س: السائلة س . م . ص . من الأردن ، تقول : كثير من الناس يشترون كتابا صغيرا اسمه (الحصن الحصين) ، وتوجد في هذا الكتاب آيات قرآنية وأدعية ، ومكتوب في أوله أنه من قرأ هذا الحصن ، إذا كان مدانا انقضى دينه ، وإذا كان مسجونا خرج من سجنه ، وإذا كان مريضا شفي من مرضه ، وأنه دواء لكل داء ، وأنه نافع للطفل إذا مرض ، فعلى والدته أن تعلقه على صدره ، وأنه نافع للفتيات البكر ،
[b](الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 361)
اللائي لم يتزوجن ، فإنها تضعه في قطعة حرير خضراء ، وتعلقه على رأسها ، حتى تتزوج مبكرا ، فما حكم ذلك بارك الله فيكم ؟ السؤال الرابع من الشريط رقم (273 ) .
ج : كل هذا غير صحيح ، بل منكر والتمائم نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وحذر منها ، فلا تعلق على المرأة ولا على الرجل ولا على الطفل ، لا هذا الحصن الحصين ، ولا غيره ولا آية ولا حديث ولا دعاء ، لا يعلق ، الصواب أنه ينهى عن التعليق ، ولكن يفعل المسلم ما شرع الله من التعوذات الشرعية ، كأن يقول : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحا ومساء ، يكررها ثلاثا ، وإذا دخل المنزل يقول : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب في التعوذ من سوء القضاء ، ودرك الشقاء وغيره ، برقم 2709 . من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ، مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2709) ، أحمد (2/375) ، مالك الجامع (1774). وقال له بعض الصحابة في بعض الليالي : ما رأيت الليلة من مرض أو أذى من عقرب لدغتني ؟ قال : " أما إنك لو قلت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك .
وقال صلى الله عليه وسلم : أخرجه الإمام أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة ، مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه ، برقم 529 . من قال : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 362)
الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباحا ، لم يضره شيء حتى يمسي ، وإن قالها مساء لم يضره شيء حنى يصبح .
هذه الأذكار الشرعية والتعوذات الشرعية مستحبة ، وفيها خير عظيم ، وهكذا آية الكرسي ، إذا قرأها عند النوم : سورة البقرة الآية 255 اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .
إذا قرأها عند النوم لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، هكذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية العظيمة ، وهي أعظم آية في القرآن ، آية الكرسي من قرأها عند النوم لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، فنوصي بقراءتها عند النوم ، وبعد كل صلاة كما جاء في الحديث أيضا ، كذلك قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة مستحبة ، ويستحب تكرارها ثلاثا بعد المغرب والفجر ، هذه السور الثلاث وعند النوم كذلك ، نوصي بهذه الأشياء .
أما تعليق آيات أو أحاديث أو دعوات أو حرز الحصن الحصين ،
(الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 363)
هذا كله لا أصل له ، بل هو من البدع ومن التمائم المنكرة ، وهكذا أن من قرأه أنه ما يضره شيء كل هذا لا دليل عليه ، بل هو من خرافات بعض من ينتسب إلى العلم .
[/b]