " امرأة مِعْطير " و " مِئشير " من الأشَرِ، و " فَرَسٌ مِحْضِير ".
    وشذ حرف، قالوا: " امرأة مِسْكينة " شَبَّهوها بِفَقيرة.

    وما كان على مِفْعالٍ فهو بغير هاء، نحو " امرأة مِعْطارٌ " و " مِجْبالٌ " وهي العظيمة الخلق سمينته، و " مِتْفال " وكذلك مِفْعَلٌ، نحو: " امرأة مِرْجَم ".
    ونحو " امرأة مُرْضِعْ " و " مُقْرِب " و " مُلْبِن " و " مُشْدِن " و " مُطْفِل " لأنه لا يكون هذا في المذكر، فلما لم يخافوا لَبْساً حذفوا الهاء، فإذا أرادوا الفِعْلَ قالوا " مُرْضِعة " قال الله تعالى( تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعةٍ عمَّا أرْضَعَتْ )وقال بعضهم: يقال " امرأة مرضع " إذا كان لها لبن رَضاعٍ، و " مُرْضِعة " إذا أرضعت ولدها.
    وما كان على فاعل مما لا يكون للمذكر وصفاً فهو بغير هاء؛ قالوا " امرأة طالِقٌ " و " حامِلٌ " و " طامِثٌ ".

    وقد جاءت أشياءُ على فاعل تكون للمذكر والمؤنث فلم يفرقوا بينهما فيها، قالوا " جمل ضامِر " و " ناقة ضامِر " و " رَجُلٌ عاشِق " و " امرأة عاشِق " و " رَجُل عاقِرٌ " و " امرأة عاقِر " و " رجل عانِس " و " امرأة عانِس " إذا طال مكثهما لا يُزَوَّجان، و " رأس ناصِل " من الخِضابِ، و " لِحْيَةٌ ناصِلٌ " و " جمل نازع إلى وطنه " و " ناقة نازِع "، فإذا أرادوا الفعل
    قالوا: طالِقَة وحامِلة، قال الأعشى:
    أيا جارَتي بِينِي فإنك طالِقَهْ ... كذاك أُمورُ النَّاسِ غادٍ وطارِقَهْ
    وقد يأتي فاعل وصفاً للمؤنث بمعنيين فتثبتُ الهاء في أحدهما وتسقط من الآخر للفرق بين المذكر والمؤنث، فيقال " امرأة طاهِرٌ " من الحيض، و " امرأة طاهِرَةٌ " نقية من العيوب؛ لأنها منفردة بالطهْرِ من المحيض لا يَشْرَكها فيه المذكر، وهو يشركها في الطهارة من العيوب.
    وكذلك " امرأة حامل " من الحَبَلِ، و " حامِلةٌ " على ظهرها، و " امرأة قاعِد " إذا قعدت عن المحيض، وقاعدة من القعود، وقالوا " والدة " للأم لأن الأب والدٌ؛ ففرقوا بينهما بالهاء.


    وقالوا " امرأة ثَيِّب " و " رجل ثيِّب "، و " امرأة ِبْكرٌ " و " رجل بِكْرٌ "، و " امرأة أَيِّمٌ " لا زوج لها، و " رجل أيِّمٌ " لا امرأة له، و " هذا فرس كُمَيْتٌ " للذكر، و " هذه فرس كُمَيْتٌ " للأنثى، و " فرس جواد " و " بَهيم " للمذكر والمؤنث، والرجل " زَوْج " المرأة، والمرأة " زوج " الرجل، لا تكاد العرب تقول " زَوْجَته " قال الله تبارك اسمه( اسْكُنْ أنتَ وزَوْجُكَ الجَنَّة )و " رجل جُنُبٌ " و " امرأة جُنُبٌ " و " عَدْلٌ " و " رِضاً " مثله.
    وتقول: المرأة شاهِدي، ووصِيّ، وضَيْفي، ورَسُولي،
    وخَصْمي، وكذلك الاثنان والجميع.

    باب ما يستعمل في الكتب والألفاظ من الحروف المقصورة
    الهوى هوى النفس، والنَّدَى ندى الأرض ونَدَى الجُودِ، والقَذى في العين، والخَنى الفُحْش، والضَّنَى المرض، والرَّدَى الهلاك، والطَّوَى الجوع، والأسَى الحزن، والوَنَى من وَنَيْت، والعَمى في العين والقلب، والجَنى جنى الثمرة، والصَّدى العطش والضّوَى الهُزَال، والنَّوى ما نَوَيْتَ من قرب أو بعد، والثرى التراب الندِيّ، والصَّدى الطائر، يقال: إنه ذكر البوم، والنّسَا: عرق في الفخذ، وطُوًى اسم وادٍ، والوَغى الحرب، والوَرى الخَلقُ، وأنا في ذَرى فلان والذَّرَى الناحية، والمِعَى واحد الأمعاء؛ والحِجَى العقل، والنُّهى مِثْلهُ، والحَشى واحد أحْشَاء الجوف، ومكاناً سُوًى، هذا كله يكتب بالياء.


    باب أسماء يتفق لفظها وتختلف معانيها
    هَوى النفس مقصور بالياء، والهواءُ الجوُّ ممدود.
    والصَّفا الصخر مقصور بالألف، والصَّفاءُ من المودة والشيء الصافي ممدود.
    والفَتى واحد الفتيان مقصور بالياء، والفَتاء من السن ممدود، قال الشاعر:
    إذا عاش الفَتى مائَتَيْنِ عاماً ... فقَدْ ذَهَبَ اللَّذاذَةُ والفَتاءُ
    والثِّرَى التراب الندِيُّ مقصور بالياء، والثّراء الغنى ممدود.
    والغِنَى من السَّعة مقصور، والغِناء من الصوت ممدود.
    والخَلا رَطْبُ الحشيش مقصور بالألف، والخَلاءُ من الخَلْوَة ممدود.
    والعَشا في العين مقصور بالألف، والعَشاءُ والغَداء ممدودان.
    والحَفى حَفَى القدم والحافر إذا رقّاً مقصور بالياء، والحَفاءُ مَشْيُ الرجل حافياً بلا خف ولا نعل ممدود .




    باب ما يمد ويقصر
    " الزِّناء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالياء.
    و" الشِّرَاء " يمد ويقصر وإذا قصر كتب بالياء.
    و" الشَّقاء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالألف.
    و" الضَّواء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب الياء.
    و" الوَنَاء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالياء.
    و" البُكاء " يمد ويقصر، وإذا قصر كتب بالياء، قال الشاعر:
    بَكَتْ عَيْني وحُقَّ لها بُكاها ... وما يُغْني البُكاءُ ولا العَويلُ

    وإلى هنا ننهي الباب ، فنصل إلى نصف كتاب " أدب الكاتب " .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة - صفحة 2 Empty رد: فوائد منتقاة من أدب الكاتب لابن قتيبة

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد يونيو 15, 2014 11:23 am

    كتاب تقويم اللسان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    باب الحرفين اللَّذين يتقاربان في اللفظ وفي المعنى ويلتبسان فربما وضع الناسُ أحَدَهما موضع الآخر
    قالوا: " عُظْمُ " الشَّيْء " أكثره، و " عَظْمُه " نفسه.


    و " الجُهْدُ " الطاقة، تقول " هذا جُهْدي " أي: طاقتي، و " الجَهْد " المشقة، تقول " فَعَلْتُ ذلكَ بِجَهْدٍ " وتقول " اجْهَدْ جَهْدَكْ "، ومنهم من يجعل الجُهْدَ والجَهْدَ واحداً، ويحتج بقوله( والَّذينَ لا يَجِدونَ إلا جُهْدَهُمْ )وقد قرئ( جَهْدَهم).

    و" الكُرْه" المشقة، يقال: " جِئْتُك على كُرْهٍ " أي: على مشَقَّة، ويقال: " أَقامَنِي على كَرْهٍ " إذا أكرهَكَ غيُرك عليه، ومنهم من يجعل الكُرْه والكَرْه واحداً.
    و" عُرْضُ الشَّيْء " إحدى نَواحيه، و " عَرْضُ الشَّيء " خلافُ طولهِ.
    و" المَيْل " بسكون الياء - ما كان فعلاً، يقال: " مالَ عن الحَقِّ مَيْلاً "، و " المَيْل " مفتوحُ الياء - ما كان خِلْقَةً، تقول: " في عُنُقِهِ مَيَلٌ ".
    و" الغَبْن " في الشراء والبيع، و " الغَبَن " في الرأي، يقال " في رأيه غَبَن " و " قَدْ غَبِنَ رَأيه " كما يقال " سَفِهَ رَأْيَهُ ".
    و" الحَمْل " حَمْل كل أنثى وكُلِّ شجرة؛ قال الله عزّ وجلّ( حمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً )و " الحِمْلُ " ما كان على ظهر الإنسان.
    و" فُلان قَرْنُ فُلانٍ " إذا كان مثلَه في السِّن، و " قِرْنُه " إذا كان مثله في الشدة.
    و" عَدْل الشَّيء " بفتح العين - مثلُه، قال الله سبحانه وتعالى( أو عَدْلُ ذلكَ صِياماً )و " عِدْلُ الشَّيء " بكسر العين - زِنَتُه.
    و" جِئْتُ في عُقْبِ الشَّهْرِ " إذا جئت بعدما مضى، و " جِئْتُ في عَقِبِه " إذا جئت وقد بَقِيَتْ منه بقية.
    و " القُرْحُ " يقال: إنه وجع الجراحات، و " القَرْح " الجراحات بأعيانها.
    و" الذَّبْح " مصدرُ ذبَحْتُ، و " الذِّبْحُ " المذبوح.
    و" الطَّحْن " مصدرُ طَحَنْتُ، و " الطِّحْن " الدقيق.
    و" القَسْم " مصدر قَسَمْتُ، و " القِسْم " النصيبُ.
    و" السَّمْع " مصدر سَمِعت، و " السِّمْع " الذِّكْر، يقال: " ذَهبَ سِمْعُهُ في النِّاس ".
    ونَحْوٌ منه " الصَّوْتُ " صوت الإنسان، و " الصِّيت " الذكرُ، يقال: " ذهَبَ صيتُه في النَّاس ".
    و" الغَسْلُ " مصدرُ غَسَلْت، و " الغِسْلُ " الخِطْمِيُّ وكلُّ ما غُسِل به الرَّأسُ، و " الغُسْلُ " بالضم - الماء الذي يُغْتَسَل به.
    و" السَّبُّ " مصدر سَبَبْتُ، و " السِّبُّ " الذي يُسابُّكَ.
    و" الضُّر " الهُزَال وسوء الحال، و " الضَّر " ضد النَّقع.
    و" الهُجْرُ " الإفحاش في المنطق، يقال: " أهْجَرَ الرَّجلُ في مَنْطِقه "، و " الهَجْرُ " الهذَيان، يقال: " هَجَرَ الرَّجلُ في كلامه ".
    و" السَّلْم " الصُّلح، و " السَّلَمُ " الاستسلام.
    و" الإِرْبُ " الدَّهاء، يقال: " رَجُلُ ذو إِرْبٍ " ذو دَهاء، و " الأرَبُ " الحاجة.
    و" الوَرِق " المال من الدراهم، و " الوَرَق " المال من الغنم والإبل.
    و" العِوَجُ " في الدين والأرض؛ قال الله عزّ وجلّ:( ويَبْغونَها عِوَجاً )و " العَوَج " في غيرهما: ما خالف الاستواء، وكان قائماً مثل الخشبة والحائط ونحوهما.
    و" النُّصْب " الشر؛ قال الله عزّ وجلّ_(بِنُصْبٍ وعَذَاب ) و " النُّصُبُ " ما نُصِب؛ قال الله عزّ وجلّ( كأنَّهُمْ إلى نُصُبٍ يوفِضون )وهو النُّصْب أيضاً، و " النَّصَب " التَّعَب
    قال الله تعالى( لقَدْ لَقينا منْ سَفَرِنا هذا نَصَباً )؟
    و" الذِّلُّ " ضد الصُّعوبة، و " الذُّلُّ " ضد العز، يقال " دابَّةٌ ذَلول بَيِّنةُ الذِّلِّ " إذا لم و" الحَوْرُ " الرجوعُ عن الشيء، ومنه: " أعوذُ بالله منَ الحَوْرِ بعد الكَوْر "، و " الحُورُ " النقصان؛ قال الشاعر:
    لا تَبْخَلَنَّ فإنَّ الدَّهْرَ ذو غِيرِ ... والذّمُّ يَبْقى وزادُ القَوْمِ في حُورِ

    و" امرأة حَصَان " بفتح الحاء - العَفيفة، و " فرس حِصان ".
    و" السَّدَاد " في المنطق والفعل بالفتح، وهو الإصابة، و " السِّداد " - بكسر السين - كل شيء سددت به شيئاً مثلَ سِداد القارورة، وسِداد الثَّغْر أيضاً، ويقال " أصبت سِداداً من عيش " أي: ما تَسُد به الخَلّة، و " هذا سِداد من عَوَزٍ ".
    و" القَوَام " العَدْل، قال الله عزّ وجلّ( وكانَ بَيْنَ ذلكَ قَواماً)و " قَوام الرجل " قامته، و " القِوام " - بكسر القاف -
    ما أقامَكَ من الرزق، ويقال " أصبت قِوَاماً من عيش " و " ما قِوَامي إلا بكذا ".
    و" الوَلاية " ضد العداوة، قال الله عزّ وجلّ( ما لَكُمْ من وَلايَتِهمْ من شيء )و " الوِلاية " من وَليتُ الشيءَ.
    و" عَلاقَةُ " الحُب والخصومة بالفتح، و " عِلاقَة " السَّوط بالكسر.

    و" الرُّحْلَة بضم الراء - أوَّل السَّفْرَة، و " الرِّحْلَة " الارتحال.
    وقال الفراء: " خَطَوْتُ خَطْوَةً " بالفتح، و " الخُطْوَةُ " ما بين القدمين.
    و" الطَّفْلَةُ " من النساء الناعمة، و " الطِّفْلَةُ " الحديثة السِّن.
    و" الخَمْرَةُ " الريحُ الطيبة - بفتح الخاء والميم -، و " الخُمْرَة " - بضم الخاء وتسكين الميم - الخميرة في اللبن والعجين والنبيذ.
    و" الجَدُّ " - بفتح الجيم - الحَظُّ، يقال منه: رجل مَجْدود، وفي الدعاء: و " لا ينفع ذا الجَدّ منك الجدّ "، و " الجَدّ " عظمة الله من قول الله عزّ وجلّ( وأنَّهُ تَعالَى جَدُّ رَبِّنا ) أي عظمة ربنا و " الجِدُّ " الاجتهاد والمبالغة.
    و" اللَّحْنُ " - بفتح الحاء - الفِطْنَة، يقال " رَجَلٌ لَحِنٌ " إذا كان فَطِناً، و " اللَّحْنُ " الخطأ في الكلام.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:22 pm