كتاب تهذيب اللغة
أولاً: صاحبه:
هو أبو منصور محمد بن أزهر الهروي المعروف بالأزهري، ولد سنة 282هـ وتوفي سنة 370هـ.
ويبدو أنه تخصص في بادئ الأمر في دراسة فقه الشافعي، وبرز فيه إلا أنه تحول بعد ذلك إلى دراسة اللغة، وساعده على ذلك أنه اختلط ببعض القبائل العربية الفصيحة فترة طويلة؛ حيث وقع في الأسر لديهم؛ فقد حدث أيام فتنة القرامطة سنة 312هـ في أيام المقتدر بالله المعتضد أن كان الأزهري مسافراً إلى الحج، وعنده عودته أسرته الأعراب، وعاش فترة طويلة بين عرب هوازن وقد اختلط بهم تمم وأسد، وهؤلاء جميعاً من فصحاء العرب، ويحكي ذلك الأزهري نفسه كما روته كتب التراجم فيقول: "وكنت امتحنت بالإسار سنة عارضتِ القرامطة الحجاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عرباً نشأوا بالبادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النُّجَع، ويرجعون إلى أعداد المياه، ويرعون النَّعم، ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطباعهم البدوية، وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش، فبقيت في إسارهم دهراً طويلاً، وكنا نشتى الدهناء، ونرتبع الصُّمَّان، ونتقيظ السِّتارَين.
واستفدت من مخاطباتهم، ومحاورة بعضهم بعضاً ألفاظاً جمة، ونوادر كثيرة، أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب".
وقد رجع الأزهري -بعد انتهاء أسره- إلى بغداد وكله شوق إلى دراسة اللغة وولوع بالبحث عن معاني الألفاظ والاستقصاء فيها، وأخْذِها من مظانها، وإحكام الكتب التي تأتَّى له سماعها من أهل الثبت والأمانة للأئمة المشهورين وأهل العربية المعروفين، وقد حكى ذلك عن نفسه في مقدمة كتابه التهذيب.
وفي بغداد تتلمذ على أبي عبدالله إبراهيم بن محمد بن عرفة الملقب بـ: نفطويه ت323هـ، وأبي بكر محمد بن السري المعروف بابن السراج ت 316هـ، وأبي القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي ت317هـ.
ثانياً: هدف الأزهري من التأليف:
لعل عنوان كتابه (التهذيب) يبين هدفه من تأليفه؛ فقد قصد من ذلك أن يهذب اللغة، ويخلصها مما علق بها من شوائب.
والمتتبع لكلامه في المقدمة -كما يقول الدكتور أمين فاخر- يبدو له أن للأزهري أهدافاً ثلاثة:
1- تقييد ما سمعه وحفظه من أفواه العرب الذين شاهدهم وأقام بينهم.
2- النصيحة الواجبة على أهل العلم لجماعة المسلمين.
3- تصحيح الأخطاء الواردة في كتب اللغة قبله.
ثالثاً: منهجه:
يمكن تلخيص منهج الأزهري في كتابه التهذيب فيما يلي:
1- اتبع نظام المخارج، وبدأ بحرف العين.
2- سار على نظام التقليبات الصوتية بحيث يذكر المادة وما تقلب منها.
3- قسم المعجم إلى أبواب حسب حروف الهجاء، ثم قسم كل باب إلى ستة أبنية، هي: الثنائي، والثلاثي الفصيح والمهموز والمعتل، والرباعي والخماسي، وأشار في صدر كل باب إلى المهمل والمستعمل.
رابعاً: مميزات معجم التهذيب:
1- اعتنى كثيراً بالشواهد القرآنية، والحديثية، وبالقراءات المختلفة.
2- يشير إلى المهمل وسبب إهماله، كما يشير إلى المستعمل الذي أهمله من سبقه من العلماء.
3- اهتم بنسبة الأقوال إلى أصحابها.
4- اعتنى بذكر المواضع والبلدان.
5- توسع في ذكر الألفاظ وشرحها.
خامساً: المآخذ على التهذيب:
من المآخذ عليه ما يلي:
1- اتباعه نظام التقليبات الصوتية مما جعل البحث عسيراً صعباً.
2- توسعه في الشرح مما فتح عليه باب التكرار.
3- تحامله على كثير من اللغويين السابقين.
هذه بعض المآخذ على الأزهري وعلى أي حال فمعجمه من المعاجم التي بُذل فيها جهد عظيم، وأفادت منها العربية فائدة جليلة.
============
دعوة الإسلام
أولاً: صاحبه:
هو أبو منصور محمد بن أزهر الهروي المعروف بالأزهري، ولد سنة 282هـ وتوفي سنة 370هـ.
ويبدو أنه تخصص في بادئ الأمر في دراسة فقه الشافعي، وبرز فيه إلا أنه تحول بعد ذلك إلى دراسة اللغة، وساعده على ذلك أنه اختلط ببعض القبائل العربية الفصيحة فترة طويلة؛ حيث وقع في الأسر لديهم؛ فقد حدث أيام فتنة القرامطة سنة 312هـ في أيام المقتدر بالله المعتضد أن كان الأزهري مسافراً إلى الحج، وعنده عودته أسرته الأعراب، وعاش فترة طويلة بين عرب هوازن وقد اختلط بهم تمم وأسد، وهؤلاء جميعاً من فصحاء العرب، ويحكي ذلك الأزهري نفسه كما روته كتب التراجم فيقول: "وكنت امتحنت بالإسار سنة عارضتِ القرامطة الحجاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عرباً نشأوا بالبادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النُّجَع، ويرجعون إلى أعداد المياه، ويرعون النَّعم، ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطباعهم البدوية، وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش، فبقيت في إسارهم دهراً طويلاً، وكنا نشتى الدهناء، ونرتبع الصُّمَّان، ونتقيظ السِّتارَين.
واستفدت من مخاطباتهم، ومحاورة بعضهم بعضاً ألفاظاً جمة، ونوادر كثيرة، أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب".
وقد رجع الأزهري -بعد انتهاء أسره- إلى بغداد وكله شوق إلى دراسة اللغة وولوع بالبحث عن معاني الألفاظ والاستقصاء فيها، وأخْذِها من مظانها، وإحكام الكتب التي تأتَّى له سماعها من أهل الثبت والأمانة للأئمة المشهورين وأهل العربية المعروفين، وقد حكى ذلك عن نفسه في مقدمة كتابه التهذيب.
وفي بغداد تتلمذ على أبي عبدالله إبراهيم بن محمد بن عرفة الملقب بـ: نفطويه ت323هـ، وأبي بكر محمد بن السري المعروف بابن السراج ت 316هـ، وأبي القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي ت317هـ.
ثانياً: هدف الأزهري من التأليف:
لعل عنوان كتابه (التهذيب) يبين هدفه من تأليفه؛ فقد قصد من ذلك أن يهذب اللغة، ويخلصها مما علق بها من شوائب.
والمتتبع لكلامه في المقدمة -كما يقول الدكتور أمين فاخر- يبدو له أن للأزهري أهدافاً ثلاثة:
1- تقييد ما سمعه وحفظه من أفواه العرب الذين شاهدهم وأقام بينهم.
2- النصيحة الواجبة على أهل العلم لجماعة المسلمين.
3- تصحيح الأخطاء الواردة في كتب اللغة قبله.
ثالثاً: منهجه:
يمكن تلخيص منهج الأزهري في كتابه التهذيب فيما يلي:
1- اتبع نظام المخارج، وبدأ بحرف العين.
2- سار على نظام التقليبات الصوتية بحيث يذكر المادة وما تقلب منها.
3- قسم المعجم إلى أبواب حسب حروف الهجاء، ثم قسم كل باب إلى ستة أبنية، هي: الثنائي، والثلاثي الفصيح والمهموز والمعتل، والرباعي والخماسي، وأشار في صدر كل باب إلى المهمل والمستعمل.
رابعاً: مميزات معجم التهذيب:
1- اعتنى كثيراً بالشواهد القرآنية، والحديثية، وبالقراءات المختلفة.
2- يشير إلى المهمل وسبب إهماله، كما يشير إلى المستعمل الذي أهمله من سبقه من العلماء.
3- اهتم بنسبة الأقوال إلى أصحابها.
4- اعتنى بذكر المواضع والبلدان.
5- توسع في ذكر الألفاظ وشرحها.
خامساً: المآخذ على التهذيب:
من المآخذ عليه ما يلي:
1- اتباعه نظام التقليبات الصوتية مما جعل البحث عسيراً صعباً.
2- توسعه في الشرح مما فتح عليه باب التكرار.
3- تحامله على كثير من اللغويين السابقين.
هذه بعض المآخذ على الأزهري وعلى أي حال فمعجمه من المعاجم التي بُذل فيها جهد عظيم، وأفادت منها العربية فائدة جليلة.
============
دعوة الإسلام