ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 30, 2010 8:31 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم

    أما بعد

    فهذا الموضوع سوف أجمع فيه خواطري اللغوية باستمرار ، بالإضافة إلى صيودي للفوائد اللغوية (سواء من الكتب المطبوعة ، أم من الكتب الإنترنتية)

    سأركز فيه - إن شاء الله - على جماليات اللغة العربية ؛ خاصة ما يتعلق بالقرآن الكريم ، لغته و بلاغته و إعجازه .

    و بإذن الله تعالى سيكون الموضوع متجددا باستمرار ما حييت ، و سيكون - إن شاء الله - بمثابة مدونة لغوية .

    و أدعو الله أن يوفقني في هذا الموضوع ، و أن يجعله علما ينتفع به ينفعني بعد وفاتي .


    عدل سابقا من قبل أحمد في السبت فبراير 02, 2013 8:26 am عدل 2 مرات
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 30, 2010 8:36 am

    أولا : أبدأ بكلمة مهمة و رائعة لشيخ العربية أبي منصور الثعالبي :

    من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه و سلم

    ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب

    ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب

    ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها

    ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة

    والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء والزند للنار. ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، لبتي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلا يَحْسُنُ فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره، فكيف وأيسر ما خصَّها الله عزَّ وجلَّ به من ضروب الممادح يُكِلُّ أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 30, 2010 8:43 am

    أين فاعل جملة(حتى توارت بالحجاب)؟


    يقول الله تعالى في سورة (ص) حكاية عن سيدنا سليمان بن داود (عليهما السلام) : (فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب).
    فأين فاعل جملة (توارت بالحجاب)؟
    أى ما التى توارت بالحجاب؟
    الجواب :
    نزل القرءان الكريم بلغة العرب ؛ يقول تعالى : (إنا أنزلناه قرءانا عربيا) و قال جل شأنه : (بلسان عربي مبين) ، نزل على أساليبها و قواعدها و سننها..
    و من سنن العرب أنهم يكنون عن الاسم بالضمير سواء كان ظاهرا أو مستترا إذا دل دليل على هذا الاسم ؛ لأن العرب يقولون : (البلاغة هى الإيجاز) ، كما يقولون : (الحذف أبلغ من الذكر و الصمت عن الإفادة أزيد للإفادة) !
    و قد اشترطوا ألا يؤدي هذا الحذف إلى أي غموض أو إبهام في المعنى ، لذلك يقول الشاعر الجاهلي (حاتم الطائي) :
    أماوي ما يغنى الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر
    أي : إذا حشرجت النفس أو الروح .
    لذلك يقول الله تعالى : (إنا انزلناه في ليلة القدر) و أيضا : (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)أي: القرءان الكريم .
    و يقول تعالى : (حتى توارت بالحجاب) ، أي : الشمس ، فتأخر بذلك سيدنا سليمان عن صلاة العصر بسبب مسحه على سوق و أعناق الخيل.
    و يقول تعالى أيضا : (و اقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) سورة الانبياء..أي : القصة (حيث يصور الله تعالى للعبد يوم القيامة حياته و أفعاله يشاهدها شاخصة كفيلم الفيديو مثلا)
    و يقول تعالى في سورة القيامة : (كلا إذا بلغت التراقي) أى: الروح
    و يقول تعالى في سورة هود : (و هي تجري بهم في موج كالجبال) ، أي : سفينة نوح عليه السلام .
    و يقول عز و جل : (كل من عليها فان) سورة الرحمن ، أى: الأرض...كل ما على الأرض سيفنى.
    كذلك نقول في كلامنا : إن فلانا ليس عليها أعلم منه ، أي : على الأرض و الأمثلة كثيرة جدا
    ________
    كتبه : محب العربية (أحمد)
    2 /9 / 2008
    (يوافق شهر رمضان 1429 هجريا)
    و هي أول مشاركة لي في المنتديات (في حياتي)!


    ______________

    تدريب على الموضوع (^ _ ^) :

    يقول الله تعالى - في سورة هود - : (و قيل يا أرض ابلعي ماءك و ياسماء أقلعي ، و غيض الماء ، و قضي الأمر و استوت على الجودي) .

    فما التي استوت على الجودي ؟

    من يعرف الفاعل ؟
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 30, 2010 8:53 am

    بلاغة الجن

    من منا لا يقرأ سورة الجن؟!

    بالتأكيد كلنا ، بل إن معظمنا يحفظ السورة (صفحتان فقط) .

    لكن من منا تدبر هذه الآية : (و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) ؟

    تعودت على قراءة سورة الجن (التى أحفظها) كثيرا ، و مع ذلك لم أنتبه لهذه الآية إلا بالأمس فقط!!!

    (ملحوظة : وقت كتابتي الموضوع لأول مرة كان في شهر رمضان الماضي 1430 هجريا).

    هذه الآية تدل على بلاغة الجن و فصاحتهم .

    و تدل أكثر على تأدبهم مع خالقهم عز و جل .

    كيف ؟

    يقولون-في الآية قبلها-: (و أنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا و شهبا)

    ذكر المفسرون في هذه الآية أن الجن - قبل مولد النبي صلى الله عليه و سلم - كانوا يسترقون السمع من السماء - طبعا بإرادة الله و حكمته- ثم يخبرون أصحابهم من الإنس . فلما ولد النبي صلى الله عليه و سلم ، منع الله تعالى الجن من فعل ذلك ، و أرسل عليهم النجوم و الشهب تحرق من يحاول استرقاق السمع.يقول الجن عن منعهم استرقاق السمع

    فقولهم : (و أنا لا ندري) ، أي : لا نعلم ، (أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) ، فتراهم قد استخدموا الفعل الذي لم يسم فاعله (الفعل المبني للمجهول كما علمونا في المدرسة) عند الحديث عن (الشر) فقالوا : (أشر أُريد بمن في الأرض)..حيث كرهوا أن ينسبوا الشر لله بحيث يقولوا: (أشر أراد الله بمن في الارض).
    لكنهم لما تحدثوا عن الخير(الرشاد) نسبوه لله تعالى ..فقالوا (أم أراد بهم ربهم رشدا) ، فلم يقولوا كما قالوا في الأولى (أم أُريد بهم رشدا) .

    فسبحان الله على فصاحتهم و بلاغتهم و حسن تأدبهم مع خالقهم !

    كتبه : محب العربية (أحمد)
    17 سبتمبر 2008 ميلاديا
    القاهرة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أبريل 30, 2010 8:57 am

    معلومتان عن كلمة (كأس)



    1 - كلمة كأس مؤنثة !

    و الدليل :

    قوله تعالى في سورة الانسان : (إن الأبرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا) الآية 5

    و قوله تعالى بنفس السورة : (و يسقون فيها كاسا كان مزاجها زنجبيلا) الآية 17

    2 - الكأس لا يقال عنها كأس إلا إذا كانت مملؤة ، فإن كانت فارغة فهى قدح أو زجاجة .

    كما ذكر الإمام الثعالبي - رحمه الله - في كتابه الرائع (فقه اللغة) .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:23 am

    الأصمعي و الأعرابي

    قال الأصمعي: كنت أقرأ: (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
    وكان بجانبي أعرابي فقال: كلام مَن هذا ؟؟
    فقلت: كلام الله
    قال: أعِد
    فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله
    فانتبهتُ فقرأت: (( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
    فقال: أصبت
    فقلت: أتقرأ القرآن ؟؟
    قال: لا
    قلت: فمن أين علمت ؟؟
    فقال: يا هذا، عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:25 am

    الفرق بين الكفل والنّصيب


    السؤال: قال تعالى : ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ) : ما الفرق بين الكفل والنصيب ؟ هل الكفل أعلى وأثقل من النصيب في الثواب والعقاب ؟ وهل يقترن الكفل بالسوء ، أو نستطيع توظيفه في الجانب الحسن ؟




    الجواب
    الحمد لله
    أولا :
    النصيب : هو الحظّ من كلّ شيء .
    ينظر : الصّحاح (1/225) ، ولسان العرب (1/761) مادة نصب .
    والِكْفل : هو الحظّ والضِّعف من الأجر والإثم ، ويأتي بمعنى المثل ، وفي التنزيل : ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه ) الحديد/ 28 ، قيل : معناه ضعفين ، وقيل : مثلين .
    ينظر : تهذيب اللّغة (10/250) ، ولسان العرب (11/589) مادة كفل .
    فالنصيب والكفل بمعنى واحد ، كما سبق عند أهل اللّغة .

    وقد فرّق بعض أهل العلم بينهما في الاستعمال في هذه الآية الكريمة بما يأتي :
    1- أنّ الكفل يستعمل في الشّدّة وفي الشّيء الرديء . قال القاسمي رحمه الله : " نكتة اختيار النصيب في ( الحسنة ) والكفل في ( السيئة ) : ما أشرنا إليه ، وذلك أن النصيب يشمل الزيادة ، لأن جزاء الحسنات يضاعف ، وأما الكفل فأصله المَرْكَب الصَّعب ، ثم استعير للمِثل المُساوي ، فلذا اختير ، إشارة إلى لطفه بعباده ، إذ لم يضاعف السيئات كالحسنات . ويقال : إنه وإن كان معناه المثل ، لكنه غلب في الشر ، وندر في غيره ، كقوله تعالى : { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رّحْمَتِهِ } [ الحديد : 28 ] ، فلذا خُص به السيئة ، تطرية [ أي : تحسينا للعبارة ] ، وهرباً من التكرار" انتهى . "
    محاسن التأويل". وينظر : "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفاني ( ص718 ) .
    2- إنّ المغايرة بينهما في الآية لكون الكفل يستعمل في الشّرّ كثيراً . قال أبو حيّان في البحر المحيط (3/322) : " وغاير في النصيب فذكره بلفظ الكفل في الشفاعة السيّئة ؛ لأنّه أكثر ما يستعمل في الشّرّ ، وإن كان قد استعمل في الخير ؛ لقوله تعالى : ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه ) [الحديد : 28] " .
    وقال القرطبي رحمه الله (5 / 296) : " ويستعمل في النصيب من الخير والشّر، وفي كتاب الله تعالى : ( يؤتكم كفلين من رحمته ) " .

    والله أعلم .



    الإسلام سؤال وجواب
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:27 am

    ( لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى) هل النهى عن أماكن الصلاة؟ أم الصلاة نفسها؟

    (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى) ، هل النهي عن الاقتراب من الصلاة نفسها؟ أم الاقتراب من مكانها(المسجد)؟

    هل المقصود من هذه الآية النهي عن الاقتراب من الصلاة نفسها(بمعنى أدائها)؟

    أم أن المقصود من هذه الآية النهي عن الاقتراب من مواضع الصلاة(المساجد)؟


    الإجابة هي :


    الاثنان معا!!!!!!!!!!


    كيف؟


    الدليل على القول الأول هو قوله تعالى (حتى تعلموا ما تقولون).

    فدل ذلك على النهي عن الاقتراب من آداء الصلاة و نحن سكارى(طبعا كلنا يعرف أن هذه الآية منسوخة حكما 00رغم عدم نسخها تلاوة ،و سوف نقوم - إن شاء الله - قريبا بشرح الناسخ و المنسوخ في القرءان الكريم قريبا بإذن الله)

    و معنى نسخ الآية هنا بمنتهى البساطة أنها أبطل العمل بها رغم تلاوتنا لها و تعبدنا بها (فالخمر قد حرمت على مراحل كما نعلم ، فقال تعالى أولا في سورة البقرة(يسألونك عن الخمر و الميسر ، قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما) ثم نسخت هذه الآية بعدها بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون و لا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا) ثم نسخت هذه الآية بقوله تعالى (إنما الخمر و الميسر و الانصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)فجاء الامر صريحا باجتناب الخمر.


    أما الدليل على القول الثاني فهو قوله تعالى بنفس الآية أيضا(و لا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا)
    فدل ذلك على مواضع الصلاة (المساجد)
    ______________

    مصدر المعلومة : كتاب (الفوائد المشوق الى علوم القرءان و علم البيان ) للإمام ابن القيم (رحمه الله)
    ذكر المعلومة بإيجاز شديد(طبعا غير مخل) لكننى توسعت لك في شرحها

    كتبه : محب العربية (أحمد)
    5 - 9 - 2008 ميلاديا
    القاهرة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:29 am

    كليات....فيما نَطَقَ بِهِ القرآنُ منْ ذلكَ وجاءَ تفسيرُهُ عنْ ثِقاتِ الأئمةِ :

    كلُّ ما عَلاك فأظلَّك فهو سماء

    كلُّ أرض مُسْتَوِيَةٍ فهي صَعيد

    كلُّ حاجِزِ بَينَ الشَيْئينِ فَهو مَوْبِق ؛(و جعلنا بينهم موبقا) {سورة الكهف}

    كل بِناءَ مُرَبَّع فهوَ كَعْبَة

    كلُّ بِنَاءٍ عال فهوَ صَرْحٌ ؛ (قيل لها ادخلي الصرح) {سورة النمل}

    كلُ شيءٍ دَبَّ على وَجْهِ الأرْضِ فهو دَابَّةٌ

    كلُّ ما غَابَ عن العُيونِ وكانَ مُحصَّلا في القُلوبِ فهو غَيْب

    كلُّ ما يُسْتحيا من كَشْفِهِ منْ أعضاءِ الإِنسانِ فهوَ عَوْرة

    كلُّ ما أمْتِيرَ عليهِ منَ الإِبلِ والخيلِ والحميرِ فهو عِير

    كلُّ ما يُستعارُ من قَدُومٍ أو شَفْرَةٍ أو قِدْرٍ أو قَصْعَةٍ فهو مَاعُون

    كلُّ حرام قَبيحِ الذِّكرِ يلزَمُ منه الْعارُ كثَمنِ الكلبِ والخِنزيرِ والخمرِ فهوَ سُحْت

    كلُّ شيءٍ منْ مَتَاعِ الدُّنْيا فهو عَرَض

    كلُّ أمْرٍ لا يكون مُوَافِقاً للحقِّ فهو فاحِشة

    كلُّ شيءٍ تَصيرُ عاقِبتُهُ إلى الهلاكِ فهو تَهْلُكة

    كلُّ ما هَيَجتَ بهِ النارَ إذا أوقَدْتَها فهو حَصَب

    كلُّ نازِلةٍ شَديدةٍ بالإِنسانِ فهي قارِعَة

    كلُّ ما كانَ على ساقٍ من نَباتِ الأرْضِ فهو شَجَرٌ

    كلُّ شيءٍ من النَّخلِ سِوَى العَجْوَةِ فهو اللَينُ واحدتُه لِينَة

    كلُّ بُسْتانٍ عليه حائطٌ فهو حَديقة والجمع حَدَائق

    كلُ ما يَصِيدُ من السِّبَاعِ والطَّيرِ فهو جَارِح ، والجمعُ جَوَارِحُ.


    المصدر : فقه اللغة بتصرف (بإضافات يسيرة)
    .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:32 am

    هل تعلم أن جمع الرجال مؤنث ؟!

    يقول الشاعر :

    إن قومى تجمعوا....و بقتلي تحدثوا
    لا أخاف جمعهم....كل جمع مؤنث!!!!!!!


    و الدليل على ذلك قول الله تعالى: (قالت الأعراب آمنا) ، و لم يقل تعالى: قال الاعراب...


    و يجوز ان نقول جاء الرجال و جاءت الرجال ...كلاهما صواب!!!!!!!


    الغريب أن العكس يجوز!!!!!....حيث إن الافصح -كما ذكر القرءان- تذكير جماعة الإناث!!!!!!!!!!!

    يقول الله تعالى: (و قال نسوة في المدينة) سورة يوسف و لم يقل تعالى و قالت نسوة ....


    كتبه : محب العربية (أحمد)
    2 /9 / 2008ميلاديا
    القاهرة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:36 am

    ما الفرق بين (عام )و (سنة)؟

    1-تستطيع ان تقول : (عام الفيل)و (عام الحزن)و (عام الوفود)و (عام فتح مكة).
    لكنك لا تستطيع ان تقول: (سنة الفيل )و لا (سنة الحزن)و لا (سنة الوفود )و لا (سنة فتح مكة).

    2-تستطيع أن تقول سنة 2008ميلاديا و 1429 هجريا و لا تستطيع ان تقول عام 2008 او عام 1429 .
    ....ستقول لى : (لا ، بل استطيع)، ساقول لك : ( إن ذلك من الاخطاء الشائعة التى تربينا عليها ، و التي يقع فيعا المثقفون قبل العوام ! و الصواب : انك اذا ذكرت السنة و حددتها(ذكرت الرقم) ، فانك لا بد ان تقول : (سنة) ، و لا يجوز ان تقول: (عام) ، و انظر في كتب التاريخ الاسلامى كلها و أتحداك ان تجد فيها (عام كذا بذكر الرقم ) ، لأن عام لا يستخدم الا في تاريخ الاحداث .



    عرفنا الفرق؟


    حتى الآن هذه المعلومة مصدرها كتاب (الفروق اللغوية)لابي هلال العسكري


    و لكن ساخبرك بما يجعلك تقع في الحيرة!!!!!!!!!


    يقول الله تعالى حكاية عن سيدنا نوح عليه السلام : (فلبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما).

    و السؤال هو :

    لماذا ذكر الله تعالى سنة مع الالف هنا و عاما مع الخمسين؟؟؟؟؟؟


    .
    .

    .
    .
    .
    .


    فكر أولا

    .
    .
    .
    .
    .
    .

    قال العلماء : إن كلمة (سنة)لا تاتى إلا في الشدة و الجدب ، بدليل قول العرب عندما يريدون وصف الشدة في بلد ما بقولهم : (أصابت البلدة سنة) ، أى : جدب و شدة ، و استدلوا أيضا بقوله تعالى: (و لقد اخذنا آل فرعون بالسنين ) ، أى : بالشدة و الجدب ، بدليل قوله تعالى بعدها مباشرة : (و نقص من الثمرات)..

    أما كلمة عام فلا تأتي إلا في الخير و الرغد و الرخاء ؛ يقول الله تعالى في سورة يوسف : (ثم ياتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون) ، أي : أن هذا العام يأتيهم الغيث و الخصب و الرفاهية "و فيه يعصرون " يعنى ما كانوا يعصرونه من الأقطاب و الأعناب و الزيتون و السمسم و غيرها كما ذكر ابن كثير ...

    كتبه : محب العربية (أحمد)
    في شهر سبتمبر 2008 ميلاديا
    و زدتُّ عليه في 25 /2/2009
    القاهرة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:39 am

    هل تعلم أن مفرد قوم رجل ؟

    كلمة قوم ، يسميها علماء النحو و الصرف : اسم جمع .
    ..و الاسم الجمع : هو ما لا واحد له من لفظه ..مثل نساء -جيش-و غيرها

    و قد قرأت لبعض الأساتذة الكبار في علم النحو قولهم : (و القوم اسم جمع مفرده رجل أو امراة).

    ..و الحق أن هذا الكلام ليس سليما !
    لان مفرد قوم هو رجل فقط.

    ..و الدليل : هو قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) هذا بحق الرجال، ثم ذكر الله سبحانه و تعالى بعدها مباشرة: (و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن) و الآية من سورة الحجرات.

    و جمع الرجل على قوم ؛ لان له القوامة على المرأة.

    يقول الله تعالى (الرجال قوامون على النساء)سورة النساء الآية 34

    و يقول زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلى المشهور صاحب المعلقة المشهورة :

    و ما أنا أدري و لست إخال أدري ** أقوم آل حصن أم نساء ؟!


    كتبه : محب العربية (أحمد)
    5/9/2008 ميلاديا
    القاهرة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:42 am

    معاني بعض الألفاظ القرءانية :

    مارج : الشعلة ذات اللهب الشديد المختلط بسواد النار ودخانها .
    القطمير : القشرة التي على النواة .
    الفتيل : مايكون في بطن النواة طولاً .
    النقير : النقرة التي في ظهر النواة .
    سندس : الحرير الرقيق .
    استبرق : الحرير السميك .
    الإل : القرابة .
    الذمة : العهد .
    البأسأء : كل ضر أصاب الإنسان في غير نفسه مثل موت الولد وتلف المال .
    الضراء : كل ضر أصاب الإنسان في نفسه كالمرض .
    العقيم والصرصر: هما الريح في البر .
    العاصف والقاصف : هما الريح في البحر .
    أنزل : تجيء مع التوراة والإنجيل لأنهما أنزلا جملة واحدة على موسى وعيسى عليهما السلام ؛ وتجيء مع القرآن لأنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا .
    نزّل : تجيء مع القرآن فقط لأنه نزل من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم منجماً حسب الحوادث .
    المطر : يرد في القرآن في سياق العذاب .
    الغيث : يرد في القرآن في سياق الرحمة .
    اللعب : فعل الجوارح .
    اللهو : فعل القلب .

    المصدر : موقع (صيد الفوائد)
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:47 am

    و الأرض بعد ذلك دحاها


    الكرة الأرضية ، تلك التى نعيش عليها ، هل هي مسطحة ؟ أم كرة مستديرة؟

    بداية ، كان هناك إجماع على أنها مسطحة ، و ظل هذا الاعتقاد سائدا حتى اكتشف كوبرنيقوس أنها كروية .

    فهل الأرض كروية مستديرة(كاملة الاستدارة كالكرة)؟

    لا

    فقد اكتشف علماء الفلك في العصر الحديث أن الأرض ليست كاملة الاستدارة .

    حيث وجدوها منبعجة عند خط الاستواء ، مفلطحة عند القطبين (تشبه الكرة المنتفخة من وسطها)

    أى وجدوها بيضاوية .

    هذا آخر ما توصل إليه العلم الحديث (بعد غزو الفضاء و تصوير الكوكب الأرضي من خارجه) .

    **يقول العليم الحكيم الخبير في سورة النازعات : (و الأرض بعد ذلك دحاها) {سورة النازعات) .

    انظر في كتب التفاسير ، ستجد المفسرين يقولون عن معنى (دحاها) أي : مددها و بسطها .

    أما إذا رجعنا للمعنى اللغوي وجدنا غير ذلك !

    ففي اللغة العربية ، كلمة (دحية)تعني (بيضة) ((بيضة الدجاجة))

    و لا تزال هناك قرية في محافظة الجيزة بمصر تستعمل كلمة (للدلالة على البيضة) ((حقيقة))

    **فالمعنى اللغوي للآية : (و الارض بعد ذلك جعلها مثل البيضة ، أي : بيضاوية) !

    هذا ما درسته في علم الدلالة (أحد علوم اللغة العربية الشيقة) ، ثم وجدت عالمنا الكبير و شيخنا الدكتور زغلول النجار يدلل بالمعنى اللغوي للآية على إعجازها (و أنا متفق معه 100%) .

    نشرت هذه المعلومات السابقة من قبل -مختصرة في كلمات قليلة -فوجدت معظم قارئيها يثنون على الرسالة إلا أخت فاضلة وجدتها تعترض على ذلك التفسير اللغوي للآية .

    و قامت بنقل كلام المفسرين رحمهم الله الذين قالوا : إن معنى (دحاها) أي (مددها ..و فرشها..و بسطها..و سطحها)

    **و رأيي المتواضع هو أن مفسرينا - رحمهم الله و جزاهم عنا كل خير - قد فسروا الآية بروح عصرهم (ثقافة عصرهم) ، و لو قال أحدهم -وقتها - : إن الأرض بيضاوية لكان كمن يقول لهم سيكون هناك (شات..و نت..و طائرات ..و غواصات..و صواريخ)

    و لاتهمه الناس بالجنون و الخبل !


    فإن قال قائل : (لقد ذكر الله تعالى في مواضع عديدة أن الأرض مسطحة ((و إلى الأرض كيف سطحت)) ، و ((و الأرض مددناها )) ،((فرشناها)) ، و غيرها من الآيات .

    فهل هذا يعني أن القرءان جاء مخالفا للواقع ؟! أو أن هناك تناقض حاشا لله ؟!

    و الجواب : هو أن الله تعالى هو الخالق (خالق السموات و الأرض و ما بينهما) ، و هو العليم بخلقه ، الخبير بهم ، مالكهم - عز وجل - و القرآن الكريم كلامه - سبحانه و تعالى - و من ثم فيستحيل أن يكون هناك تناقض بين القرآن (كلام الله) و بين الواقع الحقيقي (الكون الذي خلقه) .


    (هذا ، غير أن العلوم التجريبية تتطور باستمرار و ما نؤمن به بالأمس و نعتبره من البديهيات و المسلمات
    نكتشف قصوره و خطأه اليوم ، ثم نكتشف غدا ما يثبت بطلان ما ذهبنا له اليوم ، فإن حدث تناقض بين القرءان الكريم و العلم التجريبي ؛ فالاسلام هو الحق ، لأنه من عند الله ((كلام الله)) ، أما العلم فمن عند العقول البشرية القاصرة (التى تخرج علينا كل يوم بنظرية تهدم أختها التي قبلها ) ؛ و إما راجع لخطأ تفسير كلام الله تعالى .

    فإن نحن سلمنا بيبيضاوية الأرض ((لرؤيتنا ذلك عيانا واقعيا بسفن الفضاء)).

    فما معنى (فرشناها ، بسطناها ، مددناها) ؟

    احترت كثيرا في هذا الأمر

    ثم هداني الله إلى رأي مقنع مهم


    هذا الرأي ، رددت به على أختنا الفاضلة
    و هو :

    أنه ينبغي علينا أن نفرق بين أمرين :

    1-الأرض ككوكب earth

    2-الأرض كمنطقة ((أو بقعة)) ground أو area

    فالقرءان ذكر : (مهدناها ، بسطناها ، سطحت ، مددناها) مع الارض ground و ليس مع الأرض ككوكب

    بينما معنى (دحاها) اللغوي يوافق الأرض ككوكب earth

    و الكرة الأرضية بسبب شدة اتساعها تبدو وكأنها منبسطة عندما تكون واقفا عليها ، و لا تلاحظ أنها غير ذلك إلا عند البحر!(عندما ترى السفينة من بعيد و كأنا تصعد من تحت)!

    ظننت اننى صاحب هذا الرأي ، و أنني لم أسبق إليه ! (( :+944874/: )) و أنني أتيت بما لم يأت به الأوائل !! (( :8888: ))

    حتى قرأت للإمام فخر الدين الرازي (المتوفى 606 هجريا!) كلاما يشبه معنى كلامي ، بل يزيد عليه!!

    و في المشاركة الآتية سأنقل لكم بعض أقواله هو و غيره من علماء المسلمين جزاهم الله عنا خيرا

    و لنتعلم من هذا أن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم جميعا لم يتركوا شئ لنا إلا وضحوه ((المشكلة فقط هي أننا لا نقرأ و لا نتعلم !))

    ************************

    كتبه أخوكم أحمد
    18 سبتمبر 2008 ميلاديا
    القاهرة


    _________________

    الاستدراك :


    **يقول الامام فخر الدين الرازي (إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد)0



    **يقول أبو حيان في تفسير البحر المحيط 7/80

    " قال أبو عبد الله الداراني: ثبت بالدليل أنّ الأرض كرة، ولا ينافي ذلك قوله: مد الأرض، وذلك أنّ الأرض جسم عظيم. والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان قطعة منها تشاهد كالسطح ".

    **قال ابن النفيس في شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا، ص 112:

    معللاً سبب عدم رؤية الأجسام من بعيد.. " هذا يتم سواء كانت العين مرتفعة أو منخفضة، ولكن العين المرتفعة ترى أكثر مما إذا كانت غير مرتفعة. وسبب ذلك ليس زيادة قوتها أو زيادة إدراكها، بل إن تشكُّل الأرض كرة، فالبعيد جداً ما هو على ظاهر الأرض ينستِر عن الرؤية بحدبة الأرض ".


    **قال الذهبي في مختصر العلو، ص 73:

    " الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأسفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل.

    والتحت ـ وما دونه ـ لا يسمى تحتاً، بل لا يكون تحتاً، ويكون فوقاً، بحيث لو فرضنا خرق المركز ـ وهو سفل العالم ـ إلى تلك الجهة، لكان الخرق إلى جهة فوق.

    ولو نفذ الخرق جهة السماء من تلك الجهة الأخرى، لصعد إلى جهة فوق.

    وبرهان ذلك: أنا لو فرضنا مسافراً سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب، وامتد مسافراً، لمشى مسافراً على الكرة إلى حيث ابتدأ بالسير وقطع الكرة مما يراه الناظر أسفل منه، وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته والسماء فوقه.

    فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض، هي فوق الأرض لا تحتها؛ لأن السماء فوق الأرض بالذات ".


    **قال أبو بكر الصوفي كما ورد في وفيات الأعيان لابن خلكان 4/359:

    " لو وضعنا طرف حبل على أي موضع كان من الأرض، وأدرنا الحبل على كرة الأرض، انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض، والتقى الطرفان ".


    **قال الشريف الإدرسي أنه صحيح أن الأرض مستديرة، ولكنها غير كاملة الاستدارة:

    جاء في مقدمة كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري

    " قال الشريف: ومع كون الأرض كرة، هي غير صادقة الاستدارة ".

    _____________________

    من كتاب " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي :


    إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة . ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها .. ولكن التصادم يحدث من شيئين عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية .. فإذا لم نفهم القرآن جيدا وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم .. ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية ؟ .. سنضرب مثلا لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا )سورة الحجر : 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة .. ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا تّهمنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصا أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها .. نقول إن كل من فهم الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة .. ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن . عندما قال الحق سبحانه وتعالى : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟ لا.. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية . ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون
    وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون ؟ ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )سورة الزمر : 5 .. وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية . بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما ..فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة . بحيث كان أحدهما يبدو شريطا رفيعا .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معا على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل ) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهارا وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها ..وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى : فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل : 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب . ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال . الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها . وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة . وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) سورة الإسراء : 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون ..
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 1:52 am

    شرح معنى القاسطين والمقسطين في القرآن الكريم :

    الســؤال

    أرجـو أن تتفضلـوا بالإجابة عما يلــي :

    ما الفـرق بين الآيات الكريمة الآتية ؟


    في الآية الخامسة عشرة من سورة الجن ، قــــال تعالى :

    (وَأَمَّا الْقَاسِطُـونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبـاً )


    وفي الآية الثامنة من سورة الممـتحـنـة :

    (إِنَّ اللَّهَ يُحِـبُّ الْمُقْســِطِيـنَ )


    وفي الآية الثانية والأربعين من سورة المائدة :

    ( فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )




    الجـواب



    القســط الـذي أمـر الله بالحكـم به هو العدل ، والمقـسطـون هم أهل العدل في حكمهـم وفـي أهليهــــم وفــيـما ولاهـم الله عليهم ، وأقسـط أي عدل في الحكم وأدى الحق ولم يجر ،




    أما القاسط فهو

    الجائر الظالم يقال قسط يقســط قسـطا فهو قاسط إذا جار وظــلم ، ولهــذا قــال تعـالى ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً )


    يعـنــي الظالمين الجائرين المعتــدين المتعـدين لحـدود الله ، وهم الذين توعدهم الله بأن يكونوا حطـبا لجـهـنم


    أما المقسطون بالميم من أقسطوا من الرباعي فـهؤلاء هم :

    أهل العدل الموفقون المـهـديون الـذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهــم وفيمـن ولاهـم الله عليهم ، ولهذا قال تعـالى ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) يـعني يـحــب أهــل العــدل و الاستقامة والإنصــاف ، ولــهـــذا جــاء فــي الحـديث الصـحيـح عـــن رســول الله صلى الله عــليه وسلم أنه قـال " المقسطون على مـنـابر مــن نور يوم القيـامة الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم و ما ولوا " رواه مسلم


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    المصدر : مجموع فتاوى العلامة

    عبد العزيز بن باز رحمه الله
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:08 am

    هل تعرف الفرق بين الفقير و المسكين؟

    القضية خلافية عند علماء اللغة ؛ لكننى سأذكر لك الرأي الأرجح الذي أظنه :

    الفقير هو من لا يملك قوت يومه .

    أما المسكين فهو من يملك قوت يومه بالكاد (عايش مستور ، كما نقول) .


    حتى أن المسكين قد يمتلك سفينة !!!

    يقول الله تعالى في سورة الكهف : (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) ؛ فدلّ ذلك على أن المساكين قد يمتلكون سفينة!

    و ليست أى سفينة !

    فهي سفينة صالحة سليمة ستطمع الملك فيها !

    هذا هو رأى جمهور اللغويين .

    لكن هناك فريق يرى العكس من ذلك ؛ فقالوا : إن المساكين كانوا - مجرد - أجراء على السفينة .

    (انظر تفسير الجلالين تر الامام السيوطى يقول : إنهم كانوا أجراء عليها).

    لكن الرأى الأول هو الأرجح خاصة أن اللام في قوله تعالى (لمساكين) تدل على الملكية .

    و الله تعالى أعلى و أعلم
    ___________

    كتبه : محب العربية (أحمــد)

    الخميس 11 سبتمبر 2008 ميلاديا

    القاهرة



    ___________________
    ___________________


    الشافعية قالوا: المسكين أحسن حالا: لقوله"أما السفينة فكانت لمساكين" إذن فالمسكين لديه سفينه أما الفقير فلا..
    الأحناف قالوا: المسكين أسوأ حالا: استنادا لقوله تعالى :"أو مسكينا ذا متربه".
    فالمسكين ليس له إلا التراب.
    _____________
    و يرى الفريق الذي يوافق قول الأحناف (أن المسكين أسوأ حالا) - (و هو قول ابن قتيبة الدينوري كما ذكرت في كلامي):

    أن قوله "لمساكين"، مساكين منتهى الجموع ؛ أي : جمع االجموع ؛ أي : أنهم كثر جدا مشتركين في السفينة فالذي يصيبهم منها قليل..
    أو ..لا يملكونها ولكنها أضيفت لهم بحق الانتفاع (كما ذكرتُ في كلامي)
    وربما كانوا يملكونها ولكن عددهم كبير.
    أو ..أطلق عليهم مساكين لأنهم ضعفاء في مواجهة الملك الظالم
    _____________

    الإضافة هذه كتبتها يوم الإثنين 17 نوفمبر 2008



    ________________________
    ________________________





    اختلف الفقهاء واللغويون في الفرق بين الفقير والمسكين على أقوال أوصلها بعضهم إلى تسعة أقوال، إليك أهمها ملخصة من تفسير القرطبي رحمه الله تعالى.
    1- أن المسكين أحسن حالاً من الفقير، وبهذا قال [معظم] أهل اللغة والحديث والإمام أبو حنيفة ودليلهم قوله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْر [الكهف].
    2- أن الفقير والمسكين سواء لا فرق بينهما من حيث المعنى وإن اختلفا في الاسم، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأصحابهما.
    3- الفقير الذي له مسكن وخادم والمسكين الذي لا مال له.
    قال القرطبي : وتظهر فائدة الخلاف فيمن أوصى بثلث ماله لفلان وللفقراء والمساكين، فمن قال: هما صنف واحد يكون لفلان نصف الثلث وللفقراء والمساكين نصف الثلث الثاني، ومن قال: هما صنفان يقسم الثلث بينهم ثلاثاً. انتهى
    _________
    هذه الإضافة (الثالثة) استفدتها من فتوى في موقع الشبكة الإسلامية ، و كلمة [معظم] هذه من إضافتي .

    قيدت هذه الإضافة يوم السبت 18 / 4 / 2009
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:12 am

    قصة جميلة

    أولا : أقول : لم أتحقق من صحة حدوث القصة ، و إن كانت متواترة عند أهل اللغة و علوم القرءان ، و سمعتها من علماء كثيرين في علوم اللغة و علوم القرءان الكريم .
    ثانيا : بحثت عن القصة على النت عبر محركات البحث كي أنقلها لكم ؛ فلم أجدها إلا على منتديين اثنين أحدهما نقلها عن الآخر ، و مع ذلك لم أجدها مشوقة كما سمعتها و قرأتها ، بل وجدتها تختلف كثيرا عنها ؛ لذلك سوف أكتبها لكم بنفسي .
    و القصة تقول :
    عندما نزل القرءان الكريم على النبي صلى الله عليه و سلم ، تلاه النبي عليه الصلاة و السلام على كفار مكة (في الفترة المكية) ؛ فجاء مشركو قريش يقولون للنبي صلى الله عليه و سلم متحدييين إياه : (أليس هذا القرءان بلسان عربي مبين كما تقول ؟! إنك تقول : "تستهزئ" ، بينما العرب تقول : "تهزأ" ، كذلك فإنك تقول : "قسورة" و العرب تقول : "أسد و غضنفر و أبو الحارث و أسامة وووووووو إلى آخر أسماء الأسد" كما أنك تقول : "كبَّارا" بينما العرب تقول : "كبيرا" ، و تقول : "عجاب" و العرب تقول : "عجيب"
    و بعد هذه الاتهامات ، دخل عليهم المجلس أحد شيوخ الأعراب - أهل البادية - الأقحاح ، و كان قد تجاوزت سنُّه التسعين ، فلما رآه النبي صلى الله عليه و سلم فرح و سعد لذلك فضحك صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه .
    فظن هذا الشيخ الأعرابي أن النبي صلى الله عيه و سلم يضحك عليه لكبر سنّه و انحناء ظهره ، فقال الأعرابي : (أتستهزئ بي يا ابن قسورة العرب لأني رجلا كبارا ؛إن هذا لشئ عجاب) .
    ______________
    أسألكم الدعاء بظهر الغيب

    كتبه : محب العربية (أحمد)
    السبت 2 مايو 2009 ميلاديا (مسيحيا)
    الموافق 8 جمادى الأولى 1430 هجريا (إسلاميا)
    القاهرة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:16 am

    الاثنان ينسب الفعل إليهما وهو لأحدهما



    قال الله تعالى : "فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نِسيا حُوتَهُما"

    وكان النسيان من أحدهما لأنه قال: "فإني نسيت الحوت وما أنْسانيهُ إلا الشَّيطانُ".


    وقال تعالى: "مَرَجَ البَحْرينِ يَلْتَقيانِ"
    أي : كلاهما يجتمعان، وأحدهما عذب والآخر ملح: "وبينهما بَرْزَخٌ" أي حاجز، ثم قال: "يَخْرُجُ مِنْهُما اللؤلؤُ والمرْجانُ" وإنما يخرج من الملح لا من العذب.

    فقه اللغة للثعالبي
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:18 am

    مخاطبة اثنين ثم النص على أحدهما دون الآخر :

    العرب تقول: ما فعلتما يا فلان

    وفي القرآن: "فمن رَبُّكُمَا يا مُوسَى" ؛ حيث سأل فرعون موسى و هارون عليهما السلام لكنه خص الإجابة بموسى عليه السلام وحده .

    كذلك يقول الله تعالى : "فلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقى"، خاطب آدم وحواء ، ثم نصَّ في إتمام الخطاب على آدم وأغفل حواء. ( لأن آدم عليه السلام هو الذي يعمل و يكد و يشقى دون حواء) .

    المصدر : فقه اللغة للثعالبي
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:25 am

    بلاغة النملة :

    قال تعالى في سورة النمل[حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (1]
    ذكروا من بلاغة النملة في هذه الجملة ثلاث عشرة نكتة فقالوا
    النملة أحست وبادرت ونادت ونبهت وأمرت ونهت وأكدت ونصحت وبالغت وبينت وأنذرت وأعذرت ونفت
    وهذا بيانها أحست بقدوم سيدنا سليمان وجنوده
    وبادرت إلى إخبار جماعة النمل
    ونادت بقولها [يا]
    ونبهت باستخدام هاء التنبيه يا أي[هـا]
    وأمرت بقولها [ادخلوا مساكنكم]
    ونهت بقولها [لا يحطمنكم]
    وأكدت باستخدام نون التوكيد في [يحطمنكم]
    ونصحت قومها حين أمرتهم بالدخول حفاظا على سلامتهم
    وبالغت في قولها [لا يحطمنكم] يعني جميعا وهذا مبالغة
    وبينت من الذي سيحطمهم بقولها [سليمان وجنوده]
    وأنذرت قومها بالخطر الذي يهددهم
    وأعذرت جعلت العذر لسليمان وجنوده في قولها [لا يشعرون]
    ونفت عن سليمان وجنوده الشعور بهم في قولها [لا يشعرون]
    نقلا عن الدكتور فاضل السامرائي
    ___________________________

    معنى كلمة (نكتة) : ليست الطرفة منا في عاميتنا
    لكنها المسألة العلمية الدقيقة
    و هناك كتاب اسمه : (النكت على ابن الصلاح) في علم الحديث .
    ** كنت كتبت موضوع سابق من ملاحظاتي الشخصية اسمه : (بلاغة الجن)
    و اليوم أنقل لكم نبذة عن (بلاغة النملة)
    و غدا -إن شاء الله - أكتب لكم موضوع عن (بلاغة الهدهد)

    _____________________________

    ذَكَرَ الجاحظ في كتابِ "الحيوان" أنّ القرآنَ الكريمَ يدلُّ على أنّ للنّملةِ بياناً، وقولاً، ومنطقاً يفصلُ بين المعاني التي هي بسبيلها
    فلعلها مكلَّفة، ومأمورةٌ منهيَّة، ومُطيِعةٌ عاصية
    [الحيوان: ج:4، ص:9
    تح. عبد السلام محمد هارون،
    ط. مصطفى البابي الحلبي وأولاده، بمصر
    ط.2، 1385هـ / 1966م]

    ومن أمثال العرَب في النمل
    ألطف من ذَرَّةٍ وأضْبطُ مِنْ نملة
    [الحيوان: ج:4، ص:16]


    ____________________

    يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (شفاء العليل) :

    ويكفي في هداية النمل ما حكاه الله سبحانه في القرآن عن النملة التي سمع سليمان كلامها وخطابها لأصحابها بقولها: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} فاستفتحت خطابها بالنداء الذي يسمعه من خاطبته ثم أتت بالاسم المبهم ثم أتبعته بما يثبته من اسم الجنس إرادة للعموم ثم أمرتهم بأن يدخلوا مساكنهم فيتحصنون من العسكر ثم أخبرت عن سبب هذا الدخول وهو خشية أن يصيبهم معرة الجيش فيحطمهم سليمان وجنوده ثم اعتذرت عن نبي الله وجنوده بأنهم لا يشعرون بذلك وهذا من أعجب الهداية وتأمل كيف عظم الله سبحانه شأن النمل بقوله: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} ثم قال: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} فأخبر أنهم بأجمعهم مروا على ذلك الوادي ودل على أن ذلك الوادي معروفا بالنمل كوادي السباع ونحوه ثم أخبر بما دل على شدة فطنة هذه النملة ودقة معرفتها حيث أمرتهم أن يدخلوا مساكنهم المختصة بهم فقد عرفت هي والنمل أن لكل طائفة منها مسكنا لا يدخل عليهم فيه سواهم ثم قالت لا يحطمنكم سليمان وجنوده فجمعت بين اسمه وعينه وعرفته بهما وعرفت جنوده وقائدها ثم قالت وهم لا يشعرون فكأنها جمعت بين الاعتذار عن مضرة الجيش بكونهم لا يشعرون وبين لوم أمة النمل حيث لم يأخذوا حذرهم ويدخلوا مساكنهم ولذلك تبسم نبي الله ضاحكا من قولها وأنه لموضع تعجب وتبسم
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:28 am

    كتاب (لمسات بيانية) للأستاذ فاضل صالح السامرائي :

    للتحميل
    http://www.qassimy.com/prog/pafiledb...wnload&id=5692

    الصفحة
    http://www.qassimy.com/prog/pafiledb...e&id=5692&idP=
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:32 am

    (الإعجاز اللفظى للقرآن) للشيخ نشأت أحمد :


    https://www.youtube.com/watch?v=rQ4eNNcEzaM

    ___________________



    https://www.youtube.com/watch?v=2W41Yxqnyjg&feature=related


    ____________________



    https://www.youtube.com/watch?v=6mnd-xnF0YI&feature=related
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:34 am

    معنى حرف الجر ( مِن ) في قوله تعالى : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي )



    هل دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) يصلح لأن يقال كما هو ؟ لورود كلمة " ومن ذريتي " وليست : رب اجعلني مقيم الصلاة وذريتي ؟


    الحمد لِلَّه
    أولا :
    سياق الآيات في هذا المقطع من سورة إبراهيم عليه السلام ، يصور فيه مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام الضارع الخاشع الذاكر الشاكر ، وهو يدعو ربه الكريم ، ويتذلل بين يديه سبحانه ، ليرد الجاحدين إلى الاعتراف ، ويرد الكافرين إلى الشكر ، ويرد الغافلين إلى الذكر ، ويرد الشاردين من أبنائه إلى سيرة أبيهم لعلهم يقتدون بها ويهتدون .
    يقول سبحانه وتعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء * الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) إبراهيم/35-41
    وقد كان إبراهيم عليه السلام رحيما شفيقا بأمته وذريته ، فلم يكن يفوت فرصة إلا ويسأل الله سبحانه الخير لهم .
    ويبقى السؤال عن سبب مجيء حرف الجر ( مِن ) في قوله : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ) ، ولم يقل ( وذريتي ) .
    اختلف في ذلك المفسرون إلى قولين :
    القول الأول : وهو قول جماهير المفسرين ممن تكلم في هذه المسألة ، أن ( مِن ) هنا للتبعيض ، قالوا وهو تأدب من إبراهيم الخليل عليه السلام في دعائه الله سبحانه وتعالى ، حيث كان يعلم أن حكمة الله اقتضت وجود المؤمن والكافر ، والظالم والمحسن ، فكان دعاؤه مراعيا لما يعلمه من حكمة الله وسنته في خلقه ، كما قال سبحانه : ( وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ) الصافات/113
    يقول الزمخشري في "الكشاف" (1/634) :
    " ( ومن ذريتي ) وبعض ذريتي ، عطفا على المنصوب في ( اجعلني ) ، وإنما بعَّضَ لأنه عَلِمَ بإعلام اللَّهِ أنه يكون في ذريته كفار ، وذلك قوله : ( لا ينال عهدي الظالمين ) " انتهى .
    وانظر : "تفسير البيضاوي" (3/202) ، "تفسير أبي السعود" (5/54) ، "الجلالين" (335) ، "روح المعاني" (13/243)
    وفي القرآن الكريم مواقف عديدة من دعاء إبراهيم عليه السلام وتخصيصه ذريته بشيء من الدعاء ، وفي كل منها يأتي حرف الجر ( مِن )
    فانظر قوله سبحانه في سورة البقرة :
    ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة/124
    وكذلك قوله سبحانه وتعالى :
    ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة/128

    القول الثاني : عدم التسليم بكونها للتبعيض ، فقد كان الأنبياء يدعون لأقوامهم بصيغة التعميم وهم يعلمون سنة الله في خلقه حين كتب في الناس المؤمن والكافر وكتب من المؤمنين أيضا من يعذب بسبب ذنوبه في النار ثم يخرج منها ، ولم يكن ذلك اعتداء في الدعاء .
    فهذا نوح عليه السلام يقول : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً ) نوح/28
    وإبراهيم عليه السلام أيضا يقول : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ) ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )
    وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول : ( الّّلهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي ) رواه مسلم (202)
    قالوا والأنبياء يسألون الله أكمل ما يحبون لأنفسهم وذرياتهم وأقوامهم ، وإبراهيم عليه السلام يطمع أن تكون ذريته كلها مُوَحِّدَةً ، تعبد الله وتجتنب الأصنام ، وإن كان الشرك لا بد وأن يكون على الأرض ، ففي غير ذريته .
    يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في تفسيره المتميز "التحرير والتنوير" (7/445) :
    " و ( مِن ) ابتدائية ، وليست للتبعيض ؛ لأن إبراهيم عليه السلام لا يسأل الله إلا أكمل ما يحبه لنفسه ولذريته .
    ويجوز أن تكون ( مِن ) للتبعيض ، بناء على أن الله أعلمه بأن يكون من ذريته فريق يقيمون الصلاة وفريق لا يقيمونها ، أي : لا يؤمنون .
    وهذا وجه ضعيف ؛ لأنه يقتضي أن يكون الدعاء تحصيلا لحاصل ، وهو بعيد ، وكيف وقد قال ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ) ولم يقل : ومن بني " انتهى .
    أو يقال إنها لبيان الجنس ، فإن تقدير الآية : ( واجعل من ذريتي مقيمي الصلاة ) ، والمعنى : واجعل جنس ذريتي مقيمي الصلاة ، كقوله تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29 . انظر "مغني اللبيب" (420-421)
    وهذا الوجه أقرب .
    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير البقرة 2" (33) في قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة/124 :
    قوله تعالى: ( وَمِن ذُرِّيَّتِي ) أي واجعل من ذريتي إماماً ؛ وهنا ( مِن ) يحتمل أنها لبيان الجنس ؛ وبناءً على ذلك تصلح ( ذريتي ) لجميع الذرية ؛ يعني: واجعل ذريتي كلهم أئمة ؛ ويحتمل أنها للتبعيض " انتهى .
    ثانيا :
    إذا فهم ما سبق تبين أنه لا بأس للمسلم أن يدعو بالصيغة نفسها التي جاءت في القرآن الكريم ، فقد تبين أنها ليست للتبعيض ، وأن الدعاء بها ينال جميع الذرية .
    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح" (30/14) :
    " الدعاء بقوله : ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) من دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام لا بأس به " انتهى بتصرف .
    ثالثا :
    تنبيه على بدعة منتشرة تتعلق بقراءة هذه الآية بعد إقامة الصلاة .
    جاء في أسئلة اللقاء الشهري (23/10) مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي :
    " بعض الإخوة من المصلين يقول بعد انتهاء المؤذن من الإقامة إما : ( أقامها الله وأدامها ما دامت السماوات والأرض ) وإما أن يقرأ قول الله تعالى عن إبراهيم : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) فما رأي فضيلتكم في هذا الدعاء في هذا المقام خاصة ، أقصد قراءة الآية ، هل ينكر على الإنسان مع أنه يدعو بها ، وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء بعد الإقامة ، أرجو التوضيح أثابكم الله ؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    " الإقامة ليس بعدها دعاء ، وإنما يشرع الإمام بالصلاة بعد انتهاء الإقامة وبعد أن يسوي الصفوف بنفسه أو بنائبه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يمكن أن يكبر للصلاة حتى تستوي الصفوف ، حتى إنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يجوب الصف من أوله إلى آخره يمسح بالمناكب والصدور ، يقول : استووا ، ولما كثر الناس في زمن عمر وعثمان ، صار الخليفة يوكل رجالاً يجوبون الصفوف يتفقدونها بعد الإقامة ، فإذا جاءوا وقالوا : إن الصفوف على ما ينبغي كبروا للصلاة ، وليس بعد الإقامة دعاء .
    وأما قوله : أقامها الله وأدامها مادامت السماوات والأرض . فإن قوله : ( ما دامت السماوات والأرض ) لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وأما قول : ( أقامها الله وأدامها ) فهذه تقال عند قول: ( قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ) لأن فيها حديثاً ضعيفاً ، وهذا الحديث الضعيف لا يعمل به عند جماعة من العلماء ، ولهذا فلا يقال : أقامها الله وأدامها لا بعد قوله : قد قامت الصلاة ، ولا بعد انتهائه من الإقامة .
    وأما الدعوة بدعوة إبراهيم : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) فهذه أيضاً لا أصل لها إطلاقاً ، ولم يرد الدعاء بها عن السلف ، فتركها أولى وأحسن " انتهى .
    والله أعلم .



    الإسلام سؤال وجواب
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:39 am

    الشيخ الشعراوي يرد على من يطعن في القرآن بقوله تعالى : (و المقيمين الصلاة) :

    https://www.youtube.com/watch?v=OEON10U2hLg


    تعليقي على المقطع :



    الشيخ - رحمه الله - أوضح في آخر المقطع الحكمة من كسر الإعراب و هو أهمية إقامة الصلاة ، و ذكر أن هذا ليس بخطأ نحويا ؛ لأن كلمة (المقيمين) ستكون منصوبة على الاختصاص (يعني تكون : مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره "أخصُّ") ، منصوب ، و علامة نصبه الياء (كونه جمع مذكر سالم) .

    و للعلم ، هذه الآية لم تحتج إلى رد الشيخ الشعراوي (رحمه الله و جزاه عنا خيرا) ؛ لأن الشيخ لم يضف جديدا فيها ، بل إنها مشهورة جدا عند طلبة علم النحو ، و موجودة في كتب النحو منذ القدم ، لكن المشكلة هي أن أمة (اقرأ) لا تقرأ !!

    و لهذا رددت على صاحب المقطع قائلا : (جزاك الله تعالى خيرا يا واضع المقطع
    و أنصحكم بكتاب (مشكل القرآن) لابن قتيبة الدينوري (المتوفى في القرن الثالث الهجري) ففيه الرد على كل هذه الشبهات ، و النصارى ينقلون منه الشبهة دون الرد عليها لعلمهم و تأكدهم أن أمة اقرأ لا تقرأ تراثها !!)

    و قد ذكر النحاة - على حد علمي القليل - أن كلمة "المقيمين" منصوبة هنا على الاختصاص (كما قال الشيخ) ، أو على المدح (بمعنى : و أمدح المقيمين) .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:43 am

    الفعل يأتي بلفظ الماضي وهو مستقبل وبلفظ المستقبل وهو ماض


    قال الله تعالى: "أتى أمرُ اللهِ": أي يأتي.

    وقال جل ذكره: "فَلاَ صَدَّ قَ وَلاَ صَلَّى"، أي لم يصدّق ولم يصلّ .

    وقال عزّ مِن قائل في ذكر الماضي بلفظ المستقبل: "فَلِمَ تَقتُلون أنْبياءَ اللهِ من قَبلُ" أي لِمَ قَتَلتُم؟

    وقال تعالى: "واتَّبَعوا ما تَتْلوا الشَّياطينُ"، أي ما تلت.

    وقد تأتي كان بلفظ الماضي ومعنى المستقبل، كما قال الشاعر:

    فَأدْرَكْتُ مَنْ كانَ قَبلي ولَم أدَع * لِمن كان بَعدي في القَصائد مَصْنَعا

    أي لمن يكون بعدي.

    وفي القرآن: "وكان اللهُ غَفوراً رَحيماً" أي كان ويكون وهو كائن الآن جلّ ثناؤه.





    نقلا من كتاب أسرار العربيةلأبي منصور الثعالبي رحمه الله
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:44 am

    و من موقع (الإسلام سؤال و جواب) أنقل الآتي :

    تفسير قوله : ( آتاني الكتاب وجعلني نبيا)
    السؤال: في قوله تعالى من سورة مريم بسم الله الرحمن الرحيم : ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً ) مريم/30 . صدق الله العظيم . سؤالي : ما هو الكتاب الذي كان يعنيه سيدنا عيسى عليه السلام ، هل هو الإنجيل ؟ وإذا كان هو ، كيف يعطى لطفل في المهد ؛ هل يعني أنه يحفظه غيبا ؟ وكيف علمه للناس ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    المقصود بالكتاب في قوله تعالى : ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) مريم/30 - هو الإنجيل ، وقد عبر بلفظ الماضي ( آتاني) ليدل على تحقق الوقوع ، فسيؤتيه الله الكتاب مستقبلا ، أو أن المراد : قضى أن يؤتيني الكتاب .
    قال عكرمة : " ( آتَانِيَ الْكِتَابَ ) أي: قضى أنه يؤتيني الكتاب فيما قضى " حكاه ابن كثير عنه في تفسيره (5/ 229).
    وقال الشنقيطي رحمه الله في "أضواء البيان" : " وقوله : في هذه الآية الكريمة : ( آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً )، التحقيق فيه إن شاء الله : أنه عبر بالماضي عما سيقع في المستقبل تنزيلاً لتحقق الوقوع منزلة الوقوع . ونظائره في القرآن كثيرة ، كقوله تعالى: ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) ، وقوله تعالى: ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ)- إلى قوله -: ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) ، وقوله تعالى: ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ) فهذه الأفعال الماضية المذكورة في الآيات بمعنى المستقبل ، تنزيلاً لتحقق وقوعه منزلة الوقوع بالفعل ، ونظائرها كثيرة في القرآن.
    وهذا الذي ذكرنا ـ من أن الأفعال الماضية في قوله تعالى: ( آتَانِيَ الْكِتَابَ ) الخ، بمعنى المستقبل هو الصواب إن شاء الله . خلافاً لمن زعم أنه نبىء وأوتي الكتاب في حال صباه ، لظاهر اللفظ " انتهى .
    والله أعلم .



    الإسلام سؤال وجواب
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:50 am

    ما يقع على الواحد والجمع

    - من ذلك الفُلك، قال الله تعالى: "في الفُلكِ المَشحونِ"

    فلما جمعه قال: "والفُلكِ التي تَجري في البَحرِ".

    ومن ذلك قولهم: رَجُل جُنُبٌ ورِجال جُنُبٌ،

    وفي القرآن: "وإن كنتم جُنُبا فاطَّهَروا".

    ومن ذلك العدو. قال تعالى: "فإنهُمْ عَدُوٌ لي إلا رَبَّ العالمين"

    وقال: "وإن كانَ مِن قومٍ عَدوٍ لَكُم وهوَ مُؤمِنٌ".

    ومن ذلك الضيف: قال الله عزّ وجلّ: "هؤلاء ضَيْفِي فَلا تَفْضَحونِ".

    المصدر : فقه اللغة للثعالبي
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 2:58 am

    أقسام الخبر (من علم المعاني)

    عن "ابن الأنبارى" أنه قال :
    ركب "الكندى" المتفلسف إلى "أبى العبَّاس" [أى المبرد] وقال له:
    إنى لأجد فى كلام العرب حشوا.
    فقال له أبو العباس: فى أى موضع وجدته ذلك؟

    فقال: أجد العرب يقولون: "عبد الله قائم" ثم يقولون "إن عبد الله قائم"
    ثم يقولون: "إن عبد الله لقائم"

    فالألفاظ متكررة ، والمعنى واحد.

    فقال أبو العباس: بل المعانى مختلفة لاختلاف الألفاظ.

    (تعليق لى :يقول علماء اللغة اختلاف المبنى-الالفاظ و الحروف - يؤدي الى اختلاف المعنى .و هذه قاعدة يؤمن بها كل علماء اللغة )
    فقولهم: "عبد الله قائم" إخبار عن قيامه.
    وقولهم: "إن عبد الله قائم" جواب عن سؤال سائل
    وقوله: "إن عبد الله لقائم" جواب عن إنكار منكر قيامه

    فقد تكررت الألفاظ لتكرر المعانى
    قال: فما أحار المتفلسف جوابا


    ******************

    إضافة :

    **يقسم علماء البلاغة أنواع الكلام الخبري (الكلام الذي يحتمل الصواب و الخطأ ،يحتمل التصديق و التكذيب) إلى ثلاثة أقسام :

    1- خبر ابتدائي :مثل (محمد رسول الله)

    حيث تخبر بهذ الجملة من هو خال الذهن تماما من هذه القضية(تقولها لشخص لا يعرف أن محمدا صلى الله عليه و سلم رسول الله).

    2- خبر طلبي : مثل (إن محمدا رسول الله).

    تخبر بها من تجده مترددا في التصديق بها ؛ فتؤكدها له بـ (إن)التوكيدية .

    3- خبر إنكاري : مثل: (إن محمد لرسول الله) أو (و الله إن محمدا لرسول الله).

    تخبر بها شخصا ينكر رسالة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فتؤكد له جملتك بأكثر من أداة توكيد إما بأداتين (إن و لام التوكيد المزحلقة )أو بثلاث أدوات(بزيادة القسم بالله عليها).


    ***********************

    مثال تطبيقي من القرءان الكريم :

    ****************
    يقول الله تعالى حكاية عن رسل المسيح عليه السلام الى أهل أنطاكية(كما يقول جمهور المفسرين و الله اعلم) :
    (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ).

    فلما كذبهم أهل القرية استخدموا الخبر الطلبي حيث أكدوا كلامهم بأداة توكيد واحدة فقط هى (إن) .

    (... قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ، قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ، وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ).

    فلما اشتد أهل القرية في تكذيبهم و إنكار رسالتهم استخدم الرسل الخبر الإنكاري فأكدوا كلامهم بأداتين (إن و اللام التوكيدية المزحلقة)


    بتصرف من موضوع لي كتبته يوم 5 /9 /2008 ميلاديا
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 3:14 am

    كلمة أمة جاءت في القرآن الكريم بأربعة معاني هي:

    1. الأمّة بمعنى المِلّة: أي العقيدة كما في قوله تعالى (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) يونس) (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الانبياء).

    2. الأمّة بمعنى الجماعة كما في قوله تعالى (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)) الأعراف)

    3. الأمّة بمعنى الزمن كما في قوله تعالى (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( هود) (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يوسف)

    4. الأمة بمعنى الإمام كما في قوله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) النحل) أي القُدوة.

    وقوله تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) البقرة) في سورة البقرة الأمة هنا بمعنى العقيدة الواحدة والمِلّة الواحدة. وهذه الآية لخّصت تاريخ البشرية من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة.ومعناها أن الناس كانوا على عقيدة واحدة من عهد آدم إلى زمن ما قبل نوح حيث بدّلوا عقيدتهم. فالدين واحد والغقيدة هي الإيمان بالله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)) (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)) آل عمران). وكأن في الآية جملة مقدّرة (كان الناس أمة واحدة فضلّوا وتفرقوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين).
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية) Empty رد: خواطر و سوانح محبٍّ للعربية مع كتاب الله تعالى (فوائد لغوية في محاسن العربية)

    مُساهمة من طرف أحمد السبت مايو 01, 2010 3:16 am

    لماذا قال تعالى : (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) ، و لم يقل (يرضوهما) ؟


    قال الله تعالى في سورة التوبة 62: " يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ"
    فلمَ لمْ يقل أحق أن يرضوهما؟
    إرضاء الله تعالى وإرضاء رسوله عليه الصلاة والسلام أمر واحد وليسا أمرين مختلفين، فمن أرضى الله تعالى فقد أرضى رسوله، ومن أرضى الرسول فقد أرضى الله عز وجل.
    قال الله تعالى: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً" ـ النساء:80
    لذلك وحد الضمير العائد عليهما للتأكيد على أن إرضاءهما واحد وسيلةً وغاية.

    بقلم د.فاضل السامرائي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 3:43 am