ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي Empty الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي

    مُساهمة من طرف أحمد السبت ديسمبر 29, 2012 11:11 am

    بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله

    خطبة المؤلف

    الحمد لله حمد الشاكرين، وصلواته على محمد وآله الطاهرين، قال الشيخ الإمام أبو بكر بن عبد الرحمن الجرجاني - قدس الله روحه - ‏:‏ هذه جمل رتبتها ترتيبا قريب المتناول، وضمنتها جميع العوامل، تهذب ذهن المبتدئ وفهمه وتعرفه سمت الإعراب ورسمه، وتقيد في حفظ المتوسط الأصول المتفرقة والأبواب المختلفة، لنظمها في أقصر عقد، وجمعها في أقرب حد وجعلتها خمسة فصول‏:‏

    الفصل الأول‏:‏ في المقدمات‏.‏

    والفصل الثاني‏:‏ في عوامل الأفعال‏.‏

    والفصل الثالث‏:‏ في عوامل الحروف‏.‏

    والفصل الرابع‏:‏ في عوامل الأسماء‏.‏

    والفصل الخامس‏:‏ في أشياء منفردة‏.‏

    الفصل الأول‏:‏ في المقدمات

    تقسيم الكلمات

    اعلم أن الكلمات ثلاث‏:‏ اسم، وفعل، وحرف‏.‏

    الاسم‏:‏ فالاسم ما دخله التنوين، نحو زيد، والألف واللام نحو الرجل، وحرف الجر نحو بزيد، وجاز الإخبار عنه نحو خرج زيد‏.‏

    الفعل

    والفعل ما دخله قد، والسين، وسوف، نحو قد قام، وسيقوم، وسوف يقوم وتاء الضمير، وألفه وواوه، نحو أكرمت وأكرما، وأكرموا، وتاء التأنيث الساكنة نحو نعمت وبئست، وحرف الجزم نحو لم يضرب‏.‏

    أنواع الفعل

    وهو على ثلاثة أمثلة‏:‏ فعل المفتوح الآخر، نحو ضرب وانطلق واستخرج، وهو للماضي خاصة، وما دخله الزوائد الأربع، نحو أفعل، ونفعل، وتفعل ويفعل، وهو يصلح للحال والاستقبال، تقول‏:‏ يفعل وهو في الفعل، ويفعل غدا، فإذا دخله السين أو سوف اختص بالمستقبل، وإذا دخله اللام اختص بالحال، كقولك -‏:‏ إنه ليأكل‏.‏ الحرف‏:‏ من الأمثلة الموقوف الآخر، نحو اخرج وأكرم يكون أمرا للمخاطب‏.‏

    الحرف

    والحرف ما جاء لمعنى ليس فيه معنى اسم ولا فعل، نحو ‏(‏هل، وبل، وقد، وثم‏)‏‏.‏

    الإعراب

    والإعراب يكون في الاسم المتمكن، والفعل المضارع، فإعراب الاسم المتمكن على الرفع والنصب والجر، فالرفع نحو جاءني زيد، والنصب نحو رأيت زيدا، والجر نحو مررت بزيد‏.‏

    حد الإعراب

    وحد الإعراب أن يختلف أخر الكلمة باختلاف العوامل في أولها، كما رأيت من اختلاف آخر زيد لاختلاف ما دخل عليه من جاءني، ورأيت، والباء‏.‏

    إعراب المقصور والمنقوص

    والاسم المعتل إذا كان في آخره ألف لم يظهر فيه الإعراب، مثل‏:‏ حبلى وبشرى، وإذا كان في آخره ياء‏:‏ متحرك ما قبلها نحو القاضي سكنت الياء في الرفع والجر، وتحركت في النصب بالفتح، تقول‏:‏ جاءني القاضي، ومررت بالقاضي، ورأيت القاضي، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أجيبوا داعي الله‏}‏ ‏[‏الأحقاف /31‏]‏ فإن سكن ما قبل الياء والواو نحو دلو وظبي كان في حكم الصحيح‏.‏

    إعراب الفعل

    وإعراب الفعل على الرفع والنصب والجزم، فالجزم يختص بالأفعال، والجر بالأسماء فالرفع نحو هو يضرب، والنصب لن يضرب، والجزم لم يضرب، وللنصب والجزم حروف تذكر بعد‏.‏

    الإعراب بالنيابة

    واعلم أن الحروف تنوب عن الحركات فتكون فيها علامة الإعراب وذلك في‏:‏

    الأسماء الستة

    في الأسماء الستة، وهي‏:‏ أبوه، وأخوه، وهنوه، وحموه، وفوه، وذو مال، تقول‏:‏ جاءني أبوه، ورأيت أباه، ومررت بأبيه، فتدل الواو علي الرفع، والألف على النصب والياء على الجر‏.‏

    المثنى وجمع المذكر السالم

    ومنه التثنية والجمع، لأن الاسم إذا لحقه ألف ونون مكسورة أو ياء مفتوح ما قبلها، ونون مكسورة‏.‏ فتكون الألف علامة للرفع كقولك‏:‏ جاءني مسلمان‏.‏، والياء المفتوح ما قبلها علامة للجر في قولك‏:‏ مررت بمسلمين، والنصب يتبع الجر، فيقال‏:‏ رأيت مسلمين، والمذكر والمؤنث، في التثنية سواء، وإذا جمع لحقه واو مضموم ما قبلها ونون مفتوحة أو ياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة، فتكون الواو علامة للرفع، كقولك‏:‏ جاءني مسلمون والياء المكسور ما قبلها علامة للجر، كقولك‏:‏ مررت بمسلمين، والنصب كالجر سواء، تقول رأيت مسلمين‏.‏ و‏"‏كلا‏"‏ إذا أضيف إلى المضمر أعرب إعراب مسلمين، تقول‏:‏ جاءني كلاهما بالألف في الرفع، ومررت بكليهما، ورأيت كليهما، بالياء في الجر والنصب‏.‏

    ما يستوي فيه الجر والنصب

    ويستوي الجر والنصب في خمسة مواضع‏:‏ الأول التثنية، والثاني جمع المذكر بالياء والنون، وقد مضى ذكرهما، والثالث‏:‏ جمع المؤنث بالألف والتاء نحو مسلمات، تقول‏:‏ جاءني مسلمات، ورأيت مسلمان، ومررت بمسلمات، فيكون لفظ النصب كلفظ الجر، والرابع ما لا ينصرف نحو رأيت أحمد، ومررت بأحمد والخامس‏:‏ الضمير في أكرمتك، ومررت بك، وإنه، وله، وكذا الجميع‏.‏

    إعراب الأفعال الخمسة

    ومن قيام الحرف مقام الحركة النون التي بعد ألف ضمير الاثنين و واو ضمير جماعة الذكور وياء ضمير المؤنث في قولك‏:‏ تفعلان، ويفعلان، وتفعلون ويفعلون، وتفعلين، فإنه علامة للرفع، وتسقط في الجزم والنصب تقول‏:‏ لم ولن يفعلا، ولم يفعلوا، ولن يفعلوا، ولم تفعلي، وكذلك الباقي‏.‏

    إعراب المضارع المعتل الآخر

    ومن ذلك حروف المد واللين في الفعل المعتل الآخر، فإنها تثبت ساكنة في الرفع كقولك‏:‏ هو يغزو ويرمي ويخشى، وتسقط في الجزم سقوط الحركة نحو لم يرم، ولم يخش وتتحرك الياء والواو في النصب نحو لن يغزو ولن يرمي، وتبقي الألف ساكنة في النصب مثلها في الرفع نحو لن يخشاها، لامتناعها من الحركة‏.‏ المعرب والمبني من الأسماء واعلم أن الأسماء على ضربين‏:‏ معرب ومبني، ثم المعرب على ضربين‏:‏ منصرف وغير منصرف، فالمنصرف ما دخله الجر مع التنوين نحو زيد، وغير المنصرف مالم يدخله الجر مع التنوين وكان في موضع الجر مفتوحا نحو مررت بأحمد‏.‏

    ما لا ينصرف

    وجميع مالا ينصرف أحد عشر خمسة لا تنصرف أبدا وهي أفعل صفة نحو أحمر وأصفر، وفعلان الذي مؤنثه فعلى نحو سكران‏.‏

    وسكرى والصفة المعدولة نحو مثنى وثلاث ورباع، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع‏}‏ فمثنى وثلاث ورباع صفة لأجنحة معدولة عن اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة وكذا جميع الأعداد المعدولة ومن ذلك أخر في قولهم‏:‏ مررت بنسوة أخر، وما فيه ألف التأنيث مقصورة نحو حبلى وبشرى أو ممدودة نحو حمراء وصفراء، والجمع الذي بعد ألفه حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن نحو مساجد ومصابيح، فإن كان أوسط الثلاثة متحركا كان الاسم منصرفا البتة نحو صياقلة، فإن كان بعد ألف الجمع حرفان‏.‏

    ثانيهما ياء حذفتها في الرفع والجر ونونت الاسم وأثبتها في النصب بغير تنوين، وذلك قولك‏:‏ هؤلاء جوار، ومررت بجوار، ورأيت جواري‏.‏ وستة لا تنصرف في المعرفة وتنصرف في النكرة‏:‏ وستة لا تنصرف في الصرفة وتنصرف في النكرة، وهي‏:‏ الاسم الأعجمي الذي يكون علما نحو إبراهيم وإسماعيل، وأن كان الأعجمي اسم جنس كاللجام والفرند فلا بدخل في ذلك، وفعلان لا فعلى له نحو مروان، وكذلك كل أسم في آخره ألف ونون مزبدتان نحو عثمان‏.‏ والاسم ا الذي يكون علي وزن الفعل نحو أحمد ويزيد ويشكر، والمعدول نحو عمر وزفر، عدلا من عامر وزافر‏.‏ والمؤنث بالتاء نحو طلحة وحمزة، أو بالمعنى نحو سعاد وزينب‏.‏

    والاسمان جعلا اسما واحدا نحو معد يكرب وبعلبك وحضرموت‏.‏ فهذا كله لا ينصرف معرفة وينصرف، فنقول‏:‏ مررت بأحمد وإبراهيم ومروان وعمرو وطلحة وسعاد ومعد يكرب وبعلبك فلا تصرف لقصدك المعرفة، وتقول‏:‏ رب أحمد وإبراهيم ومروان وعمر وطلحة وسعاد‏؟‏ معد يكرب رأيتهم، فتصرف لقصدك النكرة‏.‏ - وإذا وقع في هذه الستة اسم كان على ثلاثة أحرف ساكن الوسط جاز فيه الصرف وتركه مع كونه معرفة‏.‏ ويكون ذلك في المؤنث نحو دعد وهند، والأعجمي نحو نوح ولوط فأما في النكرة فليس إلا الصرف‏.‏

    فإن كان الاسم متحرك الوسط لم ينصرف في المعرفة نحوه سقر وحكم متحرك الوسط حكم مازاد على ثلاثة أحرف نحو سعاد وكذلك إذا اجتمع في الاسم أن يكون مؤنثا أعجميا فإنه يمنع من الصرف البتة في المعرفة، وأن كان أعلى ثلاثة أحرف ساكن الوسط نحو ماه وجور في اسمي بلدتين فأما في النكرة فبيس في جميع ذلك إلا الصرف، فهذا هو جميع ما لا ينصرف فإذا جاوزت ذلك لم يكن الاسم المعرب إلا منصرفا‏.‏ فأما حذام على قول من أعرب، فقال‏:‏ هذا‏؟‏ حذام، ورأيت حذام ومررت بحذام فلا تخرج من هذه الأقسام، لأن حذام معدولة عن حاذمة، فهي في المؤنث كعمر في المذكر‏.‏ وأما على قول من بناها على الكسر، فقال حذام في كل حال فلا تدخل في هذا الباب، وكذا فعال التي تختص بالنداء نحو يالكاع، والتي بمعنى الفعل نحو نزال وتراك لا مدخل لهما فيه لأن البناء على الكسر يلزمهما‏.‏

    إعراب الممنوع من الصرف وكل مالا ينصر ف إذا أضيف أو دخلته الألف واللام انجر، تقول‏:‏ مررت بالأحمر والحمراء وبعمركم وعثماننا‏.‏

    المبني من الأسماء

    والمبني من الأسماء نحو من، وكيف، وما أشبه مما فيه معنى الحرف وشبهه‏.‏

    المبني والمعرب من الأفعال

    والمبني من الأفعال ضربان‏:‏ الماضي والأمر بغير اللام فالماضي مبني على الفتح نحو ضرب وانطلق واستخرج، والأمر مبني على الوقف نحو اضرب واستخرج‏.‏ والأمر صورته صورة المجزوم أبدا، تقول‏:‏ اضرب واغز واخش واضربا واضربوا كما تقول‏:‏ لم يضرب ولم يغز ولم يرم ولم يخش ولم يضربا ولم يضربوا، فتراه كالمجزوم سواء والمعرب هو المضارع‏.‏

    الفرق بين المعرب والمبني

    والفرق بين المعرب والمبني أن حركة المعرب وسكونه يكونان بعامل، ألا ترى الجر في يزيد هو بالباء، والجزم في لم يضرب بلم، وحركة المبني‏.‏ وسكونه يكونان بغير عامل، ألا ترى أن كسرة هؤلاء وسكون من ليسا بعامل دخل عليهما، فالرفع في البناء ضم، والنصب فتح، والجر كسر، والجزم وقف‏.‏ البناء اللازم والعارض في الأسماء والبناء في الأسماء يكون لازما‏.‏ نحو من وكيف وهؤلاء وعارضا وذلك في خمسة أشياء‏:‏

    المضاف إلى ياء المتكلم نحو غلامي، والمنادى المفرد المعرفة نحو يا زيد وهو مبني على الضم، والنكرة المفتوحة مع لا لنفي الجنس نحولا رجل في الدار، وما حذف منه المضاف إليه وهو قبل وبعد وفوق وتحت وكذا جميع الجهات، تقول‏:‏ جئتك من قبل زيد، ثم تترك الإضافة و تنوينها، فتقول‏:‏ جئتك من قبل، فتبنيه على الضم، وتسمى هذه غايات، والخامس الاسم المركب مع غيره نحو خمسة وعشرة، لأن البناء يعرض فيهما عند التركيب، تقول‏:‏ خمسة وعشرة، فتعربهما إذا فككت التركيب‏.‏

    البناء اللازم والعارض في الأفعال

    والبناء في الفعل بهذه المنزلة في كونه لازما وعارضا، فاللازم بناء الماضي، والأمر بغير اللام‏.‏ والعارض بناء المضارع إذا اتصل به نون ضمير جماعة المؤنث نحو يفعلن، ونون التوكيد نحو هل تفعلن، ولا تفعلن‏.‏ بناء الحروف‏:‏ وأما الحروف فلا يكون بناؤها إلا لازما، لأنه لاحظ لها في الإعراب‏.‏

    العامل وأنواعه

    والكلمات المعربة على ضربين‏:‏ أحدهما ماليس له عامل ظاهر لفظي،،وهو على ثلاثة أضرب‏:‏ ‏(‏الأول والثاني‏)‏ المبتدأ والخبر، كقولك زيد منطلق فإنهما مرفوعان، وليس معهما عامل ظاهر لفظي، وإنما رفعا بالابتداء، ومعنى الابتداء أن تجرد الاسم من العوامل اللفظية لتسند إليه خبرا، والثالث‏:‏ الفعل المضارع في حال الرفع فإنك إذا قلت‏:‏ يضرب زيد كان يضرب مرفوعا من غير رافع ظاهر‏.‏

    الضرب الثاني‏:‏ ما كان له عامل ظاهر لفظي، كالمجرور بالباء في بزيد والمجزوم في لم يضرب بلم وكل ما رفع أو نصب أو جر أو جزم سمي عاملا، والعوامل ثلاثة أنواع‏:‏ م أحدها أن يكون من الأفعال،‏.‏ والثاني أن يكون من الحروف‏.‏

    والثالث‏:‏ أن يكون من الأسماء‏.‏

    الفصل الثاني في عوامل الأفعال

    بدأنا بالأفعال لأنها الأصل في العمل، وهي تعمل الرفع والنصب في الأسماء‏.‏ زيد، فأما الرفع فهي متساوية فيه، فكل فعل يرفع اسما واحدا بأنه فاعله إذا أسند إليه مقدما عليه نحو خرج‏.‏ زيد، وطاب الخبر، وذهب القوم، فإن لم يكن ظاهرا فمضمر نحو اضرب، التقدير‏:‏ أنت‏.‏

    الترتيب بين الفاعل والفعل

    ولا يرفع الفعل الاسم الذي قبله، فلا يقال‏:‏ القوم خرج، وإنما يقال‏:‏ خرجوا ليرتفع القوم بالابتداء، ويكون الضمير فاعلا‏.‏

    ما لم يسم فاعله

    وفعل مالم يسم فاعله يرفع المفعول لقيامه‏.‏ مقام الفاعل، كقولك‏:‏ ضرب زيد سوطا، وأعطي زيد درهما‏.‏

    أفعال تجري مجرى الأدوات

    ومن الأفعال أفعال تجري مجرى الأدوات وتختص بأحكام مختلفة، ولا بد من عدها وهي أربعة أنواع‏:‏ أولها‏:‏ كان وأخواتها، وهي‏:‏ أصبح وأمسى وأضحى وظل وبات وصار وما زال وما فتئ وما برح وما انفك وما دام وليس، وتسمى هذه الأفعال ناقصة بمعنى أنها لا تتم بالفاعل وتحتاج إلى خبر، نحو قولك‏:‏ صار زيد غنيا، وكان زيد خارجا، وليس عمرو راكبا ويسمى المرفوع الفاعل فيها اسما، والمنصوب ويسمى المنصوب المفعول خبرا‏.‏
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي Empty رد: الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي

    مُساهمة من طرف أحمد السبت ديسمبر 29, 2012 11:15 am

    أفعال المقاربة

    وثانيها‏:‏ أفعال المقاربة، وهي‏:‏ عسى وكاد وكرب وأوشك، تقول‏:‏ عسى زيد، وكاد عمرو، فلا تتم حتى تأتي بالخبر، فخبر عسى يقترن مع أن، تقول‏:‏ عسى زيد أن يخرج، فزيد يسمى اسم عسى، وفاعلها، وأن يخرج خبر عسى، وإن جعلت أن يفعل اسم عسى فقلت‏:‏ عسى أن يخرج زيد لم تحتج إلى خبر‏.‏

    وخبر كاد يفعل، بغير أن، تقول‏:‏ كاد زيد يخرج‏.‏ وكرب وأوشك تجريان مجرى عسى مرة، ومجرى كاد أخرى‏.‏ وجعل وأخذ يستعملان استعمال ‏"‏كاد‏"‏، تقول‏:‏ جعل زيد يفعل كذا‏.‏ وأخذ يفعل كذا‏.‏

    نعم وبئس

    وثالثها فعلا المدح والذم، وهما نعم وبئس، والأصل فيهما نعم وبئس، وهما يقتضيان اسما فيه الألف واللام للجنس، نحو نعم الرجل زيد، فالرجل فاعل نعم، وزيد المخصوص بالمدح، وكذا بئس الرجل زيد، وقد يضمر اسم الجنس، ويؤتى بدله بنكرة منصوبة ‏(‏على التمييز‏)‏ فيقال‏:‏ نعم رجلا زيد‏.‏

    فعل التعجب

    ورابعها فعل التعجب، وهو على لفظين‏:‏ أحدهما ما أفعل نحو ما أحسن زيدا، لا يتغير عن صيغة الماضي، وفاعله ضمير ‏"‏ما‏"‏ والتقدير شيء أحسن زيدا، أي جعله حسنا، وزيدا مفعوله والثاني افعل به، بمعنى ما أفعله، تقول‏:‏ أكرم بزيد، تريد ما أكرمه، لفظه لفظ أمر، ومعناه تعجب، ولا يدخل التعجب فيما زاد على ثلاثة أحرف نحو انطلق واستخرج، وإنما يتعجب منه بما أشد وما يجري مجراه نحو ما أشد انطلاقه واستخراجه وكذلك في العيوب والألوان‏.‏ وإن كان على ثلاثة أحرف، لا تقول في عور ما أعوره، وإنما تقول‏:‏ ما أشد عوره، وفي الألوان ما أشد بياضه وسواده، فهذه حال الرفع في الأفعال‏.‏

    عمل الأفعال النصب

    وأما النصب فعلى ضربين‏:‏ ضرب عام لجميعها، وضرب خاص‏.‏

    فالخاص في ثلاثة‏:‏ المفعول به، والخبر المنصوب، والتمييز‏.‏ فالمفعول به خاص لأنه لا يكون للفعل اللازم نحو خرج زيد، وإنما يكون للفعل المتعدي نحو ضربت زيدا‏.‏

    أنواع المتعدي

    والمتعدي على أربعة أضرب‏:‏ لم الأول‏.‏ متعد إلى مفعول واحد كضربت زيدا‏.‏ والثاني‏:‏ متعد إلى مفعولين ثانيهما عبارة عن الأول، وهو سبعة‏:‏ حسبت، وخلت، ووجدت، وظننت، وعلمت، ورأيت، وزعمت، إذ ا كن بمعنى علمت، تقول‏:‏ حسبت زيدا أخاك، وعلمت زيدا فاضلا، فيكون الفاضل والأخ عبارة عن زيد‏.‏ وهذه يجوز إلغاؤها إذا وقعت بين المفعولين نحو زيد ظننت مقيم، وكذلك إذا تأخرت نحو زيد مقيم ظننت، ولا يجوز الإلغاء مع تقدمها على المفعولين، ويبطل عملها لام الابتداء والاستفهام، كقولك‏:‏ علمت لزيد منطلق، وعلمت أيهم أخوك، ويسمى هذا تعليقا‏.‏ والثالث‏:‏ متعد إلى مفعولين الثاني غير الأول نحو أعطيت زيدا درهما، وكسوت عمرا ثوبا، فالدرهم غير زيد، والثوب غير عمرو‏.‏ ويجوز الاقتصار على أحدهما، فتقول‏:‏ أعطيت زيدا، ولا تذكر ما أعطيت، وأعطيت درهما ولا تذكر من أعطيت‏.‏

    والرابع‏:‏ متعد إلى ثلاثة مفاعيل وهو أربعة‏:‏ أعلمت، وأريت، وأنبأت، ونبأت، إذا كن بمعنى أعلمت، تقول‏:‏ أعلم الله زيدا عمرا فاضلا‏.‏ وأما الخبر والتمييز فخاصان أيضا، لأن الخبر يكون من بين الأفعال لكان وأخواتها ولعسى وكاد، وكذا التمييز لا يكون في كل فعل، وهو قولك‏:‏ طاب زيد نفسا،ومعنى التمييز أن يكون الشيء مبهما يحتمل وجوها فيميز بأحدها، نحو أن تقول‏:‏ طاب زيد، فلا يدري من أي وجه نسبت الطيب إليه، فإذا قلت‏:‏ نفسا ميزت‏.‏ ويأتي، بعد كلام تام، ومعنى ة تمام الكلام أن يكون الفعل قد أخذ ما يقتضيه كأخذ ‏"‏طاب‏"‏ فاعله ومثله - كفى بزيد رجلا، فاعرفه، العام من النصب‏.‏

    وأما العام من النصب ففي خمسة أشياء‏:‏

    ا - المصدر، كقولك‏:‏ قمت قياما، وضربت ضربة، وسوطا، وضربت ضرب زيد، والضرب الذي تعرفه‏.‏

    2 - وظروف الزمان نحو خرجت يوم الجمعة، وكذا كل زمان وقع فيه فعل‏.‏

    3 - وظروف المكان المبهمة، وهي الجهات الست، نحو خلفك، وأمامك، وفوقك، وتحتك، ويمينك، وشمالك، تقول‏:‏ جلست خلفك، وضربت زيدا أمامك، وكذا كل ما كان جهة نحو إزاءك وحذاءك وقبالتك، ومنها عندك ووسط الدار‏.‏ ومن ذلك المقادير نحو الفرسخ والميل، تقول سرت فرسخا وميلا، فيكون منصوبا على الظرف، أي سرت هذا المقدار، ولا يكون المكان المخصوص ظرفا نحو الدار والمسجد والسوق‏.‏

    4 - والمفعول له كقولك‏:‏ جئتك إكرامالك، وفعلت ذلك مخافة الشر، أي لإكرامك ولمخافة الشر، وكل مصدر منصوب بمعنى اللام فهو مفعول له‏.‏

    5- والحال‏.‏، نحو جاء زيد راكبا، أي في حال ركوبه، وكل صفة نكرة منصوبة بمعنى‏.‏ في حال كذا في حال، وصاحب هذه الصفة يسمى ذا الحال‏.‏ ومن حق ذي الحال أن يكون معرفة، كما أن من حق الحال أن تكون نكرة، فلا يجوز أن تقول‏:‏ جاءني رجل راكبا، فتجعل ذا الحال نكرة إلا على ضعف، وكذا لا يجوز أن تقول‏:‏ جاءني زيد الراكب، فتجعل الحال معرفة، بل الواجب أن تقول‏:‏ جاءني زيد راكبا، فتجعل ذا الحال معرفة والحال نكره‏.‏

    فان أردت أن تنصب الحال عن النكرة فقدمها عليها، نحو جاءني راكبا رجل، ومن علامة الحال أن يصلح جوابا لكتب، نحو أن يقال‏:‏ - إذا قلت‏:‏ جاء زيد‏:‏- كيف جاءك فتقول‏:‏ ركبا‏.‏ فهذه خمسة ما من فعل إلا ويعمل فيها‏.‏

    الفصل الثالث‏:‏ في العوامل من الحروف

    ما يرفع وينصب من الحروف وهي على أربعة أضرب‏:‏ ضرب يرفع وينصب وهو ثمانية، ستة منصوبها قبل المرفوع‏.‏ إن وأخواتها‏:‏ وهي‏:‏ إن، وأن، وكان، ولكن، وليت، ولعل، نحو إن زيدا منطلق، ولا يجوز تقديم المرفوع على المنصوب، نحو إن منطلق زيد ا، -- ويسمى المنصوب اسما، والمرفوع خبرا‏.‏ وتدخل ‏"‏ما‏"‏ على هذه الحروف، فتكفها أي تمنعها عن العمل أ من أن تعمل أ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما الله إله واحد‏}‏ ‏[‏النساء/171‏]‏‏.‏ و‏"‏إن‏"‏ تفتح بعد لو، ولولا، وبعد علمت وأخواتها، فإن دخلت اللام في خبرها كسرت كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والله يعلم إنك لرسوله المنافقون‏}‏ ‏[‏المنافقون/ 1‏]‏ وفي غير فإذا جاوزت ذلك أ فإنها تكسر في كل موضع إذا أسقطتها مع اسمها وخبرها لم يجز أن يقع مكانها اسم مفرد أ واحد موضع مفرد، نحو أن يقول لك إنسان‏:‏ قال فلان‏:‏ إن زيدا منطلق، ولو قلت‏:‏ قال فلان في يد لم يصح‏.‏

    وتفتح حيث يقع موقعها اسم مفرد، تقول‏:‏ بلغني أن زيدا منطلق، فتفتح لأنك تقول بلغني الخبر، وبلغني الانطلاق، فيكون صحيحا، فهذا حكم هذه الستة‏.‏ ما ولا بمعنى ليس والاثنان الباقيان من الثمانية مرفوعهما قبل المنصوب، وهما ما ولا بمعنى ليس نقول‏:‏ ما زيد منطلقا، ولا رجل أفضل منك، ويبطل عملهما بتقدير الخبر، فلا يجوز ما منطلقا زيد، ولا أفضل منك رجل‏.‏

    لا النافية للجنس

    وقد تكون ‏"‏لا‏"‏ بمنزلة إن في نصب الأول ورفع الثاني، كقولك في نفي الجنس‏:‏ لا غلام رجل قائم هنا، ولا خيرا من زيد جالس عندنا، فتنصب المضاف والمضارع له وهو كل اسم تعلق به شيء هو من تمام معناه، كتعلق ‏"‏من زيد بخير‏"‏‏.‏

    وأما النكرة المفردة فتكون مبنية معها على الفتح نحو لا رجل في الدار، - ولا إله إلا الله، فإن كررت ‏"‏لا‏"‏ مع النكرة نحو قوله‏:‏ ‏{‏لا بيع فيه ولا خلة‏}‏ ‏[‏البقرة/ 254‏]‏ جاز فيه الفتح، والرفع لأنه محمول على موضعه لأن موضعه رفع بالابتداء‏.‏ فإن وقع بعدها المعرفة لم يجز إلا الرفع على الابتداء نحو لا زيد في الدار ولا عمرو، ولا يقع بعدها المعرفة إلا وهي مكررة‏.‏ ما ينصب فقط الضرب الثاني ما ينصب فقط، وهو سبعة‏:‏

    واو المعية‏:‏ الأول الواو بمعنى مع، كقولك‏:‏ استوى الماء والخشبة، وجاء البرد الطيالسة، وكنت وزيدا كالأخوين، ولو تركت الناقة وفصيلها لرضعها‏.‏ ولا تنصب الواو بمعنى ‏"‏مع‏"‏ إلا وقبلها فعل، نحو استوى من قولك‏:‏ استوى الماء والخشبة‏.‏

    إلا في الاستثناء‏:‏

    الثاني إلا في الاستثناء، والاستثناء إخراج الشيء مما دخل فيه غيره، كقولك‏:‏ جاءني القوم إلا زيدا، فقد أخرجته من المجيء، ولو قلت ماجاءني القوم إلا زيدا فقد أخرجته من نفي المجيء‏.‏ و‏"‏إلا‏"‏ تنصب الاسم الذي لا يتعلق بما قبلها بوجه كزيد في جاءني القوم إلا زيدا، وما جاءني أحد إلا زيدا‏.‏ ويجوز في النفي والاستفهام أن تجعل ما بعد إلا تابعا لما قبلها على البدل، تقول‏:‏ ما جاءني أخد إلا زيد، وما رأيت أحدا إلا زيدا، وهل مررت بأحد إلا زيد‏.‏ وحكم النهي حكم النفي كقولي تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك‏}‏ ‏[‏هود/81‏]‏، قرئ بالرفع والنصب‏.‏ فإن تعلق الاسم الواقع بعد ‏"‏إلا‏"‏ بما قبلها لم تعمل فيه، تقول‏:‏ ما جاءني إلا زيد فلا يكون لها سبيل، لأنه فاعل جاءني ‏(‏وكذا ما ضربت إلا زيدا وما مررت إلا بزيد ليس دالا في شيء من ذلك عمل‏)‏‏.‏ وللاستثناء، كلمات أخر وهي‏:‏ لا يكون، وليس، وما خلا، ما عدا، فهذه تنصب بكل حال، وإلا سيما يرفع ما بعدها ويجر، وحاشى، وخلا، وعدا تجر وتنصب، وغير معرب بإعراب الاسم الواقع بعد إلا، تقول‏:‏ جاءني القوم غير زيد فتنصب كما تقول‏:‏ جاءني القوم إلا زيدا، وما جاءني أحد غير زيد، وغير زيد فترفع على البدل، وتنصب على الاستثناء وما جاءني غير زيد، فترفع كما تقول‏:‏ ما جاء إلا زيد‏.‏ ومنها سوى بمعنى غير كقولك‏:‏ جاءني القوم سوى زيد‏.‏

    حرف النداء‏:‏ والثالث من السبعة حرف النداء ينصب النكرة والمضاف والمضارع له، كقولك‏:‏ يا غلاما ‏(‏تريد غلاما ما‏)‏‏.‏

    وكقوله‏:‏

    أيا راكبا إما عرضت فبلغن ***

    ويا غلام زيد، ويا خيرا من زيد‏:‏ وأما المعرفة المفردة فمبنية على الضم في النداء نحويا يا زيد،ويا رجل، ولكن موضعها نصب، ولذلك جاء في صفته وجهان‏:‏الرفع على اللفظ، نحو يا زيد الظريف، والنصب على الموضع، نحو‏:‏ يا عمر الجوادا، ويا أيها الرجل مثل يا زيد الظريف، فأي منادي مفرد معرفة والرجل صفة له و‏"‏ها‏"‏ مقحمة للتنبيه‏.‏

    ولا تدخل ‏"‏يا‏"‏ على ما فيه الألف واللام،فلا يقال‏:‏ يا الرجل، وقالوا‏:‏ يا الله بقطع الهمزة، ووصلها، فإن عطفت على المضموم اسما فيه الألف واللام جاز فيه الرفع على اللفظ، والنصب على الموضع كالصفة، مثاله قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا جبال أوبي معه والطير‏}‏ ‏[‏سبأ/ 10‏]‏ والطير، فإن وصفت المضموم بابن، والابن بين علمين بنيت المنادى مع الابن على الفتح، فقلت‏:‏ يا زيد بن عمرو، فإن لم يقع بين علمين تركت المنادى على ضمه، ونصبت الابن، فقلت‏:‏ يا زيد ابن أخينا، لأن صفة المضموم تنصب إذا كانت مضافة‏.‏

    وتلحق المنادى اللام الجارة مفتوحة للاستغاثة كقول عمر رضي الله عنه‏:‏ يالله للمسلمين بفتحها في الأول، وكسرها في الثاني فرقا بين المدع والمدعو إليه، والمنادى يرخم إذا كان مفردا علما زائدا علي ثلاثة أحرف نحو حارث ومروان ومنصور تقول‏:‏ يا حار، ويا مرو، ويا منص‏.‏ ‏(‏فإن كان في الاسم تأنيث جاز أن يرخم وهو على ثلاثة أحرف‏)‏ تقول في رجل اسمه ثبة‏:‏ يا ثب أقبل‏.‏

    نواصب الفعل المضارع

    والأربعة الباقية من السبعة هي النواصب للفعل المضارع، وهي أن كقولك‏:‏ أرجو أن تعطيني، و‏"‏لن‏"‏ نحو‏:‏ لن يخرج، و‏"‏كي‏"‏ نحو كي تعطيني، و‏"‏إذن‏"‏ إذا كانت جوابا مستأنفا نحو أن يقول لك إنسان‏:‏ أنا أتيك، فتقول له‏:‏ إذن أكرمك، فإن وقعت حشوا ‏(‏وتعلق الفعل الواقع بعدها بشيء مما قبلها واعتمد عليه‏)‏ كانت لغوا كقولك‏:‏ أنا إذن أكرمك، وتضمر ‏"‏أن‏"‏ بعد ستة أحرف، وهي حتى، كقولك‏:‏ سرت حتى أدخلها، ولام ى ب، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لنعلم أي الحزبين أحصى‏}‏ ‏[‏الكهف /12‏]‏ ولام التوكيد نحو قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما كان الله ليعذبهم‏}‏ ‏[‏33/الأنفال‏]‏ وواو الجمع نحو لا تأكل السمك وتشرب اللبن، تريد لا تجمع بينهما، وكذلك كل موضح أردت فيه الجمع بين فعلين، وتسمى واو الصرف، و‏"‏أو‏"‏ بمعنى إلى أن، كقولك‏:‏ لألزمنك أو تعطيني حقي، والفاء في جواب الأشياء الستة‏:‏ الأمر والنهي والنفي والتمني، والاستفهام، والعرض‏.‏ فالأمر كقولك ائتني فأكرمك، والنهي كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ألا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي‏}‏ ‏[‏طه /81‏]‏ أو النفي كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ألا يقضى عليهم فيموتوا‏}‏ والتمني، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما‏}‏ النساء/73‏]‏ والاستفهام كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا‏}‏ ‏[‏الأعراف/53‏]‏ والعرض ألا تنزل فتصيب خيرا، وعلامة صحة الجواب بالفاء أن يكون المعنى إن فعلت فعلت كقولك‏:‏ ائتني فأكرمك، بمعنى إن أتيتني أكرمتك‏.‏

    ما يجزم فقط

    والضرب الثالث من الحروف ما يجزم وهو خمسة، لم ولما، ولا في النهي، واللام في الأمر نحو ليفعل، وإن في الشرط والجزاء، نحو إن تكرمني أكرمك، وفيه وجوه‏:‏

    أحدها أن يكون الشرط والجزاء مجزومين، كما ذكرنا، والثاني ألا يكون الجزاء مجزوما أن يكون الجزاء غير مجزوم، وذلك إذا كان بالفاء نحو إن تأتني فأنت مكرم، أو بإذا نحو قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون‏}‏ ‏[‏الروم/ 36‏]‏ فائدته فائدة الفاء إذا قلت‏:‏ فهم يقنطون، أو يكون ماضيا نحو إن تكرمني أكرمتك، والثالث ألا يكون فيها جزم، وذلك إذا كانا ماضيين نحو‏:‏ إن خرجت خرجت، والرابع أن يكون الشرط ماضيا والجزاء مضارعا فيجوز الجزم وتركه نحو إن أتيتني أكرمك وأكرمك، ولا يجوز ترك الجزم في الشرط إذا كان مستقبلا‏.‏

    ويضمر ‏(‏وتضمر إن للشرط‏)‏ الشرط في جواب الأشياء التي تجاب بالفاء إلا النفي فتقول‏:‏ ائتني أكرمك، المعنى فإنك إن تأتني أكرمك، وكذلك تقول في الاستفهام‏:‏ أين بيتك أزرك، وفي النهي لا تفعل شرا يكن خيرا لك، وفي التمني والعرض‏:‏ ليته عندنا يحدثنا، وألا تنزل تصب ‏(‏علما أو‏)‏ خيرا‏.‏

    ما يجر فقط

    الضرب الرابع من الحروف ما يجر فقط، وهي سبعة عشر حرفا‏:‏ الباء وأصله الإلصاق، نحو كتبت بالقلم، ومررت بزيد، وعمل النجار بالقدوم‏.‏

    واللام وأصله الملك، نحو المال لزيد، ومن وأصلها ابتداء الغاية، نحو خرجت من البصرة، وإلى وأصلها انتهاء الغاية نحو خرجت من البصرة إلى الكوفة، وفي ومعناه الوعاء، نحو زيد في الدار، ورب للتقليل، نحو رب رجل رأيته، وتضمر بعد الواو كقول رؤبة‏:‏

    وقاتم الأعماق خاوي المخترق ***

    وحتى أو كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏حتى مطلع الفجر‏}‏ وفيه ثلاثة أوجه‏:‏ الجر بمعنى إلى، والعطف والابتداء تقول‏:‏ أكلت السمكة حتى رأسها، بالفتح - أي ورأسها، وحتى رأسها - بالضم على الابتداء التقدير حتى رأسها مأكول، قال جرير‏:‏

    فما زالت القتلى تمج دماءها *** بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

    وتفيد في الأحوال الثلاثة أن ما بعدها غاية ونهاية‏.‏

    وواو القسم وتاؤه نحو والله، وتالله، وأما الباء في حلفت‏.‏ بالله فهو مثل الباء في مررت بزيد،وهو الأصل والواو بدل منه، ولا تستعمل - أي - الواو مع فعل القسم فلا يقال‏:‏ حلفت والله، وكذا إذا كان المقسم به ضميرا، لا تستعمل الواو فيه، يقال‏:‏ بك يا إلهي لأنصرن دينك، ولا يقال‏:‏ ‏(‏وك‏)‏‏.‏

    والتاء بدل من الواو، ولا تكون في غير اسم الله، فلا يقال‏:‏ ترب الكعبة، كما يقال‏:‏ ورب الكعبة، ولا تستعمل التاء مع فعل القسم، فلا يقال‏:‏ حلف تالله‏.‏

    وعن ومعناه التعدي، كقولك‏:‏ رميت عن القوس، وعلى معناه الاستعلاء، نحو وجب المال عليه، والكاف للتشبيه، نحو زيد كعمرو، ومذ ومنذ يجران ما بعدهما بمعنى ابتداء الغاية فيقال‏:‏ ما رأيته منذ يوم الجمعة، ومذ يوم الجمعة تريد من هذا الحد، ولرفع ما بعدهما، فيقال‏:‏ منذ يوم الجمعة بهذا المعنى، وبمعنى آخر، وهو أن يراد الأمد كله نحو ما رأيته مذ يومان، تريد أمد ذلك يومان‏.‏

    وحاشا في الاستثناء، وخلا وعدا إذا جررت يهما‏.‏ فهذا هو القول في العوامل من الحروف، وهي باجمعها سبعة وثلاثون حرفا وما عداها من الحروف فهو ممالا يعمل، نحو هل، وهمزة الاستفهام، ولو، ولولا، وهلا، وأما، وإما، ولام الابتداء، في قولهم‏:‏ لزيد منطلق، وقد، وسوف، والسين والحروف المكفوفة وهي إنما وأخواتها وربما، وكما تقول‏:‏ ‏(‏صديقي زيد كما أخي عمرو - زيد صديقي كما عمرو أخي‏)‏‏.‏

    وما ولا إذا كانتا مزيدتين، نحو قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏فبما رحمة من الله لنت لهم‏}‏ ‏[‏آل عمران 159‏]‏ ‏{‏ولئلا يعلم أهل الكتاب‏}‏ ‏[‏الحديد/ 29‏]‏ وكذلك حروف العطف، لأنها تعمل الإتباع، والنيابة لا بأنفسها‏.‏ وقد عرفت العوامل، فكل مالم يكن منها فهو غير عامل‏.‏
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي Empty رد: الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي

    مُساهمة من طرف أحمد السبت ديسمبر 29, 2012 11:16 am

    الفصل الرابع‏:‏ في العوامل من الأسماء

    وهي على ضربين‏:‏ ضرب يعمل عمل الفعل، وضرب يعمل عمل الحرف‏.‏ ما يعمل عمل الفعل‏:‏ فالأول على ضربين‏:‏ ضرب يعمل عمل الفعل مجازا، نحو عشرون درهما، وكذا جميع الأسماء التي يكون لها تمييز، وسيأتي ذكرها في بابها، وضرب يعمل عمل الفعل حقيقة وهي خمسة‏.‏ أحدها‏:‏ اسم الفاعل، نحو ضار ب، ومكرم، يعمل عمل ‏"‏يفعل‏"‏ تقول‏:‏ زيد ضارب أبوه عمرا الآن أو غدا، كما تقول‏:‏ يضرب أبوه عمرا‏.‏

    والثاني‏:‏

    اسم المفعول يعمل عمل يفعل‏,‏ تقول‏:‏ هذا رجل مضروب غلمانه كما تقول‏:‏ يضرب غلمانه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏ذلك يوم مجموع له الناس‏}‏ ‏[‏هود/ 103‏]‏‏.‏

    والثالث‏:‏

    الصفة المشبهة باسم الفاعل، وهي الصفات التي تثنى وتجمع، نحو حسن وحسنان، وحسنون، وحسنة، وحسنتان وحسنات، تقول‏:‏ مررت برجل حسن أصحابه وكريم آباؤه، رفعت أصحابه بحسن وآباءه بكريم، كما ترفع بفعليهما، إذا قلت‏:‏ حسن أصحابه، وكرم آباؤه‏.‏

    والرابع‏:‏

    المصدر‏:‏ كقولك‏:‏ عجبت من ضربك زيدا، يعمل عمل الفعل إذا قلت‏:‏ من أن ضربت زيدا، وتقول‏:‏ عجبت من ضرب زيد عمرو، تريد من أن ضرب زيدا عمرو ‏(‏ومن ضرب زيد عمرا‏)‏ تريد من أن ضرب زيد عمرا، ومن ضرب عمرا، بالتنوين‏.‏

    والخامس‏:‏

    كلمات تسمى أسماء الفعل، كل واحد منها يعمل عمل الفعل الذي هو اسم له، كقولك‏:‏ بله زيدا بمعنى دع زيدا، وعليك زيدا بمعنى الزمه، ومثله دونك زيدا أي خذه ورويد زيدا بمعنى أمهله، وهيهات زيد، بمعنى بعد،وشتان زيد وعمرو بمعنى افترقا، وتقحم ‏"‏ما‏"‏، فيقال‏:‏ شتان ما زيد وعمرو، وصه بمعنى اسكت، ومه بمعنى اكفف، وإليك أي ابعد‏.‏ وقريب منه حبذا، لأنه مركب من حب وذا، وترفع اسما إما معرفة نحو حبذا زيد، وإما نكرة مخصوصة نحو حبذا رجل رأيته بالبصرة، فإن اجتمع معرفة ونكرة رفع المعرفة ونصب النكرة، نحو حبذا رجلا زيد‏.‏

    ما يعمل عمل الحرف من الأسماء

    الضرب الثاني من الأسماء العوامل وهو ما يعمل عمل الحرف، وهي تعمل الجر والجزم‏.‏

    أولا عمل الجر‏:‏ فالجر بالإضافة والإضافة على ضربين‏:‏ إضافة بمعنى اللام نحو دار زيد، تريد‏:‏ دار لزيد، وإضافة بمعنى ‏"‏من‏"‏ كقولك‏:‏ خاتم فضة أي خاتم من فضة، ومن هذا الضرب إضافة الأعداد إلى مميزها‏.‏

    والأعداد تميز على ثلاثة أوجه‏:‏ أحدها أن تضاف إلى جمع نحو ثلاثة أبواب، وكذا إلى العشرة‏.‏ والثاني أن تضاف إلى مفرد، وذلك في المائة والألف وما يتضاعف منهما نحو مائة درهم، وألف درهم، ومائتا درهم وثلاثمائة درهم وألفا درهم، وثلاثة آلاف درهم‏.‏ والثالث ليس مما نحن فيه، وهو أن يكون التمييز منصوبا مفردا، وذلك من أحد عشر إلى تسعة وتسعين، نحو أحد عشر درهما‏.‏ ويسقط بالإضافة التنوين ونون التثنية، والجمع، كقولك‏:‏ غلام زيد، وغلاما زيد، وينو عمرو ‏(‏ومسلمو بلد‏)‏ فهذا عمل الجر من الأسماء‏.‏

    ثانيا‏:‏ عمل الجزم‏:‏ وأما الجزم فللأسماء، التي تتضمن معنى ‏"‏من‏"‏ في الشرط والجزاء، وهي تسعة‏:‏ من، وما، وأي، وأين، ومتى، وحيثما، وإذ ما، وأنى، ومهما، تقول‏:‏ من يكرمني أكرمه، وما تصنع أصنع وأيهم يأتني أكرمه، وأين تكن أكن، ومتى تخرج أخرج، وحيثما تكن أكن، وإذا ما تخرج اخرج، وأنى يفعل افعل، ومهما تصنع أصنع، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين‏}‏ ‏[‏الأعراف /131‏]‏‏.‏

    الفصل الخامس‏:‏ في أشياء منفردة وهي خمسة أبواب

    باب المعرفة والنكرة

    المعرفة خمسة أضرب

    الأول‏:‏ المضمر، نحو أنت، والتاء في ضربت، الكاف في غلامك ‏(‏والياء في غلامي‏)‏ والثاني العلم نحو زيد وعمرو، فكل اسم وضع في أول أحواله لشيء بعينه، لا يقع على كل ما يشبهه، فهو علم، ألا ترى أن زيدا وضع في أول ما وضع للرجل المعين‏.‏ ثم ليس كل ما بكون مثل زيد يسمى زيدا‏.‏ والثالث ما فيه الألف واللام‏.‏ نحو الرجل والفرس‏.‏ ولام التعريف تكون للعهد كقولك‏:‏ فعل الرجل كذا تريد واحدا بعينه قد عهده المخاطب، وعرفه بأمر، وللجنس نحو الرجل خير من المرأة والرابع‏:‏ المبهم، وهو نوعان‏:‏ أحدهما أسماء الإشارة نحو هذا، وهؤلاء وكذا كل اسم إشارة، وثانيهما الموصولات، وهي الذي، والتي، وفروعهما، و‏"‏من أو‏"‏ ما إذا كانا بمعنى الذي، والألف واللام بمعنى الذي نحو الضارب والقائم بمعنى الذي ضرب، والذي قام، وأي بمعنى الذي كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا‏}‏ ‏[‏مريم/69‏]‏‏.‏ والخامس المضاف إلى واحد من هذه الأربعة، نحو غلام زيد وغلامك، وكل مضاف إلى معرفة معرفة، وما عدا هذه الخمسة فهو نكرة‏.‏

    باب التوابع وهي خمسة

    تأكيد، وصفة، وعطف بيان، وبدل، وعطف بحرف‏.‏

    ا - فالتأكيد كقولك‏:‏ جاءني زيد نفسه، والقوم كلهم، والرجلان كلاهما، والقوم أجمعون أجمعون‏.‏

    فكل تأكيد تابع للمؤكد في إعرابه، ولا تؤكد النكرة، فلا يقال‏:‏ جاءني رجلان كلاهما‏.‏

    2 - والصفة‏:‏ على خمسة أوجه، أحدها أن تكون حلية، كالطويل والأسود، والأزرق، والثاني، أن تكون فعلا كالقائم والقاعد والمضروب، والثالث أن تكون غريزة كالفهم والكريم والعاقل، والرابع أن تكون نسبا أو قرابة، نحو هاشمي وبصري، والخامس الوصف بأسماء الأجناس بذو، كقولك جاءني رجل ذو مال‏.‏ وكل صفة تتبع الموصوف في إعرابه وتعريفه وتنكيره وتذكيره وتأنيثه، وإفراده، وتثنيته وجمعه، تقول‏:‏ جاءني رجل ظريف، والرجل الظريف، ورأيت امرأة ظريفة، والمرأة الظريفة، ومررت برجال كرام والرجال الكرام‏.‏

    و‏"‏ذو‏"‏ تثنى وتجمع، فيقال‏:‏ ذو مال، ذا مال، وذي مال، وذوا مال وذوي مال وذوو مال، وذوي مال، وذات مال، وذواتا مال، وذواتي مال، وذوات مال، وذوات مال بالكسر في النصب والجر كمسلمات‏.‏

    3- وعطف البيان‏:‏ وهو الاسم الذي يكون الشيء به أعرف، فيبين به غيره، كقولك‏:‏ مررت بأخيك زيد، بينت الأخ بزيد، ‏(‏وبزيد أبي عبد الله إذا كان معروفا بكنيته‏)‏ وبأبي عبد الله زيد إذا كان معروفا بالاسم‏.‏

    4 - البدل‏:‏ وهو على أربعة أوجه‏:‏ بدل الكل من الكل، كقولك‏:‏ رأيت زيدا أخاك، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم‏}‏ ‏[‏الفاتحة/6،7‏]‏ وبدل البعض من الكل، كقولك‏:‏ مررت بالقوم ثلثيهم، وجعلت متاعك بعضه فوق بعض، وبدل الاشتمال نحو سلب زيد ثوبه، ومنه بدل الفعل من فاعله كقولك‏:‏ أعجبني زيد ضربه، وعمرو علمه، وبدل الغلط نحو مررت برجل حمار، وحقه بل حمار‏.‏

    5- العطف بالحرف، وحروف العطف تسعة‏:‏ الواو للجمع

    والاشتراك نحو جاءني زيد وعمرو، والفاء للتعقيب نحو ضربت زيدا فعمرا، وثم للتعقيب أيضا إلا أن فيه زيادة تراخ نحو ضربت زيدا ثم عمرا، وأو للشك نحو جاءني زيد أو عمرو، وللتخيير نحو اضرب زيدا أو عمرا، وللإباحة نحو جالس الحسن أو ابن سيرين، ولا للنفي بعد الإثبات نحو جاءني زيد لا عمرو، وأم للاستفهام نحو أزيد عندك أم عمرو، وبل للإضراب عن الأول والإثبات للثاني نحو ما جاءني زيد بل عمرو، ولكن للاستدراك بعد النفي نحو ما جاءني زيد لكن عمرو، وحتى بمعنى الغاية نحو ضربت القوم حتى زيدا، وينبغي أن يكون ما بعده مما يصح دخوله فيما قبله، فلا يجوز جاءني القوم حتى حمار، كما يجوز وحمار، لأن الحمار لا يكون من القوم‏.‏ فهذه الحروف كلها تجعل ما بعدها تابعا لما قبلها في الرفع والنصب والجر، وهكذا حكمها في الفعل، تقول‏:‏ يقوم ويقعد، ولن يقوم ويقعد، ولم يقم ويقعد، فيتبع الثاني الأول في الرفع والنصب والجزم‏.‏

    باب التذكير والتأنيث

    المؤنث حقيقي وغير حقيقي، فالحقيقي ما كان خلقة كالمرأة والناقة، وغير الحقيقي على أربعة أوجه‏:‏ أحدها ما في آخره التاء المتحركة الموقوف عليها هاء نحو الغرفة والثاني ما فيه ألف التأنيث نحو البشرى والصحراء، والثالث ما هو في تقدير التاء نحو الشمس والأرضي والدار، ولتقدير التاء يقال‏:‏ ‏(‏شميسة ودويرة‏)‏ وأريضة في التصغير والرابع ما كان جمعا، وكل جمع مؤنث إلا جمع السلامة‏.‏ بالواو والنون فيمن يعقل نحو الزيدون والمسلمون، لا يجوز خرجت الزيدون‏.‏ والبنون مؤنث لأن لفظ الواحد لم يسلم في الجمع، والناس والرهط والأنام والنفر مذكر والقوم يذكر ويؤنث، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كذبت قوم نوح‏}‏ ‏[‏الشعراء/105‏]‏ و‏{‏كذب به قومك‏}‏ ‏[‏الأنعام/ 66‏]‏‏.‏ ثم إن المؤنث الحقيقي يؤنث فعله تقدم أو تأخر، تقول‏:‏ خرجت المرأة، والمرأة خرجت، وهذا رجل خارجة امرأته وامرأة خارجة، وغير الحقيقي يجوز فيه التذكير والتأنيث، إذا تقدم، نحو طلعت الشمس، وطلع الشمس، وقال نسوة، وقالت نسوة، ولا يجوز التذكير مع التأخير، فلا يقال‏:‏ الشمس طلع‏.‏ وجمع المؤنث الحقيقي كالنسوة لا يكون تأنيثه حقيقيا، وجمع المذكر الحقيقي مؤنث من حيث هو جمع‏.‏ واعلم أن الأعداد تأنيثها بالعكس من تأنيث جميع الأشياء، فالتاء فيها علامة للتذكير وسقوطها للتأنيث، وذلك من الثلاثة إلى العشرة، تقول‏:‏ ثلاث نسوة، وعشرة غلمة، وما قبل الثلاثة بأن على الأصل‏.‏ تقول واحد وواحدة، واثنان واثنتان، فإذا جاوزن العشرة أسقطت التاء من العشرة مع المذكر، فقلت‏:‏ أحد عشر درهما، وأثبته مع المؤنث وكسرت الشين‏.‏ أو أسكنته، فقلت‏:‏ إحدى عشرة امرأة، وإن شئت إحدى عشرة امرأة وما ضممت إلى العشرة باق على حاله، تقول‏:‏ ثلاثة عشر رجلا، بالتاء في المذكر وثلاث عشرة امرأة بسقوطها في المؤنث، والاسمان مبنيان على لا إعراب لهما إلا اثني عشر فإن الأول منهما معرب فيه، نحو جاءني اثنا عشر، ورأيت اثني عشر، ومررت باثني عشر‏.‏

    اعلم أن الكلام مداره على ثلاثة معان‏:‏ الفاعلية، والمفعولية والإضافة فالرفع للفاعل، والنصب للمفعول، والجر للمضاف إليه وما خرج من هذه فمحمول عليها وليس بأصل، فالمحول على الفاعل المبتدأ والخبر، وخبر إن وأخواتها، واسم كان وأخواتها، والمحمول على المفعول خبر كان، واسم إن،والحال، والتمييز‏.‏

    التمييز

    والتمييز على ضربين‏:‏ أحدهما أن يكون بعد تمام الكلام، نحو طاب زيد نفسا وقد مر ذكره، والآخر بعد تمام الاسم، ومعنى تمام الاسم أن يكون ممتنعا عن الإضافة، وذلك على ثلاثة أوجه‏:‏ أحدها أن يكون مضافا فلا يمكن إضافته ثانيا، كقولهم‏:‏ لله دره فارسا، ولي ملؤه عسلا، ولي مثله رجلا، فدره قد أضيف إلى الهاء فامتنع عن الإضافة إلى رجل فنصب، ومثله زيد أحسن الناس وجها، وهو أكرم منك أبا‏.‏ والثاني أن يكون في الاسم نون تثنية أو جمع أو تنوين، نحو عشرون درهما، وفي المقادير نحو منوان سمنا، قفيزان برا،،وما في السماء قدر راحة سحابا‏.‏ والثالث أن يكون في تقدير التنوين، ‏(‏وذلك في ثلاثة عشر وأخواتها فعشرة في تقدير التنوين‏)‏ لأن الأصل ثلاثة وعشرة‏.‏

    تمييز كم

    ومن التمييز كم، وله معنيان‏:‏ الاستفهام والخبر، وهو في الاستفهام بمنزلة عشرون، تقول‏:‏ كم رجلا جاءك كأنك قلت، أعشرون رجلا جاءك أم ثلاثون، وهو في الخبر بمنزلة مائة مرة، كقولك‏:‏ وكم رجل جاءك، المعنى كثير من الرجال جاءوك وبمنزلة عشرة مرة أخرى تقول‏:‏ كم رجال جاءوك، تضاف إلى الجمع كعشرة رجال، فهذا هو النصب غير الأصلي‏.‏ الجر غير الحقيقي وأما الجر غير الحقيقي فعلى ضربين‏:‏ أحدهما أن يكون‏.‏ بزيادة حرف الجر، نحو‏:‏ ألقي بيده، ويحسبك أن تفعل‏.‏، والمعنى ألقى يده، وحسبك أن تفعل‏.‏

    والثاني أن تكون الإضافة لفظية، وهي على ضربين‏:‏

    أحدهما أن يكون المجرور منصوبا في المعنى، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏هديا بالغ الكعبة‏}‏ ‏[‏المائدة/95‏]‏ المعنى بالغا الكعبة، وكذلك كل اسم فاعل وأضيف إلى المفعول نحو مررت برجل ضارب أخيه، وضارب زيد‏.‏ والأخر أن يكون المجرور مرفوعا في المعنى، كقولك‏:‏ مررت برجل حسن الوجه، المعنى حسن وجهه، وكذا في كل صفة أضيفت إلى ما هي له في المعنى، نحو الحسن الوجه لأن الحسن للوجه وقد أضفت حسنا في اللفظ إليه، فاعرفه‏.‏ وإعراب الفعل غير حقيقي كله، إذ لا يتصور فيه فاعلية ولا مفعولية ولا إضافة‏.‏

    باب قسمة في الإعراب

    اعلم أن الإعراب صريح وغير صريح، فالصريح على ضربين‏:‏ أحدهما بالحركات، والآخر بالحروف، وقد تقدم ذكرهما وغير الصريح لم أن تكون الكلمة موضوعة على وجه مخصوص من الإعراب وذلك في المضمر نحو ‏"‏أنت‏"‏ فإنه وضع للمرفوع، وإياك للمنصوب والمضمر فتصل، ومنفصل، ومستكن،إلا فالمنفصل أربعة وعشرون، مرفوعه اثنا عشر ‏(‏أنت، وأنت، وأنتما، وأنتم، وأنتن، وأنا ونحن، وهو، وهي، وهما، وهم، وهن‏)‏ وليس له مجرورا ومنصوبه اثنا عشر‏:‏ إياك، وإياك، وإياكما‏؟‏ وإياكم، وإياكن، وإياي، وإيانا وإياه، وإياها، وإياهما، وإياهم، وإياهن، والمتصل ثلاثة وعشرون، مرفوعة أحد عشر‏:‏ التاء المفتوحة في فعلت، والمكسورة في فعلت، والمضمومة في فعلت، وفعلتما، وفعلتم، وفعلتن، والألف والواو في فعلا وفعلوا، وكذلك يفعلان ويفعلون، لأن النون علامة للرفع، والياء في تفعلين وافعلي، والنون في فعلن، ويفعلن‏.‏ ومنصوبه اثنا عشر‏:‏ الكاف المفتوحة في أكرمك، والمكسورة في أكرمك، وأكرمكما، وأكرمكم، وأكرمكن، والهاء في أكرمه، وأكرمها، وأكرمهما، وأكرمهم، وأكرمهن، والياء في أكرمني، والنون عماد‏.‏

    والمجرور كالمنصوب تقول‏:‏ إكرامك كما تقول‏:‏ أكرمتك، إلا أن ياء المتكلم لا يكون له عماد في الاسم‏؟‏ فيقال‏:‏ غلامي بغير نون، وإنما يكون ذلك في الفعل، وفي قدني، وقطني، بمعنى حسبي، وفي مني، وعني، ولدني، والمستكن لا يكون إلا مرفوعا، ومعنى المستكن أن تقول‏:‏ افعل، فيكون أنت مستكنا في النية والمعنى، وهو لازم وغير لازم، فاللازم في أربعة‏:‏ افعل، وأفعل، وتفعل، وتفعل إذا كان التاء للخطاب فهذه لا تخلو من الضمير أبدا، وغير اللازم في خمسة‏:‏ فعل، ويفعل، وكذا إذا كان للمؤنث في قولك فعلت وتفعل، وفي اسم الفاعل، والمفعول والصفات المشبهة، فإن هذه إذا رفعت اسما ظاهرا لم يكن فيها ضمير، فإذا قلت‏:‏ زيد ضارب أبوه عمرا لم يكن فيه ضمير ويسمى فارغا‏.‏

    باب المفرد والجملة

    اعلم أن الواحد من الاسم والفعل والحرف يسمى كلمة، فإذا ائتلف منها اثنان فأفاد نحو خرج زيد يسمى كلاما، ويسمى جملة‏.‏

    والائتلاف يكون بين الاسم والفعل كما ذكرنا، وبين الاسمين كقولك‏:‏ زيد منطلق، وبين الحرف والاسم في النداء خاصة نحو يا زيد‏.‏‏.‏ والجملة تقع موقع المفرد في ستة مواضع‏:‏ أحدها خبر المبتدأ تقول‏:‏ زيد خرج أبوه، فتكون الجملة التي هي خرج أبوه في موضع رفع لوقوعها موقع خارج الذي هو خبر المبتدأ‏.‏

    والثاني خبر كان وأخواتها، تقول‏:‏ كان زيد أبوه منطلق، فأبوه منطلق في موضع نصب لكونه خبر كان‏.‏ والثالث خبر إن وأخواتها، كقولك‏:‏ إن زيدا أخوه منطلق ‏(‏فأخوه منطلق‏)‏ في موضع رفع لأنه خبر إن‏.‏ والرابع المفعول الثاني من باب ظننت وأخواتها، كقولك‏:‏ ظننت زيدا أبوه خارج والخامس في صفة النكرة، نحو مررت برجل خرج أبوه مررت برجل أبوه منطلق فالجملة في موضع جر، لكونها صفة لمجرور‏.‏ والسادس الحال كقولك‏:‏ جاء زيد تقاد الجنائب بين يديه‏.‏ ويجب أن يكون فيها ذكر لما قبلها، كقولك‏:‏ زيد خرج غلامه، فالهاء ذكر زيد، ولو قلت‏:‏ زيد قام عمرو لم يجز وكذا الباقي‏.‏ فهذا أخر ما أوردناه من الجمل في عوامل الإعراب والحمد لله وحده، وصلواته على محمد سيدنا وآله وصحبه وسلم تسليما، وهذا آخر ما أوردنا من الجمل في عوامل الإعراب على التمام والكمال والحمد لله ذي الجلال والإكرام والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، تمت بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله رب العالمين‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:50 pm