السؤال:
هل حدث على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- موقف كالذي يحدث بغزة فكان فِعْلُهُ كَفِعْلِنَا؟
المفتي: ياسر برهامي
الإجابة:
فنقول نعم، كما دل عليه قوله -عليه الصلاة والسلام- لآل ياسر وهم يعذبون: (صَبْراً آلَ يَاسِر فَإنَّ مَوْعَدَكُمْ الجَنَّةُ) رواه الحاكم وأبو نعيم في الحلية، وقال الألباني: حسن صحيح، عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- عاجزا عن أن يدفع عنهم، وبلال -رضي الله عنه- كان يعذب والرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم، ولكنه كان لا يستطيع له نصرا. نحن نتكلم عن المسلمين الراغبين في نصرة الدين، والملتزمين بهذا، أما الذين يوالون أعداء الإسلام فهؤلاء الذين عليهم أعظم الجرم الذنب، وإلا فالحقيقة أن الأعداء ما تمكنوا من ذلك إلا بمعاونة من يعين ممن ينتسب للإسلام. فالقضية أن هناك جيوش مُجيَّشة ليست لمصالح المسلمين؛ وإنما لغير ذلك من الأغراض، فهؤلاء هم الذين يتحملون الوزر، هم ومن يواليهم، ويرضى بتخاذلهم ويبرر لهم مواقفهم. أما آحاد المسلمين وجماعاتهم التي لا تملك الأمر، ولا السلاح، ولا السلطة، ماذا يصنعون لو ذهبوا وحاولوا اقتحام الحدود على سبيل المثال كما يحاول البعض؟ لسفكت الدماء أنهارا... وخصوصا من غير أن يملكوا ما يدفعون به عن أنفسهم. أما المظاهرات فإن الصياح لا يغير من الحقيقة شيئا، قد فعلت مظاهرات كثيرة قبل ذلك، نعم قد تكون وسيلة للضغط، ولكن الأمر عندما يخشى منه حصول سفك دماء المسلمين أكثر إنما يزيد الأمر سوءا، ونسأل الله العافية. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد كان يؤسر بعضُ أصحابه، وكان ينتظر -عليه الصلاة والسلام- لعدم القدرة على الإغاثة، وقد كان هناك مستضعفون في مكة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية عندما خرج أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وتم الصلح على أن يرد من فر إلى المسلمين رده -عليه الصلاة والسلام- وإنا لله وإنا إليه راجعون. فالأمر يحتمل أحيانا عجز المسلمين، ولا يكلف العاجز إلا بما يقدر عليه، ولكن بلا شك هناك أشياء ضرورية لتغيير هذا الواقع.
هل حدث على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- موقف كالذي يحدث بغزة فكان فِعْلُهُ كَفِعْلِنَا؟
المفتي: ياسر برهامي
الإجابة:
فنقول نعم، كما دل عليه قوله -عليه الصلاة والسلام- لآل ياسر وهم يعذبون: (صَبْراً آلَ يَاسِر فَإنَّ مَوْعَدَكُمْ الجَنَّةُ) رواه الحاكم وأبو نعيم في الحلية، وقال الألباني: حسن صحيح، عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- عاجزا عن أن يدفع عنهم، وبلال -رضي الله عنه- كان يعذب والرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم، ولكنه كان لا يستطيع له نصرا. نحن نتكلم عن المسلمين الراغبين في نصرة الدين، والملتزمين بهذا، أما الذين يوالون أعداء الإسلام فهؤلاء الذين عليهم أعظم الجرم الذنب، وإلا فالحقيقة أن الأعداء ما تمكنوا من ذلك إلا بمعاونة من يعين ممن ينتسب للإسلام. فالقضية أن هناك جيوش مُجيَّشة ليست لمصالح المسلمين؛ وإنما لغير ذلك من الأغراض، فهؤلاء هم الذين يتحملون الوزر، هم ومن يواليهم، ويرضى بتخاذلهم ويبرر لهم مواقفهم. أما آحاد المسلمين وجماعاتهم التي لا تملك الأمر، ولا السلاح، ولا السلطة، ماذا يصنعون لو ذهبوا وحاولوا اقتحام الحدود على سبيل المثال كما يحاول البعض؟ لسفكت الدماء أنهارا... وخصوصا من غير أن يملكوا ما يدفعون به عن أنفسهم. أما المظاهرات فإن الصياح لا يغير من الحقيقة شيئا، قد فعلت مظاهرات كثيرة قبل ذلك، نعم قد تكون وسيلة للضغط، ولكن الأمر عندما يخشى منه حصول سفك دماء المسلمين أكثر إنما يزيد الأمر سوءا، ونسأل الله العافية. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد كان يؤسر بعضُ أصحابه، وكان ينتظر -عليه الصلاة والسلام- لعدم القدرة على الإغاثة، وقد كان هناك مستضعفون في مكة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية عندما خرج أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وتم الصلح على أن يرد من فر إلى المسلمين رده -عليه الصلاة والسلام- وإنا لله وإنا إليه راجعون. فالأمر يحتمل أحيانا عجز المسلمين، ولا يكلف العاجز إلا بما يقدر عليه، ولكن بلا شك هناك أشياء ضرورية لتغيير هذا الواقع.