ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها !

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها ! Empty المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها !

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد فبراير 10, 2013 5:33 am

    المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها ..!!


    قال القاضي عياض في "الإلماع" ( 1/160) : "وَأَمَّا مُقَابَلَةُ النُّسْخَةِ بِأَصْلِ السَّمَاعِ وَمُعَارَضَتِهَا بِهِ ؛ فَمُتَعَيِّنَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا ، وَلَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ التَّقِيِّ ، الرِّوَايَةُ مَا لَمْ يُقَابِلْ بِأَصْلِ شَيْخِهِ ، أَوْ نُسْخَةٍ تُحَقَّقُ وَوَثِقَ بِمُقَابَلَتِهَا بِالْأَصْلِ ، وَتَكُونُ مُقَابَلَتُهُ لِذَلِكَ مَعَ الثِّقَةِ الْمَأْمُونِ مَا يَنْظُرُ فِيهِ ، فَإِذَا جَاءَ حَرْفٌ مُشْكَلٌ ؛ نَظَرَ مَعَهُ حَتَّى يُحَقِّقُ ذَلِكَ.

    وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى طَرِيقِ ؛ مَنْ سَامَحَ فِي السَّمَاعِ ، وَعَلَى مَنْ يُجِيزُ إِمْسَاكَ أَصْلِ الشَّيْخِ عَلَيْهِ عِنْدَ السَّمَاعِ ، إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنَ إِمْسَاكِهِ عِنْدَ السَّمَاعِ ، أَوْ عِنْدَ النَّقْلِ ؛ لِأَنَّهُ تَقْلِيدٌ لِهَذَا الثِّقَةِ ، لِمَا فِي كِتَابِ الشَّيْخِ ،وَأَمَّا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ مَنَعَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ التَّحْقِيقِ ؛ فَلَا يَصِحُّ مُقَابَلَتُهُ مَعَ أَحَدٍ غَيْرِ نَفْسِهِ ، وَلَا يُقَلِّدُ سِوَاهُ ، وَلَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كِتَابِ الشَّيْخِ ، وَاسِطَةٌ ، كَمَا لَا يَصِحُّ ذَلِكَ عِنْدَهُ فِي السَّمَاعِ ، فَلْيُقَابِلْ نُسْخَتَهُ مِنَ الْأَصْلِ بِنَفْسِهِ ، حَرْفًا حَرْفًا ، حَتَّى يَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ وَيَقِينٍ مِنْ مُعَارَضَتِهَا بِهِ ، وَمُطَابَقَتِهَا لَهُ ، وَلَا يَنْخَدِعُ فِي الِاعْتِمَادِ عَلَى نَسْخِ الثِّقَةِ الْعَارِفِ دُونَ مُقَابَلَةٍ ، نَعَمْ ، وَلَا عَلَى نَسْخِ نَفْسِهِ بِيَدِهِ ؛ مَا لَمْ يُقَابِلْ وَيُصَحِّحْ ، فَإِنَّ الْفِكْرَ يَذْهَبُ ، وَالْقَلْبُ يَسْهُو ، وَالنَّظَرُ يَزِيغُ ،وَالْقَلَمُ يَطْغَى "

    ثم ذكر بإسناده عن هشام بن عروة قال : " قَالَ لِي أَبِي : أَكَتَبْتَ ؟ ، قُلْتُ نَعَمْ ، قَالَ : قَابَلْتَ ؟ ، قُلْتُ لَا ، قَالَ لَمْ تَكْتُبْ يَا بُنَيَّ " . وأسند عن الازواعي انه قال : " مَثَلُ الَّذِي يَكْتُبُ وَلَا يُعَارِضُ ؛ مَثَلُ الَّذِي يَدْخُلُ الْخَلَاءَ وَلَا يَسْتَنْجِي " .

    ومما يدلُ على أن العلماء القدامى من المحدثين ، كانوا يلتزمون القواعد الأساسية في علم التحقيق = من اعتماد النسخة (الأم) كأصلٍ في ضبط النصِّ وتحقيق ، والإشارة في هوامش التحقيق إلى الزيادات والنقصِّ ، واختلاف الرواية في النسخ الأخرى= ما ذكره القاضي بلسان حالهم : " .. وَأَوْلَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْأَمُّ عَلَى رِوَايَةٍ مُخْتَصَّةٍ ، ثُمَّ مَا كَانَتْ من زِيَارَة الْأُخْرَى ؛ أُلْحِقَتْ ، أَوْ مِنْ نَقْصٍ ؛ أُعْلِمَ عَلَيْهَا ، أَوْ مِنْ خِلَافٍ ؛ خَرَجَ فِي الْحَوَاشِي وَأَعَلِّمُ عَلَى ذَلِكَ ، كُلِّهِ بِعَلَامَةِ صَاحِبِهِ ، مِنَ اسْمِهِ أَوْ حَرْفٍ مِنْهُ ، لِلِاخْتِصَارِ ، لَا سِيَّمَا ؛ مَعَ كَثْرَةِ الْخِلَافِ وَالْعَلَامَاتِ ، وَإِنِ اقْتَصَرَ عَلَى أَنْ تَكُونَ الرِّوَايَةُ الْمُلْحَقَةُ بِالْحُمْرَةِ ؛ فَقَدْ عَمِلَ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ الْأَشْيَاخِ ، وَأَهْلُ الضَّبْطِ "
    انظر : "المصدر السابق" (1/189/ط: أحمد صقر) .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:07 am