س: يسأل أيضا ويقول : هل هناك بدعة حسنة لا إثم علينا إن عملناها أم كل البدع سواء ، فلقد استشهد لي بعضهم أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعد حفظه لسورة البقرة غيبا ، ذبح عدة نوق لوجه الله ، أو أنه صام عدة أيام ، لا أعلم بالضبط ، أي أنه ابتدع من عنده بدعة ، وهذه قال بأنها بدعة حسنة ، فإذا فعلنا مثل فعله ، ووزعنا اللحم لوجه الله ، نكون عملنا عملا حسنا ، فهل تكون هذه البدعة ضلالة ، والضلالة في النار ، أجيبونا أفادكم الله ؟ السؤال التاسع عشر من الشريط رقم 311 .
ج : البدعة كلها ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في خطبة الجمعة :
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 12)
أخرجه النسائي في كتاب صلاة العيدين ، باب كيف الخطبة ، برقم 1578 . أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، رواه مسلم في الصحيح ، زاد النسائي : النسائي صلاة العيدين (1578). وكل ضلالة في النار بإسناد حسن . وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم . إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ويقول عليه الصلاة والسلام : أخرجه البخاري في كتاب الصلح ، باب إذا اصطلحوا على صلح جور برقم 2697 . من أحدث في أمرنا هذا (أي في ديننا) ما ليس منه فهو رد أي مردود . متفق على صحته . ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام : أخرجه مسلم في كتاب الأقضية ، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور ، برقم 1718 . من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ، فالبدع كلها مردودة ، كلها غير حسنة ، كلها ضلالة وما ذكرته عن عمر ليس له أصل ، فلا نعلم أحدا رواه يعتمد عليه ، نعم ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه لما رأى الناس أوزاعا في المسجد ، بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في خلافته ، يصلون في رمضان أوزاعا ، جمعهم على إمام واحد ، على أبي بن كعب ، يصلي بهم ، ثم إنه مر عليهم بعض الليالي ، وهو يصلي بهم ، فقال : نعمت البدعة هذه . سماها بدعة من جهة اللغة ؛ لأن البدعة في اللغة : ما أحدث على غير مثال سابق ، يقال له
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 13)
بدعة ، وإلا فليست بدعة في الدين ، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل التراويح ، صلاها بالناس ، فليست بدعة وكان يقرهم على فعلها في المساجد ، عليه الصلاة والسلام ولهذا جمعهم عمر عليها ، واستقر الأمر على ذلك ، إلى يومنا هذا فالتراويح ليست ببدعة ، وإن سماها عمر بدعة ، من جهة اللغة ، وإلا فهي سنة وقربة وطاعة ، أما الصدقة على الميت ، فمن أراد أن يتصدق ، فليس لها حد محدود ، ولا وقت معلوم ، يتصدق متى تيسر ، بدراهم أو بإطعام ، يعطيها الفقراء أو ذبيحة يذبحها يوزعها على الفقراء كل هذا طيب ، لا حرج في ذلك ، سواء في رمضان أو في غير رمضان ، ليس لها حد محدود ، ولا كيفية محدودة ، بل متى تيسر له الصدقة بدراهم أو بملابس ، أو بطعام أو بلحم كله طيب ، ينفع الميت إذا كان مسلما ينفعه ذلك .
س: السائل أبو أسامة من جمهورية مصر العربية ، يقول : ما هي البدعة ، وما هي أقسامها ؟ وهل يجوز أن أصلي خلف إمام مبتدع ، عنده بعض البدع ؟ السؤال الثاني والأربعون من الشريط رقم 409 .
ج : البدعة هي العبادة المحدثة ، التي ما جاء بها الشرع ، يقال لها بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ما فيها أقسام ، كلها ضلالة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين ، حديث العرباض بن سارية ، برقم 16694 . كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكان يقول هذا في خطبه ، يقول
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 14)
صلى الله عليه وسلم : أخرجه البخاري في كتاب الصلح ، باب إذا اصطلحوا على صلح جور برقم 2697 ، ومسلم في كتاب الأقضية ، باب نقض الأحكام الباطلة ، برقم 1718 . أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، ويقول : صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (2954) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45) ، مسند أحمد بن حنبل (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206). كل بدعة ضلالة ، ويقول صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256). من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، أخرجه مسلم في كتاب الأقضية ، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور ، برقم 1718 . من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ، فالبدعة ما أحدثه الناس في الدين ، من العبادات التي لا أساس لها ، يقال لها بدع ، وكلها منكرة ، وكلها ممنوعة .
أما تقسيم بعض الناس البدعة ، إلى واجبة ، ومحرمة ومكروهة ومستحبة ، ومباحة ، فهذا تقسيم غير صحيح ، والصواب أن البدع كلها ضلالة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . وإذا كانت بدعة الإمام مكفرة ، لا يصلى خلفه ، كبدعة الجهمية والمعتزلة وأشباههم ، أما البدعة غير المكفرة ، كرفع الصوت بالنية : نويت أن أصلي ، أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس بالصلاة خلفه ، لكن يعلم ، يوجه إلى الخير ، يعلم فلا يرفع صوته بل ينوي بقلبه ، والحمد لله نية القلب تكفي ، وهكذا بدعة الاجتماع للموالد ، إذا ما كان فيها شرك ، هذه ليست بمكفرة ، أما إن كان فيها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 15)
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أو دعاء صاحب المولد أو الاستغاثة به ، سواء مولد علي أو مولد الحسن أو الحسين ، أو النبي صلى الله عليه وسلم ، أو فاطمة ، إذا كان فيه دعاء لصاحب المولد أو استغاثة أو نذر له ، أو ذبح له ، هذا شرك أكبر . أما إذا كان مجرد اجتماع لقراءة القرآن ، أو أكل الطعام ، فهذه بدعة صاحبها لا يكفر .
س: ما هو الحد أو القول الفصل بين البدعة والأمور الحديثة الجديدة ، ومتطلبات العصر ، أو بمعنى آخر كيف نميز بين الأمور الحديثة الموجودة في عصرنا الحاضر ، وبين البدعة التي وردت في الأحاديث الشريفة ، بينوا لنا هذا جزاكم الله خيرا ؟ السؤال الثلاثون من الشريط رقم 352 .
ج : الأشياء الجديدة الحادثة قسمان : قسم يتعلق بأمور الدنيا ، من ملابس ومآكل ومشارب ، وأوان وأسلحة ، هذه لا بأس بها ، ولا تسمى بدعا كالطائرات والمدافع والصواريخ وغير ذلك ، هذه ما تسمى بدعا هذه أمور دنيوية ، والملابس والأواني وتنوع الأكل ، هذه ما هي ببدع ، البدع ما كان يتعلق بالدين ، من المحدثات التي يراها أهلها دينا وقربة ، وعبادة مثل إحداث الموالد والاحتفال في الموالد ، ومثل إحياء ليلة الإسراء والمعراج ، ومثل إحياء ليلة الرغائب ، أول ليلة من رجب ، وليلة أول جمعة من رجب ، هذه يقال لها بدع ، إحداث أشياء ما شرعها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 16)
الله ، تعبد يتعبد بها ، مثل إحياء ليلة النصف من شعبان ، كل هذه بدع ما أنزل الله بها من سلطان ، يعني التعبد بأشياء ما شرعها الله ، قولية أو فعلية ، هذه : البدع ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أخرجه البخاري في كتاب الصلح ، باب إذا اصطلحوا على صلح جور برقم 2697 . من أحدث في أمرنا هذا - يعني في ديننا هذا - ما ليس منه فهو رد ، ويقول صلى الله عليه وسلم : أخرجه مسلم في كتاب الأقضية ، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور ، برقم 1718 . من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد فالمراد به العبادات . فالذي يحدث من العبادات يسمى بدعة ، الذي لا أصل له في الشرع يسمى بدعة ، وكما قلنا : إن ما يتعلق بمتطلبات العصر كما سماها السائل ليس فيها بدع ، وهذه من أمور الدنيا ، ما تسمى بدعا ، ولو سميت بدعة فهي بدعة لغوية ، لا يتعلق بها منع . أنواع المآكل والمشارب ، والأواني والملابس والسلاح ، كل هذه أمور عادية .
س: ما هي البدعة ؟ وهل لها أقسام سماحة الشيخ ؟ السؤال التاسع والعشرون من الشريط رقم 358 .
ج : كل قربة تخالف الشرع بدعة ، كل من يتقرب بشيء لم يشرعه الله يقال له بدعة مثل الاحتفال بالموالد ، مثل الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، مثل الاحتفال في أول ليلة من رجب يسمونها الرغائب كل هذه بدعة ، وهكذا ما أحدثه الناس من البناء على القبور بدعة ، اتخاذ المساجد عليها بدعة ، اتخاذ القباب عليها بدعة ، منكر من أسباب
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 17)
الشرك من وسائله ، وكلها ضلالة ما فيها أقسام . الصحيح كلها ضلالة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (2954) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45) ، مسند أحمد بن حنبل (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206). كل بدعة ضلالة ، هذا الصواب جميع البدع ضلالة .
س: يقول السائل : ما حكم من أتى إليه أناس وقال لهم بالسنة عيدان وهذا الثالث ؟ السؤال الثالث والعشرون من الشريط رقم 236 .
ج : ما نعلم فيه شيئا ، معناه أن هذا عيد لنا نفرح بكم هذه عبارة يتساهل فيها ليس معناه أنه يقيم عيدا ثالثا ، المقصود أننا نفرح بكم كأنه عيد عندنا ليس فيه شيء .
س: يسأل البعض ويقول : هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟ السؤال السابع من الشريط رقم 356 .
ج : الصواب كل البدع ضلال ، بعض الفقهاء قال : بدعة حسنة مثل جمع المصحف ، مثل صلاة التراويح ، والصواب أن البدع كلها ضلالة ما فيها حسن ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم . كل بدعة ضلالة ولم يفرق عليه الصلاة والسلام . أما جمع المصحف فليس بدعة بل جمعه الصحابة ؛ لأنهم مأمورون بحفظ كتاب الله فهذا مأمور به واجب حفظ المصحف والعناية به حتى لا يضيع منه شيء ، وكذلك التراويح فعلها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 18)
النبي صلى الله عليه وسلم وليست بدعة ، وقول عمر : نعمت البدعة لما جمعهم على إمام واحد يعني صورة ما فعله بدعة لغوية لما جمعهم على إمام واحد ، ولم يكن هذا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سماه بدعة من حيث اللغة وإلا فهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وصلى بالصحابة ليالي ، وكانوا يصلون في المسجد أوزاعا ، يصلي الرجل والرجلان والثلاثة فلم ينكر ذلك عليه الصلاة والسلام ، ولكنه خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم واستخلف عمر رأى جمعهم على إمام واحد ، لما رآهم أوزاعا في المسجد رأى جمعهم على إمام واحد ، لأن الرسول قد فعل ذلك عليه الصلاة والسلام ، فهي بدعة لغوية ، لما قال عمر نعمت البدعة يعني : جمعهم على إمام واحد لما رآهم أوزاعا بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
س: هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟ السؤال الثامن والعشرون من الشريط رقم 355 .
ج : ليس هناك بدعة حسنة ، كل البدع ضلالة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين ، حديث العرباض بن سارية ، برقم 16694 . إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فالتقسيم إلى بدعة حسنة غلط وبدعة سيئة غلط لا يجوز ، بل كل البدع ضلالة ، والبدع هي ما خالف الشرع ، كل عبادة تخالف الشرع فهي بدعة ، قول عمر : " نعمت البدعة " يعني بها اللغة ، سمى التراويح خلف
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 19)
إمام واحد من جهة اللغة (بدعة) ؛ لأنها حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهي سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها أصحابه ، فالعبادات المحدثة كلها بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
س: يقول السائل : كيف نعرف البدعة وأقسامها يا سماحة الشيخ ؟ السؤال التاسع عشر من الشريط رقم 374 .
ج : البدعة ما أحدثه الناس في الشرع ويخالف الشرع ، هذا يقال له بدعة ، ما أحدث في الدين يقال له بدعة ، مثل ما مثلنا ، مثل بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وبدعة بناء المساجد على القبور واتخاذ القبب عليها ، هذه بدعة كلها بدعة منكرة ، ومثل بدعة الجهمية في الصفات والأسماء ، وبدعة المعتزلة في الصفات ، وقول المعتزلة إن صاحب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين ، هذه البدع التي أحدثها المبتدعة .