مرثية أندلسية بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس
لشاعر أندلسي غر معروف:
أحقاً خبا من جو رندة نورها ... وقد كسفت بعد الشموس بدورها
وقد أظلمت أرجاؤها وتزلزلت ... منازلها ذات العسلا وقصورها
فيا ساكنى تلك الديار كريمة ... سقى عهدكم مزن يصوب نميرها
أحقاً أخلائى القضاء أبادكم ... ودارت عليكم بالصروف دهورها
فقتل وأسر لا يفادى وفرقة ... لدى عرصات الحشر يأتى سفيرها
فواحسرتا كم من مساجد حولت ... وكانت إلى البيت الحرام شطورها
وواأسفا كم من صوامع أوحشت ... وقد كان معتاد الأذان يزورها
فمحرابها يشكو لمنبرها الجوى ... وآياتها تشكو الفراق وسورها
وكم طفلة حسناء فيها مصونة ... إذا أسفرت يسبى العقول سفورها
فأضحت بأيدى الكافرين رهينة ... وقد هتكت بالرغم منها ستورها
وكم فيهم من مهجة ذات ضجة ... ترد لو انضمت عليها قبورها
لها روعة من وقعة البين دائم ... أساها وعين لا يكف هديرها
وكم من صغير فى حجر أمه ... فأكبادها حراء لفح هجيرها
وكم من صغير بدل الدهر دينه ... وهل يتبع الشيطان إلا صغيرها
لأندلس ارتجت لها وتضعضعت ... وحق لديها محوها ودثورها
منازلها مصدورة وبطاحها ... مدائنها موتورة وثغورها
تهانمها مفجوعة ونجودها ... وأحجارها مصدوعة وصخورها
وقد لبست ثوب الحداد ومزقت ... ملابس حسن كان بزهو حبورها
فأحياؤها تبدى الأسى وجمادها ... يكاد لفرط الحزن يبدو ضميرها
فمالقة الحسناء ثكلى أسيفة ... قد استفرغت ذبحاً وقتلا حجورها
وجزت نواصيها وشلت يمينها ... وبدل الويل المبين سرورها
وقد كانت الغربية الجنن التى ... تقيها فأضحى جنة الحرب سورها
وبلِّش قطعت رجلها بيمينها ... ومن سريان الداء بان قطورها
وضحت على تلك الثنيات حجرها ... فأقفر مغناها وطاشت حجورها
وبالله إن جئت المنكَّب فاعتبر ... فقد خف ناديها وجف نضيرها
ألا ولتقف ركب الأسى بمعالم ... قد ارتج باديها وضج حضورها
بدار العلا حيث الصفات كأنها ... من الخلد والمأوى غدت تستطيرها
محل قرار الملك غرناطة التى ... هى الحضرة العليا زهتها زهورها
ترى الأسى أعلامها وهى خُشَّع ... ومنبرها مستعير وسريرها
ومأمومها ساهى الحجى وإمامها ... وزائرها فى مأتم ومزورها
وبَسْطة ذات البسط ما شعرت بما ... دهاها وأنى يستقيم شعورها
وما أنس لا أنس المريَّة إنها ... قتيلة أوجال أزيل عذارها
منازل آبائى الكرام ومنشىء ... وأولى أوطان غذانى خيرها
وجاءت إلى استئصال شأفة ديننا ... جيوش كموج هبت دبورها
علامات أخذ ما لنا قبل بها ... جنايات أخذ قد جناها مثيرها
فلا تنمحى إلا بمحو أصولها ... ولا تتجلى حتى تخط أصورها
معاشر أهل الدين هبوا لصعقة ... وصاعقة وارى الجسوم ظهورها
أصابت منار الدين فانهد ركنه ... وزعزع من أكنافه مستطيرها
إلا واستعدوا للجهاد عزائماً ... يلوح على ليل الوغى مستنيرها
بأنفس صدق موقنات بأنها ... إلى الله من تحت السيوف مصيرها
تروم إلى دار السلام عرائساً ... على الله فى ذاك النعيم مهورها
لشاعر أندلسي غر معروف:
أحقاً خبا من جو رندة نورها ... وقد كسفت بعد الشموس بدورها
وقد أظلمت أرجاؤها وتزلزلت ... منازلها ذات العسلا وقصورها
فيا ساكنى تلك الديار كريمة ... سقى عهدكم مزن يصوب نميرها
أحقاً أخلائى القضاء أبادكم ... ودارت عليكم بالصروف دهورها
فقتل وأسر لا يفادى وفرقة ... لدى عرصات الحشر يأتى سفيرها
فواحسرتا كم من مساجد حولت ... وكانت إلى البيت الحرام شطورها
وواأسفا كم من صوامع أوحشت ... وقد كان معتاد الأذان يزورها
فمحرابها يشكو لمنبرها الجوى ... وآياتها تشكو الفراق وسورها
وكم طفلة حسناء فيها مصونة ... إذا أسفرت يسبى العقول سفورها
فأضحت بأيدى الكافرين رهينة ... وقد هتكت بالرغم منها ستورها
وكم فيهم من مهجة ذات ضجة ... ترد لو انضمت عليها قبورها
لها روعة من وقعة البين دائم ... أساها وعين لا يكف هديرها
وكم من صغير فى حجر أمه ... فأكبادها حراء لفح هجيرها
وكم من صغير بدل الدهر دينه ... وهل يتبع الشيطان إلا صغيرها
لأندلس ارتجت لها وتضعضعت ... وحق لديها محوها ودثورها
منازلها مصدورة وبطاحها ... مدائنها موتورة وثغورها
تهانمها مفجوعة ونجودها ... وأحجارها مصدوعة وصخورها
وقد لبست ثوب الحداد ومزقت ... ملابس حسن كان بزهو حبورها
فأحياؤها تبدى الأسى وجمادها ... يكاد لفرط الحزن يبدو ضميرها
فمالقة الحسناء ثكلى أسيفة ... قد استفرغت ذبحاً وقتلا حجورها
وجزت نواصيها وشلت يمينها ... وبدل الويل المبين سرورها
وقد كانت الغربية الجنن التى ... تقيها فأضحى جنة الحرب سورها
وبلِّش قطعت رجلها بيمينها ... ومن سريان الداء بان قطورها
وضحت على تلك الثنيات حجرها ... فأقفر مغناها وطاشت حجورها
وبالله إن جئت المنكَّب فاعتبر ... فقد خف ناديها وجف نضيرها
ألا ولتقف ركب الأسى بمعالم ... قد ارتج باديها وضج حضورها
بدار العلا حيث الصفات كأنها ... من الخلد والمأوى غدت تستطيرها
محل قرار الملك غرناطة التى ... هى الحضرة العليا زهتها زهورها
ترى الأسى أعلامها وهى خُشَّع ... ومنبرها مستعير وسريرها
ومأمومها ساهى الحجى وإمامها ... وزائرها فى مأتم ومزورها
وبَسْطة ذات البسط ما شعرت بما ... دهاها وأنى يستقيم شعورها
وما أنس لا أنس المريَّة إنها ... قتيلة أوجال أزيل عذارها
منازل آبائى الكرام ومنشىء ... وأولى أوطان غذانى خيرها
وجاءت إلى استئصال شأفة ديننا ... جيوش كموج هبت دبورها
علامات أخذ ما لنا قبل بها ... جنايات أخذ قد جناها مثيرها
فلا تنمحى إلا بمحو أصولها ... ولا تتجلى حتى تخط أصورها
معاشر أهل الدين هبوا لصعقة ... وصاعقة وارى الجسوم ظهورها
أصابت منار الدين فانهد ركنه ... وزعزع من أكنافه مستطيرها
إلا واستعدوا للجهاد عزائماً ... يلوح على ليل الوغى مستنيرها
بأنفس صدق موقنات بأنها ... إلى الله من تحت السيوف مصيرها
تروم إلى دار السلام عرائساً ... على الله فى ذاك النعيم مهورها