الخطاب في القرآن الكريم (دراسة لغوية بلاغية)

من أساليب القرآن أسلوب الخطاب وله وجوه منها :
خطاب الجمع بلفظ الواحد ( ياأيها الأنسان ما غرك بربك الكريم )
ومنها خطاب الواحد بلفظ الأثنين ( ألقيا فى جهنم ) والخطاب لمالك خازن النار . وقيل لخزنة النار والزبانية فيكون من خطاب الجمع بلفظ الأثنين ، وقيل للملكين الموكلين فى قوله ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) فيكون على الأصل .

ومن أسلوب الخطاب :
خطاب الاثنين بلفظ الواحد : كقوله ( فمن ربكما ياموسى ) أى : وياهارون ، وفيها وجهان :
أحدهما : أنه أفرده بالنداء لإدلاله عليه بالتربية .
والآخر : لأنه صاحب الرسالة والآيات ، وهارون تبع له .
وذكر فى الكشاف آخر ، وهو : أن هارون لما كان أفصح من موسى ، نكب فرعون عن خطابه حذرا من لسانه .
ومثله : ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) .قال ابن عطية : أفرده بالشقاء لأنه المخاطب أولا والمقصود فى الكلام .
وقيل : لأن الله جعل الشقاء فى معيشة الدنيا فى جانب الرجال .
وقيل : إغضاء عن ذكر المرأة ، كما قيل : من الكرم ستر الحرم .

ومن أنواع الخطاب :
خطاب العين والمراد به الغير : كقوله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ) : الخطاب له ، والمراد أمته، لأنه صلى الله عليه وسلم كان تقيا وحاشاه من طاعة الكفار . ومنه (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ َۚ) حاشاه صلى الله عليه وسلم من الشك ، وإنما المراد بالخطاب التعريض بالكفار . وقال ابن عباس فى هذه الآية : لم يشك ولم يسأل ، ومثله (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ). وقوله ( فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) ،

من أسلوب الخطاب :
خطاب الجمع بعد الواحد : كقوله (. (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ ) قال ابن الأنبارى : جمع فى الفعل الثالث ليدل على أن الأمة داخلون مع النبى عليه الصلاة والسلام ، ومثله : (ِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النساء ) .
ومنها خطاب الأثنين بعد الواحد : كقوله ( أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ ) .

من أسلوب الخطاب فى القرآن :
الخطاب العام الذى لم يقصد به مخاطب معين : نحو ( ألم تر أن الله يسجد له ) ،(وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ) ، ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم ) . لم يقصد بذلك خطاب معين ، بل كل أحد ، وأخرج فى صورة الخطاب لقصد العموم ، يريد أن حالهم تناهت فى الظهور ، بحيث لا يختص بها راء دون راء ، بل كل من أمكن منه الرؤية داخل فى ذلك الخطاب .

ومن أساليب الخطاب فى القرآن :
خطاب العين : نحو : ( وقلنا ياأدم اسكن ) ( يانوح اهبط ) ( ياموسى لا تخف ) ( ياإبراهيم قد صدقت ) ( ياعيسى إنى متوفيك ) .
خطاب الإهانة : ( فإنك رجيم ) ، ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) .
خطاب التهكم : ( ذق إنك آنت العزيز الكريم ) .