مدونة سقوط مدينة شلب عام 1189م
إن المخطوط الذى تضمن سقوط مدينة شلب silviam لم يحمل اى عنوان؛ وواقع الحال انه مخطوط وحيد؛ وقد عثر عليه فى مكتبة اكاديمية العلوم بمدينة تورين Turin فى ايطاليا ؛ وقد اشتراه الباحث الايطالى كوستاتز جازيرا Coslanze Gazzeraفى عام 1837 م . وقد وضع له عنوانا هو " قصة الرحلة البحرية للحجاج المتوجهين الى بيت المقدس وسقوط مدينة شلب عام 1189 م " .
Narratio De Itenere Naval Pereginorum Hierosolyman Tendentium et Silviam Capientium A.D 1189. وقد ظل فى ملكيته حتى مات عام 1859م .
وبناء على وصية كوستانزو فقد آلت مكتبته طبقا لوصيته الى اكاديمية تورين , وكان ضمنها هذا المخطوط . وقد طبع فريدريكو باتيتا Frederico Patetta هذا المخطوط بلغته الاصلية وهى اللاتينية لاول مرة فى عام 1917 م وقد اعاد طبعه مرة اخرى شارل وندل دافيد Charles Wendel David ضمن مطبوعات الجمعية الفلسفية الامريكية فى كلية برين ماور Bryn Mawr عام 1939 م ([1]).
وتقع الحولية نفسها فى اثنين وثلاثين صفحة , فهى تقع فى الصفحات من ( 610- 642 ) باللغة اللاتينية وتضمنت حوالى اربعمائة وخمسون حاشية مابين إيضاح أو تفسير أو تعليق باللغة الانجليزية وان كان الاخير نادرا.
والحقيقة ان الناشر بذل جهدا كبيرا يحسب له على ماقدمه من ايضاحات ساعدت الباحث كثيرا على إجلاء الحقيقة .كما ان البروفسير تشارلز وندل دافيد له اعمال اخرى فى غاية الاهمية , لعل اهمها قيامه بنشر حولية سقوط لشبونة عام 1147 م ([2]). فقد نشرت الحولية الاخيرة باللغة اللاتينية واللغة الانجليزية وهى مذيلة بقدر من الحواشى التى تقدم الكثير من المعلومات والتفسيرات .
وواقع الحال أن دور الحركة الصليبية وما تخللها من حملات صليبية ضد المسلمين في الشرق هو موضع جدير بالدراسة، ولا زالت جميع جامعات العالم الغربي تهتم بهذه الدراسة في مناهجها الجامعية، وتعقد بها المؤتمرات السنوية على مستوى العالم. كما قامت العديد من الجمعيات العلمية التي تهتم بدراسة الحروب الصليبية والبحث فيها بكل عمق للوصول إلى الأسباب التي أدت إلى نجاح المسلمين في اقتلاع جذور الصليبيين من الشرق بعد حوالي مائتي عام من العدوان الصليبي على الشام ومصر (1095- 1291م).
والحقيقة أن الأساطيل الصليبية التي كانت تتجمع في مواني أوربا الجنوبية، كانت تأتي مباشرة إلى بلاد الشام أو مصر لمهاجمة المسلمين، أما الأساطيل التي كانت تتجمع في بحر الشمال أو في ما يجاورها من مياه، فقد كانت تأتي إلى شرق البحر المتوسط عبر المحيط الأطلسي وخليج بسكاي مرورا بسواحل الأندلس الغربية، أو ما يعرف في جانب منها منذ القرن العاشر الميلادي بمملكة البرتغال، ولقد اهتم الباحث بهذا الجانب من العمليات البحرية ضد المسلمين، فوجه بعض طلابه إلى دراسة هذا الجانب في دراسات الماجستير والدكتوراه، كما أنه اهتم أيضا بهذا الجانب وقدم بحثا بعنوان " دور الحركة الصليبية في تكوين مملكة البرتغال " في ندوة الأندلس: الدرس والتاريخ التي أقامتها كلية الآداب بجامعة الإسكندرية ورابطة العالم الإسلامي في الفترة من 13- 15/4/1994. كما قدم بحثا آخر بعنوان حولية سقوط لشبونة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها كلية الآداب بجامعة الرباط بالتعاون مع مؤسسة كونراد أدناور في الفترة من 2 – 4/11/1994م تحت عنوان الغرب الإسلامي والغرب المسيحي خلال القرون الوسطى (1 ).
وحول حولية سقوط شلب هناك بعض الدراسات باللغة العربية ولكنني لم أجد هذه الحولية من بين مصادر هذه الدراسات. كما أن المصادر العربية المعاصرة لأحداث سقوط المدينة في عام 1189م لم تقدم لنا سوى بضعة سطور عن هذه الأحداث، أما إعداد الحملة ومن شارك فيها وتعاونها مع ملك البرتغال سانشو الأولSancho I ( 1185 – 1211 )
وكل ما دار داخل المعسكر الصليبي والبرتغالي فلم تقدم لنا المصارد العربية شيئاً يذكر. كما أننا لم نجد في المصادر العربية ما يشفي غليل الباحث ليقدم صورة متكاملة عن أحداث هذه الحملة، ومن هنا تكمن الأهمية البالغة لحولية سقوط شلب. وكاتب الحولية ليس معروفا لدينا، ويمكن القول أنه كان ضمن رجال الحملة، وأنه شارك بصورة فعالة، وأنه كان ضمن صناع القرار في أحداث الحملة، ولكنه لم يدون أحداثها على شكل يوميات وإنما كتبها بعد نهايتها، وربما بعد عام أو اثنين.
كما يتضح من سطور الحولية ولغتها أن كاتبها ألماني الجنسية وأنه شارك زملاؤه الصليبيين في الإبحار من مدينة بريمين Bremen التي تقع على نهر فسر Weser إلى الجنوب بحوالي ستين ميلا، ويؤكد ذلك أنه يذكر المسافات بالميل الألماني في عصره وهو ما يعادل سبعة ونصف ميلا حاليا(1) .
ويتبين من النصوص أيضا أن كاتب الحولية كان أحد رجال الدين وربما من أحد رجال الجماعات العسكرية. فقد تكلم عن قيامه وبعض زملائه بزيارة الأماكن الدينية في مدينة أوفيد التي تقع شمال البرتغال، ومشهد القديس يعقوب St- James of Compostela القريب من المدينة، كما أنه سجل حزنه لعدم الاحتفال بعيد الفصح في عرض البحر أثناء إبحار الرحلة، كما أشار إلى الاستعدادات التي قامت بها الحملة قبل الهجوم على مدينة شلب، كما أنه دون المساعدات الإلهية للصليبيين أثناء القتال (2) كما تكلم عن الجماعات العسكرية الدينية في البرتغال وذكر أيضاً تنصيب أحد رجال الدين الفلمنك أسقفا على مدينة شلب بعد سقوطها، إضافة إلى ذلك إشارته إلى بعض الأعياد الدينية مثل عيد مريم المجدلية (3) ويلاحظ أن هذه سمة عامة في معظم حوليات العصور الوسطى .
ويلاحظ على كاتب الحولية تسجيلة بعض جوانب عن المناخ الذي صاحب الرحلة إلى مدينة شلب وسبب الرعب للجنود، فقد ذكر وهو في خليج بسكاي الأنواء والعواصف والبرق والرعد كما سجل ظهورا أسراب الأسماك الكبيرة التي يبلغ طول الواحدة منها من ستة إلى سبعة أقدام(4) .
وقدم لنا المؤرخ أيضا جانبا عن شجاعة المسلمين القتالية في عدة مواقع من الحولية (5). كما قدم لنا جانبا من جهود الملك البرتغالي سانشو ورجاله في العمليات العسكرية المبكرة ضد مدينة شلب(6) .
وحول تحصينات مدينة شلب وأسوارها وأبراجها والخندق المحيط بها فإنه لم يقدم تفاصيل طيبة عن تحصينات المدينة ولكنه تكلم عن المباني خاصة أسطح المنازل المصنوعة من القرميد وعدم سهولة اشتعال النار فيها (1). كما قدم لنا جانبا عن النواحي الاقتصادية المتعلقة ببعض المدن خاصة مدينتي لشبونة وشلب، أما عن مدينة قادس فقد ذكر لنا جانبا عن الأسواق السنوية التي تقام في المدينة وكذلك مدينة سبتة Ceuta والتي كان يتولى أمرها أهالي شمال إفريقيا والأسبان (2).
وقد سجل المؤرخ الأحداث بتسلسل الأيام والأعياد فهو يذكر في اليوم الثامن لعيد القديسة مريم المجدلية ولا يذكر أنه يوافق 29/7/1189م ثم يذكر بعد ذلك أو في المساء أو في اليوم التالي، وعيد القديس لورنس وفي اليوم التالي (3) وهكذا على مدار المدونة. ويلاحظ أن هناك تكرار فى ذكر بعض أعياد القديسين مثل عيد القديس متى Mathieu وعيد القديس لورنس Lawrence (4) . كما قدم لنا أعداد القوات الصليبية وهي ثلاثة آلاف وخمسمائة وكذلك أعداد السفن التي أتى بها الصليبيون للقتال، وعدد سكان مدينة شلب التي قدرها بحوالي خمسة عشر ألف وثمانية نسمة، كما أنه دون خط سير الأسطول وما صادفه من متاعب يوما بعد يوم خاصة أيام حصار مدينة شلب (5) .
وسجل المؤرخ أيضا اهتمامه بالظواهر الجغرافية وأسماء المدن منذ الإبحار حتى وصل إلى مدينة مارسليا بما فيها مدن شمال إفريقيا مثل الدار البيضاء وسبتة وكذلك مدينة إشبلية وقرطبة ومدينة مراكش عاصمة الموحدين، ووصفه لمضيق جبل طارق، كما قدم معلومات عن التجارة وذكر تنظيم الحملة وتوزيع الغنائم وما صاحبها من مشاكل (6) .
وتكلم عن أحد فرسان جالسيا البرتغالية الذي لحق بالحملة كربان لأحد السفن وعن الشانيه التي انضمت إلى الحملة من مدينة طوي Tuy التى تقع في شمال الأندلس على نهر منهو Minho وهي تقع في إقليم جالسيا. كما تكلم عن بعض الاجتماعات التي دارت بها بعض المناقشات الخاصة بالعمليات العسكرية (7) .
إن المخطوط الذى تضمن سقوط مدينة شلب silviam لم يحمل اى عنوان؛ وواقع الحال انه مخطوط وحيد؛ وقد عثر عليه فى مكتبة اكاديمية العلوم بمدينة تورين Turin فى ايطاليا ؛ وقد اشتراه الباحث الايطالى كوستاتز جازيرا Coslanze Gazzeraفى عام 1837 م . وقد وضع له عنوانا هو " قصة الرحلة البحرية للحجاج المتوجهين الى بيت المقدس وسقوط مدينة شلب عام 1189 م " .
Narratio De Itenere Naval Pereginorum Hierosolyman Tendentium et Silviam Capientium A.D 1189. وقد ظل فى ملكيته حتى مات عام 1859م .
وبناء على وصية كوستانزو فقد آلت مكتبته طبقا لوصيته الى اكاديمية تورين , وكان ضمنها هذا المخطوط . وقد طبع فريدريكو باتيتا Frederico Patetta هذا المخطوط بلغته الاصلية وهى اللاتينية لاول مرة فى عام 1917 م وقد اعاد طبعه مرة اخرى شارل وندل دافيد Charles Wendel David ضمن مطبوعات الجمعية الفلسفية الامريكية فى كلية برين ماور Bryn Mawr عام 1939 م ([1]).
وتقع الحولية نفسها فى اثنين وثلاثين صفحة , فهى تقع فى الصفحات من ( 610- 642 ) باللغة اللاتينية وتضمنت حوالى اربعمائة وخمسون حاشية مابين إيضاح أو تفسير أو تعليق باللغة الانجليزية وان كان الاخير نادرا.
والحقيقة ان الناشر بذل جهدا كبيرا يحسب له على ماقدمه من ايضاحات ساعدت الباحث كثيرا على إجلاء الحقيقة .كما ان البروفسير تشارلز وندل دافيد له اعمال اخرى فى غاية الاهمية , لعل اهمها قيامه بنشر حولية سقوط لشبونة عام 1147 م ([2]). فقد نشرت الحولية الاخيرة باللغة اللاتينية واللغة الانجليزية وهى مذيلة بقدر من الحواشى التى تقدم الكثير من المعلومات والتفسيرات .
وواقع الحال أن دور الحركة الصليبية وما تخللها من حملات صليبية ضد المسلمين في الشرق هو موضع جدير بالدراسة، ولا زالت جميع جامعات العالم الغربي تهتم بهذه الدراسة في مناهجها الجامعية، وتعقد بها المؤتمرات السنوية على مستوى العالم. كما قامت العديد من الجمعيات العلمية التي تهتم بدراسة الحروب الصليبية والبحث فيها بكل عمق للوصول إلى الأسباب التي أدت إلى نجاح المسلمين في اقتلاع جذور الصليبيين من الشرق بعد حوالي مائتي عام من العدوان الصليبي على الشام ومصر (1095- 1291م).
والحقيقة أن الأساطيل الصليبية التي كانت تتجمع في مواني أوربا الجنوبية، كانت تأتي مباشرة إلى بلاد الشام أو مصر لمهاجمة المسلمين، أما الأساطيل التي كانت تتجمع في بحر الشمال أو في ما يجاورها من مياه، فقد كانت تأتي إلى شرق البحر المتوسط عبر المحيط الأطلسي وخليج بسكاي مرورا بسواحل الأندلس الغربية، أو ما يعرف في جانب منها منذ القرن العاشر الميلادي بمملكة البرتغال، ولقد اهتم الباحث بهذا الجانب من العمليات البحرية ضد المسلمين، فوجه بعض طلابه إلى دراسة هذا الجانب في دراسات الماجستير والدكتوراه، كما أنه اهتم أيضا بهذا الجانب وقدم بحثا بعنوان " دور الحركة الصليبية في تكوين مملكة البرتغال " في ندوة الأندلس: الدرس والتاريخ التي أقامتها كلية الآداب بجامعة الإسكندرية ورابطة العالم الإسلامي في الفترة من 13- 15/4/1994. كما قدم بحثا آخر بعنوان حولية سقوط لشبونة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها كلية الآداب بجامعة الرباط بالتعاون مع مؤسسة كونراد أدناور في الفترة من 2 – 4/11/1994م تحت عنوان الغرب الإسلامي والغرب المسيحي خلال القرون الوسطى (1 ).
وحول حولية سقوط شلب هناك بعض الدراسات باللغة العربية ولكنني لم أجد هذه الحولية من بين مصادر هذه الدراسات. كما أن المصادر العربية المعاصرة لأحداث سقوط المدينة في عام 1189م لم تقدم لنا سوى بضعة سطور عن هذه الأحداث، أما إعداد الحملة ومن شارك فيها وتعاونها مع ملك البرتغال سانشو الأولSancho I ( 1185 – 1211 )
وكل ما دار داخل المعسكر الصليبي والبرتغالي فلم تقدم لنا المصارد العربية شيئاً يذكر. كما أننا لم نجد في المصادر العربية ما يشفي غليل الباحث ليقدم صورة متكاملة عن أحداث هذه الحملة، ومن هنا تكمن الأهمية البالغة لحولية سقوط شلب. وكاتب الحولية ليس معروفا لدينا، ويمكن القول أنه كان ضمن رجال الحملة، وأنه شارك بصورة فعالة، وأنه كان ضمن صناع القرار في أحداث الحملة، ولكنه لم يدون أحداثها على شكل يوميات وإنما كتبها بعد نهايتها، وربما بعد عام أو اثنين.
كما يتضح من سطور الحولية ولغتها أن كاتبها ألماني الجنسية وأنه شارك زملاؤه الصليبيين في الإبحار من مدينة بريمين Bremen التي تقع على نهر فسر Weser إلى الجنوب بحوالي ستين ميلا، ويؤكد ذلك أنه يذكر المسافات بالميل الألماني في عصره وهو ما يعادل سبعة ونصف ميلا حاليا(1) .
ويتبين من النصوص أيضا أن كاتب الحولية كان أحد رجال الدين وربما من أحد رجال الجماعات العسكرية. فقد تكلم عن قيامه وبعض زملائه بزيارة الأماكن الدينية في مدينة أوفيد التي تقع شمال البرتغال، ومشهد القديس يعقوب St- James of Compostela القريب من المدينة، كما أنه سجل حزنه لعدم الاحتفال بعيد الفصح في عرض البحر أثناء إبحار الرحلة، كما أشار إلى الاستعدادات التي قامت بها الحملة قبل الهجوم على مدينة شلب، كما أنه دون المساعدات الإلهية للصليبيين أثناء القتال (2) كما تكلم عن الجماعات العسكرية الدينية في البرتغال وذكر أيضاً تنصيب أحد رجال الدين الفلمنك أسقفا على مدينة شلب بعد سقوطها، إضافة إلى ذلك إشارته إلى بعض الأعياد الدينية مثل عيد مريم المجدلية (3) ويلاحظ أن هذه سمة عامة في معظم حوليات العصور الوسطى .
ويلاحظ على كاتب الحولية تسجيلة بعض جوانب عن المناخ الذي صاحب الرحلة إلى مدينة شلب وسبب الرعب للجنود، فقد ذكر وهو في خليج بسكاي الأنواء والعواصف والبرق والرعد كما سجل ظهورا أسراب الأسماك الكبيرة التي يبلغ طول الواحدة منها من ستة إلى سبعة أقدام(4) .
وقدم لنا المؤرخ أيضا جانبا عن شجاعة المسلمين القتالية في عدة مواقع من الحولية (5). كما قدم لنا جانبا من جهود الملك البرتغالي سانشو ورجاله في العمليات العسكرية المبكرة ضد مدينة شلب(6) .
وحول تحصينات مدينة شلب وأسوارها وأبراجها والخندق المحيط بها فإنه لم يقدم تفاصيل طيبة عن تحصينات المدينة ولكنه تكلم عن المباني خاصة أسطح المنازل المصنوعة من القرميد وعدم سهولة اشتعال النار فيها (1). كما قدم لنا جانبا عن النواحي الاقتصادية المتعلقة ببعض المدن خاصة مدينتي لشبونة وشلب، أما عن مدينة قادس فقد ذكر لنا جانبا عن الأسواق السنوية التي تقام في المدينة وكذلك مدينة سبتة Ceuta والتي كان يتولى أمرها أهالي شمال إفريقيا والأسبان (2).
وقد سجل المؤرخ الأحداث بتسلسل الأيام والأعياد فهو يذكر في اليوم الثامن لعيد القديسة مريم المجدلية ولا يذكر أنه يوافق 29/7/1189م ثم يذكر بعد ذلك أو في المساء أو في اليوم التالي، وعيد القديس لورنس وفي اليوم التالي (3) وهكذا على مدار المدونة. ويلاحظ أن هناك تكرار فى ذكر بعض أعياد القديسين مثل عيد القديس متى Mathieu وعيد القديس لورنس Lawrence (4) . كما قدم لنا أعداد القوات الصليبية وهي ثلاثة آلاف وخمسمائة وكذلك أعداد السفن التي أتى بها الصليبيون للقتال، وعدد سكان مدينة شلب التي قدرها بحوالي خمسة عشر ألف وثمانية نسمة، كما أنه دون خط سير الأسطول وما صادفه من متاعب يوما بعد يوم خاصة أيام حصار مدينة شلب (5) .
وسجل المؤرخ أيضا اهتمامه بالظواهر الجغرافية وأسماء المدن منذ الإبحار حتى وصل إلى مدينة مارسليا بما فيها مدن شمال إفريقيا مثل الدار البيضاء وسبتة وكذلك مدينة إشبلية وقرطبة ومدينة مراكش عاصمة الموحدين، ووصفه لمضيق جبل طارق، كما قدم معلومات عن التجارة وذكر تنظيم الحملة وتوزيع الغنائم وما صاحبها من مشاكل (6) .
وتكلم عن أحد فرسان جالسيا البرتغالية الذي لحق بالحملة كربان لأحد السفن وعن الشانيه التي انضمت إلى الحملة من مدينة طوي Tuy التى تقع في شمال الأندلس على نهر منهو Minho وهي تقع في إقليم جالسيا. كما تكلم عن بعض الاجتماعات التي دارت بها بعض المناقشات الخاصة بالعمليات العسكرية (7) .
يتبع باذن الله