حدث محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع، قال: رأيت أبا نواس عند روح ابن القاسم، فتحدث روح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلّم: القلوب جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. قال يزيد: فقال أبو نواس: أنت لا تأنس بي، وسأجعل هذا الحديث منظوماً بشعر. قلت: فإن قلت ذلك فجئني به، فجاءني فأنشدني:
يا قلب رفقاً أجِدّاً منك ذا الكلفُ ... ومن كلفتُ به جافٍ كما تصفُ
وكانَ في الحقّ أن يهواك مجتهداً ... بذاك خبَّرَ منا الغابرَ السلف
إنَّ القلوب لأجنادٌ مجنَّدةٌ ... لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تناكر منها فهو مختلف ... وما تعارفَ منها فهو مؤتلف
يا قلب رفقاً أجِدّاً منك ذا الكلفُ ... ومن كلفتُ به جافٍ كما تصفُ
وكانَ في الحقّ أن يهواك مجتهداً ... بذاك خبَّرَ منا الغابرَ السلف
إنَّ القلوب لأجنادٌ مجنَّدةٌ ... لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تناكر منها فهو مختلف ... وما تعارفَ منها فهو مؤتلف