كتاب المحكم والمحيط الأعظم في اللغة
أولاً: صاحبه:
هو ابن سِيْدَة أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيدة المرسي الأندلسي.
ولد سنة 397هـ بمدينة مرسية بالأندلس، وتوفي سنة 458هـ.
ورغم أنه كان ضريراً فقد نبغ في كثير من العلوم، وخاصة اللغة، فقد كان إماماً بها.
وقد أخذ عن كثير من علماء اللغة الأجلاء، ومنهم والده الذي كان عالماً باللغة.
وقد امتاز ابن سيدة بمكانة علمية مرموقة بين علماء عصره، وخاصة في بلاد الأندلس؛ فقد وهبه الله حافظة قوية، وذاكرة نادرة مما جعله - وهو ضرير- يحظى بما لم يحظَ المبصرون.
ولابن سيدة في اللغات مؤلفات أخرى غير المحكم، ولعل أكبرها: كتاب (المخصص) الذي يعد من أعظم معاجم المعاني إن لم يكن أعظمها على الإطلاق، وهو يقع في سبعة وعشرين جزءاً.
أما كتابه المحكم فهو من أهم المعاجم اللغوية التي اتبعت نظام التقليبات الصوتية، وقد طبع أخيراً طبعة جيدة، بتحقيق د. عبدالحميد هنداوي، ضمن منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت ط1421هـ-2000م، ويقع في 11مجلداً.
ثانياً: هدفه من تأليف كتاب المحكم:
يتضح من مقدمته أن هدفه فيه يكاد ينحصر في أمرين:
1- جمع شتيت المواد اللغوية في الكتب والرسائل في كتاب واحد يغني عنها.
2- أنه أراد تصحيح ما فيها من أخطاء.
ثالثاً: منهجه:
1- اتبع نظام التقليبات الصوتية، وبدأ بأبعد الحروف مخرجاً وهو العين.
2- وضع لنفسه نطاماً يسير عليه في اختيار الألفاظ؛ فحذف بعض الأبنية لاطرادها، أو فهمها من سياق الكلام، وأشار إلى أبنية لم تذكرها المعاجم السابقة، بل ذكرتها كتب النحو والصرف، كما ميز الأبنية المتشابهة التي أغفلها اللغويون من قبله كتمييزه بين الاسم الجمع وجمع الجمع وغير ذلك.
رابعاً: مميزات معجم المحكم:
1- تجنب الأخطاء التي وقعت في كتاب العين.
2- تجنب التكرار الذي وقع في تهذيب الأزهري.
3- اعتنى بالأحكام النحوية والصرفية التي أغفلتها المعاجم السابقة.
4- اعتنى باللغات والأعلام والعروض.
5- اعتنى بكثير من الظواهر اللغوية مثل المزواجة والاتباع، والتغييرات المجازية.
6- أكثر من الشواهد غير مقتصر على ما ورد في المعاجم السابقة.
خامساً: المآخذ على المعجم:
على الرغم مما امتاز به كتاب المحكم فقد أخذ عليه بعض الباحثين مآخذ كثيرة منها على سبيل الإيجاز:
1- اتباعه لنظام التقليبات الصوتية، مما جعل البحث فيه عسيراً.
2- مخالفته لبعض علماء اللغة الموثوق بهم.
3- وقوعه في بعض الأخطاء والتصحيفات، كما في قوله في (الهسع والهيسوع): "اسمان وهي لغة قديمة لا يعرف اشتقاقها".
ويقول الفيروزأبادي معلقاً على ذلك: "لقد أبعد أبو الحسن في المرام، وأبعد في السوم، وإن هذين الاسمين عربيان حميريان، واشتقاقهما من هسع إذا أسرع)".
4- أنه ساير بعض المعاجم السابقة عليه وخاصة العين في بعض الأخطاء.
5- إيراده بعض الألفاظ التي وُجِّه إليها النقد في المعاجم السابقة كالعين والجمهرة.
ورغم هذه المآخذ فإن كثيراً من علماء العربية يعدون كتاب المحكم من أحسن المعاجم التي ألفت على نظام التقليبات إن لم يكن أحسنها على الإطلاق.
=============
دعوة الإسلام
أولاً: صاحبه:
هو ابن سِيْدَة أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيدة المرسي الأندلسي.
ولد سنة 397هـ بمدينة مرسية بالأندلس، وتوفي سنة 458هـ.
ورغم أنه كان ضريراً فقد نبغ في كثير من العلوم، وخاصة اللغة، فقد كان إماماً بها.
وقد أخذ عن كثير من علماء اللغة الأجلاء، ومنهم والده الذي كان عالماً باللغة.
وقد امتاز ابن سيدة بمكانة علمية مرموقة بين علماء عصره، وخاصة في بلاد الأندلس؛ فقد وهبه الله حافظة قوية، وذاكرة نادرة مما جعله - وهو ضرير- يحظى بما لم يحظَ المبصرون.
ولابن سيدة في اللغات مؤلفات أخرى غير المحكم، ولعل أكبرها: كتاب (المخصص) الذي يعد من أعظم معاجم المعاني إن لم يكن أعظمها على الإطلاق، وهو يقع في سبعة وعشرين جزءاً.
أما كتابه المحكم فهو من أهم المعاجم اللغوية التي اتبعت نظام التقليبات الصوتية، وقد طبع أخيراً طبعة جيدة، بتحقيق د. عبدالحميد هنداوي، ضمن منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت ط1421هـ-2000م، ويقع في 11مجلداً.
ثانياً: هدفه من تأليف كتاب المحكم:
يتضح من مقدمته أن هدفه فيه يكاد ينحصر في أمرين:
1- جمع شتيت المواد اللغوية في الكتب والرسائل في كتاب واحد يغني عنها.
2- أنه أراد تصحيح ما فيها من أخطاء.
ثالثاً: منهجه:
1- اتبع نظام التقليبات الصوتية، وبدأ بأبعد الحروف مخرجاً وهو العين.
2- وضع لنفسه نطاماً يسير عليه في اختيار الألفاظ؛ فحذف بعض الأبنية لاطرادها، أو فهمها من سياق الكلام، وأشار إلى أبنية لم تذكرها المعاجم السابقة، بل ذكرتها كتب النحو والصرف، كما ميز الأبنية المتشابهة التي أغفلها اللغويون من قبله كتمييزه بين الاسم الجمع وجمع الجمع وغير ذلك.
رابعاً: مميزات معجم المحكم:
1- تجنب الأخطاء التي وقعت في كتاب العين.
2- تجنب التكرار الذي وقع في تهذيب الأزهري.
3- اعتنى بالأحكام النحوية والصرفية التي أغفلتها المعاجم السابقة.
4- اعتنى باللغات والأعلام والعروض.
5- اعتنى بكثير من الظواهر اللغوية مثل المزواجة والاتباع، والتغييرات المجازية.
6- أكثر من الشواهد غير مقتصر على ما ورد في المعاجم السابقة.
خامساً: المآخذ على المعجم:
على الرغم مما امتاز به كتاب المحكم فقد أخذ عليه بعض الباحثين مآخذ كثيرة منها على سبيل الإيجاز:
1- اتباعه لنظام التقليبات الصوتية، مما جعل البحث فيه عسيراً.
2- مخالفته لبعض علماء اللغة الموثوق بهم.
3- وقوعه في بعض الأخطاء والتصحيفات، كما في قوله في (الهسع والهيسوع): "اسمان وهي لغة قديمة لا يعرف اشتقاقها".
ويقول الفيروزأبادي معلقاً على ذلك: "لقد أبعد أبو الحسن في المرام، وأبعد في السوم، وإن هذين الاسمين عربيان حميريان، واشتقاقهما من هسع إذا أسرع)".
4- أنه ساير بعض المعاجم السابقة عليه وخاصة العين في بعض الأخطاء.
5- إيراده بعض الألفاظ التي وُجِّه إليها النقد في المعاجم السابقة كالعين والجمهرة.
ورغم هذه المآخذ فإن كثيراً من علماء العربية يعدون كتاب المحكم من أحسن المعاجم التي ألفت على نظام التقليبات إن لم يكن أحسنها على الإطلاق.
=============
دعوة الإسلام