في كتاب ((الحطة في ذكر الصحاح الستة)) ، للعلامة صديق بن حسن خان القنوجي البخاري (ت1307هـ):
فائدة
(( لا شيء من العلم من حيث هو علمٌ بضار ، ولا شيء من الجهل من حيث هو جهل بنافعٍ لأن في كل علم منفعة إما في أمر المعاد أو المعاش أو الكمال الإنساني ، وإنما يتوهم في بعض العلوم أنه ضار أو غير نافع لعدم اعتبار الشروط التي تجب مراعاتها في العلم والعلماء ، فإن لكل علم حدًا لا يتجاوزه .
فمن الوجوه المغلطة أن يظن بالعلم فوق غايته كما يظن بالطب أنه يبريء من جميع الأمراض وليس كذلك فإن منها ما لا يبرأ بالمعالجة.
ومنها: أن يظن بالعلم فوق مرتبته في الشرف كما يظن بالفقه أنه أشرف العلوم على الإطلاق وليس كذلك فإن علم التوحيد والكتاب والسنة أشرف منه قطعًا.
ومنها: أن يقصد بالعلم غير غايته كمن يتعلم علمًا للمال أو الجاه فالعلوم ليس الغرض منها الاكتساب بل الاطلاع على الحقائق وتهذيب الأخلاق على أنَّه من تعلم علمًا للاحتراف لم يأت عالمًا إنما جاء شبيهًا بالعلماء ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا ونطقوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد أقاموا مأتم العلم وقالوا كان يشتغل به أرباب الهمم العلية والأنفس الزكية الذين يقصدون العلم لشرفه والكمال به فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم وإذا صار عليه أجرة تداني إليه الأخساء وأرباب الكسل فيكون سببا لارتفاعه.
ومنها: أن يمتهن العلم بابتذاله إلى غير أهله كما اتفق في علم الطب فإنه كان في الزمن القديم حكمة موروثة عن النبوة فصار مهانًا لما تعاطاه اليهود بل زال العلم بهم وما أحسن قول أفلاطون: إن الفضيلة تستحيل في النفس الرديئة رذيلة كما يستحيل الغذاء الصالح في بدن السقيم إلى الفساد.
ومنها: أن يكون العلم عزيز المنال رفيع الرقي قلما يتحصل غايته ويتعاطاه من ليس من أهله لينال من تمويهه غرضا، كما اتفق في علوم الكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات ، والعجب ممن يقبل دعوى من يدعي علمًا من هذه العلوم، فإن الفطرة قاضية بأن من يطلع على ذبابة من أسرار هذه العلوم يكتمها عن والده وولده .
ومنها: ذم جاهل متعالم لجهله إياه ، فإن من جهل شيئًا أنكره وعاداه كما قيل: ( المرء عدو لما جهله ) ، وقال تعالى: { كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } . أو ذم جاهل متعالم لتعصبه على أهله بسبب من الأسباب.
ولعل المراد من منع الأئمة عن تعليم بعض العلوم وتعلمه تخليص أصحاب العقول القاصرة من تضييع العمر وتوزيبه بلا فائدة فإن تعليم أمثاله ليس له عائدة ، وإلا فالعلم إن كان مذمومًا في نفسه لا يخلو تحصيله عن فائدة أقلها رد القائلين بها كالمنطق وغيره.
فائدة
(( لا شيء من العلم من حيث هو علمٌ بضار ، ولا شيء من الجهل من حيث هو جهل بنافعٍ لأن في كل علم منفعة إما في أمر المعاد أو المعاش أو الكمال الإنساني ، وإنما يتوهم في بعض العلوم أنه ضار أو غير نافع لعدم اعتبار الشروط التي تجب مراعاتها في العلم والعلماء ، فإن لكل علم حدًا لا يتجاوزه .
فمن الوجوه المغلطة أن يظن بالعلم فوق غايته كما يظن بالطب أنه يبريء من جميع الأمراض وليس كذلك فإن منها ما لا يبرأ بالمعالجة.
ومنها: أن يظن بالعلم فوق مرتبته في الشرف كما يظن بالفقه أنه أشرف العلوم على الإطلاق وليس كذلك فإن علم التوحيد والكتاب والسنة أشرف منه قطعًا.
ومنها: أن يقصد بالعلم غير غايته كمن يتعلم علمًا للمال أو الجاه فالعلوم ليس الغرض منها الاكتساب بل الاطلاع على الحقائق وتهذيب الأخلاق على أنَّه من تعلم علمًا للاحتراف لم يأت عالمًا إنما جاء شبيهًا بالعلماء ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا ونطقوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد أقاموا مأتم العلم وقالوا كان يشتغل به أرباب الهمم العلية والأنفس الزكية الذين يقصدون العلم لشرفه والكمال به فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم وإذا صار عليه أجرة تداني إليه الأخساء وأرباب الكسل فيكون سببا لارتفاعه.
ومنها: أن يمتهن العلم بابتذاله إلى غير أهله كما اتفق في علم الطب فإنه كان في الزمن القديم حكمة موروثة عن النبوة فصار مهانًا لما تعاطاه اليهود بل زال العلم بهم وما أحسن قول أفلاطون: إن الفضيلة تستحيل في النفس الرديئة رذيلة كما يستحيل الغذاء الصالح في بدن السقيم إلى الفساد.
ومنها: أن يكون العلم عزيز المنال رفيع الرقي قلما يتحصل غايته ويتعاطاه من ليس من أهله لينال من تمويهه غرضا، كما اتفق في علوم الكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات ، والعجب ممن يقبل دعوى من يدعي علمًا من هذه العلوم، فإن الفطرة قاضية بأن من يطلع على ذبابة من أسرار هذه العلوم يكتمها عن والده وولده .
ومنها: ذم جاهل متعالم لجهله إياه ، فإن من جهل شيئًا أنكره وعاداه كما قيل: ( المرء عدو لما جهله ) ، وقال تعالى: { كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } . أو ذم جاهل متعالم لتعصبه على أهله بسبب من الأسباب.
ولعل المراد من منع الأئمة عن تعليم بعض العلوم وتعلمه تخليص أصحاب العقول القاصرة من تضييع العمر وتوزيبه بلا فائدة فإن تعليم أمثاله ليس له عائدة ، وإلا فالعلم إن كان مذمومًا في نفسه لا يخلو تحصيله عن فائدة أقلها رد القائلين بها كالمنطق وغيره.