ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    رحلة الحج في خطوات للأستاذ صلاح جاد سلام

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    رحلة الحج في خطوات للأستاذ صلاح جاد سلام  Empty رحلة الحج في خطوات للأستاذ صلاح جاد سلام

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة نوفمبر 01, 2013 11:42 am

    الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالكِ يوم الدِّين، وصلاة وسلامًا تامَّين دائمين من الله تعالى على صفوة الخَلْق أجمعين، وسيِّد الأولين والآخِرين، وخاتم الأنبياء والمرسَلين، المبعوث رحمةً للعالمين، سيِّدنا ومولانا محمَّد وعلى آله وصحبه والتابعين، ومَن تبعهم بإحسان على مِلَّته وهديه إلى يوم يقوم الناس فيه لرب العالمين.
    وبعد:
    ففي رِحاب أعظمِ رحلة مقدَّسة يقوم بها المسلِم في حياته كلها؛ ليؤدِّيَ حَجَّة الإسلام، نعيش في رحاب الكتابة عنها بشيء من الإيجاز غير المخلّ؛ لينتفعَ بها كلُّ من ينوي أداء هذا الركن العظيم.
    وجدير بالذكر أنَّنا اعتمدنا في جُلِّ ما يأتي على كتاب (الفقه على المذاهب الأربعة) لوزارة الأوقاف المصرية.

    تعريف الحج:
    الحج لغة: هو القَصْد إلى معظَّم.
    والحج شرعًا: هو أعمال مخصوصة تُؤدَّى في زمان مخصوص، ومكان مخصوص، على وجه مخصوص.
    حُكمُه: فرْض في العمر مرَّة واحدة على المسلِم، الحر البالغ، العاقل المميِّز، المستطيع.
    مشروعيته: الحج مشروع بالكتاب والسنة والإجماع، وذكر أهل العلم أنَّ فريضة الحج نزلت سنة 5 ه.
    فرض الحج بالكتاب: قال الله تعالى: {حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97].
    فرْض الحج بالسُّنة: لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بُني الإسلام على خمس...))، فهو الركن الخامس من أركان الإسلام.
    فرْض الحج بالإجماع: باتِّفاق الأئمة، خلفًا عن سلف على فرضيته.

    قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أيُّها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجُّوا))، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكتَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى قالها الرجل ثلاثًا، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو قلتُ: نعم، لوجبت، ولَمَا استطعتم))، ويدلُّ ذلك على أنَّه مفروض في العمر مرَّة واحدة.

    الترغيب في الحج، والحث عليه، والتعجيل به:
    وعن الحجِّ المبرور وأثره في محو الذنوب والآثام، جاء قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن حجَّ فلم يرفُثْ ولم يفْسُق، رَجَع من الذنوب والآثام كيومَ ولدتْه أمُّه)).

    وورد عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن أراد الحجَّ فليعجِّل، فقد يمرض المريض، وتضلُّ الراحلة، وتكون الحاجة))، وإنَّه لقولٌ عظيم، جليل مُحكَم لِمَن تأمَّله وتدبَّره، ونفذه كما يجب أن يكون.

    جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل قولُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تَعجَّلوا الحجَّ، فإنَّ أحدكم لا يدرى ما يعرِض له)).

    وإذا كان الحديث النبوي الشريف يقول: ((الحجُّ عرفة))، فمَن فاته الوقوفُ بعرفة، فقد فاته الحج، ولَزِمه التحلُّل بعمرة عند الجمهور، والقضاءُ من العام القادم، إن كان حجُّه فرضًا، بلا خلاف، ولا يجب القضاء والهدي عندَ الاشتراط.

    وعليه؛ فإنَّ للحجِّ أركانًا وشروطًا، وواجباتٍ وسننًا، ومندوبات ومكروهات، ومفسدات ومحرَّمات، على تفصيل واسع في ذلك بين المذاهب الفقهيَّة، وإذا كان البعض منَّا تزدحم عليه التفصيلات، وتكثُر عليه التفريعات والتعريفات، فلا يدري بماذا يبدأ، وبماذا يختم؟ وماذا يقول، وماذا يفعل؟

    وإذا كان الكثيرُ منَّا يرفض أن يكون شخصًا انضم إلى رفقة تحج، فلا يدري لِمَ دخلوا، ولم خرجوا؟ ولم قاموا، ولم قعدوا؟ ولم نطقوا، ولم سكتوا؟ ولم راحوا، ولم جاؤوا؟ ولم فعلوا، ولم تركوا؟ إلخ.

    من أجل ذلك نجتهد معك، ولك أخي الحبيب في ترتيب خُطوات هذا النُّسك العظيم الجليل في صورة يسيرة، خُطوةً بخطوة، دون خَلل أو نقصان أو نسيان - بعون الله وتوفيقه - فإذا كان الخيرُ والتوفيق، فمِن الله تعالى، وإن كان الخطأ أوالتقصير، فمِن نفسي، أو من الشيطان الرجيم، وأستغفر الله العظيم.

    نقول - والله أعلى وأعلم -:
    مَن أراد الحج، ونوَى أداء الفريضة، فعليه أن يُقدِّم بين يدي ذلك عدَّةَ أمور:
    1- التوبة الخالصة إلى الله تعالى، والندم على ما فاتَه من تقصير، والاستغفار لِمَا ارتكب من ذنوب وآثام، وردّ المظالِم إلى أصحابها، والعَزْم بصِدق وإخلاص على ألاَّ يعود إلى ذلك مرة أخرى.
    2- تجهيز المال الطيب، فالحجُّ من أطيب الأعمال التي يُرجَى أن يتقبَّلها المولى - عز وجل - والله طيِّب لا يَقبل إلاَّ طيبًا.
    3- الاتصال بالأهل والأحباب والمعارف؛ ليعلمَهم، ويتواصَى معهم، ويسألَهم الدعاء.
    4- سداد ما يكون عليه مِن ديون - ما أمكن.
    5- أن يأتيَ أهل العلم المختصِّين؛ ليتعرَّف منهم على ما قد يُشكِل عليه في هذا النُّسك العظيم؛ {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
    6- الاستخبار عن الرفقة التي ستصاحِبه وترافقه في هذه الرِّحلة المباركة، ف"الرفيق قبلَ الطريق" حِكمة بليغة، يَجنِي ثمارَها طوالَ هذه الرحلة الجليلة المباركة.
    7- تجهيز ملابس الإحرام الشرعيَّة، وهى الإزار والرداء، (الإزار: هو ما يستر العورة من السُّرة إلى الركبة، وأمَّا الرداء: فهو ما يُلقى على الكتفين، وهما غير مخيطَين للرجال، أمَّا النساء فملابس الإحرام لهنَّ هي هي ملابسهنَّ الشرعية)، ونعلين، وعلى الحاج أن يُعدَّ حقيبتَه بما هو ضروري له، مِن مثل بعض الأدوية التي لا غِنَى له عنها، ومصحف.
    وقبل الشروع في الإحرام، ذَكَر بعض أهل العلم أنَّه يُسنُّ له - أو يُستحب - أن يفعل عدة أمور، منها:
    قصُّ الأظافر، ونتْف الإبط، وإزالة الشَّعر الزائد من الجِسم، وحَلْق العانة، وجِماع الزوجة، ثم الغُسل بنيَّة الإحرام، ثم التطيب، (ولا تطيب بعده حتى يتحلل).
    8- لبْس ملابس الإحرام.
    9- صلاة ركعتَين، سُنَّة الإحرام القبلية، يقرأ في الركعة الأولى سورة "الفاتحة"، وسورة "الكافرون"، وفى الركعة الثانية سورة "الفاتحة"، وسورة "الإخلاص"، وقد اختلف العلماءُ فيهما، والراجح أنَّه ليس هناك صلاةٌ للإحرام، وإنما يصلِّي أيَّ صلاة توافقه، سواء أكانتْ فريضةً أم نافلة، وإلاَّ فلا يصلِّي شيئًا.
    10- يدعو بعد ذلك مباشرةً (وهو متوجِّه إلى القبلة)، قائلاً: اللهم أحْرَم لك شَعري وبشري ولحمي ودمي، ويُسنُّ له أن يقول: اللهمَّ إني أريد النُّسك الفلاني، فيسِّرْه لي، وتقبَّله مني، وإن حبسني حابس، فمحلِّي حيث حبستني، (إن فعل ذلك، وحُبِس بمرض أو عدو ونحوه، حلَّ، ولا شيءَ عليه).
    11- مِن ساعتها، يبدأ على الفور في التلبية، وهو مستقبل القِبلة، بسكينة ووقار، رافعًا بها صوتَه، يقول: لبيك اللهمَّ لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك، إنَّ الحمد والنِّعمة لك والملك، لا شريكَ لك، (التلبية تستمر، ولا تنقطع إلاَّ عند بداية رمي جمرة العقبة في يوم النحر).

    والإحرام بالحج: يكون بإحدى الصور الآتية: 1- التمتع 2- الإفراد 3- القران.

    أمَّا التمتع: فهو الإحرام بالعُمرة في أشهر الحج، ثم التحلُّل بعدَ الفراغ منها.
    فإن لم يُحرِم بها في أشهر الحج لم يكن متمتعًا، ثم الإحرام بالحجِّ في العام نفسه؛ أي: إنه يحج في العام نفسه، بمعنى: أنه يوالي بين العمرة والحج.

    وأمَّا الإفراد: فأنْ يُحرمَ بالحج مفردًا؛ أي: الإهلال بالحجِّ وحده، في أشهر الحج، ويُفرد الحج عن العمرة؛ أي: يفعل كلَّ واحد على حِدَة، فإذا فرغ من الحج، اعتمرَ العمرة الواجبة عليه، إن كانت باقية في ذمَّته، ولا هَدْيَ عليه.

    وأمَّا القران: فأن يحرمَ بالحج والعمرة معًا، ولا يتحلَّل بينهما، وعليه الهدي، يقال: قَرَنَ بين الحج والعمْرة قِرانًا، بالكسر: جَمَع بينهما بنيَّة واحدة، وبإحرام واحد، وتلبية واحدة، وطواف واحد، وسعْي واحد، فيقول: لبيك بحجَّة وعمرة.

    ولذلك؛ فإنَّ التمتُّع عند البعض له أفضليته، وذلك خشيةَ الوقوع في محظور من محظورات الإحرام، (لقلَّة الأيَّام التي يلزم فيها البقاءُ على الإحرام إذا كان متمتعًا، في حين تطول الأيَّام التي يلزم فيها البقاءُ على الإحرام إذا كان قارنًا).

    وعليه؛ فإنَّنا نخاطب الحاجَّ عمومًا، ونركِّز على الحاج المتمتع، ذلك الذي أحرم بالحجِّ متمتعًا بالعمرة، وباعتباره مسافرًا بالطائرة أو بالباخرة أو بالسيارة، في كلِّ الأحوال، عليه أن يمرَّ بالميقات المكاني مُحْرِمًا.

    الإحرام:
    معناه شرعًا: نيَّة الدخول في النُّسك، ويُسنُّ اقترانه بالتلبية، وله ميقات زماني، وميقات مكاني، وتفصيل ذلك كما يأتي:
    مكة المكرمة، وحدود الحرم المكي:
    مكَّة المكرَّمة هي البلد الحرام، حرَّمه الله تعالى يومَ خلق السموات والأرض، فهو حرام بحُرمة الله تعالى إلى يوم القيامة، لا يُعضد شوكُه، ولا يُنفَّر صيدُه، ولا تُلتقط لُقطته إلاَّ لمعرِّف، ولا يُختلَى خلاه.

    حدود الحرم المكى:
    الشميسي: غربي مكة، بطول 14 كم.
    الجعرانة: شرقي مكة، بطول 16 كم (من الشرق إلى الغرب 30 كم).
    التنعيم: شمالي مكة، بطول 6 كم.
    أضاة: جنوبي مكة، بطول 12 كم (من الشمال إلى الجنوب 18 كم).

    وإذًا؛ فحدود الحرم المكي: 30 كم × 18 كم = 540 كم مربعًا.

    وهذا المستطيل المقدَّس لا يجوز للحاجِّ أو المعتمر دخولُه إلاَّ محرمًا.

    وكذلك له ميقات زماني بالنسبة للحاجِّ: هو قبل الوقوف بعرفة، وله مواقيت مكانيَّة، تختلف باختلاف الجِهات، كما يلي:
    1- الجحفة: (رابغ)، على بعد (186 كم) من مكَّة المكرَّمة، وهى ميقاتُ أهل مصر والشام والمغرب، ومَن وراءَهم.
    2- ذو الحليفة: ويبعد عن مكة المكرمة (400 كم)، ويُعرف بأبيار عليٍّ، وهو ميقات أهل المدينة المنورة.
    3- ذات عرق: وتبعد عن مكة المكرمة (100 كم)، وهي ميقات أهل العراق، وسائر أهل المشرق.
    4- يلملم: ويبعد عن مكَّة المكرمة (92 كم)، وهو ميقات أهل اليمن والهند.
    5- قرن (قرن المنازل): ويبعد عن مكة المكرمة (75 كم)، وهو ميقات أهل نجد.
    6- مكة المكرمة: وهي ميقات لجميع أهل مكة، سواء أكان من أهلها أم لا، وهي ميقات أهل مكة، إن كان محرمًا بالحج، أمَّا إن كان محرمًا بالعمرة فميقاته التنعيم.

    قالوا: مسجد عائشة - رضي الله عنها - على رأس وادي التنعيم، وعنده ينقسم الماء إلى وادي التنعيم شمالاً في الحلّ، وتلعة ذات الحنظل جنوبًا في الحرم، ويبعد هذا المسجد قُرابة 8 أميال عن المسجد الحرام شمالاً.

    مع الحاج المتمتع:
    يخرج من بيته محرمًا ملبيًا (مستمرًّا في التلبية)، إلى أن يدخل البيت الحرام، وهناك، وما أدراك ما هناك؟! عند رؤية البيت الحرام لأوَّل مرة، يجب عليه:
    1- أن يكون على طهارة.
    2- يدخل ملبيًا، متواضعًا، خاشعًا.
    3- يرفع يديه، ويكبِّر ويُهلِّل، ويقول: (اللهمَّ زِد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا، ومهابة ومثابة وبرًّا، وزد يا ربَّنا مَن عظَّمه وشرَّفه ممن حجَّه تعظيمًا وتشريفًا وتكريمًا، ومهابة ومثابة وبرًّا، اللهمَّ أنت السلام، ومنك السلام، فحيِّنا ربَّنا بالسلام)، ويدعو بما يشاء، مما يتيسَّر له من صالِح الدعاء.

    ثم يبدأ الطواف:
    أنواع الطواف:
    1- طواف القدوم: هو الطواف الذي يؤدِّيه الحاجُّ عند قدومه لأداء فريضة الحجّ؛ وهو سُنَّة بالاتِّفاق.
    يبدأ من حين دخول مكَّة المكرمة، وينتهي إلى الوقوف بعرفة، (ويكون فيه الاضطباع والرَّمَل)، كما سيأتي.
    2- طواف الزِّيارة: ويُسمَّى طواف الإفاضة، وطواف الإفاضة في الاصطلاح: هو الطواف الذي يؤدَّى بعد الإفاضة مِن عرفة، ويكون يومَ النحر، وهو ركنٌ من أركان الحج، ويُسمَّى ركن الحج.
    ويَبدأ من طلوع يوم النحر، ولا يصحُّ قبله، ولا حدَّ لنهايته لِمَن وقف بعرفة.
    3- طواف الوداع: وهو آخِر الأعمال عهدًا بمكة المكرمة.
    4- طواف التحية: كل مسجد تحيته ركعتان، إلاَّ المسجد الحرام فتحيتُه الطواف، (ولا سعي بين الصفا والمروة من بعد طواف التحية).

    من أحكام الطواف:
    • الطهارة للطواف حولَ البيت - كما في الصلاة.
    • الطواف مشيًا إلاَّ لعذر.
    • الطواف حافيًا ما لَمْ يتأذَّ بذلك.
    • الطواف يبدأ من عند الحَجر الأسود، أو قبالته.
    • كل شوْط من أشواط الطواف يبدأ من عند الحَجر الأسود، أو قبالته، وينتهي عنده كذلك.
    • الطواف يكون سبعةَ أشواط يقينًا، فإن شكَّ في النقص، بنَى على اليقين.
    • لو أحدث في أثناء الطواف يتطهَّر ويكمل.
    • عند ابتداء كلِّ طوفة يقول: بسم الله، والله أكبر، مع رفْع اليدين.
    • إذا أقيمت الصلاة في أثناء الطواف، يقطَعُه، ويصلِّي، ثم بعد الفراغ منها يتم ما بقي عليه من أشواط الطواف، وكذا إذا حضرتْ جنازة للصلاة عليها.
    • في طواف القدوم، وقبل البدء فيه يأخذ الطائفُ وضْع الاضطباع، (وهو جعْل وسط ردائه تحت إبْطِه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر، فيكشف المنكب الأيمن، ويغطِّي المنكب الأيسر)، يفعل ذلك في كلِّ طواف بعدَه سعي، كطواف القدوم.
    الرَّمَل: وهو الإسراع فوق المشي المعتاد، ومقاربة الخطو من غير وثب، في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، مع هزِّ الكتفَين (وهذا للرجال فقط)، فإن رأى ما يعوقه، وقَفَ حتى يتمكَّن من إعادة الرمل.
    • لا تُجزِئ الإنابة في الطواف بدون عذر.
    • الطواف يكون (دائمًا) قبل السعي بين الصفا والمروة.
    • في أثناء الطواف، يُكرَه الحديث في بيْع أو شراء أو نحوه.
    • طواف القدوم يفوت بالوقوف بعرفة.
    • في أثناء الطواف، وفيما بين الركنَين اليمانيَين، يُسنُّ للطائف أن يقول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، حتى يصل إلى الحجر الأسود.
    • في أثناء الطواف يُكثِر من الدعاء.
    • الطواف لا يجوز إلاَّ في داخل المسجد، أمَّا في خارجه فلا.
    • الطواف دائمًا بأن يجعلَ الكعبة عن يساره، باعتبارها بمنزلة الإمام له؛ لأنَّ المنفرد يقف على يمين إمامه، وأيضًا من ناحية أخرى، لتكون الكعبةُ أقربَ إلى قلْب الطائف.
    • في أثناء الطواف يجب ستْرُ العورة باعتبارها حُكمًا من أحكام الصلاة تمامًا بتمام.
    • بعد الفراغ من الطواف مباشرة، يصلِّي ركعتين خلفَ مقام إبراهيم، ما استطاع بلا ضررٍ ولا إضرار، وفيهما: يقرأ في الركعة الأولى سورة "الفاتحة"، وسورة "الكافرون"، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة "الفاتحة"، وسورة "الإخلاص"، ويدعو بعد الفراغ منهما بما يشاء.

    زمزم:
    يأتي زمزم بعد صلاة الركعتين - وقبل السعي بين الصفا والمروة - فيشرب، ويتضلع ويدعو بما يشاء، فماء زمزم لِمَا شُرِب له؛ كما ورد عن المعصوم - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم يستلم الحجر الأسود - أو يشير إليه إن لم يستطع - قبل الذَّهاب إلى الصفا والمروة للسعي بينهما.

    السعي بين الصفا والمروة:
    1- يكون بعد طواف، وإلاَّ فلا، (ولا سعي بعد طواف التحية).
    2- السعي أبدًا 7 أشواط. 3- السعي أبدًا يبدأ من الصفا، وينتهي بالمروة، ولا يجوز بدءُ السعي من المروة إلى الصفا، نبدأ بما بدأ الله تعالى به؛ حيث قال: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158].
    4- السعي من (الصفا إلى المروة) يُعدُّ شوطًا، ثم من المروة إلى الصفا يُعد شوطًا، وهكذا إلى أن تتمَّ الأشواط السبعة.
    5- يصعد قليلاً على الصفا بلا إطالة، ويستقبل البيت، وحين يراه يكبر ويهلل، ويصلِّي على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويدعو وهو رافع يديه.
    6- الطهارة ليستْ شرطًا من الشروط الواجبة للسعي بين الصفا والمروة.
    7- في أثناء السعي تكون الهرولة (للرِّجال فقط) بين الميلَين الأخضرين؛ إذ يسرعُ الرجال بدرجة فوقَ الرَّمَل الذي في الطواف، ثم يكون السعي المعتاد.
    8- الهرولة بين الميلين تكون حين الذَّهاب من الصفا إلى المروة، ولا إسراع عند الرجوع من المروة إلى الصفا، على الراجح عند السادة المالكيَّة.
    9- لا بدَّ من إكمال الشوْط مرَّة واحدة، وإلاَّ فلا يحسب شوطًا.
    10- عندما يصل إلى المروة في كل شوط، يصعد قليلاً عليها بلا إطالة، كما فعل عند الصفا.
    11- اتِّصال أشواط السعي من غير تفريق.
    12- ستْر العورة في أثناء السعي.
    13- السعي ماشيًا للقادر عليه.
    14- يُكرَه الحديثُ في البيع والشراء ونحوه، كما في أثناء الطواف.
    15- يكثر من الدعاء في أثناء السعي، ويقول: (ربِّ اغفرْ وارحم، وتجاوز عمَّا تعلم، إنَّك أنت الأعزُّ الأكرم).

    الحلق والتقصير:
    يكون بعد الفراغ من السعي بين الصفا والمروة، وبه يتحلَّل المتمتِّع، يظلُّ المتمتع حلالاً إلى أن يُحرِم بالحج من مكَّة في اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية)؛ لأنه يوم إحرام أهل مكة.
    ويجوز له أن يؤخِّر الإحرام إلى نهار اليوم التاسع، (وهو يوم عرفة)، متى تيقَّن من استطاعة الوقوف بعرفة في زمنه.

    الوقوف بعرفة:
    1- يغتسل يوم التروية (8 من ذي الحجة) بنيَّة الحج لأداء رُكن الوقوف بعرفة، ثم يتوجَّه إليه.
    2- الحضور في وادي عرفة (في 9 من ذي الحجة) قبل الزوال، وعرفة كلُّها موقِف.
    3- يحرِص الحاجُّ على أن يكون في هذا اليوم في وادي عرفة (بالفاء)، وليس في وادي عرنة (بالعين)، وهو الوادي الذي لو وقع جدارُ مسجد نمرة القبلي وقَع فيه، (هذا الجدار وموضع صلاة الإمام في يوم عرفة، خارج عن حدِّ عرفة).
    4- يحرِص على استماع خطبة عرفة.
    5- أن يكون متوضئًا، ساترًا لعورته.
    6- أن يكون مُفطرًا في هذا اليوم.
    7- أن يجمع بين صلاة الظهر وصلاة العصر قصرًا، وجمع تقديم، ولو كان اليومُ يومَ الجمعة؛ إذ لا جُمعةَ في يوم عرفة؛ (لأنَّ الحكمة من إقامة صلاة الجُمُعة تحقَّقت في يوم عرفة، بل وأكثر).
    8- يحرص - ما أمكنه - على أن يقف عند الصخرات السُّود بأسفل جبل الرحمة، وهو موقِف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإن لم يستطعْ، فليجتهدْ في أن يكون قريبًا منها (بلا ضرر ولا إضرار)، وكلُّ ذلك بحسب الاستطاعة.
    9- يملأ هذا اليومَ العظيم بالدعاء والاستغفار، والذكر والتهليل، والصلاة على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمزيد من الخضوع والتذلُّل والانكسار، والإخلاص والرجاء، بدون تشويش على غيره، ويكون هذا الصنيع هو شغلَه الشاغل في هذا اليوم الأغرِّ المبارك، (فهو في خير يوم طلعت عليه الشمس).
    10- يظلُّ ماكثًا بعرفة حتى دخول الليل، وذلك بأن يسمع أذان المغرب، وحينذاك يتأهَّب للرحيل من عرفة إلى مزدلفة؛ ليحصل له الجمعُ بين كلٍّ من الليل والنهار في عرفة.
    11- ينوي أن يصلِّي المغرب مع حلول وقت العشاء في مزدلفة (جمع تأخير).

    التوجه إلى مزدلفة:
    1- الوجود بها بالليل (ليلة النحر)، والمكث بها ولو قليلاً، (بقدر حطِّ الرحال، وبقدر جمع الحصيات، وبقدر ذِكْر الله تعالى في هذه الفترة)، ويُكثر من الدعاء؛ لقوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 198].
    2- يستقبل القبلة ويدعو.
    3- يجمع من الحصيات سبعين حصاةً، صغيرة الحجم، الواحدة منها حجمُها مثل حجم الأُنملة تقريبًا، لِمَن سيتم ليالي المبيت بمنى ولن يتعجل، وليس ذلك بشرْط، بل له أن يجمعَ من أيِّ مكان من المزدلفة، أو من غيرها.
    4- عند دخول وقت العشاء، يُصلِّي المغرب مع العشاء، جمع تأخير، (تُصلَّى العشاء قصرًا لغير أهل مزدلفة).
    5- المسير إلى منى يكون على الأصل بعدَ صلاة فجْر يوم النحر، إلاَّ الضَّعَفة والعَجَزة والمرضى، فلهم أن يخرجوا مِن منًى بعد منتصف الليل.
    6- بين مزدلفة ومنًى يوجد وادٍ عرضه ضيِّق جدًّا، يُقدَّر بقدر رمية حجر، أو 50 مترًا تقريبًا، وهذا الوادي اسمه وادي مُحَسِّر - بضم الميم، وفتح الحاء، وكسر السين المشددة -، ومن السُّنة الإسراع في عبور هذا الوادي، إذ سُمِّي بهذا الاسم؛ لأنَّه (حسر)؛ أي: حُجِز فيه الفيل الذي أراد أبرهةُ الأشرم هدمَ الكعبة به، ونزول العذاب كما جاء في سورة "الفيل".

    الوصول إلى منى:
    1- ينطلق الحاجُّ من مزدلفة بعدَ الإسفار إلى منى.
    2- وفي منى تُرمَى جمرة العقبة وحدَها يوم النحر بسبع حصيات متتاليات، وجمرة العقبة، مكانها في آخر منًى ممَّا يلي مكة، ويقال عند رمْي كل حصاة: (بسم الله، الله أكبر، اللهم حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا).
    3- من السُّنة استقبالُ القِبلة عند رمي الجِمار.
    4- ببداية رمْي جمرة العقبة تنتهي التلبية، التي بدأتْ مع الإحرام.
    5- يُستحبُّ أن يكون الرمي من بعد الشروق إلى الزوال.
    6- الذبح، يمكنه أن يدفع مبلغًا من المال لجهة عينتها السلطاتُ السعودية، تقوم هي بذلك نيابةً عن الحاج.
    7- الحلْق، أو التقصير، والحلق أولى للرِّجال، أمَّا المرأة فتأخذ مِن شعرها بقدر الأُنملة.
    8- طواف الإفاضة، ويكون في ثوبي إحرامه، ويُندب فيه الرَّمَل.
    9- صلاة ركعتَين، بعد الطواف، وينتهي بذلك يوم النَّحْر أو نهاره.
    10- على الحاج المتمتِّع، بعد طواف الإفاضة (وهو الركن الأخير) أن يسعى بين الصفا والمروة.

    العودة إلى منى للمبيت بها:
    • بعدَ طواف الإفاضة يعود الحاجُّ إلى منًى للمبيت بها.
    • يبيت بمنًى ثلاث ليال - ليلة الثاني، وليلة الثالث، وليلة الرابع ليوم النحر - إن لم يتعجَّل.
    • أمَّا إذا تعجَّل، فله أن يبيت ليلتَين فقط، على أن يغادِر منى قبل غروب شمس اليوم الثالث، وإلاَّ لزمه المبيت ليلة الرابع، ومِن ثَم الرمي فيه.

    رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة:
    يقصد بأيام التشريق الثلاثة: ثاني وثالث ورابع أيام العيد، وهى الأيَّام المعدودات؛ قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 203]
    • في ثاني يوم النَّحْر، على الحاج المستطيع أن يرمي بيده اليُمنى ثلاث جمرات: الكبرى، ثم الوسطى، ثم العقبة.
    • كل جمرة منها تُرمى بسبع حصيات متتاليات، مع التكبير عند رمْي كل حصاة.
    • يُستحبُّ أن يكون الرميُ من بعد الزوال إلى المغرب.
    • يُكرِّر الحاج رميَ الجمرات - كما سبق تمامًا - في باقي أيام التشريق (اليوم الثالث واليوم الرابع) لِمَن لم يتعجَّل، أو الثالث فقط لمن يتعجَّل.

    طواف الوداع:
    • يطوف الحاجُّ بالكعبة المشرَّفة طوافَ الوداع.
    • يلحُّ في الدعاء وهو يطوف أن يتقبَّل الله منه، وأن يوفِّقه، وأن ييسِّر له تَكرارًا ميمونًا، وعودًا حميدًا.
    • يجعله آخرَ عهده بمكة المكرَّمة.

    المرأة الحائض إذا مرَّت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج - نقول لها: اغتسلي واستثفري بثوب، وأحرمي، والاستثفار معناه: أنها تشدُّ على فرجها خِرقة وتربطها، ثم تُحرِم سواء بالحجِّ أو بالعمرة، ولكنَّها إذا أحرمت ووصلتْ إلى مكة لا تأتي البيت ولا تطوف به حتى تطهر، وفي هذا الصدد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للسيدة عائشة - رضي الله عنها - حين حاضتْ في أثناء العمرة: ((افعلي ما يفعل الحاجُّ غيرَ أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري))؛ البخاري ومسلم، وفي صحيح البخاري أيضًا ذكرتْ - رضي الله عنها - أنها لَمَّا طهرت طافتْ بالبيت، سعتْ بين الصفا والمروة، فدلَّ هذا على أنَّ المرأة إذا أحرمت بالحجِّ أو العمرة وهي حائض، أو أتاها الحيض قبل الطواف، فإنَّها لا تطوف، ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل.

    الحج عن الغير:
    الحجُّ عن الغير مثل حجِّك عن نفسك، ولك أن تقول: اللهمَّ لبيك حجًّا أو عمرة عن فلان - بشرْط أن يكون قد حجَّ عن نفسه أولاً - تُسمِّيه عند الإحرام، ونيَّتك في كلِّ المناسك تتجه إلى أنك تحجُّ أو تعتمر عنه، على أنَّ النية عمل القلب، وإنَّما الأعمال بالنيات.

    زيارة المدينة:
    يتجه الحاجُّ صوبَ المدينة النبوية لزيارة مسجد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويُسنُّ للزائر أن يغتسل، ويتطيَّب ويتجمَّل، ويدخل المدينة النبوية متواضعًا، عليه السكينة والوقار، ولسان حالِه قلبًا وقالبًا لا يفتر عن الذِّكْر والصلاة على الهادي البشير - صلَّى الله عليه وسلَّم.

    فإذا دخل المسجد، فليدخله برِجله اليُمنى، فإذا خرج فليقدِّم رِجْله اليسرى (كما هي سُنَّة الدخول والخروج في كلِّ مسجد)، عليه أن يصلِّي ركعتَين (تحية المسجد) عند مِنبره - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث كان موقُفه - صلوات الله وسلامه عليه - ويشكر الله تعالى على هذا التوفيق ويدعو.

    يتوجَّه إلى قبره الشريف - صلَّى الله عليه وسلَّم - ممتثلاً بكامل الأدب والتوقير، والتبجيل اللازم والمناسب لقَدْر ومِقدار هذا النبي الأعظم، والرسول الخاتم - صلوات ربنا وسلامه عليه - فيقدِّم بين يديه السلامَ والتحية، والشكر والصلاةَ عليه، والاستغفار والدعاء لنفسه وللمسلمين.

    ثم يسلِّم على صاحبيه ورفيقيه ووزيريه، الشيخين أبي بكر الصِّدِّيق وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وأرضاهما.

    ثم يأتي الرَّوضةَ الشريفة، فيصلِّي فيها ما يتيسَّر له، وله أن يكثرَ من النوافل في أنحاء المسجد، فيكون قد أكثرَ السجود لربِّ العالمين في مواطن شريفة كثيرة، لا يخلو منها موضعٌ لم تطأْه أقدامُ خير خلْق الله أجمعين.

    ثم يأتي البقيع - مقبرة أهل المدينة - لزيارة قبورِ الصحابة - رضي الله عنهم.

    وعليه أن يزور مسجدَ قباء؛ لورود ذلك في السُّنَّة، فمَن صلَّى فيه كانتْ كعمرة مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم تثبت زيارةُ المواقع الأخرى في المدينة كالمساجد السبعة.

    ولعمري، لن يشبع الحاجُّ من هذه النفحات الطيِّبات، بل إنَّه كلما أكثر منها، اشتاق إلى المزيد، مما تقصُر دون وصفِها فصاحةُ الفصحاء، وبلاغة البلغاء، وتسطير أقلام الكاتبين النبهاء، ومَن ذاق عَرَف.

    والآن وقبل أن يملَّ اليَراع، أو يكلَّ الذِّراع، وأنَّى لهما ذلك، ونحن بصدد أطيب الكلام؟! إنما القصد الإشارة إلى ضِيق المقام، نعود ونذكّر، ونوصي ونؤكد على ما يلي:
    • إيَّاك ولبسَ المخِيط من الثياب وأنت محرِم.
    • إيَّاك ولبسَ الجورب، أو القفَّاز، أو الحذاء وأنت محرِم.
    • إيَّاك وتغطيةَ الرأس وأنت محرم.
    • إيَّاك والاختضاب وأنت محرِم.
    • إيَّاك ومسَّ الطِّيب أو الادِّهان وأنت محرِم.
    • إيَّاك ونتفَ أو قصَّ الشَّعر، أو تقليم الأظافر وأنت محرم.
    • إيَّاك والرَّفَثَ والجِماع ودواعيَه وأنت محرِم.
    • إيَّاك والجدالَ أو المخاصمة أو المشاتمة طوالَ رحلتك المقدَّسة.
    • إيَّاك والمزاحمةَ، بل عليك بالرِّفق بغيرك، وإعانة الضعفاء منهم.
    • إيَّاك أن تشوِّش على غيرك وأنت محرِم.
    • إيَّاك وقتلَ الحشرات وأنت محرم.
    • إيَّاك وحلقَ رأس غيرك، سواء أكان محرِمًا أم لا.
    • إيَّاك والسفرَ فيما بين الحجِّ والعُمرة مسافةَ قصْر أو أكثر.
    • إيَّاك ومجاوزةَ الميقات المكاني بدون إحرام.
    • إيَّاك وصيامَ يوم عرفة، وأنت واقف به حاجًّا.
    • إيَّاك أن تقف يومَ عرفة في وادي عرنة (بالنون)، وتظل هكذا بقيةَ اليوم إلى أن ترحل إلى مزدلفة، فالحج عرفة (بالفاء)، وليس عرنة (بالنون).
    • إيَّاك أن تخرجَ من عرفة قبل أن يفرغ المؤذِّن من أذان المغرب تمامًا، ولتمكث قليلاً بعد الأذان؛ ليحصلَ لك الجمع بين الليل والنهار في عرفة.
    • احرص على الحضور في مزدلفة بأيِّ قدر من الليل.
    • إيَّاك وتركَ طواف القدوم.
    • إيَّاك وترْكَ طواف الوداع.
    • إيَّاك والطواف جُنبًا، أو مُحدِثًا حدثًا أصغر.
    • إيَّاك أن تنسى السعي بعد طواف الإفاضة إذا كنتَ متمتعًا.
    • عليك بالتواضُع والتذلل في كلِّ أمرك طاعةً وتعبدًا لله ربِّ العالمين.
    • احرص على الطهارة الدائمة المستمرَّة، فأنت في عبادة متصلة مستمرَّة.
    • احرصْ على سَتْر العورة دائمًا.
    • فرِّغْ قلبك وفِكرك من أيَّة شواغل، وركِّز في الأعمال التي تؤديها وتقوم بها، فأنت في فرصة عزيزة نادرة، قليلة التَّكْرار.
    • ألحَّ في دعائك في كل زمان ومكان وحال، فكلُّ دعاء تدعو به كرِّره ثلاثًا، افتتحه بالحمد والتسبيح والتمجيد لله تعالى، والصلاة على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم اختمْ بمثل ما بدأت به، ثم أمِّنْ - قل: اللهمَّ آمين.
    • احرِصْ على كثرة التنقُّل والتنفُّل في هذه البِقاع المقدَّسة، واشغل كلَّ الوقت بالأذكار والأعمال الصالحة في هذه الرحاب الطيِّبة، فالحسنات فيها مضاعَفة أكثرَ وأجلَّ مما تتصور أو تتخيل.
    • احرص على زيارة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المدينة المنورة.
    • لا تنس أن تدعوَ مع دعائك لنفسك لكلِّ مَن سألك الدعاءَ في رحلتك المقدَّسة.
    بل اجمع دائمًا في دعائك بين الدعاء لنفسك وبين الدُّعاء لكلِّ المسلمين، الأحياء منهم والأموات أجمعين.
    • أوصيك أن تتذكَّرَنا في دعائك.
    • تذكر دائمًا في كلِّ لحظات هذه الرِّحلة المباركة أمرًا هامًّا جدًّا جدًّا جدًّا: في أقل من 200 ساعة تقضيها في هذه الرِّحلة المقدَّسة الميمونة يمكنك أن تعودَ خالصًا نقيًّا خاليًا من الذنوب والآثام، كيومَ ولدتْك أمُّك، فهل هناك أعظمُ من هذا؟!
    تقبَّل اللهمَّ منَّا ومنكم، ومن سائر المسلمين صالِحَ الأعمال، وإن شاء الله تعالى، حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا، وعودًا حميدًا، ثم اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيِّدنا ومولانا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، واغفرْ لنا ولوالدينا ولذرياتنا ولمشايخنا، ولأصحاب الحقوق علينا وللمسلمين، وارحمْنا برحمتك أجمعين.

    اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.
    وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 11:57 pm