ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    ترجمة العلامة الدكتور حسن محمود الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ترجمة العلامة الدكتور حسن محمود الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة  Empty ترجمة العلامة الدكتور حسن محمود الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة ديسمبر 06, 2013 8:38 am

    ولد الدكتور حسن محمود عبد اللطيف الشافعي سنة 1930م تقريبا، وحفظ القرآن الكريم صغيرا، والتحق بمعهد القاهرة الديني الأزهري، وقد برز وهو طالب بين زملائه، فكانت شخصيته تقدمه إلى الصفوف العالية، ثم تقدمه كذلك على كثير ممن هم في مثل سنه، وعلى من هم أكبر منه سنًّا أحيانًا. وألزم نفسه، وهو فتى نحيل الجسم صغير الحجم بالزى الأزهري المتمثل في عمامة رأسية على الرأس و"كاكولة" سابغة على الجسم. وهذا الزى إن لم يكــن يُكْســب صاحبه الوقار، فإنه يفــرض عليــه التوقّر، ويُلزمه بسلوك في معهده، وطريقة في مشيته، وعلاقة بزملائه. وكان، وهو طالب بالمعهد الديني يتردد على المركز العام للإخوان المسلمين بالحلمية لحضور درس الثلاثاء للأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين، وتأثر به كثيرا، وترك بصماته في فكره وسلوكه. ولا عجب فكلاهما حسن، هذا بنا، وذاك شافعي. وقد لا يكون الاسم في كثير من الأحيان معبرا عن الشخصية، وليس بالضروري أن يكون كل من يحمل اسما يكون له نصيب منه، لكن من التوفيق الرباني أن يكون للإنسان من اسمه نصيب، وأن يصنع على عين الإرادة الإلهية، فيكون اسمه وأعماله وحياته صناعة ربانية، يصطفى من خلقه من يشاء، ويعز من يشاء، ويوفقه لطاعته، ويذل من يشاء بما ارتكبت يداه من معصيته. يقول الدكتور السعيد بدوي: لم يكن حسن الشافعي في الماضي وليس هو في الحاضر من دعاة العنف ولا من مروجيه. ولكن يبدو أن وقفته التي وقفها في شرفة كلية الشريعة ذات صباح من عام 1950م، وما بدا فيها من قدرته على تحريك الجماهير والتلاحم معها، وجدت من يرصدها ويصنف صاحبها خطرًا على النظام الذي كان يمثله هؤلاء الراصدون، فيتخذون من الإجراءات ما يضمن إزاحته من الطريق. ويحكى د. حسن الشافعي عن لقائه ببعض الإخوان: لقد التقيت أول مرة بالدكتور العسال عام 1950م في منطقة شبرا، وكان خارجًا لتوِّه من معتقل الطور، وكان بصحبة الشيخ يوسف القرضاوي العالم الجليل، والدكتور علي عبد الحليم (حفظه الله)، وبعد فترة كان اللقاء مرةً أخرى في السيدة زينب، وعدت من هذا اللقاء ومعي أول نسخة من كتاب "التشريع الجنائي في الإسلام" للشهيد عبد القادر عودة. وتواصلت علاقتنا، وكان هو في كلية الشريعة وأنا في معهد القاهرة الديني، وكانت هذه الفترة أيامًا حافلة، وفترة حاسمة في حياة مصر. حسن الشافعي الشاب الوطني مع كتائب الإخوان ولم يكن حسن الشافعي، وهو في مقتبل الشباب بمعزل عن قضية مصر والجلاء والمقاومة في القناة، يقول د عبد اللطيف محمد عامر رئيس قسم الشريعة الأسبق بكلية دار العلوم في جامعة الفيوم: كانت قد ألغيت معاهدة 1936م، وبدأت فصائل المقاومة من شباب الجامعات تندفع إلى منطقة القناة لتقاوم المستعمر الإنجليزي، وتبلي بلاءً حسنًا في هذه المقاومة، ولم يكن حسن الشافعي كما لم يكن غيره من الشباب المؤمن بمعزل عن هذه الانتفاضة إن صح التعبير. فلقد أخذ هؤلاء الشباب سمْت المجاهدين بعد أن خلعوا ملابسهم المدنية، وارتدوا الكاكي، وهو رمز الزى العسكري. وتحولت الأحاديث بينهم من أحاديث الرحلات الترفيهية إلى أحاديث المعسكرات التدريبية، ومن حشد الفرق للمباريات الرياضية إلى جمع السلاح للأغراض الجهادية. وفي مرة سمعت أن هناك ندوة ليلية ستقام فتمتد إلى فجر اليوم التالي، وكانوا يسمونها "كتيبة"، وعلى الرغم من أن هذه الكتيبة كانت لطلبة معهد القاهرة، فقد اندسست بينهم في هذه الليلة، وكأنني "أحب الصالحين ولست منهم". وذلك حين علمت أن حسن الشافعي هو "مندوب" هذه الكتيبة، أو قائدها، أو رئيسها، أو ما شئت من هذه الألقاب. ولكنني قبل ذلك وبعده عرفت حسن الشافعي كما لم أعرفه من قبل، وأدركت أن حداثة السن لا تغطي أصالة النفس، وأن تواضع المرء لا يحجب علوّ منزلته، فعلى الرغم من أن سنّه حينئذ لم يكن يدفعه إلى الزعامة، فإن روحه حينئذ كانت ترسخه للقيادة، والزعامة تفرضها على الناس ما يعرف في عالم السياسة "بالكاريزما"، والقيادة يرشِّح لها ما يسمى بالقبول. في ظل الأزهر ودار العلوم بين العلم والاعتقال وفى عام 1953م التحق بكليتي أصولِ الدّين بِجامعة الأزهر ودار العلوم بجامعة القاهرة، وتخصص في دراسة الفلسفة الإسلامية، ليدرس في الكليتين في وقت واحد، وكان مسموحا به في ذلك الوقت. وتم اعتقاله سنة 1954م، وهو في الفرقة الثانية بكلية دار العلوم ليقضى في السجن ست سنوات عجاف، يقول الدكتور السعيد بدوي : جرى اعتقاله عام 1954م وهو مجرد طالب بالفرقة الثانية بكلية دار العلوم وبالفرقة الثالثة بكلية أصول الدين في الوقت ذاته, وجرى تعذيبه وضربه بالكرابيج التي لا تزال آثارها التي تستعصي على الإحصاء خالدة على ظهره إلى اليوم. لا ندري مدى الخطورة التي كان حسن الشافعي يشكلها على النظام المصري في ذلك الوقت، والتي استدعت تقديمه للمحاكمة العسكرية والتي جعلت رئيس المحكمة العسكرية يختصه بـ"إنت بالذات يا بن الـ... هاديلك مؤبد"، وقد فعل. ويخرج في سنة 1960، ليكمل دراسته في الكليتين أصول الدين بالأزهر الشريف، ودار العلوم جامعة القاهرة ويتخرج فيهما معا سنة 1963 م، ويحصل على مرتبة الشرف الأولى في كلية دار العلوم، ويتم تعيينه معيدا بقسم الفلسفة الإسلامية. يقول د عبد اللطيف محمد عامر: وأحسب أن هذا النزوع إلى هذا التصوّف الرشيد هو الذي وجّهه إلى كلية أصول الدين دون غيرها من كليات الأزهر ليدرس فيها العقيدة، وليتعمق في دراسة الفلسفة والتصوف على أيدي مشايخه المتخصصين. كما أحسست أن التوكل الواعي هو الذي دفعه إلى الجمع بين هذه الدراسة في أصول الدين، والدراسة العصرية إلى حد ما في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ولم يسمح لإحدى الكليتين أن تكون ضرّة للأخرى تستحوذ عليه، وإنما نجح في أن يجعلهما صديقتين تعطيه كل منهما حبًّا، ويعطي كلا منهما عناية وحرصًا. مما حقق له مركزًا مرموقًا في كل من الكليتين، فهو إما الأول على دفعته، وإما الثاني دائمًا، فينفرد بالأولوية أحيانًا، ويتناوبها مع أحد زملائه أحيانًا أخرى بالرضا والاتفاق. ولقد سمعت منه بعد ذلك أنه بعد حصوله على الليسانس بامتياز في الكليتين عُيّن معيدًا بكل منهما، وحرص فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله على استبقائه بأصول الدين، ولكن دار العلوم بادلت فضيلة الشيخ هذا الحرص على ابنها الموفق المتفوق، وكانت إرادة الله غالبة؛ إذ خصّت دار العلوم به، ثم كان مبعوثها إلى جامعة لندن للحصول على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية. فكان ابن الجامعات الثلاث الذي مازال يدين بالفضل والوفاء لكل منها حتى اليوم. وأثناء دراسته للماجستير يتم اعتقاله سنة 1964م، ثم يخرج ويعاد اعتقاله ثانية سنة 1966م. يقول الدكتور السعيد بدوي معلقا على اعتقاله: ولم أكن أنا من جماعة الإخوان المسلمين التي كان حسن الشافعي على الرغم من حداثة سنه واحدًا من نجومها، كذلك لم أكن من المتعاطفين مع كثير مما كان يتم باسم الجماعة في ذلك الوقت على الرغم من الصداقة التي كانت قد جمعتني بمحمد شمس الدين عبد الحافظ وأفراد قليلين من مثله لا أكاد الآن أذكر أسماءهم. في المعتقل بقي حسن الشافعي المعيد بكلية دار العلوم سنوات مُجَرّمًا بلا جريمة، وبريئًا بدون حرية، إلى أن دار الزمان دورته وبصق العدو في وجه الوطن، بعد أن سبقه الساحر وبصق في وجوه المواطنين. خرج من السجن بعد أربع سنوات أخرى أثناء دراسته للماجستير، وهو أعز نفسا وأرسخ إيمانا ممن سجنوه ظلما وعدوانا، عاد بالرغم من القسوة والظلم والتعذيب أقوى عزيمة وإصرارا على مواصلة الكفاح، مرّت رغم قسوتها بردا وسلاما. يقول الدكتور عبد اللطيف محمد عامر: فلقد التقينا بعد هذه المرحلة وبعد انقشاع دخانها، فكأنها لم تفعل شيئًا، وكأنها لم تنقص منا إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر. عاد للدراسة أصلب عودا وأشد إصرارا على التحمل والمثابرة حتى حصل على درجة الماجستير سنة 1969م في الفلسفة الإسلامية من كلية دار العلوم. الدكتوراه من بريطانيا ولعل الله قد أراد أن يعوضه ما ألمّ به؛ فأنعم عليه بالبعثة لدراسة الدكتوراه في بريطانيا؛ ليتقن اللغة الإنجليزية ويطلع على الثقافة الغربية وما يثار حول القضايا الفكرية التي يهاجم بها المفكرون الأوروبيون الإسلام ويثيرون حولها الشبهات، ويستطع خدمة الثقافة الإسلامية. سجل وقد استطاع إنجاز رسالته للدكتوراه في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن سنة 1977م، ثم يعود ويقوم بتدريس الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم. سياحة علمية ولم يكد يحصل على الدكتوراه حتى تلقفته الجامعات الإسلامية للتدريس بها، فلم يستطع إلا أن يلبي، ففي عام 1979م عمل بالجامعة الإسلامية بأم درمان بالسودان. وفى عام 1981 م أعير إلى الجامعة الإسلامية بباكستان ثم عميدا لكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية عام 1983م،ثم عميدا للشئون الإسلامية لشئون إسلام أباد عام 1984م، ثم نائبا لرئيس الجامعة للشئون الأكاديمية عام 1985م حتى عام 1988م؛ ليعود للتدريس بكلية دار العلوم ثم وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا سنة 1989م حتى عام 1994م، وفى نفس العام اختير عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ثم عاد إلى الجامعة الإسلامية بباكستان رئيسا لها حتى عام 2004 م، ثم يعود للتدريس بدار العلوم. وهكذا هو في حياته لا يخلد إلى الراحة، من بلد إلى آخر، وهو بحق كما قال عنه الدكتور السعيد بدوي "الشافعــي.. شاهد يحمل شهادته على ظهره" يجوب العالم العربي والإسلامي، يلبي لا يرفض، يعطي لا يأخذ، إنه حقا يدرك أن العلم أمانة يجب أن يؤديه لأهله. مؤلفات حسن الشافعي وللدكتور حسن الشافعي إنتاج علمي غزير حيث أصدر منذ عام 1971 عشرة كتب بالعربية في الفلسفة الإسلامية والتوحيد وعلم الكلام والتصوف، وأكثر من 30 بحثاً علميًّا في العديد من المجلات والدوريات العلمية في مصر والخارج، وخمسة نصوص تراثية محققة، وأربعة كتب مترجمة إلى الإنجليزية، هذا فضلا عن الإشراف والحكم على عشرات من الرسائل الجامعية في مصر والعالم العربي وباكستان وماليزيا. ومن مؤلفاته و أبحاثه: الآمدي وآراؤه الكلامية. علم الكلام بين ماضيه وحاضره. فصول في التصوف. التيار المشائي في الفلسفة الإسلامية. أبو حامد الغزالي.. دراسات في فكره وعصره وتأثيره. الإمام محمد عبده وتجديد علم الكلام. حركة التأويل النسوي للقرآن والدين. تجديد الفكر الإسلامي... "المفهوم والدواعي والخطوات" البيوتات العلمية بين مصر وتونس. تطور الفكر الفلسفي في إيران - محمد إقبال ترجمة د. حسن الشافعي. من أقوال حسن الشافعي وآرائه يقول الدكتور حسن الشافعي: عندما يتحدث عني أحد زملائي أو تلامذتي أشعر بأنهم يتكلمون عن شخص آخر، فأنا أعرف نفسي جيدًا، وأرجو ألا يخدعني هذا الكلام عن حقيقة نفسي، فأقرب الأشياء إليك نفسك التي بين جنبيك، فأنا أشعر في بعض جوانب تجربتي أو رحلتي أنني مقصر وأنني شبه مسئول عن الشباب المسلم الذي يعطي في نطاق العمل الإسلامي، ويبدأ من الصفر، وبعد أن تسيل الدماء وتنفق الأوقات والجهود، قد تضيع على الأمة إرادات ونوايا أعتقد أنها صادقة، كما أؤكد أن لدي إحساسًا بالذنب؛ لأن الله أعطاني لسانًا وقلمًا يمكن أن أصور بهما أعمال الآخرين أو مواقفهم. العالم الحق هو من يعمل بعلمه وليس من يدون الكتب والحواشي. حسن الشافعي وسر الخلود إن أي إنسان في الحياة يأمل في خلود اسمه في الحياة حتى بعد الموت، ومنهم من يرى خلوده وبقاء اسمه في وجود ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم ينتفع به، كما أشار الحديث الشريف. ولعل سر خلود الدكتور حسن الشافعي في وسطيته واعتداله في جميع حياته، فتجده صوفيا بلا غلو ولا شاطحات ولا بدع، يأخذ من التصوف زهده وروحانيته، ولا يترك نصيبه من الدنيا، وكثيرا ما تجد من أستاتذة العلم جفاءً وقسوة ًغير مبررة تجعلك تنفر من العلم رغبة في البعد عن مجالستهم، أما حسن الشافعي فكلما نظرت إليه ازددت إيمانا بالله، وحبا له ورغبة في مجالسته والأخذ عنه حتى تشعر بأنك في روضة من رياض الجنة. تجد كثيرا من العلماء يعتزلون الناس للاعتكاف على علمهم في البحث والتأليف لا يهتم أحدهم بمن حوله من الطلاب والجيران والأهل والأصحاب، قاطع الأرحام، لا أثر له في دنيا الناس غير صفحات يجمعها ويكتبها ويخرجها كتاباً، أما حسن الشافعي فكان علما وعملا، مربي أجيال، خدوما لطلابه وأصدقائه، بارا بجيرانه، واصلا لأرحامه، معينا ذا الحاجة على نوائب الدهر، جَمَّله خُلق كريم، لا انفصام عنده بين العلم والعمل، فهو القائل: العالم الحق هو من يعمل بعلمه، وليس من يدون الكتب والحواشي. لا عجب وهو العالم تجده يستمع إلى النصيحة، فكان في طريقه يوما، فقابله رجل فقال له: عليك بخدمة الخلق ثم خدمة الخلق ثم خدمة الخلق، فيقول: ومن يومها وأنا أسير على هذا الدرب بقدر الطاقة. حقا لقد ربى حسن الشافعي طلابه في مصر والعالم العربي والإسلامي بسلوكه وأخلاقه أكثر مما رباهم بعلمه، تجد كثيرا من الأستاذة والمشايخ يتكلمون بلسانهم، أما حسن الشافعي، فيخرج الكلام من قلبه، وإذا خرج الكلام من القلب فلا يصل إلا إلى القلب. وغالبا ما ينسى الطلاب أستاذتهم بعد مرور الزمن، لكن من يجلس أمام الدكتور حسن الشافعي لا يستطيع أن ينساه أبدا، وكيف ينساه، وقد استقرت كلماته في القلب؟!.. حقيقة إن من البشر من يصنعه الله على عينه، فيحبه ويجعل له القبول في الأرض. حسن الشافعي في عيون معاصريه حقيقة إن أقرب الناس من الإنسان هم أكثر الناس معرفة به، ولعل رأيهم يكتسب أهمية إذا كان خارج المنفعة الشخصية، وإذا أردنا أن نتعرف على شخصية الدكتور حسن الشافعي ونقترب منه أكثر فلابد أن نستمع إلى رأى زملائه ومعاصريه عنه، وهى شهادة لها أهميتها من زملائه الذين يرونه أخا وصديقا، وتلامذته الذين يرون فيه الأستاذ والوالد، وكل منهم يراه من وجهة نظره ومعرفته به، وقد قال أصدقاؤه وتلامذته الكثير والكثير عنه وعن علمه وأخلاقه.. فمنهم من قال: إن الدكتور حسن الشافعي هو من بقية السلف الصالح في هذا الزمان؛ عالم قدوة، دال على الله تعالى بحاله ومقاله. ومنهم من يرى أن الشافعي ليس مجرد فيلسوف عميق، فهو أيضًا لغوي أصيل.. أي أنه فيلسوف لغوي، أو لغوي فيلسوف. والكثير منهم يجزم بأن عطاء الأستاذ الدكتور حسن الشافعي في إصداراته العلمية العديدة، وفي الألوف من تلامذته النجباء، وفي نشاطاتــه وإسهاماتــه الفكريــة والعلمية والإدارية يرشحه لأن يكون من أجدر رجالات العلم والمعرفة الإسلامية بالتبجيل والتكريم وعرفان الجميل. ويرى الدكتور محمد عمارة أن الدكتور حسن الشافعي تمتع بعشر خصال أطلق عليها: العَشَرَة الطيبة، فيقول: إن الدكتور حسن الشافعي جمع من المحاسن في الفكر والقيم العديد من الصفات أذكر منها "عَشرة طيبة" من هذه القيم التي جمعها الدكتور حسن الشافعي: جمع بين الأزهر ودار العلوم. جمع بين السلفية والتجديد. جمع قلب الصوفي وعقل الفيلسوف. جمع بين التحقيق والتأليف. جمع بين الإبداع الأكاديمي والعمل الدعوى. جمع بين صناعة الفكر وتربية الشباب. عشق العربية، وأبدع في الإنجليزية تأليفًا وترجمة. جمع بين صلابة أهل الصعيد، ودماثة الحضر وأبناء الوجه البحري. جمع بين الوطنية والعروبة والإسلامية والإنسانية. جمع بين الحب لله والحب لخلق الله. عشر صفات وعشر قيم جمع فيها بين الحسنيين، فهي عَشَرة طيبة، وهي بعض من القيم والخصال والشيم والمآثر التي جمعها الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، أمدَّ الله في عمره ومتَّعه بالصحة والسعادة. أما الدكتور حسن الشافعي في عيون تلامذته، فيوضحها الدكتور د. عبد الباري محمد الطاهر: إذا نظرت إليه رأيت الابتسامة الحانية تكسو جبهته، وغمرتك بالسعادة طلعته، يبادرك بالسلام، ويشد على يديك بحب واحترام، يسألك عن أحوالك وأحوال ذويك، ويذكر لك طرفًا من آخر لقاء بينك وبينه، فيشعرك أنك به موصول، وأنك لم تغب عن ذاكرته وإن طال الزمان، وإن كنت تلقاه لأول مرة، تشعر أنك تعرفه منذ فترة طويلة، وأن صلتك به حميمة، فإذا عرف اسمك حفر في ذاكرته، فيبادرك في اللقاء الثاني بادئًا باسمك. أما دعواته الطيبة التي تلاحقك وتحفك من كل جانب فهي دعوات تخرج من قلب صادق محب، تعرفها حين يتحقق ما يقدره الله لك منها في الدنيا، ساعتها تجزم أن الرجل من عباد الرحمن المخلصين.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ترجمة العلامة الدكتور حسن محمود الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة  Empty رد: ترجمة العلامة الدكتور حسن محمود الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة

    مُساهمة من طرف أحمد السبت أغسطس 16, 2014 3:58 am

    لحق د. حسن الشافعي بكليتي أصول الدين ودار العلوم في وقت واحد سنة 1953 م، واعتقل سنة 1954م وهو طالب بالفرقة الثانية، وعذب عذابًا شديدًا، ثم قُدِّم للمحاكمة العسكرية، وقال له رئيس المحكمة العسكرية: "إنت بالذات يا بن الـ... هاديلك مؤبد"، وحكم عليه بالمؤبد، لكنه خرج سنة 1960 م، وأتم دراسته في الكليتين سنة 1963م، وكان ترتيبه فيهما الأول على دفعته أو الثاني لا يقل عن هذا.
    وحصل على الليسانس بامتياز في الكليتين وعُيّن معيدًا بكل منهما، وكان الدكتور عبد الحليم محمود حريصًا على استبقائه بأصول الدين، لكنه آثر دار العلوم وعيِّن معيدًا بها في قسم الفلسفة الإسلامية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 12:03 pm