من أمثال أهل بغداد: "جهل يعولني خير من علم أعوله". وفي ذلك يقول بعضهم:
وما أصنع بالعلـم إذا أعطيت بالجهل
ومن أمثالهم: "كف بخت خير من كنز علم". ومن أشعارهم:
المال يستر كل عيب في الـفـتـى والمال يرفع كـل نـذل سـاقـط
فعليك بالأموال، فاقصد جمـعـهـا واضرب بكتب العلم عرض الحائط
ولابن أبي البغل:
الصفو يصفر آمناً، ولأجـلـه حبس الهزار لأنـه يتـرنـم
لو كنت أجهل ما علمت لسرني جهلي، كما قد ساءني ما اعلم
ومما ينسب إلى الجاحظ في ذم العلوم، وهو منحول إياه، موضوع على لسانه، إنه قيل له: ما تقول في القرآن، قال: رياضة الصغير، ومعول الضرير، لا ينال منه الغنى ولا تدرك به الدنيا. قيل: فالأثر والحديث. قال: متناقض الأصول، قليل المحصول، همه مدر وآله محارف. قيل: فالفقه، قال: يعتقد بالآراء، ويتقلد بالأهواء، دقيقه لا يدرك، وجليله لا يتفق. قيل: فالكلام، قال: يستوعب الخواطر ويستكد الضمائر، وصاحبه معرض للتفكير، وهو من علوم المدابير. قيل: فالفلسفة، قال: كلام مترجم وعلم مرجم، بعيد مداه، قليل جدواه، مخوف على صاحبه بطش الملوك وعداوة العامة. قيل: فالطب، قال: رأي مستعجل، وقياس منتحل، موضوع على التخمين والحدس، وتعليل النفس، لا يوصل منه إلى الحقيقة، ولا يحكم له بالوثيقة. قيل: فالتنجيم، قال: صوابه عسير، وغلطه كثير، وكله ترجيم وشيطانه رجيم، حرفه محدود، وصاحبه محروم. قيل: فالتعبير، قال: ظنون وحسبان، لا يثبت به دليل، ولا يقوم عليه برهان، علم ضعيف، وبضاعة كفيف.