وثائق من تعاون الفوهرر مع العرب في القضية العربية
تعترف دولتا المحور بحكومة رشيد عالي الكيلاني كممثلة لهذه الدولة وحكومة لها في المنفى، على أن تتخذ هذه الحكومة مركزاً لها في المكان الذي تختاره .
3 – يتعاون الفريقان في تحرير أجزاء هذه الدولة كلها، ويتعهد الفريق الأول – ألمانيا- بتسليح الفريق الثاني وتمويله لهذه الغاية.
4 – تنضم الدول العربية إلى الميثاق الثلاثي ويكون لها مندوبون في اللجان، وتشترك في الأبحاث المتعلقة بمصالحها وبلادها .
5 – تمثل الدولة العربية في مؤتمر الصلح وتشترك في مذاكراته وقراراته.
6- يتعرف الفريق الأول باستقلال الدول العربية القائمة ، ويوافق على تكوين اتحاد بينها وبين الدول العربية الحديثة .
7 – يوافق الفريق الأول على إلغاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين والقضاء على جميع آثاره ونتائجه .
8- يسعى الفريق الأول لحمل حلفائه على الاعتراف بالدول العربية وتأييدها فور توقيع هذه المعاهدة .
9 – يساعد الفريق الأول الدولة العربية على الحصول على تعويضات من بريطانية وفرنسية عن الخسائر التي لحقت بالعراق وسورية وفلسطين من جراء أعمال وحركات السلطات البريطانية والفرنسية.
10- يتعهد الفريق الأول بمساعدة الفريق الثاني عند طلبه بما يحتاج إليه من سلاح وعتاد وغيره بعد تحرير البلاد وقيام الدولة العربية فعلاً .
11- إذا انتهت الحرب قبل جلاء الانكليز والفرنسيين عن جميع بلاد الدول العربية ، يتعهد الفريق الأول بتأمين قيام واستقلال الدولة المذكورة وجلاء الإنكليز والفرنسيين عنها .
________________________________________
مشروع مقدم من الحاج أمين الحسيني ورشيد عالي الكيلاني ([8])
إلى دول المحور ليكون أساساً لاتفاق أو معاهدة بين العرب ودول المحور ([9])
28/9/1941
نص المشروع :
تعلن دولتا ألمانيا وايطاليا ، بصفة رسمية ، عن سياستهما تجاه الأقطار العربية على النحو التالي:
1- تعترف ألمانيا وايطاليا باستقلال الدول العربية التي ظفرت باستقلالها فعلاً وهي مصر، العراق، العربية السعودية، اليمن .
2- تعترف ألمانيا وايطاليا باستقلال الأقطار العربية الموضوعة في الوقت الحاضر تحت الانتداب البريطاني كفلسطين والأردن ، أو هي رازحة تحت الحكم البريطاني كالسودان والكويت والبحرين وحضرموت والمحميات في جنوب اليمن .
3- تعلن ألمانيا وايطاليا انهما لا تعارضان أي عمل تقوم به سورية ولبنان في سبيل الحصول على الاستقلال الكامل .
4- تعلن ألمانيا وايطاليا بطلان جميع التحفظات البريطانية فيما يتعلق باستقلال مصر والسودان .
5- لا تثير ألمانيا وايطاليا أية اعتراضات في سبيل استقلال الدول العربية استقلالاً تاماً ، كالاعتراضات التي يهيئها نظام الوصاية الذي أبدعته عصبة الأمم والدول الاستعمارية كوسيلة لإخفاء مطامعها الاستعمارية .
6 – تعترف ألمانيا وايطاليا بحق الدول العربية في تحقيق وحدتها القومية وفقاً لمصالحها ورغباتها . وتتعهد دول المحور ألا تثير أية اعتراضات في سبيل الدول العربية في جهودها لتنفيذ أية خطة تستهدف تحقيق الوحدة العربية .
7 – تعترف ألمانيا وايطاليا بعدم شرعية الوطن القومي اليهودي في فلسطين ، وبأن لفلسطين وغيرها من الأقطار العربية الحق في حل المشكلة اليهودية في فلسطين وفي البلاد العربية الأخرى بما يتفق ومصلحة العرب .
8 – ليس لألمانيا وايطاليا في الأقطار العربية أي مأرب أكثر من أن تريا الأمة العربية جمعاء تتمتع بالحرية والاستقرار والرفاهية ، وتؤدي دورها التاريخي في هذا العالم ، وأن يكون تعاونها الاقتصادي مع دولتي المحور على أساس مصالح الفريقين ، وعلى قدم المساواة ، وهما تطالبان الدول الغربية باحترام الحالة الراهنة (ستاتوكو) في فلسطين وغيرها فيما يتعلق بالشئون الروحية وضمان الحرية في ممارسة الشعائر الدينية.
________________________________________رسالة المفتي أمين الحسيني إلى جماعة اسطنبول
حول لقائه مع الدوتشي موسيليني ([10])
23/10/1941
حدد للمقابلة الساعة 11، وقبل ذلك الموعد ركبنا سيارة حيث وصلنا إلى مكان المقابلة (قصر فيينا) فوجدنا بعض الموظفين في المدخل فاستقبلونا وحيونا ، فنزلنا من السيارة فوجدنا في باب القصر السكرتير الخاص للزعيم ، فحيانا ورحب بنا وأوصلنا إلى المصعد ، فلما خرجنا من باب المصعد استقبلنا السنيور انفورو وهو وكيل وزير الخارجية ، فحيانا ورحب بنا باسم الزعيم ووزير الخارجية الذي يأسف لغيابه والذي أنابه ليصحبنا عند الزعيم وان الزعيم مبتهج جداً لقدومنا ، وهو منتظر لزيارتنا بسرور ، فدخلنا معه في ممر ينتهي إلى غرف واسعة وردهات وأبهاء عديدة ، وكان يقابلنا فيها موظفون يرتدون ملابس رسمية مزخرفة ، فحيونا برفع اليد إلى أن وصلنا إلى غرفة الزعيم وهي بهو واسع ، فلما قاربنا الباب وكان مفتوحاً رأينا الزعيم واقفاً في صدر البهو فلما رآنا تقدم لاستقبالنا باهتمام ظاهر إلى أن تجاوز نصف البهو حيث التقينا به فمد يده مصافحاً وقال : ( إنني يا صاحب السماحة أرحب بكم وإني مبتهج جداً لمقابلتكم ووجودكم في روما ، وإنكم تعلمون مقدار اهتمامي بالقضية العربية ) فشكرت له ذلك ، ومشى معي إلى صدر البهو حيث كان هنالك مقعدان متماثلان ، فدعاني إلى الجلوس على احدهما وجلس هو على الثاني مقابلاً لي ، ثم جر كرسيه نحوي وأعاد كلمات الترحيب والابتهاج بوجه طلق وإقبال ، ووقف السنيور انفورو على قدميه بالقرب مني متأخراً ، فبدأت حديثي ، فكان يصغي باهتمام شديد وعيناه مفتوحتان ، وكان يصدق بوجهه وعينيه وتارة بهز رأسه وإحنائه على كلامي ، ولما ذكرت له الجهود التي قام بها العرب والتضحيات في سبيل استقلالهم هز رأسه مصدقاً متمتماً كلمات الموافقة على قولي ، ولما ذكرت له مقابلة الوفد السوري الفلسطيني له في جنيف 1922 وطلبه المساعدة منه في جريدته التي كان يصدرها حينئذ أشار بالموافقة وأنه يذكر ذلك . ولما شكرت الجهود التي بذلت لمعاونتي على النجاة من الأعداء ابتسم ابتسامة واسعة وأبدى ابتهاجه ، وهكذا كان حتى انتهيت من الحديث . فأطرق قليلاً ثم نظر إلي وقال : هل أنهيتم حديثكم يا صاحب السماحة أم لديكم ما تقولون أيضاً ؟ كأنه يستزيدني من الحديث الذي كان مهتماً به كل الاهتمام ، فلما أعلمته أني انتهيت أقبل علي وقال: إن اهتمامي بالقضية العربية والعرب هو من القديم ، وان أمة عددها نحو الثمانين مليوناً على مساحة قريبة منا أي على بعد ساعتين في الطيارة من صقلية لجديرة بكل اهتمام ، وكذلك اهتمامي بالمسلمين الذين يعدون بمئات الملايين وقد يزيد عددهم عن (250) مليوناً من عرب وهنود وأتراك وأفغان وغير ذلك ، وقد كان خطابي الذي أشرتم إليه في ليبيا بمناسبة ما كان يذاع من الإشاعات حينئذ من أننا نضطهد العرب في ليبيا ونقاوم الإسلام وهذا ليس بصحيح ، إن العرب برهنوا على أنهم أهل للاستقلال ، واني مستعد للتصريح في كل وقت ، وها أنا أصرح لكم الآن أن العرب جديرون بأن ينالوا استقلالهم التام وجميع مطالبهم وأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم والتصرف بجميع شئونهم والعناية بتنمية اقتصادياتهم واخراجاتهم والاستفادة من سواحلهم وموانئهم(جمع ميناء) كما يرغبون ، وإنني أنا سأقدم كل الجهود لمساعدتكم سياسياً وأدبياً والمعاونة بالسلاح أيضاً ، وقد حاولنا مراراً الإمداد بالسلاح فكانت الحراسة الإنكليزية لتلك السواحل تحول دون ذلك . والآن أيضا لا يزال الإنكليز يشددون الحراسة بصورة خاصة لأن وضعهم في البحر الأبيض يتطلب منهم ذلك ، فإنهم بعد أن أضاعوا كريت لم يبق بيدهم إلا قبرص في تلك الجهة فكانوا شديدي الحاجة لاحتلال سورية فاحتلوها ليدعموا مركزهم حول البحر الأبيض المتوسط وليؤثروا على موقف تركيا .
إن الإنكليز حسنوا وضعهم باحتلال العراق فسورية فإيران ، وهم على وشك احتلال الأفغان ، وهم يضايقون الأفغان الآن وقد أرغموهم فعلاً على إخراج الطليان والألمان من هناك ففعلوا (أي الأفغان) ولا يسعهم غير ذلك لأن موقفهم في الحقيقة حرج، ونحن لم نرد أن نؤثر عليهم لأنهم إذا لم يكن في إمكانهم المقاومة الآن فالأولى تركهم فقد يأتي يوم يستطيعون فيه الاستفادة منه ، ولكن قوى المحور الآن تهددهم ولسوف تحرج موقفهم كثيراً . إن الإنكليز يقولون أنهم سيطيلون أمد الحرب إلى عشر سنين ، فليفعل ذلك فإنا نستمر عشر سنين في الحرب ولا نبالي . إذا كانوا يظنون أننا لا نستمر فهم لا يعرفوننا ، إننا سنستمر في الحرب إلى جانب ألمانيا ولا ننفك عنها حتى النهاية . ان الإنكليز تضمحل قواهم يوماً بعد يوم .
ان سنة 1942 ستكون سنة الحرب في البحر الأبيض ، وإن الرأي الذي أبديته أن قنال السويس ومصر هما الوتر الحساس للإنكليز ، وأن اقتحامهما لأشد تأثيراً على الإنكليز من اقتحام الجزيرة البريطانية نفسها ، فيجب أن نضربهم هناك ونلاحقهم ، ولذلك فإن العرب يمكنهم أن يقوموا بدور مهم ، وإن قدومكم صادف الوقت الذي يوشك أن نحاول الاتصال بالبلاد العربية فيه ، فوصولكم جاء في الوقت الملائم تماماً وأنا واثق بأن الأمة العربية التي برهنت على جدارتها بالاستقلال سيتاح لها الظرف المناسب . إن التصريح باستقلال البلاد العربية أمر مقرر لدي، وأنا مستعد له في كل وقت, ولكنه يكون أقوى إذا كان باسم حكومات المحور وصادراً منها رسمياً، وسأبدي رأيي للفوهرر بالموضوع ونصدر التصريح، إني امرؤ إذا اعتقدت بشئ جهرت باعتقادي ونفذته فوراً .
وأما قضية فلسطين والصهيونية فإنه ليس لليهود أي حق تاريخي أو قومي أو غيره في فلسطين، وأنا ضد الصهيونية antizionista منذ القديم وصرحت برأيي هذا، فأنا موافق تماماً على قولكم ورغبتكم فيما يتعلق بالوطن القومي اليهودي، وإذا شاء اليهود فلينشئوا تل أبيب في أمريكا ، إنهم حيثما يكونون يعملون لمصلحة إنكلترا كجواسيس ووكلاء ودعاة كما قلتم تماماً ، إذن فهم أعداء ، ولن يكون لهم أي مكان في أوروبا ، وهنا أيضاً في ايطاليا ليس اليهود أكثر من 45 ألف بين 45 مليون، ولكنهم مع ذلك لن يبقى أحد منهم هنا إلا الذين سبق لهم خدمة عسكرية ، وأصيبوا في الحرب الماضية ، فهؤلاء يبقون وهم جميعا لا يزيد عددهم عن (2500) ، وأنا أعلم أن مقاومتكم لليهود لأسباب سياسية لا تعصبا منكم لأسباب دينية ، وأنا أعلم أن شريعتكم عظيمة التسامح مع الآخرين ، وليست الشرائع الأخرى مثلها ، فالشريعة الإسلامية أعظم تسامحا منها كلها (وكنت قد حدثته عن موضوع المسيحيين في البلاد العربية أيضا وأنهم يتمتعون بكل الحقوق وأنهم سيظلون كذلك ، وأنهم في فلسطين اشتغلوا معنا واشتركوا في الثورة ، ومنهم من قتل ومنهم من جرح ومنهم من نفي ، وأنهم شركاؤنا تماما الخ . ففهمت أنه يجيب على كلا البحثين فيما يتعلق باليهود والنصارى أيضا)ولما رأيت أنه لم يقل شيئاً عن العراق حينما ذكرت له أننا نرغب في تأسيس حكومة من جميع الأقطار السورية والعراق الخ، قلت له: إن العراق لا يمكنها لأجل محصولاتها أن تظل بعيدة عن البحر الأبيض. ونحن في سوريا وفلسطين بأشد الحاجة من الوجهة الاقتصادية أيضاً للاتحاد مع العراق . فقال نعم نعم ، وهذا صحيح وضروري ثم سألني متى عزمتم سماحتكم على السفر لبرلين؟ فقلت له :خلال هذا الأسبوع وقد ألاقي هناك السيد الكيلاني وبعض زعماء سورية ثم نعود أيضاً مرة أخرى إلى هنا . قال: بكل سرور، وإذا شاء الكيلاني وسواه القدوم فإنا نرحب بالجميع ، ويسرني أن أقول لك يا صاحب السماحة بأنك ضيف روما ، فأنا والحكومة والحزب والنظام نرحب بكم ، وستكونون في تمام الراحة والاطمئنان ، كأنك في بيتك ، وكل ما ترغب فيه فإنا نقوم به حالاً شخصياً وسياسياً ، وسنحرص كل الحرص على راحتك . وهنا خاطب انفوزو فقال : ماذا تم في ما يتعلق بإقامة سماحته ؟ وهل أعددتم كل ما يوفر أسباب الراحة ؟ فأجابه: إنا جادون في الأمر بأسرع ما يمكن فقال : نعم كل ما ينبغي لذلك حالاً . فشكرت عنايته واستأذنت في الانصراف فقام معي فحاولت وداعه فأبى وقال سأرافقك حتى الباب ، فقلت له: لا تكلفوا أنفسكم. فقال : مستحيل لا بد من ذلك. وسار بجانبي حتى الباب وهو يقول : اعتمد علي شخصياً وكن واثقاً. فشكرته على قوله وقلت له: إنني مطمئن ومعتمد ،وقضية البلاد أيضاً ( وقلت ذلك بطريق استفهام ) فقال : واعتمدوا أيضاً على موضوع قضيتك Compptes son فإنه سيكون للأمة العربية حكومتها واستقلالها وملوكها وكل شئ تريده . ووصلنا حينئذ عند الباب فودعني وداعاً حاراً وصافحني ،فخرجت شاكراً فمشى معي إلى باب المصعد ووراءه عدد من الموظفين، فسألني أثناء الطريق لعلي مرتاح من المقابلة ، فأجبته: كل الارتياح وشاكر ، قال: قد سمعتم أوامري، فما عليكم إلا أن تطلبوا ما تريدون وتبدوا رغبتكم في أي شئ ونحن نلبي رغباتكم فوراً . . فشكرته ، وقلت له : إني في راحة تامة . فخاطب بعض الموظفين ومنهم الكومنداتور مالليني: ماذا فعلتم في أمر توفير أسباب الراحة لسماحته؟ وماذا فعلتم في موضوع المسكن (الفيلا) عليكم أن تتموا ذلك حالاً. ولمال وصلنا إلى باب المصعد ودعني قائلاً: إنه حينما يعود الكونت شيانو يكون سعيدا في مقابلتكم، فأجبته : بأني أكون كذلك وآمل في مقابلته بعد عودته ، ونزلنا في المصعد حتى مدخل الدائرة ، والسكرتير الخاص للزعيم في وداعنا حتى باب السيارة ، فودعنا السكرتير وحيانا الضابط والحرس والموظفون ، ورجعنا إلى الفندق وقد كانت العودة إلى الفندق ، في الساعة الواحدة والنصف، وكانت المحادثة نصف ساعة تماماً مع الزعيم. لقد كنت مرتاحاً جداً من المقابلة، ورأيت من حفاوته واهتمامه وحسن إصغائه ثم من أقواله المؤثرة ، ومن اطلاعه على أحوال قضيتنا وعنايته بها ومعرفته تفصيلاتها ،وما قاله عن الصهيونية واليهود، وما صرح به عن جدارة العرب بالاستقلال التام وحكم أنفسهم بأنفسهم – ولا يفوتني أن أذكر هنا قوله: إني امرؤ إذا اعتقدت بشيء صرحت به وقمت بتنفيذه حالاً ، ومن قوله بتسامح الشريعة الإسلامية وأنها أشد تسامحاً من جميع الشرائع . فوق ما كنت آمل ورأيت من تأكيده فيما يتعلق بتحقيق أماني العرب واستقلالهم ما جعلني أعتقد بأنه ينوي ذلك من قلبه، وقد اشتهر عنه أنه صريح وأنه لا يعد بشيء إلا وفى به، وكل ذلك جعلني أرتاح جداً للمقابلة وأبتهج بها.نهاية الجزء الاول
تعترف دولتا المحور بحكومة رشيد عالي الكيلاني كممثلة لهذه الدولة وحكومة لها في المنفى، على أن تتخذ هذه الحكومة مركزاً لها في المكان الذي تختاره .
3 – يتعاون الفريقان في تحرير أجزاء هذه الدولة كلها، ويتعهد الفريق الأول – ألمانيا- بتسليح الفريق الثاني وتمويله لهذه الغاية.
4 – تنضم الدول العربية إلى الميثاق الثلاثي ويكون لها مندوبون في اللجان، وتشترك في الأبحاث المتعلقة بمصالحها وبلادها .
5 – تمثل الدولة العربية في مؤتمر الصلح وتشترك في مذاكراته وقراراته.
6- يتعرف الفريق الأول باستقلال الدول العربية القائمة ، ويوافق على تكوين اتحاد بينها وبين الدول العربية الحديثة .
7 – يوافق الفريق الأول على إلغاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين والقضاء على جميع آثاره ونتائجه .
8- يسعى الفريق الأول لحمل حلفائه على الاعتراف بالدول العربية وتأييدها فور توقيع هذه المعاهدة .
9 – يساعد الفريق الأول الدولة العربية على الحصول على تعويضات من بريطانية وفرنسية عن الخسائر التي لحقت بالعراق وسورية وفلسطين من جراء أعمال وحركات السلطات البريطانية والفرنسية.
10- يتعهد الفريق الأول بمساعدة الفريق الثاني عند طلبه بما يحتاج إليه من سلاح وعتاد وغيره بعد تحرير البلاد وقيام الدولة العربية فعلاً .
11- إذا انتهت الحرب قبل جلاء الانكليز والفرنسيين عن جميع بلاد الدول العربية ، يتعهد الفريق الأول بتأمين قيام واستقلال الدولة المذكورة وجلاء الإنكليز والفرنسيين عنها .
________________________________________
مشروع مقدم من الحاج أمين الحسيني ورشيد عالي الكيلاني ([8])
إلى دول المحور ليكون أساساً لاتفاق أو معاهدة بين العرب ودول المحور ([9])
28/9/1941
نص المشروع :
تعلن دولتا ألمانيا وايطاليا ، بصفة رسمية ، عن سياستهما تجاه الأقطار العربية على النحو التالي:
1- تعترف ألمانيا وايطاليا باستقلال الدول العربية التي ظفرت باستقلالها فعلاً وهي مصر، العراق، العربية السعودية، اليمن .
2- تعترف ألمانيا وايطاليا باستقلال الأقطار العربية الموضوعة في الوقت الحاضر تحت الانتداب البريطاني كفلسطين والأردن ، أو هي رازحة تحت الحكم البريطاني كالسودان والكويت والبحرين وحضرموت والمحميات في جنوب اليمن .
3- تعلن ألمانيا وايطاليا انهما لا تعارضان أي عمل تقوم به سورية ولبنان في سبيل الحصول على الاستقلال الكامل .
4- تعلن ألمانيا وايطاليا بطلان جميع التحفظات البريطانية فيما يتعلق باستقلال مصر والسودان .
5- لا تثير ألمانيا وايطاليا أية اعتراضات في سبيل استقلال الدول العربية استقلالاً تاماً ، كالاعتراضات التي يهيئها نظام الوصاية الذي أبدعته عصبة الأمم والدول الاستعمارية كوسيلة لإخفاء مطامعها الاستعمارية .
6 – تعترف ألمانيا وايطاليا بحق الدول العربية في تحقيق وحدتها القومية وفقاً لمصالحها ورغباتها . وتتعهد دول المحور ألا تثير أية اعتراضات في سبيل الدول العربية في جهودها لتنفيذ أية خطة تستهدف تحقيق الوحدة العربية .
7 – تعترف ألمانيا وايطاليا بعدم شرعية الوطن القومي اليهودي في فلسطين ، وبأن لفلسطين وغيرها من الأقطار العربية الحق في حل المشكلة اليهودية في فلسطين وفي البلاد العربية الأخرى بما يتفق ومصلحة العرب .
8 – ليس لألمانيا وايطاليا في الأقطار العربية أي مأرب أكثر من أن تريا الأمة العربية جمعاء تتمتع بالحرية والاستقرار والرفاهية ، وتؤدي دورها التاريخي في هذا العالم ، وأن يكون تعاونها الاقتصادي مع دولتي المحور على أساس مصالح الفريقين ، وعلى قدم المساواة ، وهما تطالبان الدول الغربية باحترام الحالة الراهنة (ستاتوكو) في فلسطين وغيرها فيما يتعلق بالشئون الروحية وضمان الحرية في ممارسة الشعائر الدينية.
________________________________________رسالة المفتي أمين الحسيني إلى جماعة اسطنبول
حول لقائه مع الدوتشي موسيليني ([10])
23/10/1941
حدد للمقابلة الساعة 11، وقبل ذلك الموعد ركبنا سيارة حيث وصلنا إلى مكان المقابلة (قصر فيينا) فوجدنا بعض الموظفين في المدخل فاستقبلونا وحيونا ، فنزلنا من السيارة فوجدنا في باب القصر السكرتير الخاص للزعيم ، فحيانا ورحب بنا وأوصلنا إلى المصعد ، فلما خرجنا من باب المصعد استقبلنا السنيور انفورو وهو وكيل وزير الخارجية ، فحيانا ورحب بنا باسم الزعيم ووزير الخارجية الذي يأسف لغيابه والذي أنابه ليصحبنا عند الزعيم وان الزعيم مبتهج جداً لقدومنا ، وهو منتظر لزيارتنا بسرور ، فدخلنا معه في ممر ينتهي إلى غرف واسعة وردهات وأبهاء عديدة ، وكان يقابلنا فيها موظفون يرتدون ملابس رسمية مزخرفة ، فحيونا برفع اليد إلى أن وصلنا إلى غرفة الزعيم وهي بهو واسع ، فلما قاربنا الباب وكان مفتوحاً رأينا الزعيم واقفاً في صدر البهو فلما رآنا تقدم لاستقبالنا باهتمام ظاهر إلى أن تجاوز نصف البهو حيث التقينا به فمد يده مصافحاً وقال : ( إنني يا صاحب السماحة أرحب بكم وإني مبتهج جداً لمقابلتكم ووجودكم في روما ، وإنكم تعلمون مقدار اهتمامي بالقضية العربية ) فشكرت له ذلك ، ومشى معي إلى صدر البهو حيث كان هنالك مقعدان متماثلان ، فدعاني إلى الجلوس على احدهما وجلس هو على الثاني مقابلاً لي ، ثم جر كرسيه نحوي وأعاد كلمات الترحيب والابتهاج بوجه طلق وإقبال ، ووقف السنيور انفورو على قدميه بالقرب مني متأخراً ، فبدأت حديثي ، فكان يصغي باهتمام شديد وعيناه مفتوحتان ، وكان يصدق بوجهه وعينيه وتارة بهز رأسه وإحنائه على كلامي ، ولما ذكرت له الجهود التي قام بها العرب والتضحيات في سبيل استقلالهم هز رأسه مصدقاً متمتماً كلمات الموافقة على قولي ، ولما ذكرت له مقابلة الوفد السوري الفلسطيني له في جنيف 1922 وطلبه المساعدة منه في جريدته التي كان يصدرها حينئذ أشار بالموافقة وأنه يذكر ذلك . ولما شكرت الجهود التي بذلت لمعاونتي على النجاة من الأعداء ابتسم ابتسامة واسعة وأبدى ابتهاجه ، وهكذا كان حتى انتهيت من الحديث . فأطرق قليلاً ثم نظر إلي وقال : هل أنهيتم حديثكم يا صاحب السماحة أم لديكم ما تقولون أيضاً ؟ كأنه يستزيدني من الحديث الذي كان مهتماً به كل الاهتمام ، فلما أعلمته أني انتهيت أقبل علي وقال: إن اهتمامي بالقضية العربية والعرب هو من القديم ، وان أمة عددها نحو الثمانين مليوناً على مساحة قريبة منا أي على بعد ساعتين في الطيارة من صقلية لجديرة بكل اهتمام ، وكذلك اهتمامي بالمسلمين الذين يعدون بمئات الملايين وقد يزيد عددهم عن (250) مليوناً من عرب وهنود وأتراك وأفغان وغير ذلك ، وقد كان خطابي الذي أشرتم إليه في ليبيا بمناسبة ما كان يذاع من الإشاعات حينئذ من أننا نضطهد العرب في ليبيا ونقاوم الإسلام وهذا ليس بصحيح ، إن العرب برهنوا على أنهم أهل للاستقلال ، واني مستعد للتصريح في كل وقت ، وها أنا أصرح لكم الآن أن العرب جديرون بأن ينالوا استقلالهم التام وجميع مطالبهم وأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم والتصرف بجميع شئونهم والعناية بتنمية اقتصادياتهم واخراجاتهم والاستفادة من سواحلهم وموانئهم(جمع ميناء) كما يرغبون ، وإنني أنا سأقدم كل الجهود لمساعدتكم سياسياً وأدبياً والمعاونة بالسلاح أيضاً ، وقد حاولنا مراراً الإمداد بالسلاح فكانت الحراسة الإنكليزية لتلك السواحل تحول دون ذلك . والآن أيضا لا يزال الإنكليز يشددون الحراسة بصورة خاصة لأن وضعهم في البحر الأبيض يتطلب منهم ذلك ، فإنهم بعد أن أضاعوا كريت لم يبق بيدهم إلا قبرص في تلك الجهة فكانوا شديدي الحاجة لاحتلال سورية فاحتلوها ليدعموا مركزهم حول البحر الأبيض المتوسط وليؤثروا على موقف تركيا .
إن الإنكليز حسنوا وضعهم باحتلال العراق فسورية فإيران ، وهم على وشك احتلال الأفغان ، وهم يضايقون الأفغان الآن وقد أرغموهم فعلاً على إخراج الطليان والألمان من هناك ففعلوا (أي الأفغان) ولا يسعهم غير ذلك لأن موقفهم في الحقيقة حرج، ونحن لم نرد أن نؤثر عليهم لأنهم إذا لم يكن في إمكانهم المقاومة الآن فالأولى تركهم فقد يأتي يوم يستطيعون فيه الاستفادة منه ، ولكن قوى المحور الآن تهددهم ولسوف تحرج موقفهم كثيراً . إن الإنكليز يقولون أنهم سيطيلون أمد الحرب إلى عشر سنين ، فليفعل ذلك فإنا نستمر عشر سنين في الحرب ولا نبالي . إذا كانوا يظنون أننا لا نستمر فهم لا يعرفوننا ، إننا سنستمر في الحرب إلى جانب ألمانيا ولا ننفك عنها حتى النهاية . ان الإنكليز تضمحل قواهم يوماً بعد يوم .
ان سنة 1942 ستكون سنة الحرب في البحر الأبيض ، وإن الرأي الذي أبديته أن قنال السويس ومصر هما الوتر الحساس للإنكليز ، وأن اقتحامهما لأشد تأثيراً على الإنكليز من اقتحام الجزيرة البريطانية نفسها ، فيجب أن نضربهم هناك ونلاحقهم ، ولذلك فإن العرب يمكنهم أن يقوموا بدور مهم ، وإن قدومكم صادف الوقت الذي يوشك أن نحاول الاتصال بالبلاد العربية فيه ، فوصولكم جاء في الوقت الملائم تماماً وأنا واثق بأن الأمة العربية التي برهنت على جدارتها بالاستقلال سيتاح لها الظرف المناسب . إن التصريح باستقلال البلاد العربية أمر مقرر لدي، وأنا مستعد له في كل وقت, ولكنه يكون أقوى إذا كان باسم حكومات المحور وصادراً منها رسمياً، وسأبدي رأيي للفوهرر بالموضوع ونصدر التصريح، إني امرؤ إذا اعتقدت بشئ جهرت باعتقادي ونفذته فوراً .
وأما قضية فلسطين والصهيونية فإنه ليس لليهود أي حق تاريخي أو قومي أو غيره في فلسطين، وأنا ضد الصهيونية antizionista منذ القديم وصرحت برأيي هذا، فأنا موافق تماماً على قولكم ورغبتكم فيما يتعلق بالوطن القومي اليهودي، وإذا شاء اليهود فلينشئوا تل أبيب في أمريكا ، إنهم حيثما يكونون يعملون لمصلحة إنكلترا كجواسيس ووكلاء ودعاة كما قلتم تماماً ، إذن فهم أعداء ، ولن يكون لهم أي مكان في أوروبا ، وهنا أيضاً في ايطاليا ليس اليهود أكثر من 45 ألف بين 45 مليون، ولكنهم مع ذلك لن يبقى أحد منهم هنا إلا الذين سبق لهم خدمة عسكرية ، وأصيبوا في الحرب الماضية ، فهؤلاء يبقون وهم جميعا لا يزيد عددهم عن (2500) ، وأنا أعلم أن مقاومتكم لليهود لأسباب سياسية لا تعصبا منكم لأسباب دينية ، وأنا أعلم أن شريعتكم عظيمة التسامح مع الآخرين ، وليست الشرائع الأخرى مثلها ، فالشريعة الإسلامية أعظم تسامحا منها كلها (وكنت قد حدثته عن موضوع المسيحيين في البلاد العربية أيضا وأنهم يتمتعون بكل الحقوق وأنهم سيظلون كذلك ، وأنهم في فلسطين اشتغلوا معنا واشتركوا في الثورة ، ومنهم من قتل ومنهم من جرح ومنهم من نفي ، وأنهم شركاؤنا تماما الخ . ففهمت أنه يجيب على كلا البحثين فيما يتعلق باليهود والنصارى أيضا)ولما رأيت أنه لم يقل شيئاً عن العراق حينما ذكرت له أننا نرغب في تأسيس حكومة من جميع الأقطار السورية والعراق الخ، قلت له: إن العراق لا يمكنها لأجل محصولاتها أن تظل بعيدة عن البحر الأبيض. ونحن في سوريا وفلسطين بأشد الحاجة من الوجهة الاقتصادية أيضاً للاتحاد مع العراق . فقال نعم نعم ، وهذا صحيح وضروري ثم سألني متى عزمتم سماحتكم على السفر لبرلين؟ فقلت له :خلال هذا الأسبوع وقد ألاقي هناك السيد الكيلاني وبعض زعماء سورية ثم نعود أيضاً مرة أخرى إلى هنا . قال: بكل سرور، وإذا شاء الكيلاني وسواه القدوم فإنا نرحب بالجميع ، ويسرني أن أقول لك يا صاحب السماحة بأنك ضيف روما ، فأنا والحكومة والحزب والنظام نرحب بكم ، وستكونون في تمام الراحة والاطمئنان ، كأنك في بيتك ، وكل ما ترغب فيه فإنا نقوم به حالاً شخصياً وسياسياً ، وسنحرص كل الحرص على راحتك . وهنا خاطب انفوزو فقال : ماذا تم في ما يتعلق بإقامة سماحته ؟ وهل أعددتم كل ما يوفر أسباب الراحة ؟ فأجابه: إنا جادون في الأمر بأسرع ما يمكن فقال : نعم كل ما ينبغي لذلك حالاً . فشكرت عنايته واستأذنت في الانصراف فقام معي فحاولت وداعه فأبى وقال سأرافقك حتى الباب ، فقلت له: لا تكلفوا أنفسكم. فقال : مستحيل لا بد من ذلك. وسار بجانبي حتى الباب وهو يقول : اعتمد علي شخصياً وكن واثقاً. فشكرته على قوله وقلت له: إنني مطمئن ومعتمد ،وقضية البلاد أيضاً ( وقلت ذلك بطريق استفهام ) فقال : واعتمدوا أيضاً على موضوع قضيتك Compptes son فإنه سيكون للأمة العربية حكومتها واستقلالها وملوكها وكل شئ تريده . ووصلنا حينئذ عند الباب فودعني وداعاً حاراً وصافحني ،فخرجت شاكراً فمشى معي إلى باب المصعد ووراءه عدد من الموظفين، فسألني أثناء الطريق لعلي مرتاح من المقابلة ، فأجبته: كل الارتياح وشاكر ، قال: قد سمعتم أوامري، فما عليكم إلا أن تطلبوا ما تريدون وتبدوا رغبتكم في أي شئ ونحن نلبي رغباتكم فوراً . . فشكرته ، وقلت له : إني في راحة تامة . فخاطب بعض الموظفين ومنهم الكومنداتور مالليني: ماذا فعلتم في أمر توفير أسباب الراحة لسماحته؟ وماذا فعلتم في موضوع المسكن (الفيلا) عليكم أن تتموا ذلك حالاً. ولمال وصلنا إلى باب المصعد ودعني قائلاً: إنه حينما يعود الكونت شيانو يكون سعيدا في مقابلتكم، فأجبته : بأني أكون كذلك وآمل في مقابلته بعد عودته ، ونزلنا في المصعد حتى مدخل الدائرة ، والسكرتير الخاص للزعيم في وداعنا حتى باب السيارة ، فودعنا السكرتير وحيانا الضابط والحرس والموظفون ، ورجعنا إلى الفندق وقد كانت العودة إلى الفندق ، في الساعة الواحدة والنصف، وكانت المحادثة نصف ساعة تماماً مع الزعيم. لقد كنت مرتاحاً جداً من المقابلة، ورأيت من حفاوته واهتمامه وحسن إصغائه ثم من أقواله المؤثرة ، ومن اطلاعه على أحوال قضيتنا وعنايته بها ومعرفته تفصيلاتها ،وما قاله عن الصهيونية واليهود، وما صرح به عن جدارة العرب بالاستقلال التام وحكم أنفسهم بأنفسهم – ولا يفوتني أن أذكر هنا قوله: إني امرؤ إذا اعتقدت بشيء صرحت به وقمت بتنفيذه حالاً ، ومن قوله بتسامح الشريعة الإسلامية وأنها أشد تسامحاً من جميع الشرائع . فوق ما كنت آمل ورأيت من تأكيده فيما يتعلق بتحقيق أماني العرب واستقلالهم ما جعلني أعتقد بأنه ينوي ذلك من قلبه، وقد اشتهر عنه أنه صريح وأنه لا يعد بشيء إلا وفى به، وكل ذلك جعلني أرتاح جداً للمقابلة وأبتهج بها.نهاية الجزء الاول
حـــــســين الــخــزاعي (الــفــوهــرر) - الــعــراق