الحمدُ للهِ وَكَفَى، وَسَلاَمُهُ عَلَى عِبَادهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
هَذا شَرْحٌ وَاضحُ العبارةِ، ظَاهرُ الإِشارةِ، يَانعُ الثَّمَرَةِ، دَانِي القِطَافِ، كَثيرُ الأَسْئلةِ وَالتَّمْرِينَاتِ، قصدتُ بهِ الزُّلْفَى إِلى اللهِ تعالى بِتيسيرِ فَهْمِ (المقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ) على صِغارِ الطَّلَبةِ؛ لأنَّهَا البابُ إلى تَفَهُّمِ العَربيَّةِ الَّتي هِي لُغَةُ سَيِّدِنَا وَمولانَا رُسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وَسَلَّمَ، وَلُغَةُ الكِتَابِ العَزيزِ.
وَأَرْجُو أَنْ أَسْتَحِقَّ بهِ رِضَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَهُوَ خَيْرُ مَا أَسْعَى إِلَيهِ. {رَبَّنَا عَلَيكَ تَوكَّلْنَا، وَإليكَ أَنَبْنَا، وَإليكَ المَصِيرُ}، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ولِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِناتِ يومَ يقومُ الحسابُ.
كتبهُ المعتزُّ باللهِ تعالى وَحْدَهُ: مُحَمَّدٌ مُحْيي الدِّينِ عَبْد الحَمِيدِ
المُقَدِّمَات: تَعْريفُ النَّحوِ، مَوضُوعهُ، ثَمَرتُهُ، نِسْبَتُهُ، وَاضعُهُ، حُكمُ الشَّارِعِ فيهِ.
التَّعْرِيفُ: كلمةُ (نَحْوٍ) تُطلقُ في الُّلغَةِ العَربيَّةِ على عِدَّةِ مَعَانٍ:
- مِنها: الجِهةُ، تَقُولُ: (ذَهَبْتُ نَحْوَ فُلاَنٍ)، أيْ: جِهَتُهُ.
- وَمنهَا الشَّبَهُ وَالمِثْلُ، تَقُولُ: (مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيٍّ)، أيْ: شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ.
وَتُطْلقُ كلمةُ (نَحْوٍ) في اصطِلاحِ العُلماءِ عَلى: العلمِ بالقواعدِ التي يُعْرَفُ بِها أحكامُ أَواخِرِ الكلماتِ العربيَّةِ في حالِ تَركِيبِهَا: مِن الإِعرابِ، والبِناءِ وما يتبعُ ذَلِكَ.
الموضوعُ: وموضوعُ علمِ النَّحوِ: الكلماتُ العربيةُ، مِن جهةِ البحثِ عن أحوالِهَا المذكورةِ.
الثَّمَرةُ: وَثَمرةُ تَعَلُّمِ عِلمِ النَّحوِ:صِيَانةُ اللِّسانِ عن الخطأ في الكلامِ العربيِّ، وَفَهْمُ القرآنِ الكَرِيمِ والحديثِ النَّبَوِيِّ فَهْماً صَحِيحاً، اللذَيْنِ هُمَا أصلُ الشَّرِيعَةِ الإِسلاميَّةِ وعليهِمَا مَدَارُهَا.
نِسْبَتُهُ: وَهُو مِنَ العُلومِ العَربيّة.
وَاضِعُهُ: وَالمشهورُ أنَّ أوَّلَ واضعٍ لِعلمِ النَّحوِ هُوَ أَبو الأَسْوَدِ الدُّؤلِيُّ، بِأَمْرِ أَمِيرِ المؤمنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
حُكْمُ الشَّارِعِ فِيهِ: وَتَعَلُّمُهُ فَرْضٌ مِن فُروضِ الكِفَايةِ، وَرُبَّمَا تَعَيَّنَ تَعَلُّمُهُ عَلَى وَاحِدٍ فَصَارَ فَرْضَ عَيْنٍ عَلَيْهِ.
(1) وهُوَ أبُو عبدِ الِلَّهِ بنُ محمَّدِ بنِ داودَ الصَّنْهَاجِيُّ المعروفُ بابنِ آجُرُّوم، المولودُ فِي سنةِ 672 اثنتينِ وسبعينَ وستِّمِائةٍ، والمُتَوفَّى فِي سنةِ 723 ثلاثٍ وعشرينَ وسبعِمِائةٍ من الهجرةِ النّبويَّةِ -رحمَهُ اللَّهُ تعالَى-.