- وهُوَ مَا يجزمُ فعلينِ،
ويُسَمَّى أوَّلُهمَا فِعْلَ الشّرطِ،
وثانيهمَا جوابَ الشّرطِ وجَزاءَهُ
- فهُوَ عَلَى أرْبَعَةِ أنواعٍ:
النّوعُ الأوَّلُ:حَرْفٌ باتِّفاقٍ.
والنّوعُ الثَّانِي: اسْمٌ باتِّفاقٍ.
والنّوعُ الثَّالثُ: حَرْفٌ عَلَى الأصحِّ.
والنّوعُ الرَّابعُ: اسْمٌ عَلَى الأصحِّ.
أمَّا النّوعُ الأوَّلُ:
فهُوَ (إِنْ) وحدَهُ، نحْوُ (إِنْ تُذَاكِرْ تَنْجَحْ):
فَإِنْ: حَرْفُ شرطٍ جازمٌ باتِّفاقِ النّحاةِ،
يجزمُ فعليْنِ: الأوَّلُ فِعْلُ الشّرطِ، والثَّانِي جوابُهُ وجزاؤُهُ،
و (تُذَاكِرْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ فِعْلُ الشّرطِ مَجْزُومٌ بإنْ وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ أنتَ.
و (تَنْجَحْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ جوابُ الشّرطِ وجزاؤُهُ، مَجْزُومٌ بإنْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُه أنتَ.
وأمَّا النّوعُ الثَّانِي:
- وهُوَ المتَّفقُ عَلَى أنَّهُ اسمٌ- فتسعةُ أسماءٍ، وَهِيَ:
مَنْ، وَمَا، وَأَي، وَمَتى، وَأَيَّانَ، وَأَيْنَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا.
-فمِثالُ (مَنْ) قوْلُكَ: (مَنْ يُكْرِمْ جَارَهُ يُحْمَدْ) و(مَنْ يُذَاكِرْ يَنْجَحْ)
وقولُهُ تعالَى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}.
-ومِثالُ (ما) قوْلُكَ: (مَا تَصْنَعْ تُجْزَ بِهِ) و(مَا تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)
وقوله تعالى: {مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُم}.
-ومِثالُ (أي) قوْلُكَ: (أَيَّ كِتَابٍ تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)،
وقوله تعالى: {أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}.
-ومِثالُ (مَتَى) قوْلُكَ: (مَتَى تَلْتَفِتْ إِلَى وَاجِبِكَ تَنَلْ رِضَا رَبِّكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:
أَنـَا ابـْنُ جَلاَ وَطَلاّعُ الثَّنـَايَا مَتَى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي
-ومِثالُ (أَيَّانَ) قوْلُكَ: (أَيَّانَ تَلْقَنِي أُكْرِمْكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:
فَأَيَّانَ مَا تَعْدِلْ بِهِ الرِّيِحُ تَنْزِلِ
-ومِثالُ (أَيْنَمَا) قوْلُكَ: (أَيْنَمَا تَتَوَجَّهْ تَلْقَ صَدِيقاً)
وقولُهُ تعالَى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} وقوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ}.
-ومِثالُ: (حَيْثُمَا) قولُ الشَّاعرِ:
حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّ هُ نـَجَاحاً فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ
- ومِثالُ (كَيْفَمَا) قوْلُكَ: (كَيْفَمَا تَكُنِ الأُمَّةُ يَكُنِ الوُلاَةُ) و(كَيْفَمَا تَكُنْ نِيَّتُكَ يَكُنْ ثَوَابُ اللَّهِ لَكَ).
ويُزادُ عَلَى هذِهِ الأسْمَاءِ التّسعةِ (إِذَا) فِي الشِّعرِ كمَا قالَ المؤلِّفُ، وذلكَ ضرورةٌ نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:
اسـْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبُّكَ بِالغِنَى وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ
وأمَّا النّوعُ الثَّالثُ:
- وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ حَرْفٌ- فذلكَ حَرْفٌ واحدٌ وهُوَ (إِذْمَا) ومِثَالُهُ قولُ الشَّاعرِ:
وَإِنَّكَ إِذْمَا تَأْتِ مَا أَنْتَ آمِرٌ بـِهِ تـُلـفِ مـَنْ إِيَّاهُ تـَأْمُرُ آتـِيَا
وأمَّا النّوعُ الرَّابعُ:
- وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ اسمٌ- فذلكَ كلِمَةٌ واحدةٌ، وَهِيَ (مَهْمَا) ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنينَ} وقولُ الشَّاعرِ:
وَإِنَّكَ مـَهـْمــَا تُعْطِ بَطْنـَكَ سُؤْلَهُ وَفَرْجَكَ نَالاَ مُنْتَهَى الذَّمِّ أَجْمَعَا