ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    المشبهات بليس (الحروف النافية العاملة عمل ليس)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المشبهات بليس (الحروف النافية العاملة عمل ليس) Empty المشبهات بليس (الحروف النافية العاملة عمل ليس)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 12, 2013 1:55 am

    الحروف النافية المشبهة بـ (ليس)
    هى بعض الحروف الناسخة العاملة عمل كان ، وهى : ما ولا ولات وإن

    أولاً : مـــا


    لغة بني تميم أنها لا تعمل شيئا ، فتقول : ما زيد قائم ، فـ (زيد) مرفوع بالابتداء ، و (قائم) خبره ، ولا عمل لما في شيء منهما ، وذلك لأن ما حرف لا يختص ، لدخوله على الاسم نحو : ما زيد قائم ، وعلى الفعل نحو : ما يقوم زيد ، وما لا يختص فحقه ألا يعمل.

    أما لغة أهل الحجاز فإعمالها كعمل ليس لشبهها بها في أنها لنفي الحال عند الإطلاق ، فيرفعون بها الاسم وينصبون بها الخبر نحو : ما زيد قائما ، قال الله تعالى : ( مَا هَذَا بَشَراً ) ، وقال تعالى : ( مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ) ، وقال الشاعر :
    أبناؤها متكنفون أباهم حنقو الصدور وما هم أولادها


    لكن لا تعمل عندهم إلا بشروط ستة :

    الأول : ألا يزاد بعدها إنْ ، فإن زيدت بطل عملها نحو : ما إن زيد قائم برفع (قائم) ، ولا يجوز نصبه ، وأجاز ذلك بعضهم.

    الثاني : ألا ينتقض النفي بإلا نحو : ما زيد إلا قائم ، فلا يجوز نصب (قائم) ، وكقوله تعالى : ( مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا ) ، وقوله : ( وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ ) خلافا لمن أجازه.

    الثالث : ألا يتقدم خبرها على اسمها وهو غير ظرف ولا جار ومجرور ، فإن تقدم وجب رفعه نحو : ما قائم زيد ، فلا تقول : ما قائما زيد ، وفي ذلك خلاف.

    فإن كان ظرفا أو جارا ومجرورا فقدمته فقلت : ما في الدار زيد ، وما عندك عمرو ، فاختلف الناس في (ما) حينئذ هل هي عاملة أم لا ، فمن جعلها عاملة قال : إن الظرف والجار والمجرور في موضع نصب بها ، ومن لم يجعلها عاملة قال : إنهما في موضع رفع على أنهما خبران للمبتدأ الذي بعدهما .

    الرابع : ألا يتقدم معمول الخبر على الاسم وهو غير ظرف ولا جار ومجرور ، فإن تقدم بطل عملها نحو : ما طعامك زيد آكل ، فلا يجوز نصب آكل ، ومن أجاز بقاء العمل مع تقدم الخبر يجيز بقاء العمل مع تقدم المعمول بطريق الأولى لتأخر الخبر ، وقد يقال لا يلزم ذلك لما في الإعمال مع تقدم المعمول من الفصل بين الحرف ومعموله ، وهذا غير موجود مع تقدم الخبر.

    فإن كان المعمول ظرفا أو جاراً ومجروراً لم يبطل عملها نحو : ما عندك زيد مقيما ، وما بي أنت معنيا ؛ لأن الظروف والمجرورات يتوسع فيها ما لا يتوسع في غيرها.

    الخامس : ألا تتكرر ما ، فإن تكررت بطل عملها نحو : ما ما زيد قائم ، فالأولى نافية ، والثانية نفت النفي فبقي إثباتا ، فلا يجوز نصب قائم ، وأجازه بعضهم.

    السادس : ألا يبدل من خبرها موجب ، فإن أبدل بطل عملها نحو : ما زيد بشيء إلا شيء لا يعبأ به ، فـ (بشيء) في موضع رفع خبر عن المبتدأ الذي هو زيد ، ولا يجوز أن يكون فى موضع نصب خبرا عن ما ، وأجازه قوم.

    ثانياً : لا


    مذهب الحجازيين إعمالها عمل ليس ، ومذهب تميم إهمالها ، ولا تعمل عند الحجازيين إلا بشروط ثلاثة :

    أحدها : أن يكون الاسم والخبر نكرتين نحو : لا رجل أفضل منك ، ومنه قوله :

    تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا


    وقوله :

    نصرتك إذ لا صاحب غير خاذل فبوئت حصنا بالكماة حصينا


    وزعم بعضهم أنها قد تعمل في المعرفة ، وأنشد للنابغة :

    بدت فعل ذي ود فلما تبعتها تولت وبقت حاجتي في فؤاديا

    وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا


    واختلف كلام ابن مالك في هذا البيت ، فمرة قال : إنه مؤول ، ومرة قال : إن القياس عليه سائغ.

    الثاني : ألا يتقدم خبرها على اسمها ، فلا نقول : لا قائما رجل.

    الثالث : ألا ينتقض النفي بإلا ، فلا تقول : لا رجل إلا أفضل من زيد ، بنصب (أفضل) بل يجب رفعه.

    ثالثاً : إن النافية


    مذهب أكثر البصريين والفراء أنها لا تعمل شيئا ، ومذهب الكوفيين خلا الفراء أنها تعمل عمل ليس ، وقال به من البصريين أبو العباس المبرد وأبو بكر بن السراج وأبو علي الفارسي وأبو الفتح بن جنى ، واختاره ابن مالك ، وزعم أن في كلام سيبويه رحمه الله تعالى إشارة إلى ذلك ، وقد ورد السماع به ، قال الشاعر :

    إن هو مستوليا على أحد إلا على أضعف المجانين


    وقال آخر :
    إن المرء ميتا بانقضاء حياته ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا


    وذكر ابن جنى في المحتسب أن سعيد بن جبير رضي الله عنه قرأ : ( إِنِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَاداً أَمْثَالَكُمْ ) بنصب العباد.

    ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين بل تعمل في النكرة والمعرفة ، فتقول : إنْ رجلٌ قائماً ، وإنْ زيدٌ القائمَ ، وإنْ زيدُ قائماً.

    رابعاً : لات


    وأما لات فهي (لا) النافية زيدت عليها تاء التأنيث مفتوحة ، ومذهب الجمهور أنها تعمل عمل ليس ، فترفع الاسم وتنصب الخبر ، لكن اختصت بأنها لا يذكر معها الاسم والخبر معاً بل إنما يذكر معها أحدهما ، والكثير في لسان العرب حذف اسمها وبقاء خبرها ، ومنه قوله تعالى : ( وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ ) بنصب الحين ، فحذف الاسم وبفي الخبر ، والتقدير : " ولات الحينُ حينَ مناص " ، فالحينُ اسمها ، و (حينَ مناص) خبرها ، وقد قرىء شذوذا ( وَلاَتَ حِينُ مَنَاصٍ " برفع الحين على أنه اسم لات ، والخبر محذوف ، والتقدير : " ولات حينُ مناص لهم " أي : ولات حين مناص كائنا لهم.

    وذكر سيبويه أن لات لا تعمل إلا في الحين ، واختلف الناس فيه ، فقال قوم : المراد أنها لا تعمل إلا في لفظ الحين ، ولا تعمل فيما رادفه كالساعة ونحوها ، وقال قوم : المراد أنها لا تعمل إلا في أسماء الزمان ، فتعمل في لفظ الحين وفيما رادفه من أسماء الزمان ، ومن عملها فيما رادفه قول الشاعر :
    ندم البغاة ولات ساعةَ مندَمٍ والبغيُ مرتع مبتغيه وخيم


    وكلام ابن مالك محتمل للقولين ، وجزم بالثاني في التسهيل ، ومذهب الأخفش أنها لا تعمل شيئا ، وأنه إن وجد الاسم بعدها منصوبا فناصبه فعل مضمر ، والتقدير : " لات أرى حين مناص " ، وإن وجد مرفوعا فهو مبتدأ والخبر محذوف ، والتقدير : لات حين مناص كائن لهم ، والله أعلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:03 am