ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    أبو عمرو بن العلاء

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو عمرو بن العلاء Empty أبو عمرو بن العلاء

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء مارس 22, 2017 4:24 am

    هو زَبَّان بن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث، ينتهي إلى معد بن عدنان التميمي المازني المقرئ النحوي أحد القُرَّاء العشر. وقيل: اسمه العُرْيان، وقيل غير ذلك، وقد اختلف في اسمه على عشرين قولاً. مولده: اختلف في سنة مولده، فقيل: سنة ثمانٍ وستين، وقيل: سنة سبعين، وقيل: سنة خمس وستين، وقيل: سنة خمس وخمسين. وقد وُلِد أبو عمرو البصري بمكة، ونشأ بالبصرة، وتوجه مع أبيه لما هرب من الحَجَّاج فقرأ بمكة والمدينة، وقرأ بالكوفة والبصرة على جماعات كثيرة. شيوخه: ليس في القُرَّاء السبعة أكثر شيوخًا منه، وقد حدَّث باليسير عن أنس بن مالك t، ويحيى بن يعمر، ومجاهد، وأبي صالح السمان، وأبي رجاء العطاردي، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب، وقرأ القرآن على سعيد بن جبير، ومجاهد، ويحيى بن يعمر، وعكرمة، وابن كثير، وطائفة، وورد أنه تلا على أبي العالية الرياحي، وقد كان معه بالبصرة. تلاميذه: العباس بن الفضل، وعبد الوارث بن سعيد، وشجاع البلخي، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، ويونس بن حبيب النحوي، وسهل بن يوسف، وأبو زيد الانصاري سعيد بن أوس، وسلام الطويل. وحدَّث عنه شعبة، وحماد بن زيد، وأبو أسامة، والأصمعي، وشبابة بن سوار، ويعلى بن عبيد، وأبو عبيدة اللغوي، وآخرون. وأما أشهر تلاميذه فيحيى الْيَزيدِيِّ، وأبو عُمر الدُّورِي، وأبو شعيب السُّوسِيُّ. مؤلَفاته: قيل: كانت دفاتره ملءَ بيتٍ إلى السقف، ثم تنسَّك فأحرقها. ثناء العلماء عليه: قال عنه ابن معين: "ثقة". وقال أبو حاتم: "ليس به بأس". وقال الشيخ شمس الدين: "أبو عمرو قليل الرواية للحديث، وهو صدوق حجة في القراءة". وقال أبو عبيدة: "أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات، والعربية، والشعر، وأيام العرب". وقال عنه الذهبي: "بَرَّزَ في الحروف (أي القراءات) وفي النحو، وتصدر للإفادة مُدَّةً، واشتُهِر بالفصاحة والصدق وسعة العلم". وقال أبو عمرو الشيباني: "ما رأيت مثل أبي عمرٍو". منهجه في القراءة: يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام أبي عمرو بن العلاء البصري في القراءة: 1- له بين كل سورتين البسملة، السكت، الوصل، سوى الأنفال وبراءة فله القطع، السكت، الوصل، وكل منها بلا بسملة. 2- له من رواية السُّوسي إدغام المتماثلين نحو: {الرحيم ملك}، والمتقاربين نحو: {وشهد شاهد}، والمتجانسين نحو: {ربكم أعلم بكم} بشروط خاصة. 3- له في المد المتصل التوسط من الروايتين، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدُّوري، والقصر فقط من رواية السُّوسي. 4- يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة، مع إدخال ألف بينهما. 5- يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين، المتفقتين في الحركة، ويغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير. 6 - يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو: {المؤمنون}، {اطمأننتم}، سوى ما استثناه له أهل الأداء. 7 - يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو: {إذ دخلوا}، ودال في حروف معينة نحو: {فقد ظلم}، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو: {كذبت ثمود}، ولام هل في {هل ترى من فطور}، {فهل ترى لهم من باقية}، ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو: {نبذتها}، {عذت}، {ومن يرد ثواب}. 8 - يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن (فَعلى) بفتح الفاء نحو {السلوى}، أو كسرها نحو {سيماهم}، أوضحها نحو {المثلى}. ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعد راء نحو: {اشترى}، {الذكرى}، {النصارى}. ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو: {على أبصارهم}، {من ديارهم}. ويميل الألف التي وقعت بين راءين، الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو: {إن كتاب الأبرار}، {من الأشرار}. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدُّوري. 9 - يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو: {بقيت الله خير لكم}، {إن شجرة الزقوم}. 10 - يفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة، نحو: {إني أعلم}، أو مكسورة نحو: {فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده}، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو: {لا ينال عهدي الظالمين}، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو: {هارون أخي اشْدُدْ}. على تفصيلٍ يعلم من كتب الفن. 11 - يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو: {أجيب دعوة الداع إذا دعان}، {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام}. من كلماته الخالدة: - "كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته". - "ليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك". وفاته: عاش الإمام أبو عمرو البصري نحو 85 سنة، وتُوفِّي بمكة سنة (154هـ/ 771 م). رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته. المراجع: - غاية النهاية في طبقات القراء.. ابن الجزري - سير أعلام النبلاء.. الذهبي - الوافي بالوفيات.. الصفدي - إبراز المعاني من حرز الأماني.. أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل

    المزيد : http://islamstory.com/detailes.php?module=artical&slug=أبو_عمرو_البصري


    ________________

    قال اليزيدي: لم يكن أحد أعلم بالنحو من أبي عمرو.
    فقال الأحمر: لم يكن يعرف التصريف!
    فقال له: ليس التصريف من النحو، إنما هو شيء ولدناه نحن، واصطلحنا عليه، وكان أبو عمرو أنبل من أن ينظر فيما ولد الناس.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو عمرو بن العلاء Empty رد: أبو عمرو بن العلاء

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء مارس 22, 2017 4:26 am

    أبو عمرو بن العلاء

    ابن عمار بن العريان التميمي ، ثم المازني البصري شيخ القراء والعربية وأمه من بني حنيفة .

    اختلف في اسمه على أقوال : أشهرها زبان ، وقيل العريان . استوفينا من أخباره في " طبقات القراء " . مولده في نحو سنة سبعين .

    حدث باليسير عن أنس بن مالك ، ويحيى بن يعمر ، ومجاهد ، وأبي صالح السمان ، وأبي رجاء العطاردي ، ونافع العمري ، وعطاء بن أبي رباح ، وابن شهاب . وقرأ القرآن على سعيد بن جبير . ومجاهد ، ويحيى بن يعمر ، وعكرمة ، وابن كثير ، وطائفة . وورد أنه تلا على أبي العالية الرياحي . وقد كان معه بالبصرة .

    برز في الحروف ، وفي النحو ، وتصدر للإفادة مدة . واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم .

    تلا عليه يحيى اليزيدي ، والعباس بن الفضل ، وعبد الوارث بن سعيد ، وشجاع البلخي ، وحسين الجعفي ، ومعاذ بن معاذ ، ويونس بن حبيب النحوي ، وسهل بن يوسف ، وأبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس ، وسلام الطويل وعدة .

    وحدث عنه : شعبة ، وحماد بن زيد ، وأبو أسامة ، والأصمعي ، وشبابة بن سوار ، ويعلى بن عبيد ، وأبو عبيدة اللغوي ، وآخرون . وانتصب للإقراء في [ ص: 408 ] أيام الحسن البصري .

    قال أبو عبيدة . كان أعلم الناس بالقراءات والعربية ، والشعر وأيام العرب . وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف ، ثم تنسك فأحرقها .

    وكان من أشراف العرب ، مدحه الفرزدق وغيره .

    قال يحيى بن معين : ثقة . وقال أبو حاتم : ليس به بأس . وقال أبو عمرو الشيباني : ما رأيت مثل أبي عمرو .

    روى أبو العيناء ، عن الأصمعي : قال لي أبو عمرو بن العلاء : لو تهيأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت ، ولقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها ، ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت حرف كذا ، وذكر حروفا .

    قال نصر بن علي الجهضمي ، عن أبيه ، عن شعبة قال : انظر ما يقرأ به أبو عمرو مما يختاره فاكتبه ، فإنه سيصير للناس أستاذا .

    قال إبراهيم الحربي وغيره : كان أبو عمرو من أهل السنة .

    قال اليزيدي وآخر : تكلم عمرو بن عبيد في الوعيد سنة ، فقال أبو عمرو : إنك لألكن الفهم ، إذ صيرت الوعيد الذي في أعظم شيء مثله في أصغر [ ص: 409 ] شيء ، فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء ، وإنما نهى الله عنهما لتتم حجته على خلقه ، ولئلا يعدل عن أمره . ووراء وعيده عفوه وكرمه ثم أنشد :
    ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ولا أختتي من صولة المتهدد وإني وإن أوعدته ووعدته
    لمخلف إيعادي ومنجز موعدي


    فقال عمرو بن عبيد : صدقت . إن العرب تتمدح بالوفاء بالوعد والوعيد ، وقد يمتدح بهما المرء . تسمع إلى قولهم ؟ ! .
    لا يخلف الوعد والوعيد ولا يبيت من ثأره على فوت
    فقد وافق هذا قوله تعالى : ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم .

    قال أبو عمرو : قد وافق الأول أخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحديث يفسر القرآن .

    قال الأصمعي : قال لي أبو عمرو : كن على حذر من الكريم إذا أهنته ، ومن اللئيم إذا أكرمته ، ومن العاقل إذا أحرجته ، ومن الأحمق إذا مازحته ، ومن الفاجر إذا عاشرته . وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك ، أو تسأل من لا يجيبك ، أو تحدث من لا ينصت لك .

    قال الأصمعي : سألت أبا عمرو : ما اسمك ؟ قال : زبان وروي عن الأصمعي أيضا قال : لا اسم لأبي عمرو . وأما يحيى اليزيدي ، فعنه أن اسم أبي عمرو العريان . ورواية أخرى عنه أن اسمه : يحيى . قال الأصمعي : سمعته يقول : كنت رأسا والحسن حي .

    أبو حاتم ، عن أبي عبيدة : قال أبو عمرو بن العلاء : أنا زدت هذا البيت في قصيدة الأعشى ، وأستغفر الله منه : [ ص: 410 ]
    وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا
    وعن الطيب بن إسماعيل قال : شهدت ابن أبي العتاهية ، وقد كتب عن اليزيدي قريبا من ألف جلد ، عن أبي عمرو بن العلاء خاصة . قال : ويكون ذلك عشرة آلاف ورقة .

    قال الأصمعي : كنت إذا سمعت أبا عمرو بن العلاء يتكلم ظننته لا يعرف شيئا ، كان يتكلم كلاما سهلا .

    قال اليزيدي : سمعت أبا عمرو يقول : سمع سعيد بن جبير قراءتي فقال : الزم قراءتك هذه .

    قال الأصمعي : كان لأبي عمرو كل يوم يشترى كوز وريحان بفلسين فإذا أمسى تصدق بالكوز ، وقال للجارية : جففي الريحان ودقيه في الأشنان .

    قال أبو عبيد : حدثني عدة أن أبا عمرو قرأ على مجاهد . وزاد بعضهم : وعلى سعيد بن جبير . وروينا أن أبا عمرو وأباه هربا من الحجاج ومن عسفه . وحديثه قليل . ذكر غير واحد أن وفاته كانت في سنة أربع وخمسين ومائة .

    قال الأصمعي : عاش أبو عمرو ستا وثمانين سنة . وقال خليفة بن خياط وحده : مات أبو عمرو وأبو سفيان ابنا العلاء سنة سبع وخمسين ومائة .

    http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=1098&bk_no=60&flag=1
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أبو عمرو بن العلاء Empty رد: أبو عمرو بن العلاء

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء مارس 22, 2017 4:26 am

    أولاً: اسمه ونسبته وكنيته ومولده:
    زبَّان بن العلاء بن عمَّار بن العُريان، وقيل: العُريان بن العلاء بن عمار[2]، التميميُّ، ثم المازِنيُّ، أبو عمرو البصري، أمه من بني حَنِيْفَة، ومولده سنة (68هـ) أو (70هـ) بمكة، وقد نشأ بالبصرة، ومات بالكوفة أيام المنصور[3].

    ثانياً: صفاته:
    اشتُهر بالفصاحة، والصدق، والثقة، وسعة العلم، والزهد، والعبادة، وكان من أشراف العرب، مدحه الفرزدقُ[4] وغيرُه، وورد أنَّه كان يختم القرآن في كلِّ ثلاث.

    ثالثاً: مكانته وعلمه:
    أحد القُرَّاء السبعة، وشيخُ القراءة والعربية، أوحد أهل زمانه، برز في الحروف، وفي النَّحو، وتصدَّر للإفادة مُدَّة، كان من أعلم النَّاس بالقراءات والعربية، والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملءَ بيت إلى السقف، ثم تنسَّكَ فأحرقها، وقد انتهت إليه الإمامة في القراءة بالبصرة، وانتصب للإقراء أيامَ الحسن البصري، وهو من التابعين.

    قال الأخفش[5]: مَرَّ الحسن البصري بأبي عمرو بن العلاء وحلقته متوافرة، والنَّاس عكوف، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، كادتِ العلماء تكون أرباباً[6].

    قال إبراهيم الحربي[7] وغيره: كان أبو عمرو من أهل السُنَّة[8].

    وقال الأصمعيُّ: سمعت أبا عمرو يقول: ما رأيتُ أحداً قبلي أعلم مني، وقال الأصمعي: أنا لم أرَ بعد أبي عمرو أعلم منه[9].

    وروى أبو العيناء[10]، عن الأصمعي: قال لي أبو عمرو بن العلاء: لو تهيَّأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلتُ، ولقد حفظتُ في علم القرآن أشياء لو كُتِبَتْ ما قَدََر الأعمش على حملها، ولولا أنْ ليس لي أنْ أقرأَ إلاَّ بما قُرِئَ لقرأتُ حرفَ كذا، وذكر حروفاً[11].

    وقال نصر بن علي الجهضمي[12]: قال أبي: قال لي شعبة: انظر ما يقرأ أبو عمرو وما يختار لنفسه فاكتبه، فإنه سيصير للناس أستاذاً[13].

    وقال يحيى اليزيديُّ[14]: كان أبو عمرو قد عرف القراءات، فقرأ من كلِّ قراءة بأحسنها، وبما يختار العرب، وبما بلغه من لغة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله عزَّ وجلَّ[15].

    وكان اختياره في قراءته التخفيف والتسهيل ما وجد إليه سبيلاً، وقد أطبق الناس على قراءته، وكانوا يشبهونها بقراءة ابن مسعود، وكان بعضهم يوصي بعضاً بقراءته[16].

    وقد انتشرت قراءةُ أبي عمرو البصري في فترة من الفترات خارج حدود البصرة، فهذا ابن الجزري يحكي حالَ زمانه، فيقول: فالقراءة التي عليها النَّاس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو، فلا تكاد تجد أحداً يُلَقَّنُ القرآن إلاَّ على حرفه، خاصَّة في الفرش، وقد يخطئون في الأصول، ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة، فتركوا ذلك لأنَّ شخصاً قَدِمَ من أهل العراق، وكان يُلَقِّن النَّاس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو، فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه[17].

    قلت: وقد اختلف الحال في زماننا، فأصبحت رواية حفص عن عاصم هي الأكثر انتشاراً في العالم كله، ولهذه أسبابه وأسراره[18].

    رابعاً: شيوخه في القراءة:
    أخذ أبو عمرو بن العلاء القراءة عن أهل الحجاز، وأهل البصرة، وأهل الكوفة، وليس في القُرَّاء السبعة أكثر شيوخاً منه.

    فقرأ القرآن بمكة على: سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة بن خالد مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن كثير، وورد أنَّه تلا على أبي العالية الحسن بن مهران الرِّياحي[19].

    وقرأ في المدينة على: أبي جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نِصَاح.

    وقرأ بالبصرة على: يحيى بن يَعْمُر، ونصر بن عاصم، والحسن البصري، وغيرهم.

    وقرأ بالكوفة على: عاصم بن أبي النَّجود.

    قال يحيى اليزيدي: سمعتُ أبا عمرو يقول: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه.

    قَال أبو بكر بن مجاهد: كان أبو عَمْرو مُقَدَّمًا في عصره، عالمًا بالقراءة ووجوهها، قدوةً في العلم باللغة، إمامَ النَّاس في العربية، وكان مع علمه باللغة وفقهه في العربية متمسِّكًا بالآثار، لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله، متواضعًا في علمه، قرأ على أهل الحجاز، وسلك في القراءة طريقهم، ولم تزل العلماء في زمانه تعرف له تقدُّمَه وتُقِرُّ له بفضله، وتأتمُّ في القراءة بمذهبه، وكان حسن الاختيار، سهل القراءة، غير متكلِّف، يُؤثر التَّخفيف ما وجد إليه السبيل[20].

    خامساً: رواة القراءة عنه:
    قرأ عليه خلق كثير، منهم: عبد الله بن المبارك، عبد الملك بن قريب الأصمعي، ويحيى بن المبارك اليزيدي، والعباس بن الفضل، وعبد الوارث بن سعيد التَّنُّوري، وشُجاع البَلخي، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، ويونس بن حبيب النَّحوي، وسهل بن يوسف، وأبو زيد الانصاري سعيد بن أوس، وسلام الطويل، وسيبويه، وآخرون.

    سادساً: منزلته في الرواية والحديث:
    حدَّث أبو عمرو باليسير عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن إياس بن جعفر البَصْرِيّ، ويحيى بن يعمر، وبديل بن ميسرة العقيلي، وجعفر بن محمد الصادق، ومجاهد بن جبر، وأبي صالح السمَّان، وأبي رجاء العطاردي، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب الزهري، والحسن البَصْرِيّ، وآخرين.

    قال عنه يحيى بن معين: ثقة.

    وقال أبو حاتم: ليس به بأس.

    وقال أبو عمرو الشيباني: ما رأيت مثل أبي عمرو.

    روى له أبو داود في القدر، وابن ماجه في التفسير[21].

    سابعاً: من مآثره وأقواله:
    قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدِّث من لا ينصت لك[22].

    وقيل لأبي عمرو: حتى متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟ قال: ما دامتِ الحياة تَحْسُن به[23].

    وكان أبو عمرو إذا دخل شهر رمضان لم ينشد بيت شعر حتى ينقضي[24].

    وكان يقول للأصمعي: يا بني، إن طفئت شحمة عيني هذه لم ترَ من يشفيك من هذا البيت أو هذا الحرف[25].

    وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كلَّ يوم يشتري كُوْزَاً ورَيْحَاناً بفلسين، فإذا أمسى: تصدَّق بالكوز، وقال للجارية: جففي الرَّيحان ودقِّيْه في الأشنان[26].

    قال عبد الوارث[27]: حججتُ سنَةً من السنين مع أبي عمرو بن العلاء وكان رفيقي، فمررنا ببعض المنازل، فقال: قم بنا فمشيتُ معه، فأقعدني عند ميل، وقال لي: لا تبرح حتى أجيك، وكان منزل قَفْرٌ لا ماء فيه، فاحتبس عليَّ ساعةً، فاغتممتُ فقمتُ أقفيه الأثر، فإذا هو في مكان لا ماء فيه، فإذا عينٌ وهو يتوضأ للصَّلاة، فنظر إليّ، فقال: يا عبد الوارث أكتم عليَّ ولا تُحدِّث بما رأيتَ أحداً، فقلتُ: نعم يا سيِّد القرَّاء، قال عبدُ الوارث: فو الله ما حدثتُ به أحداً حتى مات[28].

    ولما طلب الحَجَّاج بن يوسف الثقفي أباه العلاء، خرج العلاء هارباً ومعه ولده أبو عمرو، وهما يُرِيدان اليمن، قال أبو عمرو: فإنا لنسير في صحراء اليمن إذا رجل ينشد:
    صبِّر النَّفس عند كلِّ مُلمّ
    إنَّ في الصبر حِيلة المُحتَال
    لا تضيقنَّ في الأمور فقد يُكْ
    شَف لأواؤها بغير احتيال
    ربما تكره النفوس من الأم
    ر له فَرجة كحلِّ العِقَال
    قد تُصَاب الجبالُ في آخر الصَّفْ
    فِ وينجو مقارعُ الأبطال

    قال: فقال له أبي: ما الخبر؟ فقال: مات الحجَّاج، قال أبو عمرو: فأنا بقوله: فَرجة، يعني بفتح الفاء، أشد سروراً مني بموت الحجاج، لأني كنتُ أطلب شاهدًا لاختياري القراءة في سورة البقرة: ﴿ إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً بِيَدِهِ ﴾ [البقرة: 249]، فقال أبي: هذا - والله - الرغبة في العلم، اضرب ركابنا إلى البصرة[29].

    ثامناً: وفاته:
    لما حضرتِ الوفاةُ أبا عمرو كان يغشى عليه ويفيق، فأفاق من غشية له، فإذا ابنُه بشرُ يبكي، فقال: "ما يبكيك وقد أتت عليَّ أربع وثمانون سنة"[30]، وقد ذكر غيرُ واحد أنَّ وفاته كانت سنة (154هـ)، قال الأصمعي: عاش أبو عمرو ستًا وثمانين سنة.

    وفي يوم وفاته جاء الناس يعزُّون أولادَه، فقال يونس بن حبيب: نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبهًا له آخر الزمان، والله لو قُسِمَ علمُ أبي عمرو وزهدُهُ على مائة إنسان لكانوا كلُّهم علماءَ زهاداً، والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لَسَرَّه ما هو عليه[31].

    [1] جمال القراء 2/450؛ تهذيب الكمال 34/120ـ130؛ وفيات الأعيان 3/466؛ معرفة القراء الكبار 1/100ـ105؛ سير أعلام النبلاء 6/407ـ410؛ تاريخ الإسلام 9/683؛ ميزان الاعتدال 4/556؛ غاية النهاية 1/288 ـ292.
    [2] اختلف في اسمه، وقيل: اسمه هو كنيته، أي: أبو عمرو بن العلاء، وما ذكرته أولاً هو الراجح.
    [3] معرفة القراء الكبار 1/101؛ غاية النهاية 1/292.
    [4] همَّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، الشهير بالفرزدق( 000 - 110هـ): شاعر، من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، كان يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس، كان شريفا في قومه، عزيز الجانب، لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه، توفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة. وفيات الأعيان 6/86؛ الأعلام للزركلي 8/ 93.
    [5] سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط ( 000- 215هـ): نحوي، عالم باللغة والأدب، أخذ العربية عن الخليل، ثم لزم سيبوية حتى برع، صنف كتبًا، منها: (تفسير معاني القرآن)، و(شرح أبيات المعاني)، و(الاشتقاق). سير أعلام النبلاء 10/206؛ الأعلام للزركلي3/101ـ 102.
    [6] جمال القراء 2/451.
    [7] إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير، البغدادي، الحربي، أبو إسحاق (198- 285 هـ): الإمام الحافظ العلامة، شيخ الإسلام، من أعلام المحدثين، كان عارفًا بالفقه، بصيرًا بالاحكام، قيمًا بالأدب، زاهدًا، تفقه على الإمام أحمد، أصله من مرو، واشتهر وتوفي ببغداد، ونسبته إلى محلة فيها، صنف كتبا كثيرة، منها:غريب الحديث، وإكرام الضيف، ومناسك الحج. سير أعلام النبلاء 13/356؛ الأعلام للزركلي 1/ 32.
    [8] معرفة القراء 1/103؛ سير أعلام النبلاء 6/408.
    [9] جمال القراء 2/451؛ غاية النهاية 1/290ـ 291.
    [10] محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر الهاشمي، بالولاء، أبو العيناء (191 - 283 هـ): أديب فصيح، من ظرفاء العالم، ومن أسرع الناس جواباً، اشتهر بنوادره ولطائفه، وكان ذكيًا جدًا، حسن الشعر مليح الكتابة، كف بصره بعد بلوغه أربعين سنة من عمره، أصله من اليمامة، ومولده بالأهواز، ومنشأه ووفاته في البصرة. وفيات الأعيان 4/343؛ الأعلام للزركلي 6/334.
    [11] معرفة القراء 1/103؛ سير أعلام النبلاء 6/408.
    [12] نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان، الأزدي الجهضمي البصري الصغير، أبو عمرو، وهو حفيد الجهضمي الكبير( نحو 160ـ 250هـ): حافظ علَّامة ثقة، وليٌّ صالح، روى القراءة عرضاً عن أبيه علي، وسماعاً عن غيره، وروى له الجماعة، طلبه المستعين للقضاء فقال: أستخير الله، فصلى ركعتين وقام فقبض. سير أعلام النبلاء12/ 133؛ غاية النهاية 2/337ـ338.
    [13] جمال القراء 2/450؛ سير أعلام النبلاء6/408.
    [14] يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، أبو محمد، اليزيدي (138- 202 هـ): شيخ القراء، وعالم بالعربية والأدب، من أهل البصرة، قرأ على أبي عمرو بن العلاء، صحب يزيد بن منصور الحميري (خال المهدي) يؤدب ولده، فنسب إليه، من كتبه: النوادر في اللغة، والمقصور والممدود، وله نظم جيد، في " ديوان ". وفيات الأعيان 6/183؛ سير أعلام النبلاء9/562؛ الأعلام للزركلي8/163.
    [15] معرفة القراء الكبار 1/102.
    [16] جمال القراء 2/450.
    [17] غاية النهاية 1/292.
    [18] سأشير في الخاتمة إلى بعض هذه الأسباب.
    [19] نفى الذهبي صحة ذلك، وأكد ابن الجزري على صحته، فقال: وهو الصحيح. غاية النهاية 1/289.
    [20] السبعة في القراءات ص81؛ تهذيب الكمال 34/121.
    [21] تهذيب الكمال 34/130؛ معرفة القراء الكبار 1/104؛ سير أعلام النبلاء 6/410.
    [22] سير أعلام النبلاء 6/408.
    [23] وفيات الأعيان 3/468.
    [24] المصدر السابق.
    [25] جمال القراء 2/451.
    [26] سير أعلام النبلاء 6/408.
    [27] عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة، العنبري بالولاء، التنوري البصري (102- 180 هـ): إمام حافظ، ثقة ثبت، مقرئ، كان يوصف بالعبادة والدين والفصاحة والبلاغة، وقد اتهم بالقدر، قرأ على أبي عمرو ورافقه في العرض على حميد بن قيس المكي. الكاشف 1/673؛ غاية النهاية 1/478؛ الأعلام للزركلي4/ 178.
    [28] غاية النهاية 1/291.
    [29] ينظر: جمال القراء2/453؛ وتهذيب الكمال 24/128.
    [30] وفيات الأعيان 3/469.
    [31] غاية النهاية 1/292.

    http://www.alukah.net/culture/0/83373/

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:12 am