ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 9:52 am

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الحمدُ للهِ وَكَفَى، وَسَلاَمُهُ عَلَى عِبَادهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
    هَذا شَرْحٌ وَاضحُ العبارةِ، ظَاهرُ الإِشارةِ، يَانعُ الثَّمَرَةِ، دَانِي القِطَافِ، كَثيرُ الأَسْئلةِ وَالتَّمْرِينَاتِ، قصدتُ بهِ الزُّلْفَى إِلى اللهِ تعالى بِتيسيرِ فَهْمِ (المقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ) على صِغارِ الطَّلَبةِ؛ لأنَّهَا البابُ إلى تَفَهُّمِ العَربيَّةِ الَّتي هِي لُغَةُ سَيِّدِنَا وَمولانَا رُسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وَسَلَّمَ، وَلُغَةُ الكِتَابِ العَزيزِ.
    وَأَرْجُو أَنْ أَسْتَحِقَّ بهِ رِضَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَهُوَ خَيْرُ مَا أَسْعَى إِلَيهِ. {رَبَّنَا عَلَيكَ تَوكَّلْنَا، وَإليكَ أَنَبْنَا، وَإليكَ المَصِيرُ}، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ولِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ يومَ يقومُ الحسابُ.
    كتبهُ المعتزُّ باللهِ تعالى وَحْدَهُ: مُحَمَّدٌ مُحْيي الدِّينِ عَبْد الحَمِيدِ



    المُقَدِّمَات: تَعْريفُ النَّحوِ، مَوضُوعهُ، ثَمَرتُهُ، نِسْبَتُهُ، وَاضعُهُ، حُكمُ الشَّارِعِ فيهِ.
    التَّعْرِيفُ: كلمةُ (نَحْوٍ) تُطلقُ في الُّلغَةِ العَربيَّةِ على عِدَّةِ مَعَانٍ:
    - مِنها: الجِهةُ، تَقُولُ: (ذَهَبْتُ نَحْوَ فُلاَنٍ)، أيْ: جِهَتُهُ.
    - وَمنهَا الشَّبَهُ وَالمِثْلُ، تَقُولُ: (مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيٍّ)، أيْ: شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ.
    وَتُطْلقُ كلمةُ (نَحْوٍ) في اصطِلاحِ العُلماءِ عَلى: العلمِ بالقواعدِ التي يُعْرَفُ بِها أحكامُ أَواخِرِ الكلماتِ العربيَّةِ في حالِ تَركِيبِهَا: مِن الإِعرابِ، والبِناءِ وما يتبعُ ذَلِكَ.
    الموضوعُ: وموضوعُ علمِ النَّحوِ: الكلماتُ العربيةُ، مِن جهةِ البحثِ عن أحوالِهَا المذكورةِ.
    الثَّمَرةُ: وَثَمرةُ تَعَلُّمِ عِلمِ النَّحوِ:صِيَانةُ اللِّسانِ عن الخطأ في الكلامِ العربيِّ، وَفَهْمُ القرآنِ الكَرِيمِ والحديثِ النَّبَوِيِّ فَهْماً صَحِيحاً، اللذَيْنِ هُمَا أصلُ الشَّرِيعَةِ الإِسلاميَّةِ وعليهِمَا مَدَارُهَا.
    نِسْبَتُهُ: وَهُو مِنَ العُلومِ العَربيّة.
    وَاضِعُهُ: وَالمشهورُ أنَّ أوَّلَ واضعٍ لِعلمِ النَّحوِ هُوَ أَبو الأَسْوَدِ الدُّؤلِيُّ، بِأَمْرِ أَمِيرِ المؤمنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
    حُكْمُ الشَّارِعِ فِيهِ: وَتَعَلُّمُهُ فَرْضٌ مِن فُروضِ الكِفَايةِ، وَرُبَّمَا تَعَيَّنَ تَعَلُّمُهُ عَلَى وَاحِدٍ فَصَارَ فَرْضَ عَيْنٍ عَلَيْهِ.

    (1) وهُوَ أبُو عبدِ الِلَّهِ بنُ محمَّدِ بنِ داودَ الصَّنْهَاجِيُّ المعروفُ بابنِ آجُرُّوم، المولودُ فِي سنةِ 672 اثنتينِ وسبعينَ وستِّمِائةٍ، والمُتَوفَّى فِي سنةِ 723 ثلاثٍ وعشرينَ وسبعِمِائةٍ من الهجرةِ النّبويَّةِ -رحمَهُ اللَّهُ تعالَى-.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 9:52 am

    (2) لِـلَفْظِ (الكلامِ) معْنيَانِ:

    أحدُهمَا: لُغويٌّ.
    والثّانِي: نحويٌّ.
    أمَّا الكلاَمُ اللُّغويُّ: فهُوَ عبارةٌ عمَّا تحصُلُ بسببهِ فَائِدَةٌ، سواءٌ أَكانَ لفظاً، أمْ لَمْ يكنْ، كالخطِّ والكتابةِ والإشارةِ.
    وأمَّا الكلاَمُ النّحويُّ: فلا بُدَّ مِن أن يجتمعَ فيهِ أربعةُ أمورٍ:
    الأوَّلُ: أن يكونَ لفظاً.
    والثَّاني: أن يكونَ مركَّباً.
    والثَّالثُ: أن يكونَ مفيداً.
    والرَّابعُ: أن يكونَ موضوعاً بالوضْعِ العربيِّ.
    ومعنَى كَونِهِ لفظاً: أن يكونَ صَوْتاً مشتمِلاً عَلَى بعضِ الحروفِ الهجائيَّةِ التي تبتدئُ بالألفِ وتنتهي بالياءِ.
    ومثالُهُ: (أحمَدُ) و(يَكتُبُ) و(سعِيدٌ)؛ فإنَّ كلَّ واحدةٍ مِن هذهِ الكلماتِ الثّلاثِ عنْدَ النّطقِ بهَا تكونُ صَوْتاً مشتمِلاً عَلَى أربعةِ أَحْرُفٍ هجائيّةٍ.
    فَالإشَارةُ مثلاً لا تُسمَّى كلاماً عنْدَ النّحويينَ؛ لعدمِ كونِهَا صوتاً مشتمِلاً عَلَى بعضِ الحروفِ، وإنْ كَانتْ تُسمَّى عنْدَ اللُّغويينَ كلاماً؛ لحصولِ الفائدةِ بهَا.
    ومعْنَى كونِهِ مُركَّباً: أن يكونَ مؤلَّفاً مِن كلمتينِ أوْ أَكْثَرَ، نحوُ: (مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ) (والعِلْمُ نَافِعٌ) و(يَبْلُغُ المجْتَهِدُ المَجْدَ) و(لِكُلِّ مُجْتَهِدٍ نَصِيبٌ) و(العِلْمُ خَيْرُ مَا تَسْعَى إِلَيْهِ).
    فكلُّ عبارةٍ مِن هذهِ العباراتِ تُسمَّى كلاماً، وكلُّ عبارةٍ منْهَا مؤلَّفةٌ مِن كلمتينِ أوْ أَكْثَرَ،
    فالكلمةُ الواحِدةُ لا تُسمَّى كلاماً عنْدَ النّحاةِ إلاَّ إذا انْضَمَّ غيرُهَا إليْهَا: سواءٌ أَكانَ انْضمامُ غيرِهَا إليْهَا:
    - حقيقةً، كالأمثلةِ السَّابقةِ.
    - أمْ تقديراً، كمَا إذَا قالَ لكَ قائلٌ: (مَنْ أخُوكَ؟) فتقُولُ: (مُحَمَّدٌ)، فهذِهِ الكلمةُ تُعْتَبَرُ كلاماً، لأنَّ التّقديرَ: (مُحَمَّدٌ أخِي)، فهيَ فِي التّقديرِ عبارةٌ مؤلَّفةٌ مِن ثلاثِ كلماتٍ.
    ومعْنَى كونِهِ مفيداً: أن يَحْسُنَ سكوتُ المُتكلِّمِ عَلَيْهِ، بحيْثُ لا يبْقَى السَّامعُ منتظِراً لشيءٍ آخَرَ.
    فلوْ قلْتَ: (إِذَا حَضَرَ الأُسْتَاذُ) لا يُسمَّى ذلكَ كلاماً، ولوْ أنَّهُ لفظٌ مركَّبٌ مِن ثلاثِ كلماتٍ؛ لأنَّ المُخاطَبَ ينتظِرُ ما تقُولُهُ بعْدَ هذَا، ممَّا يَتَرَتَّبُ عَلَى حُضورِ الأُستاذِ.
    فإذَا قلْتَ: (إِذَا حَضَرَ الأُسْتَاذُ أَنْصَتَ التَّلامِيذُ) صارَ كلاَماً لحصولِ الفائِدةِ.
    ومعْنَى كونِهِ موضوعاً بالوضْعِ العربِيِّ: أن تكُونَ الألفاظُ المُستعمَلةُ فِي الكلاَمِ من الألفاظِ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالةِ عَلَى معْنًى من المَعانِي.
    مثلاً:(حَضَرَ) كلِمَةٌ وضَعَهَا العربُ لمعْنًى، وهُوَ حصولُ الحضورِ فِي الزَّمانِ الماضِي، وكلِمَةُ (محمَّد) قدْ وضَعَهَا العربُ لمعْنًى، وهُوَ ذاتُ الشّخصِ المُسمَّى بهذَا الاسمِ.
    فإذَا قلْتَ: (حَضَرَ مُحَمَّدٌ) تكونُ قد اسْتعمَلْتَ كلمتينِ، كلٌّ منهُمَا ممَّا وضعَهُ العربُ، بخلافِ ما إذَا تكلَّمْتَ بكلامٍ ممَّا وضَعَهُ العجمُ، كالفُرسِ، والتُّركِ، والبَرْبَرِ، والفرنجِ، فإنَّهُ لا يُسمَّى فِي عُرفِ علماءِ العربيَّةِ كلاماً، وإنْ سمَّاهُ أهلُ اللغةِ الأخْرَى كلاماً.
    أمثلةٌ للكلامِ المُستوفِي الشُّروط: (الجَوُّ صَحْوٌ)، (البُسْتَانُ مُثْمِرٌ)، (الهِلالُ سَاطِعٌ)، (السَّمَاءُ صَافِيَةٌ)، (يُضِيءُ القَمَرُ لَيْلاً)، (يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ)، (لا يُفْلِحُ الكَسُولُ)، (لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ)، (مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ المُرْسَلِينَ)، (اللهُ رَبُّنَا)، (مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا).
    أمثْلِةٌ لِلَّفظِ المُفردِ: (محمَّدٌ)، (علِيٌّ)، (إبراهيمُ)، (قامَ)، (مِنْ).
    أمثْلِةٌ للمركَّب غيرِ المُفيدِ: (مَدِينَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ)، (عَبْدُ اللَّهِ)، (حَضْرَمَوْتُ)، (لوْ أَنْصَفَ النَّاسُ)، (إِذا جَاءَ الشِّتاءُ)، (مَهْمَا أَخْفَى المُرَائِي)، (إنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 9:53 am

    أنواع الكلام
    (3) الألفاظُ التي كانَ العَرَبُ يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي كَلامِهِمْ وَنُقِلَتْ إلينا عنْهُم، فنَحْنُ نتكلَّمُ بهَا فِي مُحاورَاتِنَا ودُرُوسِنَا، ونَقْرؤُهَا فِي كُتُبِنَا، ونكتُبُ بهَا إلَى أهلِينَا وأصْدِقائِنَا،
    لا يخلُو واحدٌ منْهَا عن أن يكونَ واحداً مِن ثلاثةِ أشياء:
    - الاسمِ.
    - والفعْلِ.
    - والحرْفِ.
    (4) أمَّا الاسمُ فِي اللُّغَةِ فهُوَ:مَا دلَّ عَلَى مُسَمًّى.

    وفِي اصطِلاحِ النَّحْويينَ: كلمةٌ دلَّتْ عَلَى معْنًى فِي نَفْسِهَا، ولَمْ تقترنْ بزمانٍ، نحوُ: (محمَّدٌ)، (وعليٌّ)، (ورجُلٌ)، (وجَملٌ)، (ونهْرٌ)، (وتُفَّاحةٌ)، (ولَيْمُونَةٌ)، (وعصاً)، فكلُّ واحدٍ مِن هذِهِ الألفاظِ يدلُّ عَلَى معْنًى، وليْسَ الزّمانُ داخِلاً فِي معناهُ، فيكونُ اسماً.
    (5) وأمَّا الفِعْلُ، فهُوَ فِي اللُّغَةِ: الحدَثُ.
    وفِي اصْطِلاحِ النَّحْويينَ:كلِمَةٌ دلَّتْ عَلَى معْنًى فِي نفْسِهَا، واقترنتْ بأحَدِ الأزْمِنةِ الثَّلاثةِ - التي هيَ: الماضِي، والحالُ، والمستقبلُ-.
    نحْوُ: (كَتَبَ) فإنَّهُ كلِمَةٌ دالَّةٌ عَلَى معْنًى وهُوَ الكتابةُ، وهذَا المعْنَى مقترنٌ بالزّمانِ الماضِي.
    ونحْوُ: (يَكْتُبُ) فإنَّهُ دالٌّ عَلَى معْنًى -وهُوَ الكتابةُ أيضاً- وهذَا المعْنَى مقترِنٌ بالزّمانِ الحاضرِ.
    ونحْوُ: (اكتُبْ) فإنَّهُ كلِمَةٌ دالَّةٌ عَلَى معْنًى -وهُوَ الكتابةُ أيضاً- وهذَا المعْنَى مقترِنٌ بالزّمانِ المستقبلِ الذي بعْدَ زمانِ التَّكَلُّمِ.

    ومثلُ هذِهِ الألفاظِ: (نَصَرَ) و(يَنْصُرُ) وَ(انْصُرْ)، وَ(فَهِمَ) وَ(يَفْهَمُ) وَ(افْهَمْ)، وَ(عَلِمَ) وَ(يَعْلَمُ) وَ(اعْلَمْ)، وَ(جَلَسَ) وَ(يَجْلِسُ) وَ(اجْلِسْ)، وَ(ضَرَبَ) وَ(يَضْرِبُ) وَ(اضْرِبْ).
    والفِعْلُ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:
    - ماضٍ.
    - ومضارعٍ.
    - وأمرٍ.

    فالماضِي:مَا دَلَّ عَلَى حَدَثٍ وَقَعَ فِي الزَّمانِ الذي قبْلَ زمانِ التَّكلُّمِ.نحْوُ: (كَتَبَ)، (وَفَهِمَ)، (وَخَرَجَ)، (وَسَمِعَ)، (وَأبْصَرَ)، (وَتَكَلَّمَ)، (واسْتَغْفَرَ)، (وَاشْتَرَكَ).
    والمضارِعُ:مَا دَلَّ عَلَى حَدَثٍ يَقَعُ فِي زمانِ التَّكلُّمِ أوْ بعدَهُ.نحْوُ: (يَكْتُبُ)، (ويَفْهَمُ)، (ويَخْرُجُ)، (ويَسْمَعُ)، (ويَنْصُرُ)، (ويَتَكَلَّمُ)، (ويَسْتَغْفِرُ)، (ويَشْتَرِكُ).
    والأمرُ:مَا دَلَّ عَلَى حَدَثٍ يُطْلَبُ حُصولُهُ بعْدَ زمانِ التّكلُّمِ. نحْوُ: (اكْتُبْ)، (وافْهَمْ)، (واخْرُجْ)، (واسْمَعْ)، (وانْصُرْ)، (وتَكَلَّمْ)، (وَاسْتَغْفِرْ)، (وَاشْتَرِكْ).

    (6) وأمَّا الحرفُ: فهُوَ فِي اللُّغَةِ: الطَّرَفُ.
    وفِي اصْطِلاحِ النُّحَاةِ:كلِمَةٌ دَلَّتْ عَلَى معْنًى فِي غيرِهَا. نحْوُ: (مِنْ) فإنَّ هذَا اللفظَ كلِمَةٌ دلَّتْ عَلَى معْنًى -وهُوَ الابْتداءُ- وهذَا المعْنَى لا يتمُّ حَتَّى تَضمَّ إلَى هذِهِ الكلِمَةِ غيْرَهَا، فتقُولَ: (ذَهَبْتُ مِن البَيْتِ) مثلاً.
    أمثْلِةٌ للاسْمِ: (كتابٌ، قلمٌ)، (دواةٌ)، (كرَّاسةٌ)، (جريدةٌ)، (خَلِيلٌ)، (صالِحٌ)، (عِمْرانُ)، (ورقةٌ)، (سبُعٌ)، (حِمارٌ)، (ذئبٌ)، (فهدٌ)، (نمِرٌ)، (ليمُونةٌ)، (بُرتقالةٌ)، (كمَّثْراةٌ)، (نَرْجِسَةٌ)، (ورْدةٌ)، (هؤلاءِ)، (أنتمْ).
    أمثْلِةٌ للفِعْلِ: (سَافرَ)، (يُسافرُ)، (سافِرْ)، (قالَ)، (يقولُ)، (قلْ)، (أَمِنَ)، (يأْمَنُ)، (إيمَنْ)، (رضيَ)، (يرْضَى)، (ارْضَ)، (صدَقَ)، (يصدُقُ)، (اصدُقْ)، (اجْتَهَدَ)، (يَجْتَهِدُ)، (اجْتَهِدْ)، (اسْتَغْفَرَ)، (يَسْتَغْفِرُ)، (اسْتَغْفِرْ).
    أمثْلِةٌ للحرْفِ: (مِنْ)، (إِلَى)، (عَنْ)، (عَلَى)، (إِلاَّ)، (لَكِنْ)، (إِنَّ)، (أَنْ)، (بَلَى)، (بَلْ)، (قَدْ)، (سَوْفَ)، (حَتَّى)، (لَمْ)، (لَنْ)، (لَوْ)، (لَمَّا)، (لَعَلَّ)، (مَا)، (لاتَ)، (لَيْتَ)، (إِنْ)، (ثُمَّ)، (أَوْ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:14 am

    علامات الاسم
    (1) للاسمِ علاماتٌ يتميَّزُ عن أخَوَيْهِ الفِعْلِ والحَرْفِ بوجودِ واحدةٍ منْهَا أوْ قبولِهَا، وقدْ ذَكرَ المؤلِّفُ -رَحِمهُ اللَّهُ- مِن هذِهِ العلاماتِ أربعَ علاماتٍ،وهِيَ:
    -الخَفْضُ.
    -والتَّنْوِينُ.
    -ودخولُ الألفِ واللاَّمِ.
    -ودُخولُ حرفٍ مِن حروفِ الخفضِ.
    (2) أمَّا الخفض: فهُوَ فِي اللُّغَةِ: ضِدُّ الارْتفاعِ.
    وفِي اصْطِلاحِ النّحاةِ: عبارةٌ عن الكسْرَةِ التي يُحْدِثُهَا العَامِلُ أوْ مَا نابَ عنْهَا.
    وذلكَ مثلُ: كسرةِ الرَّاءِ مِن (بكرٍ) و(عمرٍو) فِي نحْوِ قولِكَ: (مَرَرْتُ بِبَكْرٍ) وقولِكِ: (هَذَا كِتَابُ عمرٍو) فبكْرٌ وعمرٌو: اسْمانِ لوُجودِ الكسرةِ فِي أواخرِ كلِّ واحدٍ منهُمَا.
    (3)وأمَّا التّنوينُ: فهُوَ فِي اللُّغَةِ: التَّصْوِيتُ.
    تقُولُ: (نَوَّنَ الطَّائِرُ) أيْ: صَوَّتَ.
    وفِي اصْطِلاحِ النُّحَاةِ:هُوَ نُونٌ سَاكِنَةٌ تَتْبَعُ آخِرَ الاسمِ لَفْظاً، وَتُفَارِقُهُ خَطّاً لِلاسْتغْناءِ عنْهَا بِتَكرَارِ الشَّكلةِ عنْدَ الضَّبْطِ بالقلمِ.
    نحوُ: (محمدٍ)، (وكتابٍ)، (وإيهٍ)، (وصهٍ)، (ومسلماتٍ)، (وفاطِماتٍ)، (وحينئذٍ)، (وساعتئذٍ)، فهذِهِ الكلماتُ كلُّهَا أسماءٌ، بدليلِ وجودِ التّنوينِ فِي آخرِ كلِّ كلِمَةٍ منْهَا.
    (4) العلامةُ الثَّالثَةُ مِن علامَاتِ الاسْمِ:دخولُ (ألْ) فِي أوَّلِ الكلمةِ.
    نحْوُ: (الرَّجلُ)، و(الغلامُ)، و(الفرَسُ)، و(الكتَابُ)، و(البيتُ)، و(المدرسةُ)، فهذِهِ الكلماتُ كلُّهَا أسماءٌ، لدخولِ الألفِ واللامِ فِي أوَّلِهَا.
    (5) العلامةُ الرَّابعةُ: دُخُولُ حَرفٍ من حُروفِ الخفضِ:
    نحْوُ: (ذَهَبْتُ مِن البَيْتِ إِلَى المَدْرَسَةِ) فكلُّ من (البَيْتِ) و(المَدْرَسَةِ) اسْمٌ لدخولِ حرفِ الخفضِ عليْهِمَا، ولوجودِ (ألْ) فِي أوَّلِهما.
    وحروفُ الخفضِ هِيَ:
    - (مِنْ) وَلهَا معانٍ، منْهَا:الابتداءُ، نحْوُ: (سَافَرْتُ مِنَ القَاهِرَةِ).

    -و(إلَى) ومنْ معانيهَا: الانتهاءُ، نحْوُ: (سَافَرْتُ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ).
    - و(عَنْ) ومنْ مَعانيهَا: المُجَاوزةُ، نحْوُ: (رَمَيْتُ السَّهْمَ عَنِ القَوْسِ).
    - و(عَلَى) ومنْ معانيهَا: الاسْتِعْلاءُ، نحْوُ: (صَعِدْتُ عَلَى الجَبَلِ).
    -و(في) ومنْ مَعَانِيهَا: الظّرفيةُ، نحْوُ: (المَاءُ فِي الكُوزِ).
    - و(رُبَّ) ومنْ مَعانيهَا: التَّقليلُ، نحْوُ: (رُبَّ رَجُلٍ كَرِيمٍ قَابَلَنِي).
    - و(البَاءُ) ومنْ معانيهَا: التّعديةُ، نحْوُ: (مَرَرْتُ بِالوَادِي).

    - و(الكافُ) ومنْ مَعَانِيهَا: التّشبيهُ، نحْوُ: (لَيْلَى كَالبَدْرِ).
    - و(اللاَّمُ) ومنْ معَانِيهَا:
    -المِلْكُ، نحْوُ: (المالُ لمحمَّدٍ).
    -والاخْتصَاصُ، نحْوُ: (البابُ للدَّارِ)، (والحَصيرُ للمَسْجِدِ).

    -والاسْتِحقاقُ، نحْوُ: {الحَمْدُ لِلَّهِ}.
    ومنْ حروفِ الخفضِ: حُرُوفُ القَسَمِ، وَهِيَ ثلاثةُ أحرفٍ:
    الأولُ:الواوُ، وَهِيَ لا تَدْخُلُ إلاًّ عَلَى الاسْمِ الظَّاهِرِ.

    نحْوُ: (وَاللَّهِ).ونحْوُ:{وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}.
    ونحْوُ:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ}.
    والثَّانِي:البَاءُ، ولا تَخْتَصُّ بلفظٍ دونَ لفظٍ، بلْ تدخلُ:
    -عَلَى الاسْمِ الظَّاهرِ، نحْوُ: (بِاللهِ لأَجْتَهِدَنَّ).
    -وعلَى الضّميرِ، نحْوُ: (بِكَ لأَضْرِبَنَّ الكَسُولَ).
    والثَّالثُ: التَّاءُ، ولا تدخُلُ إلاَّ عَلَى لفظِ الجلالةِ.نحوُ: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:15 am

    علامات الفعل
    (1) يَتميَّزُ الفِعْلُ عن أخويْهِ الاسْمِ والحرْفِ بأربعِ علاماتٍ، متَى وَجَدْتَ فيهِ واحداً منْهَا، أوْ رأيْتَ أنَّهُ يَقْبلُهَا عرفْتَ أنَّهُ فعْلٌ:
    الأُولَى: (قدْ).
    والثَّانيةُ: (السِّينُ).
    والثَّالثّة: (سَوفَ).
    والرَّابعةُ: (تاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ).

    (2) أمَّا (قدْ): فتدخلُ عَلَى نَوعيْنِ من الفِعْلِ، وهُمَا: الماضِي والمضارعُ.
    فإذَا دخلَتْ عَلَى الفِعْلِ الماضِي دلَّتْ عَلَى أحدِ معنييْنِ، وهمَا: التَّحقيقُ والتّقريبُ.

    فمثالُ دلالتِهَا عَلَى التَّحقيقِ:
    - قولُهُ تعالَى: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ}.
    - وقَولُهُ جلَّ شأنُهُ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ}.
    - وقَوْلُنا: (قَدْ حَضَرَ مُحَمَّدٌ).
    - وقولُنَا: (قَدْ سَافَرَ خَالِدٌ).

    ومِثالُ دلالتِهَا عَلَى التَّقريبِ:
    - قولُ مُقِيمِ الصّلاةِ: (قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ).
    - وقولُكَ: (قَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ).

    وإذَا دخَلَتْ عَلَى الفِعْلِ المضَارِعِ دلَّتْ عَلَى أحدِ معنييْنِ أيضاً، وهمَا: التّقليلُ، والتَّكثيرُ.
    فأمَّا دلالتُها عَلَى التَّقليلِ: فنحْوُ:
    - قولِكَ: (قَدْ يَصْدُقُ الكَذُوبُ).
    - وقولِكَ: (قَدْ يَجُودُ البَخِيلُ).
    - وقولِكَ: (قَدْ يَنْجَحُ البَلِيدُ).

    وأمَّا دلالتُهَا عَلَى التَّكثيرِ: فنحْوُ:
    - قولِكَ: (قَدْ يَنَالُ المُجْتَهِدُ بُغْيَتَهُ).
    - وقوْلِكَ: (قَدْ يَفْعَلُ التَّقِيُّ الخَيْرَ).

    - وقولِ الشَّاعرِ:
    قدْ يُدرِكُ المُتَأنِّي بعضَ حاجتِـهِوقدْ يكونُ مَعَ المُسْتعجِلِ الزَّللُ


    (3) وأمَّا (السِّينُ وسَوفَ): فيدخلانِ عَلَى الفِعْلِ المضَارِعِ وحدَهُ، وهمَا يدُلاَّنِ عَلَى التّنفيسِ، ومعناهُ: الاستقبالُ، إلاَّ أنَّ (السِّينَ) أقلُّ استقبالاً مِن (سَوفَ).
    فأمَّا السِّينُ: فنحْوُ:
    - قولِهِ تعالَى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}.
    - {سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ}.

    وأمَّا (سَوْفَ): فنحْوُ:
    - قوْلِهِ تعالَى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
    - {سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً}.
    - {سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُم}.

    (4) وأمَّا (تاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ): فتدخلُ عَلَى الفِعْلِ المَاضِي دونَ غيرِهِ؛ والغرضُ منْهَا: الدِّلالةُ عَلَى أنَّ الاسْمَ الذي أُسْنِدَ هذَا الفِعْلُ إليْهِ مؤنَّثٌ.
    - سواءٌ أكانَ فاعلاً، نحْوُ: (قَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ) .
    - أمْ كانَ نائبَ فاعِلٍ، نحوُ: (فُرِشَتْ دَارُنَا بِالبُسُطِ).
    والمُرادُ أنَّهَا ساكنةٌ فِي أصْلِ وضْعِهَا؛ فلا يضرُّ تحريكُهَا لعارِضِ التَّخلُّصِ من التِقاءِ السَّاكنيْنِ فِي نحْوِ:
    - قوْلِهِ تعالَى:{وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}.
    -{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ}.
    -{قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.
    وممَّا تقدَّمَ يتبيَّنُ لكَ أنَّ: عَلاماتِ الفِعْلِ التي ذَكَرَها المؤلِّفُ عَلَى ثلاثةِ أقسامٍ:
    - قسْمٌ يختصُّ بالدُّخولِ عَلَى الماضِي، وهُوَ تاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ.
    - وقسمٌ يختصُّ بالدُّخولِ عَلَى المضارِعِ، وهُوَ السِّينُ وسَوْفَ.
    - وقسْمٌ يشترِكُ بينهمَا، وهُوَ قَدْ.



    وقدْ ترَكَ علامةَ فعْلِ الأمْرِ، وَهِيَ: دلالتُهُ عَلَى الطَّلبِ مَعَ قَبولِهِ ياءَ المُخاطَبَةِ أوْ نونَ التَّوْكيدِ.
    نحْوُ: (قمْ) و(اقْعدْ) و(اكْتُبْ) و(انْظُرْ) فإنَّ هذِهِ الكلماتِ الأرْبعَ دالَّةٌ عَلَى طلبِ حصولِ القيامِ والقعودِ والكتابَةِ والنَّظرِ، مَعَ قَبولِها ياءَ المُخاطَبةِ فِي نحْوِ (قومِي، واقْعدِي) أوْ مَعَ قَبولِهَا نونَ التَّوكيدِ فِي نحْوِ (اكْتُبَنَّ، وانْظُرَنَّ إلَى مَا يَنْفَعُكَ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:16 am

    (5) الحرف: يتميَّزُ الحرفُ عن أخويْهِ الاسْمِ والفِعْلِ بأنَّهُ لا يصحُّ دخولُ علامةٍ مِن علاماتِ الأسماءِ المتقدِّمةِ ولا غَيرِهَا عَلَيْهِ.

    كمَا لا يصحُّ دخولُ علامةٍ مِن علاماتِ الأفعالِ التي سبقَ بيانُهَا ولا غَيرِهَا عَلَيْهِ، ومثلُهُ (مِنْ) و(هَلْ) و(لَمْ) هذِهِ الكلماتُ الثَّلاثُ حروفٌ، لأنَّهَا لا تقْبَلُ (أل) ولا التَّنوينَ، ولا يجوزُ دخولُ حروفِ الخفضِ عليْهَا.

    فلا يصحُّ أن تقُولَ: المِن، ولا أن تقُولَ: مِنٌ، ولا أن تقُولَ: إلَى مِنْ، وكذلكَ بقيَّةُ الحروفِ.
    وأيضاً لا يصحُّ أن تدخُلَ عليْهَا السِّينُ، ولا (سَوفَ)ولا تاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ، ولا (قَدْ)ولا غيرُها ممَّا هُوَ علاماتٌ عَلَى أنَّ الكلِمَةَ فعلٌ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:53 am

    (1) الإِعْرابُ لهُ معنيانِ: أحدُهُمَا لُغوِيٌّ، والآخرُ اصْطِلاحِيٌّ.

    أمَّا معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: فهُوَ: الإظهارُ والإبانَةُ، تقُولُ: (أَعْرَبْتُ عَمَّا فِي نَفْسِي)، إذَا أَبَنْتَهُ وَأَظْهَرْتَهُ.
    وأمَّا معنَاهُ فِي الاصْطِلاحِ: فهُوَ مَا ذكرَهُ المُؤلِّفُ بقولِهِ: (تغْيِيرُ أَواخِرِ الكَلِمِ...) إلخ.
    والمقصودُ مِن (تغْييرِ أواخرِ الكَلِمِ): تغْيِيرُ أحوالِ أواخرِ الكَلِمِ، ولا يعقلُ أن يُرادَ تغييرُ نفسِ الأواخرِ، فإنَّ آخِرَ الكلِمَةِ نفسَهُ لا يتغيَّرُ، وتغييرُ أحوالِ أواخِرِ الكلِمَةِ عبارةٌ عن تَحوُّلِهَا من الرَّفعِ إلَى النَّصْبِ أو الجَرِّ: حقيقةً، أوْ حُكماً ، ويكونُ هذَا التَّحوُّلُ بسببِ تغييرِ العواملِ مِن عامِلٍ يقتضِي الرَّفعَ عَلَى الفاعليَّةِ أوْ نَحْوِهَا، إلَى آخَرَ يقتضِي النَّصْبَ عَلَى المفعوليَّةِ أوْ نحوِها، وَهَلُمَّ جرّاً.
    مثلاً: إذَا قلْتَ: (حَضَرَ مُحَمَّدٌ): فمُحمَّدٌ: مرفوعٌ؛ لأنَّهُ مَعمُولٌ لعاملٍ يقتضِي الرَّفعَ عَلَى الفاعِليَّةِ، وهذَا العَامِلُ هُوَ (حَضَرَ).
    فإنْ قلْتَ: (رَأَيْتُ محمَّداً): تغيَّرَ حالُ آخِرِ (مُحَمَّد) إلَى النَّصبِ؛ لتغيُّرِ العاملِ بعاملٍ آخرَ يقتضِي النَّصْبَ،
    وهُوَ (رأيْتُ)، فإذَا قلْتَ: (حَظِيتُ بِمُحَمَّدٍ): تغيَّرَ حالُ آخرِهِ إلَى الجَرِّ؛ لتغيُّرِ العَامِلِ بعَامِلٍ آخَرَ يقتضِي الجرَّ وهُوَ الباءُ.
    وإذَا تأمَّلْتَ فِي هذِهِ الأمثْلِةِ ظهرَ لكَ أن آخِرَ الكلِمَةِ -وهُوَ الدَّالُ مِن محمَّدٍ-
    لَمْ يتغيَّرْ، وأنَّ الذي تغيَّرَ هُوَ أحوالُ آخرِهَا، فإنَّكَ تراهُ مرفوعاً فِي المثالِ الأوَّلِ، ومنصوباً فِي المِثالِ الثَّانِي، ومجروراً فِي المِثالِ الثَّالثِ.
    وهذَا التَّغييرُ مِن حالةِ الرَّفعِ إلَى حالةِ النَّصْبِ إلَى حالةِ الجرِّ، هُوَ الإعرابُ عنْدَ المُؤلِّفِ ومَنْ ذهبَ مذْهبَهُ، وهذِهِ الحركاتُ الثَّلاثُ -التي هِيَ: الرَّفعُ،والنَّصْبُ، وَالْجَرُّ- هِيَ علامةٌ وأَمَارةٌ عَلَى الإعْرَابِ.
    ومثلُ الاسْمِ فِي ذلكَ الفِعْلُ المُضَارِعُ، فلوْ قلْتَ:(يُسَافِرُ إِبْرَاهِيمُ) فيسافرُ: فعلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ؛ لتَجَرُّدِهِ مِن عَامِلٍ يقتضِي نصبَهُ أوْ عَامِلٍ يقتضِي جزمَهُ.
    فإذَا قلْتَ: (لَنْ يُسَافِرَ إِبْرَاهِيمُ) تغيَّر حالُ (يُسافر) من الرَّفعِ إلَى النَّصبِ، لتغيُّرِ العَامِلِ بعَامِلٍ آخرَ يقتضِي نصبَهُ، هُوَ (لَنْ)، فإذَا قلْتَ: (لَمْ يُسَافِرْ إِبْرَاهِيمُ): تغيَّرَ حالُ (يسافر) من الرَّفعِ أو النَّصْبِ إلَى الجزمِ، لتغيُّرِ العَامِلِ بعَامِلٍ آخرَ يقتضِي جزمَهُ، وهُوَ (لَمْ).

    واعلَمْ أنَّ هذَا التَّغيُّرَ ينقسمُ إلَى قسمينِ:لفظْيٍّ، وتقديريٍّ.
    فأمَّا اللفظيُّ فهُوَ: مَا لا يمنعُ من النُّطقِ بهِ مانعٌ، كمَا رأيتَ فِي حركاتِ الدَّالِ مِن (محمَّد) وحركاتِ الرَّاءِ مِن (يُسافر).
    وأمَّا التّقديريُّ فهُوَ: مَا يمنعُ من التَّلفُّظِ بهِ مانعٌ مِن تعذُّرٍ، أو استثْقَالٍ، أوْ مُناسبةٍ؛ تقُولُ: (يَدْعُو الفَتَى وَالقَاضِي وَغُلاَمِي)فيدعو: مرفوعٌ؛ لتَجرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ.
    والفتى: مرفُوعٌ؛ لكوْنِهِ فاعلاً.
    والقاضِي وغُلامِي:مرفوعانِ؛ لأنَّهمَا معطوفانِ عَلَى الفاعِلِ المرفُوعِ، ولكنَّ الضَّمَّةَ لا تظهرُ فِي أواخرِ هذِهِ الكلماتِ، لتعذُّرِهَا فِي (الفتَى) وَثِقَلِهَا فِي (يدعُو) وفِي (القاضِي) ولأجْلِ مناسبةِ ياءِ المُتكلِّمِ فِي (غُلامِي)؛ فتكونُ الضَّمَّةُ مقدرةً عَلَى آخرِ الكلِمَةِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ، أو الثِّقَلُ، أو اشْتغالُ المَحلِّ بحركةِ المُنَاسبةِ.
    وتقُولُ: (لَنْ يَرْضَى الفَتَى وَالقَاضِي وَغُلاَمِي) وتقُولُ: (إِنَّ الفَتَى وَغُلامِي لَفَائِزَانِ). وتقُولُ: (مَرَرْتُ بِالفَتَى وَغُلامِي وَالقَاضِي).
    فمَا كانَ آخرُه ألفاً لازمةً: تُقدَّرُ عَلَيْهِ جميعُ الحركاتِ لِلتَّعذُّرِ،ويُسمَّى الاسْمُ المُنتهِي بالألفِ مقَصُوراً، مثلُ الفَتَى، والعَصَا، والحِجَا، والرَّحَى، والرِّضَا.
    ومَا كانَ آخرُهُ ياءً لازمةً:تُقدَّرُ عَلَيْهِ الضَّمَّةُ والكسرةُ لِلثِّقَل، ويُسمَّى الاسْمُ المُنتهِي بالياءِ منقوصاً، وتظهرُ عَلَيْهِ الفتحةُ لِخِفَّتِهَا، نحوُ: القاضِي، والدَّاعِي، والغَازِي، والسَّاعِي، والآتِي، والرَّامِي.
    ومَا كانَ مُضافاً إلَى ياءِ المُتكلِّمِ:تُقَدَّرُ عَلَيْهِ الحركاتُ كلُّهَا للمُناسبةِ نحوُ: غُلامِي، وكِتابِي، وصَديقِي، وأبِي، وأُستاذِي.

    ويقابلُ الإعرابَ البناءُ، ويتَّضِحُ كلُّ واحدٍ منهمَا تمامَ الاتِّضاحِ بسببِ بيانِ الآخرِ.وقدْ تركَ المُؤلِّفُ بيانَ البناءِ، ونحنُ نُبَيِّنُهُ لكَ عَلَى الطَّريقةِ التي بَيَّنا بهَا الإعْرَابَ، فنقولُ:
    للبِناءِ مَعنيانِ:
    أحدُهُمَا: لغويٌّ.
    والآخرُ:اصطِلاَحِيٌّ.
    فأما معناه في اللغةِ فهو: عِبَارة عن وضعِ شَيءٍ على شيءٍ على جهةٍ يُرادُ بها الثبوتَ واللزومَ.
    وأمَّا معنَاهُ فِي الاصْطِلاحِ فهُوَ:لزومُ آخِرِ الكلِمَةِ حالةً واحدةً لِغَيرِ عَامِلٍ ولا اعْتِلالٍ، وذلكَ كلزومِ (كَمْ) و(مِنْ) السّكونَ، وكلُزومِ (هُؤلاءِ) و(حَذَامِ) و(أَمْسِ) الكَسْرَ، وكلُزومِ (مُنذُ) و(حيثُ) الضَّمَّ، وكلُزومِ (أيْنَ) و(كَيْفَ) الفتْحَ.
    ومنْ هذَا الإيضاحِ تَعلَمُ أنَّ أَلْقَابَ البِناءِ أربعةٌ:
    السُّكونُ، والكسرُ، والضَّمُّ، والفتحُ.
    وبعْدَ بيانِ كلِّ هذِهِ الأشْيَاءِ لا تَعْسُرُ عليكَ معرفةُ المُعْربِ والمَبْنِيِّ.
    فإنَّ المُعرَبَ: مَا تغيَّرَ حالُ آخرِهِ لفظاً أوْ تقديراً بسببِ العوامِلِ.
    والمبنِيُّ: مَا لَزِمَ آخرُهُ حالةً واحدةً لغيرِ عَامِلٍ ولا اعْتِلالٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:53 am

    أنواع الإعراب
    (2) أنواعُ الإعرابِ التي تقعُ فِي الاسْمِ والفِعْلِ جميعاً أربعةٌ:
    الأوَّلُ: الرَّفْعُ.
    والثَّانِي: النَّصْبُ.
    والثَّالِثُ: الخَفْضُ.
    والرَّابعُ: الجَزْمُ.
    ولكلِّ واحدٍ مِن هذِهِ الأنواعِ الأرْبَعةِ معْنًى فِي اللُّغَةِ، ومعْنًى فِي اصْطِلاحِ النُّحاةِ.

    (3) أمَّا الرَّفعُ:
    فهُوَ فِي اللُّغَةِ: العُلُوُّ وَالارتِفَاعُ.
    وهُوَ فِي الاصْطِلاحِ:تغيُّرٌ مخصوصٌ عَلاَمَتُهُ الضَّمَّةُ ومَا نابَ عنْهَا.
    وسَتَعْرفُ قريباً مَا ينوبُ عن الضَّمَّةِ فِي الفصْلِ الآتِي إنْ شَاءَ اللَّهُ.
    ويقعُ الرَّفعُ فِي كلٍّ من الاسْمِ والفِعْلِ، نحوُ: (يَقُومُ عَلِيٌّ) و (يَصْدَحُ البُلْبُلُ).

    (4) وأمَّا النَّصْبُ:
    فهُوَ فِي اللُّغَةِ: الاسْتواءُ والاسْتِقامَةُ.
    وهُوَ فِي الاصطلاحِ: تغيُّرٌ مخصوصٌ علامتُهُ الفَتْحَةُ ومَا نابَ عنْهَا.
    ويقعُ النَّصْبُ فِي كلٍّ من الاسْمِ والفِعْلِ أيضاً، نحوُ: (لَنْ أُحِبَّ الكَسَلَ).

    (5) وأمَّا الخفْضُ:
    فهُوَ فِي اللُّغَةِ: التَّسفُّلُ.
    وهُوَ فِي الاصطلاحِ: تغيُّرٌ مخصوصٌ علامتُهُ الكسْرَةُ ومَا نابَ عنْهَا.
    ولا يكونُ إلاَّ فِي الاسمِ، نحوُ: (تَأَلَّمْتُ مِنَ الكَسُولِ).

    (6) وأمَّا الجَزْم:
    فهُوَ فِي اللُّغَةِ: القطْعُ.
    وفِي الاصْطِلاحِ: تغيُّرٌ مخصوصٌ علامَتُهُ السُّكونُ ومَا نَابَ عنْهُ.
    ولا يكونُ الجَزْمُ إلاَّ فِي الفِعْلِ المُضَارِعِ، نحوُ: (لَمْ يَفُزْ مُتَكَاسِلٌ).

    فقدْ تبيَّنَ لكَ أنَّ أنْواعَ الإعْرابِ عَلَى ثلاثةِ أقْسامٍ:
    - قسمٌ مُشتركٌ بيْنَ الأسماءِ والأفْعالِ، وهُوَ الرَّفعُ والنَّصْبُ.
    - وقسمٌ مُختصٌّ بالأسماءِ، وهُوَ الخفْضُ.
    - وقسمٌ مختصٌّ بالأفْعالِ، وهُوَ الجزْمُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:54 am

    (1) تسْتطِيعُ أن تعْرِفَ أنَّ الكلِمَةَ مَرفُوعةٌ بوُجودِ علامةٍ فِي آخرِهَا مِن أربعِ علاماتٍ:
    - واحدةٌ منْهَا أصليَّةٌ: وَهِيَ: الضَّمَّةُ.
    -وثلاثٌ فرْعٌ عنْهَا، وَهِيَ: الوَاوُ، والألِفُ، والنُّونُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:55 am

    مواضع الضمة:
    (2) تكونُ الضَّمَّةُ عَلامَةً عَلَى رفْعِ الكلِمَةِ فِي أرْبَعَةِ مَوَاضعَ:
    الموضِعُ الأوَّلُ: الاسْمُ المُفرَدُ.
    والموضِعُ الثَّانِي: جمْعُ التَّكسِيرِ.
    والموْضِعُ الثَّالِثُ: جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالِمُ.
    والموضِعُ الرَّابعُ: الفِعْلُ المضَارِعُ الذي لَمْ يتَّصلْ بهِ:
    -ألفُ اثنينِ.
    - ولا واوُ جماعةٍ.
    -ولا ياءُ مُخاطَبةٍ.
    -ولا نونُ توْكيدٍ خَفيفَةٌ أوْ ثَقيلَةٌ.
    -ولا نُونُ نُسوةٍ.
    (3) أمَّا الاسْمُ المُفرَدُ، فالمُرَادُ بهِ ههنا: مَا ليْسَ مُثنًّى ولا مجمُوعاً ولا مُلحقاً بهمَا ولا من الأسماءِ الخمْسَةِ:
    سواءٌ أكانَ المُرَادُ بهِ:
    -مذكَّراً مثلَ: محمَّد، وعلِيّ، وحمْزَة.
    -أمْ كانَ المُرَادُ بهِ مؤنَّثاً مثلُ: فاطِمَة، وعائِشَة، وزَيْنَب.
    وسَواءً أكَانت الضَّمَّةُ:
    -ظَاهِرةً كمَا فِي نحْوِ: (حَضَرَ مُحَمَّدٌ)، و(سَافَرَتْ فَاطِمَةُ).
    -أمْ كَانتْ مُقدَّرةً نحْوُ: (حَضَرَ الفَتَى وَالقَاضِي وَأَخِي) ونحْوُ: (تَزَوَّجَتْ لَيْلَى وَنُعْمَى).
    فإنَّ (مُحَمَّدٌ) وكذا (فَاطِمَةُ) مرفُوعَانِ، وعَلامَةُ رفْعهِمَا الضَّمَّةُ الظَّاهِرَة.
    و (الفَتَى) ومثلُهُ (ليْلَى) و(نُعْمَى) مرْفُوعاتٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِنَّ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التّعذُّرُ.
    و (القَاضِي) مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى اليَاءِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ.
    و (أَخِي) مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى مَا قبْلَ ياءِ المُتكلِّمِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا حرَكَةُ المُناسَبةِ.
    (4) وأمَّا جمْعُ التَّكسيرِ، فالمُرَادُ بهِ:مَا دلَّ عَلَى أكْثرَ من اثنَيْنِ أو اثْنَتَيْنِ مَعَ تغيُّرٍ فِي صِيغَةِ مُفرَدِهِ.
    وأنْوَاعُ التَّغيُّرِ الموجُودَةُ فِي جُموعِ التَّكسيرِ ستَّةٌ:
    أ-تغيُّرٌ بالشَّكلِ ليْسَ غيرُ، نحوُ: أَسَدٌ وأُسْدٌ، ونَمِرٌ ونُمُرٌ؛ فإنَّ حُروفَ المُفرَدِ والجمْعِ فِي هَذيْنِ المِثاليْنِ مُتَّحِدَةٌ، والاخْتلاَفُ بيْنَ المُفرَدِ والجمْعِ إنَّمَا هُوَ فِي شَكْلِهَا.
    ب-تغيُّرٌ بالنَّقْصِ ليْسَ غيرُ، نحوُ: تُهْمَةٌ وَتُهَمٌ، وَتُخْمَةٌ وَتُخَمٌ، فأنْتَ تجِدُ الجمْعَ قدْ نقَصَ حرفاً فِي هذيْنِ المثاليْنِ -وهُوَ التَّاءُ- وباقِي الحُرُوفِ عَلَى حالِهَا فِي المُفرَدِ.
    ج-تغيُّرٌ بالزِّيادةِ ليْسَ غيْرُ، نحْوُ: صِنْوٌ وَصِنْوَان، فِي مثْلِ قولِهِ تعالَى: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ}.
    د-تغيُّرٌ فِي الشَّكلِ مَعَ النَّقصِ، نحوُ: سرِيرٌ وسُرُرٌ، وكِتابٌ وكُتُبٌ، وأَحْمَرُ وحُمُرٌ، وأبيضُ وبِيضٌ.
    هـ-تغيُّرٌ فِي الشَّكلِ مَعَ الزِّيادةِ، نحوُ: سبَبٌ وأسْبَابٌ، وبطَلٌ وأبْطالٌ، وهنْدٌ وهنُودٌ، وسبُعٌ وسِبَاعٌ، وذئِبٌ وذِئابٌ، وشُجَاعٌ وشُجْعانٌ
    و-تغيُّرٌ فِي الشَّكلِ مَعَ الزِّيادةِ والنَّقصِ جميعاً، نحوُ: كَريمٌ وكُرماءُ، ورغِيفٌ ورُغْفانٌ، وكاتِبٌ وكُتَّابُ، وأميرٌ وأمَرَاءُ.
    وهذِهِ الأنْوَاعُ كلُّهَا تكونُ مرْفُوعةً بالضَّمَّةِ، سَوَاءً أكانَ المُرَادُ مِن لفْظِ الجمْعِ:
    -مذكَّراً، نحوُ: رِجالٌ، وكُتَّابٌ.
    -أمْ كانَ المُرَادُ منْهُ مؤنَّثاً، نحوُ: هُنودٌ، وزَيَانِب.
    وسَواءً أكَانت الضَّمَّةُ:
    -ظَاهِرةً، كمَا فِي هذِهِ الأمثلَةِ.
    -أمْ كَانتْ مُقدَّرةً، كمَا فِي نحْوِ: (سَكَارى، وجَرْحَى)، ونحوِ: (عَذَارَى، وحَبالَى).
    تقُولُ: (قَامَ الرِّجَالُ وَالزَّيَانِبُ) فتجدُهُمَا مرْفُوعَيْنِ بالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
    وتقُولُ: (حَضَرَ الجَرْحَى وَالعَذَارَى)، فيكونُ كلٌّ مِن (الجَرْحَى) و(العَذَارَى) مرْفُوعاً بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ عَلَى الألفِ، مَنَعَ مِن ظهُورِها التَّعذُّرُ.
    (5) وأمَّا جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ: فهُوَ:مَا دلَّ عَلَى أكثرَ من اثنتَيْنِ بزيادَةِ ألفٍ وتاءٍ فِي آخرِهِ.
    نحوُ: (زيْنَبَات، وَفَاطِمَات، وحمَّامَات) تقُولُ: (جاءَ الزَّيْنَبَاتُ، وَسَافَرَ الفَاطِمَاتُ) فالزَّينباتُ والفَاطِمَاتُ مرفُوعَانِ، وعَلامَةُ رفعِهمَا الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    ولا تكونُ الضَّمَّةُ مُقدَّرةً فِي جمْعِ المُؤنَّثِ السَّالمِ، إلاَّ عنْدَ إضافتِهِ لياءِ المُتكلِّمِ نحوُ: (هَذِهِ شَجَرَاتِي وَبَقَرَاتِي).
    فإنْ كَانت الألفُ غيرَ زائدةٍ:
    بأنْ كَانتْ موجودَةً فِي المُفرَدِ، نحْوُ: (القاضِي والقُضَاةِ، والدَّاعِي والدُّعَاةِ) لَمْ يكُنْ جمْعَ مؤنَّثٍ سالماً، بلْ هُوَ حينئِذٍ جمْعُ تكسيرٍ.
    وكذلكَ لوْ كَانت التَّاءُ ليسَتْ زائِدةً:
    بأنْ كَانتْ موجودةً فِي المُفرَدِ نحوُ: (مَيْتٌ وَأَمْوَاتٌ، وَبَيْتٌ وَأَبْيَاتٌ، وَصَوْتٌ وَأَصْوَاتٌ) كانَ مِن جمْعِ التَّكْسِيرِ، ولَمْ يكُنْ مِن جمْعِ المُؤنَّثِ السَّالمِ.
    (6) وأمَّا الفِعْلُ المضَارِعُ: فنحوُ: (يَضْرِبُ) و(يَكْتُبُ) فكلٌّ مِن هذيْنِ الفِعْلينِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكذلكَ
    (يدْعُو، ويرْجُو) فكلٌّ منهمَا مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الوَاوِ منَعَ مِن ظُهُورِهَا الثِّقَلُ.
    وكذلكَ
    (يقضِي، ويُرضِي) فكلٌّ منهُمَا مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الياءِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ.
    وكذلكَ
    (يَرْضَى، وَيَقْوَى) فكلٌّ منهمَا مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ.
    (7) وقولُنا: (الذي لَمْ يتَّصِلْ بهِ ألفُ اثنيْنِ أوْ واوُ جمَاعَةٍ أوْ ياءُ مُخاطَبةٍ):
    يُخْرِجُ مَا اتَّصَلَ بهِ واحدٌ مِن هذِهِ الأشْيَاءِ الثَّلاثَةِ:
    -فمَا اتَّصَلَ بهِ ألفُ الاثْنيْنِ، نحوُ: (يَكْتُبَانِ، وَيَنْصُرَانِ).
    -ومَا اتَّصلَ بهِ واوُ الجمَاعةِ، نحوُ: (يَكْتُبُونَ، وَيَنْصُرُونَ).
    -ومَا اتَّصَلَ بهِ ياءُ المُخَاطَبةِ، نحوُ: (تَكْتُبِينَ وَتَنْصُرِينَ).
    ولا يُرفَعُ حينئذٍ بالضَّمَّةِ، بلْ يُرفَعُ بثُبوتِ النُّونِ، والألفُ أو الواوُ أو الياءُ فاعِلٌ، وسيأتِي إيضاحُ ذلكَ.
    وقولُنا: (ولا نُونُ توْكِيدٍ خفِيفَةٌ أوْ ثقِيلَةٌ):
    يُخرِجُ الفِعْلَ المضَارِعَ الذي اتَّصلتْ بهِ إحدَى النُّونَينِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ}.
    والفِعْلُ حينئِذٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ.
    وقولُنا: (ولا نُونُ نِسوَةٍ): يُخرِجُ الفِعْلَ المضَارِعَ الذي اتَّصلَتْ بهِ نُونُ النِّسوةِ، نحْوُ قوْلِهِ سبحانَهُ وتعالَى: {وَالوَالِداَتُ يُرْضِعْنَ}.
    والفِعْلُ حينئِذٍ مبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:55 am

    نيابة الواو عن الضمة

    (1) تكونُ الواوُ عَلامَةً عَلَى رفْعِ الكلِمَةِ فِي موضعيْنِ:

    الأوَّلُ:جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ.

    والموضِعُ الثَّانِي:الأسماءُ الخمسةُ.


    (2) أمَّا جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ، فهُوَ: اسْمٌ دلَّ عَلَى أكثرَ من اثنيْنِ، بزيادةٍ فِي آخِرِه، صالحٌ للتَّجريدِ عن هذِهِ الزِّيادةِ، وعطْفِ مثلِهِ عَلَيْهِ، نحوُ:

    -{فَرِحَ المُخَلَّفُونَ}.

    -{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ}.

    -{وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ}.

    -{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ}.

    -{وَآخَرُونَ اعْتَرَفَوا بِذُنُوِبِهِمْ}.



    فكلاً مِن:
    {المُخَلَّفُونَ}و{الرَّاسِخُونَ}و{الْمُؤْمِنُونَ}و{الْمُجْرِمُونَ}و{صَابِرُونَ}و{آخَرُونَ}.



    جمْعُ مذكَّرٍ سالمٌ، دالٌّ عَلَى أكثرَ من اثنيْنِ، وفيهِ زيادةٌ فِي آخرِهِ -وَهِيَ الواوُ والنُّونُ- وهُوَ صالحٌ للتجريدِ مِن هذِهِ الزِّيادةِ.
    ألا ترَى أنكَ تقُولُ: مُخلَّفٌ، وراسِخٌ، ومؤْمِنٌ، ومجْرمٌ، وصابِرٌ، وآخَرُ.
    وكلُّ لفظٍ مِن ألفاظِ الجموعِ الواقعةِ فِي هذِهِ الآياتِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الواوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ، وهذِهِ النُّونُ التي بعْدَ الواوِ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي قوْلِكَ: (مخلَّفٌ) وأَخواتِهِ، وهُوَ الاسْمُ المُفرَدُ.

    (3) وأمَّا الأسماءُ الخمسةُ: فهيَ هذِهِ الألفاظُ المحصورةُ التي عدَّها المُؤلِّفُ؛ وَهِيَ:
    أبوكَ وأخوكَ، وحموكَ، وفوكَ، وذو مالٍ.
    وَهِيَ تُرْفَعُ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ:
    -تقُولُ:(حَضَرَ أَبُوكَ، وَأَخُوكَ، وَحَمُوكَ، وَنَطَقَ فُوكَ، وَذُو مَالٍ).
    - وكذا تقُولُ: (هَذَا أَبوكَ).
    - وتقُولُ: (أَبوكَ رَجُلٌ صَالِحٌ).
    - وقالَ اللَّهُ تعالَى: {وَأَبـُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}.
    -{مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبـُوهُمْ}.
    -{وَإِنَّهَ لَذُو عِلْمٍ}.
    -{إِنِّي أَنَا أَخُوكَ}.



    فكلُّ اسْمٍ منْهَا فِي هذِهِ الأمثْلِةِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الواوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ، ومَا بعدَها من الضَّميرِ أوْ لفظِ
    (مَال) أوْ لفظِ (عَلَمٍ) مضافٌ إليْهِ.



    واعلَمْ أنَّ هذِهِ الأسماءَ الخمسةَ لا تُعربُ هذَا الإعْرَابَ إلاَّ بشروطٍ، وهذِهِ الشُّروطُ:
    - منْهَا:مَا يُشترطُ فِي كلِّها.
    - ومنْهَا:مَا يُشترطُ فِي بعضِهَا.




    أمَّا الشُّروطُ التي تُشترَطُ فِي جميعِهَا
    فأرْبَعَةُ شروطٍ:




    الأوَّلُ:أن تكُونَ مفردةً.

    والثَّانِي: أن تكُونَ مُكبَّرةً.

    والثَّالثُ: أن تكُونَ مُضافةً.

    والرَّابعُ:أن تكُونَ إضافتُهَا لغيرِ ياءِ المتكلِّمِ.



    فخرجَ باشتراطِ
    (الإفرادِ): مَا لوْ كَانتْ مُثنَّاةً، أوْ مجموعةً جمْعَ مذكَّرٍ، أوْ جمْعَ تكسيرٍ.



    فإنَّها لوْ كَانتْ جمْعَ تكسيرٍ أُعْرِبَتْ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ:
    -تقُولُ:(الآبَاءُ يُرَبُّونَ أَبْنَاءَهُمْ).
    -وتقُولُ: (إِخْوَانُكَ يَدُكَ التي تَبْطِشُ بِهَا).
    -وقالَ اللَّهُ تعالَى: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ}.
    -{إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
    -{فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}.
    ولوْ كَانتْ مثنَّاةً أُعربتَ إعرابَ المثنَّى بالألفِ رفعاً، وبالياءِ نصباً وجرّاً، وسيأتِي بيانُهُ قريباً:
    -تقُولُ: (أَبَوَاكَ رَبَّيَاكَ).
    -وتقُولُ:(تَأَدَّبْ فِي حَضْرَةِ أَبَوَيْكَ).
    -وقالَ اللَّهُ تعالَى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ}.
    - {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}.
    ولوْ كَانتْ مجموعةً جمْعَ مذكَّرٍ سالماً رُفِعَتْ بالواوِ عَلَى مَا تقدَّمَ، ونُصبتْ وجُرَّتْ بالياءِ.
    -تقُولُ: (هَؤُلاءِ أَبونَ وَأَخونَ).
    -وتقُولُ:(رَأَيْتُ أَبينَ وَأَخِينَ).
    ولَمْ يُجمعْ بالواوِ والنُّونِ غيرُ لفظِ الأبِ والأخِ، وكانَ القياسُ يقتضِي ألاَّ يُجمَعَ شيءٌ منْهَا هذَا الجمعَ.



    وخرجَ باشتراطِ
    (أنْ تكُونَ مُكبَّرةً) مَا لوْ كَانتْ مصغَّرةً، فإنَّها حينئذٍ تُعربُ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ.



    -تقُولُ: (هَذَا أُبَيٌّ وَأُخَيٌّ).
    -وتقُولُ:(رَأَيْتُ أُبَيّاً وَأُخَيّاً).
    -وتقُولُ:(مَرَرْتُ بِأُبَيٍّ وَأُخَيٍّ).



    وخرجَ باشتراطِ
    (أنْ تكُونَ مُضافةً) مَا لوْ كَانتْ مُنقطعةً عن الإضافةِ؛ فإنَّها حينئذٍ تُعربُ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ أيضاً.



    -تقُولُ: (هَذَا أَبٌ).
    - وتقُولُ: (رَأَيْتُ أَباً).
    - وتقُولُ: (مَرَرْتُ بِأَبٍ).
    وكذلكَ الباقِي، وقالَ اللَّهُ تعالَى:
    -{وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ}.
    -{قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْل}.
    -{قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ}.
    -{إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً}.



    وخرجَ باشتراطِ
    (أنْ تكُونَ إضافتُهَا لغيرِ ياءِ المتكلِّمِ):



    مَا لوْ أُضيفتْ إلَى هذِهِ الياءِ؛ فإنَّها حينئذٍ تُعربُ بحركاتٍ مُقدَّرةٍ عَلَى مَا قبْلَ ياءِ المُتكلِّمِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ.
    - تقُولُ: (حَضَرَ أَبي وَأَخِي).
    - وتقُولُ: (احْتَرَمْتُ أَبي وَأَخِي الأَكْبَرَ).
    - وتقُولُ: (أَنَا لا أَتَكَلَّمُ فِي حَضْرَةِ أَبِي وَأَخِي الأَكْبَرِ).
    - وقالَ اللَّهُ تعالَى: {وإِنَّ هَذَا أَخِي}.
    -{أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي}.
    -{فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي}.
    وأمَّا الشُّروطُ التي تختصُّ ببعضِهَا دونَ بعض:
    - فمنْهَا: أنَّ كلِمَةَ (فُوكَ) لا تُعربُ هذَا الإعْرَابَ إلاَّ بشرطِ أن تخْلوَ من الميمِ.
    فلو اتَّصلتْ بهَا الميمُ أُعربتْ بالحركاتِ الظَّاهِرَةِ.

    -تقُولُ: (هَذَا فَمٌ حَسَنٌ).

    - وتقُولُ: (رَأَيْتُ فَماً حَسَناً).

    -وتقُولُ: (نَظَرْتُ إِلَى فَمٍ حَسَنٍ).
    وهذَا شرطٌ زائدٌ فِي هذِهِ الكلِمَةِ بخصوصِهَا عَلَى الشُّروطِ الأرْبَعَةِ التي سبقَ ذِكرُهَا.




    - ومنْهَا:
    أنَّ كلِمَةَ (ذُو) لا تُعربُ هذَا الإعْرَابَ إلاَّ بشرطيْنِ:



    الأوَّلُ:أن تكُونَ بمعْنَى صاحبٍ.
    والثَّانِي: أن يكونَ الذي تُضافُ إليْهِ اسْمَ جنسٍ ظاهراً غيرَ وصْفٍ.
    فإنْ لَمْ يكُنْ بمعْنَى صاحبٍ، بأنْ كَانتْ موصولةً فهيَ مبنيَّةٌ
    ومثالُها غيرَ موصولةٍ:

    قولُ أبي الطِّيِّبِ المتنبِّي:

    ذُو العقلِ يشقَى فِي النَّعيمِ بعقلِه ِ= وأخُو الجهالةِ فِي الشَّقاوةِ ينعمُ
    وهذانِ الشّرطانِ زائدانِ فِي هذِهِ الكلِمَةِ بخصوصِهَا عَلَى الشُّروطِ الأرْبَعَةِ التي سبقَ ذِكرُهَا.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:56 am

    نيابة الألف عن الضمة:

    (4) تكونُ الألفُ عَلامَةً عَلَى رفْعِ الكلِمَةِ فِي موضعٍ واحدٍ، وهُوَ الاسْمُ المُثنَّى،
    نحوُ: (حَضَرَ الصَّدِيقَانِ):

    فالصَّديقانِ: مُثنًّى، وهُوَ مرفُوعٌ لأنَّهُ فَاعِلٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الألفُ نيابةً عن الضَّمَّةِ.

    والنُّونُ :عِوَضٌ عن التّنوينِ فِي قوْلِكَ: صديقٌ، وهُوَ الاسْمُ المُفرَدُ.

    والمُثنَّى هُوَ: كلُّ اسْمٍ دلَّ عَلَى اثنيْنِ أو اثنتَيْنِ، بزيادةٍ فِي آخِرِهِ، أغْنَتْ هذِهِ الزِّيادةُ عن العاطفِ والمعطوفِ، نحْوُ (أَقْبَلَ العُمَرَانِ، وَالهِنْدَانِ).

    فالعُمَرانِ: لفظٌ دلَّ عَلَى اثنيْنِ، اسْمُ كلِّ واحدٍ منهمَا عُمَرُ، بسببِ وجودِ زيادةٍ فِي آخرِهِ، وهذِهِ الزِّيادةُ هِيَ الألفُ والنُّونُ، وَهِيَ تُغْنِي عن الإتيانِ بواوِ العطفِ وتكريرِ الاسْمِ، بحيْثُ تقُولُ: (حَضَرَ عُمَرُ وَعُمَرُ).

    وكذلكَ الهِندانِ؛


    فهُوَ لفظٌ دالٌّ عَلَى اثنتَيْنِ، كلُّ واحدةٍ منهمَا اسمُهَا هنْدٌ.

    وسببُ دلالتِهِ عَلَى ذلكَ زيادةُ الألفِ والنُّونِ فِي المِثالِ،


    ووجودُ الألفِ والنُّونِ يُغنيكَ عن الإتيانِ بواوِ العطفِ، وتكريرِ الاسْمِ، بحيْثُ تقُولُ: (حَضَرَتْ هِنْدٌ وَهِنْدٌ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:56 am

    نيابة النون عن الضمة:
    (5) تكونُ النُّونُ عَلامَةً عَلَى أنَّ الكلِمَةَ التي هِيَ فِي آخرِهَا مرْفُوعَةٌ فِي موضعٍ واحدٍ، وهُوَ:
    الفِعْلُ المضَارِعُ:
    -المُسْنَدُ إلَى ألفِ الاثنيْنِ أو الاثنتَيْنِ.

    -أو المُسنَدُ إلَى واوِ جماعةِ الذُّكورِ.

    -و المُسنَدُ إلَى ياءِ المؤنَّثةِ المُخاطَبةِ.

    أمَّا المُسنَدُ إلَى ألفِ الاثنيْنِ:

    - فنحْوُ (الصَّدِيقَانِ يُسَافِرَانِ غَداً).
    - ونحْوُ (أَنْتُمَا تُسَافِرَانِ غَداً).

    فقولُنَا:
    (يُسَافِرَانِ) وكذا (تُسَافِرَانِ) فعلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، لتجرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ثبوتُ النُّونِ،
    وألفُ الاثنينِ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.

    وقدْ رأيتَ أنَّ الفِعْلَ المضَارِعَ المُسنَدَ إلَى ألفِ الاثنينِ قدْ يكونُ مبدوءاً بالياءِ للدلالةِ عَلَى الغيبةِ، كمَا فِي المِثالِ الأوَّلِ.

    وقدْ يكونُ مبدوءاً بالتَّاءِ للدَّلالةِ عَلَى الخطابِ، كمَا فِي المِثالِ الثَّانِي.

    وأمَّا المُسنَدُ إلَى ألفِ الاثنتيْنِ:
    فنحْوُ (الهِنْدَانِ تُسَافِرَانِ غَداً).

    ونحوُ: (أَنْتُمَا يَا هِنْدَانِ تُسَافِرَانِ غَداً).
    فتسافران فِي المثاليْنِ: فعلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ بثبوتِ النُّونِ، والألفُ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.

    ومنْهُ تعلمُ أنَّ الفِعْلَ المضَارِعَ المُسنَدَ إلَى ألفِ الاثنتيْنِ لا يكونُ مبدوءاً إلاَّ بالتَّاءِ للدلالةِ عَلَى تأنيثِ الفَاعِلِ، سواءٌ أكانَ غائباً كالمثالِ الأوَّلِ، أمْ كانَ حاضِراً مخاطباً كالمثالِ الثَّانِي.

    وأمَّا المُسنَدُ إلَى واوِ الجماعةِ:

    فنحوُ: (الرِّجَالُ المُخْلِصُونَ هُم الَّذِينَ يَقُومُونَ بِوَاجِبِهِمْ).
    ونحوُ: (أَنْتُمْ يَا قَوْمِ تَقُومُونَ بِوَاجِبِكُمْ).

    فيقومون -ومثلُهُ تقومون- فعلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ثبوتُ النُّونِ، وواوُ الجماعةِ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.

    ومنْهُ تعلَمْ أنَّ الفِعْلَ المضَارِعَ المُسنَدَ إلَى هذِهِ الواوِ قدْ يكونُ مبدوءاً بالياءِ للدلالةِ عَلَى الغَيْبةِ، كمَا فِي المِثالِ الأوَّل.
    وقدْ يكونُ مبدوءاً بالتَّاءِ للدلالةِ عَلَى الخطابِ، كمَا فِي المِثالِ الثَّانِي.
    وأمَّا المُسنَدُ إلي ياءِ المؤنَّثةِ المخاطَبةِ:

    فنحوُ: (أَنْتِ يَا هِنْدُ تَعْرِفِينَ وَاجِبَكِ).
    فـ (تعرفين): فعلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ثبوتُ النُّونِ، وياءُ المؤنَّثةِ المخاطَبةِ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.

    ولا يكونُ الفِعْلُ المُسنَدُ إلَى هذِهِ الياءِ إلاَّ مبدوءاً بالتَّاءِ، وَهِيَ دالَّةٌ عَلَى تأنيثِ الفَاعِلِ.

    فتلخَّصَ لكَ
    أنَّ المُسنَدَ إلَى الألفِ يكونُ مبدوءاً بالتَّاءِ أوْ بالياءِ،
    والمُسنَدُ إلَى الواوِ كذلكَ يكونُ مبدوءاً بالتَّاءِ أوْ بالياءِ،
    والمُسنَدُ إلَى الياءِ لا يكونُ مبدوءاً إلاَّ بالتَّاءِ.

    ومثالُهَا:

    يقومانِ، وتقومانِ، ويقومونَ، وتقومونَ، وتقومينَ، وتُسمَّى هذِهِ الأمثْلِةُ (الأفْعَالَ الْخَمْسَةَ).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أغسطس 13, 2013 11:57 am

    علامات النصب
    (1) يُمكنكَ أن تحكُمَ عَلَى الكلِمَةِ بأنَّهَا منصوبةٌ إذَا وجدْتَ فِي آخرِهَا عَلامَةً مِن خمسِ علاماتٍ:
    - واحدةٌ منْهَا أصليَّةٌ، وَهِيَ: الفَتْحةُ.
    - وأربعٌ فُروعٌ عنْهَا، وَهِيَ: الألفُ، والكسرةُ، والياءُ، وحذفُ النُّونِ.

    الفتحة ومواضعها:

    (2) تكونُ الفَتْحَةُ عَلامَةً عَلَى أنَّ الكلِمَةَ منصوبةٌ فِي
    ثلاثةِ مواضعَ:



    الموضعُ الأوَّلُ: الاسْمُ المُفرَدُ.



    والموضعُ الثَّانِي: جمْعُ التَّكْسِيرِ.



    والموضع الثَّالثُ: الفِعْلُ المضَارِعُ الذي سبقَهُ ناصِبٌ، ولَمْ يتَّصلْ بآخِرِهِ:
    -ألفُ اثنيْنِ.
    -ولا واوُ جماعةٍ.
    -ولا ياءُ مخاطبةٍ.
    -ولا نونُ توكيدٍ.
    -ولا نونُ نسوةٍ.




    (3) أمَّا الاسْمُ المُفرَدُ، فقدْ سبقَ تعريفُهُ، والفَتْحَةُ تكونُ:
    -ظَاهِرةً عَلَى آخرهِ فِي نحْوِ (لَقِيتُ عَلِيًّا) ونحْوِ (قَابَلْتُ هِنْداً):

    فَعَلِيّاً، وَهِنْداً:اسمانِ مُفردانِ، وهمَا منصوبانِ؛ لأنَّهمَا مفعولانِ، وعَلامَةُ نصبِهمَا الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، والأوَّلُ مذكَّرٌ والثَّانِي مُؤنَّثٌ.
    -وتكونُ الفَتْحَةُ مُقدَّرةً نحْوُ (لَقيتُ الفَتَى) ونحْوُ (حَدَّثْتُ لَيْلَى):
    فالفتَى وليلَى: اسمانِ مفردانِ منصوبانِ؛ لكونِ كلٍّ منهمَا وقعَ مفعولاً بهِ، وعَلامَةُ نصبِهِمَا فتحةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ، والأوَّلُ مُذكَّرٌ، والثَّانِي مُؤنَّثٌ.


    (4) وأمَّا جمْعُ التَّكْسِيرِ، فقدْ سبقَ تعريفُهُ أيضاً، والفَتْحَةُ قدْ تكونُ:

    -ظَاهِرةً عَلَى آخرِهِ، نحْوُ (صَاحَبْتُ الرِّجَالَ) ونحْوُ (رَعَيْتُ الهُنُودَ):
    فالرِّجالُ والهنودُ: جمعَا تكْسيرٍ منصُوبانِ، لكونِهِمَا مفعوليْنِ، وعَلامَةُ نصبِهمَا الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، والأوَّلُ مُذكَّرٌ، والثَّانِي مُؤنَّثٌ.
    -وقدْ تكونُ الفَتْحَةُ مُقدَّرةً:


    نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى}.
    ونحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى}:


    فسُكارَى والأيامَى: جمْعَا تكسيرٍ منصوبانِ؛ لكونِهِمَا مفعوليْنِ، وعَلامَةُ نصبِهمَا فتحةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ.
    (5) وأمَّا الفِعْلُ المضَارِعُ المذكُورُ: فنحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}:
    فـ {نَبْرَحَ}: فعلٌ مُضَارِعٌ منصوبٌ بلَنْ، وعَلامَةُ نصبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وقدْ تكونُ الفَتْحَةُ مُقدَّرةً، نحْوُ: (يَسُرُّنِي أَنْ تَسْعَى إِلَى المَجْدِ):
    فـ (تَسْعَى): فعلٌ مُضَارِعٌ منصوبٌ بأنْ، وعَلامَةُ نصبِهِ فتحةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ.
    فإن اتَّصَلَ بآخرِ الفِعْلِ المضَارِعِ:
    - ألفُ اثنيْنِ، نحْوُ (لَنْ يَضْرِبَا).
    - أوْ واوُ جماعةٍ، نحْوُ (لَنْ تَضْرِبُوا).
    - أوْ ياءُ مخاطَبةٍ، نحْوُ (لَنْ تَضْرِبِي).
    - لَمْ يكُنْ نصبُهُ بالفَتْحةِ.
    فكلٌّ مِن (تضْرِبا) و(تضربُوا) و(تضرِبِي) منصوبٌ بلَنْ، وعَلامَةُ نصبِهِ حذفُ النُّونِ، والألفُ أو الواوُ أو الياءُ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ، وستعرفُ توضيحَ ذلكَ فيمَا يأْتِي.
    - وإن اتَّصَلَ بآخرِهِ نونُ توكيدٍ ثقيلةٌ، نحْوُ (وَاللهِ لَنْ تَذْهَبَنَّ).
    - أوْ خفيفةٌ (وَاللهِ لَنْ تَذْهَبَنْ).
    فهُوَ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ نصْبٍ.
    - وإن اتَّصَلَ بآخرِهِ نونُ النِّسوةِ، نحْوُ (لَنْ تُدْرِكْنَ المَجْدَ إِلاَّ بِالعَفَافِ).
    فهُوَ حينئذٍ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:42 am

    نيابة الألف عن الفتحة:
    (6) قدْ عرفتَ فيمَا سبقَ الأسماءَ الخمسةَ، وشرطَ إعرابِهَا بالواوِ رفعاً، والألفِ نصباً، والياءِ جرّاً.

    والآنَ نُخبرُكَ بأنَّ العَلامَةَ الدَّالةَ عَلَى أنَّ إحدَى هذِهِ الكلماتِ مَنْصُوبَةٌ وجودُ الألفِ فِي آخرِهَا،
    نحوُ: (احْتَرِمْ أَبَاكَ) و(انْصُرْ أَخَاكَ) و(زُورِي حَمَاكِ) و(نَظِّفْ فَاكَ) و(لا تَحْتَرِمْ ذَا المَالِ لِمَالِهِ):

    فكلٌّ مِن (أباكَ، وأخاكَ، وحماكَ، وفاكَ، وذا المالِ) فِي هذِهِ الأمثْلِةِ ونحوِهَا منصوبٌ؛
    لأنَّهُ وقعَ فِيهَا مفعولاً بهِ،
    وعَلامَةُ نصبِهِ الألفُ نيابةً عن الفَتْحةِ،
    وكلٌّ منْهَا مضافٌ، ومَا بعدَهُ من الكافِ،
    و (المَال) مضافٌ إليْهِ.


    وليْسَ للألِفِ موضعٌ تنوبُ فيهِ عن الفَتْحَةِ سوَى هذَا الموضعِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:43 am

    نيابة الكسرة عن الفتحة:

    (7) قدْ عرفْتَ فيمَا سبقَ جمْعَ المُؤنَّثِ السَّالمَ،
    والآنَ نخبرُكَ أنَّهُ يُمكنُكَ أن تستدلَّ عَلَى نصبِ هذَا الجمْعِ بوجودِ الكسرةِ فِي آخرِهِ، وذلكَ نحْوُ قوْلِكَ: (إنَّ الفتياتِ المُهذَّباتِ يُدرِكْنَ المجْدَ):



    فكلٌّ مِن
    (الفتياتِ) و(المُهذَّباتِ): جمْعُ مُؤنَّثٍ سالمٌ، وهمَا منْصُوبانِ، لكوْنِ الأوَّلِ اسماً لإنَّ، ولكوْنِ الثَّانِي نعْتاً للمنصوبِ، وعَلامَةُ نصبِهمَا الكسرةُ نيابةً عن الفَتْحةِ.


    وليْسَ للكسرةِ موضعٌ تنوبُ فيهِ عن الفَتْحَةِ سِوَى هذَا الموضعِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:43 am

    نيابة الياء عن الفتحة:
    (8) قدْ عرفْتَ المُثنَّى فيمَا مضَى، وكذلكَ قدْ عرفْتَ جمْعَ المذكَّرِ السَّالمَ، والآنَ نُخبرُكَ أنَّهُ يُمكنكَ أن تعْرِفَ نصبَ الواحدِ منهمَا بوجودِ الياءِ فِي آخرِهِ.

    والفرقُ بينَهُمَا:

    -أنَّ الياءَ فِي المُثنَّى يكونُ مَا قبلَهَا مفتوحاً، ومَا بعْدَهَا مكسوراً.

    -والياءُ فِي جمْعِ المذكَّرِ السَّالمِ يكونُ مَا قبلَهَا مكسوراً ومَا بعْدَهَا مفتُوحاً.

    فمثالُ المُثنَّى

    : (نَظَرْتُ عُصْفُورَيْنِ فَوْقَ الشَّجَرَةِ) ونحْوُ (اشْتَرَى أَبِي كِتَابَيْنِ أَحَدُهُمَا لِي وَالآخَرُ لأَخِي)
    فكلٌّ مِن (عُصْفُورَيْنِ) و(كِتَابَيْنِ) منصوبٌ لكوْنِهِ مفعولاً بهِ، وعَلامَةُ نصبِهِ الياءُ المفتوحُ مَا قبلَهَا المكسورُ مَا بعدَهَا، لأنَّهُ مُثنًّى، والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.


    (إِنَّ المُتَّقِينَ لَيَكْسِبُونَ رِضَا رَبِّهِمْ)، ونحوُ: (نَصَحْتُ المُجْتَهِدِينَ بِالانْكِبَابِ عَلَى المُذَاكَرَةِ):


    فكلٌّ مِن (المُتَّقِينَ) و(المُجتهدِين) منصوبٌ؛ لكوْنِهِ مفعولاً بهِ، وعَلامَةُ نصبِهِ الياءُ المكسورُ مَا قبلَهَا المفتوحُ مَا بعدَهَا؛ لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرٍ سالِمٌ، والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:44 am

    نيابة حذف النون عن الفتحة:
    (9) قدْ عرفْتَ ممَّا سبقَ مَا هِيَ الأفعالُ الخمْسةُ، والآنَ نُخبركَ أنَّهُ يُمكنُكَ أن تعْرِفَ نصبَ كلِّ واحدٍ منْهَا:
    إذَا وجدتَ النُّونَ التي تكونُ عَلامَةَ الرَّفْعِ محذوفةً.

    ومثالُهَا فِي حالةِ النَّصْبِ قوْلُكَ
    : (يَسُرُّنِي أَنْ تَحْفَظُوا دُرُوسَكُمْ)، ونحْوُ: (يُؤْلِمُنِي مِنَ الكَسَالى أَنْ يُهْمِلُوا فِي وَاجِبَاتِهِمْ)،
    فكلُّ مِن (تَحْفَظُوا) و(يُهْمِلُوا) فعلٌ مُضَارِعٌ منصوبٌ بأَنْ، وعَلامَةُ نصبهِ حذفُ النُّونِ، وواوُ الجماعةِ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.



    وكذلكَ المتَّصِلُ بألفِ الاثنينِ،
    نحوُ: (يَسُرُّنِي أَنْ تَنَالا رَغَبَاتِكُمَا).




    والمُتَّصلُ بياءِ المُخاطَبةِ،
    نحْوُ: (يُؤْلِمُنِي أَنْ تُفَرِّطِي فِي وَاجِبِكِ)، وقدْ عرفْتَ كيفَ تُعرِبُهمَا.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:44 am

    علامات الخفض

    (1)يمكنُكَ أن تعْرِفَ أنَّ الكلِمَةَ مخفوضةٌ إذَا وجدْتَ فِيهَا واحداً مِن ثلاثةِ أشياءَ:

    الأوَّلُ: الكسرةُ، وَهِيَ الأصْلُ فِي الخفضِ.

    والثَّانِي: الياءُ.

    والثَّالثُ: الفَتْحةُ.

    وهمَا فرعانِ عن الكسرةِ، ولكلِّ واحدٍ مِن هذِهِ الأشْيَاءِ الثَّلاثةِ مواضعُ يكونُ فيهَا، وسنذكرُ لكَ مواضِعَهَا تفصيلاً فيمَا يلِي.

    الكسرة ومواضعها:

    (2) للكسرةِ ثلاثةُ مواضِعَ تكونُ فِي كلِّ واحدٍ منْهَا عَلامَةً عَلَى أنَّ الاسْمَ مخفوضٌ.

    (3) الاسْمُ المُفرَدُ المُنصرِفُ: وقدْ عرفْتَ معْنَى كونِهِ مفرداً.

    ومعْنَى كونِهِ منصرفاً: أنَّ الصَّرفَ يلحقُ آخِرَهُ، والصَّرفُ: هُوَ التّنوينُ.
    نحْوُ: (سَعَيْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ).
    ونحْوُ (رَضِيتُ عَنْ عَلِيٍّ).
    ونحْوُ (اسْتَفَدْتُ مِنْ مُعَاشَرَةِ خَالِدٍ).
    ونحْوُ (أَعْجَبَنِي خُلُقُ بَكْرٍ).

    فكلٌّ مِن
    (محمَّدٍ) و(علِيٍّ) مخفوضٌ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الكسرةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلٌّ مِن (خالدٍّ) و(بكرٍ) مخفوضٌ لإضافةِ مَا قبلَهُ إليْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الكسرةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً.
    ومحمَّد وعلِيّ وخالد وبَكْر: أسماءٌ مُفردةٌ، وَهِيَ منصرفةٌ؛ لِلحُوقِ التَّنوينِ لهَا.

    (4) جمْعُ التَّكْسِيرِ المنصرِفُ: وقدْ عرفْتَ ممَّا سبَقَ معْنَى جمْعِ التَّكْسِيرِ، وعرفْتَ فِي الموضعِ الأوَّلِ هُنا معْنَى كونِهِ منصرفاً، وذلكَ:
    نحوُ: (مَرَرْتُ بِرِجَالٍ كِرَامٍ).
    ونحْوُ (رَضِيتُ عَنْ أَصْحَابٍ لَنَا شُجْعَانٍ).

    فكلٌّ مِن
    (رِجَالٍ، وَأَصْحَابٍ) مخفوضٌ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الكسرةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلٌّ مِن (كِرَامٍ، وَشُجْعَانٍ) مخفوضٌ لأنَّهُ نعْتٌ للمخفوضِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الكسرةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً.

    و (رِجال، وأصْحاب، وكِرَام، وشُجْعان): جموعُ تكسيرٍ، وَهِيَ منصرفةٌ؛ لِلحُوقِ التَّنوينِ لهَا.
    (5) جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمِ: وقدْ عرفْتَ ممَّا سبَقَ معْنَى جمْعِ المُؤنَّثِ السَّالمِ، وذلكَ:
    نحْوُ (نَظَرْتُ إِلَى فَتَيَاتٍ مُؤَدَّبَاتٍ).
    ونحوُ: (رَضِيتُ عَنْ مُسْلِمَاتٍ قَانِتَاتٍ).

    فكلٌّ مِن

    (فَتَيَاتٍ، وَمُسْلِمَاتٍ) مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الكسرةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً.

    وكلٌّ منْ: (مُؤَدَّبَاتٍ، وَقَانِتَاتٍ) مخفوضٌ، لأنَّهُ تابعٌ للمخفوضِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الكسرةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً.


    وكلٌّ مِنْ: فتيات، ومسلمات، ومؤدَّبات، وقانتات، جمْع مُؤنَّثٍ سالمٌ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:44 am

    نيابة الياء عن الكسرة:

    (6) للياءِ ثلاثةُ مواضعَ تكونُ فِي كلِّ واحدٍ منْهَا دالَّةً عَلَى أنَّ الاسْمَ مخفوضٌ.



    (7) الموضِعُ الأوَّلُ: الأسماءُ الخمسةُ، وقدْ عرفْتَهَا، وعرفْتَ شروطَ إعرابِهَا ممَّا سبَقَ، وذلكَ:

    نحوُ: (سَلِّمْ عَلَى أَبِيكَ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ).


    ونحْوُ :(لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى صَوْتِ أَخِيكَ الأَكْبَرِ).

    ونحوُ: (لا تَكُنْ مُحِبّاً لِذِي المالِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُؤَدَّباً).


    فكلٌّ مِن
    (أَبِيكَ، وَأَخِيكَ، وَذِي المالِ) مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ، والكافُ فِي الأوَّليْنِ ضميرُ المخاطَبِ، وَهِيَ مضافٌ إليْهِ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ، وكلِمَةُ (المال) فِي المِثالِ الثَّالثِ مضافٌ إليْهِ أيضاً، مجرورٌ بالكسرةِ الظَّاهِرَةِ.


    (8) الموضِعُ الثَّانِي: المُثنَّى، وذلكَ نحْوُ (انْظُرْ إِلَى الجُنْدِيَّيْنِ)، ونحْوُ (سَلِّمْ عَلَى الصَّدِيقَيْنِ):
    فكلٌّ مِن (الجُنْدِيَّيْنِ، والصَّدِيقَيْنِ) مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ المفتوحُ مَا قَبْلَهَا المكسورُ مَا بعدَهَا.
    وكلٌّ مِن (الجُنديَّيْنِ، والصَّديقيْنِ) مُثنًّى؛ لأنَّهُ دالٌّ عَلَى اثنيْنِ.

    (9) الموضِعُ الثَّالثُ: جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ:
    نحوُ: (رَضِيتُ عَنِ البَكْرِينَ).
    ونحْوُ (نَظَرْتُ إِلَى المُسْلِمِينَ الخَاشِعِينَ):


    فكلٌّ مِن
    (البَكْرِينَ، وَالمُسْلِمِينَ) مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ المكسورُ مَا قَبْلَهَا، المفتوحُ مَا بعدَهَا، وكلٌّ منهمَا جمْعُ مذكَّرٍ سالمٌ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:45 am

    نيابة الفتحة عن الكسرة:

    (10) للفتحةِ موضِعٌ واحدٌ تكونُ فيهِ عَلامَةً عَلَى خفضِ الاسمِ، وهُوَ الاسْمُ الذي لا ينصرفُ.

    ومعْنَى كونِهِ لا ينصرفُ: أنَّهُ لا يقْبلُ الصَّرفَ، وهُوَ التَّنوينُ.


    والاسْمُ الذي لا ينصرفُ

    هُوَ: الذي أشبهَ الفِعْلَ فِي وجودِ عِلَّتيْنِ فرعيتيْنِ:
    إحداهمَا ترجعُ إلَى اللفظِ،
    والأُخرَى ترجعُ إلَى المعْنَى،
    أوْ وُجدَ فيهِ علَّةٌ واحدةٌ تقومُ مقامَ العلَّتيْنِ.

    والعِللُ التي تُوجدُ فِي الاسْمِ وتدلُّ عَلَى الفرعيَّةِ، وَهِيَ راجعةٌ إلَى المعْنَى اثنتانِ ليْسَ غيْرُ:


    الأُولَى: العَلَمِيَّةُ.

    والثَّانِيَةُ: الوَصْفِيَّةُ.

    ولا بدَّ مِن وجودِ واحدةٍ مِن هاتينِ العلَّتينِ فِي الاسْمِ الممنوعِ من الصَّرفِ بسببِ وجودِ علَّتينِ فيهِ.



    والعِلَلُ التي تُوجدُ فِي الاسْمِ، وتدلُّ عَلَى الفرعيَّةِ وتكونُ راجعةً إلَى اللفظِ ستُّ عِللٍ،


    وَهِيَ:

    -التَّأنيثُ بغيرِ ألفٍ.

    -والعُجْمةُ.

    -والتَّركيبُ.

    -وزيادةُ الألفِ والنُّونِ.

    -وَوَزْنُ الفِعْلِ.

    -والعَدْلُ.

    ولابدَّ مِن وجودِ واحدةٍ مِن هذِهِ العِلَلِ مَعَ وجودِ العَلَميَّةِ فيهِ.

    وأمَّا مَعَ الوصفيَّةِ فلا يُوجدُ منْهَا إلاَّ واحدةٌ مِن ثلاثٍ، وَهِيَ:

    -زيادةُ الألفِ والنُّونِ.

    -أوْ وزنُ الفِعْلِ.

    -أو العَدْلُ.

    فمِثالُ العَلَميَّةِ مَعَ التّأنيثِ بغيرِ ألفٍ:


    فاطِمة، وزينَب، وحمْزة.

    ومِثالُ العَلَميَّةِ مَعَ العُجْمةِ:


    إدْريس، ويعقُوب، وإبْراهِيم.

    ومثالُ العَلَميَّة مَعَ التَّركيبِ:


    مَعْديكَرِبُ، وبَعَلْبَكُّ وقَاضِيخَانُ، وَبُزُرْجَمِهْرُ، وَرَامَهُرْمُزُ.

    ومِثالُ العَلَميَّةِ مَعَ زيادةِ الألفِ والنُّونِ:


    مَرْوان، وعُثمان، وغَطَفان، وعفَّان، وسَحْبان، وسُفيان، وعِمرَان، وقَحْطان، وعَدْنان.

    ومثالُ العَلَميَّةِ مَعَ وزنِ الفِعْلِ:


    أحمدُ، ويَشكُرُ، ويزِيدُ، وتغْلِبُ، وتَدْمُرُ.

    ومثالُ العَلَميَّةِ مَعَ العَدْلِ:


    عُمَرُ، وَزُفَرُ، وقُثَمُ، وهُبَلُ، وزُحَلُ، وجُمَحُ، وقُزَحُ، ومُضَرُ.


    ومثالُ الوصفيَّةِ مَعَ زيادةِ الألفِ والنُّونِ:


    ريَّانُ، وشبْعانُ، ويقْظانُ.

    ومِثالُ الوصفيَّةِ مَعَ وزنِ الفِعْلِ:


    أكْرَمُ، وأفْضَلُ، وأَجْمَلُ.

    ومِثالُ الوصفيَّةِ مَعَ العَدْلِ:


    مَثْنَى، وثُلاَثُ، ورُبَاعُ، وأُخَرُ.

    وأمَّا العلَّتانِ اللَّتانِ تقومُ كلُّ واحدةٍ منهمَا مقامَ العلَّتينِ، فهما:

    -صيغةُ مُنْتَهَى الجُموعِ.

    -وألفُ التَّأنيثِ المقصورةُ، أو الممدودةُ.

    أمَّا صيغةُ مُنتهَى الجُموعِ:


    فضابطُهَا:

    أن يكونَ الاسْمُ جمْعَ تكسيرٍ، وقدْ وقع بعْدَ ألفِ تكسيرِهِ:

    -حرفانِ نحوُ: مساجِدَ، ومنابرَ، وأفاضِلَ، وأماجِدَ، وأماثِلَ، وحوائِضَ، وطوامِثَ.

    -أوْ ثلاثةُ أحرفٍ وسطُهَا ساكنٌ، نحوُ: مفاتِيحَ، وعصافيرَ، وقنادِيلَ.

    وأمَّا ألفُ التَّأنيثِ المقصورةُ:


    فنحوُ: حُبلَى، وقُصوَى، ودُنيا، ودعْوَى.

    وأمَّا ألفُ التَّأنيثِ الممدودةُ:


    فنحوُ: حمْراءَ، ودعْجاءَ، وحسْناءَ، وبيضَاءَ، وكحْلاءَ، ونافِقَاءَ، وعُلَمَاءَ.

    فكلُّ مَا ذكرناهُ مِن هذِهِ الأسماءِ، وكذا مَا أشبَهَهَا، لا يجوزُ تنوينُهُ، ويُخفَضُ بالفَتْحَةِ نيابةً عن الكسرةِ، نحوُ:


    (صَلَّى اللَّهُ عَلَى إبِرَاهِيمَ خَلِيلِهِ) ونحوُ: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْ عُمَرَ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ):

    فكلٌّ مِن


    إبراهيمَ وعمرَ: مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهمَا الفَتْحَةُ نيابةً عن الكسرِةِ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهمَا اسْمٌ لا ينصرفُ.

    والمانعُ مِن صرفِ إبراهيمَ:العَلَميَّةُ والعُجْمَةُ.

    والمانعُ مِن صرفِ عمرَ: العَلَميَّةُ والعَدْلُ، وقِسْ عَلَى ذَلِكَ الباقِي.

    ويُشترطُ لخفضِ الاسْمِ الذي لا ينصرفُ بالفَتْحةِ:


    -أن يكونَ خالياً مِن (أل).

    - وألاَّ يضافَ إلَى اسْمٍ بعدَهُ.

    فإن اقترنَ بأل أوْ أضيفَ خُفِضَ بالكسرةِ.

    نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَأَنْتُم عَاكِفُونَ فِي المسَاجِدِ}.

    ونحوُ: {مَرَرْتُ بِحَسْنَاءِ قُرَيْشٍ}
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أغسطس 14, 2013 3:46 am

    علامتا الجزم:
    (11) يمكنكَ أن تَحكُمَ عَلَى الكلِمَةِ بأنَّهَا مجزومةٌ إذَا وجدتَ فِيهَا واحداً مِن أمريْنِ:
    الأوَّلُ: السُّكونُ، وهُوَ العَلامَةُ الأصْليَّةُ للجزمِ.
    والثَّانِي: الحذفُ، وهُوَ العَلامَةُ الفرعيةُ.
    ولكلِّ واحدةٍ مِن هاتينِ العلامتينِ مواضعُ سنذكرُهَا لكَ فيمَا يلِي.
    (12) للسُّكونِ موضِعٌ واحدٌ يكونُ فيهِ عَلامَةً عَلَى أنَّ الكلِمَةَ مجزومةٌ، وهذَا الموضِعُ هُوَ الفِعْلُ المضَارِعُ الصّحيحُ الآخِرُ.
    ومعْنَى كونِهِ صحيحَ الآخِرِ: أنَّ آخرَهُ ليْسَ حرفاً مِن حروفِ العلَّةِ الثَّلاثةِ التي هِيَ: الألفُ والواوُ والياءُ.
    ومِثالُ الفِعْلِ المضَارِعِ الصّحيحِ الآخِرِ: (يَلْعَبُ، وَيَنْجَحُ، وَيُسَافِرُ، وَيَعِدُ، وَيَسْأَلُ).
    فإذَا قلْتَ: (لَمْ يَلْعَبْ عَلِيٌّ).
    و(لَمْ يَنْجَحْ بَلِيدٌ).
    و(لَمْ يُسَافِرْ أَخُوكَ).
    و(لَمْ يَعِدْ إِبْرَاهِيمُ خَالِداً بِشَيْءٍ).
    و(لَمْ يَسْأَلْ بَكْرٌ الأُسْتَاذَ).
    فكلٌّ مِن هذِهِ الأفعالِ مجزومٌ، لسبْقِ حرفِ الجَزْمِ الذي هُوَ (لَمْ) عَلَيْهِ، وعَلامَةُ جزمِهِ السُّكونُ، وكلُّ واحدٍ مِن هذِهِ الأفعالِ فعلٌ مُضَارِعٌ صحيحُ الآخرِ.

    مواضع الحذف:
    (13) للحذفِ موضعانِ يكونُ فِي كلِّ واحدٍ منهمَا دليلاً وعلامةً عَلَى جزمِ الكلمةِ.
    (14) الموضِعُ الأوَّلُ: الفِعْلُ المضَارِعُ المعتلُّ الآخرِ.
    ومعْنَى كونِهِ معتلَّ الآخرِ أنَّ آخرَهُ حرفٌ مِن حروفِ العلَّةِ الثّلاثةِ التي هِيَ: الألفُ، والواوُ، والياءُ.
    فمِثالُ الفِعْلِ المضَارِعِ الذي آخِرُهُ أَلِفٌ (يَسْعَى، ويَرْضَى، ويَهْوَى، ويَنْأَى، ويَبْقَى)
    ومِثالُ الفِعْلِ المضَارِع الذي آخِرُهُ وَاوٌ (يَدْعُو، ويَرْجُو، ويَبْلُو ويَسْمُو، ويَقْسُو، ويَنْبُو).
    ومِثالُ الفِعْلِ المضَارِعِ الذي آخِرُهُ ياءٌ (يُعْطِي، ويَقْضِي، ويَسْتَغْشِي، ويُحْيِي، ويَلْوِي، ويَهْدِي).
    فإذَا قلْتَ: (لَمْ يَسْعَ عَلِيٌّ إِلَى المَجْدِ):
    فإنَّ (يَسْعَ) مَجْزُومٌ؛ لسبْقِ حَرْفِ الجَزْمِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ الأَلِفِ، والفَتْحَةُ قَبْلَهَا دليلٌ عليْهَا، وهُوَ فِعْلٌ مُضَارِعٌ مُعْتَلُّ الآخِرِ.
    وإذَا قلْتَ: (لَمْ يَدْعُ مُحَمَّدٌ إِلاَّ إِلَى الحَقِّ):
    فإنَّ (يَدْعُ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ؛ لِسَبْقِ حَرْفِ الجَزْمِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ الوَاوِ، والضَّمَّةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا.
    وإذَا قلْتَ: (لَمْ يُعْطِ مُحَمَّدٌ إِلاَّ خَالِداً):
    فإنَّ (يُعْطِ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ لِسَبْقِ حَرْفِ الجَزْمِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ اليَاءِ، والْكَسْرَةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا، وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ أَخَوَاتِهَا.
    (15) المَوْضِعُ الثَّانِي: الأَفْعَالُ الْخَمْسَةُ التي تُرْفَعُ بِثُبُوتِ النُّونِ، وقدْ سبَقَ بيانُهَا.
    ومِثَالُهَا: (يَضْرِبَانِ، وتَضْرِبَانِ، وَيَضْرِبُونَ، وَتَضْرِبُونَ، وَتَضْرِبِينَ).
    تقُولُ: (لَمْ يَضْرِبَا، ولَمْ تَضْرِبَا، ولَمْ يَضْرِبُوا، ولَمْ تَضْرِبُوا، ولَمْ تَضْرِبِي).
    فَكُلُّ واحدٍ مِن هذِهِ الأَفْعَالِ فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ؛ لِسَبْقِ حَرْفِ الجَزْمِ الذي هُوَ (لَمْ) عَلَيْهِ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ، والألِفُ أَو الوَاوُ أو الياءُ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 3:59 am

    المعربات
    (1) أَرَادَ المُؤلِّفُ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- بِهَذَا الفْصَلِ أَنْ يُبَيِّنَ، عَلَى وَجْهِ الإجْمَالِ، حُكْمَ مَا سبَقَ تَفْصِيلُهُ فِي مَوَاضِعِ الإعْرَابِ.
    وَالمَوَاضِعُ التي سبَقَ ذِكْرُ أَحْكَامِهَا فِي الإعْرَابِ تَفْصِيلاً ثَمَانِيَةٌ:
    - التَّكْسِيرِ.
    - وجمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ.
    - والفِعْلُ المضَارِعُ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.
    - والمُثنَّى.
    - وجمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ.
    - والأسْمَاءُ الخَمْسَةُ.
    - والأَفْعَالُ الْخَمْسَةُ.
    وهذِهِ الأنْوَاعُ - التي هِيَ مَوَاضِعُ الإعَرَابِ- تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
    القِسْمُ الأوَّلُ يُعْربُ بالحَرَكَاتِ .
    والقِسْمُ الثَّانِي يُعْرَبُ بالحُرُوفِ.
    وسيأْتِي بَيَانُ كلِّ نَوْعٍ منهمَا تفْصِيلاً.
    المعرب بالحركات:
    (2)الحَرَكَاتُ ثَلاثَةٌ، وَهِيَ:
    -الضَّمَّةُ.
    - والفَتْحَةُ.
    -والْكَسْرَةُ.
    ويُلْحَقُ بهَا السُّكونُ.
    وقدْ عَلِمْتَ أنَّ المُعْرَبَاتِ عَلَى قِسْمَيْنِ:
    - قِسْمٌ يُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ.
    - وقِسْمٌ يُعْرَبُ بالحُرُوفِ.
    وهذَا شُرُوعٌ فِي بَيَانِ القِسْمِ الأوَّلِ الذي يُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَشْيَاءَ:
    (3)1- الاسْمُ المُفرَدُ، ومِثَالُهُ (مُحَمَّد) و (الدَّرْس) مِنْ قوْلِكَ: (ذَاكَرَ مُحَمَّدٌ الدَّرْسَ) :
    فَذَاكَرَ:فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    ومُحَمَّدٌ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    والدّرس:مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلٌّ مِن (مُحَمَّدٌ) و (الدّرس) اسْمٌ مُفْرَدٌ.
    (4) 2- جمْعُ التَّكْسِيرِ، ومِثَالُهُ (التَّلاميذُ) و (الدُّرُوس) مِنْ قوْلِكَ: (حَفِظَ التَّلامِيذُ الدُّرُوسَ) :
    فَحَفِظَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    والتّلاميذُ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    والدّروس:مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلٌّ مِن (التّلاميذ، والدّروس)جمْعُ تَكْسِيرٍ.
    (5) 3- جمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ، ومِثَالُهُ (المُؤْمِناتُ) و (الصَّلواتُ) مِنْ قوْلِكَ: (خَشَعَ المُؤْمِنَاتُ فِي الصَّلَوَاتِ):
    فَخَشَعَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
    والمُؤْمِناتُ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    وفِي: حَرْفُ جَرٍّ.
    والصّلواتِ: مَجْرُورٌ بـ (فِي)، وعَلامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
    وكلٌّ مِن (المُؤْمِنَات، والصَّلوات)جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ.
    (6) 4- الفِعْلُ المضَارِعُ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بآخِرِهِ شَيْءٌ، ومِثَالُهُ (يَذْهَبُ) مِنْ قوْلِكَ: (يَذْهَبُ مُحَمَّدٌ)
    فيَذْهَبُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ،
    ومُحَمَّد: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    الأصل في إعراب ما يعرب بالحركات، وما خرج عنه:
    (7) الأصْلُ فِي الأشْيَاءِ الأرْبَعَةِ التي تُعْرَبُ بالحَرَكَاتِ أن: تُرْفَعَ بالضَّمَّةِ، وتُنْصَبَ بالفَتْحَةِ، وتُخْفَضَ بالْكَسْرَةِ، وتُجْزَمَ بالسُّكُونِ.
    (8) فأمَّا الرَّفْعُ بالضَّمَّةِ فإنَّهَا كُلَّهَا قدْ جَاءَتْ عَلَى مَا هُوَ الأصْلُ فيهَا، فرُفِعَ جَمِيعُهَا بالضَّمَّةِ، ومِثَالُهَا: (يُسَافِرُ مُحَمَّدٌ وَالأَصْدِقَاءُ وَالمُؤْمِنَاتُ) :

    فَيُسَافِرُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفُوعٌ؛ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، ومُحَمَّدٌ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ.
    والأصْدِقَاءُ: مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المرْفُوعِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ وهُوَ جمْعُ تَكْسِيرٍ.

    والمُؤمِناتُ مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ أيضاً مَعْطُوفٌ عَلَى المرْفُوعِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ.
    (9) وأمَّا النَّصْبُ بالفَتْحَةِ فإنَّهَا كلَّهَا جَاءَتْ عَلَى مَا هُوَ الأصْلُ فيهَا، مَا عَدَا جمْعَ المُؤنَّثِ السَّالمَ، فإنَّهُ يُنْصَبُ بالْكَسْرَةِ نيابةً عن الفَتْحةِ.
    ومِثَالُهَا: (لَنْ أُخَالِفَ مُحَمَّداً وَالأَصْدِقَاءَ وَالمُؤْمِنَاتِ):
    فَأُخَالِفَ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
    ومُحَمَّداً:مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً، وهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ كمَا عَلِمْتَ.
    وَالأَصْدِقَاءَ:مَنْصُوبٌ، لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَنْصُوبِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ أيضاً، وهُوَ جمْعُ تَكْسِيرٍ كمَا عَلِمْتَ.
    والمؤمنات :مَنْصُوبٌ، لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَنْصُوبِ أيضاً، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ نيابةً عن الفَتْحةِ، لأنَّهُ جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ.
    (10) وأمَّا الخَفْضُ بالْكَسْرَةِ فإنَّهَا كُلَّهَا قدْ جَاءَتْ عَلَى مَا هُوَ الأصْلُ فيهَا:
    - مَا عَدَا الفِعْلَ المُضَارِعَ، فإنَّهُ لا يُخْفَضُ أصْلاً.

    - ومَا عَدَا الاسْمَ الذي لا يَنْصَرِفُ؛ فإنَّهُ يُخْفَضُ بالفَتْحَةِ نيابةً عن الكَسْرَةِ.
    ومِثَالُهَا: (مَرَرْتُ بِمُحَمَّدٍ، وَالرِّجَالِ، وَالمُؤْمِنَاتِ، وَأَحْمَدَ) :

    فَمَرَرْتُ:فِعْلٌ وفَاعِلٌ، والبَاءُ حَرْفُ خَفْضٍ.
    ومُحَمَّدٍ: مَخْفُوضٌ بالبَاءِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ مُنْصَرِفٌ كمَا عرفْتَ.
    والرّجالِ:مَخْفُوضٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَخْفُوضِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ جمْعُ تَكْسِيرٍ مُنْصَرِفٌ كمَا عرفْتَ أيضاً.
    والمُؤمناتِ:مَخْفُوضٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَخْفُوضِ أيضاً، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وهُوَ جمْعُ مُؤنَّثٍ سَالِمٌ كمَا عرفْتَ أيضاً.
    وأَحْمَدَ:مَخْفُوضٌ؛ لأنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى المَخْفُوضِ أيضاً، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الفَتْحَةُ نيابةً عن الكَسْرَةِ، لأنَّهُ اسْمٌ لا يَنْصَرِفُ، والمَانِعُ لهُ من الصَّرفِ العَلَميَّةُ ووَزْنُ الفِعْلِ.
    (11) وأمَّا الجَزْمُ بالسُّكُونِ، فَأنْتَ تعلَمُ أنَّ الجَزْمَ مُخْتَصٌّ بالفِعْلِ المُضَارِعِ:
    -فإنْ كانَ صَحِيحَ الآخِرِ فإنَّ جَزْمَهُ بالسُّكُونِ، كمَا هُوَ الأصْلُ فِي الْجَزْمِ.
    ومِثَالُهُ: (لَمْ يُسَافِرْ خَالِدٌ) :
    فَلَمْ: حَرْفُ نفِيٍ وَجَزْمٍ وَقَلْبٍ.
    ويُسَافِرْ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
    وَخَالِدٌ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    - وإنْ كانَ الفِعْلُ المضَارِعُ مُعْتَلَّ الآخِرِ كانَ جَزْمُهُ بحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ.
    ومِثَالُهُ: (لَمْ يَسْعَ بَكْرٌ) وَلَمْ يَدْعُ، وَلَمْ يَقْضِ مَا عَلَيْهِ :
    فكلٌّ مِن (يَسْعَ، وَيَدْعُ، وَيَقْضِ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بِلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ :
    -حذْفُ الألفِ مِن (يَسْعَ)، والفَتْحَةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا.
    -وحَذْفُ الوَاوِ مِن (يَدْعُ) والضَّمَّةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا.
    -وحَذْفُ اليَاءِ مِن (يَقْضِ) والْكَسْرَةُ قَبْلَهَا دَلِيلٌ عليْهَا.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:37 am

    المعربات بالحروف:
    (12) القِسْمُ الثَّانِي من المُعْرَبَاتِ: الأَشْيَاءُ التي تُعْرَبُ بالحُرُوفِ.

    والحُروفُ التي تكُونُ عَلامَةً عَلَى الإعْرَابِ أرْبَعَةٌ، وَهِيَ:
    الألفُ، والوَاوُ، والياءُ، والنُّونُ.

    والَّذِي يُعْرَبُ بهذِهِ الحروفِ أرْبَعَةُ أَشْيَاءَ.
    (13)1- التَّثْنِيَةُ: والمُرَادُ بهَا المُثنَّى، ومِثَالُهُ: (المِصْرَانِ، وَالمُحَمَّدَانِ، وَالبَكْرَانِ، وَالرَّجُلاَنِ).


    (14) 2- جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ، ومِثَالُهُ: (المُسْلِمُونَ، وَالبَكْرُونَ، وَالمُحَمَّدُونَ).

    (15) 3- الأسْمَاءُ الخَمْسَةُ، وَهِيَ: (أَبُوكَ، وَأَخُوكَ، وَحَمُوكَ، وَفُوكَ، وَذُو مَالٍ).

    (16) 4- الأَفْعَالُ الْخَمْسَةُ، ومِثَالُهَا:(يَضْرِبَانِ، وَتَكْتُبَانِ، وَيَفْهَمُونَ، وَتَحْفَظُونَ، وَتَسْهَرِينَ).

    وسيأْتِي بيانُ إعْرَابِ كلِّ واحدٍ مِن هذِهِ الأَشْيَاءِ الأرْبَعَةِ تَفْصِيلاً.



    إعراب المثنى:

    (17) الأوَّلُ من الأشْيَاءِ التي تُعْرَبُ بالحُرُوفِ: (التّثنيةُ)
    وَهِيَ: المُثنَّى كمَا عَلِمْتَ، وقدْ عرفْتَ فيمَا سبَقَ تَعْرِيف المُثنَّى.


    وحُكْمُه:
    -أن يُرْفَعَ بالألفِ نيابةً عن الضَّمَّةِ.
    - ويُنْصَبَ ويُخْفَضَ بالياءِ المَفْتُوحِ مَا قَبْلَهَا الَمَكْسُورِ مَا بعدَهَا نيابةً عن الفَتْحَةِ أو الْكَسْرَةِ.
    ويُوصلَ بهِ بعْدَ الألفِ أو الياءِ نُونٌ تكونُ عِوَضاً عن التَّنوينِ الذي يَكُونُ فِي الاسْمِ المُفرَدِ،
    ولا تُحْذَفُ هذِهِ النُّونُ إلاَّ عنْدَ الإضَافَةِ.

    فمِثالُ المُثنَّى المرفُوعِ: (حَضَرَ القَاضِيَانِ، وَقَالَ رَجُلاَنِ).

    فكلٌّ مِن (القَاضِيَانِ) و (رَجُلاَنِ) مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ فَاعِلٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الألفُ نيابةً عن الضَّمَّةِ، لأنَّهُ مُثنًّى،
    والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.

    ومِثالُ المُثنَّى المَنْصُوبِ :(أُحِبُّ المُؤَدَّبَيْنِ، وَأَكْرَهُ المُتَكَاسِلَيْنِ):
    فكلٌّ مِن (المُؤَدَّبَيْنِ) و (المُتَكَاسِلَيْنِ) مَنْصُوبٌ؛ لأنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الياءُ المفتوحُ مَا قَبْلَهَا المكسورُ مَا بعْدَهَا نيابةً عن الفَتْحِةِ؛ لأنَّهُ مُثنًّى،
    والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.

    ومِثالُ المُثنَّى المَخْفُوضِ: (نَظَرْتُ إِلَى الفَارِسَيْنِ عَلَى الفَرَسَيْنِ):

    فكلٌّ مِن (الفَارِسَيْنِ) و (الفَرَسَيْنِ) مَخْفُوضٌ؛ لدخُولِ حَرْفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الياءُ المفتوحُ مَا قَبْلَهَا المكسورُ مَا بعْدَهَا نيابةً عن الكَسْرَةِ، لأنَّهُ مُثنًّى،
    والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.


    إعراب جمع المذكر السالم:
    (18) الثَّانِي من الأشْيَاءِ التي تُعْرَبُ بالحُرُوفِ:(جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ).


    وقدْ عرفْتَ فيمَا سبَقَ تَعْرِيفَ جمْعِ المذكَّرِ السَّالمِ.
    وحُكْمُهُ:
    -أن يُرْفَعَ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ.


    -ويُنْصَبَ ويُخْفَضَ بالياءِ المكسورِ مَا قَبْلَهَا المفتوحِ مَا بعْدَهَا نيابةً عن الفَتْحَةِ أو الْكَسْرَةِ،
    ويُوصَلُ بهِ بعْدَ الوَاوِ أو الياءِ نونٌ تكونُ عوضاً عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ،
    وتُحْذَفُ هذِهِ النُّونُ عنْدَ الإضَافَةِ كنُونِ المُثنَّى.

    فمِثالُ جمْعِ المذكَّرِ السَّالِمِ المرفُوعِ: (حَضَرَ المُسْلِمُونَ) و (أَفْلَحَ الآمِرُونَ بِالمَعْرُوفِ) :

    فكلٌّ مِن (المُسْلِمُونَ) و (الآمِرُونَ) مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ فَاعِلٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَِّة؛ لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرِ سَالِمٌ،
    والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.

    ومِثالُ جمْعِ المذكَّرِ السَّالِمِ المَنْصُوبِ: (رَأَيْتُ المُسْلِمينَ) و (احْتَرَمْتُ الآمِرِينَ بِالمَعْرُوفِ):
    فكلٌّ مِن (المُسْلِمينَ) و (الآمِرِينَ) مَنْصُوبٌ؛ لأنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الياءُ المكسورُ مَا قَبْلَهَا المَفْتوحُ مَا بعدَهَا؛ لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرٍ سَالِمٌ،
    والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.
    ومِثالُ جمْعِ المذكَّرِ السَّالِمِ المَخْفُوضِ: (اتَّصَلْتُ بِالآمِرِينَ بِالمَعْرُوفِ) و (رَضِيَ اللَّهُ عَن المُؤْمِنِينَ):

    فكلٌّ مِن (الآمِرِينَ) و (المُؤْمِنِينَ) مَخْفُوضٌ؛ لدخُولِ حَرْفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الياءُ المَكْسورُ مَا قَبْلَهَا المفتوحُ مَا بعْدَهَا، لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرٍ سَالِمٌ،
    والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.

    إعراب الأسماء الخمسة:
    (19) الثَّالثُ من الأشْيَاءِ التي تُعْرَبُ بالحُرُوفِ:(الأسْمَاءُ الخَمْسَةُ).


    وقدْ سبَقَ بيانُهَا وبيانُ شُرُوطِ إِعْرَابِهَا هذَا الإعَرَابَ.
    وحُكْمُهَا:
    -أن تُرْفَعَ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ.


    -وتُنْصَبَ بالألفِ نيابةً عن الفَتْحةِ.

    - وتُخْفَضَ بالياءِ نيابةً عن الكَسْرَةِ.

    فمِثالُ الأسماءِ الخَمْسَةِ المرْفُوعَةِ:(إِذَا أَمَرَكَ أَبُوكَ فَأَطِعْهُ) و (حَضَرَ أَخُوكَ مِنْ سَفَرِهِ):
    فكلٌّ مِن (أَبُوكَ) و (أَخُوكَ) مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ فَاعِلٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَِّة؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ،
    والكافُ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفْضٍ.
    ومِثالُ الأسماءِ الخَمْسَةِ المَنْصُوبةِ: (أَطِعْ أَبَاكَ، وَأَحْبِبْ أَخَاكَ) :


    فكلٌّ مِن (أَبَاكَ) و (أَخَاكَ) مَنْصُوبٌ؛ لأنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الألفُ نيابةً عن الفَتْحَةِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ،
    والكافُ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ جرٍّ، كمَا سبَقَ.

    ومِثالُ الأسماءِ الخَمْسَةِ المَخْفُوضةِ:(اسْتَمِعْ إِلَى أَبِيكَ) و (أَشْفِقْ عَلَى أَخِيكَ) :
    فكلٌّ مِن (أَبِيكَ) و (أَخِيكَ) مَخْفُوضٌ؛ لدخُولِ حَرْفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الياءُ نيابةً عن الكسرَةِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ،
    والكافُ مُضافٌ إليْهِ كمَا سبَقَ.



    إعراب الأفعال الخمسة:
    (20) الرَّابعُ من الأشْيَاءِ التي تُعْرَبُ بالحُرُوفِ: (الأَفْعَالُ الْخَمْسَةُ):


    وقدْ عرفْتَ فيمَا سبَقَ حقيقةَ الأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ.
    وحُكْمُهَا:
    -أنَّهَا تُرْفَعُ بِثُبُوتِ النُّونِ نيابةً عن الضَّمَّةِ.


    -وتُنْصَبُ وتُجْزَمُ بحذْفِ هذِهِ النُّونِ نيابةً عن الفَتْحَةِ أو السُّكونِ.

    فمِثالُ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ المرْفُوعَةِ: (تَكْتُبَانِ) و (تَفْهَمَانِ) :

    فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ؛ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ثبوتُ النُّونِ، والألفُ ضميرُ الاثنينِ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
    ومِثالُ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ المَنْصُوبةِ:(لَنْ تَحْزَنَا) و (لَنْ تَفْشَلاَ) :


    فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ حَذْفُ النُّونِ، والألفُ ضميرُ الاثنينِ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
    ومِثالُ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ المَجْزُومةِ:(لَمْ تُذَاكِرَا) و (لَمْ تَفْهَمَا) :


    فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ، والألفُ ضميرُ الاثنينِ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:38 am

    الأفعال وأنواعها

    (1)ينقسمُ الفِعْلُ إلَى ثلاثةِ أقسامٍ:

    (2) القِسْمُ الأوَّلُ:الماضي،وهُوَ مَا يدلُّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ قبْلَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ: (ضَرَبَ، وَنَصَرَ، وَفَتَحَ، وَعَلِمَ، وَحَسِبَ، وَكَرُمَ).
    (3)القِسْمُ الثَّانِي:المُضَارِع،وهُوَ مَا دلَّ عَلَى حصولِ شَيْءٍ فِي زمنِ التّكلُّمِ أوْ بعده، نحوُ: (يَضْرِبُ، وَيَنْصُرُ، وَيَفْتَحُ، وَيَعْلَمُ، وَيَحْسِبُ، ويكرُم).
    (4) القسمُ الثَّالثُ:الأمرُ،وهُوَ مَا يُطلبُ بهِ حصولُ شَيْءٍ بعْدَ زمنِ التّكلُّمِ، نحوُ: (اضْرِبْ، وَانْصُرْ، وَافْتَحْ، وَاعْلَمْ، وَاحْسِبْ، وَاكْرُمْ).

    وقدْ ذكرْنَا لكَ فِي أوَّلِ الكتابِ هذَا التّقسيمَ، وذكرْنَا لكَ مَعَهُ علاماتِ كلِّ قسمٍ مِن هذِهِ الأقسامِ الثّلاثةِ.
    أحكام الفعل:
    (5) بعْدَ أن بيَّنَ المصنِّفُ أنْوَاعَ الأَفْعَالِ شرعَ فِي بَيَانِ أحكامِ كلِّ نوعٍ منْهَا.


    فحُكمُ الفِعْلِ المَاضِي البناءُ عَلَى الفَتْحِ،
    وهذَا الفَتْحُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مُقَدَّرٌ.



    أمَّا الفَتْحُ الظَّاهرُ:
    ففِي الصَّحِيحِ الآخرِ الذي لَمْ يَتَّصِلْ بهِ وَاوُ جماعةٍ ولا ضميرُ رفْعٍ متحرِّكٌ، وكَذَلِكَ فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ واواً أوْ ياءً:
    نحوُ: (أَكْرَمَ، وقدم، وَسَافَرَ)، ونحوُ: (سَافَرَتْ زَيْنَبُ، وَحَضَرَتْ سُعادُ) ونحوُ: (رَضِيَ، وَشَقِيَ،

    ونحوُ: (سَرُوَ، وَبَذُوَ).

    وأمَّا الفَتْحُ المقدَّرُ
    فهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ لأنَّهُ:
    -إمَّا أن يكونَ مُقدَّراً للتعذُّرِ، وهذَا فِي كلِّ مَا كانَ آخِرُهُ ألفاً، نحوُ:
    (دَعَا، وَسَعَى) فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى الألفِ منعَ مِن ظُهُورِهِ التّعذرُ.
    -وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدَّراً للمناسبةِ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ وَاوُ جماعةٍ، نحوُ:
    (كَتَبُوا، وَسَعِدُوا) :فكلٌّ منهمَا فِعْلٌ ماضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منع مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ، ووَاوُ الجماعةِ مَعَ كلٍّ منهمَا فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.
    -وإمَّا أن يكونَ الفَتْحُ مقدراً لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ، وذلكَ فِي كلِّ فِعْلٍ مَاضٍ اتَّصَلَ بهِ ضميرُ رفْعٍ متحركٌ، كتاءِ الفَاعِلِ ونونِ النِّسوةِ، نحوُ:
    (كَتَبْتُ، وَكَتَبْتَ، وَكَتَبْنَا، وَكَتَبْنَ).

    فكلُّ واحدٍ مِن هذِهِ الأَفْعَالِ فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدرٍ عَلَى آخرهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالي أربعِ متحركاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدةِ، والتَّاءُ، أوْ (نا) أو النُّونُ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ أو الفَتْحِ أو الكسرِ أو السُّكونِ فِي محلِّ رفْعٍ.

    (6) وحكمُ فِعْلِ الأمرِ: البناءُ عَلَى مَا يُجْزَمُ بهِ مُضَارِعُهُ.

    - فإنْ كانَ مُضَارِعُه صَحِيحَ الآخِرِ، ويجزمُ بالسُّكُونِ، كانَ الأمرُ مبنيّاً عَلَى السّكونِ،
    وهذَا السُّكونُ إمَّا ظاهرٌ، وإمَّا مقدَّرٌ.
    فالسُّكونُ الظَّاهرُ لهُ موضعانِ:
    أحدُهما:أن يكونَ صَحِيحَ الآخِرِ ولَمْ يَتَّصِلْ بهِ شَيْءٌ.
    والثَّانِي:أن تتصلَ بهِ نونُ النِّسوةِ نحوُ: (اضْرِبْ) و (اكْتُبْ) وكَذَلِكَ (اضْرِبْنَ) و (اكْتُبْنَ) مَعَ الإسنادِ إلَى نونِ النِّسوةِ.


    وأمَّا السُّكونُ المقدرُ:
    فلهُ موضِعٌ واحدٌ، وهُوَ أن تتصلَ بهِ نونُ التّوكيدِ خفيفةً أوْ ثقيلةً، نحْوُ (اضْرِبْنَ) و (اكْتُبْنَ) ونحْوُ (اضْرِبَنَّ) و (اكْتُبَنَّ).


    -وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ مُعْتَلَّ الآخِرِ فهُوَ يُجزمُ بحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ حَرْفِ العلَّةِ، نحْوُ (ادْعُ) و (اقْضِ) و (اسْعَ).

    -وإنْ كانَ مُضَارِعُهُ من الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ فهُوَ يُجزمُ بحَذْفِ النُّونِ، فالأمرُ منْهُ يُبنَى عَلَى حذفِ النُّونِ، نحْوُ (اكْتُبَا) و (اكْتُبُوا) و(اكْتُبِي).

    (7) والفِعْلُ المضَارِعُ علامتُهُ: أن يكونَ فِي أوّلِهِ حَرْفٌ زائدٌ مِن أرْبَعَةِ أحْرُفٍ يجمعُهَا قوْلُكَ: (أَنَيْتُ) أوْ قوْلُكَ: (نَأَيْتُ) أوْ قوْلُكَ (أَتَيْنَ) أوْ قوْلُكَ (نَأْتِي).

    -فالهمزةُ للمُتكلِّمِ مذكَّراً أوْ مؤنَّثاً، نحْوُ (أَفْهَمُ) .
    -والنُّونُ للمتكلِّمِ الذي يُعظِّمُ نفسَهُ، أوْ للمتكلِّمِ الذي يَكُونُ مَعَهُ غيرُه، نحْوُ (نَفْهَمُ) .
    -والياءُ للغائبِ، نحْوُ (يَقُومُ) .
    -والتَّاءُ للمُخاطَبِ أو الغائبةِ، نحْوُ (أنتَ تفهمُ يا محمَّدُ واجبَكَ) ونحْوُ (تَفْهَمُ زَيْنَبُ وَاجِبَهَا).


    فإنْ لَمْ تكنْ هذِهِ الحروفُ زائدةً
    بلْ كَانتْ مِن أصلِ الفِعْلِ، نحْوُ (أَكَلَ، وَنَقَلَ، وَتَفَلَ، وَيَنَعَ)
    أوْ كانَ الحَرْفُ زائداً، لكنه ليْسَ للدلالةِ عَلَى المعْنَى الذي ذكرناهُ، نحْوُ (أَكْرَمَ، وَتَقَدَّمَ)كانَ الفِعْلُ ماضياً لا مُضَارِعاً.



    وحُكمُ الفِعْلِ المُضَارِعِ:
    أنَّهُ مُعرَبٌ مَا لَمْ تتَّصلْ بهِ نونُ التّوكيدِ ثقيلةً كَانتْ أوْ خفيفةً، أوْ نونُ النِّسوةِ.



    فإن اتَّصلتْ بهِ نونُ التّوكيدِ:
    بُنِيَ معهَا عَلَى الفَتْحِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِريِنَ}.



    وإن اتَّصلتْ بهِ نونُ النِّسوةِ:
    بُنِيَ معهَا عَلَى السّكونِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ}.



    وإذَا كانَ مُعرَباً فهُوَ مرفُوعٌ مَا لَمْ يدخلْ عَلَيْهِ ناصبٌ أوْ جازمٌ،نحْوُ (يَفْهَمُ مُحَمَّدٌ) :
    فيفهمُ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

    ومُحَمَّدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ بالضَّمَّةِِ الظَّاهِرَةِ.


    فإنْ دخلَ عَلَيْهِ ناصبٌ نَصَبَهُ،نحْوُ (لَنْ يَخِيبَ مُجْتَهِدٌ) :

    فَلَنْ:حَرْفُ نفِيٍ ونصبٍ واستقبال.

    ويخيبَ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.

    ومجتهدٌ:فَاعِلٌ مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.




    وإنْ دخلَ عَلَيْهِ جازمٌ جَزَمَهُ،نحْوُ (لَمْ يَجْزَعْ إِبْرَاهِيمُ):
    فَلَمْ:حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍِ وقَلْبٍ.

    وَيَجْزَعْ:فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.

    وإبراهيمُ:فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:39 am

    نواصب المضارع:

    (1) الأدواتُ التي يُنْصَبُ بعْدَهَا الفِعْلُ المضَارِع
    ُعشرةُ أحْرُفٍ وَهِيَ عَلَى ثلاثةِ أقسامٍ:
    -قسمٌ يَنْصِبُ بنفسِهِ.

    - وقسمٌ يَنْصِبُ بأنْ مُضْمرةً بعدَه جوازاً.

    -وقسمٌ يَنْصِبُ بأنْ مضمرةً بعده وجوباً.


    أمَّا القسمُ الأوَّلُ:

    -وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بنفسِهِ- فأرْبَعَةُ أَحْرُفٍ، وَهِيَ:

    أَنْ، وَلَنْ، وَإِذَنْ، وَكَيْ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:39 am

    أمَّا القسمُ الأوَّلُ: -وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بنفسِهِ- فأرْبَعَةُ أَحْرُفٍ، وَهِيَ:
    أَنْ، وَلَنْ، وَإِذَنْ، وَكَيْ.

    (2) أمَّا (أَنْ):فحَرْفُ مصدرٍ ونصبٍ واستقبالٍ.

    -ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي}.

    -وقولُهُ جلَّ ذِكْرُهُ: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}.

    -وقولُهُ تعالَى: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ}.

    -وقولُهُ تعالَى: {وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الجُبِّ}.


    (3) وأمَّا (لَنْ): فحَرْفُ نفِيٍ ونصبٍ واستقبالٍ.
    -ومِثَالُهُ قولُهُ تعالَى: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ}.


    -وقولُهُ تعالَى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}.

    -وقولُهُ تعالَى: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ}.


    (4) وأمَّا (إِذَنْ): فحَرْفُ جوابٍ وجزاءٍ ونصبٍ.
    ويُشترطُ لنصبِ المضَارِعِ بهَا ثلاثةُ شروطٍ:

    الأوَّل:أن تكُونَ (إذنْ) فِي صدرِ جملةِ الجوابِ.


    الثَّانِي:أن يكونَ المضَارِعُ الواقعُ بعْدَهَا دالاًّ عَلَى الاستقبالِ.

    الثَّالث:أن لا يفصلَ بينهَا وبيْنَ المضَارِعِ فاصلٌ غيرُ القَسَمِ أو النّداءِ أوْ (لا) النَّافيةِ.


    -ومِثالُ المستوفيَّةِ للشروطِ أن يقولَ لكَ أحدُ إخوانِكَ: (سَأَجْتَهِدُ فِي دُرُوسِي) فتقُولُ له: (إِذَنْ تَنْجَحَ).

    -ومِثالُ المفصولةِ بالقَسَمِ أن تقُولَ: (إِذَنْ وَاللَّهِ تَنْجَحَ).

    -ومِثالُ المفصولةِ بالنّداءِ أن تقُولَ: (إِذَنْ يَا مُحَمَّدُ تَنْجَحَ).

    -ومِثالُ المفصولةِ بلا النَّافيَّةِ أن تقُولَ: (إِذَنْ لاَ يَخِيبَ سَعْيُكَ) أوْ تقُولَ: (إِذَنْ وَاللَّهِ لا يَذْهَبَ عَمَلُكَ ضَيَاعاً).


    (5) وأمَّا (كَيْ): فحَرْفُ مصدرٍ ونصبٍ.

    ويُشترطُ فِي النَّصْبِ بهَا:
    -أن تتقدَّمَهَا لامُ التّعليلِ لفظاً، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لِكَيْلاَ تَأْسَوْا}.


    -أوْ تتقدَّمَهَا هذِهِ اللامُ تقديراً، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً}.

    فإذَا لَمْ تتقدَّمْهَا اللامُ لفظاً ولا تقديراً كانَ النَّصْبُ بأنْ مضمرةً، وكَانتْ (كَيْ) نفسُهَا حَرْفَ تعليلٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:40 am

    وأمَّا القِسمُ الثَّانِي: -وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بواسطةِ (أنْ) مضمرةً بعده جوازاً- فحَرْفٌ واحدٌ، وهُوَ لامُ التّعليلِ.
    وعبَّرَ عنْهَا المُؤلِّفُ بلامِ كيْ، لاشتراكِهمَا فِي الدّلالةِ عَلَى التّعليلِ، ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}
    وقولُهُ جلَّ شأنُهُ: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ}.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:40 am

    وأمَّا القِسمُ الثَّالثُ:
    - وهُوَ الذي يَنْصِبُ الفِعْلَ المضَارِعَ بواسطةِ (أنْ) مضمرةً وجوباً - فخمسةُ أحْرُفٍ:

    (1) الأوَّلُ:لامُ الجحودِ.

    وضابطُهَا:
    أن تُسبَقَ بـ (مَا كانَ) أوْ (لَمْ يَكُنْ).

    فمِثالُ الأوَّلِ:

    -قولُهُ تعالَى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}.



    -وقولُهُ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}.

    ومِثالُ الثَّانِي:

    -قولُهُ جلَّ ذكْرُهُ: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً}.




    (2) الحَرْفُ الثَّانِي: (حَتَّى)وهُوَ يفيدُ الغايَةَ أو التّعليلَ.


    ومعْنَى الغايَةِ:أنَّ مَا قَبْلَهَا ينقضِي بحصولِ مَا بعْدَهَا، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}.
    ومعْنَى التّعليلِ:أنَّ مَا قَبْلَهَا عِلَّةٌ لحصولِ مَا بعْدَهَا، نحْوُ قوْلكَ لبعضِ إخوانِكَ: (ذَاكِرْ حَتَّى تَنْجَحَ).


    (3) والحرفانِ الثَّالثُ والرَّابعُ: فاءُ السّببِيَّةِ، ووَاوُ المعيَّةِ، بشرطِ أن يقعَ كلٌّ منهمَا فِي جوابِ نفِيٍ أوْ طلبٍ.

    -أمَّا النّفِيُ فنحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}.

    -وأمَّا الطّلبُ


    فثمانيَةُ أَشْيَاءَ:

    الأمرُ، والدّعاءُ، والنّهيُ، والاستفهامُ، والعَرْضُ، والتّحضيضُ، والتّمنِّي، والرّجاءُ.

    -أمَّا الأمرُ: فهُوَ الطّلبُ الصَّادرُ من العظيمِ لمَنْ هُوَ دونَهُ، نحْوُ قوْلِ الأستاذِ لتلميذِهِ: (ذَاكِرْ فَتَنْجَحَ أوْ وَتَنْجَحَ).



    -وأمَّا الدّعاءُ: فهُوَ الطّلبُ المُوجَّهُ من الصّغيرِ إلَى العظيمِ، نحْوُ: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فَأَعْمَلَ الخَيْرَ أوْ وَأَعْمَلَ الخَيْرَ).

    -وأمَّا النّهيُ: فنحْوُ: (لاَ تَلْعَبْ فَيَضِيعَ أَمَلُكَ أوْ وَيَضِيعَ أَمَلُكَ).

    - وأمَّا الاستفهامُ: فنحْوُ: (هَلْ حَفِظْتَ دُرُوسَكَ فَأُسَمِّعَهَا لَكَ أوْ وَأُسَمِّعَهَا لَكَ).

    - وأمَّا العرْضُ:فهُوَ الطّلبُ برفقٍ، نحْوُ: (أَلاَ تَزُورُنَا فَنُكْرِمَكَ أوْ وَنُكْرِمَكَ).

    - وأمَّا التّحضيضُ:فهُوَ الطّلبُ مَعَ حثٍّ وإزعاجٍ، نحْوُ: (هَلاَّ أَدَّيْتَ وَاجِبَكَ فَيَشْكُرَكَ أَبُوكَ أوْ وَيَشْكُرَكَ أَبُوكَ).

    -وأمَّا التّمنِّي:فهُوَ طلبُ المستحيلِ أوْ مَا فيهِ عُسْرةٌ، نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:
    لـَيْتَ الـكَوَاكِبَ تَدْنُو لـِي فَأَنْظِمَهَا عُقُودَ مَدْحٍ فَمَا أَرْضَى لَكُمْ كَلِمِي

    ومثلهُ قولُ الآخَرِ:

    أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْماً فـَأُخْبِرَهُ بِمَا فـَعَلَ المَشِيبُ

    ونحْوُ: (لَيْتَ لِي مَالاً فَأَحُجَّ مِنْهُ).

    - وأمَّا الرّجاءُ:فهُوَ: طلبُ الأمرِ القريبِ الحصولِ، نحوُ: (لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِينِي فَأَزُورَكَ).

    وقدْ جمَعَ بعضُ العلماءِ هذِهِ الأَشْيَاءَ التّسعةَ التي تسبِقُ الفاءَ والوَاوَ فِي بيتٍ واحدٍ هُوَ:


    مُرْ، وَادْعُ، وَانْهَ، وَسَلْ، وَاعْرِضْ لِحَضِّهِم تـَمـَنَّ،


    وَارْجُ، كـَذَاكَ الـنَّفـْيُ، قـَدْ كـــَمـُلاَ

    وقدْ ذكرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا ثمانيةٌ؛ لأنَّهُ لَمْ يعتبِر الرّجاءَ منْهَا.


    (4) الحَرْفُ الخامسُ:(أَوْ) ويُشترطُ فِي هذِهِ الكلِمَةِ أن تكُونَ بمعْنَى (إلاَّ) أوْ بمعْنَى (إلَى).


    وضابطُ الأولَى:


    أن يكونَ مَا بعْدَهَا ينقضِي دَفعةً،


    نحْوُ: (لأَقْتُلَنَّ الكَافِرَ أَوْ يُسْلِمَ).

    وضابطُ الثَّانِيَةِ:

    أن يكونَ مَا بعْدَهَا ينقضِي شيئاً فشيئاً، نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:



    لأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أَوْ أُدْرِكَ المُنَى فــَمــَا


    انـْقـَادَتِ الـآمــَالُ إِلاَّ لــِصَابِرٍ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد Empty رد: التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 15, 2013 9:41 am

    جوازم المضارع
    (1) الأدواتُ التي تَجْزِمُ الفِعْلَ المضَارِعَ ثمانيَةَ عشرَ جازماً، وهذِهِ الأدواتُ تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:

    القِسْمُ الأوَّلُ:
    كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعلاً واحداً.
    والقِسْمُ الثَّانِي:
    كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعليْنِ.




    أمَّا القسمُ الأوَّلُ:
    فستَّةُ أحْرُفٍ، وَهِيَ:


    لَمْ، وَلَمَّا، وَأَلَمْ، وَأَلَمَّا، وَلامُ الأَمْرِ وَالدُّعاَءِ، و(لاَ) فِي النّهيِ والدّعاءِ.
    وكلُّهَا حروفٌ بإجماعِ النّحاةِ.


    -أمَّا (لَمْ) فحَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقلبٍ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وقولِهِ سبحانَهُ: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}.

    -وأمَّا (لَمَّا) فحَرْفٌ مثلُ (لَمْ) فِي النّفِيِ والجَزْمِ والقلبِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}.
    - وأمَّا (أَلَمْ)فهُوَ (لَمْ) زِيدَتْ عَلَيْهِ همزةُ التّقريرِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}.

    - وأمَّا (أَلَمَّا)،فهُوَ (لَمَّا) زِيدَتْ عَلَيْهِ الهمزةُ، نحْوُ (أَلَمَّا أُحْسِنْ إِلَيْكَ).

    - وأمَّا اللامُ فقدْ ذكرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تكونُ للأمرِ والدّعاءِ، وكلٌّ من الأمرِ والدّعاءِ يُقصدُ بهِ طلبُ حصولِ الفِعْلِ طلباً جازماً.

    والفرقُ بينهمَا:
    -أنَّ الأمرَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، كمَا فِي الحديِثِ: ((فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ)).

    -وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}.

    - وأمَّا (لا)فقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تأتي للنهيِ والدّعاءِ، وكلٌّ منهم يُقصدُ بهِ طلبُ الكفِّ عن الفِعْلِ وترْكُهُ.

    والفرقُ بينهمَا:
    -أنَّ النّهيَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، نحْوُ: {لاَ تَخَفْ} ونحْوُ {لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا}ونحْوُ {لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}.

    -وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى، نحوُ: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا} وقولُهُ جلَّ شأنُهُ: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً}.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 7:35 pm