ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:41 am

    وأمَّا القسمُ الثَّانِي:

    - وهُوَ مَا يجزمُ فعلينِ،
    ويُسَمَّى أوَّلُهمَا فِعْلَ الشّرطِ،
    وثانيهمَا جوابَ الشّرطِ وجَزاءَهُ
    - فهُوَ عَلَى أرْبَعَةِ أنواعٍ:
    النّوعُ الأوَّلُ:حَرْفٌ باتِّفاقٍ.

    والنّوعُ الثَّانِي: اسْمٌ باتِّفاقٍ.

    والنّوعُ الثَّالثُ: حَرْفٌ عَلَى الأصحِّ.

    والنّوعُ الرَّابعُ: اسْمٌ عَلَى الأصحِّ.




    أمَّا النّوعُ الأوَّلُ:
    فهُوَ (إِنْ) وحدَهُ، نحْوُ (إِنْ تُذَاكِرْ تَنْجَحْ):

    فَإِنْ: حَرْفُ شرطٍ جازمٌ باتِّفاقِ النّحاةِ،
    يجزمُ فعليْنِ: الأوَّلُ فِعْلُ الشّرطِ، والثَّانِي جوابُهُ وجزاؤُهُ،

    و (تُذَاكِرْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ فِعْلُ الشّرطِ مَجْزُومٌ بإنْ وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ أنتَ.
    و (تَنْجَحْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ جوابُ الشّرطِ وجزاؤُهُ، مَجْزُومٌ بإنْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُه أنتَ.




    وأمَّا النّوعُ الثَّانِي:
    - وهُوَ المتَّفقُ عَلَى أنَّهُ اسمٌ- فتسعةُ أسماءٍ، وَهِيَ:

    مَنْ، وَمَا، وَأَي، وَمَتى، وَأَيَّانَ، وَأَيْنَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا.
    -فمِثالُ (مَنْ) قوْلُكَ: (مَنْ يُكْرِمْ جَارَهُ يُحْمَدْ) و(مَنْ يُذَاكِرْ يَنْجَحْ)
    وقولُهُ تعالَى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}.


    -ومِثالُ (ما) قوْلُكَ: (مَا تَصْنَعْ تُجْزَ بِهِ) و(مَا تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)
    وقوله تعالى: {مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُم}.


    -ومِثالُ (أي) قوْلُكَ: (أَيَّ كِتَابٍ تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)،
    وقوله تعالى: {أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}.


    -ومِثالُ (مَتَى) قوْلُكَ: (مَتَى تَلْتَفِتْ إِلَى وَاجِبِكَ تَنَلْ رِضَا رَبِّكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:


    أَنـَا ابـْنُ جَلاَ وَطَلاّعُ الثَّنـَايَا مَتَى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي

    -ومِثالُ (أَيَّانَ) قوْلُكَ: (أَيَّانَ تَلْقَنِي أُكْرِمْكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:

    فَأَيَّانَ مَا تَعْدِلْ بِهِ الرِّيِحُ تَنْزِلِ


    -ومِثالُ (أَيْنَمَا) قوْلُكَ: (أَيْنَمَا تَتَوَجَّهْ تَلْقَ صَدِيقاً)
    وقولُهُ تعالَى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} وقوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ}.

    -ومِثالُ: (حَيْثُمَا) قولُ الشَّاعرِ:

    حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّ هُ نـَجَاحاً فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ


    - ومِثالُ (كَيْفَمَا) قوْلُكَ: (كَيْفَمَا تَكُنِ الأُمَّةُ يَكُنِ الوُلاَةُ) و(كَيْفَمَا تَكُنْ نِيَّتُكَ يَكُنْ ثَوَابُ اللَّهِ لَكَ).

    ويُزادُ عَلَى هذِهِ الأسْمَاءِ التّسعةِ (إِذَا) فِي الشِّعرِ كمَا قالَ المؤلِّفُ، وذلكَ ضرورةٌ نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:


    اسـْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبُّكَ بِالغِنَى وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ



    وأمَّا النّوعُ الثَّالثُ:
    - وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ حَرْفٌ- فذلكَ حَرْفٌ واحدٌ وهُوَ (إِذْمَا) ومِثَالُهُ قولُ الشَّاعرِ:


    وَإِنَّكَ إِذْمَا تَأْتِ مَا أَنْتَ آمِرٌ بـِهِ تـُلـفِ مـَنْ إِيَّاهُ تـَأْمُرُ آتـِيَا


    وأمَّا النّوعُ الرَّابعُ:
    - وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ اسمٌ- فذلكَ كلِمَةٌ واحدةٌ، وَهِيَ (مَهْمَا) ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنينَ} وقولُ الشَّاعرِ:


    وَإِنَّكَ مـَهـْمــَا تُعْطِ بَطْنـَكَ سُؤْلَهُ وَفَرْجَكَ نَالاَ مُنْتَهَى الذَّمِّ أَجْمَعَا
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:41 am

    مرفوعات الأسماء

    فِي سبعةِ مواضعَ:
    1- إذَا كانَ فاعلاً، ومِثَالُهُ (عَلِيٌّ) و(مُحَمَّدٌ) فِي نحْوِ قوْلِكَ: (حَضَرَ عَلِيٌّ) و(سَافَرَ مُحَمَّدٌ).
    2- أن يكونَ نائباً عن الفاعلِ، وهُوَ الذي سمَّاهُ المُؤلِّفُ: المَفْعُولَ الذي لَمْ يُسمَّ فاعلُهُ، نحْوُ (الغُصْنُ) و(المَتَاعُ) مِنْ قوْلِكَ: (قُطِعَ الغُصْنُ) و(سُرِقَ المَتَاعُ).
    3-4- المبتدأُ والخبرُ، نحْوُ (مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ) و(عَلِيٌّ مُجْتَهِدٌ).
    5- اسْم (كانَ) أوْ إحدى أخواتِهَا نحْوُ (إِبْرَاهِيمُ) و(البَرْدُ) مِنْ قوْلِكَ: (كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُجْتَهِداً) و(أَصْبَحَ البَرْدُ شَدِيداً).
    6- خبرُ (إِنَّ) أوْ إحدى أخواتِهَا، نحْوُ (فَاضِلٌ) و(قَدِيرٌ) مِنْ قوْلِكَ: (إِنَّ مُحَمَّداً فَاضِلٌ) و{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
    7- تابعُ المرْفُوعِ، والتَّابعُ أرْبَعَةُ أنواعٍ:
    الأوَّلُ: النّعتُ، وذلكَ نحوُ: (الفَاضِلُ) و(كَرِيمٌ) مِنْ قوْلِكَ: (زَارَنِي مُحَمَّدٌ الفَاضِلُ) و(قَابَلَنِي رَجُلٌ كَريِمٌ).
    والثَّانِي: العطفُ، وهُوَ عَلَى صنفينِ:
    - عطفِ بيانٍ.
    - وعطفِ نَسَقٍ.
    فمِثالُ عطفِ البيانِ: (عُمَرُ) مِنْ قوْلِكَ: (سَافَرَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ).
    ومِثالُ عطفِ النّسقِ: (خَالِدٌ) مِنْ قوْلِكَ: (تَشَارَكَ مُحَمَّدٌ وَخَالِدٌ).
    والثَّالثُ:التّوكيدُ، ومِثَالُهُ (نَفْسُهُ) مِنْ قوْلِكَ: (زَارَنِي الأَمِيرُ نَفْسُهُ).
    والرَّابعُ: البدلُ، ومِثَالُهُ (أَخُوكَ)، مِنْ قوْلِكَ: (حَضَرَ عَلِيٌّ أَخُوكَ).


    وإذَا اجتمعتْ هذِهِ التّوابعُ كلُّهَا أوْ بعضُهَا فِي كلامٍ قَدَّمتَ النّعتَ، ثُمَّ عطفَ البيانِ، ثُمَّ التّوكيدَ، ثُمَّ البدلَ، ثُمَّ عطفَ النّسقِ،
    تقُولُ: (جَاءَ الرَّجُلُ الكَرِيمُ عَلِيٌّ نَفْسُهُ صَدِيقُكَ وَأَخُوهُ).



    تدريبٌ عَلَى الإعْرَابِ

    أعْرِب الأمثْلِةَ الآتيَةَ:
    (إبراهيمُ مخلصٌ، وكانَ ربُّكَ قديراً، إنَّ اللَّهَ سميعُ الدّعاءِ).

    الجوابُ:
    1- إبراهيمُ: مبتدأٌ، مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    - مخلصٌ: خبرُ المبتدأِ، مرفُوعٌ بالمبتدأِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    2- كانَ: فِعْلٌ مَاضٍ ناقصٌ، يَرْفَعُ الاسْمَ ويَنْصُبُ الخبرَ.
    - ربّ: اسْمُ كانَ مرفُوعٌ بهَا، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وربّ مضافٌ.
    - والكافُ ضميرُ المُخاطَبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ.
    - قديراً: خبرُ كانَ مَنْصُوبٌ بهَا، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    3- إنَّ: حَرْفُ توكيدٍ ونصبٍ.
    - اللَّهَ: اسْم إنَّ مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نصبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    - سميعُ: خبرُ إنَّ مرفُوعٌ بهِ، وعَلامَةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    - وسميع: مضافٌ.
    - و الدّعاءِ: مضافٌ إليْهِ، مَخْفُوضٌ بالإضَافَةِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:17 am

    (2) الفَاعِلُ لهُ معنيانِ: أحدُهمَا لغويٌّ، والآخرُ اصطلاحيٌّ.
    - أمَّا معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: فهُوَ عبارةٌ عمَّنْ أوجدَ الفِعْلَ.
    - وأمَّا معنَاهُ فِي الاصْطِلاحِ: فهُوَ: الاسْمُ المرفُوعُ المذكورُ قبلَهُ فعْلُهُ، كمَا قالَ المؤلِّفُ.



    وقولُنا: (الاسم) لا يشملُ الفِعْلَ ولا الحَرْفَ، فلا يَكُونُ واحدٌ منهمَا فاعلاً، وهُوَ يشملُ:
    -الاسْمَ الصّريحَ.
    -والاسْمَ المؤوَّلَ بالصّريحِ.

    أمَّا الصّريحُ:فنحْوُ (نُوح) و(إبراهيم) فِي قولِهِ تعالَى: {قالَ نُوحٌ}، وقوله: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ}.

    وأمَّا المؤولُ بالصّريحِ: فنحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا}:
    فأنَّ: حَرْفُ توكيدٍ ونصبٍ.
    و نا: اسمُهُ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.
    و أَنْزَلْنَا: فِعْلٌ مَاضٍ وفاعلُهُ، والجملُة فِي محلِّ رفْعٍ خبرُ أنَّ.
    و أنَّ: ومَا دخلتْ عَلَيْهِ فِي تأويلِ مصدرٍ فَاعِلُ يكفي، والتّقديرُ: أولَمْ يكفهم إِنزالُنَا.


    ومِثَالُهُ قوْلُكَ: (يَسرُّني أن تتمسَّكَ بالفضائلِ)، وقوْلُكَ: (أعجبني مَا صنعتَ)، التّقديرُ فيهمَا: يسرُّني تمسُّكُكَ، وأعجبني صُنْعُكَ.

    وقولُنا: (المرفُوعُ): يُخرِجُ مَا كانَ مَنْصُوباً أوْ مجروراً، فلا يَكُونُ واحدٌ منْهَا فاعلاً.
    وقولُنا: (المذكورُ قبلَهُ فِعْلُه): يُخرِجُ:
    -المبتدأَ.
    - واسْمَ (إنَّ) وأخواتِهَا، فإنهمَا لَمْ يتقدَّمْهُمَا فِعْلٌ البتةَ.
    - ويُخرِجُ أيضاً اسْمَ (كانَ) وأخواتِهَا، واسْمَ (كادَ) وأخواتِهَا، فإنهمَا وإنْ تقدَّمَهُمَا فِعْلٌ فإنَّ هذَا الفِعْلَ ليْسَ فِعْلَ واحدٍ منهمَا.

    والمُرَادُ بالفِعْلِ مَا يشملُ شِبْهَ الفِعْلِ كاسْمِ الفِعْلِ فِي نحْوِ: (هَيْهَاتَ العَقِيقُ) و(شتَّانَ زيدٌ وعمرٌو)
    واسْمَ الفَاعِلِ فِي نحْوِ (أَقَادِمٌ أبوكَ) فَالعَقِيقُ، وزيدٌ مَعَ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ، وأبوكَ: كلٌّ منْهَا فَاعِلٌ.


    أقسام الفاعل وأنواع الظاهر منه
    (3) ينقسمُ الفَاعِلُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    الأوَّلُ: الظَّاهرُ.
    الثَّانِي: المضمرُ.

    فأمَّا الظَّاهرُ: فهُوَ: مَا يدلُّ عَلَى معنَاهُ بدونِ حاجةٍ إلَى قرينةٍ.
    وأمَّا المضمرُ: فهُوَ: مَا لا يدلُّ عَلَى المُرَادِ منْهُ إلاَّ بقرينةِ تكلُّمٍ أوْ خطابٍ أوْ غيبةٍ.


    (4) والظَّاهرُ عَلَى أنواعٍ: لأنَّهُ إمَّا أن يكونَ:
    - مفرداً.
    - أوْ مُثنًّى.
    - أوْ مجموعاً جمعاً سالماً.
    - أوْ جمْعَ تَكْسِيرٍ.

    وكلٌّ مِن هذِهِ الأنْوَاعِ الأرْبَعَةِ:
    1 - إمَّا أن يكونَ مذكَّراً.
    2 - وإمَّا أن يكونَ مؤنَّثاً.

    فهذِهِ ثمانيَةُ أنواعٍ، وأيضاً فإمَّا أن يكونَ إعرابُه: بضمَّةٍ ظَاهِرةٍ، أوْ مُقدَّرةٍ.
    - وإمَّا أن يكونَ إعرابُهُ: بالحُرُوفِ نيابةً عن الضَّمَّةِ.

    وعلَى كلِّ هذِهِ الأحوالِ:
    -إمَّا أن يكونَ الفِعْلُ ماضياً.
    -وإمَّا أن يكونَ مُضَارِعاً.

    فمِثالُ الفَاعِلِ المُفرَدِ المُذكَّرِ:
    -مَعَ الفِعْلِ المَاضِي: (سَافَرَ مُحَمَّدٌ، وَحَضَرَ خَالِدٌ).
    -ومَعَ الفِعْلِ المضَارِعِ: (يُسَافِرُ مُحَمَّدٌ، وَيَحْضُرُ خَالِدٌ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ المُثنَّى المُذكَّرِ:
    - مَعَ الفِعْلِ المَاضِي: (حَضَرَ الصَّدِيقَانِ، وَسَافَرَ الأَخَوَانِ).
    - ومَعَ الفِعْلِ المضَارِعِ:(يَحْضُرُ الصَّدِيقَانِ، وَيُسَافِرُ الأَخَوَانِ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ المجموعِ جمْعَ تصحيحٍ لمذكَّرٍ:
    - مَعَ الفِعْلِ المَاضِي:(حَضَرَ المُحَمَّدُونَ، وَحَجَّ المُسْلِمُونَ).
    - ومَعَ الفِعْلِ المضَارِعِ:(يَحْضُرُ المُحَمَّدُونَ، وَيَحُجُّ المُسْلِمُونَ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ المجموعِ جمْعَ تَكْسِيرٍ- وهُوَ مذكَّرٌ-:
    - مَعَ الفِعْلِ المَاضِي:(حَضَرَ الأَصْدِقَاءُ، وَسَافَرَ الزُّعَمَاءُ).
    - ومَعَ الفِعْلِ المضَارِعِ: (يَحْضُرُ الأَصْدِقَاءُ، وَيُسَافِرُ الزُّعَمَاءُ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ المُفرَدِ المُؤنَّثِ:
    - مَعَ الفِعْلِ المَاضِي: (حَضَرَتْ هِنْدٌ، وَسَافَرَتْ سُعَادُ).
    - ومَعَ الفِعْلِ المضَارِعِ: (تَحْضُرُ هِنْدٌ، وَتُسَافِرُ سُعَادُ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ المُثنَّى المُؤنَّثِ:
    - مَعَ المَاضِي: (حَضَرَتِ الهِنْدَانِ، وَسَافَرَتِ الزَّيْنَبَانِ).
    - ومَعَ المضَارِعِ: (تَحْضُرُ الهِنْدَانِ، وَتُسَافِرُ الزَّيْنَبَانِ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ المجموعِ جمْعَ تصحيحٍ المُؤنَّثِ:
    - مَعَ المَاضِي: (حضرت الهِنْدَاتُ، وَسَافَرَت الزَّيْنَبَاتُ).
    - ومَعَ المضَارِعِ: (تَحْضُرُ الهِنْدَاتُ، وَتُسَافِرُ الزَّيْنَبَاتُ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ المجموعِ جمْعَ تَكْسِيرٍ، وهُوَ لِمُؤنَّثٍ:
    - مَعَ المَاضِي: (حَضَرَت الهُنُودُ، وَسَافَرَت الزَّيَانِبُ).
    - ومَعَ المضَارِعِ: (تَحْضُرُ الهُنُودُ، وَتُسَافِرُ الزَّيَانِبُ).

    ومِثالُ الفَاعِلِ الذي إعرابُهُ بالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ:
    جميعُ مَا تقدَّمَ من الأمثْلِةِ مَا عَدَا المُثنَّى المذكَّرَ والمُؤنَّثَ وجمْعَ التّصحيحِ لمُذكَّرٍ.


    ومِثالُ الفَاعِلِ الذي إعرابُهُ بالضَّمَّةِ المقدَّرةِ:
    - مَعَ الفِعْلِ المَاضِي:(حَضَرَ الفَتَى) و(سَافَرَ القَاضِي) و(أَقْبَلَ صَدِيقِي).
    - ومَعَ الفِعْلِ المضَارِعِ: (يَحْضُرُ الفَتَى) و(يُسَافِرُ القَاضِي) و(يُقْبِلُ صَدِيقِي).

    ومِثالُ الفَاعِلِ الذي إعرابُهُ بالحُرُوفِ النَّائبةِ عن الضَّمَّةِ:
    مَا تقدَّمَ مِن أمثْلِةِ الفَاعِلِ ا%1مُثنَّى المذكَّرِ أو لمُؤنَّثٍ، وأمثلةِ الفَاعِلِ المجموعِ جمْعَ تصحيحٍ لمُذكَّرٍ.


    ومنْ أمثلتِهِ أيضاً:
    - مَعَ المَاضِي: (حَضَرَ أَبوكَ) و(سَافَرَ أخُوكَ).
    - ومَعَ المضَارِعِ: (يَحْضُرُ أَبوكَ) و(يُسَافِرُ أخُوكَ).


    أنواع الفاعل المضمر
    (5) قدْ عرفْتَ فيمَا تقدَّمَ المضمرَ مَا هُوَ، والآنَ نُعرِّفُكَ أنَّهُ عَلَى اثنَيْ عشرَ نوعاً، وذلكَ لأنَّهُ:
    1- إمَّا أن يدلَّ عَلَى متكلِّمٍ.
    2- وإمَّا أن يدلَّ عَلَى مخاطَبٍ.
    3- وإمَّا أن يدلَّ عَلَى غائبٍ.

    والَّذِي يدلُّ عَلَى متكلمٍ، يتنوعُ إلَى نوعينِ لأنَّهُ:
    1- إمَّا أن يكونَ المُتكلِّمُ واحداً.
    2- وإمَّا أن يكونَ أكثرَ مِن واحدٍ.

    والَّذِي يدلُّ عَلَى مُخاطَبٍ أوْ غائبٍ يتنوَّعُ كلٌّ منهمَا إلَى خمسةِ أنواعٍ، لأنَّهُ:
    1- إمَّا أن يدلَّ عَلَى مفردٍ مُذكَّرٍ.
    2- وإمَّا أن يدلَّ عَلَى مفردةٍ مؤنَّثةٍ.
    3- وإمَّا أن يدلَّ عَلَى مُثنًّى مطلقاً.
    4- وإمَّا أن يدلَّ عَلَى جمْعٍ مُذكَّرٍ.
    5- وإمَّا أن يدلَّ عَلَى جمْعٍ مُؤنَّثٍ.

    فيكونُ المجموعُ اثنيْ عشرَ.

    فمِثالُ ضميرِ المُتكلِّمِ الواحدِ، مذكَّراً كانَ أوْ مؤنَّثاً:
    (ضَرَبْتُ) و(حَفِظْتُ) و(اجْتَهَدْتُ).


    ومِثالُ ضميرِ المُتكلِّمِ المتعدِّدِ أو الواحدِ الذي يُعظِّمُ نفسَهُ ويُنـزلُهَا منـزلةَ الجماعةِ:
    (ضَرَبْنَا) و(حَفِظْنَا) و(اجْتَهَدْنَا).


    ومِثالُ ضميرِ المُخاطَبِ الواحدِ المذكَّرِ:
    (ضَرَبْتَ) و(حَفِظْتَ) و(اجْتَهَدْتَ).


    ومِثالُ ضميرِ المخاطَبةِ الواحدةِ المؤنَّثةِ:
    (ضَرَبْتِ) و(حَفِظْتِ) و(اجْتَهَدْتِ).


    ومِثالُ ضميرِ المخاطَبَيْنِ الاثنينِ مُذكَّريْنِ أوْ مؤنَّثتَيْنِ:
    (ضَرَبْتُمَا) و(حَفِظْتُمَا) و(اجْتَهَدْتُمَا).



    ومِثالُ ضميرِ المخاطَبِينَ مَعَ جمْعِ الذّكورِ:
    (ضَرَبْتُمْ) و(حَفِظْتُمْ) و(اجْتَهَدْتُمْ).


    ومِثالُ ضميرِ6 المخاطَباتِ مِن جمْعِ المؤنَّثاتِ:
    (ضَرَبْتُنَّ) و(حَفِظْتُنَّ) و(اجْتَهَدْتُنَّ).



    ومِثالُ ضميرِ الواحدِ المذكَّرِ الغائبِ:
    (ضَرَبَ) فِي قوْلِكَ: (مُحَمَّدٌ ضَرَبَ أَخَاهُ) و(ح?3فِظَ) فِي قوْلكَ (إِبْرَاهِيمُ حَفِظَ دَرْسَهُ) و(اجْتَهَدَ) فِي قوْلكَ: (خَالِدٌ اجْتَهَدَ فِي عَمَلِهِ).




    %6مِثالُ ضميرِ الواحدةِ المؤنثةِ الغائبةِ:
    (ضَرَبَتْ) فِي قوْلِكَ: (هِنْدٌ ضَرَبَتْ أُخْتَهَا) و(حَفِظَتْ) فِي قوْلِكَ: (سُعَادُ حَفِظَتْ دَرْسَهَا) و(اجْتَهَدَتْ) فِي قوْلِكَ: (زَيْنَبُ اجْتَهَدَتْ فِي عَمَلِهَا).



    ومِثالُ ضميرِ الاثنينِ الغائبيْنِ مذكرينِ كانَا أوْ مؤنَّcbينِ:
    (ضَرَبَا) فِي قوْلِكَ: (المُحَمَّدَانِ ضَرَبَا بَكْراً) أوْ قوْلِكَ: (الهِنْدَانِ ضَرَبَتَا عَامِراً) و(حَفِظَا) فِي قوْلِكَ: (المُحَمَّدَانِ حَفِظَا دَرْسَهُمَا) أوْ قوْلِكَ: (الهِنْدَانِ حَفِظَتَا دَرْسَهُمَا) و(اجْتَهَدَا) فِي نحْوِ قوْلِكَ: (البَكْرَانِ اجْتَهَدَا) أوْ قوْلِكَ: (الزَّيْنَبَانِ اجْتَهَدَتَا) و(قامَا) فِي نحْوِ قوْلِكَ: (المُحَمَّدَانِ قَامَا بِوَاجِبِهِمَا) أوْ قوْلِكَ: (الهِنْدَانِ قَامَتَا بِوَاجِبِهِمَا).


    ومِثالُ ضميرِ الغائبِينَ مِن جمْعِ الذّكورِ:
    (ضَرَبُوا) مِن نحْوِ قوْلِكَ: (الرِّجَالُ ضَرَبُوا أَعْدَاءَهُم) و(حَفِظُوا) مِنْ قوْلِكَ: (التَّلامِيذُ حَفِظُوا دُرُوسَهُم)، و(اجْتَهَدُوا) مِن نحْوِ قوْلِكَ: (التَّلامِيذُ اجْتَهَدُوا).


    ومِثالُ ضميرِ الغائباتِ مِن جمْعِ الإناثِ:
    (ضَرَبْنَ) مِن نحْوِ قوْلِكَ: (الفَتَيَاتُ ضَرَبْنَ عَدُوَّاتِهِنَّ)، وكذا (حَفِظْنَ) مِن نحْوِ قوْلِكَ: (النِّسِاءُ حَفِظْنَ أَمَانَاتِهِنَّ) وكذا (اجْتَهَدْنَ) مِن نحْوِ قوْلِكَ: (البَنَاتُ اجْتَهَدْنَ).



    وكلُّ هذِهِ الأنْوَاعِ الاثنيْ عشرَ السَّابقةِ يُسمَّى الضَّميرُ فِيهَا: الضَّميرَ المُتَّصلَ، وتعريفُهُ أنَّهُ هُوَ: الذي لا يُبْتَدَأُ بهِ الكلاَمُ ولا يقعُ بعْدَ (إلاَّ) فِي حالةِ الاختيارِ.

    ومثلُهَا يأْتِي فِي نوعٍ آخرَ من الضَّميرِ يُسمَّى: الضَّميرَ المنفصلَ وهُوَ:
    الذي يُبتدأُ بهِ ويقعُ بعْدَ (إلاَّ) فِي حالةِ الاختيارِ.


    تقُولُ:
    (مَا ضَرَبَ إِلاَّ أَنَا) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ نَحْنُ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ أَنْتَ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ أَنْتِ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ أَنْتُمَا) و(8مَا ضَرَبَ إِلاَّ أَنْتُمْ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ أَنْتُنَّ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ هُوَ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ هِيَ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ هُمَا) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ هُمْ) و(مَا ضَرَبَ إِلاَّ هُنَّ).


    وعلَى هذَا يجرِي القياسُ.
    وسيأْتِي بيانُ أنْوَاعِ الضَّميرِ المنفصلِ بأوسعَ مِن هذِهِ الإشارةِ فِي بابِ المبتدأِ والخبرِ.


    تدريبٌ عَلَى الإع%aرَابِ
    أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:
    (حضرَ محمَّدٌ)، (سافرَ المُرتضَى)، (سيزُورُنَا القاضِي)، (أقبَلَ أخِي).
    الجوابُ:
    1- (حضرَ محمَّدٌ).
    حضرَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    محمَّدٌ: فَاعِلٌ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.


    2-(سافرَ المُرتضَى).
    سافرَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
    المُرتضَى: فَاعِلٌ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ منَعَ مِن ظهُورِهَا التّعذُّرُ.

    3-(سيزُورُنا القاضِي).
    السِّينُ :حَرْفٌ دالٌّ عَلَى التّنفيسِ.
    يزورُ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    ونا: ضميرٌ مَفْعُولٌ بهِ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.
    والقاضِي: فَاعِلٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الياءِ منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ.

    4- (أقبَلَ أخِي).
    أقبْلَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَاب.
    وأخ: فَاعِلٌ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى آخرِهِ منعَ مِن ظُهورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ، وأخ مضافٌ
    وياءُ المُتكلِّمِ ضميرٌ مضافٌ إليْهِ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ جرٍّ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:18 am

    النائب عن الفاعل
    (1) قدْ يَكُونُ الكلاَمُ مؤلَّفاً مِن فِعْلٍ وفَاعِلٍ ومَفْعُولٍ بهِ، نحْوُ
    (قَطَعَ مَحْمُودٌ الغُصْنَ) ونحْوُ (حَفِظَ خَلِيلٌ الدَّرْسَ) ونحْوُ (يَقْطَعُ إِبْرَاهِيمُ الغُصْنَ) و(يَحْفَظُ عَلِيٌّ الدَّرْسَ).

    وقدْ يَحذِفُ المُتكلِّمُ الفَاعِلَ مِن هذَا الكلاَمِ ويكتفِي بذكرِ الفِعْلِ والمَفْعُولِ، وحينئذٍ يجبُ عَلَيْهِ أن يُغيِّرَ صورةَ الفِعْلِ، ويغيِّرَ صورةَ المَفْعُولِ أيضاً.
    أمَّا تغييرُ صورةِ الفِعْلِ فسيأْتِي الكلاَمُ عَلَيْهِ.
    وأمَّا تغييرُ صورةِ المَفْعُولِ فإنَّهُ بعْدَ أن كانَ مَنْصُوباً يُصَيِّرُهُ مرْفُوعاً، ويعطيهِ أحكامَ الفَاعِلِ:
    -مِن وجوبِ تأخيرِهِ عن الفِعْلِ.

    -وتأنيثِ فعلِهِ لهُ إنْ كانَ مؤنَّثاً، وغيرِ ذلكَ.

    ويُسمَّى حينئذٍ:
    (نائبَ الفَاعِلِ) أوْ (المَفْعُولَ الذي لَمْ يُسَمَّ فاعلُهُ).

    تغيير الفعل بعد حذف الفاعل:
    (2) ذَكَرَ المصنِّفُ فِي هذِهِ العباراتِ التّغييراتِ التي تحدثُ فِي الفِعْلِ عنْدَ حذفِ فاعلِهِ وإسنادِهِ إلَى المفعولِ:
    -وذلكَ أنَّهُ إذَا كانَ الفِعْلُ ماضياً ضُمَّ أوَّلُهُ وَكُسِرَ الحَرْفُ الذي قبْلَ آخِرِهِ؛ فتقُولُ (قُطِعَ الغُصْنُ) و(حُفِظَ الدَّرْسُ).

    -وإنْ كانَ الفِعْلُ مُضَارِعاً ضُمَّ أوَّلُهُ وفُتِحَ الحَرْفُ الذي قبْلَ آخِرِهِ؛ فتقُولُ (يُقْطَعُ الغُصْنُ) و(يُحْفَظُ الدَّرْسُ).



    أقسام نائب الفاعل:

    (3) ينقسمُ نائبُ الفَاعِلِ- كمَا انقسمَ الفاعلُ-:
    - إلَى ظاهرٍ.

    -ومضمرٍ، والمضمرُ إلَى:
    -متَّصلٍ.
    -ومنفصلٍ.


    وأنْوَاعُ كلِّ قسمٍ من الضَّميرِ اثنا عشرَ:
    -اثنانِ للمتكلمِ.

    -وخمسةٌ للمخاطَبِ.

    -وخمسةٌ للغائبِ.


    وقدْ ذكرْنَا تفصيلَ ذلكَ كلِّهِ فِي بابِ الفَاعِلِ، فلا حاجةَ بنا إلَى تَكرارِهِ هنا.

    تدريبٌ عَلَى الإعرابِ:
    أعْرِب الجملتينِ الآتيتينِ:
    (يُحترَمُ العالِمُ)، (أُهِينَ الجَاهلُ).

    الجوابُ:
    1-يُحترَمُ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مبنِيٌّ لِلمجهُولِ، مرفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

    العالِمُ: نائبُ فَاعِلٍ، مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

    2-أُهِينَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ للمجهُولِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.

    الجَاهلُ: نائبُ فَاعِلٍ، مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:18 am

    المبتدأ والخبر
    (1)المبتدأُ عبارةٌ عمَّا اجتمَعَ فيهِ ثلاثةُ أمورٍ:
    الأوَّلُ:أن يكونَ اسماً؛ فخرجَ عن ذلكَ الفِعْلُ والحرفُ.

    والثَّانِي: أن يكونَ مرْفُوعاً؛ فخرجَ بذلكَ المَنْصُوبُ والمجرورُ بحَرْفِ جرٍّ أصليٍّ.

    والثَّالثُ:أن يكونَ عارياً عن العواملِ اللفظيَّةِ، ومعْنَى هذَا أن يكونَ خالياً من العواملِ اللفظيَّةِ، مثلُ الفِعْلِ، ومثلُ (كان) وأخواتِهَا؛ فإنَّ الاسْمَ الواقعَ بعْدَ الفِعْلِ يَكُونُ فاعلاً أوْ نائباً عن الفاعلِ عَلَى مَا سبَقَ بيانُهُ، والاسْمُ الواقعُ بعْدَ (كانَ) أوْ إحدَى أخواتِهَا يُسمَّى (اسْمَ كانَ) ولا يُسمَّى مبتدأً.


    ومِثالُ المستوفِي هذِهِ الأمورِ الثّلاثةِ (مُحَمَّدٌ) مِنْ قوْلِكَ: (مُحَمَّدٌ حَاضِرٌ) فإنَّهُ اسْمٌ مرفُوعٌ لَمْ يتقدَّمْهُ عَامِلٌ لفظيٌّ.

    (2) والخبرُ: هُوَ الاسْمُ المرفُوعُ الذي يُسْنَدُ إلَى المبتدأِ ويُحملُ عَلَيْهِ؛ فيتمُّ بهِ مَعَهُ الكلامُ، ومِثَالُهُ (حَاضِرٌ) مِنْ قوْلِكَ (مُحَمَّدٌ حَاضِرٌ).


    وحُكمُ كلٍّ من المبتدأِ والخبرِ الرَّفْعُ
    كمَا رأيتَ، وهذَا الرَّفْعُ:

    -إمَّا أن يكونَ بضمَّةٍ ظَاهِرةٍ، نحْوُ (اللَّهُ رَبُّنَا) و(مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا).

    -وإمَّا أن يكونَ مرْفُوعاً بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ للتعذُّرِ نحْوُ (مُوسَى مُصْطَفًى مِنَ اللَّهِ) ونحْوُ (لَيْلَى فُضْلَى البَنَاتِ).

    -وإمَّا أن يكونَ بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ نحْوُ (القَاضِي هُوَ الآتِي).

    -وإمَّا أن يكونَ مرْفُوعاً بحَرْفٍ من الحروفِ التي تنوبُ عن الضَّمَّةِ، نحْوُ: (المُجْتَهِدَانِ فَائِزَانِ).


    ولا بدَّ فِي المبتدأِ والخبرِ مِن أن يتطابقا فِي:
    -الإفرادِ، نحوُ: (مُحَمَّدٌ قَائِمٌ).

    -والتّثنيَّةِ نحوُ:(المُحَمَّدَانِ قَائِمَانِ).

    -والجمْعِ نحوُ: (المُحَمَّدُونَ قَائِمُونَ).

    -وفِي التّذكيرِ كهذِهِ الأمثلةِ.

    -وفِي التَّأنيثِ نحوُ: (هِنْدٌ قَائِمَةٌ) و(الهِنْدَانِ قَائِمَتَانِ) و(الهِنْدَاتُ قاَئِمَاتٌ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:19 am

    (3) ينقسمُ المبتدأُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    الأوَّل ُالظَّاهرُ.
    والثَّانِي المضمرُ.
    وقدْ سبَقَ فِي بابِ الفَاعِلِ تَعْرِيفُ كلٍّ من الظَّاهرِ والمضمرِ.


    فمِثالُ المبتدأِ الظَّاهرِ: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) و(عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ).

    والمبتدأُ المضمرُ اثنا عشرَ لفظاً.

    (4) الأوَّلُ: (أَنَا) للمتكلِّمِ الواحدِ، نحْوُ: (أَنَا عَبْدُ اللَّهِ).
    (5) الثَّانِي: (نَحْنُ) للمتكلِّمِ المتعددِ أو الواحدِ المُعَظِّمِ نفسَهُ، نحوُ: (نَحْنُ قَائِمُونَ).
    (6)الثَّالثُ: (أَنْتَ) للمُخاطَبِ المُفرَدِ المُذكَّرِ، نحوُ: (أَنْتَ فَاهِمٌ).
    (7) الرَّابعُ: (أَنْتِ) للمخاطَبةِ المُفرَدِ المؤنَّثةِ، نحوُ: (أَنْتِ مُطِيعَةٌ).
    (8) الخامسُ: (أَنْتُمَا) للمخاطَبَيْنِ، مُذكَّريْنِ كانَا أوْ مؤنَّثتَيْنِ، نحوُ: (أَنْتُمَا قَائِمَانِ) و(أَنْتُمَا قَائِمَتَانِ).
    (9)السَّادسُ: (أَنْتُمْ) لجمْعِ الذّكورِ المُخاطَبينَ، نحوُ: (أَنْتُمْ قَائِمُونَ).
    (10) السَّابعُ: (أنتُنَّ) لجمْعِ الإناثِ المخاطباتِ، نحوُ: (أنتُنَّ قائماتٌ).
    (11) الثَّامنُ: (هُوَ) للمُفْرَدِ الغائبِ المُذكَّرِ، نحوُ: (هُوَ قَائِمٌ بِوَاجِبِهِ).
    (12) التَّاسعُ: (هِيَ) للمُفردةِ المؤنَّثةِ الغائبةِ، نحوُ: (هِيَ مُسَافِرَةٌ).
    (13) العاشرُ (هُم3َا) للمُثنَّى الغائبِ مطلقاً، مذكَّراً كانَ أوْ مؤنَّثاً نحوُ: (هُمَا قَائِمَانِ) و(هُمَا قَائِمَتَانِ).
    (14) الحادِي عشرَ: (هُمْ) لجمْعِ الذّكورِ الغائبِينَ، نحْوُ (هُمْ قَائِمُونَ).

    (15) الثَّانِي عشرَ: (هُنَّ) لجمْعِ الإناثِ الغائباتِ، نحْوُ (هُنَّ قَائِمَاتٌ). وإذَا كانَ المبتدأُ ضميراً فإنَّهُ لا يَكُونُ إلاَّ بارزاً منفصلاً كمَا رأيتَ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:19 am

    أقسام الخبر
    (16)ينقسمُ الخبرُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    الأوَّلُ خبرٌ مُفْرَدٌ.
    والثَّانِي خبرٌ غيرُ مُفْرَدٍ.
    (17) والمُرَادُ بالمُفرَدِ هنا: مَا ليْسَ جملةً ولا شبيهاً بالجملةِ،
    نحوُ: (قائمٌ) مِنْ قوْلِكَ: (مُحَمَّدٌ قَائِمٌ).
    (18) وغيرُ المُفرَدِ نوعانِ:
    -جملةٌ.
    -وشبهُ جملةٍ.
    والجملةُ نوعانِ:
    -جملةٌ اسميةٌ.
    -وجملةٌ فعليةٌ.
    فالجملةُ الاسميَّةُ هِيَ: مَا تألَّفتْ مِن مبتدأٍ وخبرٍ، نحوُ: (أَبُوهُ كَرِيمٌ) مِنْ قوْلِكَ: (مُحَمَّدٌ أَبُوهُ كَرِيمٌ).
    والجملةُ الفِعْليةُ: مَا تألَّفتْ مِن فِعْلٍ وفَاعِلٍ أوْ نائبِهِ، نحوُ: (سَافَرَ أَبُوهُ) مِنْ قوْلِكَ: (مُحَمَّدٌ سَافَرَ أَبُوهُ) ونحوُ: (يُضْرَبُ غُلامُهُ) مِنْ قوْلِكَ: (خَالِدٌ يُضْرَبُ غُلامُهُ).
    فإنْ كانَ الخبرُ جملةً فلا بدَّ لهُ مِن رابطٍ يربطُهُ بالمبتدأِ:
    -إمَّا ضميرٍ يعودُ إلَى المبتدأِ، كمَا سمعتَ فِي الأمثْلِةِ.
    -وإمَّا اسْمِ إشارةٍ نحوُ: (مُحَمَّدٌ هَذَا رَجُلٌ كَرِيمٌ).
    وشبهُ الجملةِ نوعانِ أيضاً:
    الأوَّلُ: الجَارُّ والمجرورُ، نحْوُ: (فِي المَسْجِدِ) مِنْ قوْلِكَ: (عَلِيٌّ فِي المَسْجِدِ).
    والثَّانِي:الظّرفُ، نحوُ: (فَوْقَ الغُصْنِ) مِنْ قوْلِكَ: (الطَّائِرُ فَوْقَ الغُصْنِ).
    ومنْ ذلكَ تعلَمُ أنَّ الخبرَ عَلَى التّفصيلِ خمسةُ أنواعٍ:
    -مُفْرَدٌ.
    - وجملةٌ فعليةٌ.
    -وجملةٌ اسميةٌ.
    -وجارٌّ مَعَ مجرورٍ.
    -وظرفٌ.
    تدريبٌ عَلَى الإعراِبِ
    أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:
    (محمَّدٌ قائمٌ)، (محمَّدٌ حضرَ أبُوهُ)، (محمَّدٌ أبوهُ مسافرٌ)، (محمَّدٌ فِي الدَّارِ)، (محمَّدٌ عندَكَ).
    الجوابُ:
    1-(محمَّدٌ قائمٌ)
    محمَّدٌ: مبتدأٌ مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ فِي آخِرِهِ.
    قائمٌ: خبرُ المبتدأِ مرفُوعٌ بالمبتدأِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ ظَاهِرةٌ فِي آخرِهِ.
    2-(محمَّدٌ حضرَ أبُوهُ)
    محمَّدٌ: مبتدأٌ.
    حضرَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
    أبو: فَاعِلُ حضرَ، مرفُوعٌ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ.
    وأبُو مضافٌ.
    والهاءُ:مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ خفضٍ.
    والجملةُ من الفِعْلِ والفَاعِلِ فِي محلِّ رفْعٍ خبرُ المبتدأِ، والَّرابطُ بيْنَ الخبرِ والمبتدأِ هُوَ الضَّميرُ الواقعُ مضافاً إليْهِ فِي قوْلِكَ (أبُوهُ).
    3-(محمَّدٌ أبُوهُ مسافرٌ)
    محمَّدٌ: مبتدأٌ أوَّلُ، مرفُوعٌ بالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
    أبو: مبتدأٌ ثانٍ مرفُوعٌ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ.
    وأبو مضافٌ.
    والهاءُ مضافٌ إليْهِ.
    مسافرٌ: خبرُ المبتدأِ الثَّانِي.
    وجملةُ المبتدأِ الثَّانِي وخبرُهُ
    فِي محلِّ رفْعٍ خبرُ المبتدأِ الأوَّلِ.
    والرَّابطُ بيْنَ هذِهِ الجملةِ والمبتدأِ الأوَّلِ الضَّميرُ الذي فِي قوْلِكَ (أبُوهُ).
    4-(محمَّدٌ فِي الدَّارِ)
    محمَّدٌ: مبتدأٌ.
    فِي الدَّارِ: جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرُ المبتدأِ.
    5-(محمَّدٌ عندَكَ)
    محمَّدٌ: مبتدأٌ.
    عنْدَ: ظرفُ مكانٍ متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرُ المبتدأِ.
    وعنْدَ مضافٌ.
    والكافُ ضميرُ مُخاطَبٍ مضافٌ إليْهِ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:20 am

    (1) أي: بابُ بيانِ العواملِ، وتُسمَّى النَّواسِخَ الدَّاخلةَ على المبتدأ والخبرِ، لأنَّهَا تزيلُ حُكمَ المبتدأ والخبرِ، وهذه المناسبةُ لذكرِهَا عقبَهُ.

    (2) أي: والنَّواسخُ ثلاثَةُ أقسامٍ:

    -كانَ وأخواتُهَا، قدَّمَها لأنَّها أفعالٌ، ولاختصاصِهَا بأحكامٍ.
    -وثنَّى بإنَّ وأخواتِهَا، لأنَّ خبرَهَا باقٍ على الأصلِ.
    -وثلَّثَ بظنَّ، لنصبِهَا الجزئين جميعًا.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:20 am

    كان وأخواتها
    (5) القِسْمُ الأوَّلُ مِن نواسخِ المبتدأِ والخبرِ (كانَ) وأخواتُهَا، أيْ: نظائرُهَا فِي العملِ.

    وهذَا القسمُ يدخلُ عَلَى المبتدأِ فيُزيلُ رفعَهُ الأوَّلَ، وَيُحْدِثُ لهُ رفعاً جديداً، ويُسمَّى المبتدأُ اسْمَهُ،
    ويدخلُ عَلَى الخبرِ فينصبُهُ، ويُسمَّى خبرَهُ.
    وهذَا القسمُ ثلاثةَ عشرَ فِعلاً.
    (6) الأوَّلُ: (كانَ) وهُوَ يُفيدُ اتَّصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي الماضِي:

    -إمَّا مَعَ الانقطاعِ، نحوُ: (كَانَ مُحَمَّدٌ مُجْتَهِداً).

    -وإمَّا مَعَ الاستمرارِ، نحوُ: {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}.


    (7) الثَّانِي: (أَمْسَى) وهُوَ يفيدُ اتِّصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي المساءِ، نحوُ: (أَمْسَى الجَوُّ بَارِداً).


    (8)الثَّالثُ: (أَصْبَحَ) وهُوَ يفيدُ اتِّصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي الصّباحِ، نحوُ: (أَصْبَحَ الجَوُّ مُكْفَهِرًّا).

    (9) الرَّابعُ: (أَضْحَى) وهُوَ يفيدُ اتصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي الضّحَى، نحوُ: (أَضْحَى الطَّالِبُ نَشِيطاً).


    (10) الخامسُ: (ظَلَّ) وهُوَ يفيدُ اتصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي جميعِ النّهارِ، نحوُ: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَداً}.

    (11)السَّادسُ: (بَاتَ) وهُوَ يفيدُ اتصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي وقتِ البياتِ، وهُوَ الليلُ، نحوُ: (بَاتَ مُحَمَّدٌ مَسْرُوراً).


    (12) السَّابعُ: (صَارَ) وهُوَ يفيدُ تحوُّلَ الاسْمِ مِن حالتِهِ إلَى الحالةِ التي يدلُّ عليْهَا الخبرُ، نحوُ: (صَارَ الطِّينُ إِبْرِيقاً).


    (13) الثَّامنُ: (لَيْسَ) وهُوَ يفيدُ نفْيَ الخبرِ عن الاسْمِ فِي وقتِ الحالِ، نحوُ: (لَيْسَ مُحَمَّدٌ فَاهِماً).


    (14)التَّاسعُ والعاشرُ والحادِي عشرَ والثَّانِي عشرَ: (مَازَالَ) و(مَا انْفَكَّ) و(مَا فَتِئَ) و(مَا بَرِحَ)، وهذِهِ الأرْبَعَةُ تدلُّ عَلَى ملازمةِ الخبرِ للاسْمِ حسبمَا يقتضيهِ الحالُ.

    نحوُ: (مَازَالَ إِبْرَاهِيمُ مُنْكِراً) ونحوُ: (مَا بَرِحَ عَلِيٌّ صَدِيقاً مُخْلِصاً).


    (15) الثَّالثَ عشرَ: (مَا دَامَ) وهُوَ يفيدُ ملازمةَ الخبرِ للاسْمِ أيضاً، نحوُ: (لا أَعْذِلُ خَالِداً مَا دُمْتُ حَيّاً).

    وتَنْقَسِمُ هذِهِ الأَفْعَالُ- مِن جهةِ العملِ- إلَى ثلاثةِ أقسامٍ:

    القِسْمُ الأوَّلُ:
    مَا يعملُ هذَا العملَ- وهُوَ رفْعُ الاسْمِ ونصبُ الخبرِ- بشرطِ تقدُّمِ (مَا) المصدريَّةِ الظّرفيَّةِ عَلَيْهِ، وهُوَ فِعْلٌ واحدٌ، وهُوَ (دَامَ).

    القِسْمُ الثَّانِي:
    مَا يعملُ هذَا العملَ بشرطِ أن يتقدَّمَ عَلَيْهِ نفيٌ، أو استفهامٌ، أوْ نهْيٌ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ: (زَالَ) و(انْفَكَّ) و(فَتِئَ) و(بَرِحَ).

    القسمُ الثَّالثُ:
    مَا يعملُ هذَا العملَ بغيرِ شرطٍ؛ وهُوَ ثمانيَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ الباقِي.

    وتَنْقَسِمُ هذِهِ الأَفْعَالُ مِن جهةِ التّصرُّفِ إلَى ثلاثةِ أقسامٍ:


    القِسْمُ الأوَّلُ:
    مَا يتصرفُ فِي الفِعْليَّةِ تصرُّفاً كاملاً، بمعْنَى أنَّهُ يأْتِي منْهُ المَاضِي والمضَارِعُ والأمرُ، وهُوَ سبعةُ أَفْعَالٍ وَهِيَ: كانَ، وأمسَى، وأصبحَ، وأضحَى، وظلَّ، وباتَ، وصارَ.



    القِسْمُ الثَّانِي:
    مَا يتصرفُ فِي الفِعْليَّةِ تصرفاً ناقصاً، بمعْنَى أنَّهُ يأْتِي منْهُ المَاضِي والمضَارِعُ ليْسَ غيْرُ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ: فتِئَ، وانفكَّ، وبرِحَ، وزالَ.



    القسمُ الثَّالثُ:
    مَا لا يتصرفُ أصلاً، وهُوَ فعلانِ: أحدُهمَا (ليسَ) اتِّفاقاً، والثَّانِي: (دامَ) عَلَى الأصحِّ.


    وغيرُ المَاضِي مِن هذِهِ الأَفْعَالِ يعملُ عملَ الماضي، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، و{لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}، {تَاللَّهِ تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:21 am

    إنّ وأخواتها
    (1) القِسْمُ الثَّانِي مِن نواسخِ المبتدأِ والخبرِ (إنَّ) وأخواتُهَا، أيْ: نظائرُهَا فِي العملِ،
    وَهِيَ تدخلُ عَلَى المبتدأِ والخبرِ، فتنْصِبُ المبتدأَ ويُسمَّى اسمَهَا، وترفْعُ الخبرَ- بمعْنَى أنَّهَا تجدِّدُ لهُ رفعاً غيرَ الذي كانَ لهُ قبْلَ دخولهَا- ويُسمَّى خبرَهَا، وهذِهِ الأدواتُ كلُّهَا حروفٌ، وَهِيَ ستَّةٌ.

    (2) الأوَّلُ: (إِنَّ) بكسرِ الهمزةِ.
    (3) الثَّانِي: (أَنَّ) بفتحِ الهمزةِ.
    وهمَا يدلاَّنِ عَلَى التّوكيدِ.
    ومعنَاهُ تقويَةُ نسبةِ الخبرِ للمبتدأِ، نحْوُ (إِنَّ أَبَاكَ حَاضِرٌ) ونحوُ: (عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكَ مُسَافِرٌ).


    (4) الثَّالثُ: (لكنَّ) ومعنَاهُ الاستدراكُ، وهُوَ: تعقيبُ الكلاَمِ بنفِيِ مَا يُتَوَهَّمُ ثبوتُهُ أوْ إثباتُ مَا يُتَوَهَّمُ نَفْيُهُ، نحوُ: (مُحَمَّدٌ شُجَاعٌ لَكِنَّ صَدِيقَهُ جَبَانٌ).

    (5)الرَّابعُ: (كَأَنَّ) وهُوَ يدلُّ عَلَى تشبيهِ المبتدأِ بالخبرِ، وهُوَ (كَأَنَّ الجَارِيَةَ بَدْرٌ).


    (6) الخامسُ (لَيْتَ) ومعنَاهُ التّمنِّي، وهُوَ: طلبُ المستحيلِ أوْ مَا فيهِ عُسرٌ، (لَيْتَ الشَّبَابَ عَائِدٌ) ونحوُ: (لَيْتَ البَلِيدَ يَنْجَحُ).


    (7)السَّادسُ: (لَعَلَّ) وهُوَ يدلُّ عَلَى التّرجِّي أو التّوقُّعِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:21 am

    ومعْنَى التّرجِّي:


    طلبُ الأمرِ المحبوبِ، ولا يَكُونُ إلاَّ فِي الممكنِ، نحوُ: (لَعَلَّ اللَّهَ يَرْحَمُنِي).

    ومعْنَى التّوقُّعِ:
    انتظارُ وقوعِ الأمرِ المَكروهِ فِي ذاتِهِ، نحوُ: (لَعَلَّ العَدُوَّ قَرِيبٌ مِنَّا).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:22 am

    ظنّ وأخواتها


    القسمُ الثَّالثُ مِن نواسخِ المبتدأِ والخبرِ:
    (ظننتُ) وأخواتُهَا أيْ نظائرُهَا فِي العملِ
    وَهِيَ تدخلُ عَلَى المبتدأِ والخبرِ فتنصبُهمَا جميعاً.

    ويقالَ للمبتدأِ مفعولٌ أوَّلُ، وللخبرِ مَفْعُولٌ ثانٍ.

    وهذَا القسمُ عشرةُ أَفْعَالٍ:


    الأوَّلُ: (ظَنَنْتُ) نحوُ: (ظَنَنْتُ مُحَمَّداً صَدِيقاً).


    الثَّانِي: (حَسِبْتُ) نحوُ: (حَسِبْتُ المَالَ نَافِعاً).


    الثَّالثُ: (خِلْتُ) نحوُ: (خِلْتُ الحَدِيقَةَ مُثْمِرَةً).


    الرَّابعُ: (زَعَمْتُ) نحوُ: (زَعَمْتُ بَكْراً جَرِيئاً).


    الخامسُ: (رَأَيْتُ) نحوُ: (رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ مُفْلِحاً).

    السَّادسُ: (عَلِمْتُ) نحوُ: (عَلِمْتُ الصِّدْقَ مُنْجِياً).

    السَّابعُ: (وَجَدْتُ) نحوُ: (وَجَدْتُ الصَّلاحَ بَابَ الخَيْرِ)


    الثَّامنُ: (اتَّخذْتُ) نحوُ: (اتخذْتُ مُحَمَّداً صَدِيقاً).

    التَّاسعُ: (جَعَلْتُ) نحوُ: (جَعَلْتُ الذَّهَبَ خَاتَماً).


    العاشرُ: (سَمِعْتُ) نحوُ: (سَمِعْتُ خَلِيلاً يَقْرَأُ).




    وهذِهِ الأَفْعَالُ العشرةُ تَنْقَسِمُ إلَى أرْبَعَةِ أقسامٍ:



    القِسْمُ الأوَّلُ:يفيدُ ترجيحَ وقوعِ الخبرِ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ: ظَنَنْتُ، وحَسِبْتُ، وخِلْتُ، وزَعَمْتُ.


    القِسْمُ الثَّانِي: يفيدُ اليقينَ وتحقيقَ وقوعِ الخبرِ، وهُوَ ثلاثةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ: رأيتُ، وعلمتُ، ووجدتُ.

    القسمُ الثَّالثُ: يفيدُ التّصييرَ والانتقالَ، وهُوَ فعلانِ، وهمَا: اتَّخذتُ، وجعلتُ.

    القسمُ الرَّابعُ: يفيدُ النّسبةَ فِي السّمعِ، وهُوَ فِعْلٌ واحدٌ، وهُوَ سمعتُ.


    تدريبٌ عَلَى الإعراِبِ

    أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:
    {إنَّ إبراهيمَ كانَ أمَّةً}
    كأنَّ القمرَ مصباحٌ
    حسبتُ المالَ نافعاً
    ما زالَ الكتابُ رفيقِي.




    الجوابُ:
    1-إنَّ: حَرْفُ توكيدٍ ونصبٍ، يَنْصِبُ الاسْمَ ويَرْفَعُ الخبرَ.

    وإبراهيمَ: اسْمُ إنَّ مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    كانَ: فِعْلٌ مَاضٍ ناقصٌ، يَرْفَعُ الاسْمَ ويَنْصِبُ الخبرَ، واسمُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُه هُوَ يعودُ عَلَى إبراهيمَ.
    أمَّةً: خبرُ كانَ مَنْصُوبٌ بهِ وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    والجملةُ مِن كانَ واسمِهِ وخبرِهِ فِي محلِّ رفْعِ خبرِ (إنَّ).






    2-كأنَّ: حَرْفُ تشبيهٍ ونصبٍ، يَنْصِبُ الاسْمَ ويَرْفَعُ الخبرَ.
    والقمرَ: اسْمُ كأنَّ مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    ومصباحٌ: خبرُ كأنَّ مرفُوعٌ بهِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.




    3-حسب: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى آخرِهِ منع مِن ظهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحركاتٍ فيمَا هُوَ كالكلمةِ الواحدةِ.
    والتَّاء :ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلُ حَسِبَ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِ فِي محلِّ رفْعٍ.
    والمالَ: مَفْعُولٌ أوَّلُ لحسب مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    ونافعاً: مَفْعُولٌ ثانٍ لحسب مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.





    4-مَا: حَرْفُ نفِيٍ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
    وزالَ: فِعْلٌ مَاضٍ ناقصٌ يُرْفَعُ الاسْمَ ويُنْصَبُ الخبرَ.
    والكتابُ: اسْم زالَ مرفُوعٌ بهِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ ظَاهِرةٌ فِي آخِرِهِ.
    ورفيق: خبرُ زالَ مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ فتحةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى آخرِهِ منَعَ مِن ظهُورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ لياءِ المُتكلِّمِ، ورفيق مضافٌ، وياءُ المُتكلِّمِ مضافٌ إليْهِ بُنِيَ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ خفضٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:22 am

    النعت
    (1)النّعتُ فِي اللُّغَةِ هُوَ:الوصفُ.
    وفِي اصْطِلاحِ النَّحْويِّينَ هُوَ: التَّابعُ المشتقُّ أو المؤوَّلُ بالمشتقِ، الموضِّحُ لمتبوعِهِ فِي المعارفِ، المخصِّصُ لهُ فِي النّكراتِ.
    (2) والنّعتُ ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ:

    الأوَّلُ: النّعتُ الحقيقِي.

    والثَّانِي: النّعتُ السَّبَبِـيُّ:

    أمَّا النّعتُ الحقيقيُّ:
    فهُوَ مَا رفْعَ ضميراً مستتراً يعودُ إلَى المنعوتِ,
    نحْوُ: (جاءَ مُحَمَّدٌ العاقلُ)
    فالعاقلُ: نعتٌ لمحمد، وهُوَ رافعٌ لضميرٍ مستترٍ تقديرُهُ هُوَ يعودُ إلَى محمدٍ.

    وأمَّا النّعتُ السَّبَبِـيُّ فهُوَ:
    ما رفَعَ اسماً ظاهراً متَّصلاً بضميرٍ يعودُ إلَى المنعوتِ نحوُ: (جاءَ مُحَمَّدٌ الفاضلُ أبوهُ):

    فالفاضلُ: نعتٌ لمحمدٍ.

    وأبوهُ: فَاعِلٌ للفاضلِ، مرفُوعٌ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ وهُوَ مضافٌ إلَى الهاءِ التي هِيَ ضميرٌ عائدٌ إلَى محمدٍ.

    وحُكمُ النّعتِ: أنَّهُ يتبعُ منعوتَهُ فِي إعرابِهِ، وفِي تعريفِهِ أوْ تنكيرِهِ، سواءٌ أكانَ حقيقيّاً أمْ سببيّاً.

    ومعْنَى هذَا أنَّهُ:

    -إنْ كانَ المنعوتُ مرْفُوعاً كانَ النّعتُ مرْفُوعاً، نحوُ: (حضرَ مُحَمَّدٌ الفاضلُ)أوْ (حضرَ مُحَمَّدٌ الفاضلُ أبوهُ).
    -وإنْ كانَ المنعوتُ مَنْصُوباً كانَ النّعتُ مَنْصُوباً، نحوُ: (رأيتُ مُحَمَّداً الفاضلَ) أوْ (رأيتُ مُحَمَّداً الفاضلَ أبوهُ).

    -وإنْ كانَ المنعوتُ مخفوضاً كانَ النّعتُ مخفوضاً، نحوُ: (نظرتُ إلَى محمدٍِ الفاضلِ) أوْ (نظرتُ إلَى محمدٍِ الفاضلِ أبوهُ).

    -وإنْ كانَ المنعوتُ معرفةً كانَ النّعتُ معرفةً، كمَا فِي جميعِ الأمثْلِةِ السَّابقةِ.

    -وإنْ كانَ المنعوتُ نكرةً كانَ النّعتُ نكرةً، نحوُ: (رأيتُ رجلاً عاقلاً) أوْ (رأيتُ رجلاً عاقلاً أبوهُ).

    ثُمَّ إنْ كانَ النّعتُ حقيقيّاً زادَ عَلَى ذَلِكَ أنَّهُ يتبعُ منعوتَهُ فِي تذكيرِهِ أوْ تأنيثِهِ، وفِي إفرادِهِ أوْ تثنيتِهِ أوْ جمعِهِ.

    ومعْنَى ذلكَ أنَّهُ:

    -إنْ كانَ المنعوتُ مذكَّراً كانَ النّعتُ مذكراً، نحوُ: (رأيتُ مُحَمَّداً العاقلَ).

    -وإنْ كانَ المنعوتُ مؤنَّثاً كانَ النّعتُ مؤنَّثاً نحوُ: (رأيتُ فاطمةَ المهذَّبةَ).

    -وإنْ كانَ المنعوتُ مفرداً كانَ النّعتُ مفرداً كمَا رأيتَ فِي هذينِ المثالينِ.

    - وإنْ كانَ المنعوتُ مُثنًّى كانَ النّعتُ مُثنًّى، نحوُ: (رأيتُ المُحَمَّدَيْنِ العَاقِلَيْنِ).

    -وإنْ كانَ المنعوتُ جمعاً كانَ النّعتُ جمعاً، نحوُ: (رَأَيْتُ الرِّجَالَ العُقَلاءَ).

    أمَّا النّعتُ السَّبَبِـيُّ
    فإنَّهُ يَكُونُ مفرداً دائماً ولوْ كانَ منعوتُهُ مُثنًّى أوْ مجموعاً تقُولُ:

    (رَأَيْتُ الوَلَدَيْنِ العَاقِلَ أَبُوهُمَا)
    وتقُولُ: (رَأَيْتُ الأَوْلاَدَ العَاقِلَ أَبُوهُم).

    ويتبعُ النّعتُ السّببيُّ مَا بعدَهُ فِي التّذكيرِ أو التَّأنيثِ، تقُولُ: (رَأَيْتُ البَنَاتِ العَاقِلَ أَبُوهُنَّ)، وتقُولُ: (رَأَيْتُ الأَوْلادَ العَاقِلَةَ أُمُّهُمْ).
    فتلخَّصَ مِن هذَا الإيضاحِ:
    أنَّ النّعتَ الحقيقيَّ يتبعُ منعوتَهُ فِي أرْبَعَةٍ مِن عشرةٍ:

    -واحدٌ من الإفرادِ والتّثنيَةِ والجمعِ.

    -وواحدٌ من الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخفضِ.

    -وواحدٌ من التّذكيرِ والتَّأنيثِ.

    -وواحدٌ من التّعريفِ والتّنكيرِ.

    -والنّعتُ السّببيُّ يتبعُ منعوتَهُ فِي اثنينِ مِن خمسةٍ:

    -واحدٌ من الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخفضِ.

    -وواحدٌ من التّعريفِ والتّنكيرِ.

    ويتبعُ مرْفُوعَهُ الذي بعدَهُ فِي واحدٍ من اثنينِ وهمَا
    التّذكيرُ والتَّأنيثُ.

    ولا يتبعُ شيئاً فِي الإفرادِ والتّثنيَةِ والجمْعِ، بلْ يَكُونُ مفرداً دائماً وأبداً، واللَّهُ أعلمُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:23 am

    المعرفة وأقسامها
    (3)
    اعلَمْ أنَّ الاسْمَ ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    الأوَّلُ: النّكرةُ، ستأتِي.
    والثَّانِي: المعرفةُ،
    وَهِيَ: اللفظُ الذي يدلُّ عَلَى مُعَيَّنٍ.
    وأقسامُهَا خمسةٌ:
    القِسْمُ الأوَّلُ:
    المضمرُ أو الضّميرُ.
    -وهُوَ مَا دَلَّ عَلَى متكلِّمٍ، نحوُ: أنا.
    -أوْ مُخَاطَبٍ نحوُ: أَنْتَ.
    -أوْ غائبٍ نحوُ: هُوَ.
    ومنْ هُنا تعلَمُ أنَّ الضَّميرَ ثلاثةُ أنواعٍ.
    النّوعُ الأوَّلُ:
    مَا وُضِعَ للدلالةِ عَلَى المُتكلِّمِ وهُوَ كلمتانِ وهما: (أنَا) للمتكلِّمِ وحدَهُ، و(نحنُ) للمتكلِّمِ المعظِّمِ نفسَهُ أوْ مَعَهُ غيرُهُ.
    والنّوعُ الثَّانِي:
    مَا وُضِعَ للدلالةِ عَلَى المُخاطَبِ وهُوَ خمسةُ ألفاظٍ، وَهِيَ:
    -(أنتَ) بفتحِ التَّاءِ للمُخاطَبِ المذكَّرِ المُفرَدِ.
    -و(أنتِ) بكسرِ التَّاءِ للمخاطَبةِ المؤنَّثةِ المُفرَدةِ.
    -و(أنتُمَا) للمُخاطَبِ المُثنَّى مذكَّراً كانَ أوْ مؤنثاً.
    -و(أنتُمْ) لجمْعِ الذّكورِ المخاطَبِينَ.
    -و(أنتُنَّ) لجمْعِ الإناثِ المخاطَباتِ.
    والنّوعُ الثَّالثُ:
    مَا وُضِعَ للدلالةِ عَلَى الغائبِ، وهُوَ خمسةُ ألفاظٍ أيضاً، وَهِيَ:
    -(هُوَ) للغائبِ المذكَّرِ المُفرَدِ.
    -و(هيَ) للغائبةِ المؤنَّثةِ المُفرَدةِ.
    -و(هُما) للمُثنَّى الغائبِ مطلقاً، مذكَّراً كانَ أوْ مؤنثاً.
    -و(هُم) لجمْعِ الذّكورِ الغائبينَ.
    -و(هُنَّ) لجمْعِ الإناثِ الغائباتِ.
    وتقدَّمَ هذَا البيانُ فِي بحثِ الفَاعِلِ وفِي بحثِ المبتدأِ والخبرِ.
    القِسْمُ الثَّانِي من المعرفةِ:
    العَلَمُ: وهُوَ مَا يدلُّ عَلَى معيَّنٍ بدونِ احتياجٍ إلَى قرينةِ تَكَلُّمٍ أوْ خطابٍ أوْ غيرِهِمَا.
    وهُوَ نوعانِ:
    -
    مذكَّرٌ نحوُ: (مُحَمَّدٌ) و(إبراهيمُ) و(جبلٌ).
    -ومُؤنَّثٌ نحوُ: (فاطمةُ) و(زينبُ) و(مكةُ).
    القسمُ الثَّالثُ:
    الاسْمُ المُبْهَمُ.
    وهُوَ نوعانِ:
    -
    اسْمُ الإشارةِ.
    -والاسْمُ الموصولُ.
    أمَّا اسْمُ الإشارةِ
    فهُوَ: مَا وُضِعَ ليدلَّ عَلَى معيَّنٍ بواسطةِ إشارةٍ حسيَّةٍ أوْ معنويَّةٍ، ولهُ ألفاظٌ معيَّنةٌ، وَهِيَ:
    -(هذا) للمذكَّرِ المُفرَدِ.
    -و(هذهِ) للمفردةِ المؤنَّثةِ.
    -و(هذانِ) أوْ (هَذَيْنِ) للمُثنَّى المُذكَّرِ.
    -و(هاتانِ) أوْ (هاتيْنِ) للمُثنَّى المُؤنَّثِ.
    -و(هؤلاءِ) للجمْعِ مطلقاً.
    وأمَّا الاسْمُ الموصولُ
    فهُوَ: مَا يدلُّ عَلَى معيَّنٍ بواسطةِ جملةٍ أوْ شبهِهَا تُذكرُ بعدَهُ ألبتةَ وتُسمَّى صِلَةً.
    وتكونُ مشتملةً عَلَى ضميرٍ يطابقُ الموصولَ ويُسمَّى عائداً.
    ولهُ ألفاظٌ معيَّنةٌ أيضاً، وَهِيَ: -
    (الَّذي) للمُفْرَدِ المُذكَّرِ.
    -و(التي) للمفردةِ المؤنَّثةِ.
    -و(اللَّذانِ) أوْ (اللَّذيْنِ) للمُثنَّى المُذكَّرِ.
    -و(اللَّتانِ) أوْ (اللَّتيْنِ) للمُثنَّى المُؤنَّثِ.
    -و(الَّذِين) لجمْعِ الذّكورِ ز
    -و(اللائِي) لجمْعِ الإناثِ.
    القسمُ الرَّابعُ:
    المُحَلَّى بالألفِ واللامِ، وهُوَ: كلُّ اسْمٍ اقترنتْ بهِ (أل) فأفادتْهُ التّعريفَ؛ نحوُ: (الرّجلُ، والكتابُ، والغلامُ، والجَاريةُ).
    والقسمُ الخامسُ:
    الاسْمُ الذي أُضِيفَ إلَى واحدٍ من الأرْبَعَةِ المتقدِّمةِ فاكتسبَ التّعريفَ من المضافِ إليْهِ، نحْوُ: (غُلامُكَ) و(غُلامُ مُحَمَّدٍ) و(غُلامُ هَذاَ الرَّجُلِ) و(غُلامُ الذي زَارَنَا أَمْسِ) و(غُلامُ الأُسْتَاذِ).
    وأعرفُ هذِهِ المعارفِ بعْدَ لفظِ الجلالةِ:
    الضّميرُ، ثُمَّ العَلَمُ، ثُمَّ اسْمُ الإشارةِ، ثُمَّ الاسْمُ الموصولُ، ثُمَّ المُحَلَّى بأل، ثُمَّ المضافُ إليْهَا.
    والمضافُ فِي رتبةِ المضافِ إليْهِ، إلاَّ المضافَ إلَى الضَّميرِ فإنَّهُ فِي رُتبةِ العَلَمِ، واللَّهُ أعلمُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:23 am

    النكرة:
    (4) النّكرةُ هِيَ:كلُّ اسْمٍ وُضِعَ لا لِيَخُصَّ وَاحِداً بِعَيْنِهِ مِنْ بَيْنِ أَفْرَادِ جِنسِهِ، بلْ ليصحَّ إطلاقُهُ عَلَى كلِّ واحدٍ عَلَى سبيلِ البدلِ، نحْوُ (رَجُل) و(امرأة)؛ فإنَّ الأوَّلَ يصحُّ إطلاقُهُ عَلَى ذَكَرٍ بالغٍ مِن بنِي آدمَ، والثَّانِي يصحُّ إطلاقُهُ عَلَى كلِّ أُنثَى بالغةٍ مِن بنِي آدمَ.

    وعَلامَةُ النّكرةِ:أن تصلحَ لأنْ تدخلَ عليْهَا (أل) وتؤثِّرَ فِيهَا التّعريفَ نحوُ: (رَجُل) فإنَّهُ يصحُّ دخولُ (أل) عَلَيْهِ،
    وتؤثِّرُ فيهِ التّعريفَ؛ فتقُولُ (الرَّجُل) وكذلكَ: غلام، جارية، وصبي، وفتاة، مُعَلِّم، فإنَّكَ تقُولُ: الغُلامُ، والجَاريةُ، والصَّبيُّ، والفتاةُ، والمعلِّمُ.
    تدريبٌ عَلَى الإعرابِ
    أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:
    (الكتابُ جليْسٌ مُمتعٌ)، (الطَّالبُ المجتهدُ يحبُّهُ أستاذُهُ)، (الفتياتُ المهذَّباتُ يخدمْنَ بلادَهُنَّ)، (شربتُ من الماءِ العذبِ).

    الجوابُ:
    1-الكتابُ: مبتدأٌ مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
    جليْسٌ: خبرُ المبتدأِ، مرفُوعٌ بالمبتدأِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
    ممتعٌ: نعتٌ لجليس، ونعتُ المرفُوعِ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.

    2-الطَّالبُ: مبتدأٌ مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
    المجتهدُ: نعتٌ للطالبِ، ونعتُ المرفُوعِ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
    يحبّ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخِرِهِ.
    والهاءُ ضميرُ الغائبِ مَفْعُولٌ بهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ نصْبٍ.
    وأستاذ: فَاعِلُ (يُحبُّ) مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
    وأستاذ مضافٌ، والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ خفضٍ.
    والجملةُ من الفِعْلِ وفاعلِهِ
    فِي محلِّ رفْعٍ خبرُ المبتدأِ الذي هُوَ الطَّالب.

    والرَّابطُ بيْنَ المبتدأِ وجملةِ الخبرِ
    هُوَ الضَّميرُ المَنْصُوبُ فِي (يحبُّهُ).

    3-الفتياتُ: مبتدأٌ مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    والمهذَّبات: نعتٌ للفتياتِ، ونعتُ المرفُوعِ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    يخدم: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بنونِ النِّسوةِ.
    ونونُ النِّسوةِ :فَاعِلٌ، مبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ رفْعٍ.
    وبلاد: مَفْعُولٌ بهِ ليخدم مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وبلاد :مضافٌ.
    وهُنَّ: ضميرُ جماعةِ الإناثِ الغائباتِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ.
    والجملةُ من الفِعْلِ والفَاعِلِ فِي محلِّ رفْعٍ خبرُ المبتدأِ الذي هُوَ الفتياتُ.
    والرَّابطُ بيْنَ المبتدأِ وجملةِ الخبرِ هُوَ نونُ النِّسوةِ فِي (يخدُمْنَ).

    4-شربَ: فِعْلٌ مَاضٍ، والتَّاءُ ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ رفْعٍ.
    ومنْ: حَرْفُ جرٍّ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    والماء: مجرورٌ بمنْ، وعَلامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، والجَارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بشرب.
    والعذب: نعتٌ للماءِ، ونعتُ المجرورِ مجرورٌ، وعَلامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:24 am

    حروف العطف
    (1) للعطفِ معنيانِ:
    أحدُهمَا لغويٌّ.
    والآخرُاصطلاحيٌّ.
    أمَّا معنَاهُ لُغةً:فهُوَ الميلُ، تقُولُ: عطفَ فلانٌ عَلَى فلانٍ يعطفُ عطفاً، تريدُ أنَّهُ مالَ إليهِ وأشفقَ عَلَيْهِ.
    وأمَّا العطفُ فِي الاصْطِلاحِ
    فهُوَ قسمانِ:
    الأوَّلُ: عطفُ البيانِ.
    والثَّانِي عطفُ النَّسَقِ.
    فأمَّا عطفُ البيانِ فهُوَ:التَّابعُ الجَامدُ الموضِّحُ لمتبوعِهِ فِي المعارفِ المخصِّصُ لهُ فِي النّكراِتِ.
    فمِثالُ عطفِ البيانِ فِي المعارفِ
    (جَاءَنِي مُحَمَّدٌ أَبُوكَ):
    فَأَبُوكَ: عطفُ بيانٍ عَلَى محمدٍ.
    وكلاهُمَا معرفةٌ.
    والثَّانِي فِي المِثالِ موضِّحٌ للأوَّلِ.

    ومِثَالُهُ فِي النّكراتِ
    قوْلُهُ تعالَى: {مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}.
    فصديدٌ: عطفُ بيانٍ عَلَى ماءٍ، وكلاهُمَا نكرةٌ، والثَّانِي فِي المِثالِ مخصِّصٌ للأوَّلِ.

    وأمَّا عطفُ النَّسَقِ فهُوَ:التَّابعُ الذي يتوسَّطُ بينَهُ وبيْنَ متبوعِهِ أَحَدُ الحروفِ العَشَرَةِ.
    وهذِهِ الحروفُ هِيَ:
    (2) الوَاوُ، وَهِيَ لمطلقِ الجمعِ:
    -فَيُعْطَفُ بهَا المتقاربانِ، نحوُ: (جاءَ مُحَمَّدٌ وعلِيٌّ) إذَا كانَ مجيئُهُمَا معاً.
    -ويُعْطَفُ بهَا السَّابقُ عَلَى المتأخِّرِ، نحوُ: (جاءَ عليٌّ ومحمودٌ) إذَا كانَ مجيءُ محمودٍ سابقاً عَلَى مجيءِ عليٍّ.
    - ويُعْطَفُ بهَا المتأخِّرُ عَلَى السَّابقِ نحوُ: (جَاءَ عَلِيٌّ وَمُحَمَّدٌ) إذَا كانَ مجيءُ مُحَمَّدٍ متأخِّراً عن مجيءِ عليٍّ.
    (3) الفاءُ، وَهِيَ للترتيبِ والتّعقيبِ.
    ومعْنَى التّرتيبِ: أنَّ الثَّانِي بعْدَ الأوَّلِ.
    ومعْنَى التّعقيبِ: أنَّهُ عَقِيبُهُ بلا مُهْلةٍ، نحوُ: (قَدِمَ الفُرْسَانُ فَالمُشَاةُ) إذَا كانَ مجيءُ الفرسانِ سابقاً ولَمْ يكُنْ بيْنَ قدومِ الفريقينِ مُهْلةٌ.
    (4) ثمَّ، وَهِيَ للترتيبِ مَعَ التّراخِي.
    ومعْنَى التّرتيبِ قدْ سبَقَ.
    ومعْنَى التّراخِي: أنَّ بيْنَ الأوَّلِ والثَّانِي مُهلةً، نحوُ: (أَرْسَلَ اللَّهُ مُوسَى ثُمَّ عِيسى ثُمَّ مُحَمَّداً عَلَيِهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ).
    (5) أَوْ، وهُوَ للتخييرِ أو الإباحةِ.
    والفَرْقُ بينهمَا:
    -أنَّ التّخييرَ لا يَجُوزُ مَعَهُ الجمعُ.
    -والإِباحةُ يجوزُ معهَا الجمعُ.
    فمِثالُ التّخييرِ: (تَزَوَّجْ هِنْداً أَوْ أُخْتَهَا).
    ومثالُ الإِباحةِ:(ادْرُس الفِقْهَ أَو النَّحْوَ)
    فإنَّ لديكَ من الشَّرْعِ دَليلاً عَلَى أنَّهُ لا يجوزُ الجمعُ بيْنَ هندٍ وأُختِهَا بالزّواجِ، ولا تشكُّ فِي أنَّهُ يجوزُ الجمْعُ بيْنَ الفقهِ والنّحوِ بالدّراسةِ.
    (6) أَمْ، وَهِيَ لطلبِ التّعيينِ بعْدَ همزةِ الاستفهامِ، نحوُ: (أَدَرَسْتَ الفِقْهَ أَم النَّحْوَ؟).
    (7) إمَّا، بشرطِ أن تُسبَقَ بمثلِهَا، وَهِيَ مثلُ
    (أوْ) فِي المعنيينِ نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}، ونحوُ: (تَزَوَّجْ إِمَّا هِنْداً وَإِمَّا أُخْتَهَا).
    (8) بلْ، وَهِيَ للإضرابِ، ومعناهُ:جَعْلُ مَا قَبْلَهَا فِي حكمِ المسكوتِ عنْهُ، نحوُ: (مَا جَاءَ مُحَمَّدٌ بَلْ بَكْرٌ).
    ويُشترطُ للعطفِ بهَا شرطانِ:
    الأوَّلُ: أن يكونَ المَعْطُوفُ بهَا مفرداً لا جملةً.
    والثَّانِي:ألاَّ يسبقَهَا استفهامٌ.
    (9) لا، وَهِيَ تنفِي عمَّا بعْدَهَا نفسَ الحُكمِ الذي ثبتَ لِمَا قَبْلَهَا نحْوُ: (جَاءَ بَكْرٌ لا خَالِدٌ).
    (10) لكنْ، وَهِيَ تدلُّ عَلَى تقريرِ حُكمِ مَا قَبْلَهَا وإثباتِ ضدِّهِ لِمَا بعْدَهَا، نحوُ: (لا أُحِبُّ الكُسالَى لكِن المُجْتَهِدِينَ).
    ويُشْتَرَطُ:
    -أن يسبقَهَا نفْيٌ أوْ نهيٌ.
    -وأنْ يكونَ المَعْطُوفُ بهَا مفرداً.
    -وألاَّ تسبقَهَا الوَاوُ.
    (11) حتَّى، وَهِيَ للتدريجِ والغايةِ.
    والتّدريجُ: هُوَ الدّلالةُ عَلَى انقضاءِ الحكمِ شيئاً فشيئاً، نحوُ: (يموتُ النَّاسُ حتَّى الأنبياءُ).
    -وتأتِي (حتى)ابتدائيَّةً غيرَ عاطفةٍ، إذَا كانَ مَا بعْدَهَا جملةً، نحوُ: (جَاءَ أَصْحَابُنَا حَتَّى خَالِدٌ حَاضِرٌ).
    - وتأتِي جارةً نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ} ولهذَا قالَ المؤلِّفُ: (وحتَّى فِي بعضِ المواضعِ).
    حكم حروف العطف:
    (12) هذِهِ الأحرُفُ العشرةُ تجعلُ مَا بعْدَهَا تابعاً لِمَا قَبْلَهَا فِي حُكمِهِ الإعرابيِّ:
    -فإنْ كانَ المتبوعُ مرْفُوعاً كانَ التَّابعُ مرْفُوعاً، نحوُ: (قَابَلَني مُحَمَّدٌ وَخَالِدٌ).
    فخالدٌّ: مَعْطُوفٌ عَلَى محمد، والمَعْطُوفُ عَلَى المرفُوعِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ،
    -وإنْ كانَ المتبوعُ مَنْصُوباً كانَ التَّابعُ مَنْصُوباً، نحوُ: (قَابَلْتُ مُحَمَّداً وَخَالِداً):
    فَخَالِداً: مَعْطُوفٌ عَلَى محمد، والمَعْطُوفُ عَلَى المَنْصُوبِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    -وإنْ كانَ المتبوعُ مخفوضاً كانَ التَّابعُ مخفوضاً مثلَهُ، نحوُ: (مَرَرْتُ بِمُحَمَّدٍ وَخَالِدٍ):
    فخالدٍّ مَعْطُوفٌ عَلَى محمد، والمَعْطُوفُ عَلَى المَخْفُوضِ مَخْفُوضٌ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وإنْ كانَ المتبوعُ مَجْزُوماً كانَ التَّابعُ مَجْزُوماً أيضاً،
    نحوُ: (لَمْ يَحْضُرْ خَالِدٌ أَوْ يُرْسِلْ رَسُولاً) فَيُرْسِلْ: مَعْطُوفٌ عَلَى يحضُر، والمَعْطُوفُ عَلَى المجزومِ مَجْزُومٌ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.

    ومنْ هذِهِ الأمثلةِ، تَعْرِفُ:
    -أنَّ الاسْمَ يُعْطَفُ عَلَى الاسمِ.
    -وأنَّ الفِعْلَ يُعْطَفُ عَلَى الفِعْلِ.

    تدريبٌ عَلَى الإعرابِ:
    أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:
    (مَا رأيتُ مُحَمَّداً لكنْ وكيلَهُ)، (زارَنا أخوكَ وصديقُهُ)، (أخِي يأكلُ ويشربُ كثيراً).
    الجوابُ:
    1-مَا: حَرْفُ نفْيٍ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    رأى مِن رأيتُ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى آخرِهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ.
    والتَّاءُ:ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ رفْعٍ.
    مُحَمَّداً: مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    لكنْ: حَرْفُ عطفٍ.
    وكيل: مَعْطُوفٌ عَلَى محمَّدٍ، والمَعْطُوفُ عَلَى المَنْصُوبِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    ووكيل مضافٌ.
    والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ جرٍّ.

    2-زارَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ:
    ونا: مَفْعُولٌ بهِ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.
    أخو: فَاعِلٌ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ.
    وأخُو مضافٌ والكافُ ضميرُ المُخاطَبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ.
    والوَاوُ حَرْفُ عطفٍ.
    صديق: مَعْطُوفٌ عَلَى أخو، والمَعْطُوفُ عَلَى المرفُوعِ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    وصديق مضافٌ.
    والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ خفضٍ.

    3-أخ مِن أخِي:مبتدأٌ، مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى آخرِهِ منَعَ مِن ظهُورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ.
    وأخ مضافٌ.
    وياءُ المُتكلِّمِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ خفضٍ.
    يأكلُ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ لتجرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، والفَاعِلُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ هُوَ يعودُ عَلَى أخِي.
    والجملةُ من الفِعْلِ والفَاعِلِ فِي محلِّ رفْعٍ خبرُ المبتدأِ.
    والرَّابطُ
    بيْنَ جملةِ الخبرِ والمبتدأِ هُوَ الضَّميرُ المستترُ فِي (يأكلُ).
    والوَاوُ حَرْفُ عطفٍ.
    يشربُ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ عَلَى يأكلُ، والمَعْطُوفُ عَلَى المرفُوعِ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    كثيراً: مَفْعُولٌ بهِ لـ (يأكلُ)، مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:24 am

    التوكيد، أنواعه، وحكمه
    (1)التّأكيدُ- ويقالُ التّوكيدُ- معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: التّقويةُ،
    تقُولُ: (أَكَّدْتُ الشَّيْءَ) وتقُولُ: (وَكَّدْتُهُ) أيضاً: إذَا قَوَّيْتَهُ.
    و هُوَ فِي اصْطِلاحِ النَّحْويينَ نوعانِ:
    الأوَّلُ:التّوكيدُ اللفظيُّ.
    والثَّانِي: التّوكيدُ المعنويُّ.
    أمَّا التّوكيدُ اللفظيُّ
    فيكونُ بتكريرِ اللفظِ وإعادتِهِ بعينِهِ أوْ بمرادفِهِ، سواءٌ كانَ:
    -اسماً نحوُ: (جاءَ مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ).
    -أمْ كانَ فعلاً نحْوُ (جاءَ جاءَ مُحَمَّدٌ).
    -أمْ كانَ حرفاً نحوُ: (نعمْ نعمْ جاءَ مُحَمَّدٌ).
    ونحوُ: (جاءَ حَضَرَ أَبو بَكْرٍ) و(نَعَمْ جَيْرَ جَاءَ مُحَمَّدٌ).
    وأمَّا التّوكيدُ المعنويُّ
    فهُوَ: (التَّابعُ الذي يَرْفَعُ احتمالَ السَّهْوِ أو التّوسُّعِ فِي المتبوعِ)

    وتوضيحُ هذَا أنَّكَ لوْ قلْتَ:
    (جاءَ الأميرُ) احتملَ أنَّكَ سَهَوْتَ أوْ توسَّعْتَ فِي الكلامِ، وأنَّ غرضَكَ مجيءُ رسولِ الأميرِ، فإذَا قلْتَ: (جَاءَ الأَمِيرُ نَفْسُهُ) أوْ قلْتَ: (جاءَ الأمِيرُ عَيْنُهُ) ارتفعَ الاحتمالُ وتقرَّرَ عنْدَ السَّامِعِ أنَّكَ لَمْ تُرِدْ إلاَّ مجيءَ الأميرِ نفسِهِ.

    وحُكمُ هذَا التَّابعِ أنَّهُ يوافقُ متبوعَهُ فِي إعرابِهِ،
    عَلَى معْنَى:
    - أنَّهُ إنْ كانَ المتبوعُ مرْفُوعاً كانَ التَّابعُ مرْفُوعاً أيضاً، نحْوُ: (حَضَرَ خَالِدٌ نَفْسُهُ).
    -وإنْ كانَ المتبوعُ مَنْصُوباً كانَ التَّابعُ مَنْصُوباً مثلَهُ، نحوُ: (حَفِظْتُ القُرْآنَ كُلَّهُ).
    -وإنْ كانَ المتبوعُ مخفوضاً كانَ التَّابعُ مخفوضاً كذلكَ، نحوُ: (تَدَبَّرْتُ فِي الكِتَابِ كُلِّهِ).
    -ويتبعُهُ أيضاً فِي تعريفِهِ، كمَا ترَى فِي هذِهِ الأمثْلِةِ كلِّهَا.
    ألفاظ التوكيد المعنوي:
    (2)للتوكيدِ المعنويِّ ألفاظٌ معيَّنةٌ عَرَفَهَا النّحاةُ مِن تتبُّعِ كلامِ العربِ، ومنْ هذِهِ الألفاظِ:
    -النَّفسُ والعينُ، ويجبُ أن يُضافَ كلُّ واحدٍ مِن هذينِ إلَى ضميرٍ عائدٍ عَلَى المؤَكَّدِ- بفتحِ الكافِ-.
    -فإنْ كانَ المُؤكَّدُ مفرداً كانَ الضَّميرُ مفرداً، ولفظُ التّوكيدِ مفرداً أيضاً،
    تقُولُ: (جَاءَ عَلِيٌّ نَفْسُهُ)، و(حضرَ بكرٌ عينُهُ).
    -وإنْ كانَ المؤكَّدُ جمعاً كانَ الضّميرُ هُوَ الجمْعَ ولفظُ التّوكيدِ مجموعاً أيضاً،
    تقُولُ: (جاءَ الرّجالُ أنفسُهُمْ) و(حضرَ الكتُّابُ أعينُهُمْ).
    -وإنْ كَانَ الْمُؤَكَّدُ مثَنًّى؛ فالأفصحُ أن يكونَ الضَّميرُ مثنًّى، ولفظُ التّوكيدِ مجموعاً،
    تقُولُ: (حضرَ الرَّجُلانِ أنْفُسُهُمَا) و(جَاءَ الكاتبانِ أَعْيُنُهُمَا).
    ومنْ ألفاظِ التّوكيدِ:
    (كلٌّ)، ومثلُهُ (جميعٌ) ويشترطُ فيهمَا إضافةُ كلٍّ منهمَا إلَى ضميرٍ مطابقٍ للمؤكَّدِ،
    نحوُ: (جَاءَ الجَيْشُ كُلُّهُ) و(حَضَرَ الرِّجَالُ جَمِيعُهُمْ).
    ومن الألفاظِ
    (أَجْمَعُ) ولا يُؤَكَّدُ بهذَا اللفظِ غالباً إلاَّ بعْدَ لفظِ (كلٍّ).
    ومن الغالبِ قوْلُهُ تعالَى: {فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}.
    ومنْ غيرِ الغالبِ
    قولُ الرَّاجزِ:
    إِذَا ظَلِلْتُ الدَّهْرَ أَبْكي أَجْمَعَا.
    وربَّمَا احتِيجَ إلَى زيادةِ التّقويةِ، فجيءَ بعْدَ أجمْعَ بألفاظٍ أُخْرَى، وَهِيَ: (أَكْتَعُ) و(أَبْتَعُ)
    و (أَبْصَعُ)، وهذِهِ الألفاظُ لا يؤكَّدُ بهَا استقلالاً،
    نحوُ: (جَاءَ القَوْمُ أَجْمَعُونَ، أَكْتَعُونَ، أَبْتَعُونَ، أَبْصَعُونَ)، واللَّهُ أعلمُ.
    تدريبٌ عَلَى الإعْرَابِ
    أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:
    (قرأتُ الكتابَ كلَّه).
    (زارَنَا الوزيرُ نفسُهُ).
    (سلَّمْتُ عَلَى أخيكَ عينِهِ).
    (جاءَ رجالُ الجِيشِ كلُّهُمْ أجمعونَ).
    1-قرأَ: فِعْلٌ مَاضٍ، مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى آخرِهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدة.
    والتَّاءُ ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ رفْعٍ.
    والكتابَ: مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلَّ: توكيدٌ للكتابِ، وتوكيدُ المَنْصُوبِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلّ مضافٌ.
    والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ خفضٍ.

    2-زارَ: فِعْلٌ مَاضٍ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
    نا: مَفْعُولٌ بهِ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.
    والوزيرُ: فَاعِلُ زارَ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
    ونفسُ: توكيدٌ للوزيرِ، وتوكيدُ المرفُوعِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    ونفسُ مضافٌ.
    والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ خفضٍ.

    3-سلَّمتُ: فِعْلٌ وفَاعِلٌ.
    عَلَى: حَرْفُ خَفْضٍ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
    أخِي: مَخْفُوضٌ بعلَى، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ نيابةً عن الكَسْرَةِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ.
    وأخِي مضافٌ، والكافُ ضميرُ المُخاطَبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ.
    عين: توكيدٌ لأخِي، وتوكيدُ المَخْفُوضِ مَخْفُوضٌ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وعين مضافٌ،
    والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الكسرِ فِي محلِّ خفضٍ.

    4-جاءَ: فِعْلٌ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    رجال: فَاعِلٌ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخِرِهِ.
    ورجالمضافٌ.
    والجِيش: مضافٌ إليْهِ مَخْفُوضٌ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلّ: توكيدٌ لرجال، وتوكيدُ المرفُوعِ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلّ مضافٌ.
    وهُمْ: ضميرُ جماعةٍ الغائبيْنَ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ خفضٍ،
    أجمعونَ: توكيدٌ ثانٍ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرٍ سَالِمٌ.

    أسْئِلةٌ
    س1: مَا هُوَ التّوكيدُ؟
    س2: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ التّوكيدُ؟
    س3: مثِّلْ بثلاثةِ أمثْلِةٍ مختلفةٍ للتَّوكيدِ اللفظيِّ، مَا هِيَ الألفاظُ التي تُستعملُ فِي التّوكيدِ المعنويِّ؟
    س4: مَا الذي يُشترطُ للتوكيدِ بالنّفسِ والعينِ؟
    س5: مَا الذي يُشترطُ للتوكيدِ بكلٍّ، وجميعٍ؟
    س6: هلْ يُستعملُ (أجمعونَ) فِي التّوكيدِ غيرَ مسبوقٍ بكلٍّ؟
    أعْرِب الأمثْلِةَ الآتيَةَ:
    (أيُّ إنسانٍ تُرْضَى سجاياهُ كلُّهَا؟)
    (الطّلابُ جميعُهُمْ فائزونَ).
    (رأيتُ عليّاً نفسَهُ).
    (زُرْتُ الشِّيخيْنِ أنفسَهُمَا).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 11:26 am

    البدل، وحكمه(1)
    البَدَلُ معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: العِوَضُ، تقُولُ: استبدَلْتُ كذَا بكذَا، وأبْدَلْتُ كذَا مِن كذَا؛ تريدُ أنَّكَ اسْتَعَضْتَهُ منهُ.
    وهُوَ فِي اصْطِلاحِ النَّحْويينَ:(التَّابعُ المقصودُ بالحُكمِ بلا واسطةٍ).
    وحكمُهُ أنَّهُ يتبعُ المبدَلَ منْهُ فِي إعرابِهِ.
    عَلَى معْنَى:
    -أنَّهُ إنْ كانَ المُبْدَلُ منْهُ مرْفُوعاً كانَ البدَلُ مرْفُوعاً، نحوُ: (حَضَرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُوكَ).
    -وإنْ كانَ المُبدَلُ منْهُ مَنْصُوباً كانَ البدَلُ مَنْصُوباً، نحوُ: (قَابَلْتُ إِبْرَاهِيمَ أَخَاكَ).
    -وإنْ كانَ المبدلُ منْهُ مخفوضاً كانَ البدلُ مخفوضاً، نحوُ: (أَعْجَبَتْنِي أَخْلاَقُ مُحَمَّدٍ خَالِكَ).
    -وإنْ كانَ المبدَلُ منْهُ مَجْزُوماً كانَ البدَلُ مَجْزُوماً، نحوُ: (مَنْ يَشْكُرْ رَبَّهُ يَسْجُدْ لَهُ يَفُزْ).
    أنواع البدل:
    (2) البدلُ عَلَى أرْبَعَةِ أنواعٍ:
    النّوعُ الأوَّلُ:بدلُ الكُلِّ من الكُلِّ، ويُسمَّى البدلَ المطابِقَ.
    وضابطُهُ:
    أن يكونَ البدلُ عيْنَ المبدَلِ منهُ، نحوُ: (زَارَنِي مُحَمَّدٌ عَمُّكَ).
    النّوعُ الثَّانِي:بدلُ البعضِ من الكلِّ.
    وضابطُهُ: أن يكونَ البدلُ جزءاً من المبدلِ منهُ، سواءٌ أكانَ أقلَّ من الباقي أمْ مساوياً لهُ أمْ أكثرَ منهُ، نحوُ: (حَفِظْتُ القُرْآنَ ثُلُثَهُ) أوْ (نِصْفَهُ) أوْ (ثُلُثَيْهِ) ويجبُ فِي هذَا النّوعِ أن يضافَ إلَى ضميرٍ عائدٍ إلَى المبدَلِ منهُ، كمَا رأيتَ.
    النّوعُ الثَّالثُ: بدلُ الاشتمالِ.
    وضابطُهُ: أن يكونَ بيْنَ البدلِ والمبدَلِ منْهُ ارتباطٌ بغيرِ الكليَّةِ والجزئيَّةِ، ويجبُ فيهِ إضافةُ البدلِ إلَى ضميرٍ عائدٍ إلَى المبدَلِ منْهُ أيضاً، نحوُ: (أَعْجَبَتْنِي الجَارِيَةُ حَدِيثُهَا) و(نَفَعَنِي الأُسْتَاذُ حُسْنُ أَخْلاَقِهِ).
    النّوعُ الرَّابعُ: بدلُ الغلَطِ.
    وهذَا النّوعُ عَلَى ثلاثةِ أضرُبٍ:
    1-بدلُ البدَاءِ.
    وضابطُهُ: أن تقصدَ شيئاً فتقُولُهُ، ثُمَّ يظهرُ لكَ أنَّ غيرَهُ أَفْضَلُ منْهُ فتعدِلُ إليْهِ.
    وذلكَ كمَا لوْ قلْتَ: (هَذِهِ الجَارِيَةُ بَدْرٌ) ثُمَّ قلْتَ بعْدَ ذلكَ: (شَمْسٌ).
    2-بدلُ النِّسْيانِ.
    وضابطُهُ: أن تبنِيَ كلامَكَ فِي الأوَّلِ عَلَى ظنٍّ، ثُمَّ تعلَمَ خطأَهُ فتعِدَلَ عنْهُ.
    كمَا لوْ رأيتَ شبحاً مِن بعيدٍ فظننْتَهُ إنساناً فقلْتَ: (رَأَيْتُ إِنْسَاناً) ثُمَّ قَرُبَ مِنْكَ فوجدتَهُ (فَرَساً) فقلْتَ: (فَرَساً).
    3-بدلُ الغلَطِ.
    وضابطُهُ: أن تريدَ كلاماً فيسبِقَ لسانُكَ إلَى غيرِهِ وبعْدَ النّطقِ تعدِلُ إلَى مَا أردْتَ أوَّلاً.
    نحوُ: (رَأَيْتُ مُحَمَّداً الفَرَسَ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 1:55 pm

    عدد المنصوبات وأمثلتها
    (1)يُنْصَبُ الاسْمُ إذَا وقعَ فِي موقعٍ مِن خمسةَ عشَرَ موقعاً.
    وسنتكلَّمُ عَلَى كلِّ واحدٍ مِن هذِهِ المواقعِ فِي بابٍ يخصُّهُ، عَلَى النّحوِ الذي سلكْنَاهُ فِي أبوابِ المرْفُوعَاتِ، ونضربُ لهَا ههنا الأمثِلَةَ بقصدِ البيانِ والإيضاحِ.
    (2) 1- أن يقعَ مفعولاً بهِ، نحوُ: (نُوحاً) مِن قولِهِ تعالَى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً}.
    (3)2-أن يقعَ مصدراً، نحوُ: (جَذَلاً) مِنْ قوْلِكَ: (جَذِلَ مُحَمَّدٌ جَذَلاً).
    (4) 3-أن يكونَ ظرفَ مكانٍ أوْ ظرفَ زمانٍ:
    فالأوَّلُ نحوُ: (أَمَامَ الأُسْتَاذِ)، مِنْ قوْلِكَ: (جَلَسْتُ أَمَامَ الأُسْتَاذِ).
    والثَّانِي نحوُ: (يَوْمَ الخَمِيسِ) مِنْ قوْلِكَ: (حَضَرَ أَبِي يَوْمَ الخَمِيسِ).
    (5) 4-أن يقعَ حالاً، نحوُ: (ضَاحِكاً) مِن قولِهِ تعالَى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً}.
    (6) 5-أن يقعَ تمييزاً، نحوُ: (عرَقَاً) مِنْ قوْلِكَ: (تصبَّبَ زَيْدٌ عَرَقاً).
    (7) 6-أن يقعَ مستثنًى، نحوُ: (مُحَمَّداً) مِنْ قوْلِكَ: (حَضَرَ القوْمُ إلاَّ مُحَمَّداً).
    (8) 7-أن يقعَ اسماً للا النَّافيةِ، نحوُ: (طَالِبَ عِلْمٍ) مِنْ قوْلِكَ: (لا طَالِبَ عِلْمٍ مَذْمومٌ).
    (9) 8-أن يقعَ منادًى، نحوُ: (رسولَ اللَّهِ) مِنْ قوْلِكَ: (يا رَسُولَ اللَّهِ).
    (10) 9- أن يقعَ مفعولاً لأجلِهِ، نحوُ: (تَأديباً) مِنْ قوْلِكَ: (عنَّفَ الأُستاذُ التِّلميذَ تأديباً).
    (11) 10- أن يقعَ مفعولاً مَعَهُ، نحوُ: (المصباحَ) مِنْ قوْلِكَ: (ذاكَرْتُ والمصْباحَ).
    (12) 11-أن يقعَ خبراً لكانَ أوْ إحدَى أخواتِهَا، أو اسماً لإنَّ أوْ لإحدَى أخواتِهَا.
    فالأوَّلُ نحوُ: (صَديقاً) مِنْ قوْلِكَ: (كانَ إبْراهيمُ صَديقاً لِعَليٍّ).
    والثَّانِي نحوُ: (مُحَمَّداً) مِنْ قوْلِكَ: (ليْتَ مُحَمَّداً يَزُورُنا).
    (13) 12- أن يقعَ نعتاً لمَنْصُوبٍ، نحْوُ (الْفاضِلَ) مِنْ قوْلِكَ: (صَاحَبْتُ مُحَمَّداً الفاضِلَ).
    (14) 13- أن يقعَ معطوفاً عَلَى منصوبٍ، نحوُ: (بَكْراً) مِنْ قوْلِكَ: (ضَرَبَ خالِدٌ عَمْراً وبكْراً).
    (15) 14- أن يقعَ توكيداً لمَنْصُوبٍ، نحوُ: (كُلَّهُ) مِنْ قوْلِكَ: (حَفِظْتُ القُرْآنَ كُلَّهُ).
    (16) 15- أن يقعَ بدلاً مِن مَنْصُوبٍ، نحْوُ (نِصْفَهُ) مِن قولِهِ تعالَى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً}.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 1:55 pm

    المفعول به(17)
    المَفْعُولُ بهِ يُطلَقُ عنْدَ النَّحْويِّينَ عَلَى مَا استجمْعَ ثلاثةَ أمورٍ: (18)
    أن يكونَ اسماً؛ فلا يَكُونُ المَفْعُولُ بهِ فعلاً ولا حرفاً.(19)
    أن يكونَ مَنْصُوباً؛ فلا يَكُونُ المَفْعُولُ بهِ مرْفُوعاً ولا مجروراً.
    والثَّالثُ: أن يكونَ فِعْلُ الفَاعِلِ قدْ وَقَعَ عَلَيْهِ، والمُرَادُ بوقوعِهِ عَلَيْهِ تَعَلُّقُهُ بهِ،
    سواءٌ أكانَ ذلكَ:
    -مِن جهةِ الثُّبوتِ، نحوُ: (فَهِمْتُ الدَّرْسَ).
    -أمْ كانَ عَلَى جهةِ النّفيِ، نحوُ: (لَمْ أَفْهَمِ الدَّرْسَ).
    أنواع المفعول به:(20)
    ينقسمُ المَفْعُولُ بهِ إلَى قِسْمَيْنِ:
    الأوَّلُ: الظَّاهرُ.
    والثَّانِي: المضمرُ.
    وقدْ عرفْتَ:
    أنَّ الظَّاهرَ:مَا يدُلُّ عَلَى معنَاهُ بدونِ احتياجٍ إلَى قرينةِ تَكَلُّمٍ أوْ خطابٍ أوْ غيبةٍ.
    وأنَّ المضمَرَ: مَا لا يدلُّ عَلَى معنَاهُ إلاَّ بقرينةٍ مِن هذِهِ القرائنِ الثّلاثِ.
    فمِثالُ الظَّاهرِ: (ضَرَبَ مُحَمَّدٌ بَكْراً) و(يَضْرِبُ خَالِدٌ عَمْراً) و(قَطَفَ إسماعيلُ زَهْرَةً) و(يَقْطِفُ إِسْمَاعِيلُ زَهْرَةً).
    وينقسمُ المضمرُ المَنْصُوبُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    الأوَّلُ:المُتَّصلُ.
    والثَّانِي:المنفصلُ.
    أمَّا المُتَّصلُ فهُوَ: مَا لا يُبْتَدَأُ بهِ الكلاَمُ ولا يصحُّ وقوعُهُ بعْدَ (إلاَّ) فِي الاختيارِ.
    وأمَّا المنفصلُ فهُوَ:مَا يُبْتَدَأُ بهِ الكلاَمُ ويصحُّ وقوعُهُ بعْدَ (إلاَّ) فِي الاختيارِ.
    وللمُتَّصلِ اثنَا عشَرَ لفظاً: الأوَّلُ:
    الياءُ، وَهِيَ للمتكلِّمِ الواحدِ، ويجبُ أن يُفْصلَ بينهَا وبيْنَ الفِعْلِ بنونٍ تُسمَّى نونَ الوقايةِ، نحوُ: (أطاعنِي مُحَمَّدٌ) و(يُطيعُنِي بكرٌ) و(أَطِعْنِي يا بَكْرُ).
    والثَّانِي: (نا) وهُوَ للمتكلِّمِ المعظِّمِ نَفْسَهُ أوْ مَعَهُ غيرُهُ نحوُ: (أطاعَنَا أَبْناؤُنَا).
    والثَّالثُ: الكافُ المفتوحةُ وَهِيَ للمُخاطَبِ المُفرَدِ المُذكَّرِ، نحوُ: (أَطَاعَكَ ابْنُكَ).
    والرَّابعُ: الكافُ المكسورةُ وَهِيَ للمخاطَبةِ المُفرَدةِ المؤنَّثةِ، نحوُ: (أَطَاعَكِ ابْنُكِ).
    والخامسُ:الكافُ المُتَّصلُ بهَا الميمُ والألفُ، وَهِيَ للمُثنَّى المُخاطَبِ مطلقاً، نحوُ: (أَطاعَكُما).
    والسَّادسُ:الكافُ المُتَّصلُ بهَا الميمُ وحدهَا، وَهِيَ لجماعةِ الذّكورِ المخاطَبينَ، نحوُ: (أطاعَكُمْ).
    والسَّابعُ:الكافُ المُتَّصلُ بهَا النُّونُ المشَدَّدَةُ، وَهِيَ لجماعةِ الإناثِ المخاطَباتِ، نحوُ: (أطاعَكُنَّ).
    والثَّامنُ:الهاءُ المضمومةُ، وَهِيَ للغائبِ المُفرَدِ المُذكَّرِ، نحوُ: (أَطاعَهُ).
    والتَّاسعُ: الهاءُ المُتَّصلُ بهَا الألفُ، وَهِيَ للغائبةِ المُفرَدةِ المؤنَّثةِ، نحوُ: (أطاعَهَا).
    والعاشرُ: الهاءُ المُتَّصلُ بهَا الميمُ والألفُ، وَهِيَ للمُثنَّى الغائبِ مطلقاً، نحوُ: (أطاعَهُمَا).
    والحادِي عشَرَ:الهاءُ المُتَّصلُ بهَا الميمُ وحْدَهَا، وَهِيَ لجماعةِ الذّكورِ الغائِبينَ، نحوُ: (أطاعَهُمْ).
    والثَّانِي عشرَ: الهاءُ المُتَّصلُ بهَا النُّونُ المُشَدَّدَةُ، وَهِيَ لجماعةِ الإناثِ الغائباتِ، نحوُ: (أَطاعَهُنَّ).
    وللمنفصلِ: اثنا عشرَ لفظاً أيضاً، وَهِيَ:
    (إيَّا) مُرْدَفَةً بالياءِ للمتكلِّمِ وحدَهُ.
    أوْ (نا) للمُعظِّمِ نَفْسَهُ، أوْ مَعَ غيرِهِ.
    أوْ بالكافِ مفتوحةً للمُخاطَبِ المُفرَدِ المُذكَّرِ.
    أوْ بالكافِ مكسورةً للمخاطَبةِ المُفرَدةِ المؤنَّثةِ.
    ولا يخفَى عليكَ معرفةُ الباقِي.
    والصَّحِيحُ أنَّ الضَّميرَ هُوَ (إِيَّا)
    وأنَّ مَا بعدَهُ لَواحِقُ تدلُّ عَلَى التّكلُّمِ أو الخطابِ أو الغيبةِ، تقُولُ: (إيِاَّيَ أَطَاعَ التَّلاَمِيذُ) و(مَا أَطَاعَ التَّلاَمِيذُ إِلاَّ إِيَّايَ) ومنْهُ قوْلُهُ تعالَى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وقوْلُهُ سبحانَهُ وتعالَى: {أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 1:56 pm

    المصدر
    (21) قدْ عرَّفَ المُؤلِّفُ المصدرَ بأنَّهُ:
    الذي يجيءُ ثالثاً فِي تصريفِ الفِعْلِ.
    ومعْنَى ذلكَ أنَّهُ لوْ قالَ لكَ قائلٌ: صَرِّفْ (ضَرَبَ) مثلاً، فإنَّكَ تذكرُ المَاضِيَ أوَّلاً، ثُمَّ تجيءُ بالمُضَارِعِ، ثُمَّ بالمصدرِ، فتقُولُ: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً.
    وليْسَ الغرضُ ههنا معرفةَ المصدرِ لذاتِهِ، وإنَّمَا الغرضُ معرفةُ المَفْعُولِ المطلقِ، وهُوَ يَكُونُ مصدراً، وهُوَ عبارةٌ عنْ:
    مَا لَيْسَ خَبَراً مِمَّا دَلَّ عَلَى تَأْكِيدِ عَامِلِهِ، أَوْ نَوْعِهِ، أَوْ عَدَدِهِ.
    فقولُنَا: (ليْسَ خبراً) مُخْرِجٌ لمَا كانَ خبراً من المصادرِ، نحْوُ قوْلِكَ: (فَهْمُكَ فَهْمٌ دَقِيقٌ).
    وقولُنَا:(ممَّا دلَّ... إلخ)يفيدُ أنَّ المَفْعُولَ المطلقَ ثلاثةُ أنواعٍ:
    الأوَّلُ: المُؤكِّدُ لعاملِهِ، نحوُ: (حَفِظْتُ الدَّرْسَ حِفْظاً)، ونحوُ: (فَرِحْتُ بِقُدُومِكَ جَذلاً).
    والثَّانِي: المبيِّنُ لنوعِ العاملِ، نحوُ: (أَحْبَبْتُ أُسْتَاذِي حُبَّ الوَلَدِ أَبَاهُ)، ونحوُ: (وَقَفْتُ لِلأُسْتَاذِ وُقُوفَ المُؤَدَّبِ).
    والثَّالثُ: المبيِّنُ للعددِ، نحوُ: (ضَرَبْتُ الكَسُولَ ضَرْبَتَيْنِ)، ونحوُ: (ضَرَبْتُهُ ثَلاَثَ ضَرْبَاتٍ).
    أنواع المفعول المطلق:
    (22)ينقسمُ المصدرُ الذي يُنْصَبُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ مطلقٌ إلَى قِسْمَيْنِ:
    القِسْمُ الأوَّلُ:
    مَا يوافقُ الفِعْلَ النَّاصبَ لهُ فِي لفظِهِ، بأنْ يكونَ مشتمِلاً عَلَى حروفِهِ، وفِي معنَاهُ أيضاً بأنْ يكونَ المعْنَى المُرَادُ من الفِعْلِ هُوَ المعْنَى المُرَادَ من المصدرِ، وذلكَ نحوُ: (قَعَدْتُ قُعُوداً)، و(ضَرَبْتُهُ ضَرْباً) و(ذَهَبْتُ ذَهَاباً) ومَا أشبَهَ ذلكَ.
    والقِسْمُ الثَّانِي
    : مَا يوافقُ الفِعْلَ النَّاصبَ لهُ فِي معناهُ، ولا يوافقُهُ فِي حروفِهِ، بأنْ تكُونَ حروفُ المصدرِ غيرَ حروفِ الفِعْلِ، وذلكَ نحوُ: (جَلَسْتُ قُعُوداً) فإنَّ معْنَى: (جَلَسَ) هُوَ معْنَى القعودِ، وليسَتْ حروفُ الكلمتينِ واحدةً، ومثلُ ذلكَ: (فَرِحْتَ جَذَلاً) و(ضَرَبْتُهُ لَكْمًا)، و(أَهَنْتُهُ احْتِقَاراً)، و(قُمْتُ وُقُوفاً) ومَا أشبَهَ ذلكَ.
    واللَّهُ سبحانَهُ وتعالَى أعلَى وأعلمُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 1:56 pm

    ظرف الزمان وظرف المكان(1)
    الظّرفُ معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: الوِعاءُ.
    والمُرَادُ بهِ فِي عُرْفِ النّحاةِ:المفعولُ فيهِ،
    وهُوَ نوعانِ:
    الأوَّلُ: ظرفُ الزّمانِ.
    والثَّانِي: ظرفُ المكانِ.
    (2) أمَّا ظرفُ الزّمانِ:فهُوَ عبارةٌ عن الاسْمِ الذي يدلُّ عَلَى الزّمانِ المَنْصُوبِ باللفظِ الدَّالِ عَلَى المعْنَى الواقعِ ذلكَ المعْنَى فيهِ، بملاحظةِ معْنَى (فِي) الدَّالةِ عَلَى الظّرفيةِ، وذلكَ مثلُ قوْلِكَ: (صُمْتُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ) فإنَّ (يَوْمَ الاثْنَيْنِ) ظرفُ زمانٍ مَفْعُولٌ فيهِ، وهُوَ مَنْصُوبٌ بقوْلِكَ: (صُمْتُ) وهذَا العَامِلُ دالٌّ عَلَى معنًى وهُوَ الصِّيامُ، والكلامُ عَلَى ملاحظةِ معْنَى (فِي)
    أيْ: أنَّ الصِّيامَ حَدَثَ فِي اليومِ المذكورِ؛ بخلافِ قولِهم: (يخافُ الكَسولُ يومَ الامتحانِ) فإنَّ معْنَى ذلكَ أنَّهُ يخافُ نَفْسَ يومِ الامتحانِ وليْسَ معنَاهُ أنَّهُ يخافُ شيئاً واقعاً فِي هذَا اليومِ.
    واعلَمْ أنَّ الزّمانَ ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    الأوَّلُ المختَصُّ.
    والثَّانِي: المُبْهَمُ.
    أمَّا المُخْتَصُّ فهُوَ (مَا دَلَّ عَلَى مِقْدَارٍ مُعَيَّنٍ مَحْدُودٍ مِنَ الزَّمَانِ).
    وأمَّا المُبْهَمُ فهُوَ: (مَا دَلَّ عَلَى مِقْدَارٍ غَيْرِ مُعَيَّنٍ وَلا مَحْدُودٍ).
    ومِثالُ المختصِّ:
    الشّهرُ، والسَّنَةُ، واليومُ، والعامُ، والأسبوعُ.
    ومِثالُ المبهَمِ:
    اللحظةُ، والوقتُ، والزّمانُ، والحِينُ.
    وكلُّ واحدٍ مِن هذينِ النّوعينِ يجوزُ انتصابُهُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ.
    وقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ من الألفاظِ الدَّالَّةِ عَلَى الزّمانِ اثنيْ عشَرَ لفظاً.
    (3) الأوَّلُ: (اليَوْمَ) وهُوَ طلوعُ الفجرِ إلَى غروبِ الشّمسِ، تقُولُ: (صُمْتُ اليَوْمَ) أوْ (صُمْتُ يَوْمَ الخَمِيسِ) أوْ (صُمْتُ يَوْماً طَوِيلاً).
    (4) والثَّانِي: (اللَّيْلَةَ) وَهِيَ مِن غروبِ الشّمسِ إلَى طلوعِ الفجرِ، تقُولُ: (اعْتَكَفْتُ اللَّيْلَةَ البَارِحَةَ) أوْ (اعْتَكَفْتُ لَيْلَةً) أوْ (اعْتَكَفْتُ لَيْلَةَ الجُمْعَةِ).
    (5) الثَّالثُ: (غُدْوَةً) وَهِيَ الوقتُ مَا بيْنَ صلاةِ الصّبحِ وطلوعِ الشّمسِ، تقُولُ: (زَارَنِي صَدِيقِي غُدْوَةَ الأَحَدِ) أوْ (زَارَنِي غُدْوَةً).
    (6) الرَّابعُ: (بُكْرَةً) وَهِيَ أوَّلُ النّهارِ، تقُولُ: (أَزُورُكَ بُكْرَةَ السَّبْتِ)، و(أَزُورُكَ بُكْرَةً).
    (7) الخامسُ: (سَحَراً) وهُوَ آخرُ الليلِ قُبْيَلَ الفجرِ، تقُولُ: (ذَاكَرْتُ دَرْسِي سَحَراً).
    (8) السَّادسُ: (غَداً) وهُوَ اسْمٌ لليومِ الذي بعْدَ يومِكَ الذي أنتَ فيهِ، تقُولُ: (إِذَا جِئْتَنِي غَداً أَكْرَمْتُكَ).
    (9) السَّابعُ: (عَتَمَةً) وَهِيَ اسْمٌ لثلثِ الليلِ الأوَّلِ، تقُولُ: (سَأَزُورَكَ عَتَمَةً).
    (10) الثَّامنُ: (صَبَاحاً) وهُوَ اسْمُ الوقتِ الذي يبتدئُ مِن أوَّلِ نصفِ الليلِ الثَّانِي إلَى الزّوالِ، تقُولُ: (سَافَرَ أَخِي صَبَاحاً).
    (11) التَّاسعُ: (مَسَاءً) وهُوَ اسْمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ من الزّوالِ إلَى نصفِ الليلِ، تقُولُ: (وَصَلَ القِطَارُ بِنَا مَسَاءً).
    (12)العاشرُ: (أَبَداً).
    والحادِي عشرَ: (أَمَداً): وكلٌّ منهمَا اسْمٌ للزمانِ المستقْبَلِ الذي لا غايَّةَ لانتهائِهِ، تقُولُ: (لا أَصْحَبُ الأَشْرَارَ أَبَداً) و(لا أَقْتَرِفُ الشَّرَّ أَمَداً).
    (13)الثَّانِي عشَرَ: (حِيناً) وهُوَ اسْمٌ لزمانٍ مبهمٍ غيرِ معلومِ الابتداءِ ولا الانتهاءِ، تقُولُ: (صَاحَبْتُ عَلِيًّا حِيناً مِنَ الدَّهْرِ).
    (14) ويُلْحَقُ بذلكَ مَا أشبهَهُ مِن كلِّ اسمٍ دَالٍّ عَلَى الزّمانِ:
    سواءٌ أكانَ مختصّاً
    مثلُ: ضَحْوَةِ، وضحى.
    أمْ كانَ مبهماً
    مثلُ: وقْتٍ، وساعةٍ، ولحظةٍ، وزمانٍ، وبُرْهَةِ.
    فإنَّ هذِهِ ومَا ماثَلَهَا يجوزُ نصبُ كلِّ واحدٍ منْهَا عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 1:57 pm

    ظرف المكان
    (15) قدْ عرفتَ فيمَا سبَقَ
    ظرفَ الزّمانِ، وأنَّهُ ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    -مختصٌّ.
    -ومُبْهَمٌ.
    وعرفْتَ أنَّ كلَّ واحدٍ منهمَا يجوزُ نصبُهُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ.
    واعلَمْ هُنا أنَّ ظرفَ المكانِ عبارةٌ عن:
    الاسْمِ الدَّالِّ عَلَى المَكَانِ، المَنْصُوبِ باللفظِ الدَّالِّ عَلَى المعْنَى الواقعِ فيهِ بملاحظةِ معْنَى (فِي) الدَّالةِ عَلَى الظّرفيةِ.
    وهُوَ أيضاً ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    -مختصٌّ.
    -ومُبْهَمٌ.
    أمَّا المختصُّ فهُوَ:
    مَا لهُ صورةٌ وحدودٌ محصورةٌ مثل: الدَّار، والمسجد، والحديقة، والبستان؛
    وأمَّا المبهمُ فهُوَ:
    مَا ليْسَ لهُ صورةٌ ولا حدودٌ محصورةٌ مثلُ: وراءَ، وأمامَ.
    ولا يجوزُ أن يُنْصَبَ عَلَى أنَّهُ مفْعُولٌ فيهِ مِن هذينِ القسمينِ إلاَّ الثَّانِي، وهُوَ المبهمُ.
    أمَّا الأوَّلُ -وهُوَ المختصّ- فيجبُ جَرُّهُ بحَرْفِ جرٍّ يدلُّ عَلَى المرادِ، نحوُ: (اعْتَكَفْتُ فِي المَسْجِدِ) و(زُرْتُ عَلِيًّا فِي دَارِهِ).
    وقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ من الألفاظِ الدَّالَّةِ عَلَى المكانَِ ثلاثةَ عشرَ لفظاً:
    (16)الأوَّلُ: (أمامَ) نحوُ: (جَلَسْتُ أَمَامَ الأُسْتَاذِ مُؤَدَّباً).
    (17) الثَّانِي: (خَلْفَ) نحوُ: (سَارَ المُشَاةُ خَلْفَ الرُّكْبَانِ).
    (18) الثَّالثُ: (قُدَّامَ) نحوُ: (مَشَى الشُّرْطِيُّ قُدَّامَ الأَمِيرِ).
    (19) الرَّابعُ: (وَرَاءَ) نحوُ: (وَقَفَ المُصَلُّونَ بَعْضُهُمْ وَرَاءَ بَعْضٍ).
    (20) الخامسُ: (فَوْقَ) نحوُ: (جَلَسْتُ فَوْقَ الكُرْسِيِّ).
    (21) السَّادسُ: (تَحْتَ) نحوُ: (وَقَفَ القِطُّ تَحْتَ المَائِدَةِ).
    (22) السَّابعُ: (عِنْدَ) نحوُ: (لِمُحَمَّدٍ مَنْـزِلَةٌ عِنْدَ الأُسْتَاذِ).
    (23) الثَّامنُ: (مَعَ) نحْوُ: (سَارَ مَعَ سُلَيْمَانَ أَخُوهُ).
    (24) التَّاسعُ: (إِزَاءَ) نحوُ: (لَنَا دَارٌ إِزَاءَ النِّيلِ).
    (25) العاشرُ: (حِذَاءَ) نحوُ: (جَلَسَ أَخِي حِذَاءَ أَخِيكَ).
    (26) الحاديَ عشرَ: (تِلْقَاءَ) نحوُ: (جَلَسَ أَخِي تِلْقَاءَ دَارِ أَخِيكَ).
    (27) الثَّانِي عشرَ: (ثَمَّ) نحْوُ قوْلِ اللَّهِ تعالَى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ}.
    (28) الثَّالثَ عشرَ: (هُنَا) نحْوُ قوْلِكَ: (جَلَسَ مُحَمَّدٌ هُنَا لَحْظَةً).
    ومثلُ هذِهِ الألفاظِ كلُّ مَا دلَّ عَلَى مكانٍ مُبْهَمٍ، نحوُ:
    يَمِينٍ، وَشِمَالٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 1:58 pm

    الحال
    (29) الحالُ فِي اللُّغَةِ:مَا عَلَيْهِ الإِنْسَانُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.
    وهُوَ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الاسمِ، الفَضْلَةِ، المَنْصُوبِ، المفسِّرِ لمَا انبَهَمَ من الهيئاتِ.
    (30) وقولُنا: (الاسمُ)
    يشملُ:الصّريحَ مثلُ (ضَاحِكاً) فِي قوْلِكَ: (جَاءَ مُحَمَّدٌ ضَاحِكاً).
    ويشملُ: المؤوَّلَ بالصّريحِ مثلُ (يَضْحَكُ) فِي قوْلِكَ: (جَاءَ مُحَمَّدٌ يَضْحَكُ) فإنَّهُ فِي تأويلِ قوْلِكَ: (ضَاحِكاً) وكَذَلِكَ قولُنا: (جَاءَ مُحَمَّدٌ مَعَهُ أَخُوهُ) فإنَّهُ فِي تأويلِ قوْلِكَ: (مُصَاحِباً لأَخِيهِ).
    وقولُنا: (الفَضْلَةُ) معنَاهُ أنَّهُ ليْسَ جزءاً من الكلامِ؛ فخرجَ بهِ الخبرُ.
    (31) وقولُنا: (المَنْصُوبُ) خرجَ بهِ المرفُوعُ والمجرورُ.
    وإنَّمَا يُنْصَبُ الحالُ بالفِعْلِ أوْ شبهِ الفِعْلِ: كاسْمِ الفَاعِلِ، والمصدرِ، والظّرفِ، واسْمِ الإشارةِ.
    (32) وقولُنا: (المفسِّرُ لمَا انبهَمَ من الهيئاتِ) معنَاهُ أنَّ الحالَ يفسِّرُ مَا خفِيَ واستترَ مِن صفاتِ ذوِي العقلِ أوْ غيرِهم.
    -ثُمَّ إنَّهُ قدْ يَكُونُ بياناً لصفةِ الفَاعِلِ، نحوُ: (جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ رَاكِباً).
    -أوْ بياناً لصفةِ المَفْعُولِ بهِ، نحوُ: (رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً).
    -وقدْ يَكُونُ محتملاً للأمرينِ جميعاً، نحوُ: (لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ رَاكِباً).
    وكمَا يجيءُ الحالُ من الفَاعِلِ والمَفْعُولِ بهِ:
    -فإنَّهُ يجيءُ من الخبرِ، نحوُ: (أَنْتَ صَدِيقِي مُخْلِصاً).
    -وقدْ يجيءُ من المجرورِ بحَرْفِ الجرِّ، نحوُ: (مَرَرْتُ بِهِنْدٍ رَاكِبَةً).
    -وقدْ يجيءُ من المجرورِ بالإضَافَةِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً}:
    فَحَنِيفاً: حَالٌ مِن إبراهيمَ، وإبراهيم مجرورٌ بالفَتْحَةِ نيابةً عن الكَسْرَةِ، وهُوَ مجرورٌ بإضافةِ (ملَّة) إليْهِ.
    شروط الحال، وشروط صاحبها
    (33)يجبُ فِي الحالِ أن يكونَ نكرةً، ولا يجوزُ أن يكونَ معرفةً، وإذَا جاءَ تركيبٌ فيهِ الحالُ معرفةٌ فِي الظَّاهرِ،
    فإنَّهُ يجبُ تأويلُ هذِهِ المعرفةِ بنكرةٍ، مثلُ قولِهم: (جَاءَ الأَمِيرُ وَحْدَهُ):
    فإنَّ (وَحْدَهُ) حالٌ من الأميرِ، وهُوَ معرفةٌ بالإضَافَةِ إلَى الضّميرِ، ولكنَّهُ فِي تأويلِ نكرةٍ هِيَ قوْلُكَ: (مُنْفَرِداً) فكأنَّكَ قلْتَ: (جَاءَ الأَمِيرُ مُنْفَرِداً).
    ومثلُ ذلكَ قولُهم: (أَرْسَلَهَا العِرَاكَ)، أيْ: مُعْتَرِكَةً، و(جَاؤُوا الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ) أيْ: مُتَرَتِّبينِ.
    والأصلُ فِي الحالِ أن يجيءَ بعْدَ استيفاءِ الكلامِ، ومعْنَى استيفاءِ الكلامِ: أن يأخذَ الفِعْلُ فاعلَهُ، والمبتدأُ خبرَهُ.


    وَرُبَّمَا وَجَبَ تقديمُ الحالِ عَلَى جميعِ أجزاءِ الكلامِ،
    كمَا إذَا كانَ الحالُ اسْمَ استفهامٍ، نحوُ: (كَيْفَ قَدِمَ عَلِيٌّ):


    فكيفَ: اسْمُ استفهامٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ نصْبٍ حالٌ مِن عليّ، ولا يجوزُ تأخيرُ اسْمِ الاستفهامِ.
    ويُشترطُ فِي صاحبِ الحالِ أن يكونَ معرفةً، فلا يجوزُ أن يكونَ نكرةً بغيرِ مسوِّغٍ.


    وممَّا يسوِّغُ مجيءَ الحالِ من النّكرةِ أن تتقدَّمَ الحالُ عليْهَا،
    كقولِ الشَّاعرِ:



    لِمَيَّةَ مُوحِشاً طَلَلٌ = يَلُوحُ كـَأَنَّهُ خـِلـَلُ
    فموحشاً: حالٌ مِن (طَلَل)، وطلل نكرةٌ، وسوَّغَ مجيءُ الحالِ منْهُ تقدُّمُهَا عَلَيْهِ.
    وممَّا يسوِّغُ مجيءَ الحالِ من النّكرةِ أن تخصَّصَ هذِهِ النّكرةُ بإضافةٍ أوْ وصفٍ:


    فمِثالُ الأوَّلِ
    قوْلُهُ تعالَى: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً}:


    فَسَوَاءً: حالٌ مِن (أَرْبَعَةِ) وهُوَ نكرةٌ، وساغَ مجيءُ الحالِ منْهَا لكونِهَا مُضافَةً.


    ومِثالُ الثَّانِي
    قولُ الشَّاعرِ:



    نَجَّيْتَ يَا رَبِّ نُوحاً وَاسْتَجَبْتَ لَهُ = فـِي فـُلُكٍ مَاخِرٍ فِي اليَمِّ مَشْحُونَا
    تدريبٌ عَلَى الإعرابِ
    أعْرِب الجملتينِ الآتيتينِ:
    (لَقِيَتْنِي هندٌ باكيَّةً)، (لبستُ الثّوبَ جديداً).


    الجوابُ:
    1-لقِيَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    والتَّاءُ عَلامَةُ التَّأنيثِ.
    والنُّونُ للوقايَةِ.

    والياءُ ضميرُ المُتكلِّمِ مَفْعُولٌ بهِ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.

    وهندٌ: فَاعِلُ لقِيَ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    وباكيَّةً: حالٌ مبيِّنٌ لهيئةِ الفَاعِلِ مَنْصُوبٌ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.


    2-لبس: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى آخرِهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ المأتِيِّ بهِ لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدةِ.
    والتَّاءُ ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ رفْعٍ.


    والثّوبَ: مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    جديداً: حالٌ مبيِّنٌ لهيئةِ المَفْعُولِ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 11:51 pm

    التمييز
    (1) للتميِيزِ فِي اللُّغَةِ معنيانِ:
    الأوَّلُ: التّفسيرُ مطلقاً، تقُولُ: ميّزتُ كذا، تريدُ أنَّكَ فسَّرْتَهُ.

    والثَّانِي:فَصْلُ بعضِ الأمورِ عن بعضٍ، تقُولُ: مَيَّزْتُ القَوْمَ، تريدُ أنَّكَ: فَصَلْتَ بعضَهُمْ عن بعضٍ.


    والتّمييزُ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الاسمِ، الصّريحِ، المَنْصُوبِ، المُفَسِّرِ لِمَا انْبَهَمَ من الذَّواتِ أو النّسَبِ.


    فقولُنا: (الاسمُ) معنَاهُ أنَّ التّمييزَ لا يَكُونُ فعلاً ولا حرفاً.
    وقولُنا: (الصّريحُ) لإخراجِ الاسْمِ المؤوَّلِ، فإنَّ التّمييزَ لا يَكُونُ جملةً ولا ظرفاً، بخلافِ الحالِ كمَا سبَقَ فِي بابِهِ.
    وقولُنا: (المفسِّرُ لِمَا انبهمَ من الذّواتِ أو النِّسَبِ) يشيرُ إلَى أنَّ التّمييزَ عَلَى نوعينِ:


    الأوَّلُ: تمييزُ الذَّاتِ.
    والثَّانِي: تمييزُ النِّسْبَةِ.




    أمَّا تمييزُ الذَّاتِ
    - ويُسمَّى أيضاً تمييزَ المُفرَدِ- فهُوَ مَا رَفَعَ إِبْهَامَ اسْمٍ مَذْكُورٍ قَبْلَهُ مُجْمَلِ الحَقِيقَة.

    ويكونُ بعْدَ العددِ،
    نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً}، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}.


    أوْ بعْدَ المقاديرِ:
    -من الموزوناتِ، نحوُ: (اشْتَرَيْتُ رَطَلاً زَيتاً).
    - أو المَكِيلاتِ، نحوُ: (اشْتَرَيْتُ إِرْدَبًّا قَمْحاً).
    -أو المساحاتِ، نحوُ: (اشْتَرَيْتُ فَدَّاناً أَرْضاً).


    وأمَّا تمييزُ النِّسْبةِ
    -ويُسمَّى أيضاً تمييزَ الجملةِ- فهُوَ مَا رَفَعَ إبْهَامَ نِسْبَةٍ فِي جُمْلَةٍِ سَابِقَةٍ عَلَيْهِ.

    وهُوَ ضربانِ:
    الأوَّلُ:مُحَوَّلٌ.

    والثَّانِي:غيرُ محوَّلٍ.



    فأمَّا المحوَّلُ فهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:


    النّوعُ الأوَّلُ:
    المحوَّلُ عن الفاعلِ، وذلكَ نحوُ: (تَفَقَّأَ زَيْدٌ شَحْماً) الأصْلُ فيهِ (تَفَقَّأَ شَحْمُ زَيْدٍ) فحُذفَ المضافُ -وهُوَ شحْم- وأُقيمَ المضافُ إليْهِ -وهُوَ زيد- مقامَهُ، فارتفعَ ارتفاعَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بالمضافِ المحذوفِ فانتصبَ عَلَى التّمييزِ.




    النّوعُ الثَّانِي:
    المحوَّلُ عن المفعولِ، وذلكَ نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً} أصلُهُ (وَفَجَّرْنَا عُيُونَ الأَرْضِ) فَفُعِلَ فيهِ مثلُ مَا سبَقَ.




    والنّوعُ الثَّالثُ:
    المحوَّلُ عن المبتدأِ، وذلكَ نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً} وأصلُهُ (مَالِي أَكْثَرُ مِنْ مَالِكَ) فحُذفَ المضافُ، وهُوَ (مال) وأُقيمَ المضافُ إليْهِ -وهُوَ الضَّميرُ الذي هُوَ ياءُ المُتكلِّمِ- مقامَهُ فارتفعَ ارتفاعَهُ وانفصلَ؛ لأنَّ ياءَ المُتكلِّمِ ضميرٌ مُتَّصلٌ كمَا عرفْتَ، وهُوَ لا يُبْتَدَأُ بهِ، ثُمَّ جِيءَ بالمضافِ المحذوفِ فجُعِلَ تمييزاً، فصارَ كمَا ترَى.




    وأمَّا غيرُ المحوَّلِ
    فنحْوُ (امْتَلأَ الإِنَاءُ مَاءً).



    شروط التمييز


    (2)يُشترطُ فِي التّمييزِ أن يكونَ نكرةً، فلا يجوزُ أن يكونَ معرفةً، وأمَّا قولُ الشَّاعرِ:



    رَأَيـــْتـــُكَ لـــَمَّا أَنْ عـــَرَفـــْتَ وُجـــُوهـَنـــَا صَدَدْتَ وَطِبْتَ النَّفْسَ يَا قَيْسُ عَنْ عَمْرِو



    فإنَّ قولَهُ
    (النّفس) تمييزٌ، وليسَتْ (أل) هذِهِ (أل) المُعَرِّفةَ حتَّى يلزمَ منْهُ مجيءُ التّمييزِ معرفةً، بلْ هِيَ زائدةٌ لا تفيدُ مَا دخلتْ عَلَيْهِ تعريفاً؛ فهُوَ نكرةٌ، وهُوَ موافقٌ لمَا ذكرْنَا من الشّرطِ.




    ولا يجوزُ فِي التّمييزِ أن يتقدَّمَ عَلَى عاملِهِ، بلْ لا يجيءُ إلاَّ بعْدَ تمامِ الكلامِ، أيْ: بعْدَ استيفاءِ الفِعْلِ فاعلَهُ، والمبتدأِ خبرَهُ.


    تدريبٌ عَلَى الإعْرَابِ
    أعْرِب الجملتينِ الآتيتيْنِ:


    (محمَّدٌ أكرمُ مِن خالدٍ نفساً)
    ، (عندِي عشرونَ ذراعاً حريراً).


    الجوابُ:
    1-محمَّد: مبتدأٌ، مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

    أكرمُ: خبرُ المبتدأِ، مرفُوعٌ بالمبتدأِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

    مِن خالد: جَارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بأكرمَ.

    نفساً: تمييزُ نسبةٍ محوَّلٌ عن المبتدأِ مَنْصُوبٌ وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.


    2-عنْدَ: ظرفُ مكانٍ متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ مقدَّمٌ.

    وعنْدَ: مضافٌ.

    وياءُ المُتكلِّمِ :مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ خفضٍ.

    عشرونَ: مبتدأٌ مؤخَّرٌ مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ، لأنَّهُ ملحقٌ بجمْعِ المذكَّرِ السَّالِمْ.

    ذراعاً: تمييزٌ لعشرينَ، مَنْصُوبٌ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

    حريراً: تمييزٌ لذراعٍ، مَنْصُوبٌ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 11:51 pm

    الاستثناء
    (1) الاستثناءُ:معنَاهُ فِي اللُّغَةِ مطلقُ الإخراجِ.
    وهُوَ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الإخراجِ بإلاَّ أوْ إحدَى أخواتِهَا لشيءٍ لولا ذلكَ الإخراجُ لكانَ داخلاً فيمَا قبْلَ الأداةِ.


    ومِثَالُهُ
    قوْلُكَ: (نَجَحَ التَّلامِيذُ إِلاَّ عَامِراً) فقدْ أخرجتَ بقوْلِكَ: (إِلاَّ عَامِراً) أحدَ التّلاميذِ، وهُوَ عامرٌ، ولولا ذلكَ الإخراجُ لكانَ عامرٌ داخلاً فِي جملةِ التّلاميذِ النَّاجحينَ.


    واعلَمْ أنَّ أدواتِ الاستثناءِ كثيرةٌ، وقدْ ذكرَ منْهَا المُؤلِّفُ ثمانِ أدواتٍ، والَّذِي ذكرَهُ منْهَا

    عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:


    النّوعُ الأوَّلُ: مَا يَكُونُ حرفاً دائماً، وهُوَ (إلاَّ).

    والنّوعُ الثَّانِي: مَا يَكُونُ اسماً دائماً، وهُوَ أربعةٌ، وَهِيَ (سِوَى) بالقصرِ وكسْرِ السِّينِ، و(سُوَى) بالقصرِ وضمِّ السِّينِ، و(سَواءٌ) بالمدِّ وفتحِ السِّينِ، و(غَيْرُ).


    والنّوعُ الثَّالثُ: مَا يَكُونُ حرفاً تارةً ويكونُ فعلاً تارةً أخرَى.

    وَهِيَ ثلاثُ أدواتٍ،
    وَهِيَ: (خَلا) و(عَدا) و(حَاشَا).

    حكم المستثنى بإلا:
    (2) اعلَمْ أنَّ للاسْمِ الواقعِ بعْدَ (إلاَّ) ثلاثةَ أحوالٍ:

    الحالةُ الأوَّلَى: وجوبُ النَّصْبِ عَلَى الاستثناءِ.

    الحالةُ الثَّانِيةُ: جوازُ إتباعِهِ لِمَا قبْلَ (إلاَّ) عَلَى أنَّهُ بدلٌ منْهُ، مَعَ جوازِ نصبِهِ عَلَى الاستثناءِ.

    الحالةُ الثَّالِثَةُ: وجوبُ إجرائِهِ عَلَى حسبِ مَا يقتضيهِ العَامِلُ المذكورُ قبْلَ (إلاَّ).

    وبيانُ ذلكَ أنَّ الكلاَمَ الذي قبْلَ (إلاَّ):
    - إمَّا أن يكونَ تامّاً موجباً.

    - وإمَّا أن يكونَ تاماً مَنْفِيّاً.

    - وإلاَّ يَكُونُ ناقصاً ولا يَكُونُ حينئذٍ إلاَّ منفيّاً.


    ومعْنَى كونِ الكلاَمِ السَّابقِ تامّاً: أن يُذكرَ فيهِ المستثنَى منهُ.


    ومعْنَى كونِهِ ناقصاً: ألا يُذْكَرُ فيهِ المستثنَى منهُ.



    ومعْنَى كونِهِ موجَباً: ألاَّ يسبقَهُ نفْيٌّ أوْ شبهُهُ، وشبهُ النّفِيِ: النّهْيُ، والاستفهامُ.



    ومعْنَى كونِهِ منفيّاً: أن يسبقَهُ أحدُ هذِهِ الأَشْيَاءِ.



    - فإنْ كانَ الكلاَمُ السَّابقُ تامّاً موجباً
    وجبَ نصبُ الاسْمِ الواقعِ بعْدَ (إلاَّ) عَلَى الاستثناءِ نحْوُ قوْلِكَ: (قَامَ القَوْمُ إِلاَّ زَيْداً) وقوْلِكَ: (خَرَجَ النَّاسُ إِلاَّ عَمْراً):


    فزيداً وعمْرَاً: مستثنيانِ مِن كلامٍ تامٍّ لذكرِ المستثنَى منْهُ وهُوَ (القَوْمُ) فِي الأوَّلِ و(النَّاسُ) فِي الثَّانِي، والكلاَمُ مَعَ ذَلِكَ موجبٌ لعدمِ تقدُّمِ نفِيٍ أوْ شبهِهِ؛
    فوجبَ نصبُهُمَا، وهذِهِ هِيَ الحالةُ الأولَى.




    - وإنْ كانَ الكلاَمُ السَّابقُ تامّاً منفيّاً جازَ فيهِ:
    -الإتباعُ عَلَى البدليَّةِ.

    -أو النَّصْبُ عَلَى الاستثناءِ.


    نحْوُ قوْلِكَ: (مَا قَامَ القَوْمُ إِلاَّ زَيْدٌ):


    فَزَيْدٌ: مستثنًى مِن كلامٍ تامٍّ لذكرِ المستثنَى منهُ، وهُوَ القومُ،
    والكلاَمُ مَعَ ذَلِكَ منفِيٌّ لتقدُّمِ (ما) النَّافيةِ:

    -فيجوزُ فيهِ الإتباعُ؛ فنقولُ: (إِلاَّ زَيْدٌ) بالرَّفْعِ؛ لأنَّ المستثنَى منْهُ مرْفُوعٌ، وبدلُ المرفُوعِ مرْفُوعٌ.


    - ويجوزُ فيهِ عَلَى قِلَّةٍ النَّصْبُ عَلَى الاستثناءِ؛ فتقُولُ: (إلاَّ زيداً)وهذِهِ هِيَ الحالةُ الثَّانِيةُ.
    -وإنْ كانَ الكلاَمُ السَّابقُ ناقصاً، ولا يَكُونُ إلاَّ منفيّاً، كانَ المستثنَى عَلَى حسبِ مَا قبْلَ (إلاَّ) من العواملِ:
    - فإنْ كانَ العَامِلُ يقتضِي الرَّفْعَ عَلَى الفاعليَّةِ رَفَعْتَهُ عليْهَا، نحوُ: (مَا حَضَرَ إِلاَّ عَلِيٌّ).
    - وإنْ كانَ العَامِلُ يقتضِي النَّصْبَ عَلَى المفعوليَّةِ نَصَبْتَهُ عليْهَا، نحوُ: (مَا رَأَيْت إِلاَّ عَلِيًّا).
    - وإنْ كانَ العَامِلُ يقتضِي الجرَّ بحَرْفٍ مِن حروفِ الجرِّ جرَرْتَهُ بهِ، نحوُ: (مَا مَرَرْتُ إِلاَّ بِزَيْدٍ) وهذِهِ هِيَ الحالةُ الثَّالِثَةُ.

    المستثنى بغير وأخواتها:
    (3) الاسْمُ الواقعُ بعْدَ أداةٍ مِن هذِهِ الأدواتِ الأرْبَعَةِ يجبُ جرُّهُ بإضافةِ الأداةِ إليْهِ.


    أمَّا الأداةُ نفسُهَا فإنَّهَا تأخذُ حُكمَ الاسْمِ الواقعِ بعْدَ (إلاَّ)
    عَلَى التّفصيلِ الذي سبَقَ:


    -فإنْ كانَ الكلاَمُ تامّاً موجباً نَصَبْتَهَا وجوباً عَلَى الاستثناءِ، نحوُ: (قَامَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْدٍ).

    -وإنْ كانَ الكلاَمُ تامّاً منفياً أتبعتَهَا لِمَا قَبْلَهَا أوْ نصبْتَهَا، نحوُ: (مَا يَزُورُنِي أَحَدٌ غَيْرُ الأَخْيَارِ).


    أوْ:(غَيْرَ الأَخْيَارِ).


    -وإنْ كانَ الكلاَمُ ناقصاً منفيّاً أجريتَهَا عَلَى حسبِ العواملِ، نحوُ: (لا تَتَّصِلْ بِغَيْرِ الأَخْيَارِ).



    المستثنى بعدا وأخواته:
    (4) الاسْمُ الواقعُ بعْدَ أداةٍ مِن هذِهِ الأدواتِ الثّلاثةِ:
    -يجوزُ لكَ أن تنصبَهُ.

    -ويجوزُ لكَ أن تَجُرَّهُ.


    والسّرُّ فِي ذَلِكَ أن هذِهِ الأدواتِ:
    -تُستعملُ أَفْعَالاً تارةً.

    -وتُستعملُ حروفاً تارةً أخرى عَلَى مَا سبَقَ.


    فإنْ قَدَّرْتَهُنَّ أَفْعَالاً نَصَبْتَ مَا بعْدَهَا عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، والفَاعِلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً.


    وإنَّ قَدَّرْتَهُنَّ حُرُوفاً
    خَفَضْتَ ما بعْدَهَا عَلَى أنَّهُ مجرورٌ بهَا.


    ومحلُّ هذَا التّردُّدِ فيمَا إذَا لَمْ تتقدَّمْ عليْهِن (مَا) المصدريَّةُ؛ فإنَّ تَقَدَّمَتْ عَلَى وَاحِدَةٍ منهنَّ (مَا) هذِهِ وَجَبَ نَصْبُ مَا بعْدَهَا.


    وسببُ ذلكَ
    أنَّ (مَا) المصدريَّةُ لا تدخلُ إلاَّ عَلَى الأَفْعَالِ؛ فهنَّ أَفْعَالٌ ألبتةَ إنْ سبَقَتْهُنَّ، فنحوُ: (قَامَ القَوْمُ خَلا زَيْدٍ) يجوزُ فيهِ نصبُ (زيد) وخفضُهُ.


    ونحوُ: (قَامَ القَوْمُ مَا خَلا زَيْداً) لا يجوزُ فيهِ إلاَّ نصبُ (زيد)، واللَّهُ سبحانَهُ وتعالَى أعلَى وأعلَمُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 11:52 pm

    شروط إعمال (لا) عمل إن:
    (1)اعلَمْ أنَّ (لا) النَّافيَةَ للجنسِ تعملُ عملَ (إنَّ) فتَنْصِبُ الاسْمَ لفظاً أوْ محلاًّ وترفْعُ الخبرَ.


    وَهِيَ لا تعملُ هذَا العملَ وجوباً

    إلاَّ بأرْبَعَةِ شروطٍ:

    الأوَّلُ: أن يكونَ اسمُهَا نكرةً.
    الثَّانِي: أن يكونَ اسمُهَا متَّصلاً بهَا: أيْ غيرَ مفصولٍ منْهَا ولوْ بالخبرِ.
    والثَّالثُ:أن يكونَ خبرُهَا نكرةً أيضاً.
    والرَّابعُ: ألاَّ تتكرَّرَ (لا).


    ثُمَّ اعلَمْ أنَّ اسْمَ (لا) عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:

    الأوَّل: المُفرَدُ.
    والثَّانِي: المضافُ إلَى نكرةٍ.
    والثَّالثُ: الشّبيهُ بالمضافِ.

    أمَّا المُفرَدُ فِي هذَا البابِ، وفِي بابِ المنادَى، فهُوَ:
    مَا لَيْسَ مُضَافاً وَلا شَبِيهاً بِالمُضَافِ فيدخلُ فيهِ:
    -المُثنَّى.
    -وجمْعُ التَّكْسِيرِ.
    -وجمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ.
    -وجمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ.


    وحكمُهُ:
    أنَّهُ يُبْنَى عَلَى مَا يُنْصَبُ بِهِ:
    - فإذَا كانَ نصبُهُ بالفَتْحَةِ بُنِيَ عَلَى الفَتْحِ، نحوُ: (لا رَجُلَ فِي الدَّارِ).
    - وإنْ كانَ نصبُهُ بالياءِ -وذلكَ المُثنَّى وجمْعُ المذكَّرِ السَّالِمُ- بُنِيَ عَلَى الياءِ نحوُ: (لا رَجُلَيْنِ فِي الدَّارِ).
    -وإنْ كانَ نصبُهُ بالْكَسْرَةِ نيابةً عن الفَتْحَةِ -وذلكَ جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ- بُنِيَ عَلَى الكسرِ، نحوُ: (لا صَالِحَاتٍ اليَوْمَ).

    وأمَّا المضافُ
    فيُنْصَبُ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ أوْ بمَا نَابَ عنْهَا، نحوُ: (لا طَالِبَ عِلْمٍ مَمْقُوتٌ).


    وأمَّا الشّبيهُ بالمضافِ
    -وهُوَ: مَا اتَّصَلَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ تَمَامِ مَعْنَاهُ فمثلُ المضافِ فِي الحُكْمِ: أيْ يُنْصَبُ بِالفَتْحَةِ، نحوُ: (لا مُسْتَقِيماً حَالُهُ بَيْنَ النَّاسِ).

    (2)قدْ عرفتَ أنَّ شروطَ وجوبِ عملِ (لا) عملَ (إنَّ) أربعةٌ، وهذَا الكلاَمُ فِي بَيَانِ الحكمِ إذَا اختلَّ شرطٌ من الشُّروطِ الأرْبَعَةِ السَّابقةِ.

    وبيانُ ذلكَ:

    -أنَّهُ إذَا وقعَ بعْدَ (لا) مَعْرِفَةٌ وجبَ إلغاءُ (لا) وتكرارُهَا، نحوُ: (لا مُحَمَّدٌ زَارَنِي وَلا بَكْرٌ).
    -وإذَا فصلَ بيْنَ لا واسمِهَا فاصلٌ ما، وجبَ كَذَلِكَ إلغاؤهَا وتكرارُهَا نحوُ: (لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْـزَفُونَ):
    فَغَوْلٌ: مبتدأٌ مؤخَّرٌ.
    وفيهَا: متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ مقدَّمٌ، و(لا) نافيَةٌ مهملَةٌ.

    -وإذَا تكرَّرتْ (لا) لَمْ يجبْ إعمالُهَا، بلْ يجوزُ إعمالُهَا إذَا اسْتُوْفِيَتْ بقيَّةُ الشّروطِ، ويجوزُ إهمالُهَا:

    فتقُولُ عَلَى الإعمالِ (لا رَجُلَ فِي ا لدَّارِ وَلا امْرَأَةَ) بفتحِ رَجُل وامرأة.
    وتقُولُ عَلَى الإهمالِ: (لا رَجُلٌ فِي الدَّارِ وَلا امْرَأَةٌ) برفْعِ رَجُل وامرأة.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 11:53 pm

    المنادى
    (3)المُنادَى فِي اللُّغَةِ هُوَ:المطلوبُ إقبالُهُ مطلقاً،
    وفِي اصْطِلاحِ النّحاةِ هُوَ: المطلوبُ إقبالُهُ بِـ (يا) أوْ إحدَى أخواتِهَا.

    وأخواتُ (يا) هِيَ:

    - الهمزةُ نحوُ: (أَزَيْدُ أَقْبِلْ).

    - و(أيْ) نحوُ: (أَيْ إِبْرَاهِيمُ تَفَهَّمْ).

    - و(أَيَا) نحوُ: أَيـَا شـَجَرَ الخَابُورِ مَا لَكَ مُورِقاً = كَأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ

    - و(هَيَا) نحوُ: (هَيَا مُحَمَّدُ تَعَالَ).


    ثُمَّ المنادَى عَلَى خمسةِ أنواعٍ:

    (4) المُفرَدُ العَلَمُ، وقدْ مضَى فِي بابِ (لا) تَعْرِيفُ المُفرَدِ،
    ومِثَالُهُ: (يا مُحَمَّدُ) و(يا فاطمةُ) و(يا محمَّدانِ) و(يا فاطمتانِ) و(يا محمَّدونَ) و(يا فاطماتُ).
    (5) النّكرةُ المقصودةُ؛ وَهِيَ: التي يُقْصَدُ بِهَا وَاحِدٌ مُعَيَّنٌ مِمَّا يَصِحُّ إِطْلاقُ لَفْظِهَا عَلَيْهِ،
    نحوُ: (يَا ظَالِـمُ) تريدُ واحداً بعينِهِ.
    (6) النّكرةُ غيرُ المقصودةِ؛ وَهِيَ: التي يُقصدُ بهَا واحدٌ غيرُ معيَّنٍ،
    نحْوُ قوْلِ الواعظِ: (يَا غَافِلاً تَنَبَّهْ)، فإنَّهُ لا يريدُ واحداً معيَّناً، بلْ يُريدُ كلَّ مَنْ يُطلقُ عَلَيْهِ لفظُ (غافل).

    (7) المضافُ، نحوُ: (يَا طَالِبَ العِلْمِ اجْتَهِدْ).

    (8) الشّبيهُ بالمضافِ، وهُوَ: مَا اتَّصَلَ بهِ شَيْءٌ مِن تمامِ معناهُ، سواءٌ أكانَ هذَا المُتَّصلُ بهِ:

    -مرْفُوعاً بهِ، نحوُ: (يَا حَمِيداً فِعْلُهُ).

    - أمْ كانَ مَنْصُوباً بهِ نحوُ: (يا حَافِظاً دَرْسَهُ).

    - أمْ كانَ مجروراً بحَرْفِ جرٍّ يتعلَّقُ بهِ نحوُ: (يَا مُحِبّاً لِلْخَيْرِ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 11:53 pm

    المفعول من أجله

    (1) المَفْعُولُ مِن أجلِهِ -ويقالُ (المَفْعُولُ لأجلِهِ)، و(المَفْعُولُ لهُ)
    - هُوَ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الاسمِ، المَنْصُوبِ، الذي يُذكرُ بياناً لسببِ وقوعِ الفِعْلِ.

    وقولُنَا: (الاسمُ) يشملُ الصّريحَ والمؤوَّلَ بهِ.
    ولا بدَّ فِي الاسْمِ الذي يقعُ مفعولاً لهُ مِن أن يجتمَعَ فيهِ خمسةُ أمورٍ:

    الأوَّلُ:أن يكونَ مصدراً.
    الثَّانِي:أن يكونَ قلبيّاً، ومعْنَى كونِهِ قلبيّاً ألا يَكُونَ دالاًّ عَلَى عملٍ مِن أعمالِ الجوارحِ كاليدِ واللسانِ مثلُ (قراءَةِ) و(ضرْب).
    والثَّالثُ: أن يكونَ علَّةً لمَا قبلَه.
    والرَّابعُ:أن يكونَ مُتَّحِداً مَعَ عاملِهِ فِي الوقتِ.
    والخامسُ:أن يتَّحِدَ مَعَ عاملِهِ فِي الفاعلِ.

    ومِثالُ الاسْمِ المستجْمِعِ لهذِهِ الشُّروطِ
    (تَأْدِيباً) مِنْ قوْلِكَ: (ضَرَبْتُ ابْنِي تَأْدِيباً) فإنَّهُ مصدرٌ، هُوَ قَلْبِيٌّ؛ لأنَّهُ ليْسَ مِن أعمالِ الجوارحِ، وهُوَ علَّةُ للضربِ، وهُوَ متَّحدٌ مَعَ (ضربتُ) فِي الزّمانِ، وفِي الفَاعِلِ أيضاً.


    وكلُّ اسْمٍ استوفَى هذِهِ الشُّروطَ يجوزُ فيهِ أمرانِ:

    -النَّصْبُ.
    -والجرُّ بحَرْفٍ مِن حروفِ الجرِّ الدَّالَّةِ عَلَى التّعليلِ كاللامِ.


    واعلَمْ أنَّ للاسْمِ الذي يقعُ مفعولاً لأجلِهِ ثلاثُ حالاتٍ:

    الأوَّلُ: أن يكونَ مقترناً بأل.
    الثَّانِيةُ:أن يكونَ مضافاً.
    الثَّالِثَةُ:أن يكونَ مجرَّداً مِن (أل) ومن الإضَافَةِ.

    وفِي جميعِ هذِهِ الأحوالِ يجوزُ فيهِ النَّصْبُ
    والجرُّ بحَرْفِ الجرِّ،
    إلاَّ أنَّهُ قدْ يترجَّحُ أحدُ الوجهينِ، وقدْ يستويانِ فِي الجوازِ.

    -فإن كانَ مقترناً بأل فالأكثرُ فيهِ أن يُجرَّ بحَرْفِ جرٍّ دالٍّ عَلَى التّعليلِ،
    نحوُ: (ضَرَبْتُ ابْنِي لِلْتَّأْدِيبِ) وَيَقِلُّ نَصْبُهُ.
    -وإنْ كانَ مضافاً جازَ جوازاً متساوياً أن يُجرَّ بالحَرْفِ وأنْ يُنْصَبَ،
    نحوُ: (زُرْتُكَ مَحَبَّةَ أَدَبِكَ) أوْ (زُرْتُكَ لِمَحَبَّةِ أَدَبِكَ).
    -وإنْ كانَ مجرَّداً مِن (أل) ومن الإضَافَةِ فالأكثرُ فيهِ أن يُنْصَبَ، نحوُ: (قُمْتُ إِجْلالاً لِلأُسْتَاذِ) وَيَقِلُّ جرُّهُ بالحَرْفِ، واللَّهُ أعلمُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد - صفحة 2 Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أغسطس 16, 2013 11:54 pm

    المفعول معه

    (2) المَفْعُولُ مَعَهُ عنْدَ النُّحاةِ هُوَ الاسمُ، الفَضْلَةُ، المَنْصُوبُ بالفِعْلِ أوْ مَا فيهِ معْنَى الفِعْلِ وحروفُهُ، الدَّالُ عَلَى الذَّاتِ التي وقعَ الفِعْلُ بمصاحبتِهَا، المسبوقُ بوَاوٍ تفيدُ المعيَّةَ نصّاً.

    فقولُنا: (الاسمُ) يشملُ المُفرَدَ والمُثنَّى والجمعَ، والمذكَّرَ والمُؤنَّثَ،
    والمُرَادُ بهِ: الاسْمُ الصّريحُ دونَ المؤوَّلِ، وخرجَ عنْهُ الفِعْلُ والحَرْفُ والجملةُ.
    وقولُنا: (الفَضْلَةُ)معنَاهُأنَّهُ ليْسَ رُكناً فِي الكلامِ؛ فليْسَ فاعلاً، ولا مبتدأً، ولا خبراً، وخرجَ بهِ العُمدةُ، نحوُ: (اشْتَرَكَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو).

    وقولُنا:
    (المَنْصُوبُ بالفِعْلِ أوْ مَا فيهِ معْنَى الفِعْلِ وحرُوفُهُ) يدلُّ عَلَى أنَّ العَامِلَ فِي المفعولِ مَعَهُ


    عَلَى ضربينِ:

    الأوَّلُ:الفِعْلُ، نحوُ: (حَضَرَ الأَمِيرُ وَالجَيْشَ).
    الثَّانِي:الاسْمُ الدَّالُّ عَلَى معْنَى الفِعْلِ، المشتملُ عَلَى حروفِهِ، كاسْمِ الفَاعِلِ فِي
    نحوِ: (الأَمِيرُ حَاضِرٌ وَالجَيْشَ).
    وقولُنا: (المسبوقُ بوَاوٍ هِيَ نصٌّ فِي الدّلالةِ عَلَى المعيَّةِ)
    يخرجُ بهِ الاسْمُ المسبوقُ بوَاوٍ ليسَتْ نصّاً فِي الدّلالةِ عَلَى المعيَّةِ،
    نحوُ: (حَضَرَ مُحَمَّدٌ وَخَالِدٌ).


    واعلَمْ أنَّ الاسْمَ الواقعَ بعْدَ الوَاوِ عَلَى نوعينِ:

    1- مَا يَتَعَيَّنُ نَصْبُهُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ مَعَهُ.
    2- مَا يجوزُ نصبُهُ عَلَى ذَلِكَ وإتباعُهُ لِمَا قبلَهُ فِي إعرابِهِ معطوفاً عَلَيْهِ.
    أمَّا النّوعُ الأوَّلُ:
    فمحلُّهُ إذَا لَمْ يصحَّ تشريكُ مَا بعْدَ الوَاوِ لِمَا قَبْلَهَا فِي الحُكمِ،
    نحوُ: (أَنَا سَائِرٌ وَالجَبَلَ) ونحوُ: (ذَاكَرْتُ وَالمِصْبَاحَ) فإنَّ الجبلَ لا يصحُّ تشريكُهُ للمتكلِّمِ فِي السِّيرِ، وكَذَلِكَ المصباحُ لا يصحُّ تشريكُهُ للمتكلِّمِ فِي المذاكرةِ،
    وقدْ مثَّلَ المُؤلِّفُ لهذَا النّوعِ بقولِهِ: (اسْتَوَى المَاءُ وَالخَشَبَةَ).

    وأمَّا الثَّانِي:
    فمحلُّهُ إذَا صحَّ تشريكُ مَا بعْدَ الوَاوِ لمَا قَبْلَهَا فِي الحكمِ
    نحوُ: (حَضَرَ عَلِيٌّ وَمُحَمَّدٌ) فإنَّهُ يجوزُ نصبُ (مُحَمَّدٌ) عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ مَعَهُ،
    ويجوزُ رفعُهُ عَلَى أنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى (عَلِيٌّ)؛ لأنَّ مُحَمَّداً يجوزُ اشتراكُهُ مَعَ عليّ فِي الحضورِ، وقدْ مثَّلَ المُؤلِّفُ لهذَا النّوعِ بقولِهِ: (جَاءَ الأَمِيرُ وَالجَيْشَ).

    (3) من المَنْصُوباتِ
    اسمُ (إِنَّ) وأخواتِهَا، وخبرُ (كانَ) وأخواتِهَا، وتابعُ المَنْصُوبِ، وقدْ تقدَّمَ بيانُ ذلكَ فِي أبوابِهِ؛ فلا حاجةَ بنا إلَى إعادةِ شَيْءٍ منهُ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:16 pm