إعمال اسم الفاعل وصيغ المبالغة
لا يخلو اسم الفاعل من أن يكون معرفا بأل أو مجرداً.
فإن كان مجردا عمل عمل فعله من الرفع والنصب إن كان مستقبلا أو حالا نحو : (هذا ضارب زيداً الآن أو غدا) ، وإنما عمل لجريانه على الفعل الذي هو بمعناه وهو المضارع ، ومعنى جريانه عليه أنه موافق له في الحركات والسكنات لموافقة ضارب ل يضرب فهو مشبه للفعل الذي هو بمعناه لفظا ومعنى.
وإن كان بمعنى الماضي لم يعمل لعدم جريانه على الفعل الذي هو بمعناه فهو مشبه له معنى لا لفظا فلا تقول : (هذا ضارب زيدا أمس) بل يجب إضافته فتقول : (هذا ضاربُ زيدٍ أمس) ، وأجاز الكسائي إعماله ، وجعل منه قوله تعالى : ( وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) فـ (ذراعيه) منصوب بـ (باسط) وهو ماض ، وخرّجه غيره على أنه حكاية حال ماضية.
قـاعـدة
اسم الفاعل لا يعمل إلا إذا اعتمد على شيء قبله كأن يقع بعد الاستفهام نحو : أضارب زيد عمرا ، أو حرف النداء نحو : يا طالعا جبلا ، أو النفي نحو : ما ضارب زيد عمرا ، أو يقع نعتا نحو : مررت برجل ضارب زيدا ، أو حالا نحو : جاء زيد راكبا فرسا.
قد يعتمد اسم الفاعل على موصوف مقدر فيعمل عمل فعله كما لو اعتمد على مذكور ، ومنه قوله :
وكم مالئ عينيه من شيء غيره إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
فـ (عينيه) منصوب بـ (مالئ) و (مالئ) صفة لموصوف محذوف وتقديره : وكم شخص مالئ ، ومثله : قوله :
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يَضِرْها وأوهى قرنه الوَعِل
التقدير : كوعل ناطح صخرة.
قـاعـدة
إذا وقع اسم الفاعل صلة للألف واللام عمل ماضياً ومستقبلاً وحالاً لوقوعه حينئذ موقع الفعل ، إذ حق الصلة أن تكون جملة فتقول : هذا الضارب زيدا الآن أو غدا أو أمس ، هذا هو المشهور من قول النحويين.
إعمال صيغ المبالغة
يصاغ للكثرة : ( فعّال ومِفعال وفعول وفعيل وفَعِل ) فيعمل عمل الفعل على حد اسم الفاعل.
وإعمال الثلاثة الأول أكثر من إعمال (فعيل وفَعِل) ، وإعمال (فعيل) أكثر من إعمال (فَعِل) ، فمن إعمال (فعَّال) ما سمعه سيبويه من قول بعضهم : " أما العسل فأنا شرّاب " ، وقول الشاعر:
أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاج الخوالف أعقلا
فـ (العسل) منصوب بـ (شراب) ، و (جلالها) منصوب بـ (لبّاس).
ومن إعمال (مفعال) قول بعض العرب : " إنه لمِنحار بوائكها " فـ (بوائكَها) منصوب بـ (مِنحَار).
ومن إعمال (فعول) قول الشاعر :
عشية سعدى لو تراءت لراهب بدومة تجر دونه وحجيج
قلى دينه واهتاج للشوق إنها على الشوق إخوان العزاء هيوج
فـ (إخوان) منصوب بـ (هيوج).
ومن إعمال (فعيل) قول بعض العرب : " إن الله سميع دعاء من دعاه " فـ (دعاء) منصوب بـ (سميع).
ومن إعمال (فَعِل) ما أنشده سيبويه :
حذر أمورا لا تضير وآمن ما ليس منجيه من الأقدار
وقوله :
أتاني أنهم مزقون عرضى جحاش الكرملين لها فديد
فـ (أموراً) منصوب بـ (حذر) ، و (عرضى) منصوب بـ (مزق).
==========
المصدر :
انظر كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.
لا يخلو اسم الفاعل من أن يكون معرفا بأل أو مجرداً.
فإن كان مجردا عمل عمل فعله من الرفع والنصب إن كان مستقبلا أو حالا نحو : (هذا ضارب زيداً الآن أو غدا) ، وإنما عمل لجريانه على الفعل الذي هو بمعناه وهو المضارع ، ومعنى جريانه عليه أنه موافق له في الحركات والسكنات لموافقة ضارب ل يضرب فهو مشبه للفعل الذي هو بمعناه لفظا ومعنى.
وإن كان بمعنى الماضي لم يعمل لعدم جريانه على الفعل الذي هو بمعناه فهو مشبه له معنى لا لفظا فلا تقول : (هذا ضارب زيدا أمس) بل يجب إضافته فتقول : (هذا ضاربُ زيدٍ أمس) ، وأجاز الكسائي إعماله ، وجعل منه قوله تعالى : ( وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) فـ (ذراعيه) منصوب بـ (باسط) وهو ماض ، وخرّجه غيره على أنه حكاية حال ماضية.
قـاعـدة
اسم الفاعل لا يعمل إلا إذا اعتمد على شيء قبله كأن يقع بعد الاستفهام نحو : أضارب زيد عمرا ، أو حرف النداء نحو : يا طالعا جبلا ، أو النفي نحو : ما ضارب زيد عمرا ، أو يقع نعتا نحو : مررت برجل ضارب زيدا ، أو حالا نحو : جاء زيد راكبا فرسا.
قد يعتمد اسم الفاعل على موصوف مقدر فيعمل عمل فعله كما لو اعتمد على مذكور ، ومنه قوله :
وكم مالئ عينيه من شيء غيره إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
فـ (عينيه) منصوب بـ (مالئ) و (مالئ) صفة لموصوف محذوف وتقديره : وكم شخص مالئ ، ومثله : قوله :
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يَضِرْها وأوهى قرنه الوَعِل
التقدير : كوعل ناطح صخرة.
قـاعـدة
إذا وقع اسم الفاعل صلة للألف واللام عمل ماضياً ومستقبلاً وحالاً لوقوعه حينئذ موقع الفعل ، إذ حق الصلة أن تكون جملة فتقول : هذا الضارب زيدا الآن أو غدا أو أمس ، هذا هو المشهور من قول النحويين.
إعمال صيغ المبالغة
يصاغ للكثرة : ( فعّال ومِفعال وفعول وفعيل وفَعِل ) فيعمل عمل الفعل على حد اسم الفاعل.
وإعمال الثلاثة الأول أكثر من إعمال (فعيل وفَعِل) ، وإعمال (فعيل) أكثر من إعمال (فَعِل) ، فمن إعمال (فعَّال) ما سمعه سيبويه من قول بعضهم : " أما العسل فأنا شرّاب " ، وقول الشاعر:
أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاج الخوالف أعقلا
فـ (العسل) منصوب بـ (شراب) ، و (جلالها) منصوب بـ (لبّاس).
ومن إعمال (مفعال) قول بعض العرب : " إنه لمِنحار بوائكها " فـ (بوائكَها) منصوب بـ (مِنحَار).
ومن إعمال (فعول) قول الشاعر :
عشية سعدى لو تراءت لراهب بدومة تجر دونه وحجيج
قلى دينه واهتاج للشوق إنها على الشوق إخوان العزاء هيوج
فـ (إخوان) منصوب بـ (هيوج).
ومن إعمال (فعيل) قول بعض العرب : " إن الله سميع دعاء من دعاه " فـ (دعاء) منصوب بـ (سميع).
ومن إعمال (فَعِل) ما أنشده سيبويه :
حذر أمورا لا تضير وآمن ما ليس منجيه من الأقدار
وقوله :
أتاني أنهم مزقون عرضى جحاش الكرملين لها فديد
فـ (أموراً) منصوب بـ (حذر) ، و (عرضى) منصوب بـ (مزق).
==========
المصدر :
انظر كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.