قال تعالى : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) .
و في الحديث : (رب كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا) .
و في حديث مرفوع : " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم " .
و في مجمع الأمثال للميداني : رب كلمة تقول لصاحبها دعني .
يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار.
مناسبته :
ذكروا أن ملكاً من ملوك حمير خرج متصيداً ومعه نديم له كان يقربه ويكرمه، فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها فقال له النديم : لو أن إنساناً ذبح على هذه الصخرة إلى أن كان يبلغ دمه.
فقال الملك : اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ؟
فذبح عليها.
فقال الملك: رب كلمة تقول لصاحبها دعني.
و في أمثال أبي عبيد القاسم بن سلام :
قال أكثم بن صيفي التميمي: مقتل الرجل بين فكيه.
قال أبو عبيد: وجدنا من الأمثال في حفظ اللسان والحض عليه قول عبد الله بن مسعود: و الذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أحق بطول سجن لسان.
فجعل عبد الله الفم للسان سجنا يمنعه من الجهل والزلل، كما يحبس أهل الدعارة في السجون.
قال بعض العرب لرجل وهو يعظه في حفظ اللسان: إياك أنَّ يضرب لسانك عنقك.
ومنه قول الشاعر:
رأيت اللسان على أهله ... إذا ساسه الجهل ليثا مغيرا
و منه قول أكثم بن صيفي أيضاً: رب قولٍ أشد من صولٍ.
وقد يوضع هذا المثل أيضاً فيما يتقى من العار. ومن كلام أكثم أيضاً في حفظ اللسان من خطأ القول وهذره: ولكل ساقطة لاقطة.
قال أبو عبيد: وهذا تحذير من سقط الكلام، يقول: إنَّ في الناس من يلتقطه فينميه ويشيعه حتى يورط قائله، فأحذره.
وقال الأصمعي واسمه عبد الملك بن قريب: من أمثالهم في التحفظ: ربما أعلم فأذر.
يريد إني قد أدع ذكر الشيء وأنا به عالم لمّا أحاذر من غبه. قال أبو عبيد: ومن جناية اللسان على صاحبه قولهم: محا السيف ما قال ابن داره أجمعا وهو سالم بن دارة بني عبد الله بن غطفان، وكان هجا بعض بني فزارة فأغتاله الفزاري حتى ضربه بسيفه. قال أبو عبد الله الزبير بن بكار القاضي: هو سالم بن دارة ، وكان اسم دارة مسافعا. ضربه زميل بن أبي أبرد الفزاري ثم المازني، وكان يعرف بأمه أم دينار، قال: فأخبرني محمّد بن الضحاك عن أبيه قال: مسافع أبو سالم لزميل بعد أن أمن: ويحك يا زميل، لم قتلت سالماً؟ فقال: أحرقني بالهجاء، قال: أنت أشعر الناس حين تقول:
أجارتنا من يجتمع يتفرق ... ومن يك رهنا للحوادث يغلق
قال: أبو عبيد: وأخبرني الأصمعي عن أبي الأشهب العطاري قال: كان يقال: إذا وقي الرجل الشر لقلقه وقبقبة وذبذبه فقد وقي.
قال: فاللقلق: اللسان، والقبقب: البطن، والذبذب: الفرج. وفي بعض الأحاديث " إنَّ أبن آدم إذا أصبح كفَّرت أعضاؤه للسان فتقول له: أتق الله فأنك إنَّ استقمت استقمنا، وإنَّ اعوججت أعوججنا " ومن أمثالهم المعروفة في هذا: " من صدق الله عز وجل نجا " يكون في القول والعمل جميعا.
ويروى عن يونس بن عبيد إنّه قال: ليست خلة من خلال الخير تكون في الرجل وهي أحرى أنَّ تكون جامعة لأنواع الخير كلها فيه حفظ اللسان.
قال أبو عبيدة واسمه معمر بن المثنى: من أمثالهم في هذا: من أكثر أهجر.
قال أبو عبيد: يعني أنَّ المكثر ربما خرج إلى الهجر، وهو الكلام القبيح.
وقال أكثم بن صيفي: المكثار كحاطب الليل.
قال أبو عبيد: وإنّما شبهه بحاطب الليل لأنه ربما نهشته الحية أو لسبته العقرب في احتطابه ليلا، قال: فكذلك هذا المهذار ربما أصابه في إكثاره بعض ما يكره وقال أكثم أيضاً: الصمت يكسب أهله المحبة وقال غيره من الحكماء الندم على السكوت خير من الندم على القول. وقال الثالث: عيي صامت خير من عيي ناطق.
و في الحديث : (رب كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا) .
و في حديث مرفوع : " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم " .
و في مجمع الأمثال للميداني : رب كلمة تقول لصاحبها دعني .
يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار.
مناسبته :
ذكروا أن ملكاً من ملوك حمير خرج متصيداً ومعه نديم له كان يقربه ويكرمه، فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها فقال له النديم : لو أن إنساناً ذبح على هذه الصخرة إلى أن كان يبلغ دمه.
فقال الملك : اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ؟
فذبح عليها.
فقال الملك: رب كلمة تقول لصاحبها دعني.
و في أمثال أبي عبيد القاسم بن سلام :
قال أكثم بن صيفي التميمي: مقتل الرجل بين فكيه.
قال أبو عبيد: وجدنا من الأمثال في حفظ اللسان والحض عليه قول عبد الله بن مسعود: و الذي لا إله غيره ما على الأرض شيء أحق بطول سجن لسان.
فجعل عبد الله الفم للسان سجنا يمنعه من الجهل والزلل، كما يحبس أهل الدعارة في السجون.
قال بعض العرب لرجل وهو يعظه في حفظ اللسان: إياك أنَّ يضرب لسانك عنقك.
ومنه قول الشاعر:
رأيت اللسان على أهله ... إذا ساسه الجهل ليثا مغيرا
و منه قول أكثم بن صيفي أيضاً: رب قولٍ أشد من صولٍ.
وقد يوضع هذا المثل أيضاً فيما يتقى من العار. ومن كلام أكثم أيضاً في حفظ اللسان من خطأ القول وهذره: ولكل ساقطة لاقطة.
قال أبو عبيد: وهذا تحذير من سقط الكلام، يقول: إنَّ في الناس من يلتقطه فينميه ويشيعه حتى يورط قائله، فأحذره.
وقال الأصمعي واسمه عبد الملك بن قريب: من أمثالهم في التحفظ: ربما أعلم فأذر.
يريد إني قد أدع ذكر الشيء وأنا به عالم لمّا أحاذر من غبه. قال أبو عبيد: ومن جناية اللسان على صاحبه قولهم: محا السيف ما قال ابن داره أجمعا وهو سالم بن دارة بني عبد الله بن غطفان، وكان هجا بعض بني فزارة فأغتاله الفزاري حتى ضربه بسيفه. قال أبو عبد الله الزبير بن بكار القاضي: هو سالم بن دارة ، وكان اسم دارة مسافعا. ضربه زميل بن أبي أبرد الفزاري ثم المازني، وكان يعرف بأمه أم دينار، قال: فأخبرني محمّد بن الضحاك عن أبيه قال: مسافع أبو سالم لزميل بعد أن أمن: ويحك يا زميل، لم قتلت سالماً؟ فقال: أحرقني بالهجاء، قال: أنت أشعر الناس حين تقول:
أجارتنا من يجتمع يتفرق ... ومن يك رهنا للحوادث يغلق
قال: أبو عبيد: وأخبرني الأصمعي عن أبي الأشهب العطاري قال: كان يقال: إذا وقي الرجل الشر لقلقه وقبقبة وذبذبه فقد وقي.
قال: فاللقلق: اللسان، والقبقب: البطن، والذبذب: الفرج. وفي بعض الأحاديث " إنَّ أبن آدم إذا أصبح كفَّرت أعضاؤه للسان فتقول له: أتق الله فأنك إنَّ استقمت استقمنا، وإنَّ اعوججت أعوججنا " ومن أمثالهم المعروفة في هذا: " من صدق الله عز وجل نجا " يكون في القول والعمل جميعا.
ويروى عن يونس بن عبيد إنّه قال: ليست خلة من خلال الخير تكون في الرجل وهي أحرى أنَّ تكون جامعة لأنواع الخير كلها فيه حفظ اللسان.
قال أبو عبيدة واسمه معمر بن المثنى: من أمثالهم في هذا: من أكثر أهجر.
قال أبو عبيد: يعني أنَّ المكثر ربما خرج إلى الهجر، وهو الكلام القبيح.
وقال أكثم بن صيفي: المكثار كحاطب الليل.
قال أبو عبيد: وإنّما شبهه بحاطب الليل لأنه ربما نهشته الحية أو لسبته العقرب في احتطابه ليلا، قال: فكذلك هذا المهذار ربما أصابه في إكثاره بعض ما يكره وقال أكثم أيضاً: الصمت يكسب أهله المحبة وقال غيره من الحكماء الندم على السكوت خير من الندم على القول. وقال الثالث: عيي صامت خير من عيي ناطق.