الهمزة
الهمزة المفردة
الهمزة المفردة
تأتي لعدد من الوجوه :
أولاً : همزة الاستفهام :
حرف مشترك يدخل على الأسماء والأفعال وحقيقته طلب الفهم ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، نحو : أمحمد موجود ؟
أحكام همزة الاستفهام
1 ـ جواز حذفها سواء تقدمت على ( أم ) نحو : في الصباح حضرت أم في المساء .
والتقدير : أفي الصباح حضرت . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة * :
فو الله ما أدري وإن كنت رامياً بسبع رميت الجمر أم بثمان
الشاهد في البيت قوله : ( بسبع ) وتقدير الكلام ( أبسبع ) فحذف الهمزة .
أو لم تتقدمها كقول الكميت بن زيد الأسدي ** :
ــــــــــــــــــ
* عمر بن أبي ربيعة : هو أبو الخطاب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة القرشي المخزومي ، ولد سنة 22 هـ ونشأ في المدينة كان أشعر شعراء قريش وأرق أصحاب الغزل ، وأوصف الشعراء لأحوال النساء شب في نعيم ، وقال الشعر صغيراً ، وشبب بالنساء ، ووصف أحوالهن ، وتعرض للمحصنات العفيفات من نساء قومه عند خروجهن للحج ، وقد غزا في البحر فاحترقت به سفينته سنة 93 للهجرة النبوية الشريفة .
** الكميت الأسدي : هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن ربيعة الأسدي ويكنى أبا المستهل ، شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، فصيح ، من شعراء مضر وألسنتها ، والمتعصبين على القحطانية القارعين لشعرائهم ، سكن الكوفة ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ، وقد مدح أهل البيت في أيام معاوية وقصائده الهاشميات من جيد شعره .
الهمزة
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب
يريد : أذو الشيب يلعب .
2 ـ التقرير : وفي هذه الحالة يليها المسؤول عنه مباشرة وهو ما يقتضى تقريره .
نحو : أضرب محمد محموداً ، وأمحمدٌ ضرب محموداً ، وأمحموداً ضرب محمد . ففي المثال الأول تقرر الفعل ، وفي المثال الثاني تقرر الفاعل ، وفي الثالث تقرر المفعول به ، ولذلك وجب أن يأتي المسئول عنه بعد الهمزة مباشرةً .
3 ـ أن تدخل همزة الاستفهام على الإثبات .
نحو قوله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله )(1) .
وتدخل على النفي . نحو قوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك )(2) .
4 ـ أن ترد لطلب التصوير . نحو : أمدير المدرسة موجود أم الوكيل .
ويكون الجواب بتعيين أحد الأمرين المستفهم عنهما . كما ترد للتصديق ويكون الجواب بنعم أو لا نحو : أفاز المتسابق ؟ وجميع أدوات الاستفهام مختصة بطلب التصوير إلا ( هل ) فهي مختصة بطلب التصديق .
5 ـ أن تأتي في أول الكلام ( تمام تصديرها ) فلا تذكر بعد ( أم ) التي للإضراب كما يذكر غيرها من أدوات الاستفهام فلا نقول : أفاز محمد أم أفشل ؟ بل نقول أفاز محمد أم هل فشل ؟ كما أنها تتقدم على حروف العطف ، نحو قوله تعالى ( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض )(3) ، وقوله تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )(4) وقوله تعالى ( أثم إذا ما وقع آمنتم به )(5) بينما تتأخر حروف الاستفهام عن حروف العطف كما في قوله تعالى ( وكيف تكفرون
ـــــــــــــــــ
(1) فاطر [8] (2) الشرح [3] (3) الأعراف [185] .
(4) الغاشية [17] (5) يونس [51] .
الهمزة
وأنتم تتلى عليكم آيات الله )(1) ، وقوله تعالى ( فأي الفريقين أحق بالأمن )(2) وقوله تعالى (فبأي آلاء ربكما تتمارى )(3) ، وقوله تعالى ( فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين )(4) ، وقوله تعالى ( فهل يهلك إلا القوم الفاسقون )(5) .
6 ـ إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل تثبت همزة الاستفهام وتسقط همزة الوصل ، لأن همزة الوصل إنما أتى بها للتوصل بها إلى النطق بالساكن الذي بعدها . فلما أدخلت عليها همزة الاستفهام استغني عنها فأسقطت وسدت همزة الاستفهام مسدها .
نحو : أشتريت الكتاب ؟ ، ومنه قوله تعالى ( أستكبرت أم كنت من العالين )(6) .
وقوله تعالى ( أتخذتم عند الله عهداً )(7) ، ومنه قول ذو الرمة * :
أستحدث الركب عن أشياعهم خبراً أم راجع القلب من أطرابه طرب ؟
أما إذا كانت همزة الوصل مع لام المعرفة مدت همزة الوصل ، لئلا يشتبه الاستفهام بالخبر نحو : آلرجل قال ذلك أم المرأة .
ومنه قوله تعالى ( آلله خير أم يشركون )(8) ، وقوله تعالى ( آلذكرين حرم أم الأنثيين )(9) .
ـــــــــــــــــ
(1) آل عمران [101] (2) الأنعام [81] (3) النجم [55] .
(4) التكوير [26] (5) الأحقاف [35] (6) ص [75] .
(7) البقرة [80] (8) النحل [59] (9) الأنعام [143] .
* ذو الرمة : أبو الحارث غيلان بن عقبة بن نهيش بن مسعود العدوي ولد سنة 77 هـ وكان مقيماً في البادية ، ويحضر إلى البصرة واليمامة كثيراً . شاعر من فحول الطبقة الثانية الإسلامية كان دميماً شديد القصر يضرب لونه إلى السواد ، كان أكثر شعره تشبيباً ، وكان أطلال ، فهو أحد عشاق العرب المشهورين توفي سنة 117 هـ .
الهمزة
ومنه قول معن بن أوس * :
فو الله ما أدري آألحب شفه فسل عليه جسمه أم تعبدا
وإذا دخلت همزة الاستفهام على ألف القطع المفتوحة كان لك الخيار في ثلاثة أوجه :
1 ـ إما أن تهمزهما همزتين مقصورتين نحو : أأحسنت إلى أخيك .
2 ـ أو تدخل بينهما ألفاً استثقالاً للجمع بينهما نحو : أأحسنت إلى أخيك بهمزتين ومدة .
3 ـ أو تجعلهما همزة واحدة مطولة نحو آحسنت إلى أخيك بتقدير دخول ألف بين الهمزتين ، وتصير همزة الاستفهام مع الألف همزة مد ثم تلين همزة القطع وتترك نبرتها وتروم حركتها بلا نبرة ، أي : تختلس نحو قوله تعالى ( آأنت قلت للناس )(1) وقوله تعالى ( آأرباب متفرقون )(2) ومنه قول ذو الرمة :
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أمُ سالم
أما إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع المفتوحة المتلوة بألف ، همزت همزة واحدة مطولة دون التفريق بين الهمزتين بألف ، أو إرامة الفتحة " اختلاس حركتها " . نحو : أآثرت محمداً على أحمد . ومنه قوله تعالى ( قال فرعون أآمنتم به )(3) .
وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع المضمومة فلك فيها أربعة أوجه .
ـــــــــــــــ
(1) المائدة [116] (2) يوسف [39] (3) الأعراف [123] .
* معن بن أوس : هو معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني ، شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهلية والإسلام ، له مدائح في جماعة من الصحابة ، رحل إلى الشام والبصرة وكف بصره في آخر أيامه ، له أخبار مع عمر بن الخطاب ، وكان معاوية يفضله ويقول أشعر أهل الإسلام كعب بن زهير ومعن بن أوس ، وهو من شعراء الطبقة الثانية .
الهمزة
1 ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين نحو : أأعطيك الكتاب .
2 ـ أو تدخل ألفاً بينهما نحو : آأعطيك الكتاب . بهمزتين ومدة .
3 ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة نحو : أؤعطيك الكتاب . بهمزة مقصورة ، وواواً مضمومة .
4 ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة وتمد همزة الاستفهام نحو : آؤعطيك الكتاب . ومنه قوله تعالى ( قل آؤنبئكم بخير من ذلكم )(1) ، وقوله تعالى ( آؤنزل عليه الذكر من بيننا )(2) .
أما إذا كانت همزة القطع مكسورة ودخلت عليها همزة الاستفهام فلك فيها أيضاً أربعة أوجه هي :
1 ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين ، نحو : أإنك مقيم .
2 ـ أن تجعلهما همزتين ومدة ، نحو : آإنك مقيم .
3 ـ أن تقلب همزة القطع ياء مكسورة ، نحو : أينك مقيم .
4 ـ أو تجعلهما همزة مطولة وياء مكسورة ، نحو : آينك مقيم .
ومنه قوله تعالى ( أينك لأنت يوسف )(3) ، وقوله تعالى ( قل أينكم لتكفرون )(4) ، وقد قرئت الآيتان السابقتان ومثلهما على الوجوه السابقة كلها .
وقد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فترد لمعان كثيرة هي :
1 ـ تأتي للتسوية : فتقع بعد كلمة سواء أو ما أبالي أو ما أدري ، وعندئذ يمكن تبديل الهمزة بمصدر مؤول يعرب في محل رفع مبتدأ مؤخر . نحو قوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )(5) ، فقد جاءت همزة التسوية بلفظ الاستفهام .
ــــــــــــــــ
(1) آل عمران [15] (2) ص [8] (3) يوسف [90] .
(4) فصلت [9] (5) البقرة [6] .
الهمزة
التقدير : إنذارهم ، ومنه قوله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم )(1) .
2 ـ تأتي للتقريع : وهو توقيف المخاطب على ما يعلم ثبوته ، أو نفيه ، نحو قوله تعالى ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )(2) .
3 ـ تأتي للتحقيق : كقول جرير * :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
4 ـ للإنكار الإبطالي : وهذا يقتضي أنَّ ما بعد الهمزة غير واقع ، نحو قوله تعالى ( أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً )(3) .
5 ـ الإنكار التوبيخي : ويقتضي أن ما بعد الهمزة واقع ، وأن فاعله ملوم نحو قوله تعالى ( أغير الله تدعون )(4) ، وقوله تعالى ( أتعبدون ما تنحتون )(5) .
6 ـ تأتي للتهديد : نحو قوله تعالى ( ألم نهلك الأولين )(6) .
7 ـ للتنبيه : نحو قوله تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء )(7) .
8 ـ للتعجب : نحو قوله تعالى ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل )(8) ، ومنه قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم )(9) .
ـــــــــــــــ
(1) المنافقون [6] (2) المائدة [116] (3) الإسراء [40] .
(4) الأنعام [40] (5) الصافات [95] (6) المرسلات [16] .
(7) الزمر [21] (8) الفرقان [45] (9) المجادلة [14] .
* جرير : هو بن حذيفة الخطفي بن بدر بن كليب بن يربوع التميمي أشعر أهل عصره ، ولد سنة 28 هـ في اليمامة ومات فيها سنة 110 هـ ، أمضى عمره يساجل ويناضل شعراء زمانه ، كان هجاءً مراً فلم يثبت أمامه إلا الفرزدق ، والأخطل ، كان عفيفاً ومن أغزل الناس شعراً ، يكنى بأبي حرزة ، وقد جعله ابن سلام في الطبقة الأولى لفحول شعراء الإسلام ، ويشبه من شعراء الجاهلية بالأعشى .
الهمزة
ومنه : أيكون مثل هذا .
9 ـ التذكير : نحو قوله تعالى ( ألم يجدك يتيماً فآوى )(1) .
10 ـ الاسترشاد كقولك للعالم : أيجوز كذا وكذا . ومنه قوله تعالى ( أتجعل فيها من يفسد فيها )(2) .
11 ـ الأمر : نحو قوله تعالى ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم )(3) ، والتقدير أسلموا .
12 ـ الاستبطاء : نحو قوله تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم )(4) .
13 ـ تأتي للتهكم : نحو قوله تعالى ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا )(5) .
14 ـ معاقبة حرف القسم : نحو آلله لقد حضر والدك . فالهمزة عوض من حرف القسم المحذوف ، والتقدير : والله لقد حضر والدك .
نماذج من الإعراب على همزة الاستفهام
قال عمر بن أبي ربيعة :
فو الله ما أدري وإن كنت رامياً بسبع رميت الجمر أم بثمان
وفي بعض الروايات " لعمرك ما أدري " وكلها للقسم .
الفاء : حسب ما قبلها ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والواو للقسم حرف جر مبني على الفتح ، الله : لفظ الجلالة مجرور بالكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر في محل رفع ، والمبتدأ محذوف وجوباً لما ما في الخبر من إشعار بالقسم .
ـــــــــــــــــ
(1) الضحى [6] (2) البقرة [30] (3) آل عمران [20] .
(4) الحديد [16] (5) هود [87] .
الهمزة
والتقدير : فوالله قسم ، ( ما أدري ) ما : نافية لا عمل لها حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أدري : فعل مضارع ينصب مفعولين وعلق عنهما بالهمزة المقدرة قبل قوله بسبع الآتي ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، ( وإن ) الواو واو الحال ، إن زائدة ، ( كنت ) كان : فعل ماضي ناقص والتاء اسمها ، ( دارياً ) خبر كان منصوب بالفتحة ( بسبع ) جار ومجرور متعلقان بقوله رمين الآتي ، ( رمين ) رمى : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، ( الجمر ) مفعول به لرمين ، ( أم ) حرف عطف مبني على السكون ، ( بثمان ) جار ومجرور معطوف على قوله بسبع .
قال تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ) .
ألم : الهمزة للاستفهام التقريري ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
لم : حرف جزم ونفي وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
نشرح : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن يعود على لفظ الجلالة بصيغة الجمع .
لك : جار ومجرور ، حرف الجر زائد ، وكاف الخطاب يعود على محمد صلى الله عليه وسلم .
صدرك : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف والكاف في محل جر بالإضافة .
قال تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )
أفلا : الهمزة للاستفهام التوبيخي ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له ، والفاء حرف عطف على مقدر يقتضيه المقام أي يخلق الله سبحانه وتعالى ما يخلق من القرائن الدالة على قدرته وعظمته فلا ينظرون إليها ، ومنه قوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور )(1) ، فالفاء في ( أفلا ) عاطفة أيضاً والعطف بها على مقدر يقتضيه المقام .
والتقدير : يفعل الإنسان ما يفعل من القبائح فلا يعلم عندما تقوم الساعة أن ربه خبير بما فعل .
ولا : نافية لا عمل لها .
ينظرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
إلى الإبل : جار ومجرور متعلقان بينظرون .
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .
خلقت : خلق فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء تاء التأنيث الساكنة يعود على الإبل ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .
قال تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) .
سواء : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة .
عليهم : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بسواء .
أأنذرتهم : الهمزة حرف تسوية مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
أنذر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل ، ( هم ) ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخر .
التقدير : إنذارهم وعدمه متساويان ، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل له من الإعراب ، جملة اعتراضية اعترضت بين اسم إن وخبرها .
ــــــــــــــــ
(1) العاديات [9] .
الهمزة
أم : حرف عطف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .
لم : حرف نفي وجزم وقلب .
تنذرهم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ( وهم ) ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
قال جرير :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
الهمزة : حرف استفهام يفيد التحقيق ، ليس : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع اسم ليس ، والميم علامة جمع المذكر .
خير : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وجملة ( ألستم خير ) ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
من : اسم موصول مبني على السكون بمعنى الذي في محل جر بالإضافة .
ركب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
المطايا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر ، وجملة ( ركب المطايا ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وأندى : الواو حرف عطف مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، أندى : معطوف على خير منصوب بالفتحة المقدرة على آخره للتعذر ، وهو مضاف .
العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
بطون : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .
راح : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
الهمزة
ثانياً : تأتي الهمزة لنداء القريب . كقول امرئ القيس * :
أ فاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزعمت صرمى فأجملي
ومنه قول جميل بثينة ** :
أ بثين إنك قد ملكت فاسجحي وخذي بحضك من كريم واصل
ثالثاً : وتأتي الهمزة فعلاً :
فهي فعل أمر من الفعل الماضي ( وأى ) بمعنى ( وعد ) ومضارعه ( يئى ) والأمر منه ( إ )(1) وهو فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ومنه قول الشاعر في البيت الملغز *** :
إن هندُ الجميلة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء(2)
ـــــــــــــــــ
(1) أنظر الإفصاح تحقيق سعيد الأفغاني ص 64 والانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الإعراب لعلي بن عدلان النحوي ص 16 .
(2) روي البيت في مغني اللبيب ج 1 ص 19 .
إن هندُ الجميلة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء
* أمرؤ القيس : هو أمرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي ، يماني الأصل نجدي المولد عام 130 قبل الهجرة النبوية الشريفة الموافق لعام 497 م أشعر شعراء العرب قاطبة ، وسيد الطبقة الأولى لفحول الشعراء الجاهليين واسمه حندج ، وقيل مليكه ، وغلب عليه لقبه ، كان أبوه ملك أسد وغطفان ، وأمه أخت المهلل ، وقد شبب بالنساء وتعاطى الخمر ، ونادم الصعاليك ، مما أثار حنق والده عليه فنفاه إلى حضرموت ، توفي في أنقرة لقروح أصابته عام 80 قبل الهجرة .
** جميل بثينة : هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي ، يلقب بأبي عمرو شاعر إسلامي من عشاق العرب ، افتتن ببثينة إحدى فتيات العرب ، فتناقل الناس أخبارها ، وأكثر شعره في النسيب والغزل والفخر ، وهو أحد الشعراء العذريين ، وفد على عبد العزيز بن مروان ، فأكرم وفادته ، وأمر له بمنزل بالشام أقام فيه قليلاً ، ثم مات سنة 82 هـ .
*** البيت بلا نسبة في المغني ، ولا الإفصاح للفارقي وهو في الانتخاب ص 16 وقد نسبه المحقق لأبي يعقوب يوسف بن الدباغ النحوي الصقلي نقلاً عن بغية الوعاة للسيوطي ج 2 ص 356 وذكره صاحب الأمالي الشجرية ج 1 ص 306 .
الهمزة
نماذج من الإعراب
نماذج من الإعراب
قال امرؤ القيس :
أ فاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزعمت صرمي فأجملي
أ فاطم : الهمزة حرف لنداء القريب مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب .
فاطم : منادى مرخم وأصله فاطمة حذفت منه التاء عند النداء ، مبني على الضم في محل نصب على لغة من لا ينتظر .
مهلاً : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير تمهلي مهلاً .
بعض : مفعول به لمفعول محذوف والتقدير : اتركي بعض هذا التدلل ، وبعض مضاف ، هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
التدلل : بدل أو عطف بيان على اسم الإشارة مجرور بالكسرة الظاهرة .
وإن : الواو حرف عطف ، إن حرف شرط لازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الكسرة في محل رفع اسم كان .
قد أزمعت: قد حرف تحقيق مبيني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له ، أزمعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الكسر في محل رفع فاعل .
صرمى : مفعول به ، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه ، والجملة ( قد أزمعت صرمي ) في محل نصب خبر كان .
فأجملي : الفاء واقعة في جواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
أجملي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وياء المؤنثة المخاطبة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط
الهمزة
قال الشاعر :
إن هند المليحة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء
إن : فعل أمر للمؤنث مؤكد بالنون الثقيلة من الفعل وأي ، بمعنى وعد . وأصل هذا الأمر ( تئين ) مثل ( تفين ) فحذفت التاء للمواجهة ، وحذفت النون للأمر ، كما حذفت لام الفعل وهي الياء لالتقاء الساكنين ، وانحذفت ياء الضمير لئلا يلتقي ساكنان أيضاً وبقت الكسرة للدلالة على الياء المحذوفة وانحذفت النون الأولى لأنها ساكنة مدغمة فلم يبق غير عين الفعل وهي الهمزة فقلت ( إ ) ثم اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فقلت ( إن ) .
هند : منادى مبني على الضم بحرف نداء محذوف .
المليحة : بالفتح صفة لهند على الموضع منصوبة بالفتحة ، وبالضم صفة لهند على المحل مرفوعة بالضمة ( كما هو الحال في رواية مغني اللبيب التي أشرنا إليها في الهامش ) .
الحسناء : صفة منصوبة لمفعول به محذوف تقديره : المرأة الحسناء هذا على رواية النصب ويجوز فيه أن يكون صفة ثانية لهند على الموضع وهو أحسن الوجهين لبعده عن التكلف والتقدير أما في رواية الرفع فهو صفة لهند على المحل .
وأي : مفعول مطلق للفعل ( إن ) منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
أتعبت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على هند .
بوعد : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بأتعبت .
وفاء : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة ( أتعبت بوعد وفاء ) لا محل لها صلة الموصول