سئل: فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
قلتم في كتابكم: " زاد الداعية إلى الله عز وجل " ما نصّه:
" أما التفرق والتحزب، فإنَّ هذا لا تقر به عين أحد. إلا من كان عدوًّا للإسلام والمسلمين "
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اختلاف أمتي رحمة "
[ انظر كشف الخفا للعجلوني 1/66 ]
فما المراد بهذا الخلاف الذي هو الرحمة ، وما التفرق المقصود في كلامكم ؟
فأجاب: أمَّا الحديث الذي ذكره السائل، فهو حديث ضعيف ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم،
لأن الله يقول:
{ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } [ هود: 118 ، 119 ] ، فجعل الله تعالى الاختلاف من صفة غير المرحومين، فالأمة لا يمكن أن تختلف، بل رحمة الله بها ألاَّ تختلف،
لا أقول: لا تختلف أقوالها، فإن الأقوال قد تختلف، لكن لا تختلف قلوبها. وعلى تقدير أن يكون الحديث صحيحاً، أو حجة، فإن معناه: أن الخلاف الواقع بين الأمة في آرائهم داخلٌ تحت رحمة الله،
أي: أن الله تعالى، يرحم المجتهد منهم، وإن وقع بينهم خلاف في اجتهادهم، بمعنى أن الله لا يعاقب من جَانَبَ الصواب، وقد اجتهد فيه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر "
[ رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة،
باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب، رقم 7352 ، ومسلم، كتاب الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأخطأ أو أصاب، رقم 1716 ] ،
هذا معنى الحديث إن كان حجة،
وإلاَّ فالصحيح أن الحديث ضعيف، وليس ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبناءً على ذلك لا يقع خلاف بين ما ذكر في " زاد الداعية "
وبين هذا الذي قيل إنه حديث.
كتيب تعاون الدعاة وأثره في المجتمع لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
قلتم في كتابكم: " زاد الداعية إلى الله عز وجل " ما نصّه:
" أما التفرق والتحزب، فإنَّ هذا لا تقر به عين أحد. إلا من كان عدوًّا للإسلام والمسلمين "
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اختلاف أمتي رحمة "
[ انظر كشف الخفا للعجلوني 1/66 ]
فما المراد بهذا الخلاف الذي هو الرحمة ، وما التفرق المقصود في كلامكم ؟
فأجاب: أمَّا الحديث الذي ذكره السائل، فهو حديث ضعيف ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم،
لأن الله يقول:
{ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } [ هود: 118 ، 119 ] ، فجعل الله تعالى الاختلاف من صفة غير المرحومين، فالأمة لا يمكن أن تختلف، بل رحمة الله بها ألاَّ تختلف،
لا أقول: لا تختلف أقوالها، فإن الأقوال قد تختلف، لكن لا تختلف قلوبها. وعلى تقدير أن يكون الحديث صحيحاً، أو حجة، فإن معناه: أن الخلاف الواقع بين الأمة في آرائهم داخلٌ تحت رحمة الله،
أي: أن الله تعالى، يرحم المجتهد منهم، وإن وقع بينهم خلاف في اجتهادهم، بمعنى أن الله لا يعاقب من جَانَبَ الصواب، وقد اجتهد فيه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر "
[ رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة،
باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب، رقم 7352 ، ومسلم، كتاب الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأخطأ أو أصاب، رقم 1716 ] ،
هذا معنى الحديث إن كان حجة،
وإلاَّ فالصحيح أن الحديث ضعيف، وليس ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبناءً على ذلك لا يقع خلاف بين ما ذكر في " زاد الداعية "
وبين هذا الذي قيل إنه حديث.
كتيب تعاون الدعاة وأثره في المجتمع لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.