بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله
خطبة المؤلف
الحمد لله حمد الشاكرين، وصلواته على محمد وآله الطاهرين، قال الشيخ الإمام أبو بكر بن عبد الرحمن الجرجاني - قدس الله روحه - : هذه جمل رتبتها ترتيبا قريب المتناول، وضمنتها جميع العوامل، تهذب ذهن المبتدئ وفهمه وتعرفه سمت الإعراب ورسمه، وتقيد في حفظ المتوسط الأصول المتفرقة والأبواب المختلفة، لنظمها في أقصر عقد، وجمعها في أقرب حد وجعلتها خمسة فصول:
الفصل الأول: في المقدمات.
والفصل الثاني: في عوامل الأفعال.
والفصل الثالث: في عوامل الحروف.
والفصل الرابع: في عوامل الأسماء.
والفصل الخامس: في أشياء منفردة.
الفصل الأول: في المقدمات
تقسيم الكلمات
اعلم أن الكلمات ثلاث: اسم، وفعل، وحرف.
الاسم: فالاسم ما دخله التنوين، نحو زيد، والألف واللام نحو الرجل، وحرف الجر نحو بزيد، وجاز الإخبار عنه نحو خرج زيد.
الفعل
والفعل ما دخله قد، والسين، وسوف، نحو قد قام، وسيقوم، وسوف يقوم وتاء الضمير، وألفه وواوه، نحو أكرمت وأكرما، وأكرموا، وتاء التأنيث الساكنة نحو نعمت وبئست، وحرف الجزم نحو لم يضرب.
أنواع الفعل
وهو على ثلاثة أمثلة: فعل المفتوح الآخر، نحو ضرب وانطلق واستخرج، وهو للماضي خاصة، وما دخله الزوائد الأربع، نحو أفعل، ونفعل، وتفعل ويفعل، وهو يصلح للحال والاستقبال، تقول: يفعل وهو في الفعل، ويفعل غدا، فإذا دخله السين أو سوف اختص بالمستقبل، وإذا دخله اللام اختص بالحال، كقولك -: إنه ليأكل. الحرف: من الأمثلة الموقوف الآخر، نحو اخرج وأكرم يكون أمرا للمخاطب.
الحرف
والحرف ما جاء لمعنى ليس فيه معنى اسم ولا فعل، نحو (هل، وبل، وقد، وثم).
الإعراب
والإعراب يكون في الاسم المتمكن، والفعل المضارع، فإعراب الاسم المتمكن على الرفع والنصب والجر، فالرفع نحو جاءني زيد، والنصب نحو رأيت زيدا، والجر نحو مررت بزيد.
حد الإعراب
وحد الإعراب أن يختلف أخر الكلمة باختلاف العوامل في أولها، كما رأيت من اختلاف آخر زيد لاختلاف ما دخل عليه من جاءني، ورأيت، والباء.
إعراب المقصور والمنقوص
والاسم المعتل إذا كان في آخره ألف لم يظهر فيه الإعراب، مثل: حبلى وبشرى، وإذا كان في آخره ياء: متحرك ما قبلها نحو القاضي سكنت الياء في الرفع والجر، وتحركت في النصب بالفتح، تقول: جاءني القاضي، ومررت بالقاضي، ورأيت القاضي، قال الله تعالى: {أجيبوا داعي الله} [الأحقاف /31] فإن سكن ما قبل الياء والواو نحو دلو وظبي كان في حكم الصحيح.
إعراب الفعل
وإعراب الفعل على الرفع والنصب والجزم، فالجزم يختص بالأفعال، والجر بالأسماء فالرفع نحو هو يضرب، والنصب لن يضرب، والجزم لم يضرب، وللنصب والجزم حروف تذكر بعد.
الإعراب بالنيابة
واعلم أن الحروف تنوب عن الحركات فتكون فيها علامة الإعراب وذلك في:
الأسماء الستة
في الأسماء الستة، وهي: أبوه، وأخوه، وهنوه، وحموه، وفوه، وذو مال، تقول: جاءني أبوه، ورأيت أباه، ومررت بأبيه، فتدل الواو علي الرفع، والألف على النصب والياء على الجر.
المثنى وجمع المذكر السالم
ومنه التثنية والجمع، لأن الاسم إذا لحقه ألف ونون مكسورة أو ياء مفتوح ما قبلها، ونون مكسورة. فتكون الألف علامة للرفع كقولك: جاءني مسلمان.، والياء المفتوح ما قبلها علامة للجر في قولك: مررت بمسلمين، والنصب يتبع الجر، فيقال: رأيت مسلمين، والمذكر والمؤنث، في التثنية سواء، وإذا جمع لحقه واو مضموم ما قبلها ونون مفتوحة أو ياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة، فتكون الواو علامة للرفع، كقولك: جاءني مسلمون والياء المكسور ما قبلها علامة للجر، كقولك: مررت بمسلمين، والنصب كالجر سواء، تقول رأيت مسلمين. و"كلا" إذا أضيف إلى المضمر أعرب إعراب مسلمين، تقول: جاءني كلاهما بالألف في الرفع، ومررت بكليهما، ورأيت كليهما، بالياء في الجر والنصب.
ما يستوي فيه الجر والنصب
ويستوي الجر والنصب في خمسة مواضع: الأول التثنية، والثاني جمع المذكر بالياء والنون، وقد مضى ذكرهما، والثالث: جمع المؤنث بالألف والتاء نحو مسلمات، تقول: جاءني مسلمات، ورأيت مسلمان، ومررت بمسلمات، فيكون لفظ النصب كلفظ الجر، والرابع ما لا ينصرف نحو رأيت أحمد، ومررت بأحمد والخامس: الضمير في أكرمتك، ومررت بك، وإنه، وله، وكذا الجميع.
إعراب الأفعال الخمسة
ومن قيام الحرف مقام الحركة النون التي بعد ألف ضمير الاثنين و واو ضمير جماعة الذكور وياء ضمير المؤنث في قولك: تفعلان، ويفعلان، وتفعلون ويفعلون، وتفعلين، فإنه علامة للرفع، وتسقط في الجزم والنصب تقول: لم ولن يفعلا، ولم يفعلوا، ولن يفعلوا، ولم تفعلي، وكذلك الباقي.
إعراب المضارع المعتل الآخر
ومن ذلك حروف المد واللين في الفعل المعتل الآخر، فإنها تثبت ساكنة في الرفع كقولك: هو يغزو ويرمي ويخشى، وتسقط في الجزم سقوط الحركة نحو لم يرم، ولم يخش وتتحرك الياء والواو في النصب نحو لن يغزو ولن يرمي، وتبقي الألف ساكنة في النصب مثلها في الرفع نحو لن يخشاها، لامتناعها من الحركة. المعرب والمبني من الأسماء واعلم أن الأسماء على ضربين: معرب ومبني، ثم المعرب على ضربين: منصرف وغير منصرف، فالمنصرف ما دخله الجر مع التنوين نحو زيد، وغير المنصرف مالم يدخله الجر مع التنوين وكان في موضع الجر مفتوحا نحو مررت بأحمد.
ما لا ينصرف
وجميع مالا ينصرف أحد عشر خمسة لا تنصرف أبدا وهي أفعل صفة نحو أحمر وأصفر، وفعلان الذي مؤنثه فعلى نحو سكران.
وسكرى والصفة المعدولة نحو مثنى وثلاث ورباع، كقوله تعالى: {أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} فمثنى وثلاث ورباع صفة لأجنحة معدولة عن اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة وكذا جميع الأعداد المعدولة ومن ذلك أخر في قولهم: مررت بنسوة أخر، وما فيه ألف التأنيث مقصورة نحو حبلى وبشرى أو ممدودة نحو حمراء وصفراء، والجمع الذي بعد ألفه حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن نحو مساجد ومصابيح، فإن كان أوسط الثلاثة متحركا كان الاسم منصرفا البتة نحو صياقلة، فإن كان بعد ألف الجمع حرفان.
ثانيهما ياء حذفتها في الرفع والجر ونونت الاسم وأثبتها في النصب بغير تنوين، وذلك قولك: هؤلاء جوار، ومررت بجوار، ورأيت جواري. وستة لا تنصرف في المعرفة وتنصرف في النكرة: وستة لا تنصرف في الصرفة وتنصرف في النكرة، وهي: الاسم الأعجمي الذي يكون علما نحو إبراهيم وإسماعيل، وأن كان الأعجمي اسم جنس كاللجام والفرند فلا بدخل في ذلك، وفعلان لا فعلى له نحو مروان، وكذلك كل أسم في آخره ألف ونون مزبدتان نحو عثمان. والاسم ا الذي يكون علي وزن الفعل نحو أحمد ويزيد ويشكر، والمعدول نحو عمر وزفر، عدلا من عامر وزافر. والمؤنث بالتاء نحو طلحة وحمزة، أو بالمعنى نحو سعاد وزينب.
والاسمان جعلا اسما واحدا نحو معد يكرب وبعلبك وحضرموت. فهذا كله لا ينصرف معرفة وينصرف، فنقول: مررت بأحمد وإبراهيم ومروان وعمرو وطلحة وسعاد ومعد يكرب وبعلبك فلا تصرف لقصدك المعرفة، وتقول: رب أحمد وإبراهيم ومروان وعمر وطلحة وسعاد؟ معد يكرب رأيتهم، فتصرف لقصدك النكرة. - وإذا وقع في هذه الستة اسم كان على ثلاثة أحرف ساكن الوسط جاز فيه الصرف وتركه مع كونه معرفة. ويكون ذلك في المؤنث نحو دعد وهند، والأعجمي نحو نوح ولوط فأما في النكرة فليس إلا الصرف.
فإن كان الاسم متحرك الوسط لم ينصرف في المعرفة نحوه سقر وحكم متحرك الوسط حكم مازاد على ثلاثة أحرف نحو سعاد وكذلك إذا اجتمع في الاسم أن يكون مؤنثا أعجميا فإنه يمنع من الصرف البتة في المعرفة، وأن كان أعلى ثلاثة أحرف ساكن الوسط نحو ماه وجور في اسمي بلدتين فأما في النكرة فبيس في جميع ذلك إلا الصرف، فهذا هو جميع ما لا ينصرف فإذا جاوزت ذلك لم يكن الاسم المعرب إلا منصرفا. فأما حذام على قول من أعرب، فقال: هذا؟ حذام، ورأيت حذام ومررت بحذام فلا تخرج من هذه الأقسام، لأن حذام معدولة عن حاذمة، فهي في المؤنث كعمر في المذكر. وأما على قول من بناها على الكسر، فقال حذام في كل حال فلا تدخل في هذا الباب، وكذا فعال التي تختص بالنداء نحو يالكاع، والتي بمعنى الفعل نحو نزال وتراك لا مدخل لهما فيه لأن البناء على الكسر يلزمهما.
إعراب الممنوع من الصرف وكل مالا ينصر ف إذا أضيف أو دخلته الألف واللام انجر، تقول: مررت بالأحمر والحمراء وبعمركم وعثماننا.
المبني من الأسماء
والمبني من الأسماء نحو من، وكيف، وما أشبه مما فيه معنى الحرف وشبهه.
المبني والمعرب من الأفعال
والمبني من الأفعال ضربان: الماضي والأمر بغير اللام فالماضي مبني على الفتح نحو ضرب وانطلق واستخرج، والأمر مبني على الوقف نحو اضرب واستخرج. والأمر صورته صورة المجزوم أبدا، تقول: اضرب واغز واخش واضربا واضربوا كما تقول: لم يضرب ولم يغز ولم يرم ولم يخش ولم يضربا ولم يضربوا، فتراه كالمجزوم سواء والمعرب هو المضارع.
الفرق بين المعرب والمبني
والفرق بين المعرب والمبني أن حركة المعرب وسكونه يكونان بعامل، ألا ترى الجر في يزيد هو بالباء، والجزم في لم يضرب بلم، وحركة المبني. وسكونه يكونان بغير عامل، ألا ترى أن كسرة هؤلاء وسكون من ليسا بعامل دخل عليهما، فالرفع في البناء ضم، والنصب فتح، والجر كسر، والجزم وقف. البناء اللازم والعارض في الأسماء والبناء في الأسماء يكون لازما. نحو من وكيف وهؤلاء وعارضا وذلك في خمسة أشياء:
المضاف إلى ياء المتكلم نحو غلامي، والمنادى المفرد المعرفة نحو يا زيد وهو مبني على الضم، والنكرة المفتوحة مع لا لنفي الجنس نحولا رجل في الدار، وما حذف منه المضاف إليه وهو قبل وبعد وفوق وتحت وكذا جميع الجهات، تقول: جئتك من قبل زيد، ثم تترك الإضافة و تنوينها، فتقول: جئتك من قبل، فتبنيه على الضم، وتسمى هذه غايات، والخامس الاسم المركب مع غيره نحو خمسة وعشرة، لأن البناء يعرض فيهما عند التركيب، تقول: خمسة وعشرة، فتعربهما إذا فككت التركيب.
البناء اللازم والعارض في الأفعال
والبناء في الفعل بهذه المنزلة في كونه لازما وعارضا، فاللازم بناء الماضي، والأمر بغير اللام. والعارض بناء المضارع إذا اتصل به نون ضمير جماعة المؤنث نحو يفعلن، ونون التوكيد نحو هل تفعلن، ولا تفعلن. بناء الحروف: وأما الحروف فلا يكون بناؤها إلا لازما، لأنه لاحظ لها في الإعراب.
العامل وأنواعه
والكلمات المعربة على ضربين: أحدهما ماليس له عامل ظاهر لفظي،،وهو على ثلاثة أضرب: (الأول والثاني) المبتدأ والخبر، كقولك زيد منطلق فإنهما مرفوعان، وليس معهما عامل ظاهر لفظي، وإنما رفعا بالابتداء، ومعنى الابتداء أن تجرد الاسم من العوامل اللفظية لتسند إليه خبرا، والثالث: الفعل المضارع في حال الرفع فإنك إذا قلت: يضرب زيد كان يضرب مرفوعا من غير رافع ظاهر.
الضرب الثاني: ما كان له عامل ظاهر لفظي، كالمجرور بالباء في بزيد والمجزوم في لم يضرب بلم وكل ما رفع أو نصب أو جر أو جزم سمي عاملا، والعوامل ثلاثة أنواع: م أحدها أن يكون من الأفعال،. والثاني أن يكون من الحروف.
والثالث: أن يكون من الأسماء.
الفصل الثاني في عوامل الأفعال
بدأنا بالأفعال لأنها الأصل في العمل، وهي تعمل الرفع والنصب في الأسماء. زيد، فأما الرفع فهي متساوية فيه، فكل فعل يرفع اسما واحدا بأنه فاعله إذا أسند إليه مقدما عليه نحو خرج. زيد، وطاب الخبر، وذهب القوم، فإن لم يكن ظاهرا فمضمر نحو اضرب، التقدير: أنت.
الترتيب بين الفاعل والفعل
ولا يرفع الفعل الاسم الذي قبله، فلا يقال: القوم خرج، وإنما يقال: خرجوا ليرتفع القوم بالابتداء، ويكون الضمير فاعلا.
ما لم يسم فاعله
وفعل مالم يسم فاعله يرفع المفعول لقيامه. مقام الفاعل، كقولك: ضرب زيد سوطا، وأعطي زيد درهما.
أفعال تجري مجرى الأدوات
ومن الأفعال أفعال تجري مجرى الأدوات وتختص بأحكام مختلفة، ولا بد من عدها وهي أربعة أنواع: أولها: كان وأخواتها، وهي: أصبح وأمسى وأضحى وظل وبات وصار وما زال وما فتئ وما برح وما انفك وما دام وليس، وتسمى هذه الأفعال ناقصة بمعنى أنها لا تتم بالفاعل وتحتاج إلى خبر، نحو قولك: صار زيد غنيا، وكان زيد خارجا، وليس عمرو راكبا ويسمى المرفوع الفاعل فيها اسما، والمنصوب ويسمى المنصوب المفعول خبرا.
خطبة المؤلف
الحمد لله حمد الشاكرين، وصلواته على محمد وآله الطاهرين، قال الشيخ الإمام أبو بكر بن عبد الرحمن الجرجاني - قدس الله روحه - : هذه جمل رتبتها ترتيبا قريب المتناول، وضمنتها جميع العوامل، تهذب ذهن المبتدئ وفهمه وتعرفه سمت الإعراب ورسمه، وتقيد في حفظ المتوسط الأصول المتفرقة والأبواب المختلفة، لنظمها في أقصر عقد، وجمعها في أقرب حد وجعلتها خمسة فصول:
الفصل الأول: في المقدمات.
والفصل الثاني: في عوامل الأفعال.
والفصل الثالث: في عوامل الحروف.
والفصل الرابع: في عوامل الأسماء.
والفصل الخامس: في أشياء منفردة.
الفصل الأول: في المقدمات
تقسيم الكلمات
اعلم أن الكلمات ثلاث: اسم، وفعل، وحرف.
الاسم: فالاسم ما دخله التنوين، نحو زيد، والألف واللام نحو الرجل، وحرف الجر نحو بزيد، وجاز الإخبار عنه نحو خرج زيد.
الفعل
والفعل ما دخله قد، والسين، وسوف، نحو قد قام، وسيقوم، وسوف يقوم وتاء الضمير، وألفه وواوه، نحو أكرمت وأكرما، وأكرموا، وتاء التأنيث الساكنة نحو نعمت وبئست، وحرف الجزم نحو لم يضرب.
أنواع الفعل
وهو على ثلاثة أمثلة: فعل المفتوح الآخر، نحو ضرب وانطلق واستخرج، وهو للماضي خاصة، وما دخله الزوائد الأربع، نحو أفعل، ونفعل، وتفعل ويفعل، وهو يصلح للحال والاستقبال، تقول: يفعل وهو في الفعل، ويفعل غدا، فإذا دخله السين أو سوف اختص بالمستقبل، وإذا دخله اللام اختص بالحال، كقولك -: إنه ليأكل. الحرف: من الأمثلة الموقوف الآخر، نحو اخرج وأكرم يكون أمرا للمخاطب.
الحرف
والحرف ما جاء لمعنى ليس فيه معنى اسم ولا فعل، نحو (هل، وبل، وقد، وثم).
الإعراب
والإعراب يكون في الاسم المتمكن، والفعل المضارع، فإعراب الاسم المتمكن على الرفع والنصب والجر، فالرفع نحو جاءني زيد، والنصب نحو رأيت زيدا، والجر نحو مررت بزيد.
حد الإعراب
وحد الإعراب أن يختلف أخر الكلمة باختلاف العوامل في أولها، كما رأيت من اختلاف آخر زيد لاختلاف ما دخل عليه من جاءني، ورأيت، والباء.
إعراب المقصور والمنقوص
والاسم المعتل إذا كان في آخره ألف لم يظهر فيه الإعراب، مثل: حبلى وبشرى، وإذا كان في آخره ياء: متحرك ما قبلها نحو القاضي سكنت الياء في الرفع والجر، وتحركت في النصب بالفتح، تقول: جاءني القاضي، ومررت بالقاضي، ورأيت القاضي، قال الله تعالى: {أجيبوا داعي الله} [الأحقاف /31] فإن سكن ما قبل الياء والواو نحو دلو وظبي كان في حكم الصحيح.
إعراب الفعل
وإعراب الفعل على الرفع والنصب والجزم، فالجزم يختص بالأفعال، والجر بالأسماء فالرفع نحو هو يضرب، والنصب لن يضرب، والجزم لم يضرب، وللنصب والجزم حروف تذكر بعد.
الإعراب بالنيابة
واعلم أن الحروف تنوب عن الحركات فتكون فيها علامة الإعراب وذلك في:
الأسماء الستة
في الأسماء الستة، وهي: أبوه، وأخوه، وهنوه، وحموه، وفوه، وذو مال، تقول: جاءني أبوه، ورأيت أباه، ومررت بأبيه، فتدل الواو علي الرفع، والألف على النصب والياء على الجر.
المثنى وجمع المذكر السالم
ومنه التثنية والجمع، لأن الاسم إذا لحقه ألف ونون مكسورة أو ياء مفتوح ما قبلها، ونون مكسورة. فتكون الألف علامة للرفع كقولك: جاءني مسلمان.، والياء المفتوح ما قبلها علامة للجر في قولك: مررت بمسلمين، والنصب يتبع الجر، فيقال: رأيت مسلمين، والمذكر والمؤنث، في التثنية سواء، وإذا جمع لحقه واو مضموم ما قبلها ونون مفتوحة أو ياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة، فتكون الواو علامة للرفع، كقولك: جاءني مسلمون والياء المكسور ما قبلها علامة للجر، كقولك: مررت بمسلمين، والنصب كالجر سواء، تقول رأيت مسلمين. و"كلا" إذا أضيف إلى المضمر أعرب إعراب مسلمين، تقول: جاءني كلاهما بالألف في الرفع، ومررت بكليهما، ورأيت كليهما، بالياء في الجر والنصب.
ما يستوي فيه الجر والنصب
ويستوي الجر والنصب في خمسة مواضع: الأول التثنية، والثاني جمع المذكر بالياء والنون، وقد مضى ذكرهما، والثالث: جمع المؤنث بالألف والتاء نحو مسلمات، تقول: جاءني مسلمات، ورأيت مسلمان، ومررت بمسلمات، فيكون لفظ النصب كلفظ الجر، والرابع ما لا ينصرف نحو رأيت أحمد، ومررت بأحمد والخامس: الضمير في أكرمتك، ومررت بك، وإنه، وله، وكذا الجميع.
إعراب الأفعال الخمسة
ومن قيام الحرف مقام الحركة النون التي بعد ألف ضمير الاثنين و واو ضمير جماعة الذكور وياء ضمير المؤنث في قولك: تفعلان، ويفعلان، وتفعلون ويفعلون، وتفعلين، فإنه علامة للرفع، وتسقط في الجزم والنصب تقول: لم ولن يفعلا، ولم يفعلوا، ولن يفعلوا، ولم تفعلي، وكذلك الباقي.
إعراب المضارع المعتل الآخر
ومن ذلك حروف المد واللين في الفعل المعتل الآخر، فإنها تثبت ساكنة في الرفع كقولك: هو يغزو ويرمي ويخشى، وتسقط في الجزم سقوط الحركة نحو لم يرم، ولم يخش وتتحرك الياء والواو في النصب نحو لن يغزو ولن يرمي، وتبقي الألف ساكنة في النصب مثلها في الرفع نحو لن يخشاها، لامتناعها من الحركة. المعرب والمبني من الأسماء واعلم أن الأسماء على ضربين: معرب ومبني، ثم المعرب على ضربين: منصرف وغير منصرف، فالمنصرف ما دخله الجر مع التنوين نحو زيد، وغير المنصرف مالم يدخله الجر مع التنوين وكان في موضع الجر مفتوحا نحو مررت بأحمد.
ما لا ينصرف
وجميع مالا ينصرف أحد عشر خمسة لا تنصرف أبدا وهي أفعل صفة نحو أحمر وأصفر، وفعلان الذي مؤنثه فعلى نحو سكران.
وسكرى والصفة المعدولة نحو مثنى وثلاث ورباع، كقوله تعالى: {أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} فمثنى وثلاث ورباع صفة لأجنحة معدولة عن اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة وكذا جميع الأعداد المعدولة ومن ذلك أخر في قولهم: مررت بنسوة أخر، وما فيه ألف التأنيث مقصورة نحو حبلى وبشرى أو ممدودة نحو حمراء وصفراء، والجمع الذي بعد ألفه حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن نحو مساجد ومصابيح، فإن كان أوسط الثلاثة متحركا كان الاسم منصرفا البتة نحو صياقلة، فإن كان بعد ألف الجمع حرفان.
ثانيهما ياء حذفتها في الرفع والجر ونونت الاسم وأثبتها في النصب بغير تنوين، وذلك قولك: هؤلاء جوار، ومررت بجوار، ورأيت جواري. وستة لا تنصرف في المعرفة وتنصرف في النكرة: وستة لا تنصرف في الصرفة وتنصرف في النكرة، وهي: الاسم الأعجمي الذي يكون علما نحو إبراهيم وإسماعيل، وأن كان الأعجمي اسم جنس كاللجام والفرند فلا بدخل في ذلك، وفعلان لا فعلى له نحو مروان، وكذلك كل أسم في آخره ألف ونون مزبدتان نحو عثمان. والاسم ا الذي يكون علي وزن الفعل نحو أحمد ويزيد ويشكر، والمعدول نحو عمر وزفر، عدلا من عامر وزافر. والمؤنث بالتاء نحو طلحة وحمزة، أو بالمعنى نحو سعاد وزينب.
والاسمان جعلا اسما واحدا نحو معد يكرب وبعلبك وحضرموت. فهذا كله لا ينصرف معرفة وينصرف، فنقول: مررت بأحمد وإبراهيم ومروان وعمرو وطلحة وسعاد ومعد يكرب وبعلبك فلا تصرف لقصدك المعرفة، وتقول: رب أحمد وإبراهيم ومروان وعمر وطلحة وسعاد؟ معد يكرب رأيتهم، فتصرف لقصدك النكرة. - وإذا وقع في هذه الستة اسم كان على ثلاثة أحرف ساكن الوسط جاز فيه الصرف وتركه مع كونه معرفة. ويكون ذلك في المؤنث نحو دعد وهند، والأعجمي نحو نوح ولوط فأما في النكرة فليس إلا الصرف.
فإن كان الاسم متحرك الوسط لم ينصرف في المعرفة نحوه سقر وحكم متحرك الوسط حكم مازاد على ثلاثة أحرف نحو سعاد وكذلك إذا اجتمع في الاسم أن يكون مؤنثا أعجميا فإنه يمنع من الصرف البتة في المعرفة، وأن كان أعلى ثلاثة أحرف ساكن الوسط نحو ماه وجور في اسمي بلدتين فأما في النكرة فبيس في جميع ذلك إلا الصرف، فهذا هو جميع ما لا ينصرف فإذا جاوزت ذلك لم يكن الاسم المعرب إلا منصرفا. فأما حذام على قول من أعرب، فقال: هذا؟ حذام، ورأيت حذام ومررت بحذام فلا تخرج من هذه الأقسام، لأن حذام معدولة عن حاذمة، فهي في المؤنث كعمر في المذكر. وأما على قول من بناها على الكسر، فقال حذام في كل حال فلا تدخل في هذا الباب، وكذا فعال التي تختص بالنداء نحو يالكاع، والتي بمعنى الفعل نحو نزال وتراك لا مدخل لهما فيه لأن البناء على الكسر يلزمهما.
إعراب الممنوع من الصرف وكل مالا ينصر ف إذا أضيف أو دخلته الألف واللام انجر، تقول: مررت بالأحمر والحمراء وبعمركم وعثماننا.
المبني من الأسماء
والمبني من الأسماء نحو من، وكيف، وما أشبه مما فيه معنى الحرف وشبهه.
المبني والمعرب من الأفعال
والمبني من الأفعال ضربان: الماضي والأمر بغير اللام فالماضي مبني على الفتح نحو ضرب وانطلق واستخرج، والأمر مبني على الوقف نحو اضرب واستخرج. والأمر صورته صورة المجزوم أبدا، تقول: اضرب واغز واخش واضربا واضربوا كما تقول: لم يضرب ولم يغز ولم يرم ولم يخش ولم يضربا ولم يضربوا، فتراه كالمجزوم سواء والمعرب هو المضارع.
الفرق بين المعرب والمبني
والفرق بين المعرب والمبني أن حركة المعرب وسكونه يكونان بعامل، ألا ترى الجر في يزيد هو بالباء، والجزم في لم يضرب بلم، وحركة المبني. وسكونه يكونان بغير عامل، ألا ترى أن كسرة هؤلاء وسكون من ليسا بعامل دخل عليهما، فالرفع في البناء ضم، والنصب فتح، والجر كسر، والجزم وقف. البناء اللازم والعارض في الأسماء والبناء في الأسماء يكون لازما. نحو من وكيف وهؤلاء وعارضا وذلك في خمسة أشياء:
المضاف إلى ياء المتكلم نحو غلامي، والمنادى المفرد المعرفة نحو يا زيد وهو مبني على الضم، والنكرة المفتوحة مع لا لنفي الجنس نحولا رجل في الدار، وما حذف منه المضاف إليه وهو قبل وبعد وفوق وتحت وكذا جميع الجهات، تقول: جئتك من قبل زيد، ثم تترك الإضافة و تنوينها، فتقول: جئتك من قبل، فتبنيه على الضم، وتسمى هذه غايات، والخامس الاسم المركب مع غيره نحو خمسة وعشرة، لأن البناء يعرض فيهما عند التركيب، تقول: خمسة وعشرة، فتعربهما إذا فككت التركيب.
البناء اللازم والعارض في الأفعال
والبناء في الفعل بهذه المنزلة في كونه لازما وعارضا، فاللازم بناء الماضي، والأمر بغير اللام. والعارض بناء المضارع إذا اتصل به نون ضمير جماعة المؤنث نحو يفعلن، ونون التوكيد نحو هل تفعلن، ولا تفعلن. بناء الحروف: وأما الحروف فلا يكون بناؤها إلا لازما، لأنه لاحظ لها في الإعراب.
العامل وأنواعه
والكلمات المعربة على ضربين: أحدهما ماليس له عامل ظاهر لفظي،،وهو على ثلاثة أضرب: (الأول والثاني) المبتدأ والخبر، كقولك زيد منطلق فإنهما مرفوعان، وليس معهما عامل ظاهر لفظي، وإنما رفعا بالابتداء، ومعنى الابتداء أن تجرد الاسم من العوامل اللفظية لتسند إليه خبرا، والثالث: الفعل المضارع في حال الرفع فإنك إذا قلت: يضرب زيد كان يضرب مرفوعا من غير رافع ظاهر.
الضرب الثاني: ما كان له عامل ظاهر لفظي، كالمجرور بالباء في بزيد والمجزوم في لم يضرب بلم وكل ما رفع أو نصب أو جر أو جزم سمي عاملا، والعوامل ثلاثة أنواع: م أحدها أن يكون من الأفعال،. والثاني أن يكون من الحروف.
والثالث: أن يكون من الأسماء.
الفصل الثاني في عوامل الأفعال
بدأنا بالأفعال لأنها الأصل في العمل، وهي تعمل الرفع والنصب في الأسماء. زيد، فأما الرفع فهي متساوية فيه، فكل فعل يرفع اسما واحدا بأنه فاعله إذا أسند إليه مقدما عليه نحو خرج. زيد، وطاب الخبر، وذهب القوم، فإن لم يكن ظاهرا فمضمر نحو اضرب، التقدير: أنت.
الترتيب بين الفاعل والفعل
ولا يرفع الفعل الاسم الذي قبله، فلا يقال: القوم خرج، وإنما يقال: خرجوا ليرتفع القوم بالابتداء، ويكون الضمير فاعلا.
ما لم يسم فاعله
وفعل مالم يسم فاعله يرفع المفعول لقيامه. مقام الفاعل، كقولك: ضرب زيد سوطا، وأعطي زيد درهما.
أفعال تجري مجرى الأدوات
ومن الأفعال أفعال تجري مجرى الأدوات وتختص بأحكام مختلفة، ولا بد من عدها وهي أربعة أنواع: أولها: كان وأخواتها، وهي: أصبح وأمسى وأضحى وظل وبات وصار وما زال وما فتئ وما برح وما انفك وما دام وليس، وتسمى هذه الأفعال ناقصة بمعنى أنها لا تتم بالفاعل وتحتاج إلى خبر، نحو قولك: صار زيد غنيا، وكان زيد خارجا، وليس عمرو راكبا ويسمى المرفوع الفاعل فيها اسما، والمنصوب ويسمى المنصوب المفعول خبرا.