الرئيسية
المنشورات
[size=18][size=12]
[size=16]بســم الله الـرحمــن الرحيــم
القصة كما هي موجودة في معظم كتب التفسير روى الطبراني عن أبي أمامة أن ثعلبة ابن حاطب ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له ادعوالله لي أن يرزقني مالا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك يا ثعلبة أما ترضى أن تكون مثل نبيك فوالذي نفسي بيده لو أردت أن تسيل معي الجبال ذهبا وفضة لسالت ثم عاد مرة ثانية فقال يا رسول الله ادعو الله لي أن يرزقني مالا فوالله لان آتاني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه فدعى النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبة مالا فاتخذ ثعلبة غنما له فتكاثرت الغنم ونمت كما ينمو الدود فكان يصلي الصلوات مع رسول الله ويخرج الى غنمه فلما تكاثرت الغنم وضاقت بها أزقة المدينة خرج بها الى شعاب الجبال وضيع بعدها الجمعة والجماعات مع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم
ونزل قول الله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم رجلين لجمع الزكاة وأمرهما أن يمرا على ثعلبة بن حاطب فمرا على ثعلبة وأقرآه كتاب رسول الله وطلبا الزكاة منه فقال ثعلبة ما أرى هذه إلا أخت الجزية انصرفا حتى أرى رايي فانصرفا وذهبا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله قبل أن يتكلما يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة
فنزل قول الله تعالى ومنهم من عاهد الله لان آتانا من فضله لنصدقن ولكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولو وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فركب أنصاريا راحلته وذهب الى ثعلبة بن حاطب وقال له يا ثعلبة هلكت لقد أنزل الله فيك قرآنا وقرأ عليه الآيات
فجاء ثعلبة يضع التراب على رأسه وجاء بالزكاة يدفعها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها منه فلما مات الرسول جاء بها الى أبي بكر فلم يقبلها منه فلما مات أبي بكر جاء بها الى عمر فلم يقبلها منه فلما مات عمر جاء بها الى عثمان فلم يقبلها منه ومات ثعلبة في خلافة عثمان
هذا الأثر رواه الطبراني والإمام البيهقي والحديث رغم شهرته فهو حديث منكر للأسباب التالية
أولا - الحديث روايته عن علي بن يزيد الألهاني وعلي بن يزيد الألهاني متروك الحديث كما قال علماء الجرح والتعديل فالحديث قال عنه الحافظ بن حجر في تخريج أحاديث الكشاف حديث ضعيف جدا وقال عنه الحافظ العراقي في نخريج أحاديث الإحياء حديث ضعيف فالحديث ضعيف لا يحتج به وفضلا عن أن الحديث ضعيف الإسناد فهو يخالف كثيرا من الأصول والقواعد الشرعية في دين الله عز وجل فمنها أن ثعلبة بن حاطب صحابي جليل أنصاري بدري ممن شهد بدر مع رسول الله والحديث الطويل كما رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملو ماشئتم فقد وجبت لكم الجنة فكيف يكون ثعلبة بن حاطب صحابيا جليلا مما شهدوا بدر وحسم لهم بالجنة وهم في الدنيا ثم يقال أنه أعقب نفاقا في قلبه الى يوم أن يلقى الله سبحانه وتعالى
ثانيا - أن هذه الرواية تخالف الحقائق الناريخية فمعلوم أن الرواية ذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل رجلان لجمع الزكاة بعد ما نزل قول الله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وهذه الآية باتفاق أهل العلم لم تنزل في وجوب إخراج الزكاة وإنما نزلت في سياق الحديث عن المتخلفين في غزوة تبوك ومعلوم أن غزوة تبوك كانت في السنة التاسعة من الهجرة أما فرضية الزكاة كانت في السنة الثاتية من الهجرة كما قال صاحب المغني ومنهم من قال كانت في السنة الرابعة من الهجرة كما قال الإمام بن جرير الطبراني في تفسيره
ثالثا – هذه الرواية تهدم رواية قاعدة عظيمة من قواعد الإعتقاد وأصلا من أصول أهل السنة والجماعة ألا وهي أن باب التوبة مفتوحا لا يغلق على الإطلاق بحال أمام الكافر وأمام الفاسق قضلا عن المسلمين المذنبين ولو أغلق باب التوبة أمام الكفرة لأغلقت أمام كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا على الكفر فهداهم الله الى التوحيد
فهذه الرواية رغم شهرتها ورغم ما نسمعها كثيرا في خطب الجمعة ولا يصح على المسلم أن يرددها لأنها رواية مكذوبة بسند ضعيف جدا
[/size][/size][/size]القصة كما هي موجودة في معظم كتب التفسير روى الطبراني عن أبي أمامة أن ثعلبة ابن حاطب ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له ادعوالله لي أن يرزقني مالا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك يا ثعلبة أما ترضى أن تكون مثل نبيك فوالذي نفسي بيده لو أردت أن تسيل معي الجبال ذهبا وفضة لسالت ثم عاد مرة ثانية فقال يا رسول الله ادعو الله لي أن يرزقني مالا فوالله لان آتاني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه فدعى النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارزق ثعلبة مالا فاتخذ ثعلبة غنما له فتكاثرت الغنم ونمت كما ينمو الدود فكان يصلي الصلوات مع رسول الله ويخرج الى غنمه فلما تكاثرت الغنم وضاقت بها أزقة المدينة خرج بها الى شعاب الجبال وضيع بعدها الجمعة والجماعات مع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم
ونزل قول الله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم رجلين لجمع الزكاة وأمرهما أن يمرا على ثعلبة بن حاطب فمرا على ثعلبة وأقرآه كتاب رسول الله وطلبا الزكاة منه فقال ثعلبة ما أرى هذه إلا أخت الجزية انصرفا حتى أرى رايي فانصرفا وذهبا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله قبل أن يتكلما يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة
فنزل قول الله تعالى ومنهم من عاهد الله لان آتانا من فضله لنصدقن ولكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولو وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فركب أنصاريا راحلته وذهب الى ثعلبة بن حاطب وقال له يا ثعلبة هلكت لقد أنزل الله فيك قرآنا وقرأ عليه الآيات
فجاء ثعلبة يضع التراب على رأسه وجاء بالزكاة يدفعها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها منه فلما مات الرسول جاء بها الى أبي بكر فلم يقبلها منه فلما مات أبي بكر جاء بها الى عمر فلم يقبلها منه فلما مات عمر جاء بها الى عثمان فلم يقبلها منه ومات ثعلبة في خلافة عثمان
هذا الأثر رواه الطبراني والإمام البيهقي والحديث رغم شهرته فهو حديث منكر للأسباب التالية
أولا - الحديث روايته عن علي بن يزيد الألهاني وعلي بن يزيد الألهاني متروك الحديث كما قال علماء الجرح والتعديل فالحديث قال عنه الحافظ بن حجر في تخريج أحاديث الكشاف حديث ضعيف جدا وقال عنه الحافظ العراقي في نخريج أحاديث الإحياء حديث ضعيف فالحديث ضعيف لا يحتج به وفضلا عن أن الحديث ضعيف الإسناد فهو يخالف كثيرا من الأصول والقواعد الشرعية في دين الله عز وجل فمنها أن ثعلبة بن حاطب صحابي جليل أنصاري بدري ممن شهد بدر مع رسول الله والحديث الطويل كما رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملو ماشئتم فقد وجبت لكم الجنة فكيف يكون ثعلبة بن حاطب صحابيا جليلا مما شهدوا بدر وحسم لهم بالجنة وهم في الدنيا ثم يقال أنه أعقب نفاقا في قلبه الى يوم أن يلقى الله سبحانه وتعالى
ثانيا - أن هذه الرواية تخالف الحقائق الناريخية فمعلوم أن الرواية ذكرت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل رجلان لجمع الزكاة بعد ما نزل قول الله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وهذه الآية باتفاق أهل العلم لم تنزل في وجوب إخراج الزكاة وإنما نزلت في سياق الحديث عن المتخلفين في غزوة تبوك ومعلوم أن غزوة تبوك كانت في السنة التاسعة من الهجرة أما فرضية الزكاة كانت في السنة الثاتية من الهجرة كما قال صاحب المغني ومنهم من قال كانت في السنة الرابعة من الهجرة كما قال الإمام بن جرير الطبراني في تفسيره
ثالثا – هذه الرواية تهدم رواية قاعدة عظيمة من قواعد الإعتقاد وأصلا من أصول أهل السنة والجماعة ألا وهي أن باب التوبة مفتوحا لا يغلق على الإطلاق بحال أمام الكافر وأمام الفاسق قضلا عن المسلمين المذنبين ولو أغلق باب التوبة أمام الكفرة لأغلقت أمام كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا على الكفر فهداهم الله الى التوحيد
فهذه الرواية رغم شهرتها ورغم ما نسمعها كثيرا في خطب الجمعة ولا يصح على المسلم أن يرددها لأنها رواية مكذوبة بسند ضعيف جدا
