من الكتب التي شوهت تاريخ صدر الإسلام كتاب الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة, ولقد ساق الدكتور عبد الله عسيلان في كتابه "الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي" مجموعة من الأدلة تبرهن على أن الكتاب المذكور منسوب إلى الإمام ابن قتيبة كذبًا وزورًا، ومن هذه الأدلة:
- إن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألف كتابًا في التاريخ يُدعى "الإمامة والسياسة"، ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب "المعارف".
- إن المتصفح للكتاب يشعر بأن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب، في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى الدينور.
- إن المنهج والأسلوب الذي سار عليه المؤلف في "الإمامة والسياسة" يختلف تمامًا عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا,؛ فابن قتيبة يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه, وعلى خلاف ذلك يسير صاحب "الإمامة والسياسة"؛ فمقدمته قصيرة جدًّا لا تزيد على ثلاثة أسطر, هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب, ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة.
- يروي مؤلف الكتاب عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه, وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه: قاضي الكوفة, توفي سنة 148هـ, والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213هـ, أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عامًا.
- إن الرواة والشيوخ الذين يروى عنهم ابن قتيبة عادةً في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب.
- إن قسمًا كبيرًا من رواياته جاءت بصيغة التمريض, فكثيرًا ما يجيء فيه: ذكروا عن بعض المصريين, وذكروا عن محمد بن سليمان عن مشايخ أهل مصر, وحدثنا بعض مشايخ المغرب, وذكروا عن بعض المشيخة, وحدثنا بعض المشيخة, ومثل هذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة، ولم ترد في كتاب من كتبه.
- إن مؤلف "الإمامة والسياسة" يروي عن اثنين من كبار علماء مصر, وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالميْن.
- ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة, وثقة في علمه ودينه, يقول السلفي: كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة. ويقول عنه ابن حزم: كان ثقة في دينه وعلمه. وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي, ويقول عنه ابن تيمية: وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق، والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة. ورجل هذه منزلته لدى رجال العلم المحققين, هل من المعقول أن يكون مؤلف كتاب "الإمامة والسياسة" الذي شوَّه التاريخ، وألصق بالصحابة الكرام ما ليس فيهم؟!
مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث
يقول الدكتور علي نفيع العلياني في كتابه (عقيدة الإمام ابن قتيبة) عن كتاب الإمامة والسياسة: وبعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضيٌّ خبيث, أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة؛ نظرًا لكثرتها، ونظرًا لكونه معروفًا عند الناس بانتصاره لأهل الحديث, وقد يكون من رافضة المغرب, فإن ابن قتيبة له سمعة حسنة في المغرب, ومما يرجِّح أن مؤلف الإمامة والسياسة من الروافض ما يلي:
(1) إن مؤلف الإمامة والسياسة ذكر على لسان علي أنه قال للمهاجرين: الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم, ولا تدفعوا أهله مقامه في الناس وحقه, فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنَّا أهل البيت, ونحن أحق بهذا الأمر منكم.. والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله. ولا أحد يرى أن الخلافة وراثية لأهل البيت إلا الشيعة.
(2) إن مؤلف الإمامة والسياسة قدح في صحابة رسول الله قدحًا عظيمًا، فصوَّر ابن عمر جبانًا, وسعد بن أبي وقاص حسودًا, وذكر محمد بن مسلمة غضب على عليّ بن أبي طالب لأنه قتل مرحبًا اليهوديَّ بخيبر, وأن عائشة رضي الله عنها أمرت بقتل عثمان. والقدح في الصحابة من أظهر خصائص الرافضة, وإن شاركهم الخوارج, إلا أن الخوارج لا يقدحون في عموم الصحابة.
(3) إن مؤلف الإمامة والسياسة يذكر أن المختار بن أبي عبيد قُتل من قبل مصعب بن الزبير لكونه دعا إلى آل رسول الله ، ولم يذكر خرافاته وادعاءه الوحي. والرافضة هم الذين يحبون المختار بن أبي عبيد لكونه انتقم من قتلة الحسين, مع العلم أن ابن قتيبة رحمه الله ذكر المختار من الخارجين على السلطان، وبيَّن أنه كان يدعي أن جبريل يأتيه.
(4) إن مؤلف الإمامة والسياسة كتب عن خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان خمسًا وعشرين صفحة فقط, وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتي صفحة, فقام المؤلف باختصار التاريخ الناصع المشرق وسوّد الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل, وهذه من أخلاق الروافض المعهودة، نعوذ بالله من الضلال والخذلان.
(5) يقول السيد محمود شكري الألوسي في مختصره للتحفة الاثنا عشرية: ومن مكايدهم -يعني الرافضة- أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند أهل السنة, فمن وجدوه موافقًا لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه, فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتدّ بروايته,؛ كالسدي فإنهما رجلان أحدهما السدي الكبير والسدي الصغير, فالكبير من ثقات أهل السنة, والصغير من الوضّاعين الكذابين وهو رافضي غالٍ, وعبد الله بن قتيبة رافضي غال وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة, وقد صنف كتابًا سماه بالمعارف, فصنف ذلك الرافضي كتابًا سماه بالمعارف أيضًا قصدًا للإضلال. وهذا مما يرجح أن كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الرافضي وليس لابن قتيبة السني الثقة, وإنما خلط الناس بينهما لتشابه الأسماء، والله أعلم.
د. علي الصلابي
- إن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألف كتابًا في التاريخ يُدعى "الإمامة والسياسة"، ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب "المعارف".
- إن المتصفح للكتاب يشعر بأن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب، في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى الدينور.
- إن المنهج والأسلوب الذي سار عليه المؤلف في "الإمامة والسياسة" يختلف تمامًا عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا,؛ فابن قتيبة يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه, وعلى خلاف ذلك يسير صاحب "الإمامة والسياسة"؛ فمقدمته قصيرة جدًّا لا تزيد على ثلاثة أسطر, هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب, ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة.
- يروي مؤلف الكتاب عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه, وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه: قاضي الكوفة, توفي سنة 148هـ, والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213هـ, أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عامًا.
- إن الرواة والشيوخ الذين يروى عنهم ابن قتيبة عادةً في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب.
- إن قسمًا كبيرًا من رواياته جاءت بصيغة التمريض, فكثيرًا ما يجيء فيه: ذكروا عن بعض المصريين, وذكروا عن محمد بن سليمان عن مشايخ أهل مصر, وحدثنا بعض مشايخ المغرب, وذكروا عن بعض المشيخة, وحدثنا بعض المشيخة, ومثل هذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة، ولم ترد في كتاب من كتبه.
- إن مؤلف "الإمامة والسياسة" يروي عن اثنين من كبار علماء مصر, وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالميْن.
- ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة, وثقة في علمه ودينه, يقول السلفي: كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة. ويقول عنه ابن حزم: كان ثقة في دينه وعلمه. وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي, ويقول عنه ابن تيمية: وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق، والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة. ورجل هذه منزلته لدى رجال العلم المحققين, هل من المعقول أن يكون مؤلف كتاب "الإمامة والسياسة" الذي شوَّه التاريخ، وألصق بالصحابة الكرام ما ليس فيهم؟!
مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث
يقول الدكتور علي نفيع العلياني في كتابه (عقيدة الإمام ابن قتيبة) عن كتاب الإمامة والسياسة: وبعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضيٌّ خبيث, أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة؛ نظرًا لكثرتها، ونظرًا لكونه معروفًا عند الناس بانتصاره لأهل الحديث, وقد يكون من رافضة المغرب, فإن ابن قتيبة له سمعة حسنة في المغرب, ومما يرجِّح أن مؤلف الإمامة والسياسة من الروافض ما يلي:
(1) إن مؤلف الإمامة والسياسة ذكر على لسان علي أنه قال للمهاجرين: الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم, ولا تدفعوا أهله مقامه في الناس وحقه, فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنَّا أهل البيت, ونحن أحق بهذا الأمر منكم.. والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله. ولا أحد يرى أن الخلافة وراثية لأهل البيت إلا الشيعة.
(2) إن مؤلف الإمامة والسياسة قدح في صحابة رسول الله قدحًا عظيمًا، فصوَّر ابن عمر جبانًا, وسعد بن أبي وقاص حسودًا, وذكر محمد بن مسلمة غضب على عليّ بن أبي طالب لأنه قتل مرحبًا اليهوديَّ بخيبر, وأن عائشة رضي الله عنها أمرت بقتل عثمان. والقدح في الصحابة من أظهر خصائص الرافضة, وإن شاركهم الخوارج, إلا أن الخوارج لا يقدحون في عموم الصحابة.
(3) إن مؤلف الإمامة والسياسة يذكر أن المختار بن أبي عبيد قُتل من قبل مصعب بن الزبير لكونه دعا إلى آل رسول الله ، ولم يذكر خرافاته وادعاءه الوحي. والرافضة هم الذين يحبون المختار بن أبي عبيد لكونه انتقم من قتلة الحسين, مع العلم أن ابن قتيبة رحمه الله ذكر المختار من الخارجين على السلطان، وبيَّن أنه كان يدعي أن جبريل يأتيه.
(4) إن مؤلف الإمامة والسياسة كتب عن خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان خمسًا وعشرين صفحة فقط, وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتي صفحة, فقام المؤلف باختصار التاريخ الناصع المشرق وسوّد الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل, وهذه من أخلاق الروافض المعهودة، نعوذ بالله من الضلال والخذلان.
(5) يقول السيد محمود شكري الألوسي في مختصره للتحفة الاثنا عشرية: ومن مكايدهم -يعني الرافضة- أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند أهل السنة, فمن وجدوه موافقًا لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه, فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتدّ بروايته,؛ كالسدي فإنهما رجلان أحدهما السدي الكبير والسدي الصغير, فالكبير من ثقات أهل السنة, والصغير من الوضّاعين الكذابين وهو رافضي غالٍ, وعبد الله بن قتيبة رافضي غال وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة, وقد صنف كتابًا سماه بالمعارف, فصنف ذلك الرافضي كتابًا سماه بالمعارف أيضًا قصدًا للإضلال. وهذا مما يرجح أن كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الرافضي وليس لابن قتيبة السني الثقة, وإنما خلط الناس بينهما لتشابه الأسماء، والله أعلم.
د. علي الصلابي