أتناول في هذا الموضوع الأمثال العربية
في العصور الجاهلية و صدر الإسلام و الأموية
و الأمثال المولدة
و أهم مراجعي :
مجمع الأمثال للميداني
و المستقصى للزمخشري
و أمثال الثعالبي
و أمثال أبي هلال العسكري
و ما ورد متفرقا في كتب الأدب الموسوعية
ككتب الجاحظ و ابن قتيبة و ابن عبد ربه و غيرها
و الله المستعان و عليه التكلان
رب كلمة تقول لصاحبها دعني
يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار.
مناسبته :
ذكروا أن ملكاً من ملوك حمير خرج متصيداً ومعه نديم له كان يقربه ويكرمه، فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها فقال له النديم : لو أن إنساناً ذبح على هذه الصخرة إلى أن كان يبلغ دمه.
فقال الملك : اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ؟
فذبح عليها.
فقال الملك: رب كلمة تقول لصاحبها دعني.
المصدر : مجمع الأمثال للميداني
في المثل: ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده .
لسان العرب (خلل)
وافق شَنٌّ طبقة
كان رجلٌ مِن دُهاةِ العربِ وعُقلائِهم يُقال له شَنٌّ. فقال: لأطوفَنَّ حَتّى أَجِدَ امرأةً مِثلي فأتَزَوجُها. فبَينَما هو في بَعضِ مَسيرهِ إذ أوقفه رجلٌّ في الطريق. فسألَهُ شَنٌّ: أين تُريد؟ فقال مُوضعُ كذا، (يُريدُ القريةَ التي يَقصِدُ لها شَن ). فرافَقَهُ فَلمّا أخذا في مَسيرهِما، قال له شَن: أتحمِلُني أم أحمِلُك؟ فقال لهُ الرجل: يا جاهل، أنا راكبٌ وأنت راكب فَكيفَ أحمِلُك أو تَحملني؟! فَسَكتَ عَنهُ شن. وسارا، حَتّى إذا قَرُبا مِن القريةِ، إذا هُما بِزرعٍ قد استَحصَد فقال له شن: أتُرى هذا الزرعُ أُكلَ أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل، تَرى نبتًا مستحصدًا، فتقولُ أتُراه أُكل أم لا؟! فسكت عنه شن. وسارا، حتى إذا دخلا القرية لقِيَتُهما جنازةُ فقال شن: أُترى صاحبُ هذا النّعْشِ حيًا أم ميتًا؟ فقال له الرجل: ما رأيتُ أجهلَ مِنك! تَرى جنازةً فتسألَ عَنها أمّيتٌ صاحبُها أم حيّ فمضى مَعَهُ. وكانت للرجلِ ابنةٌ يقالُ لها طَبَقَةُ. فَلمّا دخلَ عليها أبوها سألَته عَن ضيفِهِ فأخبرها بمرافَقَتِهِ إياهُ، وشكا إليها جَهلَهُ وحدّثَها بِحديثِه. فقالت: يا أبتِ، ما هذا بِجاهل. أمّا قولُه: أتحمِلُني أم أحمِلُك فأرادَ: أتُحَدِّثُني أم أحُدِّثك حتى نَقطعَ طريقَنا. وأما قوله: أتُرى هذا الزرعُ أُكل أم لا، فإنما أرادَ أباعَهُ أهلُهُ فأكلوا ثَمنَهُ أم لا. وأما قوله: أتُرى صاحبُ هذا النّعْشِ حيا أم ميتا، فأرادَ هَل تَركَ عَقِبًا يحيا بهم ذِكْرُه أم لا. فخرجَ الرجلُ فقعدَ مع شنّ، فحادثه ساعةً، ثُمَّ قال له: أتُحبُّ أن أُفَسِّرَ لكَ ما سألتني عنهُ؟ قال: نَعم. فَفَسَّرهُ. فقال شنّ: ما هذا مِن كلامِك، فأخبِرْني مَنْ صاحِبُهُ. فقال: ابنةٌ لي. فَخَطَبَها إليهِ، فَزَوَّجهُ إيّاها وحَمَلَها إلى أهلِهِ. فَلمّا رأوهما قالوا: وافق شَنٌّ طبقة! فذهبت مثلاً.
ورد في لسان العرب :
برَاقِشُ اسم كلبة لها حديث
و في المثل: على أَهْلها دَلَّتْ بَراقِشُ
عن أَبي عمرو أَنه قال هذا المثل : على أَهلها تَجْنِي براقش ، فصارت مثلاً
عن أَبي عبيدة قال: بَراقِش اسم كلبة نَبَحَتْ على جيش مَرّوا ولم يشعُروا بالحيّ الذي فيه الكلبة ، فلما سمعوا نباحها علموا أََن أَهلها هناك فعطفوا عليهم فاستباحوهم ، فذهبت مثلاً
ويروى هذا المثل: على أَهلها تجني براقش
و عليه قول حمزة بن بِيضٍ :
لمْ تَكُنْ عَنْ جِنايَة لَحِقَتْني
لا يَسارِي ولا يُميني جنَتْني
بَلْ جَناها أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ
وعَلى أَهْلِها بَراقِشُ تَجْني
قال : وبراقِشُ اسم كلبة لقوم من العرب
أُغِيرَ عليهم في بعض الأَيام فَهرَبوا وتَبِعَتْهم براقشُ
فرجع الذين أَغاروا خائبين وأَخذوا في طلبهم
فَسمِعَتْ براقشُ وَقْعَ حوافرِ الخيل فنَبَحَتْ
فاستدلوا على موضع نباحِها فاستَباحُوهم.
في المثل: لَكِنْ على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل؛ قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم.
- لسان العرب -
في المثل: اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً
يضرب لمن يعمل بالليل عمله من قراءة أَو صلاة أَو غير ذلك.
وفي حديث ابن الزبير: كان يسير بنا الأَبْرَدَيْن ويتخذ الليل جَمَلاً
يقال للرجل إِذا سَرَى ليلته جَمْعاء أَو أَحياها بصلاة أَو غيرها من العبادات: اتَّخَذَ الليل جَمَلاً؛ كأَنه رَكِبه ولم ينم فيه.
- لسان العرب -
و قولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه و رجَعَ بالخَيْبةِ: رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ
أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ
فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه خُفَّانِ أَحْمرانِ
فقال: يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ
فقال له عبدُ المطلب: لا وثيابِ هاشمٍ
ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك
فارْجِعْ راشداً، فانْصَرَف خائباً
فقالوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية، فصار مثلاً
..
و قال الجوهري: هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ
ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن فلم يَشتَرِهما
فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه
وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له
وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن
فقال: ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ
لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه
فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق
فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه ورجع إلى الأوّل
فذهب الإسكافُ براحِلتِه
وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ.
المصدر : لسان العرب - حنن
أَسْمَعُ جَعْجَعةً ولا أَرى طحْناً
يضرب للرجل الذي يُكثر الكلام و لا يَعْمَلُ
و للذي يَعِدُ ولا يفعل.
أحشفا و سوء كيلة ؟
أي : أتجمعُ أن تعطيني حَشَفاً [أردأ أنواع التمر]
و أن تسيءُ لي الكيلَ .
من صحاح الجوهري
في المثل: "الكِلابُ على البقر" ترفعها وتنصبها، أي أرْسِلها على بقر الوحش.ومعناه خَلِّ امْرَأ وصِناعَتَه.
(لسان العرب)
لا عِطْرَ بعد عَروس.
و أوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة
يقال لها أسماء بنت عبد الله
و كانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس
فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل
و كان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً
فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له:
لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي و بكيتُ عِنْدَ رَمْسِه [أي : قبره] ؟
قال: افْعَلي
فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس.
قال: وما تلك الأشياء؟
قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس
ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر.
قال: وما تلك الأشياء؟
قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر.
فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به
فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة
فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس.
المصدر : معجم العباب الزاخر .
مادة (عرس) .
و في أدب الكاتب لابن قتيبة :
تقول : " أحَشَفا وسُوء كِيلَة ؟
" أي : أتجمع علي هذين؟!
والكِيلَة مثل الجِلسة والرِّكْبة].
من سلك الجدد أمن العثار
..
ممن ضرب بهم المثل عند العرب :
- قِسُّ بن ساعِدَة: يُضرب به المَثلُ في البلاغة والخَطابة فيُقال (أبلَغُ من قس).
- لقمان: يضرب به المثل في الحكمة فيقال: (أحكم من لقمان).
- المُعِيديُّ: يضرب به المثل في القُبح فيقال: (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه).
- عرقوب: يضرب به المثل في خَلف المواعيد فيقال: (مواعيد عرقوب).
- حنين: يضرب به المثل في الرُجوع بالخيبة فيقال: (رجع بخفي حنين).
- الشنفرى: يضرب به المثل في سُرعة العدو.. فيقال: (أعدى من الشنفرى).
- أشعب: يضرب به المثل في الطَمع فيقال: (أطمع من أشعب).
- السموأل: يضرب به المثل في الوفاء فيقال: (أوفى من السمؤال)
- سنمَّار: يضرب به المثل في مقابلة الإحسان بالإساءة فيقال: (جزاء سنمار).
- زرقاء اليمامة: يضرب بها المثل في قوّة البَصر فيقال: (أبصر من زرقاء اليمامة).
- الأحنف بن قيس: يضرب به المثل في الحِلم فيقال: (أحلم من الأحنف).
- الكُسَعيُّ: يضرب به المثل في الندم فيقال: (أندم من الكسعي).
- هبنقة: يضرب به المثل في الحُمق فيقال: (أحمق من هبنقة).
- حاتم الطائي: يضرب به المثل في الجود والكَرم فيقال: (أجود من حاتم).
- سحبان وائل: يضرب به المثل في الفَصاحة فيقال: (أفصح من سحبان وائل).
..
في مجمع الأمثال: ( إذا أراد الله هلاك النملة أنبت لها جناحين ) .
إذا ما أراد الله إهلاك نملةٍ *** سمت بجناحيها إلى الجو تصعدُ
قال أبو العتاهية:
إنَّ استهانتَها بِمَن صَرَعَتْ * * * لَبِقدْرِ ما تعلو بها رُتَبُهْ
وإذا استوتْ للنَّمْلِ أجنحةٌ * * * حتَّى يطيرَ فقد دنا عطَبُهْ
كتاب الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام:
http://www.islamicbook.ws/adab/alamthal-labn-slam-001.html