حروف الجرّ
تُقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
أولاً : حروف جرّ أصلية
لا يمكنُ حذفها، وتُعلّقُ بما قبلها ، وهيَ: إلى- من - على- عن- في- حتى-خلا- عدا- حاشا- مذ- منذ- الباء- الكاف اللام- واو القسم- تاء القسم.
تعليقُ حروفِ الجرِّ
تُعلّقُ هذه الحروفُ بما قبلَها لإتمامِ المعنى، ويكونُ التّعليقُ:
- إمّا بالفعلِ ، مثل : ما الّذي خبّأْتُموه لغدٍ؟ (لغد) ٍ: جارٌّ ومجرورٌ متعلّقانِ بالفعلِ خبّأتموه.
- ويكونُ التّعليقُ بما يقومُ مقامَ الفعلِ في عملِهِ ، كالمشتقّاتِ والمصادرِ:
فتعلّقُ: باسمِ الفعلِ ، مثل : حذارِ من التّهاونِ ، (من التّهاونِ) جارٌّ ومجرورٌ متعلّقانِ باسمِ الفعلِ حذار.
أو بالمصدرِ ، مثالٌ : صبراً على الأذى ، (على الأذى) جارٌّ ومجرورٌ متعلّقانِ بالمصدرِ صبراً.
أو بالمشتقّاتِ ، مثالٌ: يا ويحهم نصبُوا مناراً من دمٍ ، (من دمٍ ) جار ومجرور متعلّقان بالمشتقّ مناراً.
أو بالحال ، مثالٌ:رأيْتُ المجدّين فرحينَ بالنّجاح ، (بالنّجاحِ) : جارٌّ ومجرورٌ متعلّقانِ بالحالِ فرحينَ.
أو بالصّفة ، إذا كانَت مشتقّةً ، مثالٌ: شاهدْتُ فلاّحاً عاملاً في الحقلِ، (في الحقلِ) جارٌّ ومجرورٌ متعلّقانِ بالصّفةِ عاملاً.
أو بالخبرِ ، إذا كان مشتقّاً ، مثالٌ : الطّالبُ مجدٌّ في دروسهِ ، (في دروسهِ) جارٌّ ومجرورٌ متعلّقانِ بالخبرِ مجدّ.
- لا يعلّقُ الجارُّ والمجرورُ بما بعدَه إلاّ إذا كانَ متعلّقاً بخبرٍ محذوفٍ فيجوزُ أنْ يُقدَّرُ تقديمُ الخبرِ أو تأخيرَه ، كقولِ الرّصافي:
إن كانَ للجهلِ في أحوالِنا عللٌ فالعلمُ كالطِّبِّ يشفي تلكمُ العِللا
(في أحوالِنا) : جارٌّ ومجرورٌ متعلّقانِ بالخبرِ المحذوفِ.
- أو عندما يكونُ الجارُّ والمجرورُ واقعاً بينَ إنّ واسمها، لأنّه لا يجوزُ أنْ يتقدّمَ خبرُ إنّ على اسمِها ، مثالٌ: (إِنَّ فِي ذَلِكََ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِِ) ، (في ذلكَ) متعلّقانِ بخبرِ إنّ المؤخَّرِ المحذوفِ.
ثانياً : حروف جرّ زائدة
هي حروفٌ يمكنُ حذفُها ، ولا تُعلَّقُ بما قبلَها ، وهيَ تفيدُ التّوكيدُ ، مثلُ : (مِن) بعدَ هل الاستفهاميةِ أو ما النّافيةِ أو لا النّاهيةِ ، كقولِ خليل مطران:
ناداهُمُ الجلاَّدُ هلْ من شافعٍ لبزرجمـهرَ فقـالَ كلّ لا لا
وفي قولِ الشَّاعرِ الزركلّي:
زحفَتْ تذودُ عن الدِّيارِ وما لها من قوّةٍ فعجبْتُ كيف تذودُ
أو : لا تهملَنّ من شيءٍ قد يفيدُك.
والباء:الّتي تُزادُ في خبرِ ليس ، ( أَلَيْسََ اللهُُ بِأَحْكَمِِ الْحَاكِمِينََ). وما العاملة عملها ، (وَمَا ربُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ). وفي فاعلِ كفى، (وَكَفََى بِاللهِ نَصِيراً). وفـاعل صيـغةِ المبالغةِ ( أَفْعِلْ بـِ):( أَكْرِمْ بحبلٍ غدا للعربِ رابطةً).
ثالثاً : حروف جرّ شبيهة بالزائدة
- رُبَّ : ربَّ أخٍ لك لم تلدْهُ أمُّك.
وقد تُحذفُ (ربَّ) وتبقى الواو دليلاً عليها، وتُسمّى واو ربّ ، كقولِ امرئ القيس:
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخَى سدولَهُ عليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي
إعرابُ الاسمِ الواقعِ بعدها : هو اسمٌ مجرور لفظاً ، مرفوعٌ على أنّه مبتدأٌ إذا جاءَ بعدَهُ فعلٌ لازمٌ أو متعدٍّ استوفى مفعولَه ، كقولِ وصفي القرنفلي:
رُبَّ ضعفٍ إذا تكتَّلَ في الأفـــرادِ يرتدُّ عاصفاً جبَّارا
(ضعفٍ) : اسمٌ مجرورٌ لفظاً بالكسرةِ الظّاهرةِ، مرفوعٌ محلاًّ على أنَّهُ مبتدأٌ.
ويعربُ في محلِّ نصبٍِ مفعولٌ به إذا جاءَ بعدَه فعلٌ متعدٍّ لم يستوفِ مفعولَه كقولِ الفرزدق:
وأطلسَ عسَّالٍ وما كانَ صاحباً دعَوْتُ بناري موهناً فأتَاني
(أطلسَ) : اسمٌ مجرورٌ لفظاً بربّ المحذوفةِ وعلامةُ جرّه الفتحةُ بدلاً من الكسرةِ لأنّه ممنوعٌ من التّنوينِ، منصوبٌ على أنَّهُ مفعولٌ به للفعلِ دعوْتُ.
============
المصدر :
انظر كتاب قواعد اللغة العربية المبسطة للأستاذ / عبد اللطيف السعيد.